إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

17 حلقة من سلسلة مذكرات الشهيد عوض سلمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 17 حلقة من سلسلة مذكرات الشهيد عوض سلمي

    17 حلقة من سلسلة مذكرات الشهيد عوض سلمي

    وقفات مع ملاحم المقاومة والجهاد



    الشهيد عوض سلمي
    الشهيد عماد عقل


    إهـــــــــــــــــداء :



    إلى من علمني فنون الحرب ودروب الجهاد .

    _ إلى العملاق الذي ظلّ ضاغطاً على زناده حتى صعدت روحه إلى بارئها.

    _ إلى من كان شبحاً وكابوساً يطارد الصهاينة في الليل والنهار .

    _ إلى صاحب النداء الخالد : (إنّ قتلَ اليهود عبادة أتقرب بها إلى الله) .

    _ إلى مصباح الهدى على طريق الجهاد والمقاومة .

    _ إلى صاحب الكلمة الأولى ، والطلقة الأولى ، ودفقة الدم الأولى .

    _ إلى الروح الطاهرة التي لا زال طيفها يحلق في سمائي .

    _ إلى ذكراه التي لا ينشغل عنها ذهني ولا تفارق خيالي .

    _ إلى روح الشهيد القائد البطل / عماد عقل " رحمه الله "





    مقدمة :

    ( أيها المجاهدون الأحرار : إنها مَوْتة فلتكن في سبيل الله )

    الحمد لله الذي أعز بالجهاد أقواماً ، وأذل به آخرين ، وقهر به الصهاينة المعتدين ، وجعله سبيلاً لتحرير الأرض والإنسان من الغاصبين ،

    فقال تعالى شأنه وجلّت قدرته : " وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " البقرة 246

    وقال " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " آل عمران 139

    وقال أيضاً : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الأنفال 60

    ويقول : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ، وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) التوبة 111

    والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وقائد الغر المحجلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، وسيفاً على الطغاة الظالمين ، ومن تبع هداه بإحسانٍ وتقوى إلى يوم الدين ،أما بعد:

    أيها المجاهدون الأحرار ، أصحاب المعالي في زمن السقوط والانحدار :

    يا أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسّام ، يا من حملتم أرواحكم الطاهرة على أكفكم وقدمتموها قرباناً في سبيل الله ، يا من هانت عليكم الدنيا فهان عليكم عدوكم ، يا من خضّبتم بدمائكم الزكية ثرى هذه الأرض الطاهرة ، يا من أذقتم العدو الصهيوني الغاشم صنوف الموت ، وألوان والعذاب ، ووضعتم حداً لأسطورة الجيش الذي لا يقهر ، أيها الباحثون عن الصعاب ، يا من تطاردون أعداء الله من وادٍ إلى واد ، يا من لسان حالكم يقول :

    خلق الرشاش لكفي والحسام الهندواني

    ومعي في المهد كانا فوق صدري يؤنساني

    فإذا ما الأرض صارت وردة مثل الدهان

    والدما تجري عليها لونها أحمر قاني

    فاسمعاني أزيز الر صاص حتى تطرباني

    تبتغون بذلك كله مرضاة الله تعالى والفوز بجنته ،
    لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
    أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
    فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
    ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله


  • #2
    إنني إذ أضع بين أيديكم المتوضئة تجربة جهادية قسامية خطها إخوانكم المجاهدون الأبطال بمدادٍ من دمائهم العطرة ؛ لتكون لكم وللأجيال القادمة من بعدكم نبراساً يضيء طريق الجهاد والمقاومة في سبيل الله ، وإنني من خلال هذه النماذج التي قسمتها إلى سبع عشرة حلقة من سلسلة العمليات الجهادية التي خاضها إخوانكم في كتائب الشهيد عز الدين القسام ، حاولت قدر استطاعتي أن أعرضها كما عشتها ومارستها حقيقة لا خيالاً ، وواقعاً لا حلماً ، وذلك من أجل أن تعم الفائدة الخالصة الصادقة بعيداً عن جمال اللفظ والتعبير ، والتي لا يوجد لها متسع في حياة العابد المجاهد العامل : الذي يهمه بالدرجة الأولى أن يتعلم وينهل من معين الخبرة العملية والتجربة الحقيقية لمن سبقوه في ميادين الجهاد والتحدي ، لكي يصل المجاهد إلى مبتغاه ، ولا يبدأ من نقطة الصفر ، بل يبدأ من حيث انتهى المطاف بإخوانه المجاهدين السابقين .

    كلي أمل بأن أكون قد حققت الهدف المنشود ، والغاية النبيلة الصادقة من وراء هذه الدراسة ، وإنني أتوجه لكل أخٍ قرأ هذه الدراسة بأن يدعو لي في ظهر الغيب بالثبات وحسن الخاتمة ، وأن يجعل هذا الأمر مدخراً في نفسه إلى حين وقته .

    والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

    بقلم أخوكم المحب / عوض سلمي " أبو مجاهد "
    الحلقة الأولى :

    عملية الخط الشرقي ( معبر كارني )

    جاءت هذه العملية بعد نشاط مميز ، وجهود مضنية لخليتنا التي كانت تعمل تحت اسم كتيبة الشهيد ياسر النمروطي _ رحمه الله _ والتي قامت خلال فترة وجيزة بخطف أكثر من عشرة عملاء ، والتحقيق معهم ، وإعدام من يستحق الإعدام ، والإفراج عن البعض منهم .

    لفت هذا النشاط الملحوظ انتباه الأخ المجاهد / عماد عقل _ رحمه الله _ فطلب مقابلة مسئول الخلية _ وكنت حينها مسئولاً عنها _ وعندما التقيت به في منزلي طلب مني أن أعمل بالتنسيق المباشر معه فقط فيما يتعلق بالعمل العسكري ضد قوات الاحتلال ، وأن أترك العمل تماماً في مجال مكافحة العملاء والمتعاونين ، ولم نكن نملك يومها سوى قطعة سلاح قديمة جداً من نوع " كارلوستاف " وبعض الخناجر ، وقد شرحت له ذلك ، فوعدني بأن يحضر لي أربع قطع سلاح من نوع " كلاشن كوف " وكمية من الذخيرة ، وبالفعل أحضر لنا السلاح بعد فترة وجيزة ، فقمنا سوية بتنظيف هذه البنادق بمنزلي ، ومن ثم جهزناها تماماً للعمل ، ويومها قام الأخ عماد بتدريبي على هذا النوع من السلاح ، وأمرني بأن أقوم بتدريب باقي أفراد خليتي ، وهم : الأخ المجاهد / م د ، والأخ المجاهد / ب ز ، والأخ المجاهد / م ع ، وبالفعل قمت بتدريبهم على تفكيك السلاح وتركيبه وتنظيفه ، واتفقنا على أن أقوم بتدريبهم على إطلاق النار في إحدى البيارات قرب منطقة " أم الليمون " ليلاً ، وتم ذلك بالرماية على شواخص وهمية للتصويب عليها .

    كنت أدربهم على الرماية حتى طلوع الفجر ، ثم ننسحب ونضع سلاحنا في مخازن أعدت خصيصاً في باطن الأرض لهذا الغرض .

    التقيت بالأخ / عماد _ رحمه الله _ وكان سعيداً جداً حين أخبرته أنني قد أنهيت المهمة على خير وجه ، وخلال لقائي أخبرني أنه ينوي القيام بعملية نوعية ضد قوات الاحتلال الصهيوني ، وبدون تردد جلسنا للتخطيط لهذه العملية ، واتفقنا على القيام برصد الهدف المطلوب ، وتأمين خط الانسحاب ، واستكشاف موقع العملية ، وتجهيز السلاح اللازم لتنفيذ العملية ، وقد قمت بمساعدة أفراد خليتي بإتمام كل هذه الأمور وتجهيزها ، وكانت خطة العملية كالتالي :

    أولاً / خطة التنفيذ العسكرية :

    تم الاتفاق مع الأخ عماد _ رحمه الله _ على أن تكون خطة التنفيذ هي تجاوز الهدف بعربة حصان نستقلها نحن ، ونكون بأسلحتنا المغطاة على أهبة الاستعداد والجاهزية ، وعندما يقترب الهدف ، ويتجاوزنا بخمسة أمتار ، نقوم بإطلاق النار بعد أن نأخذ إشارة البدء من الأخ عماد ، حتى إذا ابتعد عنا يكون قد انصلى بنيران أسلحتنا ونحن متمكنون منه عن قرب وبشكل مباشر ، حيث إننا أعلى من الجيب العسكري ونسير بجانب الطريق الذي يمر عليه الهدف .

    بعد إتمام العملية يكون في انتظارنا سيارتان : الأولى من نوع " 305 " يستقلها الأخ عماد ، وينسحب بها بمفرده ، حيث قاعدته ومكانه الذي لا نعرفه ، وأما السيارة الثانية فكانت من نوع بيجو " 404 " أستقلها أنا وباقي أفراد خليتي ، وننسحب إلى قاعدتنا ، وقد كان سائق سيارة الأخ عماد _ رحمه الله _ هو الأخ م أ ، وأما سائقنا فكان الأخ منذر الدهشان _فك الله قيده .

    ثانياً / الهدف المطلوب :

    كان الهدف هو عبارة عن جيب عسكري تابع لما يسمى بحرس الحدود الصهيوني ، وكنا نقصد هذا الهدف بالذات ؛ لممارساته القذرة والتي تصاعدت وتيرتها في تلك الفترة ضد أبناء شعبنا ، حيث العربدة ، والترويع ، والإرهاب الذي كانت تمارسه هذه الوحدات ضد أبناء شعبنا ، وقد كان هدف العملية هو القضاء الكامل على أفراد الجيب وخطف أسلحتهم ما أمكن.

    ثالثاً / تجهيز السلاح اللازم للعملية :

    تم الاتفاق على اختيار قطعة سلاح من نوع " إم 16 " يحملها الأخ عماد _ رحمه الله _ وثلاث بنادق من نوع " كلاشن كوف " مع المجاهدين الثلاثة الآخرين ، على أن يحمل كل مجاهد مخزنين من الذخيرة ، ويحمل الأخ عماد _ رحمه الله _ لوحده ستة مخازن ، وتم كذلك تجهيز عربة الحصان ، بالإضافة إلى سيارتين وسائقين محترفين .

    رابعاً / مكان تنفيذ العملية :

    يقع مكان تنفيذ العملية على رأس الشارع المحاذي للخط الشرقي لمدينة غزة ، المتجه غرباً نحو مسجد مصعب بن عمير الذي اتفقنا على أن يكون بمثابة خط الانسحاب بعد تنفيذ العملية ، وقد تم كذلك تحديد زمن العملية بناءً على الرصد الدقيق للهدف ، حيث تم اختيار يوم الجمعة المبارك تيمناً بهذا اليوم الفضيل ، وكذلك بسبب خلو الخط الشرقي من السيارات العسكرية وسيارات المستوطنين الصهاينة في يوم الجمعة ، أما فيما عدا يوم الجمعة فإن هذا الخط يعد طريقاً استراتيجياً بالنسبة للعدو الصهيوني ، وعلى أي حال فقد كان قصدنا وهدفنا هو الجيب العسكري التابع لحرس الحدود بعينه والتمكن من القضاء على من فيه من الجنود والاستيلاء على أسلحتهم .

    خامساً / تنفيذ العملية :

    بعد إتمام كافة متطلبات العملية جاء القرار حاسماً من الأخ القائد عماد_ رحمه الله _ بأن غداً الجمعة الساعة السادسة والنصف تماماً سيكون اللقاء مع أعداء الله والإنسانية ، وطلب منا تجهيز أنفسنا والاستعداد التام ، وأوصانا بالاستعانة بقيام الليل وكثرة الدعاء والتوجه إلى الله والتذلل إليه واستجداء النصر والتمكين منه وحده ، ثم تركنا ليلة الخميس ، وانصرف إلى ربه يطلب منه العون والتأييد .

    بتنا ليلتنا _ أنا وأفراد خليتي _ في حوش كبير ومهجور مصلين مبتهلين متضرعين إلى الله جلّ شأنه ، فهذه هي العملية الأولى لنا فلها بالتأكيد وقع كبير على نفوسنا ، سيما وأننا مع أحد أعظم رجال الجهاد والمقاومة في تاريخ فلسطين المعاصر .

    نودي للصلاة من فجر الجمعة ، فسعينا إلى ذكر الله ، وأدينا الصلاة في جماعة ، ثم أخرجنا السلاح المعد لتنفيذ العملية وتفقدناه جيداً ، وتفقدنا أمشاط الذخيرة رصاصة رصاصة ، كل هذا وألسنتنا تلهج بالدعاء ، وبذكر الله ، والإلحاح عليه أن يوفقنا ويحقق لنا الظفر والنجاح في عملنا هذا ، وأن يجعله خالصاً لجلال وجهه الكريم ، وأن يتقبلنا شهداء صادقين مقبلين غير مدبرين .

