أحــــبــــك !
قوليها ،، هيا افعليها وأريحيني من هذا العذاب ...
هيا ،، انطقيها .. وأجهزي على ما تبقي من قلبي ...
أرجوك لا تجعليني معلقاً بين الحياة والموت ،، فموتي أهون من حياة جسدية بلا روح ،، صدقيني لم يبقَ شيء يربطني بالحياة سوى هذه الكلمة ،، هل قلت حياة؟ وأية حياة أعيشها بلا قلب يخفق ولا روح تهفو ولا أمل يبقى؟
أيتها الغالية ،، لا تخافي فلن تقل منزلتك عندي ،، ولن تتزعزع قصورك المشيدة في أعماقي ، ثقي أن ورود حبك التي زرعتِها لن أقطفها ما حييت ، عفواً .. ما حييت وما مت !!
أحــــبــــك !
قولي لا أحبك ..!! قولي لم أعد أحبك .. قولي أي شيء ، المهم أن تقولي ،، أخبريني بالحقيقة وسأتجرعها مهما كانت مرارتها .. فقط لا تكذبي علي ولا تكابري ،، لا تدعيني أعيش في حلم وردي ثم أصحو على حقيقة حالكة السواد .. أخبريني أني لا أستحق قلبك ولست جديراً بما حظيته من حب .. فقط قولي الحقيقة .. لا أطلب غيرها .. وسأنسحب بهدوء من حياتك كما تسللت إليها في صمت ،،
أحــــبــــك !
سيدتي ،، أتذكرين أول لقاء بيننا ،، لا أعتقد .. ولا أخالك تذكرين الثاني ولا الثالث حتى .. ولكني أذكر ذلك جيداً كما لو كان الآن ،، كنت أضحك بشراهة على من يؤمن بما يسمى الحب من أول نظرة ، إنه هرطقات مراهقة ،، صدقيني بعدها صرت أقهقه على نفسي .. أعترف ،، كنت مخطئاً !!
أحــــبــــك !
لقد دخلت ذلك المكان بالصدفة ،، الصدفة وحدها هي من لعبت دور البطل -والكومبارس أيضاً- في معرفتي بك .. عندما ابتسمتِ لي .. أصابني شعور غريب لم أعرفه من قبل ،، علي أي حال اكتشفت ماهيته فيما بعد ..! عزيزتي لقد رأيت الكثير من الناس حولك .. كنت أحسدهم على كل كلمة تقولينها لهم ،، كل ابتسامة صفراء ترسمها شفتاك وأنت تسمعين نكاتهم السخيفة !!
أحــــبــــك !
كنت أعتبر أن سرقة قلبك بين هؤلاء أشبه بخطف ملك مبجل من وسط ألف جندي ! نعم أيتها العزيزة .. كنت أضحك على نفسي وأنا أتخيلك تحادثيني وحدي ،، تسألين عني أو حتى تذكرين اسمي ،، حلم بعيد المنال أن أتوقع مرور ذكراي في مخيلتك وأنت وحدكِ .. لم أخالك أبداً تشغلين فكرك العذب بهذا الزائر العابر .. فأنا لست إلا شخصاً هامشياً في حياتك الصاخبة ،، لا أحب أن أعيش على الأطراف ، كما لا أريد أن أفرض نفسي كما يفرضه من هم حولك بطرق تليق بالحثالة ،، حاولت منع قدمي من الانزلاق .. أن أحتفظ بعزة نفسي .. ولكن ما عساي أقول .. آه أيها القلب الضعيف .. لماذا أوقعتني في حب المستحيل؟
أحــــبــــك !
أصبحت كل ليلة آتي لهذا المكان ،، أظل صامتاً وأنا أراقب همساتك وسكناتك ،، كنت شارد الذهن إلا من التفكير بك وما تقولينه ، وما ستردين به على ذاك الأحمق ،، أنهم لا يستحقونكِ ، هذا ما رأيته .. ربما لم تعرفي بذلك الشعور حينها لكني كنت أغار عليك ! نعم ولكن من أنا في حياتك؟ هل أستحق أن أتدخل فيما لا يعنيني؟ بلى تعنين لي الشيء الكثير .. حقيقة .. تعنين لي كل شيء! حاولت أن أتجاذب أطراف الحديث معك .. وأحظى بقليل من اهتمامك .. اكتشفت طيبة قلبك التي تغمرك .. آه كم أنتِ رائعة فعلاً .. لكني لم أستطيع أبداً قول ذلك ،، أخشى أن تفهميني بشكل خاطيء وأفسد كل شيء ،، أن أحظى برؤيتك ولا تشعرين بي خير من أن أفعل ذلك وأنت تكرهيني ،، على أي حال بالتأكيد هناك الكثير قالوها لكِ فما الفرق عندما يذكرها لك ذلك الزائر الغريب؟ يا لغربتي وأنا مسافر وحدي تائه في صحراء قلبك ،، مهما سرت وسرت لن أرى سوى السراب ..!
أحــــبــــك !
