لماذا نبكي ؟
يتصور معظمنا بأننا نبكي فقط عندما نكون حزانى فهل تعرف بأن الإنسان يبكي فعلاً حوالي 250.000.000 (مئتان وخمسين مليون )مرة خلال حياته ؟ كيف يكون ذلك ممكناً ؟
ان جفوننا عبارة عن طيات من الجلد تنسدل وترتفع مثل ستارة المسرح بواسطة عضلات وهذه الستارة تتحرك سريعاً جداً بحيث لا تؤثر في نظر الإنسان، إننا حتى لا نشعر بتحركها، وفي الحقيقة ان جفن العين ينفتح وينغلق بشكل تلقائي مرة كل ست ثوان خلال حياة الإنسان .
ويوجد في كل عين غدة للدمع تقع فوق الزاوية الخارجية للعين كما توجد فيها قنوات تنقل الدمع الى الجفن الأعلى وقنوات تمسح الدمع عن واجهة العين ،فكلما رمشت عيوننا يحدث امتصاص لبعض الدمع بالضغط على فتحات قنوات الدمع ، والهدف من ذلك هو ترطيب قرنية العين ومنعها من الجفاف ، ومن الناحية الآلية لا يختلف الرَمش عن البكاء فهو تماما ما يحدث لنا عندما نبكي.
ماذا يحدث مع الدخان؟ أننا سرعان ما نبكي آلياً بشكل تلقائي لحماية أعيننا وتنظيفها والسبب في ذلك هو ان مادة متطايرة تنطلق، فعندما تصل الى عيوننا نحمي عيوننا منها بالدموع إذ ان الدمع يغسل المادة المتطايرة التي تسبب الحكة ويبعدها عن العين .
هل لاحظت أيضا ان الناس عندما يضحكون كثيراً، يبدأ الدمع في الانهمار من عيونهم ؟
ان السبب في ذلك هو ان الضحك الشديد يجعل العضلات تضغط على الغدد التي تخزن الدمع ،
وما يحدث عندما نبكي هو ان مشاعرنا تعبر عن نفسها بآلية تجعلنا ندمع بدل أن تعبر عن نفسها بالكلام انه رد فعل منعكس لا إرادي يحدث بالرغم عنا لكن السبب الذي يجعلنا نبكي هو ان أجسامنا قد وجدت لتستطيع التعبير عن نفسها بالبكاء لأنها لا تستطيع أو لا تريد استخدام الكلمات.
البكاء حالة يتميز بها البشر دون سائر المخلوقات وهو لا يرتبط بالأحزان فقط و إنما بالأفراح أيضا، ولكن ما هي حقيقة تأثير البكاء على الصحة ؟ وهل هو ضار أم نافع؟
أن الدموع التي تنهمر من العين تقود إلى الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) ذلك لأن الدماغ يتفاعل مع الخلل في توازنات الجسم،فقد تبين أن 85% من النساء و73% من الرجال الذين شملتهم الدراسة شعروا بالارتياح بعد البكاء.لما نبكي:
نبكي لسببين، حسبما يقول علماء وظائف الأعضاء، الذين درسوا آليات الدموع؛ نبكي استجابة لاعتداء ذي طبيعة فيزيائية أو كيميائية، وأيضاً من أجل أن نخفف توترنا حينما ننفعل.
في الحالة الأولى، تفيد الدموع في التخلص من جسم غريب على سطح العين، وفي تخفيف تأثير مادة مهيجة، إذا كان البصل يدمع عيوننا حين نقشره، فلأنه يحوي أنزيماً) جزيئاً بروتينياً) يطلق غازاً مهيجاً لقرنية العين، البرد أيضاً يهيج سطح القرنية، فتدفئها حينذاك الدموع، التي تقترب حرارتها من حرارة الجسم، وفي حال الإصابة بالحمى، يرطب البكاء الدامع العين الجافة هذه، هذا ما يتعلق بالأسباب الفيزيائية.
