بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على اشرف خلق الله والمرسلين محمد بن عبد الله وآله وصحبه وسلم .. أما بعد
اخواني واخواتي في الله اعضاء هذا المنتدى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تدبرنا للقرىن الكريم نمر عن آيات كثيرة تتحدث عن الغيب
( يؤمنون بالغيب )
اي يؤمنون بكل شيء غاب عنهم لم يروه ولم يعاصروه
سواء كان هذا الغيب زمانيا او مكانيا
في كل ما يتعلق بالكون .. بالخلق .. بالبعث .. بالجنة .. بالنار
بكل ما غاب عنهم
مما اخبر به القرآن الكريم ورسول الهدى ودين الحق من عالم الغيب والشهادة
فالغيب هو معلومات وحقائق واحداث تفوق وعي الانسان ومعرفته زمانية كانت ام مكانية
ونرى هذا وضحا في قول الله عزوجل :
{ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }
وهذا غيبا يتحدث عن المكان
وقوله تعالى :
{ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون }
وهذا غيب زماني
وأما في غيب المستقبل فقال جل في علاه :
{ جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا }
( اللهم اوعدنا جنات عدن يارب )
لكن يا اخواني علم الغيب عند الله تعالى هو علم شهادة
كيف ؟؟
لأن الله تعالى عالم ومطلع بأحوال الزمان والمكان
{ عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير }
اي ان كل شيء يغيب عن علم المخلوقات الله عليم به بما فيه الانسان وما اظهره عليه
لذلك فعلمه علم شهادة
فعلم الشهادة هو ما يتيح الله معرفته لعباده من علوم واخبار واحداث وعوالم
فهو اصل العلوم في علم الانسان واصل الحقائق والمعارف
فهذا هو الفرق بين علم الغيب وهو ما يستتره الله عن عباده الى ان يحين الوقت لاظهاره
وعلم الشهادة وهو ما يظهره على عباده
فالانسان لا يعلم الغيب الا بمشيئة الله عزوجل
كما ذكر في الاية العظيمة ( آية الكرسي )
{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء }
سبحان الله يعني لما نسرح بهذا الكلام نرى مدى محبة الله لعباده وتكريمه له
فهو يشرف هذا العبد البسيط بأن يشارك خالقه في علم ما شاء ان يعلمه الله من علوم غيبه
وهذا ليس إلا للانسان والله
فالمخلوقات الاخرى لم تحصل على هذا التشريف
لأن الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك هيئة قادرة على استيعاب مناهجه وعلومه
{ إقرأ بسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , إقرأ وربك الأكرم ألذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم }
سبحان الله اليس هذا تشريف وتكريم ؟؟
أما مفاتيح الغيب فقد استاثر الله تعالى بعلمها ويستحيل على الانسان معرفتها
{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو }
طيب سبحان الله شو يعني مفاتح
هو الغيب خزائن وعليها مفاتيح ؟؟؟
نعم هذا هو سبحان الله علوم الغيب في خزائن ومغلقات ولا يملك مفاتحها الا الله فيتعذر على المخلوقات الوصول لها
فهو المالك لعلم الغيب والمتفرد بقدرة نقله من عالم الغيب الى عالم الشهادة
فالغيب غير متاح كله للأنسان الا بعضه وبمشيئة الله تعالى عندما يريد
في الزمان والمكان المناسب يظهره الله على مخلوقاته
طبعا عن طريق وسائط اهمها العقل وما ينشأ عنه من أحاسيس والخبر الصادق
لأن العقل يبحث يتأمل يتدبر في المحيط المادي الانساني والكوني
{ إفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }
وأما الخبر الصادق فهو خبر السماء والذي يظهره الله لعباده عن طريق الوحي او الرؤيا الصادقه عن طريق الانبياء والرسل واولياء الله ومن شاء من عباده
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا , إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا }
فرؤيا الانسان قاصرة في علم الغيب والشهادة فأرسل الرسل والانبياء ليعلموه ويرشدوه
{ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم }
فالانسان علمه ومعرفته محدودة يحتج لمن يبين له
{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
وهذا القصور اوقات يا اخواني يكون سببا في انحراف بعض الناس عن الطريق القويم
فكثيرا ما يدفعه هذا القصور للإيمان بلاهوت الطبيعه ولاهوت الاشراك والعياذ بالله