حسناً .. شعرت ببعض الاهتمام منك ،، لا أصدق نفسي فأنتِ –نعم أنتِ- تتحدثين معي .. ومن أنا ؟ لكن ذلك ما حدث .. تحدثنا قليلاً وضحكنا قليلاً .. شعرت بسعادة لا مثيل لها .. صحيح أننا لم نكن وحدنا ، لكن مجرد أن أشارك في حوار أنتِ طرف فيه ، فذلك يعني لي الكثير .. يعني أنني حجزت مساحة ولو صغيرة من تفكيرك .. لا أظن أنني وصلت إلى قلبك الرقيق بعد ،، لكن يكفي أن أحدثك ،، لقد ملكت الدنيا بأسرها !!
أحــــبــــك !
عندما هممتُ بالرحيل .. كانت مفاجأة .. فها أنتِ تهمسين لي بانفراد وتسأليني باهتمام إن كنت قد تضايقت من بعض أحاديثنا ،، لا أبداً كنا نمزح ونضحك فحسب .. كم أسعدني سؤالك .. كم كنت محظوظاً !!
أحــــبــــك !
توالت الأيام وتوالت الأحاديث .. لقد أدمنت مكان اللقاء .. تركت أعمالي ، اهتماماتي وحتى أصدقائي المقربين .. فقد كنت لي أكثر من إنسانة وسط الزحام .. كنتِ أقصى ما أتمناه .. نعم كنتِ شيئاً بعيداً .. بعيداً جداً .. وأضحيتِ أقرب بكثير .. صحيح أنني لا زلت شخصاً عادياً .. لكن أخال أني صرت وجهاً مألوفاً لديك .. قد أكون مشغولاً بك طوال الوقت ولكن يكفي أن أعرف أني أمثل شيئاً في دنياك الجميلة ، وربما –أقول ربما- تسلل بعض مني إلى قلبك .. لم لا! إن لم يكن ذلك صحيحاً فلمَ أصبحتِ تسألين عن سبب غيابي أو تأخري .. هل تشتاقين لي فاتنتي ؟ هل تشعرين بغيابي أم أن حضوري وذهابي سيّان .. أمر روتيني؟ ربما لا تستطيعين التعبير عما يدور بأعماقك ، صدقيني أقدّر ذلك! كم تمنيت لو أني أملك كرة بلورية فأقرأ ما بقلبك .. وددت أن أرى بعينيّ ما يدور في كيان تلك المملكة الأفلاطونية الفاضلة !
أحــــبــــك !
توقفنا في إحدى اللقاءات .. تحدثنا معاً .. لم يكن كسائر الأحاديث .. غبتِ عدة أيام كأنها سنوات بأكملها ،، اشتقت إليكِ حقاً وخفت أن أفقدكِ .. حاولت أن أخبرك ببعض ما أحس به تجاهكِ .. لكن لساني يأبى الكلام .. أنا أخافكِ ! نعم أنا أفعل ..! تمنيت وقتها أن القلوب مخلوقة من زجاج ،، لتري بنفسك أين وضعتُ –بل أين وضعتِ- عرشكِ في قلبي ..! بعد جدل داخلي طويل استطعت أن أغوص في أعماق حياتكِ .. بدأت أسألكِ .. عنكِ ! من أنتِ ومن أين أتيتِ .. أخبرتكِ بشوقي لك وأنني افتقدتك كثيراً فقلتِ أنك تبادليني الشعور ذاته .. أخذتنا الأحاديث وتكلمنا عنكِ .. عني! أخيراً عرفت الكثير عنك وأزحت جزءاً من الغموض الذي يغطيك .. كم أنا محظوظ فأنتِ تحدثيني وحدي عن نفسكِ .. لم أكن أملك سوى الاستماع والاستمتاع ،، صدقيني أحسن كثيراً فن الإنصات .. والآن أتقنه أكثر مما مضى ..!
أحــــبــــك !
عندما هممنا بالانصراف .. تجرأت كثيراً ونزعت بعض غلالات الخجل التي تكسوني دائماً ،، قلت لكِ أنك ملكتِ قلبي في لحظات !! قلت أني أشتاق إليكِ أكثر من أي شخص في هذا الوجود .. أخبرتكِ أني حلمت فيكِ البارحة ! أذكر حينها أنكِ تلعثمتِ كثيراً وضحكتِ ،، لكن أعلم جيداً أن ضحكك ما هو إلا ستار تغطين به ما انكشف من دفء قلبكِ وحبكِ! المهم أننا ودّعنا بعضنا على أمل اللقاء التالي ..!
أحــــبــــك !
ذلك اليوم أحسست بشعور غريب .. أحس أني سأفعل شيئاً كبيراً .. إنها البداية الحقيقية .. بداية الفرح وبداية الحزن .. ليت ذلك اليوم المبهج لم يكن أبداً .. فسعادته كانت وقتية فقط .. نعم إنها كانت وقتية ! قابلتك كما المعتاد .. وتحدثنا كثيراً .. كنا نتكلم معاً على انفراد .. فذكرتِ لي أنك ربما تضطرين إلى الغياب عدة أيام لظروف سفركِ الطاريء .. صحيح أني صدمت في باديء الأمر ولكنك ما لبثت أن أعطيتني رقمك كي أتواصل معك أكثر .. طرت من الفرحة .. فقد وصلت إلى قمة العالم لحظتها .. لم أتمالك نفسي وانسحبت مسرعاً .. فليس من عادتي إظهار مشاعري بعنف .. فضلت أن أكتم فرحتي وأعيش بها وحدي .. أنا وهي فقط !
