إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

ذكريات فلسطين بين الامل والالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكريات فلسطين بين الامل والالم

    ذكريات فلسطين
    للامام الشهيد الدكتور عبد الله عزام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كلمة قصيرة :
    كثير من الاخوة الذين ليس لهم معرفة جيدة بالامام الشهيد، ولم يدرسوا ولم يقرأوا ما كتبه وما قاله يظن ـ بغفله ـ أن الشيخ قد ذهب قلبه في هوى أفغانستان ونسي فلسطين والعمل لها ، حتى إن بعض إخواننا من الفلسطنين قد قالوا هذه الكلمة وبكل صراحة .
    وليت شعري لو أن هؤلاء الإخوة كلفوا أنفسهم واطلعوا على اشرطته ومقالاته، لأدركوا من خلالها أن الشيخ كان جسده في أفغانستان وروحه معلقه فوق جبال نابلس والقدس .
    بل استطيع أن أقول ـ وبكل ثقة وتأكيد ـ أن ماقدمه الامام الشهيد عزام لفلسطين لم يقدمه كثير ممن يتغنى بها ويتصدى للكلام عنها في المحافل والخطابات الكلامية!!
    كيف لا وهو الذي أعد المئات من شباب فلسطين عسكريا وروحيا .. كيف لا وهو الذي طالما شغلته قضية نقل التجربة الأفغانية من جبال الهندكوش إلى جبال نابلس والخليل والقدس .
    وأنت ـ أخي القاريءـ سترى ذلك من خلال ما تراه في كتاباته وكلماته وستخرج بهذه النتيجة لا محالة .

    تنويـه:
    ونحن الآن بصدد هذا الكتاب الذي بين يديك وهو جزء قليل مما قاله في قضية فلسطين من خلال اشرطته ، على أن أكثر ما قاله وما كتبه حول القضية الفلسطينية قد خرج في الكتب والسلاسل السابقة ، وللأسف تذكرنا متأخرين أن نجمع ما قاله في القضية الفلسطينية بعد أن صدر أكثرها في ثنايا الكتب السابقة،فقررنا جمع ما تبقى من هذه الكلمات
    -والتي لم تصدر حتى الآنـ في كتاب ،على أمل - في المستقبل - أن نجمع كل ما قاله حول هذه القضية في مجلد أو مجلدين بإذن الله .

    ادارة
    مركز عزام الإعلامي
    - بعض ما قاله الإمام الشهيد حول القضية المظلومه قضية فلسطين .
    - ذكريات من أيام الشيخ مع فلسطين وجهاده فيها، وأيام الرباط على حدود فلسطين .
    - قصص وروايات فيها العبرة والتجربة ينقلها للأجيال لمن اراد أن يتذكر.
    - كيف اشتركت الدول كلها عربية وغربية في المؤامرات ضد الشعب الفلسطيني، واتفقوا على بيع فلسطين .
    - نصائح للشباب الفلسطيني ولمن أراد - بجد - إرجاع الأقصى وكيف يكون ذلك .
    - وننوه مرة ثانية للقراء أن هذا الكتاب هو ما تبقى من كلمات الشيخ حول القضية الفلسطينية، والتي لم تنشر في كتاب سابق .
    لجنة التحقيق

    ألم يأن لأبناء الأرض المباركة أن يستبدلوا السلاح بالعصا والقنبلة بالحجر؟؟
    وإني لأدرك الأهوال التي تنتظر الصفوة إن غـيرت أسلوبها وأعلنت عن استعدادها للموت في مواجهة أعدائها،ولكن ;
    إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا
    فما حيلة المضطر إلا ركوبها فطوبى للبادئين بالخير


    كلمات مضيئة للامام الشهيد
    إن أول ما يتبادر إلى اذهاننا - ونحن نمتطي ذرى الهندكوش - كيف السبيل إلى نقل هذه الصورة المشرقة من أفغانستان إلى فلسطين .

    أنا فلسطيني ولو وجدت طريقا إلى فلسطين وإلى رحاب الأقصى كان أحب إلي أن أقاتل فيه .

    يجب أن يكون معلوما على أن حب الأقصى إنما هو جزء من عقيدتنا، إنما هو ركن ركين من ديننا، ويجري في دمائنا ما تنفسنا نفسا وما بقي في حنايانا روح أو حركة

    يجب أن ي علم على أننا خرجنا في سبيل الله وننتظر الفرصة التـي ن عيد فيها راية لا إله إلا الله فوق الأقصى ، فوق مسرى النبي صلى الله عليه وسـلم.
    طإن منهاجـنا هـو تحريـر أفغانسـتان لأنه جـزء من ديننا وفرض لازم في أعنقانا وأن نحرر بيت المقـدس وأن نعـيد الأقصى تحت ظل التوحيد وتحت راية لا إله إلا الله .
    إن الذين يظنون أن الجهاد في أفغانستان هو إغفال للقضية الإسلامية في فلسطين ، هؤلاء واهمون غافلون لا يدركون كيف تعد القيادات ، وكيف ت بنى الحركات ، وكيف تؤسس النواة ، ليجتمع حولها الجيش الإسلامي الكبير الذي يطهر به الأرض من الفساد الكبير .
    قصة كابل الدامية..هي ملحمة فلسطين الجريحة ، وجراحات الهندكوش تنزف دماء ها فوق غزة، وأنات الثكالى والأيامى في هلمند وبلخ وهرات تردد آهاتها وزفراتها نابلس وأم النور والخليل والقدس .
    فهي قصة واحدة،قصة الإسلام الجريح، الذي تكالب عليه العالم كله،قصة هذا الدين الذي أطبقت عليه الدنيا قاطبة،قصة الأكلة التي تكاثرت على قصعة المسلمين .
    عندما يوقف الجهاد وتسقط الهيبة من قلوب الأعداء ويسكن الوهن القلوب ، تضيع الأمة وتتحول إلى غثاء،وتصبح جموعها زبدا وعندما يمتشق السلاح وينتضى الحسام ويخترط السيف عندها تأوي الثعالب إلى جحورها .

    والآن:نحن نصارح اليهود وأذنابهم والأمريكان وأشياعهم على أنه:
    لن يهدأ لنا بال ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين .
    ولئن حيل بيننا وبين الجهـاد في فلسـطين بسـبب القيود وحراس الحدود،ولئن منعنا من مزاولة عبادة القتال فـي أرض المسجد الأقصى إلى أمة ؛ مـدة « معدودة فهذا لا يعني أن أذهاننا قد انصرفت عن التفكير في فلسطين .

    إن إرجـاع الأقصى جزء لا يتجزأ من منهاجنا،وهدف أصيـل من أهدافنا
    إن إرجاع الأقصـى هـو جزء أصيل وركـن ركين من عملـنا،ونحن نعد أنفسنا ونقاتل أعدائنا في كابل،ولكن الحنايا توطي قلبا لا ينام ولا يقر حنينـا وشوقا إلى الأرض المباركـة وإلى الأقصى الحزين .
    واليهودي حيثمـا كـان يعتبر محاربـا لابد من اغتياله.
    ليست الثكلى كالمسـتأجره،فأنـا ابـن فلسـطين وعائلتـي في فلسـطين،أرضـي ذهبت،وبلدي ذهبت،فقلبي يتأجج حزنا وأسى وغيرة على فلسطـين .

    وفلسطين أولى من أفغانستان، فعندما وضعت في ايدينا القيـود، واغلقت الحدود وصرنا نجر ثيابناـكما قال الشاعرـوعلى الغانيات جر الذيول ،وقعدنا كالقواعد من النساء والاطفال ،رفضنا هذا العيش فانطلقنا إلى أرض النزال في أفغانستان،لان الشجى يبعث الشجى .




    نشر وإعداد
    مركز عزام الإعلامي
    هاتف:840480
    ص.ب 984 بيشاورـ باكستان
    حقوق النشر محفوظه
    من القدس إلى كابل
    وبعد فيا أيها الإخوة:
    كنا قد تحدثنا في حلقة سابقة عن الجهاد في فلسطين، الحقيقة أكثر بلد عربي ظلمت وظلم أهلها على الاطلاق هي فلسطين، وما من عربي ولا مسلم - والله أعلم - في الأرض ينجو من السؤال أمام الله عز وجل، لأن المسلمين جميعا قد قصروا في حقها -تشميت العاطس إذا أحببتم أن ترجعوا إلى فتح الباري شرح صحيح البخاري وإلى شرح النووي على مسلم; إما فرض كفاية أو سنة كفاية يعني: واحد يسد وأنا أسد إن شاء الله، وهذا كله شرح تحت حق على كل مسلم أن يشمته كل الشرح حتى لا تقولوا لي الحديث فصارت هزيمة <67> وهزيمة <67> نكبة ما أظن أنها مرت في حياة البشر، على ثلاث دول، ثلاث دول تسقط خلال ثلاث ساعات، أمام دويلة صغيرة لا تساوي عشر، لا بل واحد على خمسة عشر من سكان الدول التي حولها وجيشها لا يساوي نصف الجيوش التي حولها هذه ما مرت أبدا، نكبة بل وصمة عار ستبقى في جبين العرب إلى يوم القيامة.
    الجولان لا يمكن أن تسقط أبدا إلا بالتسليم، إلا إذا سلمت يدا بيد، جبال شاهقة وفيها خنادق لو بقيت الطائرات تضرب فوقها ستة أشهر لا تهدم واحدا منها، ما قتل أظن من اليهود في إحتلال هذه الدول خمسمائة، معركة جاجي التي حضرناها في رمضان قتل من الروس أضعاف أضعاف،ما قتل من اليهود على الحدود على الجبهات الثلاثة، صدقوا، لماذا؟ لأنه لم يحدث مقاومة.
    تحرك الجيش المصري أعلنوا; أننا سنحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل - في مؤتمر صحفي - وتجوع يا سمك، في البحر حنقذفهم، أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب، الجيش تحرك، مكث في سيناء شهر كامل والأغاني توجه للجيش، أم كلثوم معك في المعركة، عبد الحليم معك في المعركة إلى آخره، للأسف ما سمعنا مرة واحدة الله معك في المعركة، قدمت التقارير للرئيس عبدالناصر أن الهجوم يوم الإثنين لم يحرك ساكنا ولم يغير شيئا، الجيش في الصحراء ما اتخذ خنادق دفاعية حتى خنادق، الجندي المفروض أن يحفر خندقا ، ما حفروا خنادق، واحد سأل الرئيس قال له: أنتم ستحاربون إسرائيل؟ قال له: انت فاكر أنا سنحارب دي كلها مظاهرة سياسية، في الجولان أمرت الدبابات بالإنسحاب، يقول تشرشل في الوقت الذي كانت آلاف الأطنان تقذف من المدفعية السورية على القش اليابس والأعشاش الفارغة في المنطقة المحتلة في إسرائيل، كانت جرافات البلدوزر الإسرائيلية تشق طريقها صاعدة للجولان أمام الدبابات الإسرائيلية ، قال: وحصل أثناء انسحاب الدبابات أن تعطل جنزير إحدى الدبابات فوجه قائد الدبابة فوهة المدفع نحو الدبابات الصاعدة للجولان وأصابت ستة منها وأعاق تقدم إسرائيل في ذلك المحور ثمان ساعات، دبابة خربه أو قفت تحرك الدبابات الإسرائيلية ثمان ساعات، يقول رئيس وزراء الأردن سعد جمعة الذي كان رئيس الوزراء أثناء المصيبة الكبرى التي سميت فيما بعد نكسة يعني شوية رشح، يقول: إتفقنا نحن وسوريا على أن تغطينا جوا -هذا رئيس وزراء الأردن، هذا رجل تاب وتكفيرا عن سيئاته التي تحملها تاب إلى الله بفضح كل الذين كانوا معه، العمالة الخيانة على كل الجبهات، فكتب عدة كتب أبرأ إلى الله ذمته قبل أن يموت، كتب (الله أو الدمار) وكتب (أبناء الأفاعي) وكتب (المؤامرة ومعركة المصير) وكتب... كلها تنفيسا عن الآلام التي رأها في المعركة ولذلك الرجل مات، أصابه تصلب في الشرايين، ما صدق الذي يراه ما صدق، فكفر عن سيئاته بأن أعلن ما رأى- يقول: كان المفروض سوريا أن تغطينا جوا، فاتصلنا بهم الساعة الحادية عشر صباحا، قال: اتصلنا بالرئيس عبد الناصر: إيش الوضع؟ أولا الرئيس عبدالناصر قال: أسقطنا ثلثي طائرات العدو، طائراتنا فوق تل أبيب شد حيلك يا جلالة الملك، التوقيع سلمى، حتى كان إسم عبد الناصر في الشيفرة سلمى ليس سلمان، وهذه البرقية للأسف قد التقطتها إسرائيل وأنا كنت أثناء المعركة في الضفة الغربية والطائرات تضربنا وكل ساعة تعيدها المحطة الإسرائيلية، أسقطنا ثلثي طائرات العدو، طائراتنا فوق تل أبيب، شد حيلك يا جلالة الملك التوقيع سلمى، الساعة إحدى عشر كان الطيران المصري قد دمر، ولا طائرة وصلت الحدود الإسرائيلية، ولذلك الأردن دخلت المعركة الساعة الحادية عشر على أساس أن طائراتهم فوق تل أبيب يقول: إتصلنا بالقيادة السورية قال: إمهلونا ساعة، الساعة إحدى عشر، الساعة الثانية عشر، قال: إمهلونا ساعة، قال: ولا زلنا ننتظر الجواب حتى الآن، قال: وإذا بالقضية أن إسرائيل أرسلت برقية للسفير الأمريكي في دمشق قالت له: قل للقيادة القطرية- لأن البعث عنده القيادة القطرية (ن ق ط2) ونصف قطريه وما إلى ذلك، فاتصل بقيادة النصف قطرية حتى يطلع محيط الدائرة-، قل لهم: أن في سوريا تجربة علوية اشتراكية نحن نعطف عليها ولا نريد ضربها فإذا وقفت سوريا موقف الحياد، لن نمس حدودها، قالوا للسفير الأمريكي نحن مستعدون، قل لإسرائيل لا يضربونا ولا نضربهم ولذلك أعلن مندوب سوريا سقوط القنيطرة في الأمم المتحدة، والمندوب الإسرائيلي قال: لا لم نصل القنيطرة بعد، قالوا: ما وصلتوها؟ قال: لا ما وصلناها بعد، والقنيطرة كان محافظها عبدالحليم خدام وزير الخارجية السوري الآن وس حب منها أمر بالإنسحاب وبالخروج ثم كوفيء أن يكون وزيرا للخارجية بعدها، لأنه اشترك في المؤامرة، الأردن أرسلت كم دبابة على أعين الناس وجنودهم انسحبوا من المسجد الأقصى وما إلى ذلك، دخلوا يوم الإثنين الساعة إحدى عشر في المعركة ثاني يوم العصر أعلنوا على: أنا نحن اظطررنا أن ننسحب إلى خط الدفاع الثاني، أنا ظننت خط الدفاع الثاني إنسحاب من القدس إلى شعفاط، بيت حنينا أو حي الشيخ جراح، وإذا بخط الدفاع الثاني جبال السلط، سقط المسجد الأقصى سنة 7691م ودخل اليهود فيه وكنت أنا هناك، يعني حصل الإحتلال وأنا في الضفة الغربية ودخلوا وصاروا يصيحون فيه وأنا أسمع: محمد مات، مات وخلف بنات، وأعلن ديان (من أورشليم إلى يثرب).
    نرجع إلى الجيش المصري، الدبابات الإسرائيلية مشت حتى احتلت القناة بقي الجيش المصري كله في الصحراء ومات قسم كبير جوعا وعطشا وسمحت للصليب الأحمر أن ينقذ الجيش المصري وسمح اليهود للجنود الذين يريدون أن يرجعوا إلى القاهرة يرجعوا، وأخذت آلاف الأسرى وعندما أرسلوهم إلى تل أبيب سألوهم أين أنتم؟ طبعا كانت أعينهم ملفوفة، قالوا : لا ندري، قالوا لهم: أنتم في تل أبيب الآن وأم كلثوم ستغني لكم في تل أبيب، وغنت أم كلثوم في تل أبيب!!!
    إنتهت معركة 1967م بهذه الهزيمة الشنيعة التي لم يشهد التاريخ لها نظيرا ، وكانت هنالك حفنة من الفدائيين اسمها فتح، وأمام هزيمة الدول العربية جميعا أعلنت فتح أنها تريد أن تقاتل اليهود، فمن أراد أن يتقدم فليتقدم، يا مسلمين تقدموا يا عرب، تقدموا، من أراد أن ينقذ فلسطين فليتقدم، ما تقدم أحد إلا الشباب الصغار الساقطين في الثالث الإعدادي معظمهم هاربون من التجنيد الإجباري، جاءوا والحقيقة توسعت هي أمام هذا الظرف وأمام الحاجة وسعت كوادرها يا مسلمين تقدموا، ما تقدم المسلمون، يا عقلاء تقدموا، ما تقدم العقلاء، بعد سنة من 1967م حاول المسلمون، طبعا المسلمون نائمون، الحركة الإسلامية مضروبة في مصر كان سيد قطب قد أعدم قبلها ، قبل النكبة بتسعة أشهر أعدم، 17ألف في السجن أشغال شاقة مؤبدة وصدر القرار ممنوع خروج أي واحد من الحركة الإسلامية من السجن، من أنهى مدته يجب أن ينقل إلى الإعتقال الإحتياطي.