    مكثنا على حالنا هذا حتى طلوع شمس يوم الجمعة ، فشددنا الأحزمة وامتشقنا سلاحنا وصرنا على أتم الاستعداد لخوض المعركة ، وبعد أن أدركنا الموعد المحدد انطلقنا ، نحمل بنادقنا على أكتافنا ، وأرواحنا على أكفنا ، ولسان حالنا يردد قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " الأنفال 45

    أقبل إلينا القائد الهمام ، الفارس المقدام ، الأسد الهصور بطلعته البهية ووجهه المشرق بنور الإيمان ، كله ثقة ويقين بنصر الله ، تعلو وجهه الابتسامة المعتادة الساخرة بأعداء الله ، وكأنه في نزهة ، أو رحلة صيد .

    أقبل القائد عماد _ رحمه الله _ وسلم علينا ، وأخذ يشحذ فينا الهمم ، ويقوي فينا العزيمة ، ثم أمرنا بأن يأخذ كل واحد منا موقعه ويجهز بندقيته .

    امتطينا عربة الحصان وانطلقنا على اسم الله ، وقد سبقنا أخوانا السائقان بسيارتيهما ؛ ليكونا على أتم الاستعداد لتأمين انسحابنا بعد تنفيذ العملية .

    وصلنا إلى المكان المحدد للعملية ، وهنا يصعب على المرء أن يصف بقلمه هول الموقف وصعوبته ، خصوصاً وأننا أمام أول تجربة جهادية في حياتنا ، ويجب أن نثبت جدارتنا فيها ، ونحقق هدفنا ، ومما زاد من روعنا وجود الأخ عماد بيننا فهو المطلوب رقم واحد ، وقد كان كل همنا هو النجاح في العملية أولاً ، وتأمين حياة القائد عماد ثانياً ، فقد كنا نخشى أن يحدث له مكروه في أول عملية لنا معه ، خصوصاً وأن الأخ عماد كان يبني آمالاً كبيرة على خليتنا هذه ، والحقيقة أنها كانت مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقنا ، فقد كنا حريصين أشد الحرص على نجاح هذه العملية .
    لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
    أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
    فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
    ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

    تعليق


    • #3
      كنت أسوق الحصان وخلفي باقي أفراد الخلية ، وكل واحد منا يضع يده على سلاحه المغطى تحت بطانية من الصوف ، وأخذنا نسير على رصيف الخط الشرقي قريبين من خط الانسحاب بحوالي مائة متر ، وقد أخذنا نسير شمالاً وجنوباً بانتظار مجيء الهدف ، واستمر هذا الحال حوالي ربع ساعة ، وهنا تملكنا خوف شديد بسبب تأخر الهدف ، ووجودنا في مكان أشبه بالثكنة العسكرية فتلك المنطقة تعج بمعسكرات العدو الصهيوني ، وهنا قررنا وضع خطة ميدانية بديلة عن الخطة المقررة ، وتقضي بالاستغناء عن عربة الحصان ، وآثرنا عدم الانسحاب أبداً ، ولو استدعى ذلك ضرب أي هدف للعدو يمر من هناك ، فأصدر القائد عماد أمره بأن نأخذ مواقع أرضية بين أشجار الزيتون المطلة على الشارع العام ، وكلف الأخ أحد أفراد الخلية باستكشاف الآليات الإسرائيلية القادمة من مسافات بعيدة ، وعند مشاهدة أي آلية للعدو عليه يعطينا إشارة للاستعداد ، ثم يأتي مسرعاً ليأخذ موقعه مع إخوانه ليشارك في إطلاق النار ، وما هي إلا لحظات حتى أقبلت سيارة شرطة كبيرة " ترانزيت " ، فأعطى الأخ المكلف بالمراقبة إشارة الاستعداد ، ثم أخذ موقعه معنا ، وعندما اقتربت منا سيارة الشـرطة استقبلناها بوابل من الرصاص ينطلق من فوهات بنادقنا ، وبصرخات " الله أكبر " تنطلق من حناجرنا .

      ظل أزيز الرصاص يمتزج بصرخات الله أكبر ، والجنود يصطرخون داخل سيارتهم حتى فرغت مخازن أسلحتنا ، فانسحبنا مسرعين نحو سياراتنا ، حيث استقل الأخ عمـــاد

      _ رحمه الله _ سيارته وحده بصحبة سائقه الخاص ، وانطلقت أنا مع أفراد خليتي نحو السيارة الأخرى ، وهنا ظهرت حنكة القائد وجرأته ، حيث قام عماد _ رحمه الله _بعملية تغطية من خلال إطلاق النار في الهواء لتأمين انسحابنا ، حيث يظن العدو بأن إطلاق النار عليهم لا زال مستمراً فلا يستطيعون النهوض من سيارتهم فضلاً عن إطلاق النار .

      في أثناء عملية الانسحاب كان عماد يسير بسيارته أمامنا بسرعة خيالية ، وكانت طبيعة الأرض طينية ، مما جعل سائقنا لا يكاد يرى إصبع يده من شدة الغبار المنبعث من سيارة عماد فانقلبت بنا السيارة ، ودخلت بين أشجار الزيتون ، وأصبحت رأساً على عقب ، وعلى الفور أمرت أفراد الخلية بكسر نوافذ السيارة والخروج بسرعة .

      كان الأمر مرعباً وخطيراً ، وقد غلب علينا الظن أن العدو يتعقبنا ، ولا مناص من الوقوع بقبضته ، أو تصفيتنا .

      وفي هذه اللحظات الحرجة تدخلت عناية الله ، فسقطت البندقية ولأول مرة من يد الأخ عماد أثناء إطلاقه النار ؛ لتكون سبباً في نجاتنا ، فلم يكن يعلم بما حدث معنا ، فأمر سائقه بالتوقف والرجوع لأخذ قطعة السلاح التي سقطت من يده ، وفي أثناء رجوعه شاهدنا ، فاقترب منا ، وانبطح أرضاً ، وأمرنا بأن نستقل سيارته ، بينما أخذ هو يطلق النار بشكل متقطع باتجاه سيارة الشرطة المتوقفة تماماً عن الحركة ، حيث كانت المسافة بيننا وبين سيارة الشرطة لا تتجاوز المائتي متر حينما انقلبت بنا السيارة ، ولولا عناية الله وعودة الأخ عماد لأخذ بندقيته لتمت تصفيتنا جميعاً ، حيث جاءت على الفور تعزيزات الجيش من المعسكرات القريبة من المكان .

      وفي أثناء الانسحاب استمر عماد في إطلاق النار للتغطية ، وهو يصرخ بأعلى صوته ( نحن كتائب القسام ) من أجل أن يعلم الناس أن هذه العملية من صنع الكتائب _ فقد كنا نعاني من تبني بعض الفصائل الأخرى لعملياتنا العسكرية _ .

      وصلنا إلى المدخل الجنوبي لمدينة غزة ، وبعدها توجهنا إلى حيث انطلقنا من قواعدنا لنشاهد ما أثار استغرابنا ودهشتنا ، حيث وجدنا الحصان الذي كنا نركبه ينتظرنا عند المكان الذي أخذناه منه في منطقة أم الليمون التي تبتعد عن مكان العملية أكثر من ثلاثة كيلو مترات.

      بعد أن وصلنا إلى قاعدتنا وأصبحنا في مأمن ، أخذنا نضمد جراحنا البسيطة التي أصبنا بها أثناء انقلاب السيارة ، أما الأخ عماد _ رحمه الله _ فقد أصيبت ( قُصِعَت ) يده جراء سقوط البندقية منها أثناء إطلاق النار ، وبقيت تؤلمه حتى استشهاده رحمه الله .

      عندما عاد عماد لقاعدته الخاصة به ، أصدر من هناك بياناً أعلن فيه مسئولية كتائب الشهيد عز الدين القسام _ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " _ عن تنفيذ هذه العملية البطولية .بينما اعترفت إذاعة العدو بإصابة اثنين من أفراد الشرطة أحدهما في حالة خطرة ، وحملت مسئولية هذه العملية لكتائب القسام _ جناح حماس العسكرية _ .
      لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
      أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
      فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
      ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

      تعليق


      • #4
        الحلقة الثانية :
        عملية الزيتون البطولية :



        على أثر العملية البطولية التي قمنا بتنفيذها على الخط الشرقي لمدينة غزة ، قامت قوات العدو بإجراءات أمنية مشددة في جميع المناطق المجاورة لمكان العملية ، وقامت بتسيير دوريات عسكرية محمولة بجيبات عسكرية صغيرة كنا نطلق عليها اسم " الطرّاد " ويستقله ثلاثة جنود في الغالب ، وتكون مهمة هذه الدوريات الصغيرة استطلاع واستكشاف مستمر لمداخل الشوارع التي تقع ضمن مسئوليتهم ومنافذها .

        وفي ذات يوم كنا على موعدٍ مع القدر حين توافدت إلينا معلومات من العيون القسامية الساهرة على أمن هذا الوطن تفيد بمرور دورية جيب صغير كل يوم ، فصدر الأمر من الأخ عماد _ رحمه الله _ بمراقبتها بشكل دقيق ، ورصد كل تحركاتها ، وبالفعل تم ذلك وجاءت نتائج الرصد مشجعة جداً ، وقد بدت السعادة على وجه الأخ عماد لدى سماعه بهذه الأنباء والتي كان فحواها أن الجيب العسكري الصغير يأتي كل يوم من ناحية الخط الشرقي لمدينة غزة ، ويتجه غرباً من الشارع المقابل لمسجد مصعب بن عمير ، ثم يدخل في الأزقة الفرعية المطلة على حي الشجاعية ، ليعود من جديد باتجاه الخط الشرقي ، وهكذا كل يوم .

        على إثر هذه المعلومات تم عقد عدة اجتماعات ، وتم وضع العديد من الخطط العسكرية ، لكن القائد عماد _ عليه رحمة الله _ لم يعتمد أياً منها ، حيث أصر أن يقوم بنفسه بمعاينة مكان العملية ، ومشاهدة الهدف مباشرة ، وتحديد المكان المناسب لتنفيذ العملية ، وقد تم ذلك فعلاً ، واستقر الأمر على وضع الخطة العسكرية التنفيذية على النحو التالي :

        وضع الخطة العسكرية :

        كانت الخطة العسكرية مبنية أساساً على نصب كمين محكم من الناحية الشمالية للشارع الذي تمر منه الدورية باتجاه مسجد مصعب بن عمير،حيث إن الشارع محاط " ببيارة" كثيفة الأشجار ومحاطة بضلوع الصبر الكثيف ، وكانت الخطة تقضي بأن يكون الكمين خلف باب البيارة الكبير _ والذي يعتبر بمثابة ساتر أمني للمهاجمين عند إطلاق النار _ وعند اقتراب الدورية منا مسافة ثلاثة أمتار فقط نخرج من خلف الباب ونباغتها بالهجوم بالأسلحة الرشاشة ، وذلك بعد أن نتلقى الإشارة من الأخ المكلف بالرصد فوق سطح مسجد مصعب بن عمير .

        كانت الخطة تقضي بأن يتم القضاء على أفراد الدورية جميعاً واغتنام أسلحتهم وعتادهم ، والانسحاب إلى القواعد التي انطلقنا منها .

        تجهيز العتاد المطلوب لتنفيذ العملية :

        استقر رأي الأخ عماد _ رحمه الله_ على اختيار رشاش من نوع " إم 16 " وقطعة سلاح أخرى من نوع " كلاشن كوف " يحملها الأخ الثاني الذي سينفذ العملية إلى جانب الأخ عماد ، وكان بحوزة عماد ستة أمشاط من الذخيرة كالعادة ، في حين كان مع المجاهد الآخر مخزني ذخيرة فقط ، وقد تم اختيار سيارة من نوع بيجو 504 لتنفيذ الهجوم ، والانسحاب بها من ساحة العملية .

        يوم تنفيذ الهجوم :

        طلب الأخ القائد عماد _ رحمه الله _ مقابلتي قبل موعد الهجوم بيوم واحد ، وبالفعل تم اللقاء بيني وبين الأخ عماد ، فأخبرني بأن أحد الإخوة المدربين في الخارج تدريباً جيداً ، وعلى أعلى المستويات سوف يقوم بالعملية بدلاً مني ، كان الأخ عماد يتحدث معي بحذر متوقعاً رفضي ، أو امتعاضي . والحقيقة أنني تضايقت ، ولكنني امتثلت لأمر القائد ، وكنت الجندي الملتزم المطيع ، وقلت للأخ عماد _ رحمه الله _ إننا جميعاً نتعاون ونعمل من أجل هدف واحد ولا مانع من أن تتقدم الكفاءات الجيدة ، فالمهم هو تحقيق النصر ، وقتل الجنود والظفر بسلاحهم .

