لماذا تعمل وكيلاً للنيابة، أو قاضيًا؟
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأستعلىَ على غيرى! قال صلى الله عليه وسلم ((لا يدخلُ الجنةَ: من كان فى قلبـِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ من كِبْر! )) مسلم(91).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لتكونَ لى الكلمة على الناس! هذا أدْعَى لخوفِكَ أكثر من اللهِ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((القضاةُ ثلاثة: قاضيان فى النار، وقاضٍ فى الجنة! قاضٍ قضى بالهَوَى: فهُوَ فى النار! وقاضٍ قضى بغير عِلْمٍ: فهُوَ فى النار! وقاضٍ قضى بالحَق: فهو فى الجنة )) صحيح الجامع(4447).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأنالَ المكانة الاجتماعية فى المجتمع! المكانة الاجتماعية: أن يُستجابَ لدعائِكَ، وتحسَّ بنعمة الرضا، وتدمعَ عيناكَ من خشيةِ اللهِ؛ عن سَهْل بن سعدٍ الساعِدِى، أنه قـال: مَـرَّ رَجُـلٌ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال لرَجُل عِندَهُ جالس ((مَا رَأْيُكَ فِى هَذَا؟)) فقال: رَجُلٌ من أشرافِ (أغنياءِ) الناس، هذا واللهِ حَرىٌّ إن خطب: أن يُنكحَ، وإن شَفَعَ: أن يُشَفـَّعَ. قال: فسكت رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم مَرَّ رَجُلٌ، فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مَا رَأْيُكَ فِى هَذَا؟)) فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا رَجُلٌ من فقراءِ المسلمين، هذا حَرىٌّ إن خطـب: أن لا يُنكـَحَ! وإن شَفـَعَ: أن لا يُشَفـَّعَ! وإن قال: أن لا يُسْمَعَ لقولِهِ! فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثـْلَ هَذَا)) البخارى(6447). قال صلى الله عليه وسلم ((رُبَّ أشـْعَثَ مَدْفُوعٍ بـِالأَبْوَابِ: لَوْ أَقسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ )) مسلم(2622)، (2854). قال النووى (لا قـَدْرَ له عند الناس؛ فيدفعونه عن أبوابهم، ويطردونه احتقـارًا له. ((لَوْ أقسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ)) لو حلف على وُقوع شىءٍ: أوْقـَعَهُ اللهُ؛ إكرامًا له: بإجابةِ سؤالِهِ، وصيانتِهِ من الحِنثِ فى يمينِهِ؛ لِعِظـَم منزلتِهِ عند اللهِ، وإن كان حقيرًا عند الناس) شرح النووى على مسلم(16/174-175).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأتقرَّبَ من نجوم المجتمع، فأشتهرَ، وأحققَ مصالحى! مصالحُك: أن تحكمَ بالحق، لا تخاف فى اللهِ لومة لائم؛ قال عز وجل (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور(٦٣). لا تنادِ المتخاصمَيْن إلا بالمِثل، إن عَظمْت أحدَهما: فعَظم الآخرَ، وإن أجلستَ أحدَهما على كرسى: فأجلس الآخرَ، وإن أعطيتَ لأحدِهما نصفَ ساعةٍ: فلتعطِ الآخرَ مثلها تمامًا.
*تقول: هذا يخالف العُرْفَ، والفرُوقَ الاجتماعية! أيهما تطبق: العُرْفَ، أم الشرعَ؟! قال عز وجل (وَإذا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أن تَحْكُمُوا بِـِالْعَدْل) النساء(٥٨). فإن لم تعتز بالآية، وتطبقها بحقها: فستكون ذليلاً فى الدنيا والآخرة! قال عمر بن الخطاب (إنا كنا أذلَّ قوم: فأعَزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما نطلب العِزَّ بغير ما أعزنا اللهُ به: أذلنا الله!) الصحيحة(1/118).
*تسأل: هل يجوز أن أؤخرَ الحُكْمَ فى قضايا الحِرَابة: كالسرقة بالإكراه، وهتك العِرْض، والاغتصاب، وقطع الطرق، وفرض الإتاوات، وعصابات القتل، وسرقة الأعضاء البشرية، والطبيب الذى يُخدِّرُ المريضة، ثم يغتصبها؟! لا يجوز تأخير الحكم، أو تخفيفه! بل يحكم بأشد عقوبة: ما دامت القضية ثابتة، والشهود يشهدون. وحبذا لو أحيلت القضية للمفتى؛ ليحكمَ فيها بحُكم اللهِ من فوق سبع سماوات، ويكون عِبْرَة لغيره! قال عز وجل (إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرْضِ فـَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْض ذلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الأخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة(٣٣).