    في سوريا، قلنا حزب البعث مستولي فيها ويذيع:
    آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني
    في الأردن حاولت الحركةالإسلامية أن تلم شعثها وتلف جراحها وطاف المسؤولون فيها وفي العالم الإسلامي، في العالم العربي: يا أيها المسلمون استيقظوا، فلسطين ..،ولكن المسلمين يغطون في نوم عميق وسبات له غطيط، راحت تقدمت مجموعات قليلة، هذه المجموعات كانت قد س بقت بكوادر فتح بكوادر الجبهة الشعبية الديمقراطية “نايف حواتمة” أو بكوادر الجبهة القومية لتحرير فلسطين لجورج حبش وكل واحد يمد من جهة من الجهات عبدالناصر يتبنى جورج حبش وكل بلد قدمت مجموعات منها مجموعات لا دينية تبنت سوريا الصاعقة السورية وتبنى العراق كذلك الصاعقة العراقية، وكل جاءوا إلى الساحة الأردنية الفلسطينية حتى ينشروا مبادئهم، المسلمون في هذا الجو ما استطاعوا أن يرفعوا لافتة معلنة باسم الإسلام، نظروا في الساحة، أي اللافتات أقرب لدين الله أو أقل كفر أو إجراما أو أقل سوء وجدوها فتح، فقالوا لفتح: نحن نعمل تحت شعاركم بشرط أن تكون قواعدنا، وسلاحنا وكل شيء منفصلا عنكم، قالوا: طيب ذهبنا للمعسكر مثل معسكرات التدريب، ومكث التدريب أربعة أشهر طبعا الإنسان من الله عز وجل عليه بنعمة تذوق الجهاد، أربعة أشهر أنا ما أذكر في الأربعة أشهر أني شبعت إلا مرة واحدة أبدا، طيلة الأربعة أشهر نصف رغيف في الصبح، الظهر، المغرب ، من هذا الذي تنفخ عليه يطير عمل الأسواق الخبز الشامي، وتقف أمام تنكة الزيتون يعدلك عشر حبات زيتون وتمشي بدون شاي، فكركم مثلكم يبقى يشرب شاي حتى يطلع من أنفه !!نعم فعلا كنا نعاني كثيرا من الجوع ولكنها كانت متعة بل من أمتع أيام الحياة، كان الواحد منا يحس أنه ملك أنه فوق الناس أجمعين، أنه قد تحرر من كل شيء ليس لأحد سلطة عليه، بالإضافة إلى هذا شعوره برضا رب العالمين عليه، أضفى على الجو سكينة وطمأنينة ومحبة لا نظير لها، وبأنه لا يوجد في الساحة غيرنا لا يوجد أحد ينكد عليك من المسلمين، يقول لك أنك كذا واتجاهك كذا وعقيدتك كذا وبدعك كذا، الحمد لله لا يوجد غيرنا من المسلمين فكنا نشعر بالراحة ،والشيء الوحيد الذي كان يعكر علينا هو وجود قواعد العلمانيين الذين حولنا، الديمقراطية والجبهة الشعبية، شعب الضفة الشرقة أهل الضفة الشرقية مثل هذه المنطقة، مناطق قبائل ومثل أهل أفغانستان عندهم نخوة ورجولة، بداوة، إحتضنونا فتحوا لنا بساتينهم لأن قواعدنا ما كانت بهذا كنا نبحث عن مغاور نعيش في المغاور كل مجموعة تعيش في مغارة، لكن هذه المغارة عندما دخلناها أذكر قلت لهم:
    فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا.
    (الكهف: 16)
    الجيش الأردني على الحدود مثل الجيش الباكستاني كانوا يعرفوننا وكانوا يسموننا الشيوخ وكانت قواعدنا تسمى قواعد الشيوخ، ولا زالت أذكر آمر اللواء، هنالك ثلاث كتائب تحمي الأغوار آمرها رجل بدوي اسمه خلف رافع، رجل عنده بداوة ورجولة البداوة ونخوة البدوي، فكان إذا لقي واحدا منا يوقف سيارته، سيارته معه يقول: في خدمة يا مشايخ، أي شاب صغير منا، يقول جزاك الله خيرا، ويمشي، كان الجيش يحترمنا على خلاف الناس الآخرين، حقيقة الناس الآخرين أساءوا جدا إلى الجيش، كان الجيش على الحدود في الضفة الشرقية فيأتي واحد منهم، يسألهم القائد، قائد الكتيبة ،والله مساعد القائد يعني هو الذي يتألم وهو فلسطيني، فلسطيني يحب الجهاد في فلسطين، يسألهم: أين يا شباب؟ كل واحد لابس المبرقع الصاعقة لباس الصاعقة بكتفه كلاشنكوف وحاملين الدوشكة في السيارة وزيكويك نفس الأسلحة الروسية، أين يا شباب؟ يقولون عملية، يقول: إن شاء الله في دخول عبر النهر، يقولوا ما دخلك، قال: اسمعوا تريدون أن تدخلوا عبر النهر أنا أحميكم وأطلق لكم المدفعية قنابل الغاز حتى تنسحبوا تحته أما أن تعملوا العملية من شرق النهر وتطلقوا على الهواء وتحرقوا الهواء، والصبح تخرج الطائرات الإسرائيلية تحرقنا وتدفنا في الأرض، فهذا لا نقبله، يأتي واحد منهم، شباب صغار لا في أدب ولا في إسلام يقول له: أصلا أنت عميل مثل ملكك، طبعا ما في أي سلطة عليهم أبدا مثلك هنا هل يوجد سلطة عليك؟ أبدا ، لكن نحن هنا نعمل للإسلام، يمنعنا أن نتلفظ بالألفاظ البذيئة أو نتطاول على الناس، فإذا زاد القائد الكلام يبصق في وجهه، الشاب الصغير هذا في وجه القائد، فإذا زاد ينبطح على الأرض ويسحب الأقسام على القائد ويطلق عليه النار ويقتله، ولا شيء، واحد مستهتر لا التزام ولا شيء، الحقيقة كانت نظرتهم لنا غير نظرتهم لأولئك الشباب، لما نمر يقولوا المشايخ أين؟ نقول عملية، يقولون: شرق النهر أم غرب النهر؟ نذكر له أين خطتنا فيقول أنتم صادقون تفضلوا، كانوا يحترموننا إحتراما كبيرا أذكر مرة عملنا عملية وكانت من شرق النهر كانت دورية تمر على النهر من الغرب نحن نصبنا لها كمين شرق النهر وضربناها الحمد لله يعني أصابت منهم وخرجت الطائرات وضربتنا والمدفعية بقيت تضرب علينا نحن لا نستطيع أن ننسحب نحن على حافة النهر لا نستطيع أن نتحرك أبدا، طائرات تضرب، مدفعية تضرب، فبقينا حتى المغرب تحت عبارة جسر صغير، في أثناء المعركة جرح إثنان من إخواننا والإثنان من سوريا نرجو الله أن يجزيهم خير الجزاء، قائد الكتيبة جاء في وسط القنابل وأخذ أخانا الجريح ووضعه في سيارته وجرح القائد قائد الكتيبة، كتيبة الجيش، جرح ولكنه التقط أخانا ووضعه في سيارته ونقله إلى المستشفى في المدينة، أذكر يومها إنتظر الجيش حتى أغربت الشمس وإذا بهم فوق رؤوسنا نحن جرحى مع أسلحتنا، لا نستطيع أن نحملها لا نستطيع أن نحمل أخانا الجريح، فحملوه، وحملوا أسلحتنا وكانوا قد أعدوا لنا عشاء فاخرا ما ذقت مثله أبدا طول حياتي في القواعد، وأركبونا بسياراتهم ومشوا.
    بدأ الجيش يغلي طبعا، الدول العربية لا تريد عمل فدائي ومخابراتهم تشتغل وصارت تسجل كل هذه الأخطاء ،يصير إحتكاك، يؤخذ جندي، يعتقل جندي، فتكتب قيادة الجيش إختطف الجندي فلان ورقمه كذا وتوزع على الجيش كله حتى يغلي من الداخل على الفدائيين إزداد الإحتكاك، صار الجيش يأخذ بعض الفدائيين وصار الفدائيون يأخذون بعض الجيش. لكن الفدائيين ليس عندهم سلطة منظمة ومحكمة وغير ذلك، فكانوا يأخذون الجندي يقطعون أذنه، يقطعون أنفه فيرجع إلى زوجته مقطوع الأذن مقطوع الأنف، أو إلى القيادة، فتكتب القيادة قطعت أذن فلان وجندي في الكتيبة الفلانية، وبدأ الجيش كله يغلي، وأخيرا التقى الضباط بالملك وقالوا له: نحن لا نصبر أكثر من ذلك ووضعوا النجم وقالوا نحن نرجع إلى قبائلنا ونحمي شرفنا، فقال لهم: -الغيظ كان واصل للحلقوم أو إلى تحت الحلقوم بقليل، وهم يريدوا أن يعلوا على الحلقوم- قال: لا نحن كلنا فدائيون وهؤلاء إخواننا وما إلي ذلك، يومها وقف اللواء (خلف رافع) أمام ضباط الجيش جميعا وأمام الملك وقال له: إسمع يا جلالة الملك إذا أردتم أن تضربوا الفدائيين لا تضربوا الإخوان المسلمين، هؤلاء أناس طيبين، وأخيرا وصل السيل الزبا، طبع المصاحف ووزعها على الجيش وقالوا لهم: هؤلاء الفدائيون كفار وشيوعيين وما إلى ذلك، ويريدون أن ينقلوا الشيوعية للبلد وهؤلاء لا فرق عندهم بين الأم والأخت وما إلى ذلك يتزوج الأخت يتزوج الأم إلى آخره من مباديء الشيوعية، وهؤلاء عندهم كما قلت نخوة، فقط أعطوهم إشارة وانطلقوا لا يلوون على شيء، إذا وجدوا أي فدائي ذبحوه، انطلقوا إلى القواعد بالدبابات عندما دخلوا إلى القاعدة الرئيسية ،عندنا خرج أهل القرية أمام الدبابات قالوا: هؤلاء علمونا ديننا حموا أعراضنا ضربهم ضرب لنا، فقال لهم قائد الدبابات لن أمسهم بسوء فعلا اعتقل اثنين من إخواننا وأرجعوهم بعد يومين معززين مكرمين ،لأن الجيش لم ير واحد يصلي ما يصدق هذا فدائي يقول له: أنت فدائي تصلي مش معقول، نعم مش معقول أنت فدائي؟ يقول له أيوه أنا فدائي، يقول له: لا ...الفدائيون شيوعيون يتزوجوا أمهاتهم وأخواتهم، أميين طبعا هكذا علموهم، فضربت الحركة ضربت المدن بالقذائف، بالقنابل بالصواريخ ما إلى ذلك، ماذا؟ رعب.
    أذكر كنت يومها في إربد لأن قاعدتنا كانت قرب إربد، وأهلي ساكنين في مدينة إربد، وكنت في إجازة وجالس في البيت يوم أن بدأ الضرب، فأجلسنا النساء في داخل الملجأ تحت الدار يعني نساء الحي أجلسناهن في داخل الخندق أو داخل الملجأ، ونحن الرجال قعدنا في الغرف، الصواريخ تنزل على هذه الدار تهدمها وعلى هذه ..وسبحان الله
    ولتجدنهم أحرص الناس على حياة
    (البقرة: 96)
    أذكر كان لنا جار سكير يشرب الخمر فعندما بدأت الصواريخ رمى نفسه بين النساء، هذه المرأة تقول له:أخرج وهذه المرأة تبصق بوجهه،وملزق ميت ولتجدنهم أحرص الناس على حياة أهلي خرجوا من الخندق قالوا، نحن نخرج وأنت خليك خرجت وجاءت عندي على الدار على الغرفة وهو مات، مات خوفا وصلينا عليه الجنازة، تقطع نياط قلبه من الخوف ومات.
    عمان دمرت، إربد، المدن، اجتمع مؤتمر القمة، دائما يجتمع مؤتمر القمة أنقذوا الشعب الفلسطيني، جاءوا ألباهي الأدغم والنميري وسعد الصباح (رئيس وزراء الآن، كان وزير خارجية) جاءوا إلى الأردن أثناء الضرب حاولوا الإتصال بالملك، برئيس الوزراء،بالحاكم العسكري (كان واحد من دار المجالي ما فيه فائدة)، سياراتهم ضربت بالرشاش كادوا يموتون مروا في الطريق وجدوا الجيش الأردني يخرج الجرحى، جرحى الفدائيين من المستشفيات ويدوسونهم بالدبابات رجع النميري وعقد مؤتمر صحفي وهاجم فيه الأردن والملك والدنيا كلها، ثم أثناء إجتماع مؤتمر القمة ف ضح عبد الناصر أنه مشترك في المؤامرة وأن التخطيط كان مع عبد الناصر وشل عبدالناصر في نفس جلسة مؤتمر القمة، ومات في نفس اليوم، عبدالناصر كان رئيس مؤتمر القمة يقول: كيف يعمل كذا؟ الزاي يعمل كذا، وما إلى ذلك، ثم عندما كشفت الحقائق إذا به الرجل هو الذي خطط لضرب الفدائيين فشل في نفس الجلسة، وبعد ثلاث ساعات مات، في نفس اليوم مات مخزيا في الدنيا والآخرة، لما مات عبدالناصر رجع كل الرؤساء لحضور جنازته إلا الملك فيصل، رفض أن يرجع يشترك في جنازته، لما وجد أنه ضالع في المؤامرة ما رجع أبدا ولا زار قبره.
    المهم مات عبدالناصر، الفدائيون خلاص ضربوا، صارت مؤتمرات، يا ناس يا جماعة وقفوا عن الفدائين الضرب قال رئيس الوزراء وصفي التل: لن نوقف الضرب عليهم حتى ينسحبوا من المدن نحن نسمح لهم أن يعيشوا في الأحراش في الغابات أما بقاءهم في المدن سيبقى الإضطراب مستمرا، إذن لن نسمح لهم بإبقاء حبل الأمن مقطوعا يا فدائيين ما رأيكم تخرجوا وتعيشون أحرار في الغابات؟ قالوا نخرج خرجوا إلى الغابات، فهجمت الدبابات والطائرات وأحرقتهم في الغابات لأنه في عمان وفي إربد لا يستطيعون القضاء عليهم جمعوهم في مكان في الغابات ونزلت المدفعية والطائرات فيهم قسم منهم دخلوا إلى إسرائيل وانضموا لإسرائيل، قالوا لهم نحن نريد أن نكون معكم أفضل من العرب.
    ضرب العمل الفدائي في الأردن، كنا نحمل مثل الآن الواحد منا سايق السيارة والرشاش معه والمسدس على جنبه والكلاشنكوف في كتفه والدنيا( يا أرض اهتزي ليس عليك إلا أنا)(1) [مثل فلسطيني يقال للانسان الذي يمشي بكبرياء].
    ثم أصبحت الرصاصة جريمة يقدم صحابها إلى محكمة عسكرية، هذه الألغام والقنابل وما إلى ذلك كانت مثل الحلوى مثل هنا الآن، الآن روح على سوق ترمنجل اللغم ضد الدبابات يبيعك إياه بعشرين روبية، عشرين روبية، وزنه خمسة عشر كيلو يبيعوه بعشرين روبية، بأربع ريالات، رغيف سندويش كانت هكذا الأسلحة وكنا نعيش هذه النعمة مجموعة صغيرة من المسلمين وكل المسلمين محرمون وعندما حرمنا منها زادت آلامنا ولوعتنا أننا ما استغللنا هذه الفرصة في بناء أنفسنا وفي أخذ أكبر قسط من المعلومات منها، صرنا نعض أصابع الندم، آه لو عملنا كذا، آه لو عملنا كذا، آه لو عملنا كذا، انتهى كل شيء وعاد الرجل كالنساء وعلى الغانيات جر الذيول، نعم..ما الفرق بينك وبين المرأة في البيت، ولا شيء لا سلاح، ممنوع تتحرك ثم بعدها منعوا الخطبة ثم بعدها منعوا الدروس ثم بعدها صاروا يبحثوا عن المعلمين في وزارة التربية المسلمين ير مجوهم(1)[يعني يسرحونهم من الجيش]. ثم بعدها خلصوا الجيش من المسلمين ثم بعدها ماخلو ا مسلم في مكان من الأمكنة وأنت ماذا تصنع ليس معك رصاصة، كالشياة كحال، العالم العربي كله إلا من رحم، تندمنا كثيرا وبقينا من السبعين حتى التسعة وسبعين رجعنا إلى الأوراق ونتعامل مع الأوراق والكتب ونتكلم عن الجهاد في الكتب ونكتب عنه إذا كان يوجد جهاد نكتب على الطاولات بين المناسف والقطائف والكنائف، لكن الذي يتذوق حلاوة الجهاد تبقى حرارة الشوق تضرم النار في أعماقه شوقا إلى الجهاد.
    فأنا من نعم الله علي كنت أستاذا في الجامعة الأردنية وفصلت من الجامعة الأردنية -والحمد لله رب العالمين - بقرار من الحاكم العسكري العام رئيس الوزراء استنادا للمادة أربعة أو سبعة وعشرين نسيت، لقناعاتي الخاصة!! أقرر فصل الدكتور عبدالله عزام من الجامعة الإردنية، هذا رئيس الوزراء، لقناعاتي الخاصة، ثم الحمد لله قال له أضربك كف، تصل إلى مكة، قال له: تأتي الحجة على يديك، فهؤلاء ضربونا كفا أخرجونا من الجامعة الأردنية جئت إلى أفغانستان والحمد لله رب العالمين، بحثت في الساحة، اليمن كان فيها جهاد وكان جهاد في أفغانستان، فقلت: نذهب إلى إحدى الجبهتين نعيد ممارسة هوايتنا لأنه هواية صار الجهاد، يعني الواحد وهو في صدا يشعر والله بالراحة العجيبة والطمأنينة العميقة هدوء النفس السكينة واستقرار الأعصاب وأكثر ما يحزنني أن يأتيني ورقة من بيشاور تعال نحن بحاجة إليك للأعمال التي في بيشاور للمكتب وغيره.
    ولذلك أنتم في نعمة ستبكون عليها دما في أيام مقبلة نرجوا الله ألا نحرم هذه النعمة، نرجوا الله أن لا نحرم هذه النعمة، والله ما محروم إلا الذي حرم نعمة الجهاد، ما محروم مثل الذي حرم نعمة الإيمان ثم نعمة الجهاد، وأكثر منه حرمانا من يصل أرض الجهاد ويعود على أعقابه خاسرا، والله كم أحزن عليهم وأرثي لحالهم وأبكي لهؤلاء المساكين الذين يأتون يتكبدون المشقات والأهوال ويحاولون عدة سنوات أن يصلوا إلى هذه الأرض ثم يأتي واحد يشوش في أذنه أن هؤلاء مشركين أو عندهم شرك أو بدع فيرجع إلى بلده باعتبار أنه لا يجوز القتال معهم، هؤلاء محرومون.
    فرض الجهاد مقدم على حج الفريضة:
    يا إخوة: الحج، العلماء يقولون من ملك الزاد والراحلة وأخر الحج إلى عام قادم ومات في نفس السنة يموت آثما عاصيا، الذي يملك ثمن التذكرة يستطيع أن يحج بها وآخر سنة يموت آثما فكيف وعشر سنوات من الجهاد مفتوحة، والفرض على الفور ليس مثل الحج، الحج قال العلماء منهم من قال الفرض على التراخي يعني لا تستعجل، ومنهم من قال: على الفور، أما فرض الجهاد فهو على الفور، عشر سنوات، هذه السنة العاشرة الجهاد مستمر ولم يوفقه الله عز وجل لزيارة بيشاور، أي حرمان وأي مصيبة أكبر من هذه، أي عصيان أكبر من هذا، مهما كانت التعللات ومهما كانت الأسباب فكيف إذا كانوا يعتبرون الذي يأتي إلى الجهاد مسكينا متهورا عاطفيا متسرعا، وهم العقلاء والحكماء، ولكن معنى العقل اليوم كما قال المتنبي:
    يرى الجبناء أن الجبن عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
    هذا جحا، يركض طالع من بيته مسرع يركض في الشارع، لحقه الأولاد يا جحا ماذا يوجد؟ هو لا يوجد شيء، ما في شيء، فكر، فكر، قال لهم: يوجد عرس صاروا خمسين، صاروا ستين صاروا مائة، صاروا خمسمائة قال إيه ممكن في عرس صحيح: وهؤلاء خدعوا أنفسهم أولا، ولما كثر المخدوعون بهم قالوا: إيه بلكه صحيح.
    الذي نقوله كان ميزان التفضيل والتعديل والتجريح بالنسبة للصحابة والتابعين عدد الغزوات التي حضرها، يكتب الصحابي فلان شهد الغزوات كلها شهد المشاهد كلها، هذا أول ما يكتبوه في تاريخه.
    ولذلك الواحد منهم كان يفخر أني ما غبت عن معركة أو مشهد أو غزوة مع رسول الله صلى ، اليوم أصبح الجهاد عيبا في نظر الذين يفهمون، ولا يأتي إلى الجهاد إلا المساكين!! نفس الشيء نفس القضية، سنة <1967م> قعد المسلمون ،الحركة الإسلامسة سنتين وهي تطوف في العالم العربي; يا مسلمون إستيقظوا يا مسلمون تعالوا إلى فلسطين، يا مسلمون الأرض المباركة، يا مسلمون المسجد الأقصى، يا مسلمون الضفة الشرقية نفسها مهددة الطريق الآن إلى المدينة المنورة مفتوحة ولكن...
    لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
    (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين)
    (الروم: 52)
    ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء

    عرض القضية على العالم:
    عندما جئت هنا بدأت ثلاث سنوات أطوف في العالم أعرف بالقضية الأفغانية، أنا ما صدقت أن شعبا مسلما بهذه العزة وبهذا الموقف وأن معركة بهذه الضخامة والمسلمون في العالم العربي نائمون ويظنون أنهم يخدمون دين الله، فذهبت للعالم، للسعودية، للأردن، لأمريكا، لبريطانيا، يا مسلمين هنالك شعب بكامله يحمل السلاح تقوده حركة إسلامية، قادة الحركة الإسلامية أو أبناء الدعوة الإسلامية الذين تربوا منذ نعومة أظفارهم على الإسلام، يقودون شعبا بكامله ويخوضون معركة أمام أشرس قوي الأرض ومنتصرون عليهم، أتصدقون؟ قالوا: مسكين هذا الشيخ عبد الله معروف أنه متحمس، أما هو فهمان!!!، ولذلك أبدا لا يحمر وجهه لا يتعمر وجهه غضبا لله عز وجل.
    أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذا يطيب
    أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب
    فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكمو أجيبوا
    عر فنا بالقضية وكان همي في السنوات الثلاث الأولى; أن أحاول توحيد هؤلاء القادة الذين في بيشاور، وكان هنالك إتحاد إسمه الإتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان، فصحنا في العالم، في المسلمين في المسئولين عن المنظمات الإسلامية، الدعوات الإسلامية إلحقوا يا جماعة إحفظوا هذا الإتحاد، وجاءوا واجتمعوا مرة واثنتين وثلاث وأربع وما إلى ذلك.

    تغيير استراتيجيتنا :
    ثم أخيرا قلت: نحن لماذا نبقى في بيشاور؟ كان العرب يأتون، يأتي الواحد منهم، هو ونصيبه وهم الإخوة فيهم أحزاب طبعا الجهاد الأفغاني وللأسف; أن الأحزاب هذه تتكلم على بعضها، فإذا مسكه هذا الحزب يتكلم عن الحزب الآخر وإذا مسكه هذا التنظيم يتكلم على التنظيم الآخر، فالعربي أكثر شيء يمكث أسبوع ثلاث أيام ،وأكثرهم يستمر شهرا، ثم يرجع إلى بلده يائسا، قلنا نريد أن نعمل محضنا للعرب بعيدا عن أجواء إخواننا الأفغانيين على الأخص في الفترة الأولى ندربهم نربيهم، نعلمهم أن هذا الجهاد هو الجهاد الإسلامي الوحيد في الأرض وندخلهم في داخل أفغانستان ،حتى يقوموا بدورهم في داخل أفغانستان، فأنشأنا مكتبا سميناه مكتب الخدمات يعني: نحن خدم المجاهدين ولمن جاء للمجاهدين: وأخذنا على عاتقنا أن نسهل هذه العبادة لكل عربي قادم نمسكه من المطار هذا بعد أن نذهب إليهم في المؤتمرات ما إلى ذلك نشجعهم الذي يأتي نمسكه بالسيارة إلى بيشاور، من بيشاور نرسله إلى التدريب من التدريب نرسله نوزعهم، مجموعات إلى داخل أفغانستان، ما كنا نظن أن دور العرب بهذا الشكل مهم جدا، أول ما خطر ببالي عندما دخلنا واقع أفغانستان:
    أولا: أن نعرف حقيقة الجهاد الأفغاني على الطبيعة، على واقعه هل صحيح ما يقال في بيشاور؟ أو غير صحيح؟
    ثانيا: ما حجم الجبهات والأحزاب في داخل أفغانستان؟
    ثالثا: المتعطش للشهادة من الشباب العرب يشبع نهمه ويتخذ الله منهم من يختار ويشاء له الشهادة.
    رابعا : ثم نوصل بعض المساعدات التي في أيدينا إلى داخل الجبهات.

    مفاجأة :
    دخلوا في داخل أفغانستان، وهذه الأهداف في ذهني فعادوا إلينا وإذا لهم وظائف كبيرة جدا في داخل أفغانستان; أن العربي يحيي الجبهة بكاملها، أن هذا العربي الأفغان متعطشون لرؤيته عندما سمعوا أن العرب قدموا جاءوا لهم من مناطق بعيدة الذي عمره قد نيف على المائة أو التسعين أو الثمانين يحمل عكازه في يده وولده الصغير أو إبن ابنه الصغير بيد يمشي على الثلوج ثلاث أربع أيام حتى يقرأ له العربي على قلب إبنه أو على رأس إبنه آيات من القرآن الكريم، ويحدث أنه رأى عربي وعندما يرى العربي يحتضنه ويعانقه يا حفيد رسول الله جئت تدافع عن بلادنا، وجدنا أن العربي له دور آخر غير إيصال بعض المساعدات التي تصل إلى أيدينا، دور التعليم، دوره رفع المعنويات، دوره تحريك الجبهة، لأن بعض الجبهات بعد طول المدة سكنت سيأتي العربي، العربي متعطش يطلق نار، أين العمليات؟ متى المعركة؟ نريد الشهادة؟ أين الحور العين؟ وهكذا... ويبقى يلح على القائد مرة واثنتين وعشر وعشرين لو القائد يخترع له من الحائط عملية يعمل عملية ونحن يهمنا أن تبقى العمليات مستمرة حتى لا يلتقط الروس أنفاسهم، حتى نقض مضاجعهم حتى لا يهدأوا لحظة من اللحظات.
    ووجدنا; أن العرب لهم دور في التعليم، يعني: بعض الجبهات معظم أبناء الدعوة الإسلامية والعلماء استشهدوا وانتقل الجيل الثاني الجاهل إلى القيادة، تدخل الجبهة لا يحفظون “ قل أعوذ برب الفلق” “قل أعوذ برب الناس...!! “ فبدأوا يشعرون أن عليهم واجبا كبيرا هو التعليم، تعليمهم القرآن ومفتاح قلوب الأفغان هو القرآن الكريم ولذلك.. أي شاب دخل معهم عن طريق القرآن نجح نجاحا عجيبا وأحبوه حبا غريبا ، وقد كتبت عن الأخ سعيد الجزائري وعن أبي عاصم; أبو عاصم ذهب إلى أحمد شاه مسعود فسلمه ثلاثين قائدا من قادته الذين هزوا روسيا، الواحد منهم مع فئته حطم خمسمائة دبابة، أربع مائة دبابة خلال هذا السنوات سلمهم إياه ثلاثين واحد ليعلمهم القرآن الكريم، مكث معهم سنة سألت أحدهم: كيف أبو عاصم؟ قال: نحن نحب أحمد شاه حبا عجيبا ولكنه لا يداني حب أبي عاصم، قال: والله ما رأيت أهيب منه!! لا يستطيع أحدنا أن يمد رجله في حضرته ولا أن يعبث بلحيته ولا أن يبتسم ولا أن يهزل - يا سلام - شاب عمره ثلاث وعشرين سنة أربع وعشرين سنة فقط!! صوته ندي بالقرآن الكريم صوته مثل صوت أبي هاجر جميل، أو صوت أبي يحيى جميل، ويحفظ القرآن الكريم، هو توجيهي.
    ثلاثين قائد من الذين تعرفهم، روسيا تطلق على بعضهم جنرال بانا، جنرال..!! لكثرة ما أزعجهم وأقلقهم، تتلمذوا على يد هذا الشاب، استشهد أبو عاصم ما استطاعوا الحياة بعده، وكانت شهادة عجيبة من الله عز وجل واحد منهم قبل أن يتحرك أبو عاصم الصباح إلى المعركة كتب بجانبه شهيد،هم مائة وسبعة عشر نفرا ، كانا الصائمان الوحيدان في المعركة; أبو عاصم وشاه قلندر الشهيدان هما أبو عاصم وشاه قلندر، الصائمان فقط، قبل أن يتحرك صفي الله كتب بجانبه شهيد، قال له عبد الله أنس: الآن مستشار لأحمد شاه مسعود، قال له: نحن إثنان من العرب أنت مستعجل على واحد تريد أن تأخذه قال: والله سيقتل اليوم قال تقسم بالله، تتألى على الله؟ قال: والله أنا لا أتألى على الله، لكن أقسم بالله لن يرجع أقسم بالله سيموت اليوم، أقسم بالله سيقتل اليوم!!.
    قال: أنا لا أعلم الغيب، لكن أنت أعمى ألا ترى نور الشهادة في جبينه؟ رجع أبو عاصم شهيدا، فيجلسون لجلسة القرآن يرون مكان أبي عاصم خاليا يبكون .


    من كابل إلى القدس(1)

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهد الله فماله من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله، قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون .
    الزمر: 36-38
    وحدة العقيدة والدم:
    قصة كابل الدامية.. هي ملحمة فلسطين الجريحة، وجراحات الهندوكوش تنزف دماءها فوق غزة، وأنات الثكالى والأيامى في هلمند وبلخ وهرات تردد آهاتها وزفراتها نابلس وأم النور والخليل والقدس.
    فهي قصة واحدة ؛ قصة الإسلام الجريح، الذي تكالب عليه العالم كله، قصة هذا الدين الذي أطبقت عليه الدنيا قاطبة، قصة الأكلة التي تكاثرت على قصعة المسلمين، عندما يوقف الجهاد، وتسقط الهيبة من قلوب الأعداء، ويسكن الوهن القلوب، تضيع الأمة وتتحول إلى غثاء، وتصبح جموعها زبدا ، وعندما يم تشق السلاح وي نتضل الحسام، وي خترط السيف، عندها تأوي الثعالب إلى جحورها.
    هذا الدين خير دين نزل من رب العالمين، أرسل لنا ربنا رسولنا صلى خير رسول، وقال ص: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي).

    التوحيد لا يحمى إلا بالسيف:
    فهذا الدين جاء بالسيف، وقام بالسيف، ويبقى بالسيف، ويضيع إذا ضاع السيف، وهذا الدين دين هيبة.. دين رهبة، دين قوة، دين صولة، دين عزة، والضعف فيه جريمة يستحق صاحبها جهنم..
    إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا
    ( النساء: 97)
    فالإستضعاف ليس عذرا عند رب العالمين، إنما هو جريمة يستحق صاحبها جهنم بيقين، إلا الذين أعذرهم رب العالمين: الأعمى، والأعرج، والمريض..
    (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا .
    (النساء: 98)
    لن نتلعثم، ولن نجمجم، ولن نستحي ونحن نقدم ديننا إلى البشرية ؛ أن هذا الدين جاء لإنقاذ الناس كافة.. في الأرض قاطبة، جاء هذا الدين لإنقاذ الإنسان.. جنس الإنسان في الأرض كل الأرض.
    لن نستحي أن نقول: إن ديننا أمرنا بإرهاب العدو، وإرهاب العدو فرض من فوق السبع الطباق
    وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .
    (الأنفال: 60)
    لن يؤثر في موقفنا، ولا في طبيعة ديننا ذراري المسلمين المهزومة أمام ضغط الواقع الحاضر، وأمام الهجوم الإستشراقي الماكر الذي ش- ن ثلاثة قرون متواصلة على عبادة الجهاد وعقيدتها.
    يقولون لنا: دينكم قام بالسيف، فنقول لهم: ديننا دين محبة وسلام، ورحمة للعالمين، ولكنه قام بالسيف، وبعث نبينا بالسيف، وما حمى ديننا إلا السيف، وما حمى التوحيد إلا السيف.
    يقولون لنا: أنتم إرهابيون.. نحن رحمة للعالمين، ولكننا رهبة لأعداء هذا الدين، نحن إرهابيون للذين يريدون أن ينتهكوا أعراضنا، وأن يسلبوا حقوقنا، أو يمنعونا أن نبلغ ديننا إلى البشرية.

    الإسلام ليس دين دفاعي:
    ولذا فالذين كتبوا عن هذا الدين، وعن طبيعة الجهاد من هذه الذراري المستضعفة، وإن كانوا يحملون الشهادات الجامعية، فإنهم يقولون: إن هذا الدين دين دفاعي!!، ليت شعري دفاع عن أي شيء؟! هل هذا الدين دفاع عن جزيرة العرب؟! .. دفاع عن ماذا؟! إن كان هذا الدين دفاعا عن الإنسان نفسه، دفاعا عن الحق، دفاعا عن المباديء، فنحن نقبل، أما أن يكون دفاعا عن بقعة أرض فمن ذا الذي علمهم هذا؟ ت- رى، لو أن رسول الله ص اعتبر هذا الدين دفاعيا أو أن أبا بكر وعمر إعتبرا هذا الدين دفاعيا فما بال جيوشهم تنطلق في الأرض لتحطم عرش كسرى، وتثل عرش قيصر؟! وما بال عثمان وعلي رضي الله عنهما والأمويون والعباسيون يدفعون بالجحفل تلو الجحفل، وبالجيش تلو الجيش؟ يصلون في أيام عثمان إلى أرمينيا وأذربيجان وإلى القوقاز وقفقاسيا، ما الذي دفع أولئك؟! عن أي شيء يدافع هؤلاء؟! هل يدافعون وهم يفتحون روسيا من سنة خمس وعشرون هجرية.. يدافعون عن جزيرة العرب؟!.
    ليت شعري لو أن الذين يعل- مون الجهاد، يفقهون فقه الجهاد، ويعرفون طبيعة الجهاد، لابد ونحن ندرس الجهاد أن لا نستحي من طبيعة ديننا، نحن وعدنا الله، ووعدنا رسول الله ص أن نكون شهداء على البشرية، وعدنا ربنا قال:
    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون
    (الصف: 9 )
    وقال لنا ربنا آمرا:
    فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدو لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم .

    (التوبة: 5 )
    إنطلق هذا الدين ليحرر البشرية جميعا، فكيف يكون هذا الدين دفاعيا؟! دفاع عن أرض مكة؟! أم دفاع عن أرض المدينة؟! أم دفاع عن جزيرة العرب؟! الأولى بالذين يرددون هذه المقالة أن يفقهوا طبيعة هذا الدين، ويعرفوا هدي سيد المرسلين.
    (والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا) ، (وإن الله زوى لي الأرض شرقها وغربها، وإن ملك أمتي سيبلغ إلى ما زوى لي منها).. ولقد وعدنا كذلك (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يبقى بيت من مدر ولا وبر إلا ويدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز به دين الإسلام، وذلا يذل به الكفر).
    ووعدنا صلى أننا سنحكم روما، وقد سئل ص: أي المدينتين تفتح أولا ؛ أقسطنطينية أم رومية؟ قال: بل مدينة هرقل تفتح أولا، وقد فتحت سنة (857) هجرية، وستفتتح روما بإذن الله عز وجل.
    ديننا دين هجومي على أولئك الطواغيت الذين يعب دون البشر لأنفسهم من دون الله، لقد جاء هذا الدين لتحطيم العقبات السياسية والإقتصادية والإجتماعية أمام الدعوة الإسلامية، التي يجب أن تعم البشرية كلها، ولا يمكن للطواغيت أبدا أن يدعو ك تبلغ دين الله، فالجهاد إنما يكون للإطاحة بالعقبات السياسية التي تحول دون توصيل دين الله إلى البشر، وبعد ذلك ي عرض دين الله على الناس ؛فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر«، أما أننا نريد من الناس أن يعتنقوا هذا الدين دون أن نحمل الحسام، ودون أن يتحول كل منا إلى ضرغام، فهذا وهم من الأوهام، يعيشه الذين يعيشون في أبراجهم العاجية، أو الذين ي غ- ط ون في منامهم وسباتهم.
    لن يقوم لنا قائمة بدون جهاد، ولن يكون لنا وجود تحت الشمس بدون جهاد، ولن يكون لنا أي وزن في قلوب البشرية بدون قتال..
    فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا
    ( النساء: 84 )
    فقد طلب رب العزة من رسوله ص القتال ولو كان وحيدا، وطلب منه طلبا آخر وهو تحريض المؤمنين من أجل أن يكف بأس الذين كفروا، فالقتال لكف بأس الكفار، ولتخضيض شوكتهم، ولتحطيم نفسيتهم، ولإزالة عقباتهم حتى نوصل الرحمة المهداة إلى الناس أجمعين في الأرض كلها، وفوق هذه المعمورة.

    فرضية العين:
    والقضية الأخرى أن الجهاد فرض، والجهاد في حالة كون المسلمين في ديارهم مطمئنين، آمنين، يكون فرض كفاية، وقال الفقهاء: أقل فرض الكفاية، أن يرسل الإمام في السنة جيشا أو جيشين إلى بلاد العدو، يغزوهم ويرجعون، وقاسوا ذلك على الجزية، قالوا: أقلها مرة في السنة، وإذا لم يغز جيش من بلاد المسلمين أرض الكفار فإن فرض الكفاية لم يؤد، ولكن يتحول الجهاد إلى فرض عين في حالات:
    أولا: إذا وط- ئت أراضي المسلمين.
    ثانيا: إذا تجمع الكفار على الثغور ليغزو المسلمين.
    ثالثا: إذا استنفر الإمام مجموعة من الناس، يصبح الجهاد فرض عين في حقهم.
    رابعا: إذا حصل النفير العام.
    خامسا: إذا س بيت امرأة أو مسلم في شرق الأرض أو غربها، يتحول الجهاد إلى فرض عين.
    فأين لا يكون الجهاد فرض عين الآن؟ في أي مكان في الأرض؟ والجهاد الآن ليس فرض عين في فلسطين فحسب، ولا في أفغانستان، بل فرض عين في أفغانستان وفلسطين، وفي كل بقعة كانت تحكم بلا إله إلا الله في يوم من الأيام، وتستمر فرضية العين في أعناق المسلمين حتى تستعاد آخر بقعة كانت تحكم بلا إله إلا الله في يوم من الأيام، فرضية العين مستمرة حتى ن- رجع بخارى، وطشقند، وسمرقند، والأندلس، والقوقاز، وسيبيريا، وفرنسا، والنمسا، وبلغاريا، والصرب، والمجر، وألبانيا، ورومانيا، وهكذا، حتى نستعيد كل بقعة كانت في يوم من الأيام تظل ل بظلال هذا الدين، وتحكم بشريعة سيد المرسلين.
    فليست فرضية العين مختصة الآن بأرض، وليست مقصورة على زمن، وليست محدودة بشعب، ليست مقصورة على أفغانستان، ولا على فلسطين، وإن كانت هاتان القضيتان من أهم ما يشغل المسلمين في الأرض، لكن فرضية العين فرض لازم في عنق كل مسلم، منذ أن يجري عليه القلم حتى يلقى الله عز وجل.
    فأقول: فرضية العين الآن مستمرة حتى نرجع بلاد الإسلام كلها، وفرضية العين هذه لا تحل بالأوراق، ولا بطلب الحقوق، لأن الحقوق إنما تؤخذ أخذا، ولا تعطى عطاء :
    لنطلبن بحد السيف مطلبنا
    فلن يخيب لنا في جنبه إرب
    من اقتضى بسوى الهندي(1) [الهندي: السيف]. حاجته
    أجاب كل سؤال عن هل بلم
    السيف هو الذي يخلص الحقوق.
    يقول سعد جمعة في كتابه (المؤامرة ومعركة المصير) قال: قلت لوزير خارجية بريطانيا بعد سنة سبع وستين: نحن أصحاب حق في فلسطين، قال: السياسة ليس فيها حق، السياسة فيها مصالح، ما في حق، إنما هي شريعة القوة، خلاص... ما دام يقول لك السياسة ليس فيها حق، فأنت كيف تطلب الحقوق؟ وأي حق أرجعته الأمم المتحدة في يوم من الأيام؟ ومتى نظر إلينا أعداؤنا بدون قوة؟ انظروا... انظروا الآن... قارنوا بين أفغانستان اليوم وبين أي بقعة إسلامية أخرى! حمل القوم سيوفهم، وشر عوا هاماتهم للنار، وعر ضوا نحورهم للذبل (للرماح) ودفعوا.. وسارت المسيرة، أشرعت سفينة الجهاد على بحور الدماء، وحداء القوم:
    وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .
    (آل عمران: 147)
    آلام وآمال:
    والناس يظنون أن أفغانستان وصلت إلى هذا بالسهولة، لم يبق بيت في أفغانستان إلا وتحول إلى ميتم أو مأتم.
    أرسلت زوجتي تخطب بنتا أفغانية-لأحد إخواننا-،قالت لها أختها الكبيرة:أوتظنين يا أم محمد أنه بقي في أنفسنا ميل لجنس أو لشهوة؟والله ما تزوجت إلا ليبقى معي محرم في الذهاب والإياب،ولقد تزوجنا وشهران ما رأيت منه وما رأى مني
    أناس يمشون على المسامير،على الشوك،يتقلبون على اللظى، يعيشون على الجمر،آلة..طاحونة دائرة تسحقالبشر، الأعصاب، النفوس، تجد القائد الأفغاني يهز الأرض من تحت أقدام روسيا، يرتجفون لمجرد ذكر اسمه، وفجأة تصيبه شظية في دماغه،أو شظية في عموده الفقري،لا يجد ثمن الدواء، لا يجد ثمن الطعام، لا يجد..نعم..ثمن الدواء أو الطعام!!ويتلفت كل واحد منهم الآن حوله،ويتفقد أباه ؛ لقد واراه التراب، ويتفقد أمه ؛ لقد هدم عليها البيت، ويتفقد أخاه الكبير؛لقد أسر من أيام تراقي،ولا يدرون ما المصير؟ويتفقد أبناءه؛هذه مشوهة بالنابالم، وهذه مشلولة بشظية في النخاع الشوكي، وهذا قد أصابه الجنون ؛ لأنه وهو صغير ما مر عليه يوم إلا والقذائف تتصبب فوق بيته، فأصيب بالخبل أو الجنون، أو بمرض الأعصاب... ماذا تقولون؟.. الآن في بيشاور - في باكستان - ثلاثة ملايين ونصف مليون مهاجر، وفي إيران مليون ونصف مليون مهاجر، وفي داخل أفغانستان - من أفغانستان إلى أفغانستان سبعة ملايين مهاجر اثنا عشر مليون مهاجر من عشرين مليون،ومع ذلك المسيرة مستمرة، نعم الحمد لله.
    يقول لي أحد القادة اسمه - آغا وليد - قائد كبير في تخار، في الشمال في اشكمش: الطائرات أغارت على بيته، اثنان وعشرون من أهل بيته، زوجته، أقاربه كلهم أبيدوا في لحظة واحدة، وهذه الأخبار شيء طبيعي، وليس له إلا مواصلة المسيرة المريرة.
    حدثني أحدهم - وهو يحدثني - قال جاءنا اليوم خبر استشهاد عشرين أو اثنين وعشرين شخصا من أقاربي، ثم انتقل إلى قصة أخرى مواصلا عن الجهاد، وكأن القصة لا تعنيه.. لا تعنيه !!، كأنها قصة حصلت في أيام سيدنا معاوية أو هارون الرشيد، أو غير ذلك.
    يمشي، لم يعد للموت أي رهبة في نفوسهم، تمشي في أرض أفغانستان كلها مفروشة بالحديد، فرشت أرض أفغانستان أكثر من خمس مرات بحديد القذائف، القذيفة طن كامل، أنا رأيت النبع خارجا من أكثر من مكان من آثار القذيفة، صارت روسيا ترى أن القذيفة تنزل في الأرض كثيرا، فتذهب قوتها في داخل الأرض، فصارت تنزلها في براشوت (مظلة) حتى لا تنزل في داخل الأرض(1) [حتى يكون مفعول القذيفة أكثر ولتدميى وتقتل أكثر على وجه الأرض].
    ننام، في الليل تأتي الطائرات، تنثر الألغام الفردية، اللغم مثل الجرادة أخضر على لون العشب، وينفجر على الصوت، لا حاجة أن تطأ عليه،إذا مررت بجانبه ينفجر بك.

    لماذا لم تسقط جلال آباد:
    جلال آباد هذه، الناس الآن يقولون: ولو! ما سقطت جلال آباد؟
    جلال آباد أولا: منبت الشيوعيين.
    ثانيا: جلال آباد مدينة فيها مائة ألف.
    ثالثا: جلال آباد فيها مطار.
    رابعا: هم يدافعون دفاع المستميت ؛ لأنهم كذلك أفغان، والأفغان أشداء، وخاصة الشيوعيون، ليسوا قليلين.
    حدثني أحدهم قال: مسكنا شيوعي، حكمنا عليه بالإعدام، قل: لا إله إلا الله، قال: لا يمكن، عشرون سنة وأنا أحارب لا إله إلا الله، فكيف أقول لا إله إلا الله؟ وضعنا الحبل في عنقه، وقلنا له: تقول لا إله إلا الله،قال:لا، شددنا،جحظت عيناه، ونزل الدم من أنفه، ثم أرخينا الحبل، قلنا له:تقول لا إله إلا الله؟قال: لا يمكن، قال: فشددناها وإلى جهنم وبئس المصير
    الآن الحكومة تلقي صواريخ على المجاهدين، الصاروخ خمسة أطنان ونصف، يدمر دائرة قطرها كيلو مترا، فلا تظنوا أمر الحرب والجهاد في أفغانستان أمر سهل..أناس طحنوا طحنا!.
    ولذلك كان مجيء العرب، رحمة لهم، رفعوا معنوياتهم، ووجدوا أن إخوانهم بجانبهم، فنشطت نفوسهم من جديد، وارتفعت هممهم، وهم رجال، عندهم حياء، وعندهم شجاعة، عندما يرون العربي يتقدم أمامهم - ولو كان الموت ينتظرهم - يسبقون العربي، وإن كانوا قد تعبوا، لكثرة التضحيات، الإنسان أعصاب، لحم وعظم وعصب، في يوم واحد في هرات قتل أربعة وعشرون ألفا.. أربعة وعشرون ألفا، في كابل المجاهدون يدخلون المعارك مع الروس أو مع الشيوعيين، فيهزمون الشيوعيين، فينتقم الشيوعيون من أهاليهم، ومن أولادهم، جم عوا الناس في المسجد، النساء والأطفال في المسجد، عندما ه زم الشيوعيون في الميدان أغارت الطائرات على المسجد وطحنتهم طحنا، لم يبق في المسجد واحد حي إلا طفلة في حضن أمها لأنها ميتة، وقد قسم رأسها قسمان ؛ قسم من دماغها نزل على حضن ابنتها فجنت، قال عادل - أحد الشباب العرب من السعودية - قال: فجئت إلى المسجد أنا والقائد أظن أنه (أوغيور يدار) فبكىت، قال له: ما الذي يبكيك؟ - الأفغاني يقول للعربي - ما الذي يبكيك؟ قال له: أليس هؤلاء أهلك وذويك؟ قال: بلى، ولكن المعركة تحتاج وقودا طويلا وكثيرا، وغدا سنمضي على هذا الطريق، وأنا وإياك سنقضي، وهنالك شيء يطعننا أكثر من هذا، أتدرى ما هو؟ قال: لا، قال: إن بعض قومك مع هذه التضحيات يتهموننا بالشرك، قال: هذا أشد على قلوبنا من رؤية هذه المناظر!!!
    حكم نقل صدقة الفطر إلى الجهاد:
    يا إخوة: أفتى الشيخ ابن باز: أنه يجوز تحويل صدقة الفطر إلى أفغانستان، جمعت رابطة العالم الإسلامي في الرياض ثلاثة ملايين ريال، اتصلوا بي قالوا: تصرف لم يبق إلا يوم واحد، إشتر أرز ووزع بثلاثة ملايين ريال، أشد الناس حاجة هم المهاجرون في إيران، لأنه لا يوجد مؤسسة خيرية لا عربية ولا أجنبية، لا إسلامية ولا صليبية دخلت إيران وقدمت حبة طحين لهؤلاء، ومنعوا.. طبعا الحكومة الإيرانية لا تقدم شيئا، فالمهم، إخواننا ليلة عيد الفطر اشتروا كمية من الرز ووزعوها.. كيلو، كيلو ونصف، كيلوين، يقسم لي أحد الإخوة: كنا ندخل على الأسرة بكيلوين من الأرز، فيبكون فرحا ليلة عيد الفطر، ما رأوا الرز منذ فترة طويلة، نأتي بالأطفال إلى دور الأيتام، يبقون شهرا وشهران لا يعرفون كيف يؤكل الرز، ما رأوا الرز في حياتهم، في هيرات على حدود إيران/أفغانستان، هنالك أناس عاشوا فترة طويلة على العشب حتى شفاههم تحولت كشفاه الغنم سوداء صلبة من كثرة أكل الحشيش، بدأ اللون الأخضر يظهر على وجوههم، في عروقهم لون الحشيش، فجاء قائدهم، قال لهم: لو انتقلتم، هنا لا يوجد مياه، لو انتقلتم بجانب العين، وسكنتم، قالوا: لكن بجانب العين لا يوجد الحشيش الذي نأكله، صاروا يأكلون المضيض، الأرقط (اللبن الجامد)، لا يوجد خبز، لا يوجد رز، لا يوجد شيء، فأصيبوا بالقرح المعدية، ما عندهم، صاروا يبحثون عما بقي في السنوات السابقة، إيش بقي في البيت ؟ اللبن الجامد !! يأكلونه يعيشون على اللبن الجامد، فأصيبوا بالقرحة المعدية، لا يوجد خبز تحته، ولا يوجد رز، فجاءوا يتعالجون من القرح المعدية..
    أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين .
    (آل عمران 142)
    فهم الإسلام من خلال الميدان:
    النفس البشرية لا تفهم الإسلام تماما إلا إذا جاهدت بالنفس، ليس بالمال! بالنفس، تصور معي جبلا ارتفاعه أربعة آلاف متر، ومطلوب من الأفغاني أن يسوق حماره ، وحماره محمل بسلاحه وذخيرته وطعامه، وأن يصعد قمة الجبل وينزل هو وحماره، الحمير تموت على الطريق، يصعد البغل إلى قمة الجبل، يصل به الإعياء مبلغه، يقف على حافة الجبل، يلقي بنفسه في الوادي فينتحر البغل.
    زاوية الميل حوالي 75 درجة، الثلج تجمد، مطلوب منك أن تصعد، وأنا أرى الأفغان بجانبي، حماره أمامه، ويدفعه من الخلف في الصعود، ويلقاه في النزول، وإذا زلق الحمار هوى إلى الوادي إلى غير رجعة، وأنت تصور وأنت صاعد، وفوقك الخيول النازلة بالمئات، وإذا زلق أي حصان أو حمار أخذك في وجهه ومضيت إلى مصيرك المحتوم، فلا تظن الأمر سهلا، ولا تظنوا أن هذا النصر وصلوا إليه بالسهولة ..
    أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله
    (البقرة 214)
    حتى الرسول يستطول النصر... متى نصر الله .
    من أذان الفجر، صلينا الفجر، ركبنا خيولنا، وطبعا في مثل هذا الظرف لا تستطيع أن تركب الحصان، مضينا قليلا على الحصان، ثم نزلنا ولا بد أن تصعد، الثلج تجمد، حيثما تضع رجلك تنزلق الرجل، كنا نتمنى أن نجد كمية من الطين، أو حجرا من الحجارة، أو حمارا ميتا حتى نتشبث به أو نتكيء عليه، كنا نمشي على أربع! على أيدينا وأرجلنا، لا يستطيع الإنسان أن يمشي واقفا، قرب قمة الجبل دونه بمائة متر وأنا لا أكاد ألتقط أنفاسي من الإعياء، وأتعجب كيف يمكنني أن أصل إلى قمة الجبل؟! وإذا بحمار يهوي وصاحبه يلحق به ليمنعه من الموت، ويجري معه هكذا، وأخيرا أدركه اليأس، ثم أفلت حماره إلى مصيره، وما تمالكت نفسي فقهقهت، وشر المصائب ما يضحك، فتصور معي... إذا كانت طريقك فيها سبعة جبال، أنت معلق بين السماء والأرض فيها، بعد صلاة الفجر نريد أن نصلي،وكذلك الظهر والعصر، أين؟ ما وصلت أسفل الجبل - يعني طلعنا ونزلنا - إلا عند أذان المغرب، من بعد الفجر إلى أذان المغرب، الشباب والله يتمنون الموت وهم في رؤوس الجبال لشدة التعب، وأحيانا يدرك الإنسان الإعياء، والثلوج متراكمة، جاكيت خفيف، صدرية - ليس (جاكيت) كاملا - صدرية لا أستطيع حملها، قد خلعتها ووضعتها على البغل بجانبي، قبل أن أصل قمة الجبل جاء الأفغاني، قال: يا شيخ، قلت له: نعم، قال: (آسب مرد... ختم) يعني مات الحصان، وحمل الأمتعة على كتفه ومضى في طريقه.
    على الطريق شاب عراقي اسمه علي، قال: اتركوني أنا أموت هنا، وأنت لا تستطيع أن تأخذ عنه غطرة، ولا تستطيع أن تحمل قلما عنه، وترك ليموت بين الثلوج، معه (Sleeping bag وضعه تحته ونام، ينتظر الموت، وفي الليل وحده، في قمم الجبال ترك ليموت، لا يستطيع أحد أن يقدم له شيء، وإذا بهاتف: اصبر إن الله معك، ويبقى ثلاثة أيام، وتمر قافلة، ويحملوه، ويرجعوه إلى (جترال)، ولكن رجليه كانتا قد تجمدتا، وقطعت أصابع رجليه.
    كم من الناس ماتوا فقط من البرد، الشباب العرب هؤلاء - نرجوا الله أن يجزيهم خير الجزاء - الذي يعيش في مثل (الدوحة) تحت ظل ظليل، وماء وفير، والفاكهة والحلويات، والرز واللحم، وما إلى ذلك، وعندما يخطر بباله أن يخدم الإسلام كثيرا يذهب ليحضر درسا من الدروس، ثم ينتقل فجأة إلى مثل هذا الجو، يخرجون من (بنجشير) وقت الضحى متوجهين إلى (تخار)، بعد المغرب بدأت الهبات.. هبات رياح باردة تهب عليهم، نزل بعض الثلج في أحذيتهم، وهم لا يحسون، يمشون والعرق نازل، وصلوا (انجمن) ، أرادوا أن يخلعوا جواربهم.. خلاص، لصقت بأرجلهم، وبدأ الألم، وبدأوا يصيحون، واجتمع أهل القرية عليهم، فوجدوا أصابعهم مثل قالب الثلج، تكسرت وحدها.
    فأمر الجهاد أمر ثقيل لأنه بإمكانك أنت أن تؤدي كل العبادات وأنت في بيتك بين أولادك إلا الجهاد، تصلي وأنت تحت المكيف، وتصوم وأنت بين أولادك وزوجتك وتحت المكيف، وتحج في ثلاثة أيام، وتزكي على التلفون، لكن الجهاد.. كيف تأخذ زوجتك، والمكيف، والسيارة و(المرسيدس)؟ لا تمشي سيارة (المرسيدس) فوق جبال نورستان أو جبال الهندوكوش، (المرسيدس) رجليك، (مرسيدس) نمرة (11) ، ولذلك الجهاد انسلاخ من الحياة الدنيا كلها، تستطيع أن تصوم وأنت في شركتك، وأن تصلي وأنت في وظيفتك، وأن تزكي وأنت في جامعتك، لكن لا تستطيع أن تجاهد وأنت تجمع أي واحدة من هذه مع الجهاد، ولذلك قال الله عز وجل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
    قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين...
    (التوبة: 24)
    كل الدنيا في كفة والجهاد في كفة أخرى، لأنه لا يمكن الجمع بينهما.