أحــــبــــك !
اتصلت بكِ أخيراً .. فوجئت بما وجدته من رقتكِ وأناقتكِ في الحديث .. لقد كنتِ مميزة في كل شيء حتى ضحكتك الساحرة .. ما أروعك .. أحسست حينها أنني –حتى أنا- لا أستحق حبكِ! فأنتِ تستحقين أن يعشقك العالم كله .. لا شخص واحد .. قلبك الطاهر له أن يكون حق مشاع .. فهو ليس كأي قلب .. بل يفيض حناناً وطيبةً وصدقاً .. كنتِ أكثر من حبيبة .. صدقيني!
استطعت بعد جهد جهيد أن أخبرك بالحقيقة .. نعم قلت أصعب كلمة .. وأجمل كلمة .. وأعذب كلمة بإمكاني قولها .. قلتها .. وألقيت بمرساتي في عبابِ موجك المتلاطم ..
أحــــبــــك !
يا لها من كلمة رقيقة .. عفوية .. ورائعة .. تغني عن آلاف المعاجم .. وتقتحم أسوار الجسد لتستقر في القلب .. نعم هي كذلك .. اسألوني عنها ! أعلم كم كانت مفاجئةً تلك الكلمة .. ولكن فاض بي الشوق وتعدى العشق مسار العقل .. لقد عانيت كثيراً كي أمنع نفسي عنها .. ولكن قلبي .. قلبي الأحمق .. لم يحتمل صبراً .. أعلم أنكِ تحبيني ولكن روعة الحب تكمن في المفاجأة .. في الهدايا .. ماذا تريدين منيّ أكثر منيّ أنا !؟
أحــــبــــك !
وأنا أيضاً أحبك! –تعترفين- أخيراً صرَّحتِ بحبك لي .. اعترفتِ أنني سكنت قلبك .. وأنك كنت دائماً ما تسألين عني .. تشتاقين لوجودي .. وتمنين نفسك بسماع صوتي .. يا للغرابة لماذا صمتي كثيراً ..! هل ذلك حقاً ؟ نعم –تقولين- افهمني .. أنا لا أستطيع البوح بمشاعري .. أنا خجولة وحساسة .. حبيبي .. أنا امرأة !! هل تعلم كيف تفكر المرأة .. إنها كإبريق الشاي تحتمل حرارة الشوق والحب كثيراً حتى تصرخ وتعلن أنه لم يعد للصبر مكان .. قالت كما قالت (نجاة الصغيرة) ذات يوم: أنا أحبك حاول أن تساعدني!
أحــــبــــك !
استمرت الأيام .. وأصبح لا يمر أحدها بلا حب .. هو أضحى كالماء الذي يمثل الحياة .. بل هو الحياة .. يعيد الأشلاء إلى وحدة .. والأشظاء إلى كتلة .. نعم فاتنتي الجميلة .. أصبحتِ كل شيء يعنيني في هذا العالم .. أذكرك طوال الوقت .. حب عصف بكل شيء آخر .. أفرحتِني وأحزنتِني .. وفي الحالتين أبكيتني ! نعم لا أبالغ .. لقد أجريتِ الدموع على خدي .. ولم تعلمي ما معنى أن يبكي الرجل ..! لا أجد تفسيراً لحزني المتواصل الذي ينقشع مع أول رسالة يتلقاها هاتفي منك ثم ما يلبث أن يعود .. حاولت يا سيدتي أن أشغل نفسي قليلاً لكن صدقيني لم أستطع .. وكأن العقل والقلب قد أقسما ألا يخوناك .. ولكن ،، لماذا الحزن يا قلبي .. ألم تكُ تتمنى هذه اللحظات .. نعم ولكن ! ولكن ماذا ؟ لا أجد تفسيراً لذلك .. هو الحب إذاً .. عذاب وتفكير .. تعب وهم .. ومع ذلك عذب حلو المذاق .. كالخرافة تماماً !
أحــــبــــك !
شهور مرت على أول لقاء .. اعترفتِ لي فيها بأنكِ تعشقيني حد الجنون .. أخبرتِني بكل همومك وأحزانك .. كنت دائماً أحاول إفهامك أن تطرحي همومك بقلبي فأحملها عنك .. صحيح أنها كانت كثيرة وثقيلة ،، لكني كنت أعيشها بكل تفاصيلها .. أحب أن أغوص فيها وأزيحها عنك .. صدقيني لم أشعر بهذا الإحساس من قبل .. ولكني شعرت أنه علي أن أكون شاطئك الذي تلقين عليه مد أحزانك فتستردين جزر الحب .. لم يكن ذلك قليلاً فيكِ أبداً بل كنت دائماً ما أردد أنني لا أستحق إلا جزءاً من قلبك الكبير .. وطيبتك وحنانك ..
