بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله نستغفره وبه نستعين نشهد ان لا اله الا هو وحده لا شريك له وان الحبيب المصطفى عبده ورسوله صلوات الله عليه وسلامه
أما بعد ..
يقول الله تعالى في محكم التنزيل
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين , الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون }
سبحان الله يا اخواني القارئ لهذه الايات العظيمة يجد فيها سلوى لروحه وقلبه مهما عظمت مصيبته
سواء اكانت مصيبته في فقدان حبيب عزيز او في صحته او في ماله او اي مصيبة اخرى
اتدرون لماذا هذه السلوى ؟؟
هي ثمرة الايمان بالقضاء والقدر
هي ثمرة الايمان الراسخ في قلب المؤمن
فليس لكل انسان ان يشعر بلذة هذه الايات وطعم هذه الونسة عند المصيبه الا صاحب الايمان
فكم من الناس نجده يجزع عند المصيبة وينهار وتضيق الدنيا في وجهه ويفكر في سلوك طرق الحرام لتفريج كربه والهروب من مصيبته !!
فمن ضاق رزقه .. يسرق
ومن فقد عزيز .. يشكوا ويسخط على الله وقدره
ومن حلت به نائبه .. انتحر كي يهرب منها
ومنهم من يلجأ الى المسكر والمخدرات حتى ينسى همومه
( اعاذنا الله واياكم من ضعف الايمان )
فالصبر عند المصيبة يا اخواني هي لذه لا يشعر بها الا الانسان المؤمن
فتنقلب مصيبته ومحنته الى رضى بقضاء الله وقدره
فاذا رضي القلب بقضاء الله خف الالم وانقلب عليه بلذة وعبادة وخير
ألم يقلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ( وليس ذلك الا للمؤمن ) ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له , وان صابته ضراء صبر فكان خيرا له "
يعني اوقات كثيرة تذهب للعزاء فتواسي ل اهل الميت ولدا له او زوج
معلش اخي اصبر هذه هي الحياة الدنيا
فتكون الاجابة :
الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون
من قلب راض رغم شدة الالم وعظم المصيبه
وتجد في نفسه الامل والامن والرضا والحب والسكينه النفسيه
كل هذا ثمارا الايمان والتوكل والعقيده المغروسة في قلب المؤمن ونفسه
وكأنها زاده وقوته في هذه الحياة التي كثرت معاركها وطال امدها
وزادت فتنها وصعبت طريقها فكثرت اشواكها وحفت ارصفتها بالاخطار والمشقات والتكاليف
هذه هي طبيعه الحياة وطبيعتنا نحن البشر فمن المستحيل ان يخلوا اي شخص فينا من المشاكل والمصائب كل له مصيبته التي تختلف عن مصيبة الاخر
لكن في النهاية كلها مصائب تألم الروح وتوجع القلب
( لقد خلقنا الإنسان في كبد )
لكن في كثير من الناس تراهم يجزعون ويشكون من قضاء الله
فيقولون لماذا يحصل هذا معي ؟؟
ليش انا بالذات .. يارب انا شو الي عملته حتى يحصل معي كل هذا ؟؟
فأقول لك اخي المؤمن ان الله يبلونا بالمصائب حتى يمحصنا ويطهرنا ويختبر صبرنا وتوكلنا وايماننا
فالله لم يخلقنا عبثا
بل خلقنا لعبادته ونحن لم نأتي لهذه الحياة فقط للفرح والرفاهية والسرور
فلو كانت الدنيا هكذا لنسي الانسان الاخرة الباقيه
واخذته الدنيا بلذاتها وشهواتها ومات عليها
ولكن المصائب تذكرنا بالله وتجعلنا اقوياء نقوى على عبادته وتصديقه والايمان بالاخرة والسعي من اجل بلوغ المراتب العليا بالجنه
نتنافس من اجل بلوغ المنزله العليا فيها
ولا ننسى قول الحق جل وعلا وفيها اجابه قوية لهذه الاسئله :
{الّم , أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون, ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
واقول له ايضا اياك اخي ان تكون ممن قيل فيهم
{ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }
واجعل من حياة الانبياء لك قدوة اخي في الله فهم الانبياء وتعذبوا اشد الوان العذاب
فآمن بالله واطمئن لحكمته وآمن بالقدر وارضى به
وانتظر الآخرة حتى تهب عليك بنسماتها فتنعش نفسك الحزينه وتطرد الكآبة عن قلبك وتبعث الأمل في روحك
اخي في الله لا تكن كالسفينة التي فقدت شراعها ومقومات ثباتها بوجه الريح والعواصف والامواج
اثبت اخي في الله ولا تهتز مهم اشتد موج الحياة وريحها فيك
حتى لا تغوص في اعماقها فتغرق ؤوتذهب الى الجحيم والعياذ بالله
اخي في الله
اياك وان يقتلك الألم او يصيبك الجزع والهلع
او تحفك الكآبة والحزن
اياك ثم اياك
ان تخلوا حياتك من معنى الحياة
اخي في الله اجعل من مصيبتك تسلية وتذكر ان الله سيجبر كل مصائبك في جنة عرضها السموات والارض جزاء المحتسبين الصابرين
فيها ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
واعلم اخي ان كل نعيم دون الجنة سراب وكل عذاب دون النار عافيه
ووالله يا اخي عندما تقف على الخير الذي ادخره الله لأهل الصبر على البلاء الراضين بقضائه جل في علاه فستشتهي وتتمنى البلاء لتنال الاجر العظيم من الله
انظر الى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو ان جلودهم قُرضت في الدنيا بالمقاريض "
اذا فلتهن كل المصائب اخي في الله ( ان لم تكن في الدين )
وتذكر
ان لأهل الجنة ان يحيوا فلا يموتوا ابدا وان يصحوا فلا يسقموا ابدا وان يشبوا فلا يهرموا ابدا وان لهم ان ينعموا فلا يياسوا ابدا
نعم والله يا اخواني انه وعد من الله لعباده الصابرين
الذين مات احبابهم فصبروا على موتهم
الذين اعيا اجسادهم المرض فصبروا واحتسبوا
الذين اكهلتهم الشيخوخة والعجز وتجعدت وجوههم وقلت قواهم فصبروا واحتسبوا
والذين ضاقت في وجوههم الدنيا فلا بيت ياويهم ولا ثياب تسترهم ولا طعام يقوتهم وصبروا واستغنوا بالله العظيم
اخي في الله
اصبر وما صبرك الا بالله اصبر وايقن ان الفرج قريب
واعلم بحسن المصير
فبصبرك تنال الاجر وتكفر عنك السيئات وتعلوا مرتبتك بالجنه
صبرا صبرا يا اخواني
ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب
وان مع العسر يسرا .. ان مع العسر يسرى
فإذا عظم البلاء وحلت المصيبه
قل
الحمد لله وانا لله وانا اليه راجعون
ففيها والله العلاج الكافي وتتضمن اصلين عظيمين اذا تحقق العبد بمعرفتهما وتسلى عن مصيبته
فالاول يتحقق العبد ان نفسه واهله وماله وولده ملك لله عزوجل حقيقة وقد جعله الله عند العبد عاريه
والثاني ان مصير العبد ومرجعه الى الله مولاه الحق ولا بد ان يترك الدنيا وراء ظهره ويرجع لله فردا كما خلقه اول مرة
لا اهل ولا مال ولا عائله
سيرجع فقط باعماله حسنة كانت ام سيئه
اذا على ماذا يحزن بني آدم ؟؟
اعلم هداني واياكم الله ان الحزن فطرة وانا الانسان يملك احاسيس
ويملك شعور الحزن والفرح وقد اودع الله هذا فيه وجبله على هذه الطبيعة
لكن ما اريد ان اوصله لكم اخواني
هو عدم الجزع والجحود ورفض القضاء وحكمة الله والقنوت واليأس والشكوى والضجر
مما يضعف ايمان العبد ويصبح لقمة صائغة في فم الشيطان اعذانا الله واياكم منه
فينهار مع المشاكل ويضعف ويستسلم
وما اريده هو ان تؤمنوا بقضاء الله وقدره
يقول جل من قال :
{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير , لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور }
فهنا والله يا اخواني الشفاء والدواء لكل مصيبه { ما أصاب من مصيبة إلابإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه }
اخي في الله كن من الذين صفت من الدنيا قلوبهم يستقبلون المصائب بالبشر .