    الهدنة في بنجشير:
    أحمد شاه مسعود، تسمعون به هذا القائد، ماذا أحدثكم؟ تصور قريته أمامها مدم ر حوالي ثلاثمائة دبابة وآلية، مثل محرقة الدوحة للسيارات، فروسيا قالت: كيف نخلص من هذا، أتعبنا، أرسلوا إليه: نريد أن نعقد معك هدنة، فاستشار العلماء، قالوا: لا بأس، قالوا له: تأتينا؟ قال: لا آتيكم، قالوا: نلتقي في نصف الطريق، قال: لا، أنتم تأتوننا، قالوا: تضع عندنا رهائن، قال: لا أضع عندكم رهائن، أنتم تأتوننا، فجاءوا إليه أذلة صاغرين، شاب الآن عمره سبع وثلاثون سنة، ابتدأ الجهاد قبل خمس عشرة سنة، كان عمره اثنين وعشرين سنة، جلس هو والجنرالات الروس، أو الضباط الروس الكبار، أول ليلة، ثاني ليلة، ثالث ليلة، قال له القائد الروسي: أنت لا تعلم الحالة النفسية التي نعيش فيها، هذا المجنون (بريجنيف) الأحمق رمانا في هذه المحرقة وتركنا، نحن نشعر أننا مقيدون بأرجلنا، ونريد أن نفك أنفسنا، قال: فهممت في الليلة التي بعدها أن أسجل ما يقول، لكني رأيتها خسة ترتفع عنها أمانة المجالس.
    عقدوا هدنة: إيقاف الحرب في بنجشير ستة أشهر، صار يرسل المجاهدين خارج بنجشير يقتلون العدو ويرجعون إلى بنجشير، في بنجشير ممنوع القتال، كان الجبل بينه وبين ممر (سالانج) ، يرسل السرية أو الكتيبة إلى سالانج تضرب وترجع إلى بنجشير، في بنجشير ممنوع أن تتحرك طائرات، ممنوع أن تتحرك دبابات، وجدوا أن القضية ليست مربحة، مات هذا (أندربوف)، وجاء (تشيرنيكو)، لكن انظروا صنيع رب العالمين... سبحانك يا رب!! هل سمعتم أنه في أربع سنوات يموت ثلاثة من رؤساء الإتحاد السوفياتي؟ دعوات المظلومين الأفغان، ثلاثة من رؤساء الإتحاد السوفياتي، ستالين حكم ثلاثين سنة، (خريتشوف) عشر سنوات، بريجنيف خمس عشرة سنة، بريجنيف عاش سنة، جاء (أندروبوف) سنة ونصف، تشيرنينكو سنة، دعوات تسلط عليه من الأفغانيات والأفغانيين تصعد إلى السماء، يهلكهم الله عز وجل، جاء تشيرنينكو، قالوا: هذا ضحك علينا، اسجنوا اللجنة التي عقدت معه الصلح، سجنوها، شكلوا لجنة جديدة، كتبت اللجنة الجديدة شروطا للصلح، أرسلتها له: لقد خدعت اللجنة السابقة، وهذه شروطنا الجديدة، غدا نلتقي لنناقش شروط الصلح، قال: أنا لا أستطيع أن أناقشكم غدا، بعد أسبوعين نلتقي إن شاء الله. أمر الفلاحين أن يجمعوا زروعهم وقمحهم، قال لهم: أنا داخل على معركة، اجمعوا القمح وخبئوه في البيوت، بعد أسبوعين حمل الكلاكوف - الكلاكوف غنيمة من الروس لبس اللباس العسكري، هو وجماعته يلبسون اللباس العسكري، مفروض على كل واحد منهم أن يلبس اللباس العسكري من صلاة الفجر إلى بعد صلاة العصر - لبس اللباس العسكري، حمل الكلاكوف وذهب إلى اللجنة، أي لجنة هذه؟ كبار الضباط الذين يخططون ضد حلف الأطلسي لمواجهة العالم كله، قال: مسكت ورقتهم ووضعت عليها بالأحمر، ثم كتبت شروطا جديدة شديدة، أضعاف أضعاف شدة الأولى، وصلت، ناولتهم الورقتين، رأوا الشطب الأحمر هذا، ورأوا ورقتهم، ونظروا في الشروط الجديدة، بدأوا ينفخون، ويربدون، ويحمرون، ويزبدون، قالوا: هل تسمح لنا أن نخرج لندخن سيجارة؟ قال لهم: أخرجوا إذهبوا، أصبحوا مثل (الحية السارطة)(1)[مثل فلسطيني ويعني كلأفعي التي ابتلعت شيئا أعاقها عن الحركة]. خرجوا، دخنوا، إيش نعمل مع هذا، إرجعوا، رجعوا، مسك واحد من كبار الضباط - (جنرال) أو غيره - الأوراق ما تحملت نفسه، رماها هكذا أمامه، جم عها بيده وضربها في وجه الضابط الروسي، قال له: أخرج يا قليل الأدب، قال له الضباط الروس: إسمح له، هو قد تسرع، قال: لا يمكن أن نواصل النقاش إلا إذا خرج هذا، الله أكبر!!... جندي من جنود رسول الله ص يفرض على جنرال روسي أن يخرج من الجلسة!! أي عزة هذه التي رفع بها الإسلام بالجهاد جنده؟! أخرجوه، وقعوا، في اليوم التالي أرسلوا له رسالة: نحن وقعنا تحت رهبة الكلاكوف، هذه الشروط مجحفة، لا نوافق عليها، جاء قائد اللجنة، وبدأ يرجوه: أنت شد دت علينا، لي ن علينا، ما إلى ذلك... يا سلام!! فلي ن لهم، حذف لهم شرطا أو شرطين، وقعوه، وجدوا أن هذا تحد لكرامة روسيا، مجاهد صغير في واد من الأودية، ما دخلته السيارات حتى الآن، ما عبدت أرضه حتى الآن، هكذا يفرض علينا ما يريد، جاء سوبولوف بنفسه (وكيل الدفاع الروسي)، وكيل الدفاع السوفياتي، ليشرف على تخطيط معركة ضد أحمد شاه مسعود، وجاء بجنرالين أو (مارشالين) كبيرين ليخططا للمعركة، جاءه تقرير - هو له عيونه في المخابرات، في الدولة، في رئاسة الجمهورية، يعني الشباب يحبونه والحمد لله، تجد صورته في الجيوب، يقولون: (مردي ملة) رجل الشعب، الصدق!.. الصدق!... الحقيقة - خططوا أن ي دخلوا واحدا وخمسين ألف جندي، مع أن الذين في بنجشير أربعة آلاف، والأيام الثلاثة الأولى أن تغير الطائرات ستمائمة غارة في اليوم، كل غارة فيها ثلاثون طائرة تقريبا، يعني تصور... ستمائمة غارة، يعني ينزل أربعة وعشرون ألف طن من المتفجرات في يوم واحد على الوادي، أربع وعشرين ألف طن، الكيلو من المتفجرات تساوي عشرين قنبلة... فالطن كم؟!! عشرون ألف قنبلة، الأربعة وعشرون ألف طن.. أضرب (24×20000) = 480.0000، ماذا يصنع؟ الثلوج تغطي المنطقة، والقصة طويلة، المهم، زرع الوادي ألغاما ضد الدبابات، وضع ألغاما شراكية على الأبواب التي سيفتحهما الروس في ظنه، وزع أصحابه خارج الوادي، أبقى أناسا في داخل الوادي ينتظرون الدبابات ليضربوها، ضربت الطائرات، ودخلت الدبابات، أول يوم، وسوكولوف قاعد على اللاسلكي ينتظر رسالة إنهاء المجاهدين في بنجشير، جاءته الرسالة: دخلنا بنجشير فلم نجد أحدا إلا الألغام، وتحطم كثير من دباباتنا، القلم بيده سقط، قالوا: ما بالك، قال: خسرنا المعركة، ليلتها كان السفير الروسي في حفل استقبال مدعو إليه السفراء، في حفلة، قال السفير الفرنسي للسفير الروسي: أنتم ذبحتم الذين في بنجشير، هو يعرف الجواب، فأطرق رأسه، وخرج من الجلسة قبل أن يشرب الشاي، ستة أشهر بعد بداية المعركة والطيران يخرج يوميا من (خوجه رواش) في كابل، من (بجرام) ، من كلاديه، من روسيا يمر يوميا في الصباح يضرب بنجشير ويرجع إلى روسيا أو إلى مكانه، عندما تمر الطائرات في الصباح، أهل بروان وكابيسا يبكون لرؤية الطائرات، هم على رؤوس الجبال، رؤوس الجبال مزروعة بالألغام، زرعتها الطائرات بالألغام، ي نزلون عليهم كوماندوز روسي، يخوضون معهم معركة على رأس الجبل، ينزلون إلى الوادي، تنزل الطائرات عليهم في الوادي، الدبابات تلحقهم في الوادي، وهكذا دواليك.

    اعتراف روسيا بالهزيمة:
    الجهاد!.. الجهاد كره لكم..
    كتب عليكم القتال وهو كره لكم ،
    (البقرة: 216)
    الله عز وجل نصرهم... نصرهم بصبرهم، وبعض الناس يقولون: روسيا انسحبت، من الذي قال لك أنها انسحبت؟! لقد تمزقت روسيا في داخل أفغانستان، غورباتشوف قال: لقد كان دخولنا إلى أفغانستان خطيئة، لقد ه ز اقتصادنا بدخولنا أفغانستان.
    قائد الجيش الروسي وهو منسحب يقول: هذا اليوم الذي كنا ننتظره قبل سنوات.
    جندي على التلفاز الروسي يسألونه: كيف حالكم في المعركة؟ قال: عندما نسمع (الله أكبر) نبول على ثيابنا.
    أتظنون الأمر سهلا؟ مزقت روسيا، بلبوف يقول عن حربه مع شامل (الإمام شامل): لقد فقدنا في قفقاسيا من الجنود ما يكفي لفتح بلدان من مصر إلى اليابان، ولو استمر الجيش الروسي في داخل أفغانستان لانتهت روسيا، وقال لهم ميتران: إن أفغانستان سرطان في جسد الإمبراطورية الروسية يأكلها يوما بعد يوم.
    والأمريكان... الأمريكان صاروا يخافون من الأفغان، وهم في داخل أفغانستان، وكتبت كتب وزعت في الأسواق الأمريكية: إن الأفغان سيقتحمون روسيا، وسيسقطون الإمبراطورية الروسية بواسطة المسلمين الذين في الجنوب، ثم يدخلون مرة أخرى إلى أوروبا، وعندها يا أمريكا ستضطرين إلى دخول معركة مع المسلمين في أواسط أوروبا.
    يقول الأوروبيون: لقد عاد الأتراك مرة أخرى، عاد الأفغان لتدفعوا لهم الجزية خمسة قرون مرة أخرى.
    ولذلك، كل الدنيا اجتمعت لتحاول أن توقف هذا المد، وقلت: يهودي قدم للحكومة الأمريكية - هو أمريكي معروف اسمه شاختر مان - قال:
    What We have done ؟؟ We have awaken the Againt!،
    ماذا عملنا؟ لقد أيقظنا العملاق.
    الجهاد في أفغانستان، كان مثالا حيا رائعا للصبر، للتضحية، للبذل والإباء، للشمم والوفاء لهذا الدين، لقد كان درسا لأعداء هذا الدين.
    ولذلك بعد أن انسحب الجيش الروسي، اجتمع مجلس السوفيات الأعلى - تابوا توبة نصوحا- قرروا أننا: لن نرسل الجيش الأحمر إلى أي دولة في العالم - عدا الدول الشيوعية طبعا - الآن المقاطعات الإسلامية في جنوب روسيا بدأت تتململ، في الأشهر الخمسة الأخيرة بدأت محطة طاجكستان التي لم تسمع القرآن منذ سبعين عاما، بدأت تبث القرآن باللغة العربية، وتؤذن باللغة العربية.
    ع-زة وإباء:
    فالجهاد... نعم صعب، الجهاد فيه المرارة والحرمان، لكنه عذب، ونتيجته السعادة في الدنيا أوالشهادة للآخرة، فكل مسلم في الأرض الآن يرفع هامته اعتزازا بعمامة الأفغان، وأصبحت هذه العمامة رمزا للعزة في الأرض كلها، كنت ماشيا في أمريكا لابسا هذه الطاقية الأفغانية، والأمريكان ينظرون إلي بإعجاب، يبدو أنه أفغاني.
    (أرماكوست) وزير الخارجية الأمريكية، رباني جالس، فجاء (أرماكوست) ليسلم عليه، فقام رباني يسلم عليه، قال: يا سيدي لا تقم، أنت يقام لك ولا تقوم، وكيل الخارجية الأمريكية يقول لرباني: يا سيدي لا تقم، لما التقى في الطائف بعد أن استماتت روسيا حتى تلتقي بهم، قال لهم: بشروط، قالوا: نلتقي في المنفى في فينا، قال له: لا، في أرض إسلامية، إما في السعودية، أو في باكستان، وتركه ومشى، روسيا قالت: موافقون في السعودية، في باكستان، قالوا لهم: رباني ذهب إلى السعودية يعتمر، اتصلوا به في السعودية: مستعدون أن نأتيك إلى السعودية، قال لهم: إسألوا الحكومة السعودية هل تأذن لكم؟ لأنه ليس لكم سفارة، اتصلوا بالسعودية: أتسمحون لنا أن ندخل؟ نريد أن نرى (رباني)، مستميتون، قالوا لهم: ادخلوا، عندما التقوا، قال لهم: بشروط ثلاثة:
    أولا: أن تدخلوا قبلنا لتقوموا لنا عندما ندخل.
    ثانيا: أن لا نسلم عليكم.
    ثالثا: أن لا تبحثوا قضية الحكم في المستقبل (قضية حكومة نجيب)، هذا لا تبحثوا فيه، موافقون، موافقون... مستميتون! يريدون أن يلتقوا بالمجاهدين، والتقوا أخيرا وصرحوا: لن نلتقي بروسيا بعد اليوم، خرجت روسيا وليس معها قطعة ورق من المجاهدين، قطعة ورق واحدة، أي عزة هذه؟! أي رفعة؟! أي ثناء؟! أى إشراق؟! ولذلك كل العالم - الحقيقة - الآن غير راض عن هذه النتيجة، وكانوا يظنون أن الجهاد الأفغاني سينتهي إلى هذه النهاية.