أحــــبــــك !
أخبرتك أن الفراق هو الموت بعينه .. نعم يا من ملكتي قلبي وسيطرتي على وجداني .. قلت لك ذلك ،، ترجيتك كثيراً ألا يأتي يوم نفترق فيه .. أخاف أن أفقدك ذات يوم .. وماذا يبقى لي بعد ذلك؟ لم أتخيل أن ينقص مقدار حبك لي ذات يوم .. مهما حصل ..! أنتِ التي كنتِ تقولين ذلك !
أحــــبــــك !
حبيبتي الغالية ،، ألم تخبريني أن الشيء الوحيد الذي سينسيكِ إياي هو الموت وحسب؟ ألم نتعاهد على الحب .. على الشوق .. على الذكريات الجميلة .. على الوفاء إذاً .. أنا لا زلت عند وعدي فماذا حصل لكِ ..؟ أخبريني يا أعز من أحببت ،، وأغلى من عشقت ،، وأوفى من عرفت ،، وأطيب من التقيت .. صارحيني بالحقيقة مهما كانت .. اذكري لي سبباً واحداً للفراق .. حبيبتي .. لا تضعيني في موضع الضعف ،، تعلمين أن الرجل إذا كسر شموخه وكبرياءه فإنه يتهاوى إلى الحضيض .. أترضين علي ذلك؟
أحــــبــــك !
عزيزتي .. صارحيني .. أتحبيني ؟؟ هل تحطمت زوارقي على ضفاف قلبك؟ أما زالت طيور ذكرانا ترفرف على أغصان العشق .. تنتقل من شجرة جميلة إلى ظل وارف .. تختبيء من عيون البشر لنحتضنها بدفء ؟ هل بقي لي من الحب مكان ؟ هيا -فاتنتي الجميلة- انطقيها ولا تتردي .. قولي أنك لم تعودي تحبيني .. اعترفي .. على الأرجح أني سأبكي وسأبكي .. لكني لن أعيش في دوامة .. في ضياع وتشتت .. سأعرف حدودي لأقف عندها .. وتأكدي بأن ذكراك ستظل منقوشة بأعماقي .. لن تمحوها الأيام .. ولن تقتلعها الظروف .. ثقي بأنك ستظلين زنبقة في بستاني أسقيها كل يوم بالذكرى الجميلة .. أستعيد معها أيامنا الحلوة .. وليالينا العاصفة بالحب .. وساعاتنا الملطخة بالحزن والفرح ..
أحــــبــــك !
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تحاول لملمة ما تبقى لها من قوة .. لكن حزنها كان أكبر فبكت وبكت .. ثم حاولت أن تستعيد قواها لتتكلم .. أن تحتشد بعض طاقتها لتقول لي ما أرادت قوله .. حبيبي .. صدقني أنك لن تستطيع معرفة مكانتك في قلبي .. أتمنى أن تقرأ ما بداخلي دون أن أقوله .. فأبجديات العالم كلها لا تعبر عما أشعر به .. أنا أحبك .. لا .. الحب أصغر من أن يظهر لك ما أخفيه .. ارحمني فأنا أحترق .. أحترق ..!
أحــــبــــك !
ليت أن الدنيا تسير كما نحب –حبيبتي تواصل اعترافها- ولكنها تخالفنا دائماً .. تجبرنا على المسير معها رضينا أم أبينا .. عزيزي .. لا أريد أن أصدمك ولكني خطبت وسأتزوج عما قريب ..! كم يصعب علي فراقك ،، كم أتألم وأنا أترك الشخص الوحيد الذي أحببته بكل عنف .. وعشقته بكل ما أملك من إحساس .. أنت الوحيد الذي علمني أن الدنيا بلا حب لا تستحق أن نعيشها .. عزيزي .. لقد علمتني الكثير وأعطيتني أكثر .. أنا أعترف بحبك أيها الغالي .. ولكن دعني أعيش حياتي التي يجب أن أحياها .. وتأكد أن قلبي سيظل يذكرك بكل خير .. ولن ينسى أي لحظة جميلة عشناها معاً ..
انتهى كلامها .. وانتهى العالم بالنسبة لي .. ساعتها .. تأكدت أن كل شيء قد ولى إلى غير رجعة .. معقول ؟؟ لا أصدق أني سأحرم منها .. لحظة .. أمهليني قليلاً فلم أستعد أبداً لهذا الموقف .. آه ما أقسى لحظات الوداع .. وما أصعب مواجهتها ..
أحــــبــــك !
حبيبتي –سابقاً- ارحلي حضوراً ولن ترحلي نبضاً وإحساساًً .. حبيبتي –اليوم- تأكدي أن ما كتبته بيدكِ الصغيرة في قلبي سيظل ويبقى حتى يتوقف هذا القلب عن ضخ الحياة .. لا تفكري فيّ بعد اليوم وتفرغي لحياتك الجديدة .. دعي التفكير لي .. والذكرى لي .. والحزن لي .. إذاً هو الفراق .. انتهى كل شي ..!!