وكن كالذي قال :
إني لأصاب بالمصيبه فاحمد الله عليها اربع مرات واشكره : اذ لم تكن اعظم مما هي , واذ رزقني الصبر عليها , واذ وفقني للإسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب , واذ لم يجعلها في ديني .
سبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعمائه
الله يبتلينا ليس لانه يريد عذابنا وألمنا بل من رحمته فينا يشعرنا بالبلاء اننا عباده ولا نستمد عزتنا الا بالتذلل اليه جل وعلا واننا لا نستمد قوتنا الا باللجوء اليه والتوكل عليه واننا نستمد اسباب حياتنا كلها من افتقارنا اليه الملك جل جلاله .
لا تياس اخي في الله قد يكون الخير كله في هذه المصيبه
{ لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم }
وتذكر ان الصبر على البلاء يرفع درجاتك في جنات الرحمن وان الله سيعوضك ولا يخيب رجاءك
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }
( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث )
ايات كثيرة في القرآن تحث على الصبر وتظهر عواقبه
فبالصبر فلاح
{ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }
وبالصبر يضاعف الاجر
{ أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا }
والامامة بالدين لا تكن الا بالصبر
{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا }
والصابر يكون بمعية الله
{ إن الله مع الصابرين }
والنصر لا يتحقق الا بالصبر
{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين }
والصابر يحبه الله
{ والله يحب الصابرين }
الفائزون بالجنة هم الصابرين
{ إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون }
ولنا في رسول الله اسوة حسنة حيث قال
" الصبر ضياء "
" ما اعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر "
" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "
(( اللهم اوهبنا الصبر يا حي يا قيوم ))
وفي الصحابة الكرام لنا اسوة حسنة
اذ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" وجدنا خير عيشنا بالصبر .. افضل عيشنا وجدناه بالصبر ..
وقال علي رضي الله عنه
ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ... لا ايمان لمن لا صبر له
وقال الحسن
الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله الا العبد كريم عنده
يا اخواني لا تحزنوا
ففي الابتلاء تغفر الذنوب وتمحص القلوب
اعلم انه يؤلمنا جدا ان نرى امهاتنا او آبائنا او اولادنا حيث يمرضون ويتألمون ويرهقهم الألم
يعني والله الواحد يود لو يقدم روحه لها ليخفف عنها الالم والعذاب
لكن انا اقول نيالهم الي ربنا بيبتليهم بالامراض وبصبروا
حيث يمحصهم ويغربلهم تغربل من الخطايا والذنوب
يرجع الى الله طاهر ممحص كالخرقه البيضاء
( لهم الجنة يارب )
والله يا اخواني ان السفر كله عذاب ومشقه
وهذه الحياة الدنيا ما هي الا سفر
ولا نحط رحالنا الى عندما نصل الى اخر محطة
وهي اما النار والعياذ بالله واما الجنة اللهم أكرمنا يارب
اصبر اخي في الله
فلصابر جنة وفي الجنة يجبر الله كسرنا ويداوي جراحنا ويعوضنا باللذة والنعيم
فأسأل الله العلي العظيم ان يجمعنا في جنته اخواننا على سرر متقابلين
ولا تنسوني من دعواتكم
استغفر الله لي ولكم واشهد ان لا اله الا الله محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وآله وسلم
اختكم الفقيرة الى عفو الله
وردة الاسلام
والحمد لله نستغفره وبه نستعين نشهد ان لا اله الا هو وحده لا شريك له وان الحبيب المصطفى عبده ورسوله صلوات الله عليه وسلامه
أما بعد ..