    عودة المصطلحات الشرعية:
    كان الغرب وأمريكا يظنان أن القضية قضية استنزاف وإشغال لروسيا، استنزاف بسيط لروسيا، وإشغال لقواتها، واستنزاف لاقتصادها، والله عز وجل قال: خذوا نصرا، خذوا رفعة، خذوا صبرا، وأنا لا أعرف كيف صبروا.
    عندما كنت أقرأ في السيرة أن الجيوش الإسلامية كانت تجاهد بدون رواتب، ما كنت أصدق!! كيف تجاهد بدون رواتب؟! لا نجمة، ولا نجمتين، ولا وسام، ولا وسامين، ولا شريطة، ولا شريطتين، كيف يجاهد هؤلاء؟ حتى رأيت نصف مليون أفغاني يجاهدون، وأقصى ما يطلبونه من قائدهم: الذخيرة والطعام، ولا يستطيعون أن يوفروا الطعام، أعادوا كثيرا من القيم في الحياة، كلمة (المجاهدون) فرضوها على العالم، إلا بعض الصحف العربية رافضة أن تقر وتعترف أنهم مجاهدون (ثوار) قولوا (مجاهدون) مثل الغرب، على الأقل مثل الغرب، لا... ثوار!!، العرب يفهمون... ما شاء الله، الحمد لله!! قالوا: أنتم لاجئون، قالوا: لا، نحن مهاجرون، نحن لسنا لاجئين هاربين من أجل الطعام، أول مرة خمسة ملايين مسلم يخرجون من ديارهم هربا بعقيدتهم، كان بإمكانهم أن يبقوا في داخل أفغانستان يعيشون أحسن عيش، لم يخرجهم أحد، لكن خرجوا هربا بدينهم ليواصلوا المعركة من خارج أفغانستان، الغنائم، الفيء، الإمارة، هذه المصطلحات الإسلامية نسيناها.
    قرأت كتابا لأحد أساتذتنا في الجهاد، استحىا الأستاذ أن يكتب: أن من نتائج الجهاد السلب ، قال: كيف السلب يكتب، وإذا الغرب قرأ السلب؟ (من قتل قتيلا فله سلبه)، أن نأخذ منه فلوسه وسيفه وسلاحه وفرسه، أعوذ بالله! نستحي من الغرب، هم يخجلون مساكين، ونحن نخجل منهم، نخجل من مواقفهم لأنهم يستحيون من دينهم، يستحيون من أوامر ربهم من أجل الغرب، أحيوا مرة أخرى الإسلام من جديد، نص وا في الدستور على أن هذه الدولة إسلامية جهادية هدفها تحرير المسجد الأقصى بعد تحرير كابل... في الدستور!! يا جماعة العالم يحاربكم، يا جماعة، الغرب يغضبون، يا جماعة اليهود يؤلبون الدنيا عليكم، قالوا: لا.. لا بد أن ينص على هذا في الدستور، أصحاب عقائد، أصحاب دين، كيف وصلوا إلى هذا؟.

    الطريق إلى المجتمع المسلم :
    أنا خرجت بقانون: أن الطريق إلى مجتمع مسلم، لا يمكن أن يقام مجتمع مسلم إلا بدعوة إسلامية تربي الشباب أولا على دين الله، تعلمهم الخوف والخشية من الله، والصيام، والقيام، وغض البصر، وحفظ اللسان، وحفظ الجوارح من الآثام، ويربونهم على العزة، والتحرر من الخوف، خاصة التحرر من الخوف على الرزق، لأن الذي قطع الأعناق، وأصاب الظهور بالقاصمة هو الخوف على الوظيفة، وأصبحت عقدة المخابرات عقدة لا تحل، شبحا يطارد المسلمين في كل مكان، فلا بد من التحرر من الخوف، الخوف على الرزق، الخوف على الأجل، الخوف على الوظيفة، هذا الشباب الذي سي كو ن بعد فترة من التربية تيارا إسلاميا، أو دعوة إسلامية، أو جماعة إسلامية، هذه لا بد أن تفجر الجهاد ضد أعداء الله، وي كو ن التيار الإسلامي الصاعق الذي يفجر طاقات الأمة، وتتصدر الدعوة الإسلامية لقيادة الجماهير التي تلتف حول الدعوة لصدقها ولإخلاصها وبذلها وجهادها، وتسير المسيرة فوق النار، وفي الأتون المضطرم، وي -فقد معظم أبناء الدعوة على الطريق، لأنهم يشكلون رأس الحربة في المعركة، الآن في أفغانستان 90% من أبناء الحركة الإسلامية قتلوا في المعركة، تسعون في المائة.
    يقول حكمتيار: في بداية الجهاد أرسلت سبعة وتسعين قائدا - قبل سنة يقولها لي - بقي ثمانية، وقتل تسعة وثمانين، عشرة في المائة بقي من أبناء الحركة، لكنهم من عيون الناس، ومحل احترامهم، الكل يود لو يفتديهم، وأصبحت كلمة الحركة الإسلامية رمزا م شر فا في داخل أفغانستان، لأنهم هم الذين تصدوا في البداية للمعركة، وهم الذين فجروا طاقة الأمة، وهم الذين قادوا المسيرة، والله أبقاهم أحياء ليحافظوا على ثمار الجهاد، وبدون دعوة إسلامية، يتربى أصحابها على الخوف من الله عز وجل، ويتربون على التحرر من الخوف على هذه الدنيا وحطامها، فإن حمل السلاح قبل التربية انتحار وجريمة، وكذلك دعوة إسلامية يمر عليها فترة طويلة بدون جهاد، كذلك قتل للحركة الإسلامية، ونهاية لها، فلا بد من دعوة إسلامية، ولا بد من تربية طويلة، ولا بد من جهاد، وخ رج ت بنتيجة أن أي دعوة إسلامية في الأرض لا يمكنها أبدا أن تقيم حكم الإسلام في أي بقعة ما لم يتعاون معها الناس،لأن المعركة طويلة، والوقود كثير، وأبناء الدعوة الإسلامية قليلون، لا يستطيعون أن يكونوا وقود معركة طويلة ممتدة الأجل، هذا هو القانون، قانون لا بد أن تربي الشباب على الكتاب والسنة، على التوحيد، على حب الله ورسوله، على حب البذل، على حب الجهاد، تربيه على التحرر من شهواته، على الإنتصار على أهوائه، على عدم التعصب لشخصه أو لحزبه، ويأخذ الحق من أي مكان جاء، وتربيه على أن ينتصر على شهوات الفم والفرج... خاصة، شهوة الفم، شهوة الكلام الذي يخرج، وشهوة الطعام الذي يدخل... (ومن يكفل لي ما بين لحييه وما بين رجليه أكفل له الجنة).
    فإذا ربينا هذه النماذج ستصبح أمينة على أعراض الناس وأموالها ودمائها، لأن الجهاد حمل السلاح، وإذا حملت السلاح، إن لم تكن مربى على الإسلام، ستصبح محل إرهاب، بدل الكفار أنت ترهب الناس، وقد رأينا الفرق الكبير بين أبناء الدعوة الإسلامية في داخل أفغانستان، وبين الناس العاديين، أو الفسقة الذين حملوا السلاح، لقد كان الفسقة الذي يحملون السلاح مصدر شرور وآلام وقلق وهم على الناس، وكان أبناء الدعوة الإسلامية هم صمام الأمان للمنطقة، بحيث يحفظون أعراض النساء، وأموالهم، ودينهم، لأنه عندما تحمل السلاح وحولك ألف رجل مسلح، ليس في المنطقة غيرك،في أي وقت يقول:إحضروا لي البنت هذه،طلقوا هذه المرأة من زوجها وأتوني بها، هاتوا فلانا، إدفع ضريبة،فما لم يكن هنالك وازع داخلي يمنعك أو يحجزك عن محارم الله فأنت تصبح أشد من الروس
    فأقول: هذه القاعدة التي خرجت بها، انتصر المجاهدون في أفغانستان بهذا القانون، دعوة إسلامية، قام انقلاب ليصفيها (داود) ، ثم قام تراقي، ثم قام حفيظ الله أمين، ثم دخلت روسيا لتصفية الإسلام ما استطاعت، وهزمت روسيا، وانتصر الإسلام، والآن هم على أبواب قيام دولة، أغلى دولة..
    أغلى الممالك ما يبنى على الأسل
    والطعن عند م حبيهن كالعسل
    إذا أردنا أن نسير من كابل إلى القدس، فهذا هو الطريق: دعوة إسلامية، تربي الشباب على الإسلام، يحملون السلاح، يدخلون المعركة بعقيدة، وعندئذ ينتصرون، بدون هذا سنبقى نحرث في الماء، ونزرع البذور في الهواء، وسيبقى ضياع في ضياع، وتبقى القضية إعلانات وشعارات، وجمل وعبارات، ولوك كلمات، ولا ننتهي إلى نهاية.
    بني قومي ما تركوني ولا لاموا أنفسهم:
    ننتقل إلى القدس... نحن الآن، ليس الآن، بل منذ أن د خلت أفغانستان وأنا أفكر بالقدس، وكان بودي أن آخذ كل الشباب الفلسطيني الذي يعمل في الخليج، في السعودية، في الكويت، وهناك يرون القتال، ويتربون على النزال، ويمزقون حاجز الخوف، ويأخذون دربة المعركة، ثم بعد ذلك يكونون ذخرا ليوم كريهة وسداد ثغر في فلسطين، لكن وللأسف! بني قومي ما تركوني ولا لاموا أنفسهم، بل لاموني لأني ذهبت إلى الجهاد، وهم ي من ون أنفسهم أنهم يعملون لفلسطين، وكل شاب فلسطيني جاء هناك (أفغانستان)، إنما أنا أعتبره ذخرا لفلسطين، هو الذخر الحقيقي الذي يمكن أن تكون بداية التحرير على يديه، فرصة لكنها مضت، سوق عقد وكاد ينفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، واليهود عندما أرادوا أن يقيموا دولتهم ما أقاموها في فراغ، ولا تحركوا في تيه، إنما تحركوا عمليا على واقع، وأعدوا، وصبروا، وتعبوا، إن الذي يظن أن اليهود إنما مكنت لهم الدول الغربية فحسب، هؤلاء واهمون، اليهود أعدوا أنفسهم، وساعدتهم الدول الغربية وأمريكا وروسيا على أن يستقروا في فلسطين، لكنهم كانوا يربون عصابات مسلحة، وكانوا يدخلون الحرب، ويقتل منهم، ودخل فيلق في الحرب العالمية الثانية مع الجيش البريطاني من أجل أن يأخذوا ال-د ر ب -ة، والخبرة، والإستعداد، خلصوا من الحرب العالمية 1944، خرجوا بعزم وهمة ونشاط وخبرة، استعملوا هذه الخبرة ضد الشعب الفلسطيني بعد سنتين أو ثلاث، الجهاد لا يكون على الورق كما أن السباحة لا تكون على السرير، والذي تعلم السباحة على السرير، ثم أخذ أصدقاءه حتى يريهم كيف تعلم السباحة، كأن يأخذ الكتاب، ويطبق كيف يحرك يديه ورجليه، ذهب إلى البحر ولم يخرج من البحر، كان عند اليهود عند بداية حربهم مع الشعب الفلسطيني سنة 1947 خمسة وسبعون ألفا من العصابات المدربة المسلحة، ولم يكن لدى كل الجيوش العربية التي دخلت، ولا الشعب الفلسطيني، بمثل هذا العدد، خمسة وسبعون ألف مسلح مدرب، واستمر تسليحهم وتدريبهم، وبناؤهم أكثر من ثلاثين سنة، فلا تقولوا: اليهود زرعهم الإستعمار، صحيح أعان بالري ، لكن هم زرعوا أنفسهم، خمسون سنة وهم يخططون، ويبذلون الأموال والدماء حتى نجحوا، والباطل إن وجد أنصارا ينتصر، والحق إن فقد رجاله ينهزم، نعم، هنالك ظروف صحيح حصلت كثيره ساعدت اليهود في إقامة دولتهم، منها المؤامرة العالمية، صحيح أنا معك، ومنها خديعة للشعب الفلسطيني، أنا معك، ومنها خذلان الدول العربية وخديعتهم لشعب الفلسطيني أنا معك، لكن كان مقابل ذلك كله جيش منظم مدرب، صاحب عقيدة، يخوض معركة العودة إلى أرض الآباء والأجداد، الآن بعض المساكين الضائعين يقولون لك: نحن لا نقاتل اليهود الشرفاء، نحن نقاتل الصهاينة، يعني قبل أن أطلق طلقة على اليهودي آخذ فصيلة دمه حتى أرى نسبة الصهيونية 55% فأقتله أو 45% معناها يهودي شريف، فأتركه، وما الفرق بين اليهودي والصهيوني... ليت شعري لو دللتموني أيها المتفلسفون كيف نفرق بين اليهودي والصهيوني؟! قال: والصهيونية هي: العودة إلى اليهودية الأولى، كما يقول وايزمان، وكما يقول صاحب مؤتمر بال، الرجل الذي أسس الصهيونية سنة 1897 (ثيودور هرتزل) كيف؟ الأمريكي ترك بيته في بروكلين، في نيويورك، في شيكاغو، في نيومكسيكو، في تكساس، الفيلا، التجارة، تركها لأنه صهيوني؟! وجاء يعيش تحت النار والدمار في فلسطين، جاء لأنه صهيوني؟! ذبحوا... قتل منهم من قتل، وخاضوا معارك طويلة في فلسطين من أجل أنه صهيوني؟! أم لأجل أن يعود لبناء الهيكل الذي يتربع عليه ولد من أولاد داوود عليه السلام ليحكم العالم؟ عندما دخل دايان (المسجد الأقصى) سنة 1967، ماذا قال دايان؟ من أورشليم إلى يثرب، غولدامائير التي كانت تحكم، وقفت في العقبة واستنشقت هواء وقالت: إني لأشم ريح آبائي من خيبر، ابن غوريون، عندما دخل عام 1967أنا سمعتهم، كنت في الضفة الغربية عندما احتلت، دخل الجنود الإسرائيليون في المسجد الأقصى... مات.. مات.. محمد مات وخلف بنات، أنا سامعهم في الإذاعة الإسرائيلية، ابن غوريون قال: هذا أعز يوم علي منذ أن دخلت فلسطين، لأنه توحدت فيه شطرا العاصمة المقدسة، لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل - هذا كلام ابن غوريون - بيغن، مرة على التلفزيون يقول للسادات وهو يتكلم عن الضفة الغربية والإنسحاب وما إلى ذلك، قال: أنا متدين، عندكم حسن البنا رب ى سيد قطب، وأنا رباني الأب الروحي (جابينسكي) ، نحن نعتبر الإنسحاب من الضفة الغربية كفر بالتوراة، فالقضية قضية عقيدة، ولذلك الدبابات التي دخلت من مصر ودخلت من إسرائيل، الدبابات الأولى التي دخلت من إسرائيل في معركة سيناء مكتوب عليها نصوص من التوراة، والدبابات التي دخلت من الجبهة المصرية مكتوب عليها: ناصرنا عبدالناصر، قضية دينية، بنت دايان تقول في كتابها (جندي من إسرائيل): عندما جاءتنا أنباء العدو في الجبهة الجنوبية - الجبهة المصرية - كانت فرائسنا ترتعد من أعداد العدو في الجبهة الجنوبية، وما هي إلا ساعة حتى جاءنا الحاخام وقرأ علينا نصوصا من التوراة، فانقلب الفزع أمنا، وانقلب الخوف سكينة، عندما دخلوا القدس سنة سبع وستين الحاخام يمشي أمام ابن غوريون وأمام دايان.

