تنجح الفكرة اذا قوي الايمان بها,وتوفر الاخلاص في سبيلها ,وازدادت الحماسة لها ,ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل على تحقيقها ,وتكاد تكون هذه الاركان الاربعة (الايمان ...الاخلاص...الحماسة...والعمل)من خصائص الشباب,لان اساس الايمان القلب الذكي ,واساس الاخلاص الفؤاد النقي واساس الحماسةالشعور القوي ,واساس العمل العزم الفتي ,وهذه لاتكون الا للشباب ,ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل امة عماد نهضتها ,وفي كل نهضة سر قوتها ,وفي كل فكرة حامل رايتها <<إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى>>.
-ومن هنا كثرت وا جبات الشباب ,ومن هنا عظمت تبعاتهم ,ومن هنا تضاعفت حقوق امتهم عليهم ومن هنا ثقلت الامانة في اعناقهم ومن هنا وجب عليهم ان يفكروا طويلا وان يعملوا كثيرا وان يحددوا مواقفهم وان يتقدموا للانقاذ وان يعطوا الامة حقها كاملا من هذا الشباب .
-قد ينشأ الشاب في امة وادعةهادئة قوي سلطانها واستبحر عمرانها فينصرف الى نفسه اكثر مما يتصرف الى امته ويلهو وهو هادئ النفس مرتاح الضمير . وقد ينشأفي امة جاهدة
عاملة قد استولى عليها غيرها واستبد بشؤونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب والتراث المغصوب والحرية الضائعة والامجاد الرفيعة والمثل العالية وحينئذ يكون من أوجب الواجباتعل هذا الشاب ان ينصرف الى امته اكثر مما ينصرف الى نفسه وهو اذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر والخير الاجل من مثوبة من الله والنصر قريب من المؤمنين العاملين الدائبين.
-ومن اخطر النواحي التي يواجهها السباب في الامة اختلاف الدعوات وا ختلاط الصيحات وتعدد المناهج وتباين الخطط والطرائق وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة وكل ذلك تفريق في الجهود وتوزيع للقوى يتعذر معه الوصول الى الغايات ومن هنا كانت دراسة هذه الدعوات امرا اساسيا لابد منه لمن يريد الاصلاح