*تسأل: ماذا إن كنت أحكم فى قضية بين طرفين: أحدهما بسيط، أحس أن الحقَّ معه، والآخر محترف الإتيان بشهودِ الزور، والدليل معه؟! اطلب تأجيل القضية؛ لتراجعَها، وادعُ اللهَ: أن تجدَ ثغرة، فإن لم تجدْ: فلا إثمَ عليكَ، والإثمُ على شهودِ الزور، ومن أتى بهم؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إنما أنا بَشَرٌ، وإنه يأتينى الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ أنْ يَكُونَ أبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أنه صادق! فأقضى له! فمن قضيتُ له بـِحَقِّ مُسْلِمٍ: فإنما هى قِطْعَةٌ مِنَ النار! فليَحْمِلْها، أو يَذَرْها! )) مسلم(1713).
*تقول: لا يجوز الحُكم على نجوم المجتمع وذوى الشأن، وإن كان لا بد: فبأحكام مخففة عن الحُكم الطبيعى! قال صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناسُ: إنما ضل من قبلكم، أنهم كانوا إذا سَرَقَ الشريفُ: تركوه! وإذا سَرَقَ الضعيفُ فِيهم: أقاموا عليه الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لو أنَّ فاطمةَ بنتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لقَطَعَ مُحَمَّدٌ يدَها)) البخارى(6788).
*تقول: لكن حُكمى لن يُنفذ! لن يحاسبَكَ اللهُ إلا على نفسِكَ، قدِّمْ ما يَشفعُ لكَ عند اللهِ؛ قال عز وجل (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) التغابن(16).
*تقول: لكن الدنيا مصالح! هل المصلحة: أن تأخذ رشوة فى صورة هدية، أو مبلغ من المال، أو حساب فى البنك، أو شقة، أو سيارة، أو وعد بمنصب مستشار أو منصب وزير؟! قال صلى الله عليه وسلم ((لَعَنَ اللهُ الراشىَ والمرتشىَ)) صحيح ابن حِبَّان(5077)، وصححه الأرنؤوط. اللعن: الطرد من رحمة الله! فتحكم بالزور لإنسان ذى وَجَاهة، على حساب إنسان بسيط: سوف يشكوكَ، ويشكو الرجلَ الذى حكمتَ له بالبُهتان إلى اللهِ يوم القيامة؛ لِيَقتصَّ اللهُ منكما! قال صلى الله عليه وسلم ((من ضارَّ (مسلما): أضرَّ اللهُ به! )) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897). أتتحملُ هذا؟! قال صلى الله عليه وسلم ((إنه لا يدخل الجنة: لَحْمٌ نَبَتَ مِن سُحْتٍ! )) صحيح الترغيب(1728). أتطيقُ هذا؟!
*تسأل: ماذا إن حكمتُ فى شىءٍ يَسِير؟! قال صلى الله عليه وسلم ((مَنِ اقتطعَ حَقَّ امرئٍ مُسْلِمٍ بيمينِهِ: فقد أوْجَبَ اللهُ لهُ النارَ! وَحَرَّمَ عليهِ الجنةَ! فقال له رَجُلٌ: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسولَ اللهِ؟ قال ((وإن قضيبًا من أراكٍ! )) (سواك). مسلم(137).
*تسأل: هل يجوز أن أتحاملَ فى حُكْمِى على شخص، لا لشىءٍ إلا لأنى أكرهه؟! لا يجوز؛ قال عز وجل (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة(٨). ولا يجوز أن يحملكَ حُبُّكَ لوالديكَ وأقربائكَ وأصدقائكَ: أن تجاملهم على حساب دين الله! ولا يجوز: أن تجاملَ شخصًا لغناه، أو تشفقَ على شخص لفقرهِ، كما لا يجوز أن يغير أحدٌ شهادته لهذا السبب! قال عز وجل (يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء(١٣٥).
*تقول: بعض القضاة، ووكلاء النيابة كذلك! لكن كثيرًا منهم لا يخافون فى اللهِ لومة لائم، فكُن منهم؛ قال عز وجل (وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) الزخرف(39). عَظـِّمْ شريعة اللهِ فى نفسِكَ، ولا تحكمْ فى الدماءِ والأموال والأعراض والزواج والطلاق والميراثِ والرِّدَّةِ إلا بشرع اللهِ، وإن لم ينفذ حُكْمُكَ، واعلم أن: القوانين الوضعية ظالمة تحارب شرعَ الله! قال عز وجل (أفـَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغـُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنـُونَ) المائدة(٥٠).