        ظهر على وجه الأخ عماد رحمه الله ارتياحاً شديداً وهو يسمع الرد الذي صدر عني ، وأمرني بأن أكون بانتظاره غداً بعد الفجر مباشرة في قاعدتنا في منطقة أم الليمون المحاذية لخط الانسحاب ؛ لأراقب الطريق وأستلم منه السلاح الذي سيغنمه من الجنود القتلى بعد تنفيذ العملية ، وأحتفظ بها في مخازن أنشئت خصيصاً لهذا الغرض ، وطلب مني أن أرسل قطعة

        " كلاشن كوف " مع مخزنين للذخيرة ، والتي سينفذ بها المجاهد الثاني العملية بجانب عماد ، وبالفعل تم عمل ذلك على أكمل وجه .

        ومع بزوغ فجر يوم الأحد الموافق 12/9/1993 م كان ملك الموت يستعد بأمر ربه لانتزاع أرواح ثلاثة من أبناء القردة والخنازير ، حيث كانوا على موعد مع عماد الذي طالما تجنبوا لقاءه ومواجهته ، حيث صرح أحد جنرالات العدو في إحدى المؤتمرات الصحفية : بأن جنوده يخشون مواجهة عماد عقل ليلاً .

        مرّ بي القائد المظفر _رحمه الله _ فجر ذلك اليوم ليتأكد من وجودي في مكاني الذي أمرني بالانتظار فيه ، فسلم علي ودعوت له بالنجاح والتوفيق والسداد ، وطمأنته بأن كل شيء على ما يرام ، ثم انطلق من عندي لتنفيذ الهجوم بصحبة الأخ المجاهد / م ز _ فك الله أسره _ حيث إنه معتقل لدى العدو الصهيوني بالسجن المؤبد ثلاث مرات _ .

        وصل القائد عماد والمجاهد م ز إلى مكان تنفيذ الهجوم في تمام السادسة صباحاً، فترجل الفارسان بأسلحتهما وأخذ كل منهما موقعه المناسب لإطلاق النار بسهولة ويسر على الهدف القادم ، في حين صعد سائق السيارة الأخ المجاهد ب ع إلى سطح المسجد من أجل المراقبة ، بعد أن ركن سيارته في مكان آمن بعيداً عن مرمى إطلاق النار .

        وبعد لحظة بدت بشائر النصر تهلهل من بعيد ، وجاء الصيد الثمين يتدرج نحو شباك الصيد التي أعدت له وهو لا يدري ، فأبصرته عيون الصقر المحلق فوق سطح المسجد ، فأعطى إشارة البدء ، وكانت عبارة عن صفارة مميزة ، فأخذ القائد عماد والمجاهد م أعلى درجات الاستعداد والحذر تأهباً للبدء في الهجوم .

        كان ذلك في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي ، وبعد أن أعطى المجاهد ب إشارة البدء نزل مسرعاً وتوجه نحو سيارته ، وأدار محركها ليكون مستعداً للانسحاب .

        اقترب الهدف وهو يتبختر كعادته ، وما هي إلا لحظة بسيطة حتى تراءى له الموت الزؤام من خلف بوابة البيارة ، وصرخات الله أكبر تعلو صوت الرصاص ، ليمتزج معها صرخات الجنود داخل الجيب ، وهنا تتوقف بندقية المجاهد م ز ، ليتولى القائد المقدام عماد _ رحمه الله _ وحده إدارة العملية ، وهو يركض خلف الجيب لأكثر من مائة متر وهو يطلق النار من مسافة لا تزيد على ثلاثة أمتار في عناد عجيب وإصرارٍ لا يلين على تحقيق هدفه وهو قتل الجنود الثلاثة ، والحصول على أسلحتهم . وفي أثناء إطلاق النار توقف الجيب العسكري حين ارتطم بباب المسجد ، ووقع سائقه على الأرض فتقدم إليه جزار اليهود _ عماد _ ليوجه بندقيته نحو رأسه فيأخذ الجنـدي بالصراخ والعويل راجياً عماد ألا يقتله ، ولكن كيف ؟ فعماد متعطشٌ لدمه ، وهو يستشعر قول الله تعالى " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير " التوبة "73" ، والتحريم "9"

        عاجله عماد برصاصة أخرجت دماغه من قعر رأسه ، حتى تطايرت أجزاء من دماغه النجس على قميص عماد ليشهد له أمام الله عز وجل بقتل اليهود ، حيث كان رحمه الله يردد دائماً ( إن قتلي لليهود عبادة أتقرب بها إلى الله ) .

        بعد أن فرغ عماد_ رحمه الله _ من قتل سائق الجيب توجه بسرعة نحو باقي الجنود، وأخذ يطلق رصاصة مباشرة على رأس كل واحد ، حتى تأكد من قتلهم جميعاً ، ثم قام بسحب سلاح الجندي الأول والثاني وأخذ يفتش عن سلاح الثالث دون جدوى حيث كان الجندي الثالث متكئاً عليه بعد مقتله ، ولأن الوقت ليس في صالح عماد فقد قرر ترك البحث عن البندقية الثالثة ، والانسحاب فوراً خشية وصول إمدادات عسكرية صهيونية .

        في هذه اللحظة افتقد القائد عماد المجاهد م ز ، فلم يعثر عليه ، فأخذ يصرخ عليه ، حيث تملكه خوف من أن يكون قد أصيب أو قتل ، ولكن الأخ عماد أدرك أنه في خطر حقيقي بسبب طول المدة الزمنية التي استغرقها الهجوم ، فقرر الانسحاب من المكان بسرعة ، أما الأخ م فقد ترك سلاحه بجوار ضلوع الصبر الكثيفة وانسحب بمفرده ، فضلّ الطريق ، ولولا عناية الله أن سخر له بعض الشباب فساعدوه حتى توارى عن الأنظار ، لوقع في مأزق حرج
        لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
        أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
        فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
        ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

        تعليق


        • #5
          في هذه اللحظة كنت في أشد الحيرة والقلق ، وأنتظر بفارغ الصبر قدوم المجاهدين ، وذلك بسبب طول المدة التي استغرقتها العملية ، ولم يطل قلقي وانتظاري ، فقد أطل الفارس من بعيد يحمل معه شواهد النصر ، وغنائم المعركة ، فسلمني البندقيتين اللتين غنمهما بعد قتل الجنود ، وهما من طراز إم 16 ، وقال لي سأراك لاحقاً ، وانطلق مسرعاً ليكمل انسحابه باتجاه قاعدته الآمنة في منطقة الرمال الجنوبي ، ثم قمت بإخفاء البندقيتين في المخزن الذي خصص لهم ، وفي اليوم التالي قابلت الأخ عماد فأخبرني بتفاصيل ما حدث ، وقد بدا قلقاً على الأخ م ز ، وأخبرني بأن الأخ م ز قد ترك سلاحه تحت ضلوع الصبر ، ولم يتمكن من تحديد مكانه بالضبط ، ومن المرجح أن اليهود قد عثروا عليه أثناء تمشيط المنطقة ، ثم طلب مني أن أقوم بتصوير البندقيتين وتسجيل أرقامهما العسكرية ، وتسليمها إياه من أجل كتابتها في البيان العسكري الذي سيصدره للإعلان عن تبني العملية ، وبالفعل تم ذلك ، وقام بصياغة البيان العسكري متضمناً اعتراف كتائب القسام عن تنفيذ هذا الهجوم البطولي ، وكذلك صورة البندقيتين ورقمهما العسكري ، وذلك من أجل قطع الطريق على بعض التنظيمات التي كانت معتادة على سرقة بعض العمليات البطولية التي كان ينفذها أبطال القسام .

          في اليوم الثالث لتنفيذ العملية قمت باستكشاف الموقع الذي بدا دماراً ، حيث قامت قوات الاحتلال بهدم غرفتين مبنيتين في البيارة المجاورة ، وتجريف المئات من أشجار البرتقال والزيتون ، كما قاموا بتجريف أرصفة الصبر في المكان ، كما كانت هناك دورية راجلة مكونة من 12 جندي تجوب المكان ذهاباً وإياباً .

          انتظرت حتى ابتعدت الدورية ، وقمت بعملية بحث سريعة ويائسة عن قطعة السلاح التي ألقاها الأخ م ز ، وفي أثناء البحث ارتطمت يدي بقطعة السلاح المدفونة بين ضلوع الصبر ، فوضعتها تحت معطفي وانطلقت بها مسرعاً مع أحد الإخوة الذي كان ينتظرني بسيارة في مكان قريب ، وعدت مسرعاً إلى القائد عماد رحمه الله ، وأخبرته نبأ عثوري على قطعة السلاح المفقودة ، فطار فرحاً بهذه البشرى ، وحيا جهودي وإصراري من أجل العثور على هذه القطعة التي كان سعرها مرتفعاً جداً في ذلك الوقت ، وكان العثور على السلاح مهمة شاقة ومتعبة ، فقد كان السلاح في ذلك الوقت بالنسبة لنا أغلى من الغذاء والماء والهواء

          طلب مني الأخ عماد لقاءه من أجل استنباط الدروس والعبر ، وتشخيص مواطن الخلل ومعالجتها من أجل تلاشي مثل هذه الأخطاء في عمليات أخرى قادمة ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مواطن التدريب تختلف كثيراً عن ميادين المواجهة الحقيقية ، لذا يجب على المجاهد المستجد عسكرياً _ وإن كان مدرباً تدريباً جيداً _ أن يأخذ أدواراً ثانوية في عمليات عسكرية يشارك فيها حتى يتمرس على فنون القتال ، ويستطيع بالتدريج أن يخوض غمار المواجهة ، والأهم من كل هذا هو ضرورة كسر حاجز الخوف لدى الإخوة المجاهدين الجدد ، فصوت إطلاق النار ، وصراخ الجنود ، وصيحات الله أكبر وصور القتلى والجرحى . كل هذه الأمور ليست بالأمر الهين البسيط ، فلا داعي لأن نخدع أنفسنا ، ونتهاون في الأمر ، بل تحتاج هذه الأمور إلى ممارسة ودراية بفنون المقاومة والقتال ، هذا إن أردنا أن ننجح في تحقيق أهدافنا ولا نقع في أخطاء قد تودي بحياة الإخوة المجاهدين ، فلولا عناية الله وتوفيقه ، ثم الشجاعة غير العادية التي أبداها القائد_ عماد رحمه لله _ لقتل نتيجة الانسحاب المبكر للأخ م ز ، وتركه الأخ عماد وحده في المعركة ، فأخطاء العمل المسلح ليست كأي أخطاء أخرى ، فغالباً ما تكون نتيجتها قاتلة ، لذا يجب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء تأدية الواجب العسكري المسلح .
          لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
          أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
          فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
          ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

          تعليق


          • #6
            الحلقة الثالثة :
            عملية العباس الفدائية :

            في أعقاب استشهاد الأخ القائد المجاهد عماد عقل رحمه الله اجتمعت قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام وقررت إعداد خطة لتنفيذ عشر عمليات عسكرية ثأراً لاستشهاد القائد الأول لكتائب القسام عماد عقل ، وقد سميت هذه الخطة " بالخطة العشرية " ، وقد جاءت هذه العملية البطولية التي نتحدث عنها كردٍ مبدئي ، وإحدى العمليات العشرة للرد على استشهاد القائد عماد .

            أردنا من خلال هذه العملية أن نثبت للقاصي والداني أننا أوفياء لدماء قائدنا ورمز جهادنا الأخ عماد رحمه الله ، وأن دماءه لن تذهب هدراً ، أردنا من خلال هذه العملية الفدائية أن نترك المجال للرصاص كي يتحدث عن شجاعة عماد وتضحياته ، وتركنا لبنادقنا أن تفتح صفحات المجد الناصعة التي خلفها القائد عماد ، وهو الذي كان يردد دائماً ( لن أخرج من هذا الوطن حتى تحريره ، أو أقتل دونه ) وكان من أقواله رحمه الله ( إنني أقتل اليهود لأتقرب إلى الله بأرواحهم ) ، كان ليلة تنفيذ أي عملية عسكرية لا ينام الليل متهجداً ، قائماً لله ، ذاكراً مبتهلاً ، قارئاً للقرآن يستمد العون والتوفيق من الله وحده ، فقد كان شديد التوكل على الله ، ولن نسترسل في ذكر أوصافه رحمه الله فقد لا تتسع هذه العجالة لذلك ، فلن نبالغ إن قلنا إن مؤلَفاً أو كتاباً لا يكفي للوقوف على أوصافه ومناقبه .