يقول الله تعالى في محكم التنزيل
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين , الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون }
سبحان الله يا اخواني القارئ لهذه الايات العظيمة يجد فيها سلوى لروحه وقلبه مهما عظمت مصيبته
سواء اكانت مصيبته في فقدان حبيب عزيز او في صحته او في ماله او اي مصيبة اخرى
اتدرون لماذا هذه السلوى ؟؟
هي ثمرة الايمان بالقضاء والقدر
هي ثمرة الايمان الراسخ في قلب المؤمن
فليس لكل انسان ان يشعر بلذة هذه الايات وطعم هذه الونسة عند المصيبه الا صاحب الايمان
فكم من الناس نجده يجزع عند المصيبة وينهار وتضيق الدنيا في وجهه ويفكر في سلوك طرق الحرام لتفريج كربه والهروب من مصيبته !!
فمن ضاق رزقه .. يسرق
ومن فقد عزيز .. يشكوا ويسخط على الله وقدره
ومن حلت به نائبه .. انتحر كي يهرب منها
ومنهم من يلجأ الى المسكر والمخدرات حتى ينسى همومه
( اعاذنا الله واياكم من ضعف الايمان )
فالصبر عند المصيبة يا اخواني هي لذه لا يشعر بها الا الانسان المؤمن
فتنقلب مصيبته ومحنته الى رضى بقضاء الله وقدره
فاذا رضي القلب بقضاء الله خف الالم وانقلب عليه بلذة وعبادة وخير
ألم يقلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ( وليس ذلك الا للمؤمن ) ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له , وان صابته ضراء صبر فكان خيرا له "
يعني اوقات كثيرة تذهب للعزاء فتواسي ل اهل الميت ولدا له او زوج
معلش اخي اصبر هذه هي الحياة الدنيا
فتكون الاجابة :
الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون
من قلب راض رغم شدة الالم وعظم المصيبه
وتجد في نفسه الامل والامن والرضا والحب والسكينه النفسيه
كل هذا ثمارا الايمان والتوكل والعقيده المغروسة في قلب المؤمن ونفسه
وكأنها زاده وقوته في هذه الحياة التي كثرت معاركها وطال امدها
وزادت فتنها وصعبت طريقها فكثرت اشواكها وحفت ارصفتها بالاخطار والمشقات والتكاليف
هذه هي طبيعه الحياة وطبيعتنا نحن البشر فمن المستحيل ان يخلوا اي شخص فينا من المشاكل والمصائب كل له مصيبته التي تختلف عن مصيبة الاخر
لكن في النهاية كلها مصائب تألم الروح وتوجع القلب
( لقد خلقنا الإنسان في كبد )
لكن في كثير من الناس تراهم يجزعون ويشكون من قضاء الله
فيقولون لماذا يحصل هذا معي ؟؟
ليش انا بالذات .. يارب انا شو الي عملته حتى يحصل معي كل هذا ؟؟
فأقول لك اخي المؤمن ان الله يبلونا بالمصائب حتى يمحصنا ويطهرنا ويختبر صبرنا وتوكلنا وايماننا
فالله لم يخلقنا عبثا
بل خلقنا لعبادته ونحن لم نأتي لهذه الحياة فقط للفرح والرفاهية والسرور
فلو كانت الدنيا هكذا لنسي الانسان الاخرة الباقيه
واخذته الدنيا بلذاتها وشهواتها ومات عليها
ولكن المصائب تذكرنا بالله وتجعلنا اقوياء نقوى على عبادته وتصديقه والايمان بالاخرة والسعي من اجل بلوغ المراتب العليا بالجنه
نتنافس من اجل بلوغ المنزله العليا فيها
ولا ننسى قول الحق جل وعلا وفيها اجابه قوية لهذه الاسئله :
{الّم , أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون, ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
واقول له ايضا اياك اخي ان تكون ممن قيل فيهم
{ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }
واجعل من حياة الانبياء لك قدوة اخي في الله فهم الانبياء وتعذبوا اشد الوان العذاب
فآمن بالله واطمئن لحكمته وآمن بالقدر وارضى به
