أعتذر عن حبِّي لكي
أعتذر عن حبِّي لكي
عِندما تَوغَّلتُ في غاباتِ ذاتِكِ الصَّحراوية
شَعَثَتْ أحلامي
وبَهُتَتْ ألواني
وسمِعتُ بِبؤبؤِ عينيَّ دَويَّ انفجار
لدمعةٍ أكبر من دوائرِ أحداقي
أسنَدتُ رأسي إلى شجرة ِلوزٍ يابسةٍ مثلي
لألتقطَ أنفاساً هارِبةً منِّي
ونظرت ُفيَّ إليَّ
فلمْ أشاهِدني
نظرت ُفي أنفْي
في فَمي
في عَيني في أُذني
في حُبِّكِ المُسافر بينَ فُؤادي وضُلوعي ورِئتي
فلمْ أعْرِفني
جرَّبت ُصَوتي
جرَّبتُ صَوتي حتَّى انخْلعََت حُنجُرتي من جذورِ الشَّجرة اليابسة وتساقَطَت ثمِارُها الطَّاعنةُ على كتفيَّ
فلم أسْمعْني
واعتذرتْ
اعتذرتُ عن كُلِّ ما اقْترفَ خافِقي منْ حُبٍّ إليكِ
وعنْ كُلِّ ما اعْتَصرَ كبِدي منْ شوقٍ طُفوليٍّ إليكِ
وعنْ كُلِّ ما أوْدَعَتْ رُوحي
من أحلام ٍخضراءَ بينَ ساعِديكِ
اعتذرتْ
عنْ كُلِّ نَجمةِ صيفٍ رسمُتها فوقَ حاجبْيكِ
وعنْ كلِّ زهرة ِليمونٍ استقْطَرتُها كُرْمى لعينيكِ
وعنْ كلِّ قصيدةِ شعرٍ أورَقَتْ تُفاحاً جَبلياً
وعِنَّاباً وزعتراً برياً ونعناعاً
عندَ التقاءِ الأرضِ بنعْلَيكِ
اعتذرتْ
اعتذرتُ حتَّى شُفيتُ مِنكِ فإليكِ
إليكِ بجُرحي يابساً شوكيَّاً
يعرفُ جيِّداً كيفَ يَدْمي مُقلَتَيكِ