كانت جحرته حجره متواضعه تحوى بداخلها أثاث قديم وبسيط عباره عن
سرير وترابيزه وكرسى وحصيره مفروشه على الأرض ... ولكنها حجره
تأويه و تحميه من حرارة الصيف وبرد الشتاء ولجحوده ولعدم حمده لله
كانت حجرته من أسباب تعاسته واحساسه بالحرمان
وعندما فتحت زوجته باب الحجره و رأته أبتسمت له أبسامه الزوجه الراضيه
المحبه لزوجها وأولادها وحياتها البسيطه قائله له : حمدا لله على سلامتك
فدفعها بعيدا عنه وكأنه لا يريد رؤيتهاوما فعله معها فعله مع أولاده حينما أقتربا منه ليقبلاه
وكان هذا ليس غريبا على أولاده وزوجته التى قالت له : دقائق وسيكون الطعام جاهزا
فقال بنبرات صوت ناكرا لنعم الله : أية طعام تقصدين ..أتسمى مانأكله طعام
فقالت له : يازوجى الحبيب نحمد الله على مافى أيدينا من طعام
فأمسك بيديها وجذبها بقوه الى خارج الحجره واتجه بها الى سور السطح وقال لها : انظرى الى هذه
العمارات والى من يعيش فيها أنهم يلبسون أغلى الملابس ويأكلون أشهى طعام ويركربون
أفخم السيارت وانا أعيش فى حجره على سطح وأذهب الى عملى بدراجه لا حول ولها ولا قوه
فقالت له : هذا أمر الله ويجب علينا ان نرضى به .. تعالى معى وتناول الطعام واحمد الله
فرد قائلا : أذهبى انتى أشبعى به ... فتركته ودخلت حجرتها وأطعمت أولادها وناموا فى أمان الله
قضى هو ليلته فى غم ونكد حارما عبنبه من النوم وجسده من الراحه
والحل بسيط هو الرضا والقناعه
وذات يوم أراد الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل أن يفيق من غفلته ويحسه بالنعم الكثيره
التى بين يديه
ففى ذلك اليوم ذهب الى عمله كالمعتادوبعد أن اعد اكواب الشاى وفناجين القهوه
و ذهب بها الى الموظفين وجد أحدهم غير موجود على مكتبه فسأل عليه فقالوا له :بلغتنا زوجته أنه تعب
ليلة أمس هو الاّن فى المستشفى سوف نذهب للأطمئنان عليه بعد انتهاء العمل هل تذهب معنا ؟
فأجاب نعم طبعا ... وكانت موافقته دون رضا وسماحة نفس
وانتهى العمل وخرج الموظفون من الشركه فمن يملك منهم سياره ركبها وذهب والاّخرين
ذهيوا ليركبوا لاتوبيس ماعدا اثنين كانا ينتظراه وطلبا منه أن يركبا معه الدراجه ويرحمهما من زحمة الاتوبيس
قال لهما : وألا تخجلان من ركوب الدراجه ؟
رد أحدهما : لم نخجل ؟
انها نعمه بين يديك .. حقا انها داراجه ولكنها تريحك من معاناة ركوب الاتوبيسات
وزحامها ومشقة انتظارها .. سيركب أحدنا امامك والاّخر خلفك وسر بنا على بركة الله
فوافق مضطرا وبالفعل ركب الثلاثه الدراجه وذهبوا الى المستشفى
وأثناء ذهابهم يقول له أحدهما :أنا والله بحسدك على دراجتك هذه
فيرد عليه قائلا :أتحسدنى على دراجه دراجه وأنا خجلان منها ؟
فيقول له : نعم أحسدك ..ألا ترى زحمة الأتوبيسات وكأنها علب والناس بداخلها كالسردين : أحمد الله
أنك لم تكن ممن يركبونها
وبالفعل نظر فرأى فتعجب من نكرانه لهذه النعمه التى بين يديه
وسمع صوتا يهمس له فى داخله : أسمعت .. أرأيت
