الانتفاضة والشعب اليهودي
موت الشعب اليهودي تعبير يدل أو يشير إلى تناقص عدد اليهود في العالم بدل تزايدهم كما هو الحال بالنسبة للجماعات والشعوب بشكل عام، والشعب اليهودي تعبير يدل على كل من يدين باليهودية، واليهودي بالتعريف الحاخامي الأرثوذكسي هو كل من ولد من أم يهودية، أو كل من تهود على يد الحاخامات اليهود، وطبقاً للطقوس الدينية اليهودية، وهو يصنف على أنه يهودي طقسي أو ديني، تمييزاً له عن اليهودي الأثني، وهناك خلاف بين الطوائف اليهودية حول الاعتراف بالمتهودين، فالحاخامات الأرثوذكس لا يعترفون بمن تهود على يد رجال الدين في الطوائف الدينية الجديدة، وعلى رأسهم الإصلاحيون.
وللتهود في العصر الحالي مصدران أولهما، وهو المهم يأتي من أبناء اليهود المتزوجين من نساء غير يهوديات، أما المصدر الثاني، فيأتي من خلال تهود بعض الأفراد طمعاً في تحقيق مصالح شخصية وخاصة من دول الاتحاد السوفياتي السابق، حيث قام بعض الأفراد المسيحيين هناك بالتهود الشكلي كي يهاجروا إلى فلسطين أملاً في تحسين مستواهم المعيشي المتدني، أو لتسهيل هجرتهم في مرحلة لاحقة إلى دول أوروبا الغربية، والولايات المتحدة الأميركية ولكن هذا التهود بمصدريه لا يشكل مصدراً هاماً لزيادة تعداد اليهود في العالم.
ورغم وجود مصدرين لتزايد الشعب اليهودي في العالم من خلال التكاثر من جهة والتهود من جهة ثانية إلا أن مصادر نقص (موت) الشعب اليهودي ذات تأثير أكبر بحيث تكون النتيجة النهائية لهذا الجدل هي نقصان في التعداد العام لليهود في العالم، وهو ما يدعى بموت الشعب اليهودي الاختلاسي والذي يعود إلى عدة أسباب أهمها:
أولاً: إن تزايد معدلات اندماج الجماعات اليهودية في المجتمعات الغربية خاصة في الولايات المتحدة الأميركية من خلال علمنتهم وتوغلهم داخل البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية، يؤدي إلى ابتعادهم عن الطقوس والشعائر الدينية اليهودية، ونبذهم للجبة اليهودية، والتي تشكل عمود الدين اليهودي، والمندمجون في النهاية يتخلون عن يهوديتهم، ويخرجون من حظيرة الدين اليهودي لصالح باقي الأديان وخاصة المسيحية، والأديان الجديدة التي بدأت تنتشر في العالم الجديد مثل البهائية، والبوذية.
ثانياً: الزواج المختلط (بين اليهود وغير اليهود) والذي يشكل جزءاً مما يدعى بالهولوكوست الصامت، وقد بلغ الزواج المختلط في الولايات المتحدة الأميركية حتى 50% من عدد الزيجات عند اليهود، وبالطبع فإن الزواج المختلط ينتهي في غالبه إلى خروج الزوج اليهودي (ذكراً كان أم أنثى) عن يهوديته ودخوله في حظيرة قرينه، والأهم من ذلك أن الغالبية العظمى من أبناء الزواج المختلط ينضمون في النهاية إلى حظيرة دين القرين غير اليهودي، خاصة وأن أبناء اليهودي من أم غير يهودية لا يعتبرون يهوداً إلا إذا تهودوا على يد الحاخامات، وفي إحصائية جرت في الاتحاد السوفياتي تبين أن 90% من أبناء الزيجات المختلطة يصنفون أنفسهم من غير اليهود.
