الترغيب في صلة الرحم
عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله)). رواه البخاري ومسلم.
وعن سلمان بن عامر الضبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن صدقتك على المسكين صدقة وأنها على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )). رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/27وصححه الألباني في الإرواء رقم 883.
وعن العلاء بن خارجة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل ، مثراة في المال ، منساة في الأثر )). الطبراني في الكبير 18/98والالباني في الصحيحة 276.
وعن عبدالله بن عمرو – قال سفيان : لم يرفعه الأعمش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفعه الحسن وفطرٌ – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمهُ وصلها)). البخاري 5991.
وعن ابن عباس قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( بلُواّ أرحامكم ولو بالسلام )). البزار 1877 الصحيحة للألباني 1777والمراد ببل الرحم صلتها .
وعن علي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من سره أن يمد له في عُمره ويوسع في رزقه وتدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه )). البزار 2/374ورجاله ثقات .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم . قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : بصلتهم أرحامهم )).الطبراني في الكبير 12/86 والحاكم 4/161.
وعن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( في التوراة مكتوب من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه ، فليصل رحمه )). البزار 1880 والحاكم 4/160 وقال صحيح الإسناد.
وعن أبي هريرة مرفوعا: (( إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم ، وان أهل البيت يكونون فجارا ، فتنموا أموالهم ، ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم )). الطبراني في الأوسط 1096 الصحيحة 978.
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، "أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فقال: أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال صلى الله عليه وسلم: تعبد الله، لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم".
الترهيب من قطيعة الرحم
عن الأعمش. قال : كان ابن مسعود جالسا بعد الصبح في حلقة . فقال : (( أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعوا ربنا وأبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم )). الطبراني في الكبير 9/174.
وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة ، مع ما يؤخر له في الآخرة ، من بغي أو قطيعة رحم )). احمد 5/36 وابن حبان رقم 440 وإسناده صحيح وصححه الألباني في الصحيحة رقم 918.
وعن أبي هريرة مرفوعا : (( عن أعجل المعصية عقوبة البغي والخيانة واليمين الغموس يذهب المال ، ويثقل الرحم ، ويذر الديار بلاقع )) . الطبراني في الأوسط رقم1096 والألباني في الصحيحة 978.
وعن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم : من اشراط الساعة : (( الفحش والتفحش ، وقطيعة الرحم )). الطبراني في الأوسط.
وعن القاسم بن عبدالرحمن مرسلاً (( من قطع رحما ، أو حلف على يمينٍ فاجرة ، رأى وباله قبل أن يموت )). البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في الصحيحة رقم 1121.
وعن الزهري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) مسلم 2556.
وعن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أًصِلُ ويقطعوني وأعفُو ويظلموني وأُحسِنُ ويسيؤون ، أفاكافئهم ؟ قال : (( لا إذاً تشتركون جميعاً ، ولكن خُذ بالفضل وصِلهُم فإنه لن يزال معك ملك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك )). احمد 6700.
وعن أبي ذر قال : ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا تأخُذني في الله لومة لائمٍ وأوصاني بصلة الرحم وان أدبرت )). الطبراني 1648والصغير 758والبزار 3309 واحمد 5/159.
أقوال العلماء
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (38) سورة الروم
قال مجاهد: لا تقبل صدقة من أحد ورحمه محتاجة.
قال ابن كثير: يقول تعالى آمراً بإعطاء {ذا القربى حقه} أي من البر والصلة من صلة الأرحام والإحسان إليهم وإلى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف،
قال ابن سعدي : أي : فأعط القريب منك ـ على حسب قربه وحاجته ـ حقه الذي أوجبه الشارع ، أو حض عليه ، من النفقة الواجبة ، والصدقة ، والهداية ، والبر ، والسلام ، والإكرام ، والعفو عن زلته ، والمسامحة عن هفوته . وكذلك ، آت المسكين ، الذي أسكنه الفقر والحاجة ، ما تزيل حاجته ، وتدفع به ضرورته ، من اطعامه ، وسقيه وكسوته .
وقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: (أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك).
