إجلسوا أمامى و لا تستعجبوا
إجلسوا و أنصتوا و لا تستعجلوا
فلروايتى سراً أبيح به لكم
فلقد أحببتها و لا هذا تستعجبوا
رأيتك يا حب عمرى
و لا أعلم ما جرى لقلبى
أين ذهب عقلى
أين غابت روحى
مرى سحرك أن يخفف من سلبى
تمهلى بى و على رسلك
أتبتسمين لى يا ثغراً أشتقت الغوص برحيقه
فأنا منذ خلقت ماهر سباح
أتبتسمين لى
يا وجه الشمس و نور الصباح
يا فاتنتى ذات العيون الساحرة
تطلق على قلبى الرماح
و تصيب هدفها قصداً و عمداً
دون إيضاح
و الضمير راض مرتاح
و لو فصل بينى و بينها ألف ألف جدار و وشاح
عين سحرها من المسكرات
و من نهم خمرها لم أمل و لا شبعت
فإن كان الخمر محرماً
فأفتونى فإنى أثمل من نظرة عينك
يا صاحبة العطر الأجمل
مزيج المسك و العنبر و الياسمين الفواح
نظرتك,صوتك,همسك,و حتى صمتك
حلماً يحتاج لتفسير إبن كثير أو كاشف بن صلاح
دعينى أتغزل بك و لا تديرين قرص الشمس عن عيونى
فلرؤيته قلبى يخفق و للحياة معك و بك ينبض بإلحاح
فكل الحواس الخمس لك خضعت
فالعين لم تعد ترى إلا نور وجهك
و جمال عينك,دقة ثغرك,و رقة بسمتك
و الأنف كرهت عبير الياسمين و المسك و العنبر
و ما أحبت إلا نعومة عطرك
و ما تذوقت أطيب من شهد شفاهكِ
و ما أطرب أذناى إلا قول "أحبك يا عمرى" منك
و ما عشقت سماع الأغانى و الألحان إلا لحن صوتك
و ما أرق لمسك
بشرة ملساء كالحرير
فما أطيب يا عمرى و ما بعده لمسك
أقبل ورود الجبين
أقبل رموش العين
أقبلهم رمش رمش
حتى أغرقت قبلاتى شطآن الجبين
ألثم الجبين
و ألمس كفوف اليدين
فتطعن سهام حبك قلبى المسكين
و لكن سهام القدر أقوى من ألف طعنة سكين
و سلبك منى القدر
و عودتى إلى حيث تنتمين
يا حورية معها تذوقت الحب
و أخترت النصف الممتلئ للحياة
و ها أنا أوارى جسدك الثرى اللعين
أرحل و القلب عليك حزين
و الدموع فارقت العين
و أيقنت أن الحياة دونك مستحيل
"لا تبكينى عند الرحيل" هذا ما كنت تقولين
فخبرينى الآن كيف أنفذ وصيتك و الورد عليك حزين
أرأيتم يا أخلاء جماد يبكى,صنم يبكى,حجر يبكى
أرأيتم النجوم تنتحب و لا تضوى
أرأيتم الأرض تستعجل جسد ملاكى لتحوى
كل هذا أنا رأيته و عشته
فى ليلة بكى فيها القمر