            لذا كان لزاماً علينا أن نقدم لشهيدنا البطل ذي الأرواح العشرة _ كما كان يصفه الصهاينة _ ما يليق به وبجهاده ، وقد شاء الله تعالى أن ألتقي بالأخ المجاهد كمال كحيل _رحمه الله _ في تلك الفترة ، فقمنا بتبادل الأفكار والآراء ، وكان هدفنا الوحيد هو الثأر للأخ عماد _رحمه الله_ بعمليات موجعة نقوم بها ضد أهداف العدو ، وقد كانت فرصة لدراسة نتائج عملية رصد طويلة قام بها بعض أفراد العيون الساهرة ، وقد أبديت إعجابي بنتائج الرصد ، وكذلك الخطة التي أشار بها الأخ كمال_ رحمه الله _، وقد طلبت من الأخ كمال بأن نخرج بأنفسنا من أجل معاينة الموقع ، وتحديد زاوية إطلاق النار ، وخط الانسحاب ، ووضع الخطة النهائية موضع التنفيذ ، وبالفعل قمنا بهذه المهمة ، وحددنا كل شيء ، وأصبحنا جاهزين لتنفيذ الهجوم .

            خطة التنفيذ العسكرية :

            ارتكزت الخطة العسكرية التي وضعناها أساساً على إحكام كمين متحرك داخل سيارة باص " فولكس فاجن " ، حيث كانت الخطة تقضي بأن نتمركز بسيارتنا في أحد الشوارع الفرعية التي تطل على الشارع المؤدي إلى مسجد العباس ، حيث تمر من هناك سيارة شرطة كبيرة من نوع " فورد ترانزيت " وتتوجه نحو مركز الشرطة العسكرية بالقرب من مسجد العباس فإذا ما وصلت مفترق العباس فلا بد لها من الوقوف على الكف الموجود على المفترق ، وعندها نكون بسيارتنا نمشي خلف سيارة الشرطة ، فإذا ما وقفت على الكف ، يقوم سائقنا بتجاوز الهدف بمحاذاته وعن قرب ، وعندها نبدأ أنا والأخ كمال كحيل رحمه الله بإطلاق النار على السيارة العسكرية من مسافة لا تبعد أكثر من مترين أو ثلاثة ، حتى تفريغ كامل ذخيرتنا ، ومن ثم الانسحاب باتجاه مستشفى الشفاء ، ثم نحو منطقة النصر ، حيث تكون بانتظارنا سيارة أخرى نستقلها نحو قواعدنا الآمنة في منطقة الشيخ رضوان ، وهذا التغيير للسيارات هو من دواعي الحيطة الأمنية حيث إن البحث الصهيوني سيركز على نوع باص فولكس فاجن ، بينما نحن نركب سيارة أخرى .

            العتاد المطلوب لتنفيذ العملية :

            كنت مصراً على تنفيذ هذه العملية بسلاح القائد عماد _رحمه الله_ ، وهو قطعة سلاح من نوع إم 16 ، بينما يستعمل الأخ كمال بندقيته من " جاليلي " وأعددنا كمية كبيرة من الذخيرة ، وذلك احتياطاً لأسوأ الاحتمالات إذا فرضت علينا مواجهة طويلة ، حيث سنكون مضطرين للمقاومة حتى آخر طلقة وآخر نفس من أنفاسنا ؛ لأن خيار الاستسلام لم يكن وارداً في عقليتنا العسكرية أو حساباتنا في أي عملية نقوم بتنفيذها ، بل كنا نعتمد خيار الانسحاب بعد تنفيذ العملية ، أو الشهادة إن فرضت علينا المواجهة أو الحصار .

            بالإضافة إلى قطعتي السلاح اخترنا سيارتين مجهزتين تجهيزاً كاملاً لتنفيذ الهجوم ، وهي عبارة عن سيارة فولكس فاجن والأخرى سيارة من نوع " بيجو 504 " لتغيير سيارة الفولكس ، وقد حرصنا على أن تكون السيارتان مجهزتين تماماً من الناحية الميكانيكية ، ومن ناحية الوقود كذلك ، وذلك احتياطاً لأي مطاردة طويلة ، وكذلك راعينا أن تكون إطارات السيارتين من نوع " تيوبلس " التي لا تصاب بالعطب بسرعة إذا ما أصيبت بعيار ناري أثناء المطاردة ، هذا بالإضافة إلى سائقين محترفين من السائقين المحترفين في العمليات العسكرية.

            يوم تنفيذ الهجوم المسلح :

            كان الاتفاق بيني وبين الأخ كمال _ رحمه الله _ يقضي بأن نلتقي فجر يوم العملية في بيت الأخ المجاهد ز ق في منطقة الدرج بمدينة غزة ، وكان ذلك في أول شهر 12/1993 م ، وعندما وصلت البيت ، وكانت معي بندقيتان ومخازن الذخيرة ، وجدت الأخ كمال _ رحمه الله _ ينتظرني هناك بصحبة السائقين والسيارتين ، ومن ثم أخذنا في وضع اللمسات الأخيرة على الخطة ، وتأكدنا من أن كل شيء على ما يرام ، ثم عقدنا العزم ، وتوكلنا على الله وحده ، ومضينا وقلوبنا تلهج بالدعاء والذكر والاستغفار وقراءة القرآن والتضرع إلى الله تعالى بأن يمن علينا بالنصر ، وأن يمكننا من رقاب أعدائنا .

            كانت الساعة السادسة والنصف حين ركبنا سيارة الباص ، وانطلقنا وأمامنا سيارة البيجو 504 لكشف الطريق لنا ، حتى وصلنا إلى موقع تنفيذ الهجوم ، وهناك ركنا الباص على جانب طريق فرعية في انتظار مرور الهدف ، وكنا بالطبع على أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ الهجوم .

            في تمام الساعة الثامنة إلا ربعاً أقبل الهدف يلوح من بعيد ، وكؤوس المنايا تلفه من كل جانب ، قمت بسحب أجزاء بندقية القائد الراحل عماد رحمه الله وأنا أستشعر أنه يرافقني ، وقد كنت أجلس بجانب السائق ، وخلفي المجاهد كمال رحمه الله ، فأمرت السائق أسامة حميد _رحمه الله_ أن يدير محرك الباص ويستعد للانطلاق ، وما إن وصلت سيارة الشرطة حتى أمرت السائق أسامة بالتحرك خلف سيارة الشرطة الصهيونية ، وأمرت الأخ كمال رحمه الله بالاستعداد ، وطلبت منه بأن يتمالك أعصابه ، وأن لا يطلق أي رصاصة قبل أن أبدأ أنا بإطلاق النار فأنا أكثر دقة في إصابة الهدف ؛ لأن موقعي بجانب السائق يمكنني من إصابته بشكل مباشر .

            أظهر الأخ كمال _ رحمه الله _ قدراً كبيراً من الانضباط ، وما إن وصل الهدف إلى إشارة " الكف " وتعني التوقف ، حتى أمرت الأخ أسامة بتجاوز سيارة الشرطة ، حتى أصبحت نوافذ سيارتنا مقابلة تماماً لنوافذ سيارة الشرطة ، وعندها بدأنا في إطلاق النار بكثافة على الهدف وهو متوقف ، وكالمعتاد تتعالى صيحات التكبير لتتعانق مع زخات الرصاص الهادر يخالطها صراخ أبناء القردة والخنازير من اليهود الجبناء ، وكم هو جميل أن تسمع صراخ اليهود في العمليات العسكرية ، فإن لذلك الصراخ وقعاً جميلاً لا يدركه إلا من اعتاد على سماعه أثناء العمليات المسلحة التي كنا نقوم بها ضد الجيش الذي حاول الجبناء أن يقنعونا عبـر تاريخ الصراع الطويل أنه " الجيش الذي لا يقهر " .

            دب الرعب والهلع بين أفراد الشرطة داخل السيارة ولم يتمكن أي منهم من إطلاق ولو رصاصة واحدة ، فقد كنا ندرك أنهم في وضع لن يتمكنوا فيه من استعمال السلاح ، وقد كسر صراخهم صمت المكان ، وتطاير زجاج نوافذ سيارة الشرطة في الهواء جراء إطلاق النار الذي لم يتوقف إلا بعد أن فرغت ذخيرتنا تماماً داخل سيارة الشرطة ، وعندها قمنا بالانسحاب حسب الخطة الموضوعة ، وفي أثناء الانسحاب وبسبب السرعة الفائقة التي كان السائق يسير بها أخذت السيارة تموج بنا يميناً ويساراً ، ولم يستطع السائق أن يتحكم بها إلا بعد فترة من الزمن ، وبتوفيق من الله وحده وصلنا إلى المكان المتفق عليه في شارع النصر ، حيث كانت في انتظارنا السيارة الأخرى التي أقلتنا إلى حيث قواعدنا الآمنة .
            لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
            أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
            فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
            ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

            تعليق


            • #7
              في هذه العملية رأيت بعيني رأسي رصاصاتنا وهي تخترق أجساد أفراد الشرطة ودماؤهم تتفجر من أجسادهم ، حيث إن المسافة بين فوهات بنادقنا وبين رؤوس الجنود لم تتجاوز ثلاثين سنتيمتراً ، وتجدر الإشارة هنا أن العدو فرض تعتيماً رهيباً على الهجوم ، واكتفوا بإذاعة نبأ هجوم على مقر شرطة العباس مدعين إصابة جنديين ، جراح أحدهما متوسطة ، والحقيقة أننا لم نستهدف مقر شرطة العباس أصلاً ، بل كنا على بعد أكثر من مائتي متر عنه ، ولم يذكروا سيارة الشرطة العسكرية ، ولا أي صور عنها في وسائل الإعلام ، وذلك في تقديرنا حفاظاً على معنويات جنودهم التي تدهورت في أعقاب استشهاد القائد عماد ، حيث كانوا خائفين جداً من رد الفعل المتوقع لاستشهاده ، وقد شاهد أهالي تلك المنطقة طائرة عمودية تهبط في مكان قريب ، وتنتشل القتلى والجرحى من المكان ، ثم تطير متجهة شمالاً نحو " فلسطين 48 " .

              كان الأخ كمال _ رحمه الله _ سعيداً جداً وروحه المعنوية تبدو عالية ؛ لمشاركته في أول هجوم مسلح ضد العدو الصهيوني ، وقد أثار عدم إعلان العدو لخسائره بصورة واضحة حفيظتنا حيث صممنا على تنفيذ عملية أخرى أشد وأقسى من هذه حتى نجبرهم على عدم إخفائها .

              وهنا لا بد لنا من الاعتراف الدائم بالخضوع والخشوع لله وحده ، إذ بمعيته وتوفيقه كنا نسير ونحقق هذه الانتصارات ، ذلك مصداق قوله تعالى : ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) الأنفال " 17 " ،

              والقائل : ( وما النصر إلا من عند الله ) الأنفال "10"

              ومهما بلغ عدونا من قوة في العدد والعدة فإن قوة الله غالبة ، وإن القوة لله جميعاً ، وكنا نستشعر في جميع عملياتنا المسلحة قوله تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) آل عمران " 160 "

              إن استشعار معية الله عز وجل في أعمالنا العسكرية كانت تجعلنا نتقاذف إلى الموت ، ونصبر عند اللقاء ، ونقترب من عدونا أكثر ، حتى لكأنه غير موجود أمامنا .

              فما أعظم النفوس المجاهدة إذا تعلقت بربها ، ورّدتْ الفضل والتوفيق لله سبحانه وتعالى ، وتنحني أمام جلاله وعظمته ، فعندما كنا نكبّر الله ، نستصغر ما سواه ، وعندما يكون الله معنا في وحشتنا نشعر وكأن الدنيا تلتف من حولنا تؤيدنا ، فهو سبحانه من له جنود السموات والأرض ، لا رادّ لقضائه ، ولا معقب لأمره .
              لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
              أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
              فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
              ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

              تعليق


              • #8
                الحلقة الرابعة :
                عملية قتل قائد الوحدات الخاصة في القطاع الجنرال ( مئير منز )

                جاءت هذه العملية الفدائية الشجاعة في إطار عمليات الثأر لاستشهاد القائد المجاهد عماد عقل_ رحمه الله _، وبعد مرور شهر واحد على رحيله .

                وقد كانت هذه العملية الجهادية الرائعة بمثابة الصاعقة التي نزلت على صدور الأعداء ، إذ أصبح معلوماً لديهم بأن المناورة أصبحت الآن بيد الكتائب ، وأنهم ينتقون أهدافهم ، ويرصدونها بدقة متناهية ، ثم يهاجمونها بأعلى درجات الكفاءة والنجاح ؛ إذ كيف تمكن أفراد خلايا القسام العسكرية من رصد الجنرال " مئيرمنز " وقتله ، فقد جاء هذا الرد متفوقاً على كل حسابات العدو واحتياطاته الأمنية ، وأوقعت هذه العملية الهلع والرعب في قلوب العدو الصهيوني ، وقد ازدادت مخاوفهم إثر توقعات قادة العدو من أن تتمكن خلايا القسام من استهداف شخصيات سياسية وعسكرية كبيرة في المناطق المحتلة ، أو حتى داخل إسرائيل .

                لقد كانت المفارقة عجيبة جداً في هذه العملية ، وتدخلت مشيئة الله وإرادته وتوفيقه ، إذ أن هذا الضابط كان المسؤول المباشر عن القوة التي قامت بتصفية القائد عماد_ رحمه الله_ وذلك حسبما أوردته مصادر العدو ، فكانت العملية حقاً ( قائداً بقائد _ وباقي عملياتنا العشر زيادة ) .

