:



السلام عليكم و رحمة الله


,


أخذت الورقة



و لكن !! هذه المرة ..



سأسطر بمداد قلبي إفرازات نفسي



و سأبوح بكل مكبوتاتي



و سأسدل ستاراً لهذا الحبـ



و سأقنع نفسي أني ما عشته



كان زيفاً و وهماً كبيراً



أو بالأحرى تمثيليةً



عايشتُ فصولها و صدقتها !!..



و جعلتُ نفسي تبتسم لها ..







و الآن !!..



أتذوق طعم العذاب و مرارته



و أتصارع بين براثن الألم و مخالبه



فكم حاولت جاهدةً



الوصول إلى النجاح



لكني !! .. أفقت على مرارة الخذلان



و لم يبقَ لي إلا نهر الدموع



ربما به أسعف عمق جراحي ..









آهٍ ..! يا قلبي ..



ما أغباك !!..



عندما اِعتقدتَ يوماً أن الحظ تبسم لكْ



و أنكَ وجدتَ بلسماً لطعناتكْ



و أنكَ أمسكتَ السعادة بكلتا يديكْ



آه ..! يا عقلي ..



ما أحمقك !!..



كيف دفعتَ بي بحمقكَ إلى هذا العناء



و جعلتني أخطو بثقة عمياء



هذا الطريق المسدود



و جعلتَ مني أضحوكةً للكل و على الملأ



أم اِعتقدتَ أن السعادة ستغمر أيامك و تسود



و كيف تمكنَ بدهائه النيل منك



و أخذ كل شئ و بسخاء !؟..




أما كنتَ تُدركُ أن لكل شئ حدود !؟.










آه ..! يا نفسي ..


ما أطيبكِ ..



ألا زلتِ تصدقين البشر



أنسيتِ أنهمْ بلا باءْ



أم تلك البسمة الصفراءْ



أوقعتكِ في المصيدة و بدهاءْ



لما صدقتِ كلماتهم و همساتهم الحالمة .. ؟!



و الآن ماذا جنيتِ منهم أيتها الطيبة



صفراً على اليسار



آه !! .. ثم .. آه !! ..



ما أقساهم يا نفسي !!



لقد حطموكِ ..



و سدواْ في وجهكِ الأبواب



و أبعدوك عن تلك الأحضان



التي توهمتِ يوماً أنها مفعمة بالحنان



فما هو مصيركِ بعد الفراق و الهجران



ما عليكِ سوى طيّ صفحاتِ الوهم



و تقبُّلِِ الأمر كيفما كان



فلك رب قادر بجبروته



أن يلهمك النسيان









فاْطردي هذه الأفكار


و اطْلبي من ] مسرح الحب [ إنزال الستار



فالدور قدِ اْنتهى ..



لكن !!



بما لم يكنْ في الحسبان



و اطْلبي من السيد ] فشل [



التصفيق بعنفوان



و قولي للحضور اِفرحواْ



فقد تحقق لكم ما كنتم تتمنوْن



فأنا ممزقة الأعماق



أتأرجح في فوهة البركان



و أصارع مع جراحي هذا الطوفان


و مع كل هذا ..



لقد حانتْ لحظة الحسم !!



للانحناء لهم .. و شكرهم على فرجتهم ..



و الاِبتسامة تعلو محياكِ على هذه ] التمثيلية [



التي لا محالة سيدركها طعم النسيان



و سترتاحين بعد هذه الصفعات



ممن عشقتهم !..



و ستعين حينها أنه مكتوب عليكِ الحرمان



و أنه ما عاد للطيبة مكان








لكن !! .. لا تستسلمي للدموع و اليأس



و تحليْ بالأمل



واجْعليه نوراً لخطواتكِ القادمة



لبرِّ الأمان ..



و تسلحي بالتفاؤل



و ليكن لحياتكِ عنوان ..



أم أنكِ ستخذلينني كعادتكِ



و تتوسلين العودة و بحنان



لا !! و ألف لا ..



لن أسمح لكِ هذه المرة أن توقعيني في بحر الهوان



سأدوس عليكِ أيتها النفس الطيبة



اِنسيهم لتنعمي بالراحة و الاِطمئنانْ



يكفي ما حدث لكِ لحد الآن








بقلم أختكم فردوس

.