الدموع التي يسببها الحزن، والألم ، والفرح ، والغضب.. هي أيضاً حدثٌ مُنعكِسٌ، أي أن مصدره التنبيه العصبي، وانتبه العبارات التي نستخدمها عادة، مثل "انهار باكياً"، و"انفجر في البكاء"، و"سفك دموع الفرح" و"ضحك حتى دمعت عيناه"..! وأحياناً يكون البكاء مسرحياً، ويترافق بإشارات وإيماءات، وحركات، وإطلاق أصوات وأداء أدوا، ويحدث كل شيء كما لو أن تقاسم الانفعالات اجتماعياً هو الشرط الحتمي من أجل التمكن من التهدئة والاطمئنان. وإذا عرفنا أن الرضع يبكون بلا دموع، ما دامت وظيفة التواصل لم تنشأ بعد عندهم، فذاك يشير إلى أنه ربما كانت للدموع هذه الوظيفة.
سبب بكاء الطفل وصراخه:
هل تعتقد ان كل طفل من أدم وحواء منذ الأزل وإلى أن تقوم الساعة يستهلون حياتهم في الدنيا صارخين؟ من هدي النبوي الشريف نعرف ان هناك اثنين فقط استهلا حياتهما دون صراخ وهما ابنة عمران وأبنها عيسى عليهما السلام، و سبب بكاء الطفل حين يولد، ليست الدنيا وما هو ملاقٍ فيها و إنما هي لمسة الشيطان ؟ ففي الحديث الصحيح يبين الرسول - صلى الله عليه وسلم- سبب بكاء الطفل وصراخه حين يقول: (كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها( وقد قال أحد السلف أيضا : الشيطان ينزغ الإنسان في ضلعه الأيسر.
بكاء بنات .. بكاء أولاد:
معدّل بكاء الفتيات يعادل أربعة أضعاف بكاء الأولاد .. وهذه مسألة هرمونات ، فالتركيبة الكيماوية لجسم البنت مختلفة عنها في جسم الولد ، لهذا يختلف معدل البكاء عند الولد والبنت.
لماذا يكون طعم الدموع مالحاً ؟
لأن الدم الذي يغذي كل جزء في جسمنا يحتوي على نسبة من الأملاح ، فجسم الإنسان يحتاج من 10 – 15 جرام من الملح يومياً حتى يحتفظ بنسبة الماء اللازمة للجسم وهي 70% ، ولكن هناك بعض العلماء أكدوا أن مرضى السكر وهم من تكون نسبة السكر في جسمهم أعلى من المعدّل الطبيعي ، تكون دموعهم مسكرة .. على أي حال ، سواء كانت الدموع مسكرة أو مالحة فهي تعبّر عن مشاعرنا ..
دموع التماسيح :
هذه العبارة تعني أن الدموع ليست صادقة لأنها بدون مشاعر .. فالتمساح يبكي عندما يفتح فمه وذلك لأن عضلات فكه هي التي تحتوي على الغدد الدمعيّة .ان الدموع تخلص الجسم من المواد الكيماوية المتعلقة بالضغط النفسي، ولدى دراسة التركيب الكيمائي للدمع العاطفي والدمع التحسسي (الذي يثيره الغبار مثلاً) وجد أن الدمع العاطفي يحتوى على كمية كبيرة من هرموني "البرولاكين" و "آى سى تى أتشن" اللذان يتواجدان في الدم في حال التعرض للضغط ، وعليه فإن البكاء يخلص الجسم من تلك المواد. وأوضح هذا الاكتشاف سبب بكاء النساء بنسبة تفوق بكاء الرجال بخمسة أضعاف ، فالبرولاكين يتواجد لدى النساء بكميات أكبر مقارنة بالكمية لدى الرجال لأنه الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب.
