أنا أفكر.. إذن
هات لي فيلسوف واحد مات مستورا, أو عاش عيشة أهلة.. ولا مؤاخذة كل الفلاسفة كانوا خلل بمقاييس أهل عصرهم.. لقد ماتوا وهم أحياء.. وعاشوا بعد موتهم.. قسمتهم السودة كده!
ولأنني أعرف هذه الحقيقة المؤسفة- حلوة الحقيقة دي- فقد رفعت منذ البداية شعارا يقول أنا أفكر إذن ياداهية دقي.. ابتداء من السيدة المصونة حرمنا, ومرورا بالسادة الورثة.. ووصولا إلي الجهات المعنية بمكافحة مثل هذا الانحراف عن المفاهيم الإجتماعية- واخد بالك ـ والتوجهات القومية التي يعجز عن التعامل معها سقراط نفسه!
ولأن الله سيحاسب كل إنسان عن نفسه, فإنني لم أسكت ولكنني حاولت أن أغير من هذه المفاهيم الاجتماعية بحيث تصبح توجها قوميا..
أما خلاصة هذه المحاولة, فهي أن المواطن المذكور- الذي هو كاتب هذه السطور- استغل فرصة إصدار بطاقات الرقم القومي الجديد.. وحاولت أن انتزع هذا النصر المبين من موظفة السجل المدني التي سألتني عن اسمي أولا, فقلت لها فلان الفلاني, فعادت تسأل عن المهنة أو الوظيفة فقلت لها فلان الفلاني, فأخبرتني أنها تسأل عن الوظيفة, وليس عن الاسم.. وهنا وجدت الفرصة مناسبة لكي أشرح لها فكرة أن بعض الأشخاص وظيفتهم أسماؤهم.. فهكذا كان أينشتاين.. وبيتهوفن.. و نزار قباني.. وغيرهم
هنا وضعت الموظفة القلم جانبا واتهمتني بالسماجة والسخافة ومضيعة وقت المصلحة وعدم احترام الطابور الواقف من روائي.. ثم تلفتت حولها كمن تفكر في أن تستدعي شرطة مكافحة الفلاسفة بالمعني الذي تفهمه هي وليس بالمعني الذي يفهمه أرنست هيمنجواي..
لكن الموظفة ـ فيما يبدو- كانت حاصلة علي دورات تدريبية فلسفية متقدمه.. لذلك تحكمت في أعصابها وهي تقول: يا أستاذ الناس جميعا يفكرون.. فهل نكتب في خانة كل منهم المهنة أو الوظيفة مفكر ؟!
لم أسكت طبعا وانما قلت لها بزهو بالغ: يا سيدتي كل إنسان يستطيع أن يمسح الحذاء.. فهل نكتب ذلك في خانة كل مهنة.. أم أن هناك من يتخصصون في هذه الصفة ؟!
هنا شعرت أن الموظفة علي وشك التنفيذ.. لولا أن المواطن المذكور هب بعاصفة من الفلسفة المركزة قائلا: يا ستي المسألة في غاية البساطة.. الفلسفة هي صناعة الفكر.. وأنا رجل فيلسوف يعني رجل صناعته أن يصنع الفكر.. فما هي المشكلة ؟!
ويبدو أن هذه العاصفة المركزة كانت شديدة التأثير بالفعل.. فبدلا من أن تعطيني موظفة السجل المدني بطاقة الرقم القومي الجديد.. أزاحت مقعدها إلي الوراء.. وهبت واقفة وهي تقول حكم.. وهنا فقط فهمت أننا اتفقنا.. وهي خلافا لما أراه تري أن الفلسفة هي البحث عن الحكمة.