اللهم اشرح صدر كل قاضٍ ووكيل نيابة للحق
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأستعلىَ على غيرى! قال صلى الله عليه وسلم ((لا يدخلُ الجنةَ: من كان فى قلبـِهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ من كِبْر! )) مسلم(91).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لتكونَ لى الكلمة على الناس! هذا أدْعَى لخوفِكَ أكثر من اللهِ؛ قال صلى الله عليه وسلم ((القضاةُ ثلاثة: قاضيان فى النار، وقاضٍ فى الجنة! قاضٍ قضى بالهَوَى: فهُوَ فى النار! وقاضٍ قضى بغير عِلْمٍ: فهُوَ فى النار! وقاضٍ قضى بالحَق: فهو فى الجنة )) صحيح الجامع(4447).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأنالَ المكانة الاجتماعية فى المجتمع! المكانة الاجتماعية: أن يُستجابَ لدعائِكَ، وتحسَّ بنعمة الرضا، وتدمعَ عيناكَ من خشيةِ اللهِ؛ عن سَهْل بن سعدٍ الساعِدِى، أنه قـال: مَـرَّ رَجُـلٌ على رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال لرَجُل عِندَهُ جالس ((مَا رَأْيُكَ فِى هَذَا؟)) فقال: رَجُلٌ من أشرافِ (أغنياءِ) الناس، هذا واللهِ حَرىٌّ إن خطب: أن يُنكحَ، وإن شَفَعَ: أن يُشَفـَّعَ. قال: فسكت رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم مَرَّ رَجُلٌ، فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((مَا رَأْيُكَ فِى هَذَا؟)) فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا رَجُلٌ من فقراءِ المسلمين، هذا حَرىٌّ إن خطـب: أن لا يُنكـَحَ! وإن شَفـَعَ: أن لا يُشَفـَّعَ! وإن قال: أن لا يُسْمَعَ لقولِهِ! فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثـْلَ هَذَا)) البخارى(6447). قال صلى الله عليه وسلم ((رُبَّ أشـْعَثَ مَدْفُوعٍ بـِالأَبْوَابِ: لَوْ أَقسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ )) مسلم(2622)، (2854). قال النووى (لا قـَدْرَ له عند الناس؛ فيدفعونه عن أبوابهم، ويطردونه احتقـارًا له. ((لَوْ أقسَمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ)) لو حلف على وُقوع شىءٍ: أوْقـَعَهُ اللهُ؛ إكرامًا له: بإجابةِ سؤالِهِ، وصيانتِهِ من الحِنثِ فى يمينِهِ؛ لِعِظـَم منزلتِهِ عند اللهِ، وإن كان حقيرًا عند الناس) شرح النووى على مسلم(16/174-175).
*تقول: أعملُ وكيلاً للنيابة أو قاضيًا؛ لأتقرَّبَ من نجوم المجتمع، فأشتهرَ، وأحققَ مصالحى! مصالحُك: أن تحكمَ بالحق، لا تخاف فى اللهِ لومة لائم؛ قال عز وجل (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور(٦٣). لا تنادِ المتخاصمَيْن إلا بالمِثل، إن عَظمْت أحدَهما: فعَظم الآخرَ، وإن أجلستَ أحدَهما على كرسى: فأجلس الآخرَ، وإن أعطيتَ لأحدِهما نصفَ ساعةٍ: فلتعطِ الآخرَ مثلها تمامًا.
*تقول: هذا يخالف العُرْفَ، والفرُوقَ الاجتماعية! أيهما تطبق: العُرْفَ، أم الشرعَ؟! قال عز وجل (وَإذا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أن تَحْكُمُوا بِـِالْعَدْل) النساء(٥٨). فإن لم تعتز بالآية، وتطبقها بحقها: فستكون ذليلاً فى الدنيا والآخرة! قال عمر بن الخطاب (إنا كنا أذلَّ قوم: فأعَزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما نطلب العِزَّ بغير ما أعزنا اللهُ به: أذلنا الله!) الصحيحة(1/118).
*تسأل: هل يجوز أن أؤخرَ الحُكْمَ فى قضايا الحِرَابة: كالسرقة بالإكراه، وهتك العِرْض، والاغتصاب، وقطع الطرق، وفرض الإتاوات، وعصابات القتل، وسرقة الأعضاء البشرية، والطبيب الذى يُخدِّرُ المريضة، ثم يغتصبها؟! لا يجوز تأخير الحكم، أو تخفيفه! بل يحكم بأشد عقوبة: ما دامت القضية ثابتة، والشهود يشهدون. وحبذا لو أحيلت القضية للمفتى؛ ليحكمَ فيها بحُكم اللهِ من فوق سبع سماوات، ويكون عِبْرَة لغيره! قال عز وجل (إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرْضِ فـَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أيْدِيهِمْ وَأرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْض ذلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الأخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة(٣٣).
