بين تبرمات الأيام , بين اللوعات التي لا تنام , أقبع انا حبيسة الألام , حبيسة
أفكاري وحيدة في الظلام , ألوم نفسي أعذلها , أعذبها بشدة العتاب , كيف
سمحت لي أن أرى الخبث في عينيك طهرا , أن أرى النور بين شفتيك فجرا
, أن أعشقك وأرسم لك من الأحلام دهرا .
رجولتك التي تراءت لي سابقا تظهر الآن على حقيقتها ضعفا , عيناك المليئتان
فخرا غائرتان الآن كفتحتين سوداوين مظلمتين في جمجمتك تملآني ذعرا ,
ذلك الأنف المستوي قد رأيت فيه شموخ الدنيا , ولا أرى فيه اليوم الا ذل الشهوة
وحب الامتلاك ، كتفيك العريضتين ، خصلات شعرك المثبتة في مواقعهالا تجرأ على
عصيان أوامرك والمغادرة، أثيرك الذي لطالما جذبني ليلا من وسط نومي وأيقظني
في لهفة الرضيع لصدر أمه ، يثير اشمئزازي ، وتعود لتنسيني اياه عيناك ، التي
مهما عرفتها ما وصفتها ، ذلك البريق اللاذع الخادع ، أعرفه جيدا قد كسبته من
دموع النساءاللواتي توسلن راكعات تحت أقداك ألا تهجرهن ، قد وقعت في حبائلك
مثلهن ، لكن صراخ الطفلة البريئة الحية داخل نضجي أنقذني ، دفعني للاستيقاظ من
سبات حبك .
لا تهمني جديتك الآن ، فأنا لا أرى فيها إلا سفها ، لا يهمني اثارة اعجابك ، لأنني
أدرك أن لدي القدرة على عنادك ،على أن اكون ندا لك ، على أن أصفعك مرة بقسوة
رجل ، واخرى بحنان امرأة ، وأجعلك تصارع موجات اليم ، وتتوه في غياهب لا قاع لها
أدرك الآن انك مهما غرست مديتك في قلبي سأنتزعها ببرود ، فما عدت أشعر بألم
بين ثناياه، فقد زرعت في عروقه ثلجا أسود، يمنعه من الاحساس بالدفء ، مخدر ، لا
يشعر بالحنان او الحب ، فأرجوك توقف عن نطق حروف اسمي التي رأيتها يوما تولد
بين شفاهك ، أرها الآن تحتضر ، تنتحر بينهما ، صوتك الحنون الخشن في أذني لم
أعد أتعرف عليه من اين لك هذا الصوت المتحشرج البشع .
أنت الآن في الماضي العتيق ، وانا الآن وحدي أكمل هذا الطريق.
ايناس مسلم
أفكاري وحيدة في الظلام , ألوم نفسي أعذلها , أعذبها بشدة العتاب , كيف
سمحت لي أن أرى الخبث في عينيك طهرا , أن أرى النور بين شفتيك فجرا
, أن أعشقك وأرسم لك من الأحلام دهرا .
رجولتك التي تراءت لي سابقا تظهر الآن على حقيقتها ضعفا , عيناك المليئتان
فخرا غائرتان الآن كفتحتين سوداوين مظلمتين في جمجمتك تملآني ذعرا ,
ذلك الأنف المستوي قد رأيت فيه شموخ الدنيا , ولا أرى فيه اليوم الا ذل الشهوة
وحب الامتلاك ، كتفيك العريضتين ، خصلات شعرك المثبتة في مواقعهالا تجرأ على
عصيان أوامرك والمغادرة، أثيرك الذي لطالما جذبني ليلا من وسط نومي وأيقظني
في لهفة الرضيع لصدر أمه ، يثير اشمئزازي ، وتعود لتنسيني اياه عيناك ، التي
مهما عرفتها ما وصفتها ، ذلك البريق اللاذع الخادع ، أعرفه جيدا قد كسبته من
دموع النساءاللواتي توسلن راكعات تحت أقداك ألا تهجرهن ، قد وقعت في حبائلك
مثلهن ، لكن صراخ الطفلة البريئة الحية داخل نضجي أنقذني ، دفعني للاستيقاظ من
سبات حبك .
لا تهمني جديتك الآن ، فأنا لا أرى فيها إلا سفها ، لا يهمني اثارة اعجابك ، لأنني
أدرك أن لدي القدرة على عنادك ،على أن اكون ندا لك ، على أن أصفعك مرة بقسوة
رجل ، واخرى بحنان امرأة ، وأجعلك تصارع موجات اليم ، وتتوه في غياهب لا قاع لها
أدرك الآن انك مهما غرست مديتك في قلبي سأنتزعها ببرود ، فما عدت أشعر بألم
بين ثناياه، فقد زرعت في عروقه ثلجا أسود، يمنعه من الاحساس بالدفء ، مخدر ، لا
يشعر بالحنان او الحب ، فأرجوك توقف عن نطق حروف اسمي التي رأيتها يوما تولد
بين شفاهك ، أرها الآن تحتضر ، تنتحر بينهما ، صوتك الحنون الخشن في أذني لم
أعد أتعرف عليه من اين لك هذا الصوت المتحشرج البشع .
أنت الآن في الماضي العتيق ، وانا الآن وحدي أكمل هذا الطريق.
ايناس مسلم
تعليق