أن تكسب فيلسوفا جديدا.. أفضل من الحصول علي بطاقة يمكن أن تحصل عليها في أي يوم آخر.. ومن حسن حظي- كما فهمت فيما بعد- أنني انصرفت قبل عودة موظف السجل!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات ابو رامز
هات لي فيلسوف واحد مات مستورا, أو عاش عيشة أهلة.. ولا مؤاخذة كل الفلاسفة كانوا خلل بمقاييس أهل عصرهم.. لقد ماتوا وهم أحياء.. وعاشوا بعد موتهم.. قسمتهم السودة كده!
ولأنني أعرف هذه الحقيقة المؤسفة- حلوة الحقيقة دي- فقد رفعت منذ البداية شعارا يقول أنا أفكر إذن ياداهية دقي.. ابتداء من السيدة المصونة حرمنا, ومرورا بالسادة الورثة.. ووصولا إلي الجهات المعنية بمكافحة مثل هذا الانحراف عن المفاهيم الإجتماعية- واخد بالك ـ والتوجهات القومية التي يعجز عن التعامل معها سقراط نفسه!
ولأن الله سيحاسب كل إنسان عن نفسه, فإنني لم أسكت ولكنني حاولت أن أغير من هذه المفاهيم الاجتماعية بحيث تصبح توجها قوميا..
أما خلاصة هذه المحاولة, فهي أن المواطن المذكور- الذي هو كاتب هذه السطور- استغل فرصة إصدار بطاقات الرقم القومي الجديد.. وحاولت أن انتزع هذا النصر المبين من موظفة السجل المدني التي سألتني عن اسمي أولا, فقلت لها فلان الفلاني, فعادت تسأل عن المهنة أو الوظيفة فقلت لها فلان الفلاني, فأخبرتني أنها تسأل عن الوظيفة, وليس عن الاسم.. وهنا وجدت الفرصة مناسبة لكي أشرح لها فكرة أن بعض الأشخاص وظيفتهم أسماؤهم.. فهكذا كان أينشتاين.. وبيتهوفن.. و نزار قباني.. وغيرهم
هنا وضعت الموظفة القلم جانبا واتهمتني بالسماجة والسخافة ومضيعة وقت المصلحة وعدم احترام الطابور الواقف من روائي.. ثم تلفتت حولها كمن تفكر في أن تستدعي شرطة مكافحة الفلاسفة بالمعني الذي تفهمه هي وليس بالمعني الذي يفهمه أرنست هيمنجواي..
لكن الموظفة ـ فيما يبدو- كانت حاصلة علي دورات تدريبية فلسفية متقدمه.. لذلك تحكمت في أعصابها وهي تقول: يا أستاذ الناس جميعا يفكرون.. فهل نكتب في خانة كل منهم المهنة أو الوظيفة مفكر ؟!
لم أسكت طبعا وانما قلت لها بزهو بالغ: يا سيدتي كل إنسان يستطيع أن يمسح الحذاء.. فهل نكتب ذلك في خانة كل مهنة.. أم أن هناك من يتخصصون في هذه الصفة ؟!
هنا شعرت أن الموظفة علي وشك التنفيذ.. لولا أن المواطن المذكور هب بعاصفة من الفلسفة المركزة قائلا: يا ستي المسألة في غاية البساطة.. الفلسفة هي صناعة الفكر.. وأنا رجل فيلسوف يعني رجل صناعته أن يصنع الفكر.. فما هي المشكلة ؟!
ويبدو أن هذه العاصفة المركزة كانت شديدة التأثير بالفعل.. فبدلا من أن تعطيني موظفة السجل المدني بطاقة الرقم القومي الجديد.. أزاحت مقعدها إلي الوراء.. وهبت واقفة وهي تقول حكم.. وهنا فقط فهمت أننا اتفقنا.. وهي خلافا لما أراه تري أن الفلسفة هي البحث عن الحكمة.
أن تكسب فيلسوفا جديدا.. أفضل من الحصول علي بطاقة يمكن أن تحصل عليها في أي يوم آخر.. ومن حسن حظي- كما فهمت فيما بعد- أنني انصرفت قبل عودة موظف السجل!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات ابو رامز
تعليق