هذا المحتوى من
مسلسل الجماعة يثير جدلا في مصر قبل عرضه
بعد فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي أثار ضجة بتناوله العديد من العلل السياسية والاجتماعية في المجتمع المصري، يعود الكاتب وحيد حامد هذه السنة بعمل تلفزيوني أثارالجدل منذ أن كان في طور الكتابة. ويتناول المسلسل الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، تاريخ جماعة الإخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة في مصر، بما فيه حياة مؤسس الجماعة حسن البنا. ويتزامن عرض المسلسل مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في تشرين ثاني/ نوفمبر القادم، مما جعل الجماعة تعترض على تصوير وبث المسلسل لأنه "لابد أن يؤثر على رأي الشارع المصري في جماعة البنا سواء بالسلب أو الإيجاب." كما يقول القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان في حديث للدويتشه فيلله.
ويدور الجزء الأول من المسلسل حول المرحلة الأولى من تاريخ الإخوان المسلمين ونشأتهم وينتهي بمقتل حسن البنا فى شباط/ فبراير 1949. كما أن المسلسل، كما يقول مؤلفه وحيد حامد "لا يركز على الحاضر ولا التطورات والإخفاقات التي مرت بها جماعة الإخوان المسلمين، بل يركز على الجانب التاريخي ككل" ويشير حامد إلى الأحداث التي جرت في جامعة الأزهر أواخر سنة 2006 ،عندما قام شبان أعضاء في الأخوان المسلمين بما سمي "بالعرض العسكري" والحملة التي شنتها الحكومة على الجماعة.
صراع بين السياسة والفن
واحتدم الجدل حول هذا العمل الفني منذ إعلان فكرة إنجاز مسلسل تلفزيوني حول الجماعة، وهذه الأخيرة ترفض الفكرة من حيث الأساس وحسب رأي القيادي لدى الإخوان المسلمين عصام العريان لا يجوز أن يتعلق أي عمل تاريخي بأحداث جارية وإلا كما يضيف "يلقي بظلاله على قوى سياسية قائمة ويصب في مصلحة إحدى القوى السياسية المتنافسة". وكما يؤكد العريان في حديثه مع الدويتشة فيلله أن للجماعة تتمتع الجماعة بحضور في الساحة السياسية،"الأمر الذي يجعل تناولها في عمل درامي يؤثر على حجم التأييد الخاص بالإخوان المسلمين."
بداية الفكرة
والذي ألهم الكاتب وحيد حامد لإخراج مسلسل تلفزيوني حول جماعة الإخوان المسلمين كان،كما يقول، العرض الذي نظمه طلاب الأزهر المنتمون للجماعة سنة 2006، إذ شكل هذا العرض عندئذ حدثا اجتماعيا بارزا وعلى حد تعبيره: "كان العرض مستفزا وسبب غضبا شديدا لدى غالبية أفراد المجتمع المصري."وعندما قرر وحيد حامد تنفيذ الفكرة وبدأ بالبحث في تاريخ الجماعة، تفاجأ كما يقول بمعلومات ومعطيات لم يكن يعرفها قبلا، لذلك قرر نقلها إلى شاشة التلفاز كي يتمكن المواطن العادي من التعرف على تاريخ الجماعة، لكن مؤلف المسلسل يستغرب اللغط الدائر حول هذا العمل وعدم تقبل الجماعة له، لأنه على حد تعبيره "يعتبرها كأي حزب سياسي أو نظام معارض في أية دولة عربية."
جدل حول شرعية حقوق البث
ومن بين النقاط التي أثارت حفيظة الجماعة هي الجهة التي ستبث المسلسل، فبعد التحقق من أن الجهة الممولة لهذا المسلسل هي شركة إنتاج خاصة، بدأ النقاش حول شرعية شراء التلفزيون المصري الرسمي لحقوق بث المسلسل، باعتباره، كما يقول عصام العريان، الدعامة الإعلامية للحكومة المصرية وللحزب الحاكم الذي ينافس الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة. ويضيف: " إن أي مصدر خاص للإنتاج والتمويل يعتمد على التسويق" في إشارة منه إلى التلفزيون المصري الذي سيستفيد من هذه العملية.
وردا على معلومات تداولتها وسائل الإعلام حول تحول العمل من سيرة حسن البنا إلى تاريخ الجماعة، يقول وحيد حامد "لن أتطرق الى حياة البنا الشخصية، لكنني سأتطرق إلى شخصية مؤسس جماعة الإخوان المسلمين."