                والحقيقة أن هذه العملية جاءت بعد جهود مضنية تم بذلها على كل المستويات ، حيث توافدت إلينا الأنباء من عيوننا الساهرة بأن جيباً عسكرياً يقل ضباطاً كباراً في الجيش الصهيوني يمر بانتظام كل يوم متجهاً شمالاً نحو منطقة تسمى " التوام " بالقرب من قاعدة عسكرية لجيش العدو في منطقة السودانية ، والحقيقة أننا لم نكن نعلم بأن هذه الضابط هو قائد الوحدات الخاصة في قطاع غزة ، وأنه الذي أشرف مباشرة على تصفية قائدنا المجاهد عماد _ رحمه الله _ وعلى الفور قمنا بعملية استطلاع سريعة لمعاينة الموقع والتأكد من مرور الهدف ، وبناء على عملية الاستطلاع هذه وضعنا خطتنا العسكرية المناسبة للهجوم ، وحددنا موعداً للتنفيذ ، وقد جاءت الخطة كالتالي :

                الخطة التنفيذية للهجوم :

                كالعادة اعتمدت خطتنا أساساً على نصب كمين ثابت ، يتمركز في الشارع الترابي المطل على منطقة التوام شمال غزة ، حيث نتوارى بجانب سيارتنا من نوع بيجو 404 كساتر أمني لنا ، ومع اقتراب الهدف ، وعلى بعد أقل من خمسة أمتار نقوم بمهاجمته بالأسلحة الآلية الرشاشة ، حيث سنتقابل بشكل عكسي _ هو يكون متجهاً شمالاً ، ونحن نقابله من جهة الجنوب _ ، وسيكون مضطراً لتهدئة السرعة بسبب وجود مفترق طرق وعليه إشارة التوقف ، مما يسهل لنا عملية الانقضاض عليه ، وافتراسه كما يفترس الليث فريسته ، وبعد تنفيذ الهجوم نقوم بالانسحاب فوراً متجهين شرقاً نحو مخيم جباليا،ومن ثم نحو قاعدتنا الآمنة .

                هدف العملية :

                كما قلنا فقد كان الهدف عبارة عن جيب عسكري قيادي ، حيث كانت جيبات القيادة مميزة عن باقي الجيبات العسكرية الأخرى ، ويستقل هذا الجيب عددٌ من القادة العسكريين وجنود الحراسة المرافقين ، وقد كان الهدف من هذه العملية هو قتلهم جميعاً وسلب أسلحتهم ، حيث كان السلاح في ذلك الوقت عزيزاً ونادراً ومرتفع الثمن كما أسلفنا ، وكنا في كل عملياتنا نستهدف سلب أسلحة القتلى إن أمكن .

                العتاد المطلوب لتنفيذ العملية :

                تقرر بأن يشارك في هذه العملية ثلاثة مجاهدين بثلاثة بنادق رشاشة : الأولى من طراز إم 16متطورة ، وهي بندقية القائد الشهيد عماد عقل _ رحمه الله _ أحملها أنا ، وبندقيتين من طراز " جاليلي " يحملها كل من المجاهد منذر الدهشان _فك الله أسره_، والمجاهد س ع ، مع كمية كبيرة من الذخيرة تكفي لتنفيذ الهجوم ، واحتياطاً لأي طارئ قد يحدث ، هذا بالإضافة إلى أحد السائقين المهرة ، وهو المجاهد ع ح .

                يوم تنفيذ العملية :

                قررنا أن يكون التنفيذ صباح يوم الجمعة الموافق 25/12/1993 م وذلك تيمناً ببركة هذا اليوم المبارك ، ولأنه يصادف مرور شهر كامل على استشهاد القائد عماد رحمه الله ، وكالمعتاد قمنا قبل تنفيذ الهجوم بيوم واحد بعملية تفقد لكل الأسلحة والعتاد الذي سنستخدمه في العملية ، ولما جنّ علينا الليل انصرفنا للقيام والتهجد والدعاء ، وطلب العون والمدد من الله جلّ شأنه ، وتوجهنا إليه بتذلل وخضوع ، وقلوب خاشعة تخفق شوقاً إلى الشهـادة والجنـة .

                استمر ذلك حتى طلوع الفجر، وبعدها انطلقنا لصلاة الفجر في جماعة ، ثم قمنا بشد الأحزمة والاستعداد للقاء الهدف الذي ننتظره ، وينتظرنا وكأننا على موعدٍ معه ، كل ذلك وألسنتنا لا تتوقف عن الدعاء والتضرع إلى الله أن يمن علينا بالنصر والتوفيق والسداد من عنده ، وفي تمام السابعة صباحاً حضر السائق المحترف بسيارته ، وحملنا أسلحتنا وذخيرتنا، وانطلقنا نحو موقع التنفيذ .

                كنت بجانب السائق وخلفي الأخ س ع ، وبجانبة الأخ منذر الدهشان _فك الله قيده_، وكل منا يضع إصبعه على زناد بندقيته استعداداً لإحدى الحسنيين ، وفور وصولنا لموقع العملية قمنا بعملية تفقد واستكشاف سريعة للمكان ، وبعد أن اطمأننا من عدم وجود أي معوقات ، قمنا بتوزيع أنفسنا حسب الخطة المرسومة ، وكنت أتمترس داخل الباب الأمامي الأيمن ومعي بندقيتي ، والأخ س ع خلفي ، أما الأخ منذر الدهشان فقد توارى خلف عامود باطون كان موجوداً في المكان ، وقد كانت سيارتنا متجهة جنوباً بعكس الهدف المنتظر قدومه من جهة شارع النصر شمالاً ، وفي هذه الأثناء ذهب الأخ س ع لقضاء حاجته ، وما إن وصل إلى مكان قضاء حاجته حتى أقبل الهدف يلوح من بعيد ، فصرخنا عليه بأن يعود فعاد مسرعاً قبل إتمام قضاء حاجته ، وأخذ موقعه معنا ، وعلى عجل أمرت كلاً من الأخ منذر والأخ س ع بالإطلاق السريع للنار على الهدف ، في حين أقوم أنا بإطلاق النار بشكل فردي وبتصويب دقيق نحو السائق والضابط الذي يجلس بجانبه من أجل إيقاف السيارة ، ولأنني كنت معنياً بالتركيز على واحد أو اثنين لضمان قتلهما ، والباقي يقتل أثناء الإطلاق الكثيف للنار ، وبعد أن تنفذ ذخيرة الأخوين أقوم أنا بالإطلاق السريع والتقدم نحو الهدف للتغطية على الأخوين ، بينما يقومان من جديد بتبديل مخازن أسلحتهما والمباشرة مرة أخرى بإطلاق النار ، حتى القضاء التام على جميع من في الجيب ، وبذا نكون قد سيطرنا على الجيب ، ويسهل علينا سلب أسلحتهم التي كنا بأمس الحاجة إليها .

                كان الهدف يسير وفيه قاتل عماد عقل ونحن لا ندري ، وهو كذلك لا يدري بقنابل الموت المزروعة له على جانب الطريق ، كان قاتل عماد يظن بأنه سيعيش بعد عماد مائة عام ؛ لأن شبح الموت المسمى عماد قد قتل ، ولكنه لم يكن يدري أن الحرب لم تضع أوزارها بعد ، وأن بندقية عماد لا زالت بأيدٍ متوضئة .

                اقترب الهدف منا في تمام التاسعة والربع صباحاً ، فخرجنا من كمائننا صوبه ليس بيننا وبينه سوى أربعة أمتار فقط ، لنصبح مع الهدف وجهاً لوجه على الطريق العام ، وبدأت بإطلاق النار حسب الخطة المقررة ، وهنا أخذت العملية تأخذ منحى آخر ، إذ إن بندقية الأخوين س ع ومنذرالدهشان تعطلتا قبل أن تنطلق منهما رصاصة واحدة ، ففتحت منظم بندقيتي على الإطلاق السريع حتى فرغت مخازن بندقيتي ـ فتوقفت عن إطلاق النار؛ لتغيير المخازن الفارغة بأخرى ممتلئة ، وهنا استغل أحد الجنود _ وكان جريحاً _ فرصة توقف إطلاق النار ، ونزل من خلف الجيب وانبطح أرضاً ، وأخذ بإطلاق النار بشكل عشوائي ، ولم نكن نبتعد عنه سوى أمتار معدودة ، ولكن الله أخذ سمعه وبصره ، فلم يرنا ولم يسمعنا ؛ بل أخذ يطلق النار في الجهة الأخرى ، فأيقنا أنها معية الله ، وعنايته .

                وهنا كان لزاماً عليّ أن أغير الخطة بسرعة فائقة ، وأتصرف ميدانياً ، فأمرت السائق بالرجوع للخلف في الشارع الذي انطلقنا منه ، ويستعد للانسحاب ، بينما قمت أنا بعملية تغطية أمنية أثناء الانسحاب ، وذلك بإطلاق النار على شكل صليات متقطعة باتجاه مصدر الجندي الذي يطلق النار ، وقد كنت أحاول قتله إلى جانب التغطية الأمنية ، ولكن دون جدوى ، فقد كان متحصناً بإطارات الجيب ، وهنا تحتم علينا الانسحاب بطريقة معاكسة للخطة ، إذ لو انسحبنا حسب الخطة لكان من السهل أن يطلقوا علينا النار ويقتلونا ؛ لأنهم أصبحوا في وضع يمكنهم من ذلك ، لذا انسحبنا من الجهة الأخرى ، وفي أثناء الانسحاب استطاع الأخ س ع تشغيل بندقيته فساعدني في عملية التغطية الأمنية ، وهنا تكمن الخطورة ، حيث سارت السيارة مسافة تزيد عن 150 متراً وهي تسير إلى الخلف أثناء الانسحاب ، ونحن نركض خلفها بشكل عكسي مستمرين في إطلاق النار نحو الهدف ، حتى لا يتمكنوا من الرد علينا وقتلنا ، وبفضل الله ومنته تمكنا بعد فترة طويلة من الخروج من هذا المأزق الخطير الذي وُضِعْنا فيه نتيجة تعطل البندقيتين .
                لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                تعليق


                • #9
                  واصلنا انسحابنا متجهين نحو بيت لاهيا ، وما إن وصلنا هناك حتى شاهدنا ثلاث طائرات هليوكبتر تتجه نحو المكان لانتشال القتلى والجرحى من مكان الهجوم ، مما يعطي انطباعاً بمدى السرعة الفائقة التي يتمتع بها العدو في مجال الاتصال وسرعة الإمداد ، مما يوجب علينا أخذ الحيطة والحذر ، وتنفيذ الهجوم والانسحاب من المكان بأسرع وقت ممكن ، وبعد ذلك واصلنا انسحابنا نحو قواعدنا الآمنة في منطقة تل الزعتر ، وبعد ساعات قليلة أعلنت إذاعة العدو نبأ حدوث هجوم مسلح على دورية عسكرية في غزة ، واعترفت بمقتل قائد الوحدات الخاصة في قطاع غزة ( الجنرال مئيرمنز ) وإصابة ضابط كبير وجنديين بجراح ما بين متوسطة وخطيرة ، كما ادعت الإذاعة مقتل شخص مجهول الهوية في مكان الحادث ، وعندما أجرينا تحريات في غزة تبين أنه لم يقتل أحد ، وأن ذلك من قبيل الدعاية المسمومة التي تبثها أجهزة الإعلام الصهيونية للتأثير على المجاهدين ، وقد توقعنا بأن يكون القتيل الذي ذكروه هو أحد المتعاونين الكبار ، وقد كان بصحبتهم ، ولم يريدوا الكشف عن هويته ، سيما وأن الضابط القتيل كان قائد الوحدات الخاصة التي يعمل في إطارها كبار العملاء ، وعلى أية حال فقد كنا متيقنين من مقتل أكثر من واحد ، خصوصاً سائق الجيب ومن بجانبه ؛ لأنهم أصيبوا بأول دفعة من إطلاق النار ، وبطبيعة الحال وعند سماعنا لهذا الخبر سجدنا لله شكراً، وأخذنا نهتف " الله أكبر ، الله أكبر " ،ودموع الفرح تنهمر من أعيننا ؛ أن وفقنا الله بقطع رأس من رؤوس الشر ، لطالما اكتوى المجاهدون بناره ، حيث إن مهمة الوحدات الخاصة كانت التخفي في أزياء عربية ، وملاحقة المجاهدين ، وتصفيتهم وكان آخرهم قائدنا المغوار عماد _ رحمه الله _ الذي أشرف الجنرال الهالك السفاح " مئيرمنز " بنفسه على قيادة الوحدة الخاصة التي قامت بتصفيته ، والمفارقة العجيبة _ ولا عجب في أمر الله _ أن يقتل هذا الوغد ببندقية عماد ذاتها ، وكأنها تعرفت عليه _ فسبحان الذي ساق هذا السفاح لحتفه ، وأذاقه من نفس الكأس التي سقاها إخواننا المجاهدين .