ألم يحصل مع سيدنا الخليل
في البداية كان يبحث عن رب الكون وخالقه وصانعه
فقال عن الكواكب والقمر والشمس هذا ربي
لكن لما غابوا ماذا قال ؟؟
{ لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين }
بعدين قال :
{ يا قوم إني بريء مما تشركون }
فسبحان الله ربنا بينله بالتدريج ملكوت الكون حتى يكون من الموقنين واهلا لحمل الرساله حاملا ما يحتاجه من علوم الاحاطة الغيبيه الكفيله بهدايته واعادته الى الطريق القويم الذي يكفل له ولقومه النجاح والسعادة في الدنيا والاخرة
{كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين }
وسبحان الله ربنا بدأ ببعث الرسالات وتعلم الانسان ما يحتاجه خطوة خطوة حتى اقترب من مرحلة النضج والرشاد فكانت الرسالات ترتقي في مخاطبته وتحديه
وكل نبي ايده الله بمعجزة تحاكي وتخاطب وعي قومه ومعرفتهم فبدأ بالمعجزات المحسوسه المادية كناقة صالح مثلا الى المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم
وهي المدرك العقلي وما بني عليه من علوم الاحاطة الكليه
وما جاء به من اخبار وعلوم الغيب
{ وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرءيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونه في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا }
فهنا يا اخواني انتقل التحدي والخطاب من مرحلة خصوصية المكان والزمان والاقوام الى مخاطبتهم وتحديهم كافة عبر الزمان الممتد من زمن التنزيل وحتى يوم القيامة
فالرساله الاسلامية هي الرساله الخالدة ولكافة الناس
{ وما أرسلناك إلا كافة للناس بيشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
فالقرآن الكريم يقوم على منهج الهي شامل وعلوم احاطة كليه
خاطبت الناس ضمن حدود مكان وزمان البعثة المحمدية الى يوم القيامة
لذلك كان تنزيلا الهيا معجزا ومتفردا لقرآن ثابت النص دائم التأويل والتفسير
يحمل لاهل كل زمان اخبار وعلوم زمانهم واحداث مكانهم من خلال اياته المعجزة لتقام بها الحجة الدائمة على كل جيل من الاجيال الممتدة عبر الزمان
ولتتجلى وتتحدى بذلك التنزيل علوم المطلق والاحاطة الكليه علوم الانسان النسبيه
{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }
فيستمر الخطاب الالهي للرسول صلى الله عليه وسلم وللناس كافه عبر ازمنة الغيب من خلال القران الكريم
ويحفظه من كل تخريب او تحريف
{ إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
فهو المعجزة الخالدة الذي تحدى به الانس والجن اجمعين بما تضمنه من اخبار الغيب المادي والكوني والتاريخي والانساني والاخروي المحجوب علمها عنهم .
وهو الدليل المتجدد دائما وابدا على صدق النبوة والرسالة الاسلامية الخالدة
لكن سبحان الله يا اخواني حتى لا تؤدي اخبار الغيب القرآني الى عكس ما اقتضته المشيئة الالهية من عدم تغليب الجبريه على القدريه وحتى لا تتسبب هذه العلوم بياس الانسان وقنوطه او تواكله واهماله او حتى كفره وجحوده وهوسه وجنوحه
{ يا أيها الذين ءامنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .. }
فحجب الله تعالى عن الانسان تلك العلوم المكتوبه مرة بترميزها وتشفيرها ( كبداية بعض الايات بأحرف ) ومرة بتفريقها ونثرها بين اياته ومرة بتعويم زمانها كي لا يلم الانسان شملها ولا يتدبر امرها الا مع وقوع واقتراب زمانها المناسب او الحاجة لها رغم احتفاظها بالاعجاز القرآني بعطائها الدائم وفوائدها الجمة قبل زمان اكتشافها او اظهار الله لعلومها
( كم مرة نحكي اه هلا اكتشفوه مهو مذكور بالقرآن من قبل 1400 عام )
فسبحان الله يعني ما شافه الا بعد الاكتشاف !!
ما هذاهو اعجاز رباني
انظر قول الله عزوجل
{ وقرءانا فرقنه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا , قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للإذقان سجدا , ويقولون سبحان ربنا إن وعد ربنا لمفعولا }
لذلك جعل الله تعالى علومه الغيبية في كتابه واحتفظ لنفسه بمفاتح الغيب فيها التي يفرج بها عما يشاء ومتى شاء من علوم حضرته المحيطة بالكون والتاريخ والانسان والزمان ناقلا اياها من من محيط غيبه الى محيط عالم الشهادة .