    مواقف جريئة للسلطان عبد الحميد:
    كيف ذهبت فلسطين، القصة طويلة، لكن هنا لا يسعنا إلا أن نقف أمام صورة السلطان عبد الحميد التي تمر في مخيلتنا باحترام وإكبار، يوم أن عرضت عليه الدنيا، عرضوا عليه مائة وخمسين مليون جنيه ذهب لجيبه الخاص، وعرضوا عليه بناء الأسطول للدولة العثمانية، وبناء جامعة عثمانية في القدس، وعرضوا عليه الدفاع عن سياسته في الغرب، هذه العروض التي عرضوها عليه: بناء أسطول، سد ديون الدولة العثمانية، وبعد أن رفض مقابلة هيرتزل في المرة الأخيرة، قال: قولوا للدكتور هرتزل أن لا يتخذ خطوة أخرى في هذا السبيل، إن أرض فلسطين قد رو اها شعبي بالدماء، ولن تؤخذ منهم مرة أخرى إلا بالدم، إن إعمال المبضع (السكين) في جسدي أهون علي من أن تقتطع فلسطين من إمبراطوريتي، إننا نرفض أن تقطع أجسادنا ونحن أحياء، ثم قال: وفر نقودك يا هيرتزل، إذا ذهب عبد الحميد فستأخذون فلسطين مجانا، عبد الحميد الذي علمونا ونحن صغار أنه (دكتاتور) كنا نضرب به المثل بالدكتاتورية، إذا أراد أن يسب أحدنا الآخر يقول له: أنت حميدي، (يعني لا تفهم) كانت ترسمه صحافتنا العربية غارقا بالدم، وتكتب تحتها الدكتاتور الأحمر، ولم ينصف السلطان.
    اجتمع المسلمون وغيرهم من أبناء المحافل الماسونية، بعد هذه المقابلة ذهب (قرصو) و(هيرتزل) إلى إيطاليا، أرسلوا برقية إلى عبد الحميد، ستدفع ثمن هذه المقابلة من عرشك ونفسك، كان يعلم السلطان عبد الحميد أنه يقابل اليهودية العالمية، بأموالها وسلطانها وإغراءاتها، وبدأوا بالمحافل الماسونية في سالونيك وغيرها، واشتروا كبار الضباط وربوهم في هذه المحافل، وفي سنة 1909 وجهوا محمود شوكت قائد الحامية في سالونيك، وطوق القسطنطينية، حتى وقع السلطان عبد الحميد وثيقة التنازل، ودخل عليه بوثيقة التنازل عن الحكم، أرستدي باشا (ولد رومي كان الإتحاد والترقي ؛تركيا الفتاة« قد سلموه وزارة النافعة أو الإنشاء) وقرصو اليهودي المحامي، والثالث عارف حكمت (ولد خادم ابن خادمة، رف عه السلطان حتى جعلها ياورا)(1) [ياور: كلمة تركية تعني ضابط مختص بشؤون السلطان].
    من كابل إلى القدس (2)

    حدثان ضخمان:
    في (27) نيسان سنة (1909م) وفي هذه الليلة نستطيع أن نسجل حدثين ضخمين ; إن نزول السلطان عبد الحميد عن سدة الحكم، معناه سقوط فلسطين بيد اليهود، وغياب الإسلام عن الوجود والشهود، ثم دخلنا الحرب العالمية الأولى، ووقفنا بجانب بريطانيا وفرنسا ضد تركيا وهزمناها، ثم مزقت الإمبراطورية العثمانية وقسمت على دول الحلفاء، ونحن ماذا جنينا؟ أنه أخذ الشريف حسين وسجن بعد أن وعدوه أن يسلموه ملك العرب كله، يقول لورانس قائد الثورة العربية الكبرى، ورجل المخابرات الإنجليزي في كتابه ( أعمدة الحكم السبعة) ؛إنني جد فخور أنني في المعارك الثلاثين التي خضتها لم يرق الدم الإنجليزي، لأن دم انجليزي واحد أحب إلي من دم الشعوب التي نحكمها جميعا، ولم تكلفنا الثورة العربية إلا عشرة ملايين دينار « فتح الباب على مصراعيه لهج-رة اليهود، صدر وعد بلفور في 2 /اكتوبر/ 1917م، قبل وعد بلفور باسبوعين صدر وعد لينين لليهود بإعطائهم وطنا قوميا في فلسطين، الثورة الشيوعية قامت في 6-7/ أكتوبر/1917م و بعدها بإسبوع أصدر لينين قرارا بحق اليهود من شقين:
    الأول: يعتبر الكلام وإلاعتداء على اليهود جريمة يعاقب عليها القانون،
    ثانيا: نحن نعترف بوطن قومي لليهود في فلسطين، بعد وعد لينين بثلاثة أسابيع صدر وعد بلفور الإنجليزي وأمريكا اعترفت بهذا الوعد سنه 1922م وبدأوا حتى جاءت سنة 1947م.

    بيع أراضي فلسطين بالأرقام:
    صدر قرار التقسيم في 29/نوفمبر/1947م، كانت بريطانيا منتدبة على فلسطين، شجعت الهجرة، أعطتهم أراضي ما إلى ذلك قررت إنهاء، الإنتداب في 15/ أيار/1948م وبدأت تسلم الأراضي إما للعرب وإما لليهود حسب الإتفاق الذي قالت عنه، وخرجت بريطانيا في 15/أيار/1948م وليس لدى اليهود إلا ثلاثة ملايين دونم من 2و27 مليون دونم مساحة فلسطين، كيف أخذت هذا؟ طبعا الشعب الفلسطيني ي تهم أنه باع أرضه، أنا أقول لكم بالأرقام كيف وصلت هذه الأراضي لليهود، (650) الف دنم أختلست بالرشوة من الولاة الاتراك في أواخر عهد الخلافة من جماعة الإتحاد والترقي الذين أسقطوا السلطان، (300) الف منحة من المندوب السامي البريطاني للوكالة اليهودية بالمجان، (200) الف بيعت للوكالة اليهودية بثمن رمزي من حكومة الإنتداب البريطاني، (400) الف (مرج إبن عامر) باعتها أسرة سرسك والمطران النصرانيتان، (65) الف أرض امتياز الحولة وبيسان مسجلة باسم السلطان عبد الحميد أهدتها بريطانيا لليهود، (32) الف وادي الحوارث باعتها عائلة تيان البيروتية لليهود، (28) ألف جملة أراضي متطرفة في طول كرم وجنين وبيسان باعتها أسر سرسك والمطران والجزائري والقباني و التيان وغير ذلك من سوريا ولبنان، (300) الف باعها فلسطينيون خونة لاقوا جزاءهم قتلا وتذبيحا على أيدي المجاهدين والثائرين، مليون وأربعمائة وخمس وعشرين الف أعطتها بريطانيا في آخر أيام قبل (15) أيار بعدة أيام أعطتها للوكالة اليهودية، فكل الذي كان يملكه اليهود (3) ملايين ونصف دنم، دخلت جيوش الدول العربية السبعة بقيادة الجنرال كلوب باشا الانجليزي، ماذا أخذوا؟ قعدوا (9 أشهر) يا ليتهم لم يدخلوا، ماذا أخذوا في هذه (9 أشهر) اليهود، (950) ألف دنم اللد والرملة، مليونين دنم الجليل الشرقي والغربي، مليون وستمائة وخمس وسبعون الف دنم الشونه ورودس ومناطق الخليل، (750،12) ألف دنم صحراء النقب والممرات الإستراتيجية فيها، فأخذ اليهود في تسعة أشهر بعد دخول الجيوش العربية (17) مليون ونصف دنم، فصار بيد اليهود (3) ملايين ونصف و (5،17) مليون فاصبح مجموع ما معهم (21) مليون دنم، بقي بيد العرب (6) مليون دنم،

    خيانة الجيوش العربية:
    ماذا فعل أهل فلسطين؟ أهل فلسطين قاوموا، لكن عندما دخلت الجيوش العربية قالت: اتركوها لنا، فخدعوا مساكين، أذكر أن والدي بقي يبحث عن بندقية من جنين حتى وصل شمال حلب في الجزيرة واشترى بندقية بمائة دينار ذهب، الناس من (1920م) حتى (1948م-1949م) وهم يقاتلون حتى دخلت الجيوش، اللد والرملة، أنظروا خذوا مثال اللد والرملة ستة أشهر والشعب الفلسطيني مرابط، النساء ترابط من طلوع الشمس إلى غروب الشمس والرجال يرابطون من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ; لم يستطع يهودي واحد أن يقترب من اللد والرملة، طول جبهة اللد والرملة (48) كيلو متر، جاء الجيش الأردني الذي يقوده مستر لاش القائد الأنجليزي التابع طبعا للجنرال كلوب بمائة وخمسين جندي وزعهم على (48) كيلو متر، كل كيلو متر ثلاث ومعهم ضابطان، آخر يوم فرضت الهدنة، الهدنة فرضت بضغط من الدول الغربية على الدول العربية، فرضت على الشعب الفلسطيني في حزيران/1948 بعد خروج الإنتداب بشهر واحد، ماذا حصل؟ جاءت بأسحلة من تشيكوسلوفاكيا والمهاجرين من روسيا وغيرها، استعادت اليهود توازنها، آخر يوم من الشهر -شهر الهدنة- هجم اليهود على اللد والرملة، بساعتين احتلوا اللد والرملة، بساعتين!! وفي فترة دخول الجيوش العربية خرج القرار: من وجد من الفلسطينيين يحمل السلاح أو الذخيرة فإنه يقدم للمحكمة العسكرية، قد يعدم بها، فسقطت الشعوب العربية ملتهبة، سبعون شابا من أبناء الحركة إلاسلامية من مصر ركبوا في طائرة وجاءوا إلى عمان ليدخلوا فلسطين، فكلوب باشا أمر الطائرة أن تغادر مباشرة إلى القاهرة مرة أخرى، الجوازات كانت تمزق، فاروق يمزق الجوازات،

    دور الحركة الإسلامية:
    دخلوا سيناء مشيا ووصلوا إلى النقب، البنا وجد أن فلسطين تضيع، لا توجد حركة إسلامية في الساحة غير الإخوان، ذهب إلى عزام باشا رئيس الجامعة العربية قال له: يا عزام فلسطين راحت، الجيوش العربية ما دخلت لتقاتل، نحن مستعدون للقتال، ماذا نصنع؟ شكلوا هيئة وادي النيل لإنقاذ فلسطين، عزام باشا، حسن البنا يرأسها واحد من الباشوات اسمه علوبة باشا، تحت اسم الجامعة العربية، بدأ عزام باشا يطلب معسكرات للتدريب مقطن في سوريا ومعسكرات للتدريب في مصر، بدأ شباب الحركة الإسلامية يتدربون في هذه المعسكرات، ودخلت الكتيبة الأولى بقيادة كامل الشريف ومحمد فرغلي مندوب مكتب الإرشاد، واستلم في النقب ورفح وخان يونس وغزة، الكتيبة الثانية يقودها واحد ليس من الإخوان أحمد عبد العزيز ضابط متحمس لكن يساعده ليود باشي عبد المنعم عبد الرؤوف ومعروف الحضري من شباب الحركة الإسلامية، وصلوا واستلموها من القدس إلى الخليل، هذه الكتيبة أذاقت اليهود في القدس من الويلات والمذابح ما لم يروه أبدا، لكن اليهود مستعجلين، هناك واحد اسمه حسين حجازي ضابط من ضباط هذه الكتيبة من شباب الحركة الإسلامية نسف مستعمرة تل بيوت وحده، نسفها وحده، فماذا يصنعون؟ اليهود مستعجلين يريدون أن يأخذوا القدس لأنهم خائفين أن تسقط بيد أحمد عبد العزيز، وخاصة المستعمرات، أولا مستعمرة كفار دودم ومعركته فيها، المستعمرات التي حول صور باهر وحول القدس، تل بيوت مستعمرة الدجاج، كانوا يسمونها مستعمرة الدجاج والبقر لكثرة المزارع فيها، كفار عصيون، التي حول القدس ولم يكن يهودي، ثلاث مستعمرات في يوم واحد احتلوها، ثلاث مستعمرات هذه التي في القدس في يوم واحد احتلوها، دخل الجيش المصري بقيادة المواوي، وقال: أنا معي أمر أن تتبع يا أحمد عبد العزيز لي، قال: نتبع لك، حتى يلقي الأوامر التي تأتيه من صاحب الأسلحة الفاسدة -فاروق- أحمد عبد العزيز نزل القاهرة والتقى بالأستاذ البنا، قال له: يا أحمد إنتبه للمؤامرة العالمية، الدول العربية وافقت على الهدنة، فلسطين قد تنتهي، دير بالك على إخوانك الذين معك واعرفوا كيف تواجهون اليهود، رجع أحمد عبد العزيز من مصر، أرسل له فاروق صلاح سالم حتى يقتله في داخل الكتيبة، لأنهم ظنوا أنه صار من تلاميذ البنا وظنوا أن أحمد عبد العزيز سيصفي اليهود من منطقة القدس وبيت لحم ومار إلياس وغيرها، إذا لا بد أن يقتل هذا الشاب البطل، قتله صلاح سالم ثم جاءوا ليستلموا الجيش، الجيش الذي يقوده كلوب باشا، الأحداث تتوالي، الشعب الفلسطيني حرم من استعمال السلاح، الشباب الذين دخلوا، دخلت أربعة كتائب، أرسل البنا وراء مصطفى السباعي من سوريا وأرسل وراء الصواف من العراق، وقال لعبد اللطيف أبو قورة أدخلوا بكتائب من الأردن والعراق وسوريا، فوزي القاوقجي دخل بجيش الإنقاذ -فوزي القاوقجي رجل تدورحوله الشبهات- دخل بإذن كلوب باشا، ثم انسحب فجأة، اجتمعت الدول العربية في عاليه، (1948م) في أيار أو حزيران أرسل لهم البنا برقية أنا مستعد كدفعة أولى أن أدخل فلسطين بعشرة آلاف مسلح، إن كنتم جادين في تحرير فلسطين من اليهود فاسمحوا لي أن أدخل فلسطين، وقامت الدنيا وما قعدت، وصلت البرقية، وبدأوا يفكرون كيف يضربون الحركة إلاسلامية التي يقودها البنا، اجتمع السفراء الثلاثة البريطاني والفرنسي والأمريكي وقرروا حل الجماعة، في (6) ديسمبر /1948م، وأعطوا القرار لرئيس الوزراء النقراشي، فصادر الجماعة وحلها، صادر ممتلكاتها، سجن الشباب وبقي البنا خارج السجن، الشباب الذين في أرض المعركة من أبناء الحركة بدأوا ينتفضون غيظا، أرسل لهم البنا رسالة: أيها الإخوان لا يهمنكم الأحداث التي تجري فوق أرض مصر، إن مهمتكم تحرير فلسطين من اليهود ولا تنتهي مهمتكم ما دام في فلسطين يهودي واحدا ، بعدها بشهرين مدير مخابرات القصر الملكي محمود عبد المجيد قتل البنا في أكبر الشوارع، نقل البنا لمستشفى جامعة القاهرة -مستشفى القصر العيني - أرسل الملك الضابط محمد وصفي ليقتل البنا في داخل غرفة العمليات عندما علم أن جروحه خفيفة وأجهز على البنا في داخل غرفة العمليات، ونقل إلى مقبرة الإمام الشافعي بين صفوف الدبابات، وبدأت مصر في اليوم التالي بمعاهدة رودس، قتل البنا في 21 /فبراير /1949م في (13) فبراير بدأت معاهدة رودس، ووقعت مصر معاهدة رودس الإعتراف بدولة إسرائيل بحدود آمنة، ثم دخلت الأردن وصارت معاهدة رودس، وطلبوا من أحمد صدقي الجندي فقط تصحيح الحدود، يعني نصف سانتي، هؤلاء البنات البولنديات والأمريكيات ذوات الشعور الشقر والعيون الزرق والاسنان الفرق تناوله الواحدة منهن فنجان القوة وفنجان القهوة يعني عصملي تقول له: يعني نصف سانتي على الخارطة، نصف سانتي خذي نصف سانتي، فذهب بنصف السانتي هذا المثلث الأخضر قريتنا قرية ذهبت لها (38) ألف دنم في تصحيح الحدود، قرية واحدة من مرج إبن عامر، ضاعت فلسطين !!!

    اعتقال الحركة:
    المهم ماذا يريدون أن يعملوا بالشباب الذين في فلسطين -المجاهدون- ماذا يجري لهم؟ جاءت الأوامر من فاروق: اعتقلوا هؤلاء الشباب، وقالوا لهم: إما أن تدخلوا معنا في معركة، وإما أن تدخلوا الدبابات، نقلوهم من أرض المعسكرات أرض الجهاد والفخار إلى داخل السجن والحصار، وظلوا سنة في داخل السجن، وبعد أن انتهت قضية فلسطين أخرجوهم من السجن وجاءت بعد ذلك المحاكمات لهم المنتظرة سنة (1954م)، كانت محكمة الشعب تسأل الشاب، هل حضرت فلسطين؟ فإن قال نعم، الجواب إعدام أو أشغال شاقة مؤبدة -محكمة جمال سالم، محكمة الشعب في أيام الرئيس - وكل القادة محمد فرغلي الذي كان قائد الكتائب أعدم، يوسف طلعت أعدم، هنداوي دوير، محمود عبد اللطيف إبراهيم الطيب ووكيل الجماعة عبد القادر عودة المشرع القانوني إلإسلامي، تقدمت إسرائيل ففي نهاية سنة 1954م أعدموا، سنة 1965 تقدمت إسرائيل، سنة 1966 أعدم سيد قطب ووضع (17000) في السجن، تقدمت إسرائيل واحتلت حتى القناة، لأن الذي يقاتل هو الشعب المسلم الذي يبحث عن الموت، يبحث عن الشهادة،

    منظمة فتح :
    كان نواة العمل الفدائي بدأت به فتح سنة (1965م)، وفتح كانت بدايتها رائعة، مجموعة شباب متحمس أخذ على نفسه عهدا أن يقاتل في فلسطين حتى الموت أو يحدث الله أمرا، فبدأوا بالتدريب في الهام في دمشق سنة (1965م) والحقيقة كانت نماذج رجال، ونقف أمامهم بإكبار واحترام، كان الواحد منهم - هؤلاء بداية فتح - يحمل أحدهم اللغم تحت ثيابة من الهام في دمشق يصل إلى الضفة الشرقية، ينام طيلة النهار ويمشي طيلة الليل، يخترق الضفة الشرقية، ثم يخترق الضفة الغربية، ثم يدخل المنطقة المحتلة سنة (1948م) لعله يظفر بإسرائيلي أو بسيارة يضع اللغم أمامها فينفجر تحتها، بقي الأمر سائرا كذلك وعيون المخابرات والدول العربية تترصدهم، تريد أن تأكل الواحد منهم ،

    الليلة الحمراء:
    (1967م) صارت الهزيمة المعروفة، (400) ضابط ليلة (5) حزيران يحضرون الإحتفال حتى الصباح، ويدير الإحتفال باروخ نادل المستشار اليهودي، قال: الساعة الثانية انتهت الحفلة، وأنا أخشى أن يستيقظوا الساعة الخامسة لأن الضربة الأولى الساعة الخامسة، قال: ففكرت، فقسمتهم إلى قسمين: الضباط في جهة والبنات الضابطات في جهة، فقلت لهن أنتن الميراج الإسرائيلي وأنتم الميج المصري، وسنرى كيف ينقض الميج على الميراج، وبقوا مع الراح غارقين في المستنقع حتى بعد الرابعة، عادوا ثمالى سكارى، ورموا رؤوسهم على الوسائد، وبدأ الساعة الخامسة، قصف مطارات القاهرة، يقول: باروخ نادل اليهودي في كتابه: (تحطمت الطائرات عند الفجر) ما غادرت سماء القاهرة إلا وأرى الدخان يتصاعد من مطاراتها المحترقة ومن طائراتها المتحطمة، وبعد ذلك وقفوا وقالوا: الحق علينا، نحن نعرف مائة في المائة أن الهجوم يوم الإثنين، ومائة في المائة نعلم أن الضربة الأولى للطيران، وقد إتصل بي السفير الأمريكي الساعة (7) مساءا وإتصل بي السفير الروسي الثالثة صباحا -قبل الضربة بساعتين- أقعدوه حتى يصلي قيام الليل قبل ما يطلع الفجر!!