*تسأل: ماذا إن كنت أحكم فى قضية بين طرفين: أحدهما بسيط، أحس أن الحقَّ معه، والآخر محترف الإتيان بشهودِ الزور، والدليل معه؟! اطلب تأجيل القضية؛ لتراجعَها، وادعُ اللهَ: أن تجدَ ثغرة، فإن لم تجدْ: فلا إثمَ عليكَ، والإثمُ على شهودِ الزور، ومن أتى بهم؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إنما أنا بَشَرٌ، وإنه يأتينى الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ أنْ يَكُونَ أبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أنه صادق! فأقضى له! فمن قضيتُ له بـِحَقِّ مُسْلِمٍ: فإنما هى قِطْعَةٌ مِنَ النار! فليَحْمِلْها، أو يَذَرْها! )) مسلم(1713).
*تقول: لا يجوز الحُكم على نجوم المجتمع وذوى الشأن، وإن كان لا بد: فبأحكام مخففة عن الحُكم الطبيعى! قال صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناسُ: إنما ضل من قبلكم، أنهم كانوا إذا سَرَقَ الشريفُ: تركوه! وإذا سَرَقَ الضعيفُ فِيهم: أقاموا عليه الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لو أنَّ فاطمةَ بنتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لقَطَعَ مُحَمَّدٌ يدَها)) البخارى(6788).
*تقول: لكن حُكمى لن يُنفذ! لن يحاسبَكَ اللهُ إلا على نفسِكَ، قدِّمْ ما يَشفعُ لكَ عند اللهِ؛ قال عز وجل (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) التغابن(16).
*تقول: لكن الدنيا مصالح! هل المصلحة: أن تأخذ رشوة فى صورة هدية، أو مبلغ من المال، أو حساب فى البنك، أو شقة، أو سيارة، أو وعد بمنصب مستشار أو منصب وزير؟! قال صلى الله عليه وسلم ((لَعَنَ اللهُ الراشىَ والمرتشىَ)) صحيح ابن حِبَّان(5077)، وصححه الأرنؤوط. اللعن: الطرد من رحمة الله! فتحكم بالزور لإنسان ذى وَجَاهة، على حساب إنسان بسيط: سوف يشكوكَ، ويشكو الرجلَ الذى حكمتَ له بالبُهتان إلى اللهِ يوم القيامة؛ لِيَقتصَّ اللهُ منكما! قال صلى الله عليه وسلم ((من ضارَّ (مسلما): أضرَّ اللهُ به! )) صحيح ابن ماجه للألبانى(1897). أتتحملُ هذا؟! قال صلى الله عليه وسلم ((إنه لا يدخل الجنة: لَحْمٌ نَبَتَ مِن سُحْتٍ! )) صحيح الترغيب(1728). أتطيقُ هذا؟!
*تسأل: ماذا إن حكمتُ فى شىءٍ يَسِير؟! قال صلى الله عليه وسلم ((مَنِ اقتطعَ حَقَّ امرئٍ مُسْلِمٍ بيمينِهِ: فقد أوْجَبَ اللهُ لهُ النارَ! وَحَرَّمَ عليهِ الجنةَ! فقال له رَجُلٌ: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسولَ اللهِ؟ قال ((وإن قضيبًا من أراكٍ! )) (سواك). مسلم(137).
*تسأل: هل يجوز أن أتحاملَ فى حُكْمِى على شخص، لا لشىءٍ إلا لأنى أكرهه؟! لا يجوز؛ قال عز وجل (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة(٨). ولا يجوز أن يحملكَ حُبُّكَ لوالديكَ وأقربائكَ وأصدقائكَ: أن تجاملهم على حساب دين الله! ولا يجوز: أن تجاملَ شخصًا لغناه، أو تشفقَ على شخص لفقرهِ، كما لا يجوز أن يغير أحدٌ شهادته لهذا السبب! قال عز وجل (يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) النساء(١٣٥).
*تقول: بعض القضاة، ووكلاء النيابة كذلك! لكن كثيرًا منهم لا يخافون فى اللهِ لومة لائم، فكُن منهم؛ قال عز وجل (وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) الزخرف(39). عَظـِّمْ شريعة اللهِ فى نفسِكَ، ولا تحكمْ فى الدماءِ والأموال والأعراض والزواج والطلاق والميراثِ والرِّدَّةِ إلا بشرع اللهِ، وإن لم ينفذ حُكْمُكَ، واعلم أن: القوانين الوضعية ظالمة تحارب شرعَ الله! قال عز وجل (أفـَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغـُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنـُونَ) المائدة(٥٠).
اللهم اشرح صدر كل قاضٍ ووكيل نيابة للحق
تعليق