والنبوءة تدخل في هذا الايطار ايضا
بس ما بدي اكبر الموضوع حتى لا تملوا
رغم انه الموضوع رائع جدا
وانا استعذب بكتابته
وقبل ان انهي فقط اردت ان اترك لكم بشرى رائعه
تدخل في ايطار هذا الموضوع
وهي بشرى النصر ووعد الله الأمة به
فهنا يتجاوز قانون الله تعالى نواميس الارض في نصر القلة المؤمنه على الكثرة الكافرة حتى لو كانت تلك الكثرة الكافرة مدججه بترسانات السلاح
فقانونه عزوجل ثابت حتى لو بدا للبعض مخالفته للواقع المشهود
{ هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار }
فالنصر في الوقت الحاضر هو في علم الغيب المطلق
لأاننا كلنا نقول كيف ننتصر ونحن بهذا الحال من الضعف والوهن
ولكن عندما تتحقق ارادة الله تعالى في النصر وياتي الوقت المناسب
سيظهر في علم الشهادة للجميع بما فيهم اعداء الدين سبب انتصار المسلمين
ربما بتأيديهم بجنود من عنده ( الم يفعل ذلك ببدر ) وربما بنصرهم بالرعب
او يهيأ للكفرة اسبباب تجعلهم يسلمون أمرهم ويستسلمون للمسلمين
كما حصل في عهد الانتصارات الاولى
عندها سيكشف للجميع اسباب هذا النصر
ويصبح علم الغيب الحاضر علم شهادة عندما ياتي أمر الله
لعل هذا اليوم قريب
اللهم اننا نسالك ان يكون يوم نصرة الاسلام قريب
اللهم ىمين
اللهم آمين
وجزاكم الله خيرا جميعا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الكرام اجمعين
ولا تنسوني من صالح دعاءكم
اختكم الفقيرة الى الله
وردة الاسلام
اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم
واحتسبه يارب لي في ميزاني يوم ادرج في اكفاني
__________________
والحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على اشرف خلق الله والمرسلين محمد بن عبد الله وآله وصحبه وسلم .. أما بعد
اخواني واخواتي في الله اعضاء هذا المنتدى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تدبرنا للقرىن الكريم نمر عن آيات كثيرة تتحدث عن الغيب
( يؤمنون بالغيب )
اي يؤمنون بكل شيء غاب عنهم لم يروه ولم يعاصروه
سواء كان هذا الغيب زمانيا او مكانيا
في كل ما يتعلق بالكون .. بالخلق .. بالبعث .. بالجنة .. بالنار
بكل ما غاب عنهم
مما اخبر به القرآن الكريم ورسول الهدى ودين الحق من عالم الغيب والشهادة
فالغيب هو معلومات وحقائق واحداث تفوق وعي الانسان ومعرفته زمانية كانت ام مكانية
ونرى هذا وضحا في قول الله عزوجل :
{ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }
وهذا غيبا يتحدث عن المكان
وقوله تعالى :
{ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون }
وهذا غيب زماني
وأما في غيب المستقبل فقال جل في علاه :
{ جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا }
( اللهم اوعدنا جنات عدن يارب )
لكن يا اخواني علم الغيب عند الله تعالى هو علم شهادة
كيف ؟؟
لأن الله تعالى عالم ومطلع بأحوال الزمان والمكان
{ عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير }
اي ان كل شيء يغيب عن علم المخلوقات الله عليم به بما فيه الانسان وما اظهره عليه
لذلك فعلمه علم شهادة
فعلم الشهادة هو ما يتيح الله معرفته لعباده من علوم واخبار واحداث وعوالم
فهو اصل العلوم في علم الانسان واصل الحقائق والمعارف
فهذا هو الفرق بين علم الغيب وهو ما يستتره الله عن عباده الى ان يحين الوقت لاظهاره
وعلم الشهادة وهو ما يظهره على عباده
فالانسان لا يعلم الغيب الا بمشيئة الله عزوجل
كما ذكر في الاية العظيمة ( آية الكرسي )
{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء }
سبحان الله يعني لما نسرح بهذا الكلام نرى مدى محبة الله لعباده وتكريمه له
فهو يشرف هذا العبد البسيط بأن يشارك خالقه في علم ما شاء ان يعلمه الله من علوم غيبه
وهذا ليس إلا للانسان والله
فالمخلوقات الاخرى لم تحصل على هذا التشريف
لأن الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يمتلك هيئة قادرة على استيعاب مناهجه وعلومه
{ إقرأ بسم ربك الذي خلق , خلق الإنسان من علق , إقرأ وربك الأكرم ألذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم }
سبحان الله اليس هذا تشريف وتكريم ؟؟
أما مفاتيح الغيب فقد استاثر الله تعالى بعلمها ويستحيل على الانسان معرفتها
