من هو الزعيم ؟
تيسير محمود العميري
كنت أعتقد بأن الوحدات والفيصلي يشكلان حالة فريدة من نوعها، من حيث جنوح نفر من جمهور كل من الفريقين نحو المغالاة في تشجيع فريقه، إلى حد الترحيب بخسارة الفريق المنافس من أي فريق من الخارج، حتى اتضحت معالم العداء بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، بحيث كان المدريديون يطيرون فرحا عندما خرج برشلونة من دور الأربعة لمسابقة دوري أبطال أوروبا، ذلك أن النهائي سيقام في مدريد فكيف سيكون حال أهلها وبرشلونة يلعب النهائي وربما كان سيظفر باللقب؟.
وحالة الفيصلي والوحدات المحلية ربما شابهتها عربيا "ظاهرة الأهلي والزمالك"؛ فهذان الفريقان متنافسان بشكل تقليدي منذ عقود طويلة، وقبل كل مباراة تحدث بينهما "معارك كلامية" ربما تمتد إلى الأيدي خلال المباريات، طالما أن فريقا مصريا ثالثا لم يدخل أتون الصراع إلى جانب الفريقين.
قبل أيام باغتني أحد المشجعين بسؤال... "هل يجوز لأحد أن يقول بأن فريقه هو الزعيم"؟، واستكمل المشجع حديثه "الفيصلي هو الزعيم والعميد".
ابتسمت للمشجع وامتنعت عن الإجابة فبادرني إلى سؤال ثالث "بالله عليك بصير هذا الحكي"؟.
ربما يكون الحديث بشأن الألقاب التي يفضل عشاق الرياضة إطلاقها على أنديتهم، كحال الذي يقترب من النار، فبعض المشجعين لا يرى إلا فريقه وتوجيه النقد لأداء الفريق ونتائجه يعني بالضرورة أن الصحافي مع طرف ضد آخر، من دون أن يلتفت ذلك المشجع الى حقيقة شاخصة امامه وهي أن الصحافي يكتب لكل الأندية.
الفيصلي يرى نفسه زعيما للكرة الأردنية لاعتبارات عدة، فهو أكثر الأندية حصولا على ألقاب بطولات الدوري وكأس الأردن وكأس الكؤوس، وحامل لقب كأس الاتحاد الآسيوي مرتين ووصيف بطل دوري أبطال العرب وأعرق الأندية بحكم تأسيسه العام 1932.
والوحدات يرى نفسه زعيما للكرة الأردنية باعتباره الفريق الوحيد الذي حاز على كافة ألقاب الموسم الكروي الماضي، وهو ثاني الأندية حصولا على القاب الدوري والكأس وكأس الكؤوس وأكثرها حصولا على لقب الدرع.
وفي اعتقادي الشخصي أن الناديين يزخران بالتاريخ الكروي المشرف ويحظيان بقاعدة جماهيرية كبيرة ويحرصان على أن يكونا دوما في المقدمة، لكنهما يحتاجان إلى ما هو اكثر من الحديث عن الأوصاف التي تتوارى كثيرا إلى الوراء، في حال لم يكن المستوى الفني والنتائج في حال جيدة، والفيصلي والوحدات اللذان يوصفان ب"قطبي الكرة الأردنية" يحتاجان اليوم إلى مجهر دقيق يشخص علة كل منهما، ذلك أن المتوقع من الفريقين أكثر مما يقدمانه حاليا، وربما ذلك أفضل من الاستمرار في سجال وتكرار سؤال "من هو الزعيم؟"، وربما نجح شباب الأردن حتى اللحظة في إثبات وجوده كمنافس يحسب له ألف حساب من كلا الفريقين، كما يحسب هو الآخر الف حساب لهما.
تعليق