ثالثاً: إن المرأة اليهودية التي تقوم بدور تكاثر وتزايد الشعب اليهودي (على اعتبار اليهودي هو من ولد من أم يهودية)، وبعد أن كان الاندماج تقريباً حصراً على الذكور، بدأت - المرأة - بالاندماج من خلال الزواج المختلط، وغالباً ما يكون أبناء الزواج المختلط لليهوديات (رغم أنهم يعتبرون يهوداً) هم أولاد اندماجيون، وهم أيضاً أشد ميلاً للخروج من حظيرة الدين اليهودي إلى الأديان الأخرى، وخاصة إلى دين الأب غير اليهودي، والذي في الحالات العظمى يكون مسيحياً، مع العلم أن اليهودي الذي يخرج من حظيرة الدين اليهودي دون أن ينتمي إلى دين آخر يعتبر «يهودياً غير يهودي» أو «يهودياً اثنياً» وبذلك يبقى ضمن تعداد اليهود.
كما أن الخصوبة عند المرأة اليهودية بدأت تنخفض بشدة لعدة أسباب، أهمها هو تزايد القيم النفعية الأنانية في زمن العلمنة التي حولت الزواج والجنس إلى متعة فحسب، وبالتالي هناك حالة من التخلي عن المفهوم الأسري المترافق مع تحديد النسل وخاصة في المدن، ومن المعروف أن الجماعات اليهودية من سكان المدن والتي تتفشى فيها أيضاً ظاهرة الزواج المتأخر، وتزايد معدلات الطلاق، والذي بدوره يؤدي إلى نقص الإنجاب، وبالتالي نقص عدد المواليد بالنسبة للأسرة اليهودية، كما أن انتشار الفلسفة العلمانية أدى إلى تزايد في عدد حالات الشذوذ الجنسي في العالم الغربي، وبالتالي في المجتمعات اليهودية، وبالتالي أيضاً نقص الخصوبة والتكاثر لدى اليهود.
ونتيجة لهذه الأسباب فقد أصبحت الخصوبة اليهودية أقل نسبة خصوبة في العالم، ومن المعروف أنه حتى يستطيع المجتمع أن يرمم نفسه، أي أن يحافظ على تعداده دون زيادة أو نقصان، فيجب أن تلد الأنثى 2.1 كمتوسط (أي بحدود مولودين)، والمرأة في "إسرائيل" تنجب 2.91 فقط (أي أقل من ثلاث مواليد)، وهذا الرقم بالنسبة لليهود على وجه الخصوص لا يكفي لترميم الموت اليهودي المجازي، وبذلك فمن المتوقع أن ينحدر عدد اليهود في العالم سنة 2025م إلى خمسة أو ستة ملايين.
وهذا الموت اليهودي له أهمية عالية في "إسرائيل" خاصة أن نقص الخصوبة الشديد عند اليهود يقابله زيادة عالية جداً في معدل الخصوبة بالنساء للمرأة الفلسطينية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، في الأراضي التي سيطرت عليها العصابات الصهيونية سنة 1948، وكذلك الأمر بالنسبة للضفة الغربية والتي يبلغ فيها معدل الخصوبة 7.5%، وفي قطاع غزة والذي يبلغ فيها معدل الخصوبة 9.7%، وهي من أعلى، أو أعلى نسبة خصوبة في العالم، وهذا ما تنظر إليه القيادة الإسرائيلية بعين مصابة بالذعر حين تستقرئ الآفاق المستقبلية، ولما سيكون عليه تعداد العرب في فلسطين بعد عقدين فحسب، حيث سيكون المارد البشري قد بلغ حداً لا يمكن له سوى الانفجار من القمقم في وجه الكيان الصهيوني.
ورغم تمسك اليهود بيهوديتهم، إلا أن الصراع العربي - الإسرائيلي كان السبب الرئيسي في زيادة ظاهرة (موت الشعب اليهودي المجازي)، وقد أتت انتفاضة الأقصى أخيراً كعامل مهم ليزيد من معدلات الموت المجازي اليهودي بعدة أسباب:
أولاً: إن الانتفاضة الفلسطينية، وعلى صعيديها الفكري الثقافي التعبيري، والذي كشف بشكل واضح عن وجود شعب فلسطيني يستطيع أن يدافع عن وجوده، وعن شخصيته الحضارية المميزة، بكل ما أوتي من رغبة في الحياة والوجود وهو قادر على التعبير الثقافي فقط عن رفضه لمحاولات إزاحته من التاريخ، وإحلال شعب بديل مكانه فحسب، بل إنه قادر على المبادرة، وعلى التعبير الفعلي، وهو الذي تمثل بتنفيذ الأجنحة العسكرية للتنظيمات الفلسطينية على اختلاف منطلقاتها لعمليات عسكرية ناجحة في عمق الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى زعزعة الأمن، وفقدان الطمأنينة والاستقرار لدى اليهود في دولة "إسرائيل"، وخاصة منهم الوافدين حديثاً، وهذا بدوره أدى إلى تزايد الهجرة المعاكسة من داخل فلسطين إلى دول العالم الغربية (الهجرة اليهودية السلبية)، وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية، من جهة، ومن جهة ثانية أدى إلى نقص أو توقف الهجرة من دول العالم إلى فلسطين (الهجرة اليهودية الإيجابية)، وكلا السببين يؤديان إلى زيادة وجود اليهود خارج دولة "إسرائيل" وخاصة في العالم الغربي الحديث حيث هناك يندمج اليهود في مجتمعاتهم العلمانية، وتكثر لديهم نسبة الزواج المختلط، وكلا الأمرين في مرحلة لاحقة يقود الأفراد اليهود خارج فلسطين إلى التخلي عن يهوديتهم، لصالح الأديان والمعتقدات الأخرى، وبالتالي زيادة موت الشعب اليهودي المجازي.
ثانياً: إن الانتفاضة تؤدي إلى عدم استقرار عضوي ونفسي من خلال العمليات الفدائية، ومن خلال ترسيخ مفهوم أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن المطالبة بحقوقه كاملة، ليس فقط في الأراضي المحتلة سنة 1967م، بل وفي كامل الأراضي الفلسطينية
، إضافة إلى ترسيخ مفهوم رفض شعوب المنطقة العربية على اختلاف دياناتهم، وطوائفهم، ورفض العالم الإسلامي على اختلاف قومياته لوجود الشعب اليهودي في فلسطين، وبالتالي فإن استمرار وجود اليهود في فلسطين مستقبلاً هو محط شك بالنسبة ليهود فلسطين، خاصة أن اليهود مطلعون على تجارب تاريخية قديمة كانت جميعها قد انتهت بالشعب اليهودي إلى نتائج كارثية كان أهمها السبي الآشوري سنة 721 قبل الميلاد، ومن بعده السبي البابلي سنة 586 قبل الميلاد، وأخيراً الشتات اليهودي على يد الرومان سنة 70 للميلاد، مروراً بتجاربهم العديدة في أوروبا القرون الوسطى، وانتهاء بالنازية الألمانية، وكل هذا، الشعور بأنهم مرفوضون، ومعرفتهم بتجارب تاريخية مر بها أسلافهم اليهود، إضافة إلى نقص الهجرة الإيجابية من دول العالم إلى فلسطين، وزيادة الهجرة السلبية من فلسطين إلى العالم الغربي، - كل ما سبق - يؤدي إلى نقص الخصوبة لدى المرأة اليهودية نظراً للشعور بضبابية المستقبل بالنسبة للأفراد المخصبين من اليهود في فلسطين، والذي يقع على عاتقهم ترميم، ومقاومة موت الشعب اليهودي.
ثالثاً: إضافة إلى موت بعض اليهود في فلسطين من خلال العمليات الاستشهادية والفدائية، خاصة أن القتلى اليهود يكون غالبيتهم من الفئة العمرية المخصبة، والتي يعول عليها زيادة أعداد اليهود من خلال التناسل والتكاثر، ولكن القتل الحقيقي الاستراتيجي الذي تقوم به الانتفاضة بفعلها وبمفهومها الحضاري، يتمثل في عدد اليهود الذين يموتون مجازياً من خلال خروجهم من حظيرة الدين اليهودي إلى أديان أخرى، ولذلك فإن العمليات الاستشهادية على وجه الخصوص وأعمال الانتفاضة على وجه العموم، تقلق بشدة اللاهوت الصهيوني السياسي، لا بمقدار ما تحدثه من التأثيرات المباشرة التي تطفو على السطح بل بمقدار ما تحدثه في عمق الصيرورة اليهودية.
إن الانتفاضة، ورغم أن الإعلام الصهيوني اليهودي العالمي قام بتشويهها، وتشويه خطابها الحضاري، وإلصاق صفة الإرهاب بها خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنها استطاعت أن تفند الكثير من المقولات الصهيونية الإعلامية القديمة التي اعتمدت على إلغاء وتغييب الوجود العربي الفلسطيني، التي وصل بها الحد إلى ادعاء الصهيونية بعدم وجود شعب عربي فلسطيني، وإن كانت تعترف بوجوده أحياناً، فكانت تلحق هذا الاعتراف بترويج إعلامي ينص على أن الوجود العربي الفلسطيني هو وجود عددي، لا وجود حضاري، ويمكن لليهود استيعابه، وهضمه، بكل سهولة، ولكن الانتفاضة استطاعت أخيراً أن تقف على المنبر، وأن تعلن على الملأ ما مفاده أن الشعب العربي الفلسطيني قادر على حماية وجوده، وشخصيته القومية، والحضارية، والمطالبة بحقوقه الإنسانية، وهو متمسك بهويته وتراثه ومعتقداته بكل ما أوتي من قوة، بل بأكثر من ذلك، وهو الحصان الرابح في نهاية السباق التاريخي الطويل والشعب الفلسطيني قادر ان يربح المعركة بصمودة وبعزيمةالرجال تتحر فلسطين والحق لنا والجهاد حق مشروع .وحق المقاومة في القرارات و المواثيق الدولية على إيقاع انتهاكات حقوق الإنسان. ... المسلحة ضد المحتل، وتعترف بمشروعية حق الشعب في مقاومة الاحتلال والاستعمار.وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة وطرد الإحتلال من فلسطين
المغتصبة والسليبة
من هنا نقول إن كل الظروف باتت مهيأة حالياً لاندلاع انتفاضة ثالثة للتأكيد على رفض الشعب الفلسطيني قبول ما تحاول الدولة العبرية فرضه من خلال هذا الجدار القاتل والحفريات تحت المسجد الأقصي والحرب الأخيرة علي غزة والتهديد والوعيد الصهيوني والحصار الخانق علي المدن الفلسطينية، إذ أنه ليس من المنطق أن يتوقع أحد من الشعب الفلسطيني أن يقبل بالحقائق التي يرسيها جدار النهب العنصري، ويسلم بعملية التطهير العرقي التي تقوم بها دولة الاحتلال لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، واجتثاثهم من القدس الشريف
فأسلحة الاحتلال مشرعة داخل الحرم القدسيي .
علي جميع الموجودين في الساحةالفلسطينية
أولآ. السلطة الوطنية و حكومة حماس والفصائل المقاومة التوحد لمواجهة الخطر الصهيوني واشعال انتفاضة باسلة في وجه المحتل الغاصب،
الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة علي الأبواب "::
إعتداء إسرائيلى جديد على القدس في ذكرى إقتحام شارون لباحات المسجد الأقصي"
انشاء الله الإنتفاضة الباسلة علي الابواب.وبعد مرور 8 سنوات على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فإن بوادر نشوب الانتفاضة الثالثة تبدو في الأفق بسبب استياء الفلسطينيين من ما تقوم به دولة الاحتلال النازية من إجراءات على الأرض.واستمرار بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتصعيد اعتداءات المستوطنين المتعصبين على الفلسطينيين تعد من الأسباب التي قد تفجر الانتفاضة مرة أخرى.
شـكـرآـ وبارك الله فيكم ـ...و لكم مني أجمل تحية .
اخوكم وائل الريفي.[/size]
تعليق