ووصلوا الى المستشفى ودخلوا عنبر المرضى فوجدوا زميلهم طريح الفراش وبجواره زوجته
فألقوا عليه التحيه وتمنوا له الشفاءوجلسوا بجانبه أما هو فوقف ينظر الى المرضى
واحدا تلو الاّخر وكأن شيئا ما بداخله يقول له : أنظر وتأمل لتعرف أن بين يديك نعمة
لا يضاهيها مال و لاجاه وهى نعمة الصحه
فحزن حزنا شديدا على نكرانه أيضا نعمة الصحه التى أنعم الله عليه بها
وخرج من العنبر مسرعا من شدة حزنه وندمه على عدم حمده وشكره لله
وأراد الله سبحانه وتعالى له أن يجلس بجانب رجل عندما جلس بجانبه سأله الرجل قائلا
من أى مرض تشكو ؟
فرد : أنا لا أشكو من أى مرض .. أنا زائر
فقال له : الحمد لله ..تعرف يااخى أنا منذ سنوات و أنا فى كشوف
وفحوصات وتحاليل طبيه أنا وزوجتى محرومين من الأنجاب وليس لدينا أولاد
عندك أولاد ؟
فرد عليه صاحبنا : نعم .. ولد وبنت
فقال له : الله أكيد تحمد الله وتشكره على هذه النعمه الكبيره
فرد عليه وبصوت حزين : نعم طبعا
فعاد اليه الصوت بداخله ليقول له : أسمعت ..أرأيت ماعندك من
نعم لا توجد عند غيرك
فنهض مسرعا ليخرج من المستشفى متجها نحو دراجته فركبها واخذ طريقه ليعود الى بيته
وأثناء عودته أمطرت السماء مطرا غزيرا ووجد نفسه قريبا من نفق فذهب اليه ليحتمى به
من مياه المطر و عندما نزل من على دراجته و نظر حوله وجد رجلا نائما على الأرض
وهى مبتله ويرتدى جلبابا ممزقه وحافى القدمين
فأقترب من وسأله : لما تنام هكذا ؟
فقال له :أنا ليس لى مأوى ولا أسره ياليتك تأخذنى معك
فرد عليه :لا أستطيع فلدى حجره واحده و معى زوجتى وأولادى
فقال له : الله هنيئا لك بحجرتك وزوجتك واولادك أنها من نعم الله عليك
فعاد اليه الصوت بداخله ليقول له : أرأيت .. أسمعت
ووقفت الأمطار واخذ صاحبنا دراجته وعاد الى بيته وحملها وصعد بها السلم ولكن فى هذه
المره لم ينظر الى الشقق ولم يحقد على من بداخلها
ووصل الى باب حجرته وطرقه ففتحت
له زويجته فقال لها وهو يبتسم :زوجتى الحبيبه يامن أنعم الله على بها
كيف حالك وحال أولادى
فردت : كلنا بخير .. مابك أرى الابسامه على شفاهك والدموع فى عينيك؟
فقال لها : أنها دموع التوبه والخجل من نفسى
ودخل واخذ اولاده فى حضنه وظل يقبلهم حتى قالت له زوجته : كفاك يارجل وخبرنى
اراك الاّن انسان اّخر ماذا حدث ؟
فتركها وخرج الى سور السطح ولكن لا ينظر الى العمارات ولكن ليرفع يده الى السماء
ويقول : يارب .. ياألله .. سامحنى اغفر لى و ركع قائلا :هاانا بين يديك راكعا خاشعا
نادما على مافعلت حامدا شاكرا ماأعطيتنى من نعم كثيره كنت أنكرها ولا أشعر بها
الاّن علمت كل النعم اعطيتنى
أعطيتنى المأوى .. أعطيتنى الزوجه الطيبه ..أعطيتنى البنت .. البنت والولد
أعطيتنى نعمة الصحه التى لا يساويه مال ولا جاه أعطيتنى راتب يغنينى عن ذل السؤال
أعطيتنى الدراجه التى تريحنى من عناء زحمة المواصلات
يارب سامحنى واغفر لى .. ماكنت اعلم أننى أملك كل شىء
وهنا قالت له زوجته : أحمد الله انك علمت.. وياليت الناس يعلمون