                  على أية حال تملكنا فرح شديد ، وارتياح كبير لمقتل أكبر رؤوس الإجرام في جيش العدو .

                  بعد سماعنا للخبر واعتراف العدو بمقتل هذا الجنرال الكبير سارعنا إلى إعداد بيان عسكري أعلنا فيه مسؤولية الوحدة المختارة رقم " 12 " التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام _ الجناح العسكري لحركة حماس _ عن تنفيذ هذا الهجوم المسلح انتقاماً لاستشهاد قائد كتائب القسام عماد عقل _ رحمه الله _ ، وقد جاء في البيان بأن كتائب القسام استطاعت قطع رأس من رؤوس الإجرام في جيش العدو ، وهو المسئول الأول عن تصفية القائد المجاهد عماد عقل _ رحمه الله _ ، وتعهدنا بأن نكون الأوفياء لهذا الدين والوطن ، نحافظ على دماء الشهداء ، ونظل ماضين في طريق الجهاد والمقاومة حتى استئصال آخر ورمٍ سرطاني من أرض فلسطين _ كل فلسطين ، من بحرها إلى نهرها _ .


                  يتبع فيما بعد باذن الله
                  لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                  أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                  فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                  ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    بارك الله فيكي


                    ان شاء الله بيكون في ميزان حسناتك

                    تقبلي تحياتي
                    Arabic Films - English Filmes - Islamic - Games - WWE - Sports - Anime - Programs - Other > A7laQalb.CoM


                    للمراسلة والاستفسار : webmaster@a7laqalb.com

                    تعليق


                    • #11
                      الحلقة الخامسة :
                      عملية الثلاثيني :

                      نسبة إلى شارع الثلاثيني بمدينة غزة ، حيث جاءت هذه العملية بعد خمسة أيام من تنفيذ الهجوم الناجح في منطقة التوام ، وقتل قائد الوحدات الخاصة في جيش العدو الجنرال مئيرمنز ، وإصابة ثلاثة آخرين ، وقد أردنا من خلال هذه العملية التأكيد على أننا ماضون ، بل مصرون على خيار المقاومة ، والتحدي ضد العدو الصهيوني الغاشم .

                      فقد وصلتنا معلومات من صقور الليل القسامية تفيد بأن هذا الطريق _ شارع الثلاثيني_ هو بمثابة ممر دائم لأهداف متنوعة من جيش العدو ، حيث يوجد في نهاية الشارع معسكر للاعتقال ، ومقراً للجيش وهو أنصار "2" .

                      على الفور قمت باصطحاب الأخ المجاهد منذر الدهشان _ فك الله قيده _ والأخ المجاهد ع ح في جولة سريعة لاستطلاع المنطقة ، ووضع خطة ملائمة لتنفيذ العملية ، وقد كانت الخطة كتالي :

                      الخطة العسكرية :

                      كانت الخطة العسكرية تعتمد أساساً وكالعادة على الكمين المحكم ، وفي هذه المرة كان كميناً ثابتاً على أحد الشوارع الفرعية المطلة على شارع الثلاثيني العام ، حيث نكون على جانب الطريق نحمل في أيدينا كتباً جامعية لإيهام العدو بأننا من طلاب الجامعات ، بينما نضع أسلحتنا في صناديق كرتونية مرتكزة بجوارنا على الحائط ، في حين تكون سيارتنا في الانتظار خلف ساتر إسمنتي في الشارع الفرعي المتجه جنوباً وعلى أتم الاستعداد ، ومع اقتراب الهدف القادم من جهة الغرب ، نسارع بالتقاط أسلحتنا ومباغتته عن مسافة لا تزيد عن المترين ، ثم نقوم بالانسحاب من الشارع الجنوبي حيث سيارتنا في انتظارنا ، ونتجه نحو شارع المغربي ، ومن هناك نتجه نحو الشمال لنقطع شارع الثلاثيني وعمر المختار والوحدة باتجاه منطقة اليرموك ، وهذا يشكل عملية انسحاب معاكسة لتوقعات العدو ، حيث إن توقعاتهم ستكون باتجاه منطقة الصبرة القريبة ، ولن يخطر ببالهم أننا سننسحب متجاوزين خط الثلاثيني الذي نفذنا عليه هجومنا .

                      الهدف المطلوب :

                      كان الهدف المطلوب هو عبارة عن سيارة مدنية يستقلها أربعة من الموظفين اليهود الذين يعملون في الإدارة المدنية " أبو خضرة " ، والهدف هو قتلهم جميعاً ومحاولة خطف أسلحتهم إن أمكن .

                      العتاد اللازم لتنفيذ العملية :

                      اثنان من المجاهدين مزودان ببندقيتين الأولى : من طراز إم 16 أحملها أنا _ وهي بندقية عماد _ رحمه الله _ ، والثانية من نوع جاليلي يحملها الأخ ع ح ، بالإضافة إلى كمية كافية من الذخيرة ، وسيارة من نوع بيجو 505 مجهزة تماماً مع سائقها الأخ المجاهد منذر الدهشان

                      يوم تنفيذ العملية :

                      في ليلة تنفيذ الهجوم قمنا بتفقد أسلحتنا وذخيرتنا قطعة قطعة ، ورصاصة رصاصة ، وجعلناها جاهزة تماماً لتنفيذ الهجوم ، ثم لجأنا إلى مقدر الأقدار ، العزيز الجبار ، مكور الليل على النهار ، نستعينه ونطلب منه التوفيق المدد ، فقضينا ليلتنا في الصلاة والعبادة ، والذكر والدعاء ، نظهر الذلة والمسكنة أمام الله ، والصلابة والشدة أمام أعدائنا ، ومع اقتراب الفجر أدينا الصلاة في جماعة ، وانتظرنا حتى جاء موعد تنفيذ العملية ، وما إن قاربت على السابعة صباحاً حتى ربطنا الأحزمة ، وركبنا سيارتنا ، وبعد التوكل على الله تعالى أمرت السائق بالانطلاق نحو مكان تنفيذ الهجوم ، وسارت بنا السيارة على بركة الله ، وألسنتنا لم تتوقف عن الدعاء والذكر وتلاوة القرآن ، وفور وصولنا إلى المكان قمنا بعملية استكشاف سريعة ، ومعاينة بسيطة للمكان ، ورسمنا خط الانسحاب على الطبيعة ، ثم ترجلت أنا والأخ ع ح ووضعنا أسلحتنا في صناديق الكرتون كما هو متفق عليه في الخطة ، ثم ركناها بجانبنا على الحائط ، بينما ذهب سائقنا بسيارته في المكان المحدد له للانسحاب ، وأخذ كل واحد منا موقعه استعداداً لتنفيذ الهجوم على الأعداء وإثخانهم وإنزال أقصى الخسائر بهم .

                      في تمام الثامنة صباحاً تراءى لنا الصيد من بعيد ، وأخذ يتقدم بخطىً ثابتة نحو الموت ، وما إن اقترب منا حتى فاجأناه بزخاتٍ من الرصاص ، ومن مسافة لا تزيد على خمسة أمتار ، وعانق الرصاص صوت التكبير من جديد ليصعد الاثنان إلى الخالق جل شأنه ؛ ليكونا شاهدين لنا عند الله تبارك وتعالى على قتل اليهود ، وما إن انهالت أول رشقة من رصاصنا حتى توقفت سيارة العدو تماماً ليكون من السهل علينا افتراسها .

                      مضينا في إطلاق النار على السيارة حتى نفذت منا الذخيرة ، وعندها قمنا بالانسحاب حسب الخطة الموضوعة ، وفي أثناء الانسحاب سقط مني مخزنان للذخيرة ، فأبيت أن أتركهما ، بل عدت لأخذهما ، وقام الأخ ع ح بالتغطية عليّ ، فالسلاح غالٍ ، والذخيرة غالية وعزيزة في ذلك الوقت ، بعد ذلك استأنفنا عملية الانسحاب نحو السيارة التي تنتظرنا ، وتوجهنا نحو شارع المغربي ، ومن هناك قطعنا شارع الثلاثيني ، ثم عمر المختار ، ثم الوحدة ، وفي هذا خطر كبير ، ولكنه تمويه أمني عالي التفكير ، ثم توجهنا من هناك إلى منطقة اليرموك حيث قاعدتنا الآمنة ، ولدى سماعنا نبأ العملية من إذاعة العدو اعترف بإصابة اثنين ؛ أحدهما في حالة خطيرة جداً ، توفي بعد يومين متأثراً بجراحه ، ثم ذكرت إذاعة العدو بأن المهاجمين الذين نفذوا العملية هم أنفسهم الذين نفذوا عملية قتل الجنرال مئيرمنز قائد الوحدات الخاصة في جيش العدو ، وذلك من خلال اقتفاء الأثر والتعرف على أقدامنا ، وكذلك من خلال فحص خراطيش الذخيرة ، حيث وجدوا أن الذخيرة هي نفسها التي تم استخدامها في الهجوم الذي استهدف الجنرال اليهودي .

                      وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من اقتفاء الأثر ، فالعدو بارع جداً بهذا الأمر ، وبالطبع أعلنا في بيان صدر لاحقاً مسئولية كتائب الشهيد عز الدين القسام عن تنفيذ الهجوم .
                      لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                      أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                      فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                      ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                      تعليق


                      • #12
                        الحلقة السادسة :

                        عملية شارع الوحدة وسط مدينة غزة

                        كان يتحتم علينا القيام بعملية جريئة وقوية إثر استشهاد أربعة من مجاهدي كتائب القسام في مدينة الخليل ، بعد حصارهم وقصفهم بالطائرات والصواريخ المضادة للدروع ، لذا جاءت هذه العملية كردٍ عملي وسريع على هذا الحادث الإجرامي الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال ، وقد كانت لدينا معلومات مسبقة من جهاز الرصد القسامي تفيد بأن دورية عسكرية راجلة تقوم كل يوم بنصب حاجز تفتيش تعمل من خلاله على إهانة المواطنين والتطاول عليهم ، وكالعادة قمنا نحن بعملية استطلاع سريعة لموقع الحاجز والطرق الفرعية المطلة عليه ، ثم تمكنا من تحديد المكان المناسب لتنفيذ الهجوم ، ووضع الخطة العسكرية الملائمة ، والتي كانت على النحو التالي :

                        خطة التنفيذ العسكرية :

                        كانت الخطة العسكرية تقضي بأن نقوم بمفاجئة أفراد الحاجز العسكري من أحد الطرق الفرعية من الناحية الجنوبية المطلة على شارع الوحدة ومن مسافة خمسة مترات فقط ، وبعد نفاذ الذخيرة نقوم بالانسحاب بسرعة ، حيث تنتظرنا سيارة مع سائق محترف جاهزة للانطلاق ، ثم ننسحب عكسياً باتجاه الشمال فنقطع شارع " فهمي بك " وموقف سيارات جباليا ، ثم نواصل انسحابنا شمالاً باتجاه منطقة السدرة ، ومن هناك نحو قواعدنا الآمنة في منطقة اليرموك .

                        الهدف المقصود:

                        كان الهدف عبارة عن دورية راجلة مكون من ستة جنود تقوم بنصب حاجز تفتيش في شارع الوحدة بغزة ، وكان هدفنا هو القضاء عليهم جميعاً ومحاولة خطف أسلحتهم إن أمكن .

                        العتاد اللازم لتنفيذ الهجوم :

                        تقرر اشتراك أربعة من المجاهدين لتنفيذ هذه العملية مع أربعة بنادق رشاشة بذخيرتها : الأولى بندقية عماد _ رحمه الله _ من نوع إم 16 تكون معي ،والثانية من طراز " كلاشنكوف أخمس" يكون مع الأخ غ أ ط ، وبندقية من طراز " جاليلي مع الأخ منذر الدهشان _فك الله أسره_ ، وبندقية من طراز إم 16 طويلة مع السائق المحترف الأخ ع ح ، وهو مهاجم في نفس الوقت .

                        هذا بالإضافة إلى سيارة من نوع بيجو 504 مجهزة بكل ما يلزم لتنفيذ العملية ، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة وجود أكثر من سائق محترف في أي عملية عسكرية تحسباً من تعرض السائق للإصابة أو الاستشهاد .

