تتميز اللغة العربية بانها اقرب لغات الدنيا الى قواعد المنطق بحيث ان عبارتها سليمة طيعة تهون على الناطق ان يعبر بها عما يريده من دون تصنع او تكلف

واللغة العربية تكتب كما تقرأ، بحيث ان الذي يتعلم حروفها وحركاتها يهون عليه بدون مشقة ان يقرأ حيثما شاء، وليس فيها من شذوذ بيد ان اكثر اللغات تحتاج ممن يتعلمها بعد ان يتعلم اوائل كتابتها يلتزم ان يتعلم ايضا قراءتها كلمة كلمة، وهي غنية بنفسها عن كل ما يحتاج الانسان الى نطقه

والعرب لم يتركوا شيئا الا استنبطوا له اسم من لغتهم كالمعدة والهواء والجوهر والافق وخسوف القمر وكسوف الشمس والصدى وما الى ذلك

وقد توصل علم اللغات الى حقيقة ثابتة راسخة بالنسبة للغة العربية هي انها معبرة بسيكولوجيتها للعلوم الباطنة والظاهرة

ومن خصائص اللغة العربية ان جميع مشقاتها تقبل التصريف الا ما ندر وهذا يجعلها طوع اهلها اكثر من غيرها وقد وضع علماء اللغة باجتهادهم ابنية اللغة الكلاسيكية وكذلك مفرداتها في حالة كمال تام

فاللغة العربية تهتم بالمفردات وتربط الجمل بعضها ببعض وللفعل اثنتي عشر صيغة كل منها يمتاز بمعنى خاص متصل بمعنى الفعل الاصلي، والاسناد في اللغة العربية يكفي في انشاء علاقة بين الموضوع والمسند اليه ، فنقول فلان شجاع دون حاجة الى ان نقول فلان موجود شجاع ولا تحتاج العربية في طبيعة بنيتها وتركيبها الى الجمل الخبرية فيها الى ما يثبت ما يسمى في اللغات الغربية فعل الكينونة

سعة اللغة العربية بالنسبة لجميع اللغات امر واضح ويضاف الى جمال صوت حروفها وكذلك ثروتها المدهشة في المترادفات كما تزينها الدقة ووجازة التعبير والكنايات والمجازات والاستعارات وهي اكثر اللغات اختصارا في ايصال المعاني ، وجمعت اللغة العربية بين اربعة عناصر تتكامل معا وتبدو واضحة وهي:اظهار الافكار بطريقة موجزة دون استدراج السامع اليها، والاستثناء الى المقابلة لتوضيح الغرض المقصود ، واضافة الحوادث الى الفعل اكثر من اسنادها الى الفاعل كما هو في اللغات الاوروبية وإن الالفاظ العربية تعود غالبا الى اصل ثلاثي