سرير وترابيزه وكرسى وحصيره مفروشه على الأرض ... ولكنها حجره
تأويه و تحميه من حرارة الصيف وبرد الشتاء ولجحوده ولعدم حمده لله
كانت حجرته من أسباب تعاسته واحساسه بالحرمان
وعندما فتحت زوجته باب الحجره و رأته أبتسمت له أبسامه الزوجه الراضيه
المحبه لزوجها وأولادها وحياتها البسيطه قائله له : حمدا لله على سلامتك
فدفعها بعيدا عنه وكأنه لا يريد رؤيتهاوما فعله معها فعله مع أولاده حينما أقتربا منه ليقبلاه
وكان هذا ليس غريبا على أولاده وزوجته التى قالت له : دقائق وسيكون الطعام جاهزا
فقال بنبرات صوت ناكرا لنعم الله : أية طعام تقصدين ..أتسمى مانأكله طعام
فقالت له : يازوجى الحبيب نحمد الله على مافى أيدينا من طعام
فأمسك بيديها وجذبها بقوه الى خارج الحجره واتجه بها الى سور السطح وقال لها : انظرى الى هذه
العمارات والى من يعيش فيها أنهم يلبسون أغلى الملابس ويأكلون أشهى طعام ويركربون
أفخم السيارت وانا أعيش فى حجره على سطح وأذهب الى عملى بدراجه لا حول ولها ولا قوه
فقالت له : هذا أمر الله ويجب علينا ان نرضى به .. تعالى معى وتناول الطعام واحمد الله
فرد قائلا : أذهبى انتى أشبعى به ... فتركته ودخلت حجرتها وأطعمت أولادها وناموا فى أمان الله
قضى هو ليلته فى غم ونكد حارما عبنبه من النوم وجسده من الراحه
والحل بسيط هو الرضا والقناعه
وذات يوم أراد الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل أن يفيق من غفلته ويحسه بالنعم الكثيره
التى بين يديه
ففى ذلك اليوم ذهب الى عمله كالمعتادوبعد أن اعد اكواب الشاى وفناجين القهوه
و ذهب بها الى الموظفين وجد أحدهم غير موجود على مكتبه فسأل عليه فقالوا له :بلغتنا زوجته أنه تعب
ليلة أمس هو الاّن فى المستشفى سوف نذهب للأطمئنان عليه بعد انتهاء العمل هل تذهب معنا ؟
فأجاب نعم طبعا ... وكانت موافقته دون رضا وسماحة نفس
وانتهى العمل وخرج الموظفون من الشركه فمن يملك منهم سياره ركبها وذهب والاّخرين
ذهيوا ليركبوا لاتوبيس ماعدا اثنين كانا ينتظراه وطلبا منه أن يركبا معه الدراجه ويرحمهما من زحمة الاتوبيس
قال لهما : وألا تخجلان من ركوب الدراجه ؟
رد أحدهما : لم نخجل ؟
انها نعمه بين يديك .. حقا انها داراجه ولكنها تريحك من معاناة ركوب الاتوبيسات
وزحامها ومشقة انتظارها .. سيركب أحدنا امامك والاّخر خلفك وسر بنا على بركة الله
فوافق مضطرا وبالفعل ركب الثلاثه الدراجه وذهبوا الى المستشفى
وأثناء ذهابهم يقول له أحدهما :أنا والله بحسدك على دراجتك هذه
فيرد عليه قائلا :أتحسدنى على دراجه دراجه وأنا خجلان منها ؟
فيقول له : نعم أحسدك ..ألا ترى زحمة الأتوبيسات وكأنها علب والناس بداخلها كالسردين : أحمد الله
أنك لم تكن ممن يركبونها
وبالفعل نظر فرأى فتعجب من نكرانه لهذه النعمه التى بين يديه
وسمع صوتا يهمس له فى داخله : أسمعت .. أرأيت
ووصلوا الى المستشفى ودخلوا عنبر المرضى فوجدوا زميلهم طريح الفراش وبجواره زوجته