إن الحزن هو المسؤول عن أكثر من نصف كمية الدمع التي يذرفها البشر، في حين أن الفرح مسؤول عن 20% من الدمع ,أما الغضب فيأتي في المرتبة الثالثة. وان عدم القدرة على البكاء كانت السبب وراء العديد من الأمراض ،وعندما قام العلماء بتحليل الدموع وجدوا أنها تحتوى على 25% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم وهى مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء.،كما تبين أن المرأة تبكى 65 مرة في العام بينما يبكى الرجل 15 مرة .
وللبكاء فوائد كثيرة على سبيل المثال قد يحمى من الإصابة بالأمراض النفسية فالشخصية التي تفرغ شحنات الانفعال أولا بأول قد لا تصاب بمرض مثل الشخصية الأخرى التي تكبت انفعالاتها ولا تعبر عنها بالبكاء ،أما بكاء الفرح الذي يعبر عن انفعالات السرور والبهجة وهو ظاهرة صحية فيساعد على الراحة النفسية.
كذلك فالبكاء عند بعض حالات الأمراض النفسية أو في - مراحل معينة- من علاج تلك الأمراض قد يكون له دلالة علاجية جيدة لدى هؤلاء المرضى ،ومنها الحالات النفسية المصاحبة بأعراض تحويلية مثل الإصابة بعدم القدرة على الكلام أو المشي بعد التعرض لضغوط نفسية شديدة أو إنسان يبكى دون أسباب ظاهرة وهى في حالات الاكتئاب النفسي أو حالات الحزن الشديد ،ومن أبرز أنواع الدموع التي تسيل من العين: -
الدموع المطرية
: وهي تحافظ على رطوبة العين وصحتها، فهي تساعد العين على التحرك بسهولة في التجويف ، كما أنها تحتوي على أملاح وأنزيمات تقتل الكائنات الدقيقة. - الدموع التحسسية: تحتوي على مواد الدموع المطرية ذاتها، وهنا تزيد الغدد الدمعية من إفراز الدموع لحماية العينين من الأوساخ والملوثات وأشياء مثل أبخرة البصل.
- دموع العواطف:
وهي تنهمر كرد فعل على أحداث عاطفية، وتحتوي هذه الدموع على هرمونات وبروتينيات و الأندروفين وهي عبارة عن مسكن ألم طبيعي، وتساعد هذه المواد على طرد المواد السامة من الجسم لتخفيف حدة الضغط النفسي .باختصار:
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين من جامعة (ماركويت بولاية ميتشيجان) النقاب عن أن البكاء يساعد في إخراج السموم من الجسم ، بالإضافة إلى أنها تخفف من الضغط النفسي والعصبي التي يتعرض لها الأفراد .
لذا ينصح أخصائيو الطب النفسي بعدم التردد في البكاء وذرف الدموع وخاصة في المواقف أو الأحداث المحزنة والمؤلمة ، ذلك أن الدموع تقوم بتنظيف وتطهير العيون من البكتيريا والجراثيم العالقة بها ، ويساعد البكاء في التنفيس عن الشخص وإراحته ، وتقليل التوتر الذي يشعر به وطرح السموم الناتجة عن التوترات العصبية والعاطفية والانفعالات النفسية الكثيرة ومشكلات الحياة اليومية . كما ان العلماء يرون أن كبت المشاعر وحبس الدموع يسبب التسمم , بسبب انحباس المواد والمركبات المؤذية داخل أنسجة الجسم , مشيرين إلى أن المرأة تعيش حياة أطول من الرجل بسبب تخلصها من سموم جسمها عن طريق دموعها ، لأنها أكثر استعدادا للبكاء من الرجل.
أحاديث رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله،(رجلا ذكر الله- أي وعيده وعقابه- خاليا ففاضت عيناه) أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب.
وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى .
وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله , وعينا سهرت في سبيل الله , وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يلج - أي لا يدخل - النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع,ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم .
وقال صلى الله عليه وسلم : قال الله سبحانه وتعالى : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين , إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة , وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة.
تعليق