    فضحت الخيانة:
    وبعد ذلك، الجيش كله يضيع، ويأتي الأمر، سلاح الطيران تحطم، إلق سلاحك وانسحب، لا تأتي بسلاحك، القي سلاحك وأنسحب، وتتصل الأردن بالقاهرة الساعة (11) بعد تحطيم الطيران -كما يقول سعد جمعة في كتابه ( المؤامرة ومعركة المصير)- كيف حالكم؟ كيف المعركة؟ فأجابته القاهرة ثلثي طائرات العدو سقطت،طائراتنا فوق تل أبيب، شد حيلك يا جلالة الملك، التوقيع سلمى، كان إسم الرئيس سلمى في الشيفرة، طبعا الدبابات الإسرائيلية دخلت ولم يطلق عليها طلقة واحدة، كنت أنظر إليها وأستمع إلى محطة إسرائيل التي التقطت البرقية، وكل ساعة تعيدها، طائراتنا فوق تل أبيب، أسقطنا ثلثي طائرات العدو، شد حيلك يا جلالة الملك، التوقيع سلمى، ودخلت الأردن، وبعد أقل من (24) ساعة وإذا بهم يعلنون على أنا اضطررنا على أن ننسحب إلى خط الدفاع الثاني، أنا والله ظنت وأنا أسمع الراديو والطيارات تقصف فوقنا والدبابات تمر، أنا ظننت أنه خط الدفاع الثاني ينسحبوا من القدس إلى بيت حنينا، أو إلى شعفاط أو إلى حي الشيخ جراح بعد (5) كيلو أو (3) كيلو، وإذا بخط الدفاع الثاني جبال السلط،
    أما على جبهة الجولان فحدث ولا حرج، لم تطلق طلقة واحدة على الدبابات الصاعدة على الجولان، يقول تشرتشل في كتابه (حرب الايام الستة) بينما كانت الدبابات الإسرائيلية تشق طريقها صاعدة إلى الجولان -جرافات البلدوزر- تشق طريقها أمام الدبابات الإسرائيلية الصاعدة إلى جبال الجولان كانت المدفعية السورية مشغولة بإطلاق آلاف الأطنان من المتفجرات على الأعشاش الفارغة وعلى القش اليابس، وحصل أن تعطل جنزير أحد الدبابات أثناء الإنسحاب فأدار قائدها فوهة مدفعه نحو الدبابات الإسرائيلية فحطمت (6) دبابات وأعاق المحور الإسرائيلي في ذلك المكان (8) ساعات، يقول سعد جمعة في كتابه: - سعد جمعة كان رئيس الوزراء في المعركة، رئيس وزراء الأردن، عن وثائق يتكلم والرجل ما صد ق أن الأمر يصل بهم إلى هذا الحد ما صدق أبدا، ولذلك كف ر عن سيئاته فأخرج كل ما في صدره، أصابه تصلب في الشرايين بعدما رأى حول المؤامرة وبعد ذلك مات، لكن كفر عن سيئاته، كتب عدة كتب وكلها نفث آلام صدر وبث أشجان وأحزان حبيسة في صدره، كتب (أبناء الأفاعي) وعلى ظهر الكتاب مجموعة من الأفاعي، وكتب (المؤامرة ومعركة المصير) وكتب (الله أو الدمار) وقال ما في حل إلا أن نرجع إلى الله أو ننتهي، يقول: إتصلنا بسوريا قلنا لهم الخطاء الجوي، الذي أتفقنا عليه الساعة (11) ندخل المعركة، قالوا: بعد ساعة تراجعوننا، بعد ساعة راجعناهم، قالوا: بعد ساعة تراجعوننا، ولا زلنا ننتظر الجواب إلى الآن، قال: وعرفنا السبب وإذا ببرقية جاءت من إسرائيل إلى سفير دولة كبرى في دمشق تقول له إن التزمت سوريا الحياد فلن نمسها، لأن بها تجربة علوية إشتراكية ونحن نعطف عليها ولا نريد هدمها، قال فالتزمت الصمت، حولوا الدبابات إلى الجناح الأردني أنهوا الجناح الأردني، ثم رجعوا إلى الجبهة السورية ودخلوها،

    خليط فتح:
    فتح رأت هذه الهزيمة، فتحت كوادرها، نادت على المسلمين، كانوا عدد قليل من الطيبين، رجال متحمسون، فتحت كوادرها يا مسلمون: تعالوا نقف أمام إسرائيل، الدول العربية التي حول إسرائيل مهزومة، ما استطاعت أن تقول لا، فعندما فتحت كوادرها، أيها المسلمون، أيها العلماء، يا أبناء فلسطين ما تقدم أحد، من الذي تقدم؟ الذين تقدموا الساقطون في الثالث الإعدادي والهاربون من التجنيد الإجباري الأردني، الذين لم يجدوا عملا، هذا معظم الناس الذين دخلوا في ذلك الوقت، ولذلك كثر الغثاء وأصبحت القيادة فوق قمة من الغثاء وجاء المتاجرون بفلسطين، دخل اليسار ودخل الشيوعيون ودخل البعثيون ودخل القوميون وكل واحد يعمل جبهه، ولا يطلق رصاصة على إسرائيل، نعم أنا عشت معهم، كانت تجري عمليات، من الذي يجريها؟ أبناء فلسطين الذين خامتهم طيبة، جاءوا بغيرة وطنية، من الطيبين وبعد العملية الذين يمسكون بأجهزة التوجية في الثورة، لقد خاضوا المعركة ضد الإمبريالية وضد البرجوازية، وانتصرت البرولتاريا -الطبقة الكادحة- الشعارات الشيوعية سبحان الله، والله هذا الشاب الذي قتل في داخل فلسطين لو سألته أي شيء البرولتاريا؟ يفكر أنها أكلة روسية أو الإمبريالية،يفكرها أكلة أمريكانية، دخلت الشعارات، حتى النشيد الذي يفتتحون يوميا إذاعتهم به أنا يا أخي، أنا يا أخي، آمنت بالشعب المضيع والمكبل، وحملت رشاشي، لتحمل بعدنا الأجيال -أي شي تحمل، مصحف؟!!- لتحمل بعدنا الأجيال منجل!!!، كل القتال من أجل أن نحمل منجل وشاكوش، قال: شعارات الشيوعية، الشيوعيين تسللوا إلى إلاعلام ومسكوه وبدأوا يوجهوا، وسرقوا أولاد فلسطين وربوهم على اليسارية، والله مرة دخلت، جاءوا بي، أنا كان معي ماجستير في الشريعة، استشهد مجموعة من الشباب فأخذوني أأبنهم، ذهبت إلى القاعدة، قال: يا أبا محمد تعال يوجد عندنا شهداء، ذهبت والله دخلت القاعدة، مجموعة شباب مساكين ضائعين، إسمك ايش؟ قال لي: جيفارا، إسمك إيش؟ كاسترو، والله كاسترو هذا عمره (15) سنة، إسمك إيش؟ قال لي: هوشمينا، اسمك ايش؟ ماو، فحزنت، ما سمعت إسما عربيا أو إسلاميا ، قلت لهم: من جيفارا ومن كاسترو ومن كذا، ما عندكم أبو عبيدة ولا عمر ولا حمزة ولا مصعب ولا خالد ولا القعقاع؟! راح يشكي علي - المثقف الثوري كان قاعد- راح يشكي علي القائد، كان قائد القطاع والآن يشتغل هنا في قطر، أرسل ورائي قائد القطاع حتى يحاكمني محاكمة عسكرية، التهمة أني تكلمت على جيفارا، ولذلك وجدت نفسها الثورة بعد فترة أنها تعيش بلا عقيدة، وتتحرك بلا استراتيجية وأنها تخوض في ماء، الحكومة الأردنية أردات أن تطرد الثورة، ماذا عملت؟ الناس عقلاء قالوا لهم: أنتم مالكم عندكم امتحان الثالث ألاعدادي، الغوا امتحان الثالث الإعدادي يرجع نصفهم وإلغوا التجنيد الإجباري يرجع نصفهم، وفي يوم واحد قرر مجلس الوزراء إلغاء إمتحان الثالث ألإعدادي وإلغاء التجنيد الإجباري، وفي يوم واحد خلت أكثر من نصف القواعد، ما في عقيدة، وفي المقابل المسلمون جاءوا طبعا، قد يسألني سائل أين أنتم؟ أين الحركة الإسلامية؟ نعم أنا أقول الحركة الإسلامية تأخرت سنة (1967م) وقصرت 67 سنة وقدمت اعداد قليلة سنة 67،

    ضرب العمل الفدائي:
    قدمت قواعد الشيوخ، لكن ليس على المستوى المطلوب، صحيح أنا معهم، أعذرهم في هذه القضية، لكن أعتذر للحركة الإسلامية أن كل أبناءها مصادرون وراء القضبان في السجون عندما أعلن الرئيس أننا اعتقلنا سبعة عشر الفا في يوم واحد، وطبعا توالت النكبات، ضرب العمل الفدائي في الأردن، ثم ضرب في سوريا ثم راحوا على لبنان وعندما اصطدموا بالموارنة، دخلوا عليهم في داخل لبنان بإشارات من الدول الغربية حتى يذبحوا الفلسطينيين من أجل عيون الموارنة، ثم أخيرا قام اليهود، قالوا: خلاص لقد ضربنا الفدائيين في الأردن ما بدكم تصلحوا؟ قالوا: لا راحوا إلى سوريا، أخرجوهم من سوريا، أخرجناهم إلى لبنان، قال: اضربوهم في لبنان، قال: دخلنا ودمرنا تل الزعتر، قالوا: لا نريد أي فلسطيني يحمل السلاح في لبنان، طيب هذا الذي نستطيعه، أنتم تفضلوا، دخلوا لبنان وحاصروها وبعدئذ توسطوا، وقالوا: نحن نتوسط لكم رحمة بالأولاد والنساء اخرجوا والقوا السلاح، ونوزعكم كسبايا الحرب على اليمن وعلى الجزائر وعلى تونس، كل بلد كم واحد، وبعد أن خرجوا تركوا الأطفال والنساء، هجم أعداء الله عز وجل من الموارنة واليهود وغير ذلك وذبحوا الأطفال والنساء في صبرا وشاتيلا، ومع ذلك ماذا؟ ما حصل شيء ولن يحصل شيء، لن يحصل، الله عز وجل ساق في العام الماضي هذا الجهاد المبارك في داخل الأرض المحتلة وقد قام به شباب مسلمون في البداية، قاموا بعمليات، والثورة لا تدري عنها، قاموا بعدة عمليات، عملية البراق وعملية غزة وجبالية وما إلى ذلك، ثم ثار الناس -مؤمنهم وفاسقهم وطيبهم وخبيثهم- كلهم قاموا، وبدأ جهاد الإنتفاضة المبارك، الإ أنه لوحظ أن الجميع اشترك، واشتركت بعدئذ الثورة، قدمت المنظمة أموالا للداخل كثيرة، لكن الحمد لله رب العالمين أن المسلمين بدأوا يعيدون الشارع الفلسطيني إلى الإسلام، وبدأوا يعيدون أبناء فلسطين الذين اجتالتهم اليسارية والمنجل وما إلى ذلك، ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد اليوم اسمه، يوم الأرض يوم الأرض توفيق زياد، هو الذي أعلن فكرة يوم الأرض يوم (30) مارس، وتوفيق زياد يساري شيوعي كان يجمع الفلوس من أمريكا بالعلم الإسرائيلي هو وسميح القاسم في الكنيست الإسرائيلي، المهم -حسبنا الله ونعم الوكيل- بدأ الشارع الفسطيني يرجع إلى الله، وظهرت حماس على قدر من الله، ونرجو الله أن يبارك في مسيرتها لأنه لا حل أبدا لقضية فلسطين إلا بالإسلام، الإ بالشباب المسلم، سواء رضيت الثورة أو لم ترض، هي مقتنعة في داخلها: أن فكر العلمانية والإنطلاق عن الدين وغير ذلك لن يرجع فلسطين، وأنها ستبقى تمشي في التيه، وتعيش في دوامة قاتلة ولا تنتهي إلى نهاية، وسيطلب منهم اليهودية يوما بعد يوم، تنازلا بعد تنازل، واعترافا بعد اعتراف، ولم يصلوا معهم إلى حل، الذين قتلوا الأنبياء، قتلوا سبعين نبيا في يوم واحد، وقتلوا زكريا، الذين خانوا العهد مع الله، الذين دينهم عندهم: يجبلون فطيرة العيد اليهودي بدم نصراني أو مسلم و قضية الأب تومة معروفة في دمشق عندما جاء ليلة العيد -عيد اليهود- وليس عندهم مسلم أو نصراني حتى يأخذوا دمه يجبلوا به طحين فطيرة العيد، أرسل صديق لتوما -الاب توما وكان دكتور- أرسل صديق يهودي له، الحاخامات اجتمعوا قالوا: نريد واحدا، قال واحد من الجالسين: أنا أعرف صديق دكتور إسمه الاب توما، نأتي به على أساس أن عندنا مريض، واستدعي الاب توما، وعندما دخل ألأب توما ذبح وصفي دمه لتجبل به فطيرة العيد، الذين يقولون: أهدم كل بناء، لوث كل طاهر، أقتل كل حي من أجل أن تفيد يهوديا بفلس، سب الأديان الثلاثة كل يوم (3) مرات ورؤساءها، هؤلاء يريدون أن يوفوا للثورة والمنظمة بعهود، قالوا لهم: -ضحكوا عليهم لا حول ولا قوة إلا بالله- اعترفوا فينا ونحن نقعد معكم في مؤتمر دولي الإنفراج الدولي، قالوا: طيب اعترفنا قالوا: لا، أنتم ما قلتم بالنص لازم تخرجوا الإدغام بالغنة والإخفاء وغير ذلك، قالوا: ماذا تريدون؟ اكتبوا الحروف التي تريدونها، كتبوا لهم بالكلمة وأعادوها، لاحول ولا قوة إلا بالله، تعالوا اقعدوا معنا، لا لا، لا نقعد معكم رأت الدول الغربية أنها أخطأت بالتسرع بالإعتراف، ففعلا بسرعة حاولت أن تنقذ الموقف وافتعلت قضية الفيزا ودخول أمريكا وما إلى ذلك -لا حول ولا قوة إلا بالله- يخادعون الناس كأنهم يخادعون أطفالا صغار، الآن لا حل، الطريق من كابل إلى القدس كما وصلت كابل إلى الإنتصار تصل القدس إلى الإنتصار بتربية جيل على الإسلام، يخوض المعركة حبا بالجنان وطمعا بالحور العين ; الذين يبذلون دمائهم من أجل الجنة، هؤلاء الذين يدفعون مهور الحور العين، والذين يسترخصون أرواحهم في سبيل الله،

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،

  • #2
    رد: ذكريات فلسطين بين الامل والالم

    رحم الله جميع شهدائنا


    احترامي لكل ما تقدم

    تعليق


    • #3
      رد: ذكريات فلسطين بين الامل والالم

      يسلموووووو اخي

      دمت بود

      احترامي

      .,

      سـ أكْتفي بـ الصّمْت و حسبْ !

      ,.

      تعليق


      • #4
        رد: ذكريات فلسطين بين الامل والالم

        شكراً لك اخي الكريم


        تعليق


        • #5
          رد: ذكريات فلسطين بين الامل والالم

          رحم الله جميع شهدائنا


          احترامي لكل ما تقدم
          شكراً أخي أبو حميد ع التوقيع ..


          -)( أموت وسلاحي بيدي , ولا أحيا وسلاحي بيد عدوي )(-

          تعليق

          يعمل...
          X