فألقوا عليه التحيه وتمنوا له الشفاءوجلسوا بجانبه أما هو فوقف ينظر الى المرضى
واحدا تلو الاّخر وكأن شيئا ما بداخله يقول له : أنظر وتأمل لتعرف أن بين يديك نعمة
لا يضاهيها مال و لاجاه وهى نعمة الصحه
فحزن حزنا شديدا على نكرانه أيضا نعمة الصحه التى أنعم الله عليه بها
وخرج من العنبر مسرعا من شدة حزنه وندمه على عدم حمده وشكره لله
وأراد الله سبحانه وتعالى له أن يجلس بجانب رجل عندما جلس بجانبه سأله الرجل قائلا
من أى مرض تشكو ؟
فرد : أنا لا أشكو من أى مرض .. أنا زائر
فقال له : الحمد لله ..تعرف يااخى أنا منذ سنوات و أنا فى كشوف
وفحوصات وتحاليل طبيه أنا وزوجتى محرومين من الأنجاب وليس لدينا أولاد
عندك أولاد ؟
فرد عليه صاحبنا : نعم .. ولد وبنت
فقال له : الله أكيد تحمد الله وتشكره على هذه النعمه الكبيره
فرد عليه وبصوت حزين : نعم طبعا
فعاد اليه الصوت بداخله ليقول له : أسمعت ..أرأيت ماعندك من
نعم لا توجد عند غيرك
فنهض مسرعا ليخرج من المستشفى متجها نحو دراجته فركبها واخذ طريقه ليعود الى بيته
وأثناء عودته أمطرت السماء مطرا غزيرا ووجد نفسه قريبا من نفق فذهب اليه ليحتمى به
من مياه المطر و عندما نزل من على دراجته و نظر حوله وجد رجلا نائما على الأرض
وهى مبتله ويرتدى جلبابا ممزقه وحافى القدمين
فأقترب من وسأله : لما تنام هكذا ؟
فقال له :أنا ليس لى مأوى ولا أسره ياليتك تأخذنى معك
فرد عليه :لا أستطيع فلدى حجره واحده و معى زوجتى وأولادى
فقال له : الله هنيئا لك بحجرتك وزوجتك واولادك أنها من نعم الله عليك
فعاد اليه الصوت بداخله ليقول له : أرأيت .. أسمعت
ووقفت الأمطار واخذ صاحبنا دراجته وعاد الى بيته وحملها وصعد بها السلم ولكن فى هذه
المره لم ينظر الى الشقق ولم يحقد على من بداخلها
ووصل الى باب حجرته وطرقه ففتحت
له زويجته فقال لها وهو يبتسم :زوجتى الحبيبه يامن أنعم الله على بها
كيف حالك وحال أولادى
فردت : كلنا بخير .. مابك أرى الابسامه على شفاهك والدموع فى عينيك؟
فقال لها : أنها دموع التوبه والخجل من نفسى
ودخل واخذ اولاده فى حضنه وظل يقبلهم حتى قالت له زوجته : كفاك يارجل وخبرنى
اراك الاّن انسان اّخر ماذا حدث ؟
فتركها وخرج الى سور السطح ولكن لا ينظر الى العمارات ولكن ليرفع يده الى السماء
ويقول : يارب .. ياألله .. سامحنى اغفر لى و ركع قائلا :هاانا بين يديك راكعا خاشعا
نادما على مافعلت حامدا شاكرا ماأعطيتنى من نعم كثيره كنت أنكرها ولا أشعر بها
الاّن علمت كل النعم اعطيتنى
أعطيتنى المأوى .. أعطيتنى الزوجه الطيبه ..أعطيتنى البنت .. البنت والولد
أعطيتنى نعمة الصحه التى لا يساويه مال ولا جاه أعطيتنى راتب يغنينى عن ذل السؤال
أعطيتنى الدراجه التى تريحنى من عناء زحمة المواصلات
يارب سامحنى واغفر لى .. ماكنت اعلم أننى أملك كل شىء
وهنا قالت له زوجته : أحمد الله انك علمت.. وياليت الناس يعلمون
تعليق