{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو }
طيب سبحان الله شو يعني مفاتح
هو الغيب خزائن وعليها مفاتيح ؟؟؟
نعم هذا هو سبحان الله علوم الغيب في خزائن ومغلقات ولا يملك مفاتحها الا الله فيتعذر على المخلوقات الوصول لها
فهو المالك لعلم الغيب والمتفرد بقدرة نقله من عالم الغيب الى عالم الشهادة
فالغيب غير متاح كله للأنسان الا بعضه وبمشيئة الله تعالى عندما يريد
في الزمان والمكان المناسب يظهره الله على مخلوقاته
طبعا عن طريق وسائط اهمها العقل وما ينشأ عنه من أحاسيس والخبر الصادق
لأن العقل يبحث يتأمل يتدبر في المحيط المادي الانساني والكوني
{ إفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }
وأما الخبر الصادق فهو خبر السماء والذي يظهره الله لعباده عن طريق الوحي او الرؤيا الصادقه عن طريق الانبياء والرسل واولياء الله ومن شاء من عباده
{ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا , إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا }
فرؤيا الانسان قاصرة في علم الغيب والشهادة فأرسل الرسل والانبياء ليعلموه ويرشدوه
{ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم }
فالانسان علمه ومعرفته محدودة يحتج لمن يبين له
{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
وهذا القصور اوقات يا اخواني يكون سببا في انحراف بعض الناس عن الطريق القويم
فكثيرا ما يدفعه هذا القصور للإيمان بلاهوت الطبيعه ولاهوت الاشراك والعياذ بالله
ألم يحصل مع سيدنا الخليل
في البداية كان يبحث عن رب الكون وخالقه وصانعه
فقال عن الكواكب والقمر والشمس هذا ربي
لكن لما غابوا ماذا قال ؟؟
{ لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين }
بعدين قال :
{ يا قوم إني بريء مما تشركون }
فسبحان الله ربنا بينله بالتدريج ملكوت الكون حتى يكون من الموقنين واهلا لحمل الرساله حاملا ما يحتاجه من علوم الاحاطة الغيبيه الكفيله بهدايته واعادته الى الطريق القويم الذي يكفل له ولقومه النجاح والسعادة في الدنيا والاخرة
{كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين }
وسبحان الله ربنا بدأ ببعث الرسالات وتعلم الانسان ما يحتاجه خطوة خطوة حتى اقترب من مرحلة النضج والرشاد فكانت الرسالات ترتقي في مخاطبته وتحديه
وكل نبي ايده الله بمعجزة تحاكي وتخاطب وعي قومه ومعرفتهم فبدأ بالمعجزات المحسوسه المادية كناقة صالح مثلا الى المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم
وهي المدرك العقلي وما بني عليه من علوم الاحاطة الكليه
وما جاء به من اخبار وعلوم الغيب
{ وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرءيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونه في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا }
فهنا يا اخواني انتقل التحدي والخطاب من مرحلة خصوصية المكان والزمان والاقوام الى مخاطبتهم وتحديهم كافة عبر الزمان الممتد من زمن التنزيل وحتى يوم القيامة
فالرساله الاسلامية هي الرساله الخالدة ولكافة الناس
{ وما أرسلناك إلا كافة للناس بيشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون }
فالقرآن الكريم يقوم على منهج الهي شامل وعلوم احاطة كليه
خاطبت الناس ضمن حدود مكان وزمان البعثة المحمدية الى يوم القيامة
لذلك كان تنزيلا الهيا معجزا ومتفردا لقرآن ثابت النص دائم التأويل والتفسير
يحمل لاهل كل زمان اخبار وعلوم زمانهم واحداث مكانهم من خلال اياته المعجزة لتقام بها الحجة الدائمة على كل جيل من الاجيال الممتدة عبر الزمان
ولتتجلى وتتحدى بذلك التنزيل علوم المطلق والاحاطة الكليه علوم الانسان النسبيه
{ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }
فيستمر الخطاب الالهي للرسول صلى الله عليه وسلم وللناس كافه عبر ازمنة الغيب من خلال القران الكريم
ويحفظه من كل تخريب او تحريف
{ إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
فهو المعجزة الخالدة الذي تحدى به الانس والجن اجمعين بما تضمنه من اخبار الغيب المادي والكوني والتاريخي والانساني والاخروي المحجوب علمها عنهم .