تحياتي :
غــــــــــــروووب
قوليها ،، هيا افعليها وأريحيني من هذا العذاب ...
هيا ،، انطقيها .. وأجهزي على ما تبقي من قلبي ...
أرجوك لا تجعليني معلقاً بين الحياة والموت ،، فموتي أهون من حياة جسدية بلا روح ،، صدقيني لم يبقَ شيء يربطني بالحياة سوى هذه الكلمة ،، هل قلت حياة؟ وأية حياة أعيشها بلا قلب يخفق ولا روح تهفو ولا أمل يبقى؟
أيتها الغالية ،، لا تخافي فلن تقل منزلتك عندي ،، ولن تتزعزع قصورك المشيدة في أعماقي ، ثقي أن ورود حبك التي زرعتِها لن أقطفها ما حييت ، عفواً .. ما حييت وما مت !!
أحــــبــــك !
قولي لا أحبك ..!! قولي لم أعد أحبك .. قولي أي شيء ، المهم أن تقولي ،، أخبريني بالحقيقة وسأتجرعها مهما كانت مرارتها .. فقط لا تكذبي علي ولا تكابري ،، لا تدعيني أعيش في حلم وردي ثم أصحو على حقيقة حالكة السواد .. أخبريني أني لا أستحق قلبك ولست جديراً بما حظيته من حب .. فقط قولي الحقيقة .. لا أطلب غيرها .. وسأنسحب بهدوء من حياتك كما تسللت إليها في صمت ،،
أحــــبــــك !
سيدتي ،، أتذكرين أول لقاء بيننا ،، لا أعتقد .. ولا أخالك تذكرين الثاني ولا الثالث حتى .. ولكني أذكر ذلك جيداً كما لو كان الآن ،، كنت أضحك بشراهة على من يؤمن بما يسمى الحب من أول نظرة ، إنه هرطقات مراهقة ،، صدقيني بعدها صرت أقهقه على نفسي .. أعترف ،، كنت مخطئاً !!
أحــــبــــك !
لقد دخلت ذلك المكان بالصدفة ،، الصدفة وحدها هي من لعبت دور البطل -والكومبارس أيضاً- في معرفتي بك .. عندما ابتسمتِ لي .. أصابني شعور غريب لم أعرفه من قبل ،، علي أي حال اكتشفت ماهيته فيما بعد ..! عزيزتي لقد رأيت الكثير من الناس حولك .. كنت أحسدهم على كل كلمة تقولينها لهم ،، كل ابتسامة صفراء ترسمها شفتاك وأنت تسمعين نكاتهم السخيفة !!
أحــــبــــك !
كنت أعتبر أن سرقة قلبك بين هؤلاء أشبه بخطف ملك مبجل من وسط ألف جندي ! نعم أيتها العزيزة .. كنت أضحك على نفسي وأنا أتخيلك تحادثيني وحدي ،، تسألين عني أو حتى تذكرين اسمي ،، حلم بعيد المنال أن أتوقع مرور ذكراي في مخيلتك وأنت وحدكِ .. لم أخالك أبداً تشغلين فكرك العذب بهذا الزائر العابر .. فأنا لست إلا شخصاً هامشياً في حياتك الصاخبة ،، لا أحب أن أعيش على الأطراف ، كما لا أريد أن أفرض نفسي كما يفرضه من هم حولك بطرق تليق بالحثالة ،، حاولت منع قدمي من الانزلاق .. أن أحتفظ بعزة نفسي .. ولكن ما عساي أقول .. آه أيها القلب الضعيف .. لماذا أوقعتني في حب المستحيل؟
أحــــبــــك !
أصبحت كل ليلة آتي لهذا المكان ،، أظل صامتاً وأنا أراقب همساتك وسكناتك ،، كنت شارد الذهن إلا من التفكير بك وما تقولينه ، وما ستردين به على ذاك الأحمق ،، أنهم لا يستحقونكِ ، هذا ما رأيته .. ربما لم تعرفي بذلك الشعور حينها لكني كنت أغار عليك ! نعم ولكن من أنا في حياتك؟ هل أستحق أن أتدخل فيما لا يعنيني؟ بلى تعنين لي الشيء الكثير .. حقيقة .. تعنين لي كل شيء! حاولت أن أتجاذب أطراف الحديث معك .. وأحظى بقليل من اهتمامك .. اكتشفت طيبة قلبك التي تغمرك .. آه كم أنتِ رائعة فعلاً .. لكني لم أستطيع أبداً قول ذلك ،، أخشى أن تفهميني بشكل خاطيء وأفسد كل شيء ،، أن أحظى برؤيتك ولا تشعرين بي خير من أن أفعل ذلك وأنت تكرهيني ،، على أي حال بالتأكيد هناك الكثير قالوها لكِ فما الفرق عندما يذكرها لك ذلك الزائر الغريب؟ يا لغربتي وأنا مسافر وحدي تائه في صحراء قلبك ،، مهما سرت وسرت لن أرى سوى السراب ..!
أحــــبــــك !