وانتظر الآخرة حتى تهب عليك بنسماتها فتنعش نفسك الحزينه وتطرد الكآبة عن قلبك وتبعث الأمل في روحك
اخي في الله لا تكن كالسفينة التي فقدت شراعها ومقومات ثباتها بوجه الريح والعواصف والامواج
اثبت اخي في الله ولا تهتز مهم اشتد موج الحياة وريحها فيك
حتى لا تغوص في اعماقها فتغرق ؤوتذهب الى الجحيم والعياذ بالله
اخي في الله
اياك وان يقتلك الألم او يصيبك الجزع والهلع
او تحفك الكآبة والحزن
اياك ثم اياك
ان تخلوا حياتك من معنى الحياة
اخي في الله اجعل من مصيبتك تسلية وتذكر ان الله سيجبر كل مصائبك في جنة عرضها السموات والارض جزاء المحتسبين الصابرين
فيها ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
واعلم اخي ان كل نعيم دون الجنة سراب وكل عذاب دون النار عافيه
ووالله يا اخي عندما تقف على الخير الذي ادخره الله لأهل الصبر على البلاء الراضين بقضائه جل في علاه فستشتهي وتتمنى البلاء لتنال الاجر العظيم من الله
انظر الى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو ان جلودهم قُرضت في الدنيا بالمقاريض "
اذا فلتهن كل المصائب اخي في الله ( ان لم تكن في الدين )
وتذكر
ان لأهل الجنة ان يحيوا فلا يموتوا ابدا وان يصحوا فلا يسقموا ابدا وان يشبوا فلا يهرموا ابدا وان لهم ان ينعموا فلا يياسوا ابدا
نعم والله يا اخواني انه وعد من الله لعباده الصابرين
الذين مات احبابهم فصبروا على موتهم
الذين اعيا اجسادهم المرض فصبروا واحتسبوا
الذين اكهلتهم الشيخوخة والعجز وتجعدت وجوههم وقلت قواهم فصبروا واحتسبوا
والذين ضاقت في وجوههم الدنيا فلا بيت ياويهم ولا ثياب تسترهم ولا طعام يقوتهم وصبروا واستغنوا بالله العظيم
اخي في الله
اصبر وما صبرك الا بالله اصبر وايقن ان الفرج قريب
واعلم بحسن المصير
فبصبرك تنال الاجر وتكفر عنك السيئات وتعلوا مرتبتك بالجنه
صبرا صبرا يا اخواني
ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب
وان مع العسر يسرا .. ان مع العسر يسرى
فإذا عظم البلاء وحلت المصيبه
قل
الحمد لله وانا لله وانا اليه راجعون
ففيها والله العلاج الكافي وتتضمن اصلين عظيمين اذا تحقق العبد بمعرفتهما وتسلى عن مصيبته
فالاول يتحقق العبد ان نفسه واهله وماله وولده ملك لله عزوجل حقيقة وقد جعله الله عند العبد عاريه
والثاني ان مصير العبد ومرجعه الى الله مولاه الحق ولا بد ان يترك الدنيا وراء ظهره ويرجع لله فردا كما خلقه اول مرة
لا اهل ولا مال ولا عائله
سيرجع فقط باعماله حسنة كانت ام سيئه
اذا على ماذا يحزن بني آدم ؟؟
اعلم هداني واياكم الله ان الحزن فطرة وانا الانسان يملك احاسيس
ويملك شعور الحزن والفرح وقد اودع الله هذا فيه وجبله على هذه الطبيعة
لكن ما اريد ان اوصله لكم اخواني
هو عدم الجزع والجحود ورفض القضاء وحكمة الله والقنوت واليأس والشكوى والضجر
مما يضعف ايمان العبد ويصبح لقمة صائغة في فم الشيطان اعذانا الله واياكم منه
فينهار مع المشاكل ويضعف ويستسلم
وما اريده هو ان تؤمنوا بقضاء الله وقدره
يقول جل من قال :
{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير , لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور }
فهنا والله يا اخواني الشفاء والدواء لكل مصيبه { ما أصاب من مصيبة إلابإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه }
اخي في الله كن من الذين صفت من الدنيا قلوبهم يستقبلون المصائب بالبشر .
