الميلاد والنشأه:

ولد شهيدنا المغوار في تاريخ 2-3-1983م في مخيم الشاطئ حيث ترعرع في أزقة المخيم وتربى منذ صغره على موائد الرحمن في المساجد فكانت بدايته في المسجد الأبيض ثم مسجد عبد الله ابن عمر"السوسي" . درس الشهيد المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث في المخيم والمرحلة الثانوية في مدرسة شهداء الشاطئ الثانوية للبنين. يقول أصدقاء الشهيد الذين عايشوه فترة طفولته أنه كان هادئاً ومتواضعا جداً وكان حريصاً على تقديم المساعدة لأصدقائه تجده دائما سباقاً إلى عمل الخير كان دائم النصح لزملائه فكان كلما أحس من أحدهم تعلقا بالدنيا ذكره بالاخره ويوم لقاء الله.

كان الشهيد مثالاً يحتذى به في بيته ومعاملته مع والديه وإخوانه وأخواته . فكان دائماً يحث إخوانه على الذهاب للمسجد وكان يوقظ أهله وأصحابه لصلاة الفجر خاصة.وكان حريصا على أن يشارك إخوته الصغار بنشاطات المسجد وجلسات العلم التي تقام بالمسجد وقد كان حنونا عليهم ويحاول توفير ما يحتاجونه دائما رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة. يذكره أشبال وشباب وشيوخ المسجد والدمع يملئ عيونهم فقد كان يسري أخاً لكل شاب في المسجد يهون عليه مرارة وقسوة الدنيا ويحثه على الخير والصبر يقول "أبو أشرف" أحد أصدقاء يسري: نذكر يسري في مواقف الرجال فنحن نذكره داعياً إلى الله ومحبباً الشباب في الالتزام بالمسجد وحثنا على المشاركة في نشاطات المسجد فكان ذو همة عاليه لا يعرف الكلل ولا الملل, نذكره وهو أخاً كبيراً لأشبال المسجد فلن ينسى أحد الأشبال يسري الذي كان يأخذهم دائما إلى تمرين كرة القدم والرحلات مجتهداً في إسعادهم مضحياً بوقته وماله من أجلهم يقف بجانيهم لحل مشاكلهم والاستماع إليهم بصدر واسع حتى أحبوه حباً كبيرا وتعلقوا به فلم تطفئ الدموع نار الشوق لرؤيته, نذكرك يا أخانا وأنت أسداً في مواجهة أعداء الله لا تهاب ولا تتراجع سباقاً للخروج في المهمات الصعبة حريصاً على لقاء الله وأنت مقبل غير مدبر نذكر وجهك المبتسم الذي يحمل هموم الدين والأمة لا تفارقه لمحة الحزن نذكرك وأنت كامنُ بين الأشواك لساعات طويلة بالقرب من السلك الحدودي ترصد أعداء الله وتحضر الأهداف والعمليات فنشهد أنك من الذين لم يعرفوا هدنةً مع العدو والذين واصلو الليل بالنهار مرضاةً لربهم.



راهب الليل فارس النهار

كان شهيدنا راهباً في الليل فارساً في النهار يصل نهاره بليلة في طاعة الله تعالى يعمل ويجاهد حتى يرضى الله عنه. كان حريصا على أن يشارك في الاعتكافات التي تقيمها أسرة المسجد في أيام الخميس وكان يحث شباب المسجد جميعا على حضور الاعتكاف.وكان يعمل جاهداً على أن لا يتغيب عن جلسة العشاء حرصاً منه على تلقي دروس العلم ومشاركة شباب المسجد بالنشاطات.

تذكر عمته في ذات مرة أنها قالت له: يا يسري إني رأيتك في المنام شهيداً فقال: " بتحكي جد" فقالت له: نعم ففرح كثيراً حين قالت عمته إن أحلامي كثيراً ما تحقق.وبعد فترة سأل عمته , أصحيح أحلامك تتحقق فقالت له: نعم فقال لها : ألم تحلمي بي مرة أخرى فسألته لماذا فقال: لها لا شيء وكان هذا قبل وقت قليل من استشهاده . لأنه كان يشعر بأنه سيلقى الله تعالى وبالفعل لقي الله تعالى مقبلاً غير مدبر كما أحب.