حسناً .. شعرت ببعض الاهتمام منك ،، لا أصدق نفسي فأنتِ –نعم أنتِ- تتحدثين معي .. ومن أنا ؟ لكن ذلك ما حدث .. تحدثنا قليلاً وضحكنا قليلاً .. شعرت بسعادة لا مثيل لها .. صحيح أننا لم نكن وحدنا ، لكن مجرد أن أشارك في حوار أنتِ طرف فيه ، فذلك يعني لي الكثير .. يعني أنني حجزت مساحة ولو صغيرة من تفكيرك .. لا أظن أنني وصلت إلى قلبك الرقيق بعد ،، لكن يكفي أن أحدثك ،، لقد ملكت الدنيا بأسرها !!
أحــــبــــك !
عندما هممتُ بالرحيل .. كانت مفاجأة .. فها أنتِ تهمسين لي بانفراد وتسأليني باهتمام إن كنت قد تضايقت من بعض أحاديثنا ،، لا أبداً كنا نمزح ونضحك فحسب .. كم أسعدني سؤالك .. كم كنت محظوظاً !!
أحــــبــــك !
توالت الأيام وتوالت الأحاديث .. لقد أدمنت مكان اللقاء .. تركت أعمالي ، اهتماماتي وحتى أصدقائي المقربين .. فقد كنت لي أكثر من إنسانة وسط الزحام .. كنتِ أقصى ما أتمناه .. نعم كنتِ شيئاً بعيداً .. بعيداً جداً .. وأضحيتِ أقرب بكثير .. صحيح أنني لا زلت شخصاً عادياً .. لكن أخال أني صرت وجهاً مألوفاً لديك .. قد أكون مشغولاً بك طوال الوقت ولكن يكفي أن أعرف أني أمثل شيئاً في دنياك الجميلة ، وربما –أقول ربما- تسلل بعض مني إلى قلبك .. لم لا! إن لم يكن ذلك صحيحاً فلمَ أصبحتِ تسألين عن سبب غيابي أو تأخري .. هل تشتاقين لي فاتنتي ؟ هل تشعرين بغيابي أم أن حضوري وذهابي سيّان .. أمر روتيني؟ ربما لا تستطيعين التعبير عما يدور بأعماقك ، صدقيني أقدّر ذلك! كم تمنيت لو أني أملك كرة بلورية فأقرأ ما بقلبك .. وددت أن أرى بعينيّ ما يدور في كيان تلك المملكة الأفلاطونية الفاضلة !
أحــــبــــك !
توقفنا في إحدى اللقاءات .. تحدثنا معاً .. لم يكن كسائر الأحاديث .. غبتِ عدة أيام كأنها سنوات بأكملها ،، اشتقت إليكِ حقاً وخفت أن أفقدكِ .. حاولت أن أخبرك ببعض ما أحس به تجاهكِ .. لكن لساني يأبى الكلام .. أنا أخافكِ ! نعم أنا أفعل ..! تمنيت وقتها أن القلوب مخلوقة من زجاج ،، لتري بنفسك أين وضعتُ –بل أين وضعتِ- عرشكِ في قلبي ..! بعد جدل داخلي طويل استطعت أن أغوص في أعماق حياتكِ .. بدأت أسألكِ .. عنكِ ! من أنتِ ومن أين أتيتِ .. أخبرتكِ بشوقي لك وأنني افتقدتك كثيراً فقلتِ أنك تبادليني الشعور ذاته .. أخذتنا الأحاديث وتكلمنا عنكِ .. عني! أخيراً عرفت الكثير عنك وأزحت جزءاً من الغموض الذي يغطيك .. كم أنا محظوظ فأنتِ تحدثيني وحدي عن نفسكِ .. لم أكن أملك سوى الاستماع والاستمتاع ،، صدقيني أحسن كثيراً فن الإنصات .. والآن أتقنه أكثر مما مضى ..!
أحــــبــــك !
عندما هممنا بالانصراف .. تجرأت كثيراً ونزعت بعض غلالات الخجل التي تكسوني دائماً ،، قلت لكِ أنك ملكتِ قلبي في لحظات !! قلت أني أشتاق إليكِ أكثر من أي شخص في هذا الوجود .. أخبرتكِ أني حلمت فيكِ البارحة ! أذكر حينها أنكِ تلعثمتِ كثيراً وضحكتِ ،، لكن أعلم جيداً أن ضحكك ما هو إلا ستار تغطين به ما انكشف من دفء قلبكِ وحبكِ! المهم أننا ودّعنا بعضنا على أمل اللقاء التالي ..!
أحــــبــــك !
ذلك اليوم أحسست بشعور غريب .. أحس أني سأفعل شيئاً كبيراً .. إنها البداية الحقيقية .. بداية الفرح وبداية الحزن .. ليت ذلك اليوم المبهج لم يكن أبداً .. فسعادته كانت وقتية فقط .. نعم إنها كانت وقتية ! قابلتك كما المعتاد .. وتحدثنا كثيراً .. كنا نتكلم معاً على انفراد .. فذكرتِ لي أنك ربما تضطرين إلى الغياب عدة أيام لظروف سفركِ الطاريء .. صحيح أني صدمت في باديء الأمر ولكنك ما لبثت أن أعطيتني رقمك كي أتواصل معك أكثر .. طرت من الفرحة .. فقد وصلت إلى قمة العالم لحظتها .. لم أتمالك نفسي وانسحبت مسرعاً .. فليس من عادتي إظهار مشاعري بعنف .. فضلت أن أكتم فرحتي وأعيش بها وحدي .. أنا وهي فقط !