وكن كالذي قال :
إني لأصاب بالمصيبه فاحمد الله عليها اربع مرات واشكره : اذ لم تكن اعظم مما هي , واذ رزقني الصبر عليها , واذ وفقني للإسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب , واذ لم يجعلها في ديني .
سبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعمائه
الله يبتلينا ليس لانه يريد عذابنا وألمنا بل من رحمته فينا يشعرنا بالبلاء اننا عباده ولا نستمد عزتنا الا بالتذلل اليه جل وعلا واننا لا نستمد قوتنا الا باللجوء اليه والتوكل عليه واننا نستمد اسباب حياتنا كلها من افتقارنا اليه الملك جل جلاله .
لا تياس اخي في الله قد يكون الخير كله في هذه المصيبه
{ لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم }
وتذكر ان الصبر على البلاء يرفع درجاتك في جنات الرحمن وان الله سيعوضك ولا يخيب رجاءك
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }
( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث )
ايات كثيرة في القرآن تحث على الصبر وتظهر عواقبه
فبالصبر فلاح
{ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }
وبالصبر يضاعف الاجر
{ أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا }
والامامة بالدين لا تكن الا بالصبر
{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا }
والصابر يكون بمعية الله
{ إن الله مع الصابرين }
والنصر لا يتحقق الا بالصبر
{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين }
والصابر يحبه الله
{ والله يحب الصابرين }
الفائزون بالجنة هم الصابرين
{ إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون }
ولنا في رسول الله اسوة حسنة حيث قال
" الصبر ضياء "
" ما اعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر "
" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "
(( اللهم اوهبنا الصبر يا حي يا قيوم ))
وفي الصحابة الكرام لنا اسوة حسنة
اذ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" وجدنا خير عيشنا بالصبر .. افضل عيشنا وجدناه بالصبر ..
وقال علي رضي الله عنه
ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ... لا ايمان لمن لا صبر له
وقال الحسن
الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله الا العبد كريم عنده
يا اخواني لا تحزنوا
ففي الابتلاء تغفر الذنوب وتمحص القلوب
اعلم انه يؤلمنا جدا ان نرى امهاتنا او آبائنا او اولادنا حيث يمرضون ويتألمون ويرهقهم الألم
يعني والله الواحد يود لو يقدم روحه لها ليخفف عنها الالم والعذاب
لكن انا اقول نيالهم الي ربنا بيبتليهم بالامراض وبصبروا
حيث يمحصهم ويغربلهم تغربل من الخطايا والذنوب
يرجع الى الله طاهر ممحص كالخرقه البيضاء
( لهم الجنة يارب )
والله يا اخواني ان السفر كله عذاب ومشقه
وهذه الحياة الدنيا ما هي الا سفر
ولا نحط رحالنا الى عندما نصل الى اخر محطة
وهي اما النار والعياذ بالله واما الجنة اللهم أكرمنا يارب
اصبر اخي في الله
فلصابر جنة وفي الجنة يجبر الله كسرنا ويداوي جراحنا ويعوضنا باللذة والنعيم
فأسأل الله العلي العظيم ان يجمعنا في جنته اخواننا على سرر متقابلين
ولا تنسوني من دعواتكم
استغفر الله لي ولكم واشهد ان لا اله الا الله محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وآله وسلم
اختكم الفقيرة الى عفو الله
وردة الاسلام
تعليق