رجل في ظل إمرأة
لا زال ظلكِ يرافقني أينما ذهبت
يسير معي في مسيرة الحياة الصماء
سامحيني ...
كنت أظن برحيلك قد تخليتِ عني
لكنكِ ... رغم لوعة الفراق
ورغم إنقضاء ثماني سنوات
لا زلتِ تعيشين داخلي
أستذكركِ كلما نظرت لنفسي في المرآة
أستذكركِ كلما لمحتُ ضحكة إبنتنا
كم أشعر بقربكِ عندما تكون بحضني
..........
في ذكراكِ ... الثامنة
لم يتغير شيئ ... سوى تعداد السنين والأيام
في ذكراكِ ... الثامنة
لا تزال الوردة ندية ...
ولم يذبلها مرور الوقت عليها
في ذكراكِ ... الثامنة
لا زالتُ كما عاهدتكِ
أن تبقين حيةً فيا الى ما شاء الله
تتغلغلين في طيات حياتي
من ألفها الى يائها
..........
في ذكراكِ ... الثامنة
أجدد العهد لكِ
بأن لن أنسى من أحبتني أكثر من نفسها
وكيف أنسى من إرتضت التضحية بنفسها
كي لا تكون مع إنسان ... غيري
رحمكِ الله ... فاطمتي
فذكرى موتكِ ...
مجرد لعبة وقت
مجرد تسمية لا تعنيني
لأنكِ ... لا زلتِ وستبقين حتى الأزل
تعيشين في أنفاسي
تشرقين مع شمسي كل صباح
لا زلتِ المرأة الأولى التي آمنتِ بي
وأعطتني من روحها طفلةً
هي أغلى وأسمى ما نلته يوماً ما
في كل الحياة
..........
في ذكراكِ ... الثامنة
لن أقول إلآ ما عهدتني أن أقوله دائماً
إنني طفلٌ تربى في رحم ظلكِ
حتى أشرقت رجولته على يديكِ
وأصبح رجلاً في ظل إمرأة
أمرأةً ... علمته رغم صغر سنها ما معنى
الحبّ ... التضحية ... الإخلاص ... والوفاء
..........
رحمكِ الله ... فاطمتي
فظلكِ هو سندي الذي يرافقني بصمت لا يفارقني
لذلك لا زلتِ أعرف بأنكِ
حيةً فيا ....
ترفرف روحكِ من حولي في كل مكان .
الذكرى الثامنة لرحيل جزءاً مني
زوجتي الحبيبة ( رحمها الله )
بيروت - الثلثاء 10 تشرين الثاني 2009
تعليق