لكن عصام العريان يجد أن الأمر كان سيكون أخف وطأة لو تناول حامد سيرة حياة البنا، وانتقد اختياره التطرق إلى تاريخ الجماعة والبدء دائما
بلقطات النشاط الذي قام به طلاب الجماعة في الأزهر والذي "صوره الإعلام على أنه استعراض ميليشيات."
معارضة المعارضة
لكن مؤلف المسلسل فيرى أن على الجماعة أن تتقبل عمله باعتبارها قوة معارضة ويضيف:" الحديث عن الإخوان ليس ملكية فكرية لأحد فأنا لا أتحدث عن حياة شخصية لفرد بعينه، وإنما عن وطن." إلا أن النقد الرئيسي الذي تطلقه الجماعة فيتمثل، حسب عصام العريان، في بث المسلسل على مشارف الانتخابات التشريعية، لكن وحيد يؤكد أن هذا التزامن تم بمحض الصدفة ودون أي توقيت مسبق، فالعمل كما قال استغرق منه حوالي أربع سنوات.
دعوى ضد الكاتب؟
وعن إمكانية رفع دعوى ضد الكاتب أو أي جهة من جهات العمل، كما روجت بعض وسائل الإعلام، فيقول العريان إنه من المستبعد أن تقوم الجماعة وأعضاؤها بإجراء مماثل، لكن عائلة البنا من المحتمل أن تقوم بمثل هذه الخطوة في شخص ابن حسن البنا، سيف الإسلام، الذي قد يرفع، حسب العريان، دعوى على الكاتب وحيد حامد "لعدم استشارة العائلة بخصوص العمل الذي سيتطرق في جزء كبير منه إلى شخصية مؤسس الجماعة." ومن الدوافع الأخرى التي قد تحمل عائلة البنا على القيام بذلك هي كما يقول العريان"أن مؤلف المسلسل لم يلجأ إلى العائلة التي تملك مراجع قد تفيد العمل." لكن وحيد حامد رفض هذا الأمر رفضا تاما قائلا "المراجع التي اطلعت عليها جد كافية" ويضيف "لست مضطرا لمراجعة الجماعة قبل القيام بعملي كما أرفض الوصاية التي ترغب فرضها على عملي."
مسلسل الجماعة يثير جدلا في مصر قبل عرضه
بعد فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي أثار ضجة بتناوله العديد من العلل السياسية والاجتماعية في المجتمع المصري، يعود الكاتب وحيد حامد هذه السنة بعمل تلفزيوني أثارالجدل منذ أن كان في طور الكتابة. ويتناول المسلسل الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، تاريخ جماعة الإخوان المسلمين أكبر جماعات المعارضة في مصر، بما فيه حياة مؤسس الجماعة حسن البنا. ويتزامن عرض المسلسل مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في تشرين ثاني/ نوفمبر القادم، مما جعل الجماعة تعترض على تصوير وبث المسلسل لأنه "لابد أن يؤثر على رأي الشارع المصري في جماعة البنا سواء بالسلب أو الإيجاب." كما يقول القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان في حديث للدويتشه فيلله.
ويدور الجزء الأول من المسلسل حول المرحلة الأولى من تاريخ الإخوان المسلمين ونشأتهم وينتهي بمقتل حسن البنا فى شباط/ فبراير 1949. كما أن المسلسل، كما يقول مؤلفه وحيد حامد "لا يركز على الحاضر ولا التطورات والإخفاقات التي مرت بها جماعة الإخوان المسلمين، بل يركز على الجانب التاريخي ككل" ويشير حامد إلى الأحداث التي جرت في جامعة الأزهر أواخر سنة 2006 ،عندما قام شبان أعضاء في الأخوان المسلمين بما سمي "بالعرض العسكري" والحملة التي شنتها الحكومة على الجماعة.
صراع بين السياسة والفن
واحتدم الجدل حول هذا العمل الفني منذ إعلان فكرة إنجاز مسلسل تلفزيوني حول الجماعة، وهذه الأخيرة ترفض الفكرة من حيث الأساس وحسب رأي القيادي لدى الإخوان المسلمين عصام العريان لا يجوز أن يتعلق أي عمل تاريخي بأحداث جارية وإلا كما يضيف "يلقي بظلاله على قوى سياسية قائمة ويصب في مصلحة إحدى القوى السياسية المتنافسة". وكما يؤكد العريان في حديثه مع الدويتشة فيلله أن للجماعة تتمتع الجماعة بحضور في الساحة السياسية،"الأمر الذي يجعل تناولها في عمل درامي يؤثر على حجم التأييد الخاص بالإخوان المسلمين."
