اعتقالات .. عاطفية ؟!
إنها إعتقالات هاربه من أسوار الحب .. وكلمات تُطل من شرفات الكتابه ؟!
كما قال عنها ادونيس ؟!
في اعماقها يقين المغامره , وفي كلماتها بعد يحتضن فضاء الداخل وضوء يفترس ظلام الخارج ..؟!
أنها الزنبقه ( غاده السمان ) .. التي تعتقل لنا لحظات هاربه ؟!
اعتقال كلمة ((مذكره )) ؟
خبأت يدك في جيبك
لحظة الوداع ..
كأنما لتنجو بها من امتلاك يدي
آه هذا هو الفراق ..
* * * *
تلك الصلابة الرافضة كلها
التي كان يواجهك بها جسدي
لم تكن أوامر الأجداد وإرادتهم
وإنما كانت صدى إرادة روحي
التي لم تصدق أنها تسكنني ..
كان يصعب عليك أن تصدق
أن للمرأة روحاً , وإرادة
لا جسداً فقط !
* * * *
تفترسني ذكرى ألمك ,
ويفترسني ألمي
الذي لم تصدق أنه يمكن لي معاناته
(ربما لأن كلمة الألم مذكرة !! )
* * *
" الألم , العطاء , الإخلاص , الوفاء "
كلها كلمات ( مذكره ) في الكتب المدرسية
معك , كنت اطمح
إلى لغة ما بعد التخرج !
اعتقال كلمة لم يقراها جيداً ؟
فليظل الشريان نابضاً
معلقا بين الحضور والغياب
على أسوار الليل والترقب ..
* * *
وليظل الحلم نائيا ً
كندف الثلج فوق الذرى
لئلا تدوسه
أقدام الواقع اليومي الموسخة ..
* * *
لا أريد حبا
أريد حلما ..
لا أريد جسداً
أريد ظلاً
* * *
هل تعني لك شيئاً
هذه اللغة !
أم تراك مثلهم جميعاً
ستقرئها دون أن تقرأني ؟
اعتقال أشلائي المتناثرة ؟
حين كانت الحمى تقضمني ,
عضواً إثر الآخر ,
عظماً إثر الآخر ,
كنت أفكر بزحام أحبائي ,
واحداً بعد آخر ,
واحداً بعد الآخر ,
بكلماتهم المشبوبة , بلوعة أشواقهم ,
بالأكاذيب كلها التي قالوها لي ,
والتي قلتها لهم ,
والصدق كله ...
وبينما الحمى تقضمني ,
من الوريد إلى الوريد ,
كنت أتساءل : أين هم .؟
الآن .. وأشلائي متناثرة فوق سريري !
وعلى جانبيه ..
ورأسي المقطوع قرب الوسادة ..
يدي تحت المنضدة ..
قدمي في الناحية الأخرى من السرير ,
يركض حولها صرصار
أرى بحياد ,
أن أحداً لم يقسٌ عليّ ,,
وأنني أرغب حقاً ..
في أن تكون الأشياء كما هي عليه ..
وأن أظل وحيدة , مع موسيقاي وجنوني ,
وأقلامي , وأحزاني , وأحلامي
وشريط الهاتف المقصوص يشهد عليّ
وتهربي المستمر منهم كقطرة زئبق
يشهد عليّ ..
* * *
وحيدة اكتشفت نفسي ,
مثل طفلة سقطة خلسة من باص المدرسة ..
وحيدة كنت معهم ..
ووحيدة أنا بدونهم ..
ووحيدة أنا بهم إلى الأبد ..!
اعتقال لحظة عافية ؟
وأنا أتقلب في رفاهية الصحة ..
والحياة .. والحب .. والموسيقى
أعي جيداً أن السيد الموت
يختبئ تحت فراشي
وأسمع صوت تنفسه
شبيها بتكات الساعة ,
* * *
تقدم أيها السيد الموت
أن امرأتك وهذا فراشك
ولتكن مشيئتك كي تكون مشيئتي :
الضوء لكائن آخر , لحظة انطفائه في عيني ؟
* * *
أنا امرأتك الوفية ,
أيها السيد الموت ..
-الرجال غرف انتظار –
فتعال ,
وليكن حبنا مزدهراً ,
ولنتناسل ,
وليكن في عرسنا
ما ينفع المدعوين
في فندق الكرة الأرضية ..
وليكن في موتي , ما يعني حياة
أحد ضيوفنا :
هـــــذا مــــــــهــــري !
تعليق