أحــــبــــك !
اتصلت بكِ أخيراً .. فوجئت بما وجدته من رقتكِ وأناقتكِ في الحديث .. لقد كنتِ مميزة في كل شيء حتى ضحكتك الساحرة .. ما أروعك .. أحسست حينها أنني –حتى أنا- لا أستحق حبكِ! فأنتِ تستحقين أن يعشقك العالم كله .. لا شخص واحد .. قلبك الطاهر له أن يكون حق مشاع .. فهو ليس كأي قلب .. بل يفيض حناناً وطيبةً وصدقاً .. كنتِ أكثر من حبيبة .. صدقيني!
استطعت بعد جهد جهيد أن أخبرك بالحقيقة .. نعم قلت أصعب كلمة .. وأجمل كلمة .. وأعذب كلمة بإمكاني قولها .. قلتها .. وألقيت بمرساتي في عبابِ موجك المتلاطم ..
أحــــبــــك !
يا لها من كلمة رقيقة .. عفوية .. ورائعة .. تغني عن آلاف المعاجم .. وتقتحم أسوار الجسد لتستقر في القلب .. نعم هي كذلك .. اسألوني عنها ! أعلم كم كانت مفاجئةً تلك الكلمة .. ولكن فاض بي الشوق وتعدى العشق مسار العقل .. لقد عانيت كثيراً كي أمنع نفسي عنها .. ولكن قلبي .. قلبي الأحمق .. لم يحتمل صبراً .. أعلم أنكِ تحبيني ولكن روعة الحب تكمن في المفاجأة .. في الهدايا .. ماذا تريدين منيّ أكثر منيّ أنا !؟
أحــــبــــك !
وأنا أيضاً أحبك! –تعترفين- أخيراً صرَّحتِ بحبك لي .. اعترفتِ أنني سكنت قلبك .. وأنك كنت دائماً ما تسألين عني .. تشتاقين لوجودي .. وتمنين نفسك بسماع صوتي .. يا للغرابة لماذا صمتي كثيراً ..! هل ذلك حقاً ؟ نعم –تقولين- افهمني .. أنا لا أستطيع البوح بمشاعري .. أنا خجولة وحساسة .. حبيبي .. أنا امرأة !! هل تعلم كيف تفكر المرأة .. إنها كإبريق الشاي تحتمل حرارة الشوق والحب كثيراً حتى تصرخ وتعلن أنه لم يعد للصبر مكان .. قالت كما قالت (نجاة الصغيرة) ذات يوم: أنا أحبك حاول أن تساعدني!
أحــــبــــك !
استمرت الأيام .. وأصبح لا يمر أحدها بلا حب .. هو أضحى كالماء الذي يمثل الحياة .. بل هو الحياة .. يعيد الأشلاء إلى وحدة .. والأشظاء إلى كتلة .. نعم فاتنتي الجميلة .. أصبحتِ كل شيء يعنيني في هذا العالم .. أذكرك طوال الوقت .. حب عصف بكل شيء آخر .. أفرحتِني وأحزنتِني .. وفي الحالتين أبكيتني ! نعم لا أبالغ .. لقد أجريتِ الدموع على خدي .. ولم تعلمي ما معنى أن يبكي الرجل ..! لا أجد تفسيراً لحزني المتواصل الذي ينقشع مع أول رسالة يتلقاها هاتفي منك ثم ما يلبث أن يعود .. حاولت يا سيدتي أن أشغل نفسي قليلاً لكن صدقيني لم أستطع .. وكأن العقل والقلب قد أقسما ألا يخوناك .. ولكن ،، لماذا الحزن يا قلبي .. ألم تكُ تتمنى هذه اللحظات .. نعم ولكن ! ولكن ماذا ؟ لا أجد تفسيراً لذلك .. هو الحب إذاً .. عذاب وتفكير .. تعب وهم .. ومع ذلك عذب حلو المذاق .. كالخرافة تماماً !
أحــــبــــك !
شهور مرت على أول لقاء .. اعترفتِ لي فيها بأنكِ تعشقيني حد الجنون .. أخبرتِني بكل همومك وأحزانك .. كنت دائماً أحاول إفهامك أن تطرحي همومك بقلبي فأحملها عنك .. صحيح أنها كانت كثيرة وثقيلة ،، لكني كنت أعيشها بكل تفاصيلها .. أحب أن أغوص فيها وأزيحها عنك .. صدقيني لم أشعر بهذا الإحساس من قبل .. ولكني شعرت أنه علي أن أكون شاطئك الذي تلقين عليه مد أحزانك فتستردين جزر الحب .. لم يكن ذلك قليلاً فيكِ أبداً بل كنت دائماً ما أردد أنني لا أستحق إلا جزءاً من قلبك الكبير .. وطيبتك وحنانك ..