                        يوم تنفيذ العملية :

                        كما أسلفنا فإن العملية جاءت رداً على استشهاد أربعة من مجاهدينا في مدينة الخليل ، وقد جاء التخطيط والتنفيذ لهذه العملية مختلفاً هذه المرة ، إذ بدأنا في تجهيز أنفسنا في وضح النهار عند العصر تقريباً ، وما إن انتهينا من تجهيز أنفسنا وأسلحتنا والاستعداد التام ،حتى حان آذان المغرب فصلينا المغرب ، ورفعنا أكفنا إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ، ورجوناه أن يوفقنا ، وأن يسدد رمينا ، وأن يرزقنا الشهادة مقبلين غير مدبرين ، ثابتين غير مبدلين ، وانطلقنا بعدها صوب مكان العملية ، وما إن وصلنا المكان حتى قمنا بإجراء عملية استكشاف سريعة لمكان تنفيذ الهجوم ، وما إن وصلنا إلى مدرسة صلاح الدين بمحاذاة شارع الوحدة حتى اصطدمنا بكمين عسكري محكم يشبه فكي الكماشة ، حيث كان الجنود متمترسين خلف أحجار إسمنتية على جانبي الطريق ، وقد كانت المسافة بيننا وبينهم لا تتجاوز العشرة أمتار حين رأيتهم وأنا بجانب السائق ، وعلى الفور أمرت السائق بالتوقف والرجوع فوراً للخلف ؛ لعدم وجود طرق فرعية ، بينما أخرجت نصفي العلوي من النافذة وفاجأتهم بإطلاق النار بكثافة نحوهم قبل أن يتمكن أيٍ منهم من التحرك من مكانه ، وفي أثناء ذلك اصطدمت السيارة أثناء رجوعها بسرعة للخلف بعمود للكهرباء فتوقفت تماماً عن الحركة ، وفي هذه الأثناء نفذت ذخيرتي ، وقد كنت أتوقع أن يقوم أحد الإخوة بمساعدتي في التغطية على الانسحاب ، ولكنه تبين أنهم اعتقدوا بأن مصدر إطلاق النار هو جنود الاحتلال ، فلم يردوا وإنما أخذوا ساتراً أمنياً داخل السيارة ، وهنا لابد من القول بأنه يتحتم على كل من يمارس العمل المسلح أن يكون دائماً على درجة عالية من اليقظة والحذر ، وأن يكون مهيئاً من الناحية النفسية لمواجهة أي طارئ ، وأن يتمتع بسرعة البديهة ، وهدوء الأعصاب ، والتخلص من الخوف في مثل هذه الحالات ، فالعدو ليس إلا شخص مثلك ، وتحمل سلاحاً كما يحمل هو سلاحا ، ولكنك تزيد عنه بأقوى وأعظم سلاح ، وهو الإيمان بالله واستشعار معيته ، والفرق الأهم هو أنه يطلب الحياة ويحرص عليها ، في حين تطلب أنت الموت وقد خرجت من أجله ، إذاً ففيم الوجل والارتباك في هذه المواقف التي يتجلى فيها شعارنا الخـالد

                        " الموت في سبيل الله أسمى أمانينا " ؟! .

                        وبالعودة إلى الموقف الرهيب الذي حدث معنا جراء اصطدام السيارة بعمود الكهرباء وتوقفها ، فقد كان الجنود في هذه اللحظة لا يبعدون عنا أكثر من 20 متراً ، وعلى الفور أمرت جميع الإخوة بالقفز من السيارة والانسحاب بسرعة ، وما إن نزل الإخوة من السيارة حتى كان رصاصهم كالمطر ينهمر فوق رؤوسنا وعلى سيارتنا المتوقفة التي تناثر زجاجها وتفتح جسم السيارة بالثقوب بفعل الرصاص ، في هذه اللحظات لم أتمكن من النزول من الباب الذي أجلس بجانبه ؛ لأنه انبعج بسبب الاصطدام ، فمكثت برهة من الوقت والرصاص يمر من فوق رأسي ومن أمام وجهي ، حتى تمكنت أخيراً من التسلل للباب المجاور وفتحته وقفزت منه ناجياً بأعجوبة لا يعلمها إلا الله ، وانطلقت بسرعة مذهلة غرباً باتجاه مسجد السيد هاشم ، وقد كانت هناك مياه تنساب على الأسفلت ، فتزحلقت قدمي ووقعت بندقيتي ، فنهضت بسرعة والتقطتها وواصلت الانسحاب ، فإذا بي أتزحلق مرة أخرى وتقع البندقية فألتقطها، وأواصل الانسحاب ، وفي هذه الأثناء لم يتوقف إطلاق النار من قبل الجنود حتى وصلنا _ أنا والأخ غ أ ط _ إلى مفرق السدرة شمالاً وهناك التقطنا بعض أنفاسنا ، وبسرعة قمنا بتغيير مخازن أسلحتنا التي فرغت ، وأخذنا نطلب المساعدة من الناس الذين بدا عليهم الذهول والغرابة من هول ما يشاهدون، فقد كانوا أمام مشـاهد مثيرة مـن أفلام الحـرب الأمريكية.

                        في هذا الوقت مرت سيارة حديثة من نوع " هندا " فطلبنا من صاحبها تركها والنزول بسرعة ، فنزل منها وعلى الفور انطلقت بالسيارة بسرعة جنونية ، بينما أخذ الأخ غ يطلق النار للتغطية الأمنية ، وقد تجمعت كميات كبيرة من الجيش وحرس الحدود للبحث عنا وتمشيط المكان ، وفي هذه الأثناء كان الأخوان منذر الدهشان والأخ ع ح قد انسحبا بسيارة مرسيدس متجهين غرباً نحو قواعدنا الآمنة في منطقة اليرموك ، وما هي إلا لحظات حتى غادرنا نحن المنطقة بأكملها ، وتوجهنا إلى هناك ، وفور وصولنا أمرت الإخوة بتنظيف السلاح وتجهيزه لأي طارئ قد يحدث ، في حين أمرت أحد الإخوة المساعدين بأخذ السيارة "الهندا" ووضعها بالقرب من مسجد فلسطين _ كما وعدنا صاحبها _ ثم التوجه إلى مكان الحادث لتفقد الوضع عن بعد ، وإبلاغنا بالأخبار ، كل هذا بينما أخذت أضمد جراحي التي بدأت تؤلمني بعد أن هدأت حواسي ، ولم أكن أصدق أننا على قيد الحياة .

                        عاد الأخ المساعد ليبلغنا بأن المكان يمتلئ بالجنود ، وأن سيارتنا مثل " المنخل " من كثرة ما أصابها من الرصاص ، والحقيقة أنه ليس من تفسير لما حدث سوى أنها معجزة إلهية أراد الله من خلالها أن يعلمنا بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وما أخطئنا لم يكن ليصيبنا ، وبأن مسألة الموت والحياة لا تتحكم فيها المعركة ، وإنما هي بيد الله وحده ، وما دامت هذه الحقيقة بين أيدينا فإن هذا يدفعنا لاقتحام مواطن الموت بصلابة ، وعزيمة واعتماد على الله الواحد القهار ؛ لأن المشهد لا يمكن أن يوصف بالكلام ، أو تجسده الكتابة ، فلقد أجمع كل الإخوة الذين شاركوا في هذه العملية بأنه لم يكن هناك احتمالٌ لخروجنا أحياء من السيارة ، حتى أننا كنا نتمازح فيما بيننا ونقول : " لقد خرجنا من الموت بكفالةٍ ربانية " .

                        وهنا يجب التنبيه إلى أنه من الضروري خروج أكثر من سيارة عند القيام بأي هجوم مسلح ، وذلك احتياطاً لأي طارئ .

                        بقي أن نذكر بأن إذاعة العدو لم تذكر شيئاً عن هذه العملية ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، وذلك ضمن خطة التعتيم الإعلامي التي كان يتبناها العدو للتخفيف من حجم الأضرار النفسية التي تصاحب الجنود الصهاينة عند قيامنا بهجمات مسلحة ضد قواته .
                        لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                        أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                        فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                        ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                        تعليق


                        • #13
                          الحلقة السابعة :
                          عملية شارع عمر المختار الجريئة

                          جاءت هذه العملية استمراراً لسلسلة العمليات الفدائية التي أعقبت استشهاد القائد عماد عقل _ رحمه الله _ ، وتأكيداً على استمرار خيار المقاومة والتحدي حتى النهاية ، فقد وردت إلينا معلومات من جهاز الرصد القسامي تفيد بأن دورية عسكرية مكونة من جيبين كبيرين لنقل الجنود يحتويان على ستة عشر جندياً تمر في الساعة السادسة يومياً من ميدان فلسطين باتجاه الشرق نحو عمارة " أبو رحمة " مقابل المسجد العمري الكبير ، ومهمة هذه الدورية هي التمركز فوق سطح العمارة لمراقبة نشطاء الانتفاضة والقبض عليهم ، وبعد أن تأكدت المعلومات لدينا قمنا بعملية استطلاع سريعة لخط سير الهدف ، وتحديد الموقع المناسب لتنفيذ الهجوم ، وعلى الفور وضعنا خطة عسكرية لتنفيذ العملية ، وقد كانت كالتالي :

                          خطة الهجوم العسكرية :

                          كانت الخطة تعتمد أساساً على كمين ثابت ومحكم ، حيث نقوم بالتمركز في شارع فرعي مطل على شارع عمر المختار _ خط سير الدورية _ ونكون جاهزين بكامل أسلحتنا استعداداً للهجوم ، وبمجرد مرور الدورية نقوم بمهاجمتها عن قرب ، وتفريغ ذخيرتنا فيها ، ثم ننسحب باتجاه سوق الزاوية المحاذي للمسجد العمري ، ومن هناك إلى شارع الوحدة ، حيث تنتظرنا السيارة التي ستقلنا إلى قاعدتنا في منطقة اليرموك .

                          الهدف المطلوب :

                          كما أسلفنا فإن الهدف هو عبارة عن جيبين عسكريين لنقل الجنود ، والهدف هو الهجوم على الجيب الأول ، الذي كان يقل ثمانية جنود ، وعدم التعرض للجيب الباور الكبير الذي يرافق الجيب الأول .

                          العتاد اللازم لتنفيذ الهجوم :

                          تقرر أن يشارك في تنفيذ هذا الهجوم ثلاثة من المجاهدين ، يحملون ثلاثة بنادق : الأولى من نوع إم 16 أحملها أنا دوماً _ وهي بندقية عماد _رحمه الله _ ، والثانية من طراز جاليلي يحملها المجاهد منذر الدهشان _ فك الله قيده _ ، والثالثة من نوع إم 16 طويلة يحملها الأخ ع ح ، مع كميات كافية من الذخيرة لجميع البنادق ، بالإضافة إلى سيارة من نوع بيجو 505 يقودها الأخ ع ح الذي يعتبر مهاجماً في نفس الوقت .

                          يوم تنفيذ الهجوم :

                          كان يوم 26/1/1994 م هو اليوم المحدد لتنفيذ هذه العملية ، وفي ليلة العملية قمنا بتفقد أسلحتنا التي سننفذ بها الهجوم ، وتجهيزها لتكون صالحة للعمل ، وما أن جَنَّ علينا الليل حتى انصرفنا لأداء واجبنا تجاه مولانا ، نطلب منه العون والمدد والسند ، ونلح عليه بالدعاء بأن يسدد رمينا ، ويوفقنا لما نحن فيه ، حتى اقترب الفجر فقمنا وتوضئنا ووقفنا بين يدي الله خلف الأخ المجاهد منذر الدهشان _فك الله أسره_ الذي أمّنا في تلك الصلاة ، وما إن انتهينا من الصلاة والتسبيح حتى رحنا نجهز أنفسنا ونشد أحزمتنا ، ونحمل عتادنا وأسلحتنا ، ثم ركبنا السيارة متوكلين على الله ، وانطلقنا إلى حيث مكان تنفيذ الهجوم ، وانطلقت أمامنا سيارة أخرى لكشف الطريق ، والتأكد من خلوها من أي معوقات ، حتى وصلنا إلى مكان العملية ، وعلى الفور ركنا سيارتنا في أحد الشوارع الفرعية المطلة على شارع الوحدة من الناحية الشمالية لموقع العملية ، ثم ترجلنا من السيارة ونحن نخفي أسلحتنا تحت ملابسنا ، حتى وصلنا إلى ناصية الشارع الفرعي المطل على المكان المحدد لتنفيذ الهجوم ، ووقفنا ننتظر مرور الهدف ، ولم يطل الانتظار كثيراً فقد جاءت الدورية من ناحية ميدان فلسطين باتجاه الشرق حيث عمارة أبو رحمة ، وذلك في تمام السابعة إلا ربعاً صباحاً ، فأخذنا أقصى درجة من الاستعداد التام لتنفيذ الهجوم ، وعند اقتراب الهدف وعلى بعد خمسة أمتار تقريباً فتحنا نيران أسلحتنا الرشاشة باتجاهه فتوقف تماماً عن الحركة ليصبح على بعد مترين فقط من فوهات بنادقنا ، وحناجرنا تهتف بأعلى صوتها " الله أكبر ، الله أكبر " ، حتى نفذت مخازن أسلحتنا من الرصاص ، فانسحبنا أنا والأخ ع ح ظانين بأن الأخ منذر الدهشان سيقوم بعملية التغطية الأمنية حسب الخطة العسكرية التي وضعناها ، حيث إن مخزن بندقيته يتسع لخمسين رصاصة ، في حين أن مخزن بندقيتي وبندقية الأخ ع ح لا تتسع سوى لثلاثين رصاصة .