المقاتل الصنديد

التحق يسري بكتائب القسام عام 2002م , حيث عمل في البداية ضمن وحدات المرابطين فكان يخرج مع أفراد مجموعته للرباط على حدود المخيم وللرباط على الحدود الشرقية لمدينة غزه بمنطقة "الشجاعية" فقد كان حريصاً على الرباط في المناطق الحدودية الخطرة المعرضة للاجتياح . ويذكر مسئوله العسكري "أبو الوليد" أن يسري كان دائم الطلب أن يرابط على الثغور الأمامية حرصاً منه على التعرض للشهادة ويكمل "أبو الوليد" أن يسري أظهر تفوق على أقرانه من حيث القدرة على التحمل والصبر فقد كان رجلاً في كل الميادين مما أهله لان يصبح أحد أفراد الوحدة الخاصة لكتائب القسام منذ بداية تأسيسها فكان أسداً فكل المواقف مما حذا بإخوانه أن يرشحوه ليصبح مدرباً فعمل في وحدة التدريب في معسكر الشاطئ , ويضيف "أبو عبيدة" أحد أفراد مجموعته أن يسري كان مقداماً حتى أننا كنا نتعجب من جرأته فكان لا يهاب أبداً ولا يعرف للخوف طريق فكان يسري عند خروجه في مهمات الرصد يقترب من السلك بدرجه كبيره جداً حتى أنه في إحدى المهمات أخذ يصور بجيب عسكري على الحدود فنزل منه الجنود فقال له زميله هيا لنرجع لأنهم هكذا سيرونا ولكن يسري أصر على تصوير الجنود فرداً فرداً وظل قريبا منهم يصورهم ولم يرجع حتى تعرضوا لإطلاق نار من بنادق الجنود .

وقد أكد مسئول العمليات في مخيم الشاطئ أن يسري أحضر عدداً من الأهداف الناجحة والتي تم ضربها وأحدث بعضها إصابات مباشرة بجنود الاحتلال فقد كان يسري في فترة التهدئة يذهب بشكل شبه يومي للرصد والبحث عن أهداف تصلح لتنفيذ عمليات فقد كان يسري يخرج من للرصد في مناطق شرق الشجاعية وبيت حانون والمغازي والبريج.

كان ليسري دور بارز في التأثير على الكثير من المجاهدين وخاصة خلال فترة التهدئة مع العدو حيث كان يحث إخوانه على مواصلة الإعداد ليوم المواجهة .



أسد القسام

شارك الشهيد بتنفيذ عدد من العمليات ضد جنود الاحتلال كان أبرزها إطلاق صاروخ بتار على منطقة ناحل العوز حيث قتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون ويقول أحد المشاركين بهذا القصف القسامي أن هذا القصف كان صبيحة عيد الأضحى المبارك حيث صلى هو ويسري صلاة العيد في مخيم الشاطئ ثم انطلقوا لتنفيذ المهمة فأكرمهم الله بقتل جندي وإصابة ثلاثة حسب اعتراف العدو حيث شاهدو سيارات الإسعاف وهي تنقل الجنود المصابين. كما خرج الشهيد بتنفيذ عملية إطلاق نار على باص للمغتصبين الصهاينة في منطقة المغراقة جنوب مغتصبة "نتساريم" كانت العملية تحتاج إلى جرأه وإقدام فتم الاختيار أن يخرج يسري وأربعة من المجاهدين لتنفيذ العملية وكانت مهمة يسري أن يتقدم هو ومجاهد آخر باتجاه الباص الذي يمر على شارع المغراقة لمسافة قصيرة جداً ويمطروا الباص بالرصاص ويبقى المجاهدون الآخرون للتغطية عليهم أثناء انسحابهم فتم تنفيذ العملية وأكرمهم الله بالعودة منصورين, ويضيف مسئول العمليات بالمعسكر أن يسري انضم إلى وحدة إطلاق الصواريخ في المعسكر لنظرا لخبرته ومعرفته بالمناطق الحدودية .حيث شارك يسري باصلاق العديد من صواريخ القسام وقذائف الهاون على مغتصبة " سديروت" ومغتصبات الشمال(دوغيت و نسانيت) وناحل العوز وأن يسري كان يصر في كل مهمة أن يظل بجانب البطاريات ليكون له شرف إطلاق الصاروخ فكان رحمه الله يحرص على الشهادة ويقدم عليها بكل جرأة . شارك الشهيد في التصدي لعدد من الاجتياحات بجانب إخوانه المجاهدين فشارك في التصدي لاجتياح "جباليا" و"الزيتون" واجتياح منطقة "الشعف" مؤخرا وكان قدر الله أن يرتقي شهيداً في اجتياح الشجاعية.