بداية الفكرة
والذي ألهم الكاتب وحيد حامد لإخراج مسلسل تلفزيوني حول جماعة الإخوان المسلمين كان،كما يقول، العرض الذي نظمه طلاب الأزهر المنتمون للجماعة سنة 2006، إذ شكل هذا العرض عندئذ حدثا اجتماعيا بارزا وعلى حد تعبيره: "كان العرض مستفزا وسبب غضبا شديدا لدى غالبية أفراد المجتمع المصري."وعندما قرر وحيد حامد تنفيذ الفكرة وبدأ بالبحث في تاريخ الجماعة، تفاجأ كما يقول بمعلومات ومعطيات لم يكن يعرفها قبلا، لذلك قرر نقلها إلى شاشة التلفاز كي يتمكن المواطن العادي من التعرف على تاريخ الجماعة، لكن مؤلف المسلسل يستغرب اللغط الدائر حول هذا العمل وعدم تقبل الجماعة له، لأنه على حد تعبيره "يعتبرها كأي حزب سياسي أو نظام معارض في أية دولة عربية."
جدل حول شرعية حقوق البث
ومن بين النقاط التي أثارت حفيظة الجماعة هي الجهة التي ستبث المسلسل، فبعد التحقق من أن الجهة الممولة لهذا المسلسل هي شركة إنتاج خاصة، بدأ النقاش حول شرعية شراء التلفزيون المصري الرسمي لحقوق بث المسلسل، باعتباره، كما يقول عصام العريان، الدعامة الإعلامية للحكومة المصرية وللحزب الحاكم الذي ينافس الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة. ويضيف: " إن أي مصدر خاص للإنتاج والتمويل يعتمد على التسويق" في إشارة منه إلى التلفزيون المصري الذي سيستفيد من هذه العملية.
وردا على معلومات تداولتها وسائل الإعلام حول تحول العمل من سيرة حسن البنا إلى تاريخ الجماعة، يقول وحيد حامد "لن أتطرق الى حياة البنا الشخصية، لكنني سأتطرق إلى شخصية مؤسس جماعة الإخوان المسلمين."
لكن عصام العريان يجد أن الأمر كان سيكون أخف وطأة لو تناول حامد سيرة حياة البنا، وانتقد اختياره التطرق إلى تاريخ الجماعة والبدء دائما
بلقطات النشاط الذي قام به طلاب الجماعة في الأزهر والذي "صوره الإعلام على أنه استعراض ميليشيات."
معارضة المعارضة
لكن مؤلف المسلسل فيرى أن على الجماعة أن تتقبل عمله باعتبارها قوة معارضة ويضيف:" الحديث عن الإخوان ليس ملكية فكرية لأحد فأنا لا أتحدث عن حياة شخصية لفرد بعينه، وإنما عن وطن." إلا أن النقد الرئيسي الذي تطلقه الجماعة فيتمثل، حسب عصام العريان، في بث المسلسل على مشارف الانتخابات التشريعية، لكن وحيد يؤكد أن هذا التزامن تم بمحض الصدفة ودون أي توقيت مسبق، فالعمل كما قال استغرق منه حوالي أربع سنوات.
دعوى ضد الكاتب؟
وعن إمكانية رفع دعوى ضد الكاتب أو أي جهة من جهات العمل، كما روجت بعض وسائل الإعلام، فيقول العريان إنه من المستبعد أن تقوم الجماعة وأعضاؤها بإجراء مماثل، لكن عائلة البنا من المحتمل أن تقوم بمثل هذه الخطوة في شخص ابن حسن البنا، سيف الإسلام، الذي قد يرفع، حسب العريان، دعوى على الكاتب وحيد حامد "لعدم استشارة العائلة بخصوص العمل الذي سيتطرق في جزء كبير منه إلى شخصية مؤسس الجماعة." ومن الدوافع الأخرى التي قد تحمل عائلة البنا على القيام بذلك هي كما يقول العريان"أن مؤلف المسلسل لم يلجأ إلى العائلة التي تملك مراجع قد تفيد العمل." لكن وحيد حامد رفض هذا الأمر رفضا تاما قائلا "المراجع التي اطلعت عليها جد كافية" ويضيف "لست مضطرا لمراجعة الجماعة قبل القيام بعملي كما أرفض الوصاية التي ترغب فرضها على عملي."