أحــــبــــك !
أخبرتك أن الفراق هو الموت بعينه .. نعم يا من ملكتي قلبي وسيطرتي على وجداني .. قلت لك ذلك ،، ترجيتك كثيراً ألا يأتي يوم نفترق فيه .. أخاف أن أفقدك ذات يوم .. وماذا يبقى لي بعد ذلك؟ لم أتخيل أن ينقص مقدار حبك لي ذات يوم .. مهما حصل ..! أنتِ التي كنتِ تقولين ذلك !
أحــــبــــك !
حبيبتي الغالية ،، ألم تخبريني أن الشيء الوحيد الذي سينسيكِ إياي هو الموت وحسب؟ ألم نتعاهد على الحب .. على الشوق .. على الذكريات الجميلة .. على الوفاء إذاً .. أنا لا زلت عند وعدي فماذا حصل لكِ ..؟ أخبريني يا أعز من أحببت ،، وأغلى من عشقت ،، وأوفى من عرفت ،، وأطيب من التقيت .. صارحيني بالحقيقة مهما كانت .. اذكري لي سبباً واحداً للفراق .. حبيبتي .. لا تضعيني في موضع الضعف ،، تعلمين أن الرجل إذا كسر شموخه وكبرياءه فإنه يتهاوى إلى الحضيض .. أترضين علي ذلك؟
أحــــبــــك !
عزيزتي .. صارحيني .. أتحبيني ؟؟ هل تحطمت زوارقي على ضفاف قلبك؟ أما زالت طيور ذكرانا ترفرف على أغصان العشق .. تنتقل من شجرة جميلة إلى ظل وارف .. تختبيء من عيون البشر لنحتضنها بدفء ؟ هل بقي لي من الحب مكان ؟ هيا -فاتنتي الجميلة- انطقيها ولا تتردي .. قولي أنك لم تعودي تحبيني .. اعترفي .. على الأرجح أني سأبكي وسأبكي .. لكني لن أعيش في دوامة .. في ضياع وتشتت .. سأعرف حدودي لأقف عندها .. وتأكدي بأن ذكراك ستظل منقوشة بأعماقي .. لن تمحوها الأيام .. ولن تقتلعها الظروف .. ثقي بأنك ستظلين زنبقة في بستاني أسقيها كل يوم بالذكرى الجميلة .. أستعيد معها أيامنا الحلوة .. وليالينا العاصفة بالحب .. وساعاتنا الملطخة بالحزن والفرح ..
أحــــبــــك !
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تحاول لملمة ما تبقى لها من قوة .. لكن حزنها كان أكبر فبكت وبكت .. ثم حاولت أن تستعيد قواها لتتكلم .. أن تحتشد بعض طاقتها لتقول لي ما أرادت قوله .. حبيبي .. صدقني أنك لن تستطيع معرفة مكانتك في قلبي .. أتمنى أن تقرأ ما بداخلي دون أن أقوله .. فأبجديات العالم كلها لا تعبر عما أشعر به .. أنا أحبك .. لا .. الحب أصغر من أن يظهر لك ما أخفيه .. ارحمني فأنا أحترق .. أحترق ..!
أحــــبــــك !
ليت أن الدنيا تسير كما نحب –حبيبتي تواصل اعترافها- ولكنها تخالفنا دائماً .. تجبرنا على المسير معها رضينا أم أبينا .. عزيزي .. لا أريد أن أصدمك ولكني خطبت وسأتزوج عما قريب ..! كم يصعب علي فراقك ،، كم أتألم وأنا أترك الشخص الوحيد الذي أحببته بكل عنف .. وعشقته بكل ما أملك من إحساس .. أنت الوحيد الذي علمني أن الدنيا بلا حب لا تستحق أن نعيشها .. عزيزي .. لقد علمتني الكثير وأعطيتني أكثر .. أنا أعترف بحبك أيها الغالي .. ولكن دعني أعيش حياتي التي يجب أن أحياها .. وتأكد أن قلبي سيظل يذكرك بكل خير .. ولن ينسى أي لحظة جميلة عشناها معاً ..
انتهى كلامها .. وانتهى العالم بالنسبة لي .. ساعتها .. تأكدت أن كل شيء قد ولى إلى غير رجعة .. معقول ؟؟ لا أصدق أني سأحرم منها .. لحظة .. أمهليني قليلاً فلم أستعد أبداً لهذا الموقف .. آه ما أقسى لحظات الوداع .. وما أصعب مواجهتها ..
أحــــبــــك !
حبيبتي –سابقاً- ارحلي حضوراً ولن ترحلي نبضاً وإحساساًً .. حبيبتي –اليوم- تأكدي أن ما كتبته بيدكِ الصغيرة في قلبي سيظل ويبقى حتى يتوقف هذا القلب عن ضخ الحياة .. لا تفكري فيّ بعد اليوم وتفرغي لحياتك الجديدة .. دعي التفكير لي .. والذكرى لي .. والحزن لي .. إذاً هو الفراق .. انتهى كل شي ..!!
تحياتي :
غــــــــــــروووب
تعليق