                          وهنا وقعت مأساة فظيعة أدمت قلوبنا جميعاً ، حيث إن الأخ منذر قد تقدم خطوة واحدة للأمام متخطياً الساتر الأمني الذي كان متمترساً خلفه ، فأصيب برصاصة في رأسه وأخرى في عينه ليسقط على الأرض مدرجاً بدمائه ، وفي هذه الأثناء ، وبينما كنا ننسحب أنا والأخ ع ح فقدنا الأخ منذر ، فرجعنا فوراً إلى المكان فوجدناه مخضباً بدمائه وقد ألقي جثة هامدة على الأرض ، وجنود الاحتلال مستمرون في إطلاق النار بشكل جنوني ، فقمت على الفور بتغيير مخزن بندقيتي ، وأخذت أطلق النار بشكل جنوني نحو الجنود للتغطية الأمنية ، بينما حاولنا إنقاذ الأخ المجاهد منذر ، ولكن دون جدوى ، حيث كان إطلاق النار من قبل الجنود كثيفاً جداً ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فقد اعتقدنا بأن الأخ منذر قد صعدت روحه إلى بارئها ؛ لأنه لم يحرك ساكناً ونحن نصرخ عليه ، وعندها قررنا الانسحاب بأقل خسائر ممكنة تاركين الأخ منذر غارقاً في دمائه وسط زخات عمياء من نيران جنود الاحتلال ، خصوصاً وأننا قريبون جداً من مركز الشجاعية العسكري الذي تخرج منه تعزيزات عسكرية تغطي كافة المناطق المجاورة للمركز .

                          استطعنا بفضل الله مغادرة مكان الهجوم ، وواصلنا انسحابنا نحو سيارتنا التي تنتظرنا بالقرب

                          من شارع الوحدة ، فركبناها متوجهين غرباً نحو منطقة اليرموك ، حيث مكاننا الآمن.

                          وصلنا إلى هناك وقد بدت علينا مظاهر الحزن الشديد على فقدان أخينا العزيز منذر ، فقد أصبنا بمصابٍ جللٍ فيه معتقدين أنه قد نال الشهادة ، ولكن الفاجعة الكبرى كانت حين أعلنت إذاعة العدو : بأن هجوماً مسلحاً قد نفذ صباح هذا اليوم ، وقد أسفر الهجوم عن إصابة خمسة من جنود الاحتلال بين متوسطة وطفيفة ، وقد أصيب أحد منفذي الهجوم بإصابات بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى العسكري داخل إسرائيل لتلقي العلاج ، وقد عثر بحوزته على بندقية ومصحف وخنجر ، وقد وقع علينا هذا الخبر كالصاعقة ، حيث كنا نرى أن الشهادة أفضل بكثير من السجن ، وبطبيعة الحال قمنا على الفور بأخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة ، فقد قمنا بتغيير جميع المخابئ والبيوت التي يعرفها منذر ، وغيرنا جميع ملاجئ تخزين السلاح ؛ وذلك لتفادي توجيه العدو أي ضربة لنا نتيجة اعترافات متوقعة من طرف الأخ منذر نتيجة التحقيقات القاسية التي كان يتبعها جهاز المخابرات الصهيوني ضد مجاهدي كتائب القسام ، وبالفعل وقع ما كنا نحذر ، فبعد أيام قليلة من اعتقال منذر قامت قوات الاحتلال باعتقال جميع الإخوة الذين كنا نبيت عندهم ، ويقدمون لنا العون والمساعدة .

                          لا شك بأن ما حدث كان مؤلماً ، حيث فقدنا أخاً عزيزاً غالياً ، ولكن كل ما حدث كان بسبب تجاوز بسيط جداً لقواعد الخطة العسكرية التي وضعناها ، حيث تقدم الأخ منذر خطوة واحدة إلى الأمام متخطياً الساتر الأمني ، ومعتقداً أن بإمكانه إصابة الهدف بشكل أدق وأعمق، ولكنه قدر الله الغالب ، فلا معقب لأمره ، ولا راد لقضائه .
                          لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                          أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                          فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                          ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                          تعليق


                          • #14
                            الحلقة الثامنة :
                            عملية برج المراقبة بسرايا غزة :

                            جاءت هذه العملية بعد أن وردت معلومات من جهاز الرصد التابع لكتائب القسام تفيد بإمكانية تنفيذ هجوم مسلح على الجندي الموجود داخل برج المراقبة في الجهة الجنوبية الشرقية لسرايا غزة ، حيث أفادت المعلومات بإمكانية تنفيذ الهجوم من خلف براميل الإسمنت التي كان اليهود يغلقون بها الشوارع ، وبطبيعة الحال فلم أتردد في الموافقة ، وعلى الفور قمت بعملية استكشاف سريعة لموقع الهجوم ، وحددنا مكان إطلاق النار ، وخط الانسحاب ، وعلى الرغم من صعوبة تنفيذ العملية ، إلا أنني وافقت على تنفيذها ؛ لقلة البدائل في ذلك الوقت ، وكذلك لأننا أردنا ألا ينعم اليهود بالأمن والطمأنينة ، حتى في أبراج المراقبة التي يعتبرونها آمنة .

                            وقد قررت أن أقوم بمفردي بتنفيذ الهجوم في اليوم التالي الساعة السادسة صباحاً ، حيث خلو الشوارع من المارة ، مما يسهل عملية الانسحاب ، وكذلك لتجنيب الناس إطلاق النار من قبل الجنود ، سيما وأن الهجوم سيكون ضد أكبر وأخطر موقع عسكري في غزة ، وهو نقطة انطلاق لقوات العدو .

                            الخطة العسكرية :

                            قررت تنفيذ الهجوم من فوق البراميل الإسمنتية التي تغلق الشارع المقابل لبرج المراقبة المستهدف ، وعندما أكون في وضع المتمكن أقوم بفتح النار على جندي الحراسة ، وبعد أن أفرغ فيه مخازن بندقيتي أقوم بالانسحاب فوراً إلى حيث السيارة التي تنتظرني بجوار الحاجز الإسمنتي ، ومن ثم إلى قاعدتنا الآمنة في حي التفاح .

                            العتاد اللازم لتنفيذ العملية :

                            كان الأمر يتطلب مهاجماً واحداً _ هو أنا _ ومعي بندقية من نوع إم 16 مطورة مزودة بستة مخازن من الذخيرة احتياطاً لأي طارئ ، بالإضافة إلى سيارة من نوع بيجو 504 مع سائق ماهر .

                            يوم تنفيذ العملية :

                            ما إن خيم عليّ ظلام ليلة تنفيذ الهجوم ، حتى لجأت إلى حصني المنيع ، وملاذي الآمن ، حيث الخوف والرجاء ، والطمع والدعاء . مكثت معه طيلة الليل أدعوه وأطلب منه العون والتوفيق ، والسداد في الرأي والرمي ، حتى طلع الفجر ، فصليته ، وانصرفت إلى سلاحي أتفقده ، وأنظفه وأجهزه ، وقمت بتفقد الرصاص واحدة تلو الأخرى ، وبعد أن فرغت من ذلك جهزت نفسي جيداً فلبست حذائي ، وامتشقت سلاحي وانتظرت حتى جاءت السيارة ، وعندما هممت بركوبها ، وإذا بالأخ كمال كحيل _ رحمه الله _ يمر عنا راكباً عربة حصان ، فرآني وسألني أين العزم ؟ فقلت له : ذاهب لتنفيذ هجوم مسلح على برج مراقبة سرايا غزة ، فنزل على الفور ، وأقسم ألا يتركني حتى يرافقني في تنفيذ هذا الهجوم ، ولم أفلح في إقناعه بعدم جدوى المشاركة ؛ لأن الهجوم لا يحتاج لأكثر من مهاجم واحد ، فاصطحبته ومضينا نحو مكان العملية ، فأجرينا استطلاعاً سريعاً ، ثم تسلقت الحاجز الإسمنتي ، وطلبت من الأخ كمال رحمه الله أن يقوم بعملية التغطية الأمنية أثناء الانسحاب ، وعند تمكني من إطلاق النار فاجأت الجندي بوابل من الرصاص باتجاهه ، حتى نفذت ذخيرتي ، ثم قفزت على الأرض وأسرعت نحو السيارة ، بينما أخذ الأخ كمال بإطلاق النار في الهواء للتغطية عليّ ، ثم ركبنا السيارة وانطلقنا مسرعين باتجاه شارع عمر المختار ، ومن ثم إلى منطقة التفاح ، حيث قاعدتنا الآمنة هناك ، وعند سماع الأخبار جاء في نشرة أنباء العدو بأن هجوماً مسلحاً قد وقع صباح اليوم ، ولكنه لم يسفر عن إصابات في صفوف قوات الجيش ، وبطبيعة الحال لم نعلن نحن عن هذه العملية لقناعتنا بأنه لم يصب أحد من جنود العدو بجروح ، وقد عوّدنا شعبنا على الإعلان عن عمليات كبرى ، فلم نشأ أن نعلن عن هذه العملية حياءً من الناس ، ولكنها أدت غرض الله في قوله : ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الأنفال 60
                            لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                            أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                            فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                            ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                            تعليق


                            • #15
                              الحلقة التاسعة :
                              عملية سينما النصر :

                              جاءت هذه العملية بقدر من الله ، ومن غير تخطيط ولا إعداد مسبق ، حيث كنت في طريقي من منطقة الصبرة متوجهاً إلى حي الشيخ رضوان ، وقد كنت معتاداً أن أسلك طرقاً فرعية لتحاشي الوقوع في مصائد الحواجز الطيارة التي يضعها العدو بصورة مفاجئة على الطرق الرئيسية ، وقد اعتدت كذلك على التنقل في الصباح الباكر لتفادي زحمة الطريق ، وبينما كنت أسير بصحبة سائق السيارة الأخ و ن في أحد الطرق الفرعية المؤدية إلى شارع عمر المختار بالقرب من سينما النصر ، وإذا بدورية عسكرية راجلة قوامها 12 جندي تمر من شارع عمر المختار بالقرب من مبنى السينما ، وقد اصطف الجنود على صفين كل منهما على أحد الأرصفة ، وكانوا متوجهين نحو الشرق على بعد عشرة أمتار منا ، بينما كنا متوجهين شمالاً ، فأمرت السائق بالتوقف بعيداً عن الجنود ، واستشرته قائلاً : ما رأيك في تنفيذ عملية سريعة الآن ، فقال لي : توكل على الله ، وعلى الفور ترجلت من السيارة مسرعاً باتجاه الجنود ، واتخذت من جدار أحد المنازل ساتراً أمنياً ، وجلست على ركبة ونصف ، وما أن ظهر الجنود ، ومن على بعد ستة أمتار فتحت نيران بندقيتي باتجاههم مركزاً على الجندي الأول في الدورية ، وقمت بتفريغ كامل مخزن بندقيتي في رأسه وصدره ؛ لأضمن مقتله تماماً ، وبالفعل سقط صريعاً أمام عيني مدرجاً بدمائه ، حيث كانت إصابته مباشرة ولا ريب فيها ، وقد أصاب جسده ما لا يقل عن خمس عشرة رصاصة _ إن لم يكن أكثر _ ، وبعد أن نفذت ذخيرتي أسرعت إلى السيارة التي تنتظرني ، وركبتها مسرعاً وتوجهنا شمالاً ، وعلى الفور قمت بتغيير مخزن بندقيتي وأطلقت النار للتغطية على الانسحاب وأنا أصرخ بشكل جنوني في وجه السائق : ( لقد قتلته ، لقد قتلته ) ، حتى وصلنا إلى منطقة الشيخ رضوان ، حيث ملاذنا الآمن ، وعلى الفور استرحنا ، وقمت بتنظيف سلاحي ، وشحن الذخيرة في مخازن البندقية ، وقد كنت مهتماً بسماع الأخبار ؛ لأنني متأكد من مقتل الجندي الأول ، وقد جاءت نشرة أخبار العدو ، ولم تذكر شيئاً عن الهجوم فتميزت غيظاً ؛ لأنني لا أشك مطلقاً في مقتل الجندي ، وما هي إلا بضع ساعات _ وفي نفس اليوم _ وإذ بإذاعة العدو تذكر نبأ مقتل جندي في غزة نتيجة صعقة كهربائية أثناء قيامه بأعمال الدورية في شارع عمر المختار _ وهو نفس الشارع الذي نفذت فيه الهجوم ، فتأكد لي أنه الجندي الذي قتلته برصاصي في الصباح ، ولكن العدو أراد التغطية على الخبر ؛ للتخفيف من حالة الغليان في صفوف جيش العدو
                              لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                              أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                              فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                              ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X