وهو الدليل المتجدد دائما وابدا على صدق النبوة والرسالة الاسلامية الخالدة
لكن سبحان الله يا اخواني حتى لا تؤدي اخبار الغيب القرآني الى عكس ما اقتضته المشيئة الالهية من عدم تغليب الجبريه على القدريه وحتى لا تتسبب هذه العلوم بياس الانسان وقنوطه او تواكله واهماله او حتى كفره وجحوده وهوسه وجنوحه
{ يا أيها الذين ءامنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .. }
فحجب الله تعالى عن الانسان تلك العلوم المكتوبه مرة بترميزها وتشفيرها ( كبداية بعض الايات بأحرف ) ومرة بتفريقها ونثرها بين اياته ومرة بتعويم زمانها كي لا يلم الانسان شملها ولا يتدبر امرها الا مع وقوع واقتراب زمانها المناسب او الحاجة لها رغم احتفاظها بالاعجاز القرآني بعطائها الدائم وفوائدها الجمة قبل زمان اكتشافها او اظهار الله لعلومها
( كم مرة نحكي اه هلا اكتشفوه مهو مذكور بالقرآن من قبل 1400 عام )
فسبحان الله يعني ما شافه الا بعد الاكتشاف !!
ما هذاهو اعجاز رباني
انظر قول الله عزوجل
{ وقرءانا فرقنه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا , قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للإذقان سجدا , ويقولون سبحان ربنا إن وعد ربنا لمفعولا }
لذلك جعل الله تعالى علومه الغيبية في كتابه واحتفظ لنفسه بمفاتح الغيب فيها التي يفرج بها عما يشاء ومتى شاء من علوم حضرته المحيطة بالكون والتاريخ والانسان والزمان ناقلا اياها من من محيط غيبه الى محيط عالم الشهادة .
والنبوءة تدخل في هذا الايطار ايضا
بس ما بدي اكبر الموضوع حتى لا تملوا
رغم انه الموضوع رائع جدا
وانا استعذب بكتابته
وقبل ان انهي فقط اردت ان اترك لكم بشرى رائعه
تدخل في ايطار هذا الموضوع
وهي بشرى النصر ووعد الله الأمة به
فهنا يتجاوز قانون الله تعالى نواميس الارض في نصر القلة المؤمنه على الكثرة الكافرة حتى لو كانت تلك الكثرة الكافرة مدججه بترسانات السلاح
فقانونه عزوجل ثابت حتى لو بدا للبعض مخالفته للواقع المشهود
{ هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وايدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار }
فالنصر في الوقت الحاضر هو في علم الغيب المطلق
لأاننا كلنا نقول كيف ننتصر ونحن بهذا الحال من الضعف والوهن
ولكن عندما تتحقق ارادة الله تعالى في النصر وياتي الوقت المناسب
سيظهر في علم الشهادة للجميع بما فيهم اعداء الدين سبب انتصار المسلمين
ربما بتأيديهم بجنود من عنده ( الم يفعل ذلك ببدر ) وربما بنصرهم بالرعب
او يهيأ للكفرة اسبباب تجعلهم يسلمون أمرهم ويستسلمون للمسلمين
كما حصل في عهد الانتصارات الاولى
عندها سيكشف للجميع اسباب هذا النصر
ويصبح علم الغيب الحاضر علم شهادة عندما ياتي أمر الله
لعل هذا اليوم قريب
اللهم اننا نسالك ان يكون يوم نصرة الاسلام قريب
اللهم ىمين
اللهم آمين
وجزاكم الله خيرا جميعا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الكرام اجمعين
ولا تنسوني من صالح دعاءكم
اختكم الفقيرة الى الله
وردة الاسلام
اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم
واحتسبه يارب لي في ميزاني يوم ادرج في اكفاني
__________________
تعليق