فارس المكتب الإعلامي

كان يسري حريصاً على أن يكون له سهماً في كل عمل في سبيل الله فكان وقته كله للجهاد والدعوة فألح يسري على إخوانه ليعمل في المكتب الإعلامي مصوراً لأنه قد خاض دورة للتصوير ولديه خبره في هذا المجال ويقول "أبو شرف" من المكتب : طلب يسري الانضمام إلى المكتب الإعلامي وذلك قبل استشهاده بعدة أشهر وتم الموافقة بأن يعمل يسري مصوراً ففرح يسري يومها فرحاً شديداً فقد انفتح له باب جديد للعمل والجهاد في سبيل الله, فكان يسري يخرج لتصوير دورات إطلاق النار ورمي القنابل وتصوير عمليات إطلاق الصواريخ صوب المغتصبات المحاذية لحدود القطاع. ويضيف "أبو شرف" يوم الأحد الذي سبق استشهاد يسري بيومين خرج يسري مع عدد من المجاهدين لصد الاجتياح لمنطقة" الشجاعية" وأكرمهم الله بضرب ناقلة جند بقذيفة ياسين وقد صور يسري عملية ضرب الناقلة حيث فرح يسري يومها فرحاً شديداً لأنه شاهد إعطاب الناقلة من قرب.



مشوارُ جهادي توج بالشهادة

خرج الشهيد ظهر يوم الثلاثاء 29/8/2006م إلى منطقة "الشجاعية" حيث توغل أعداء الله اليهود ليعيثوا قتلا وفساداً في الأرض يروي أحد المجاهدين الذين كان معه في نفس المهمة أن يسري سأل عن مقص أظافر وأخذ يقلم أظافره حيث قال أنه يحب أن يلقى الله وهو نظيف وأنه أخذ يذكر أصدقاءه الذين استشهدوا وأنه لم يبقى منهم إلا هو وشخص آخر وقد استشهد هذا الشاب الذي تحدث عنه يسري , بعد استشهاد يسري مباشرة في نفس الاجتياح وأثناء مرور السيارة التي تقل مجموعة يسري مروا أمام بيت عزاء احد المجاهدين وكان رفيق يسري في الجهاد فقال يسري لإخوانه في المجموعة عندما نعود سأقوم بأداء العزاء لأهالي الشهداء وفي أثناء الاجتياح طلب أن يودع المجاهدين المكلفين بضرب الأهداف وهم الذين أكثر عرضة للشهادة فقال سوف أودعهم عسى الله أن يلحقني بهم كما أنه أوصى أحد الاستشهاديين المكلفين بضرب الأهداف أنه إذا استشهدت أن بلغ سلامي إلى الله ورسوله . ويكمل المجاهد عن كيفية استشهاده فيقول : بعد أن صلينا العصر جميعاً ذهب يسري برفقة أحد الأخوة لرصد هدف ليتم ضربه وبالفعل قام يسري برصد أحد الأهداف و الاتصال بالمجموعة فركبنا السيارة وانطلقنا إلى المنطقة التي كان بها يسري حيث تم تلقيم الياسين وتجهيزه داخل السيارة فأراد يسري أن نتقدم بالسيارة أكثر حتى كادت السيارة أن تقصف لشدة اقترابها من الهدف المقصود , ثم نزلنا جميعاً من السيارة وانطلق يسري ومعه الكاميرا لتصوير الهدف لحظة ضربه ، وفجأة قام أحد المجاهدين من منطقة الشجاعية بضرب نفس الهدف المرصود ولكن القذيفة لم تصب الهدف لوجود ساتر ضخم خلف الدبابة وقد قام يسري بتصوير هذا المشهد وكذلك صوت الانفجار ، ثم انقطع الاتصال مع يسري حيث لم نعد نراه ، حينها كنا نحاول الاتصال به في نفس الوقت ذهب يسري لكي يري أحد القادة المتواجدين التصوير الذي صوره ليؤكد له صلاحية الهدف وما أن عاد إلى نفس المكان لتصوير المحاولة الثانية لضرب الدبابة من مكان آخر كنت حينها أحاول الاتصال به وكان جواله يرن حتى حدث انفجاران فكان الانفجار الأول قذيفة أربي جي والانفجار الثاني كان قذيفة دبابة أطلقتها صوب يسري مما قطع الاتصال في شبكة الهاتف حتى رأينا أشلاءاً تتناثر في الجو فعلمنا حينها أن يسري كان موجوداً في مكان الانفجار وقد استشهد وتحول جسده إلى أشلاء . رحمك الله يا يسري وعزاؤنا الوحيد أن يجمعنا الله بك في جنة الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر.