قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) .
الحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا رسول الله , أما بعد :
بم يمر المؤمن حتى يصل إلى الجنة , وبم يمر غيره , وما هي العقبات في رحلة الخلود .
الأحداث العظام التي يمر بها
المؤمن
المنافق
الكافر
متتابعة حتى يصل إلى مثواه الاخير .
أولاً : القبر
أول منازل الآخرة , حفرة نار للكافر والمنافق , وروضة للمؤمن , ورد العذاب فيه على معاصٍ منها :
عدم التنزه من البول والنميمة والغلول من المغنم والكذب والنوم عن الصلاة وهجر القرآن والزنا واللواط والربا وعدم رد الدين , وغيرها , وينجي منه : العمل الصالح الخالص لله , والتعوذ من عذابه , وقراءة سورة الملك وغير ذلك , ويعصم من عذابه : الشهيد والمرابط والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم .
ثانياً : النفخ في الصور
هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه : نفخة الفزع : قال تعالى ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله ) , فيخرب الكون كله , وبعد أربعين ينفخ نفخة البعث : قال تعالى : ( ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) .
ثالثاً : البعث
ثم يرسلالله مطراً فتنبت الاجساد ( من عظمة عجب الذنب ) وتكون خلقاً جديداً لا يموت , حفاةً عراةً , يرون الملائكة والجن , يبعثون على أعمالهم .
رابعاً : الحشر
يجمع الله الخلائق للحساب , فزعين كالسكارى في يوم عظيم قدره 50 ألف سنة , كان دنياهم ساعة , فتدنو الشمس قدر ميل ويغرق الناس بعرقهم قدر أعمالهم , فيه يتخاصم الضعفاء والمتكبرون , ويخاصم الكافر قرينه وشيطانه وأعضاءه , ويلعن بعضهم بعضاً , ويعض الظالم على يديه , وتجر جهنم ب 70 ألف زمام , يجر كل زمام 70 ألف ملك , فغذا رآها الكافر ود افتداء نفسه او أن يكون تراباً , أما العصاة : فمانع الزكاة تصفح أمواله ناراً يكوى بها , والتكبرون يحشرون كالنمل , ويفضح الغادر والغال والغاصب , ويأتي السارق بما سرق , وتظهر الخفايا , اما الأتقياء فلا يفزعهم بل يمر كصلاة ظهر .
خامساً : الشفاعة
عظمى : خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم للخلق يوم الحشر لرفع بلائهم ولمحاسبتهم ,
وعامة للنبي وغيره : كإخراج المؤمنين من النار ورفعة درجاتهم .
سادساً : الحساب
يعرض الناس صفوفاً على ربهم , فيريهم أعمالهم ويسألهم عنها , وعن العمر والشباب والمال والعهد , وعن النعيم والسمع والبصر والفؤاد , فالكافر والمنافق يحاسبون أمام الخلائق لتوبيخهم وغقامة الحجة عليهم ويسهد الناس والأرض والأيام والليالي والمال والملائكة والاعضاء , حتى تثبت ويقروا بها , والمؤمن يخلو به الله فيقرره بذنوبه حتى إذا رآه أنه هلك قال له : ( سترتها عليك في الدنيا وانا أغفرها لك اليوم ) , وأول من يحاسب أمة محمد , وأول الاعمال حساباً الصلاة , وقضاءاً الدماء .
سابعاً : تطاير الصحف
ثم تتطاير الصحف فياخذون كتاباً ( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ) , المؤمن بيمينه والكافر والمنافق بشماله وراء ظهره .
ثامناً : الميزان
ثم توزن أعمال الخلق ليجازيهم عليها , بميزان حقيقي دقيق له كفتان , تثقله الاعمال الموافقة للشرع الخالصة لله , ومما يثقله : ( لا إله إلا الله ... ) , وحسن الخلق , والذكر : كالحمد لله , وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم , ويقاضى الناس بحسناتهم وسيئاتهم .
تاسعاً : الحوض
ثم يرد المؤمنون الحوض , من شرب منه لا يظمأ بعده أبداً , ولكل نبي حوض أعظمها لمحمد صلى الله عليه وسلم : ماؤه أبيض من اللبن , وأحلى من العسل , وأطيب من المسك , وآنيته ذهب وفضة كعدد النجوم طوله أبعد من ايلة بالأردن إلى عدن , يأتي ماؤه من نهر الكوثر .
عاشراً : امتحان المؤمنين
في آخر يوم من الحشر يتبع الكفار آلهتهم التي عبدوها , فتوصلهم إلى النار جماعات كقطعان الماشية على أرجلهم أو على وجوههم , ولا يبقى إلا المؤمنون والمنافقون , فيأتيهم الله فيقول : ( ما تنتظرون ؟ ) فيقولون : ( ننتظر ربنا ) , فيعرفونه بساقه إذا كشفها , فيخرون سجداً إلا المنافقين , قال تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطعون ) , ثم يتبعونه فينصب الصراط ويعطيهم النور ويطفا نور المنافقين .
الحادي عشر : الصراط
جسر ممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة , وصفه صلى الله عليه وسلم بانه ( مدحضة مزلة , عليه خطاطيف وكلاليب كشوك السعدان , ... أدق من الشعرة واحد من السيف ) مسلم , وعنده يعطى المؤمنون النور على قدر الاعمال أعلاهم كالجبال وأدناهم في طرف إبهام رجله , فيضيء لهم فيعبرونه بقدر أعمالهم " فيمر المؤمن كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والركاب , ( فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم ) .
الثاني عشر : النار
يدخلها الكفار ثم بعض العصاة من المؤمنين ثم المنافقون , من كل 1000 يدخلها 999 , لها 7 أبواب , أشد من نار الدنيا 70 مرة , يعظم فيها خلق الكافر ليذوق العذاب فيكون ما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام , وضرسه كجبل أحد , ويغلظ جلده ويبدل ليذوق العذاب , شرابهم الماء الحار يقطع أمعائهم , واكلهم الزقوم والغسلين والصديد , أهونهم من توضع أسفل قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه , فيها إنضاج الجلود والصهر واللفح والسحب والسلاسل والأغلال , قعرها بعيد لو ألقي فيه مولود لبلغ 70 عاما عند وصوله , وقودها الكفار والحجارة , هواؤها سموم , وظلها يحموم , ولباسها نار , تأكل كل شيء فلا تبقي ولا تذر , تغيظ وتزفر وتحرق الجلود وتصل العظام والأفئدة .
الثالث عشر : القنطرة
قال صلى الله عليه وسلم : يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار , فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا , حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة , فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) البخاري .
الرابع عشر والأخير : الجنة
مأوى المؤمنين , بناؤها فضة وذهب وملاطها مسك , حصباؤها لؤلؤ وياقوت وترابها زعفران , لها 8 أبواب , عرض أحدها مسيرة ثلاثة أيام , لكنه يغص بالزحام , فيها 100 درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض , الفردوس أعلاها ومنه تتفجر أنهارها , وسقفه عرش الرحمن , أنهارها عسل ولبن وخمر وماء , تجري دون أخدود , يجريها المؤمن كما يشاء , أكلها دائم دان مذلل , بها خيمة لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلاً , له في كل زاوية اهل , جرد مرد كحل , لا يفنى شبابهم ولا ثيابهم , لا بول ولا غائط ولا قدزارة , أمشاطهم ذهب , ورشحهم مسك , نساؤها حسان أبكار عرب أتراب أول من يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم , والأنبياء , أقلهم من يتمنى فيعطى عشرة أضعافه , خدمها ولدان كلؤلؤ منثور , ومن أعظم نعيمها رؤية الله , ورضوانه , والخلود .
أسأل الله ان يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .
والله ورسوله أعلم , وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أرجوا من إدارة المنتدى تثبيت هذا الموضوع المهم جداً
وجزيتم بخير من الله
تعليق