عن الـحسن فآت ذَا القُرْبَى حَقّهُ وَالـمِسكين وَابْنَ السّبِـيـلِ قال: هو أن توفـيهم حقهم إن كان عند يسر, وإن لـم يكن عندك فقل لهم قولاً ميسورا, قل لهم الـخير.
قال القاضي عياض: ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة، قال: والأحاديث في الباب تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، لو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له لا يسمى واصلاً
قال العلماء: وحقيقة الصلة العطف والرحمة، فصلة الله سبحانه وتعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أوصلتهم بأهل ملكوته الأعلى وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.
قال الطيبي : شبه الرحم بالأرض التي إذا وقع عليها الماء وسقاها حق سقيها أزهرت ورؤيت فيها النضارة فأثمرت المحبة والصفاء ، وإذا تركت بغير سقي يبست وبطلت منفعتها فلا تثمر إلا البغضاء والجفاء .[الفتح 10/519]
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أولئك هم عشيرتك ، بهم تصول وتجول ، هم العُدة عند الشدة ، أكرم كريمهم ن وعد سقيمهم ، ويسر على معسرهم ، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك.
قولهم في القطيعة
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} (21) سورة الرعد
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله : وَالّذِينَ يَصِلُونَ ما أمَرَ اللّهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ يقول تعالـى ذكره: والذين يصلون الرحم التـي أمرهم الله بوصلها فلا يقطعونها, ويَخْشَوْنَ رَبّهُمْ.[ 7/374]
قال القرطبي : ظاهر في صلة الأرحام، وهو قول قتادة وأكثر المفسرين .
عن ابن عبـاس, قال: أكبر الكبـائر: الإشراك بـالله, لأن الله يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بـاللّهِ فَكأَنـمَا خَرّ مِنَ السّماءِ فَتَـخْطَفُهُ الطّيْرُ, ونقض العهد وقطيعة الرحم, لأن الله تعالـى يقول: أُولَئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ يعنـي: سوء العاقبة.
قال أبو جعفر : وقطع ذلك ظلمة في ترك أداء ما ألزم الله من حقوقها ، وأوجب من برَّها .[الطبري 1/221]
وجاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة قاطع" تأويلين: أحدهما حمله على من يستحل القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبداً. والثاني معناه ولا يدخلها في أول الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالى. [النووي 16/330]
وفي حديث الرجل الذي يصل ويقطعونه قال النووي : ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه، وقيل معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل، وقيل ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم والله أعلم.[شرح صحيح مسلم ]
درجات الوصل
أولاها :النفقة الواجبة وليس من صلة الرحم ترك القرابة تهلك جوعا وعطشا وعريا ، وقريبه من أعظم الناس مالا .. والله سبحانه وتعالى حرم قطيعة الرحم وان كانت كافرة ، وترك رحمه يموت جوعا وعطشا وهو من أغنى الناس وأقدرهم على دفع ضرورته أعظم قطيعة.[أحكام أهل الذمة 2/792]
فصلة الأرحام تكون بالأقوال والأفعال وبذل المال . وبعض الناس هداهم الله يظن إن الصلة هي مجرد الزيارة والسلام ، والبشاشة وطيب الكلام ، وقد يكون أقاربه فقراء معوزين وهو غني ثري ، قد وسّع الله له في الرزق ، وبسط له في المال ، وابتلاه بالغنى والثراء ، فتجده يبخل عليهم بأقل القليل ، ويده مغلولة عن مساعدتهم حتى بالزكاة الواجبة ، وهذا من القطيعة والعقوق ، وليس يغني عنه البشاشة ولين الكلام ، إذ الواجب عليه في هذه الحال ما هو أهم وأنفع ، وما هم إليه أحوج.[فقه التعامل مع الناس 269]
قال ابن أبي جمرة : تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء . والجامع لذلك : إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة .[الفتح 10/418]
ثانيها : النصيحة بما فيه أمور الدنيا والدين ولقد عني الإسلام عناية فائقة ببناء الأسرة ، والربط بين أفرادها برباط وثيق من المحبة والمودة ، والمواساة والنصرة ، والإخلاص والنصح ، والتواصل والتكافل ، والتعاطف والتكاتف ، والتعاون والتراحم .[فقه التعامل مع الناس 263]
ثالثها : الزيارة ، فلابد من مراعاة أمور عند الزيارة منها :
1. اختيار انسب الأوقات عند الزيارة كالأعياد والفرح والمناسبات .
2. المواصلة بالاستبشار والتبشير بما فيه مسرتهم وإدخال الفرح في صدورهم.
3. مدارات شعورهم فلا يكون البذخ في الزيارة وكذا بالنسبة للأولاد وهذا فيه تحطيم لهم .
4. مجارات طباعهم إذا كان هناك اختلاف في الأقطار أو عاداتهم التي لا تخل في الذوق شرعا وعقلا .
رابعها: الدعاء .
من هم الأرحام
أما الأصول فهم الآباء والأجداد والأمهات والجدات وإن علو ، واما الفروع فهم الأبناء والبنات وأولادهم وإن نزلوا ، وأما الحواشي فهم الأخوة والأخوات ، وأولادهم وإن نزلوا ، والأعمام والعمات والأخوال والخالات وإن علوا ، وأولادهم وإن نزلوا .[فقه التعامل مع الناس 264]
واتقوا يوم ترجعون فيه على الله
فقد قطعت الأرحام ، فالقريب لايصل قريبه ، بل حصل بينهم التقاطع والتدابر ، فتمر الشهور والسنون وهم في بلد واحد ، فلا يتزاورون ، ولا يتواصلون ، ونسوا أمر الله ، وحق القرابه ، حتى برفع السماعه والاتصال ، مع تيسر الأحوال ، فلا صلاح للأسر والشعوب إلا بالاجتماع والالفه ونبذ الفرقة والعزلة ، وأن نكون كالبنيان يشد بعضه بعضا .
عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله)). رواه البخاري ومسلم.
وعن سلمان بن عامر الضبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن صدقتك على المسكين صدقة وأنها على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )). رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/27وصححه الألباني في الإرواء رقم 883.
وعن العلاء بن خارجة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل ، مثراة في المال ، منساة في الأثر )). الطبراني في الكبير 18/98والالباني في الصحيحة 276.
وعن عبدالله بن عمرو – قال سفيان : لم يرفعه الأعمش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفعه الحسن وفطرٌ – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمهُ وصلها)). البخاري 5991.
وعن ابن عباس قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( بلُواّ أرحامكم ولو بالسلام )). البزار 1877 الصحيحة للألباني 1777والمراد ببل الرحم صلتها .
وعن علي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من سره أن يمد له في عُمره ويوسع في رزقه وتدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه )). البزار 2/374ورجاله ثقات .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم . قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : بصلتهم أرحامهم )).الطبراني في الكبير 12/86 والحاكم 4/161.
وعن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( في التوراة مكتوب من أحب أن يزاد في عمره ويزاد في رزقه ، فليصل رحمه )). البزار 1880 والحاكم 4/160 وقال صحيح الإسناد.
وعن أبي هريرة مرفوعا: (( إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم ، وان أهل البيت يكونون فجارا ، فتنموا أموالهم ، ويكثر عددهم إذا وصلوا أرحامهم )). الطبراني في الأوسط 1096 الصحيحة 978.
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، "أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فقال: أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال صلى الله عليه وسلم: تعبد الله، لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم".
الترهيب من قطيعة الرحم
عن الأعمش. قال : كان ابن مسعود جالسا بعد الصبح في حلقة . فقال : (( أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعوا ربنا وأبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم )). الطبراني في الكبير 9/174.
وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة ، مع ما يؤخر له في الآخرة ، من بغي أو قطيعة رحم )). احمد 5/36 وابن حبان رقم 440 وإسناده صحيح وصححه الألباني في الصحيحة رقم 918.
وعن أبي هريرة مرفوعا : (( عن أعجل المعصية عقوبة البغي والخيانة واليمين الغموس يذهب المال ، ويثقل الرحم ، ويذر الديار بلاقع )) . الطبراني في الأوسط رقم1096 والألباني في الصحيحة 978.
وعن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم : من اشراط الساعة : (( الفحش والتفحش ، وقطيعة الرحم )). الطبراني في الأوسط.
وعن القاسم بن عبدالرحمن مرسلاً (( من قطع رحما ، أو حلف على يمينٍ فاجرة ، رأى وباله قبل أن يموت )). البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في الصحيحة رقم 1121.
وعن الزهري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يدخل الجنة قاطع رحم )) مسلم 2556.
وعن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي ذوي أرحام أًصِلُ ويقطعوني وأعفُو ويظلموني وأُحسِنُ ويسيؤون ، أفاكافئهم ؟ قال : (( لا إذاً تشتركون جميعاً ، ولكن خُذ بالفضل وصِلهُم فإنه لن يزال معك ملك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك )). احمد 6700.
وعن أبي ذر قال : ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا تأخُذني في الله لومة لائمٍ وأوصاني بصلة الرحم وان أدبرت )). الطبراني 1648والصغير 758والبزار 3309 واحمد 5/159.
أقوال العلماء
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (38) سورة الروم
قال مجاهد: لا تقبل صدقة من أحد ورحمه محتاجة.
قال ابن كثير: يقول تعالى آمراً بإعطاء {ذا القربى حقه} أي من البر والصلة من صلة الأرحام والإحسان إليهم وإلى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف،
قال ابن سعدي : أي : فأعط القريب منك ـ على حسب قربه وحاجته ـ حقه الذي أوجبه الشارع ، أو حض عليه ، من النفقة الواجبة ، والصدقة ، والهداية ، والبر ، والسلام ، والإكرام ، والعفو عن زلته ، والمسامحة عن هفوته . وكذلك ، آت المسكين ، الذي أسكنه الفقر والحاجة ، ما تزيل حاجته ، وتدفع به ضرورته ، من اطعامه ، وسقيه وكسوته .
وقد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: (أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك).
عن الـحسن فآت ذَا القُرْبَى حَقّهُ وَالـمِسكين وَابْنَ السّبِـيـلِ قال: هو أن توفـيهم حقهم إن كان عند يسر, وإن لـم يكن عندك فقل لهم قولاً ميسورا, قل لهم الـخير.
قال القاضي عياض: ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة، قال: والأحاديث في الباب تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب ومنها مستحب، لو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له لا يسمى واصلاً
قال العلماء: وحقيقة الصلة العطف والرحمة، فصلة الله سبحانه وتعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أوصلتهم بأهل ملكوته الأعلى وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.
قال الطيبي : شبه الرحم بالأرض التي إذا وقع عليها الماء وسقاها حق سقيها أزهرت ورؤيت فيها النضارة فأثمرت المحبة والصفاء ، وإذا تركت بغير سقي يبست وبطلت منفعتها فلا تثمر إلا البغضاء والجفاء .[الفتح 10/519]
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أولئك هم عشيرتك ، بهم تصول وتجول ، هم العُدة عند الشدة ، أكرم كريمهم ن وعد سقيمهم ، ويسر على معسرهم ، ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك.
قولهم في القطيعة
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ} (21) سورة الرعد
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله : وَالّذِينَ يَصِلُونَ ما أمَرَ اللّهُ بِهِ أنْ يُوصَلَ يقول تعالـى ذكره: والذين يصلون الرحم التـي أمرهم الله بوصلها فلا يقطعونها, ويَخْشَوْنَ رَبّهُمْ.[ 7/374]
قال القرطبي : ظاهر في صلة الأرحام، وهو قول قتادة وأكثر المفسرين .
عن ابن عبـاس, قال: أكبر الكبـائر: الإشراك بـالله, لأن الله يقول: وَمَنْ يُشْرِكْ بـاللّهِ فَكأَنـمَا خَرّ مِنَ السّماءِ فَتَـخْطَفُهُ الطّيْرُ, ونقض العهد وقطيعة الرحم, لأن الله تعالـى يقول: أُولَئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ يعنـي: سوء العاقبة.
قال أبو جعفر : وقطع ذلك ظلمة في ترك أداء ما ألزم الله من حقوقها ، وأوجب من برَّها .[الطبري 1/221]
وجاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة قاطع" تأويلين: أحدهما حمله على من يستحل القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبداً. والثاني معناه ولا يدخلها في أول الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخره القدر الذي يريده الله تعالى. [النووي 16/330]
وفي حديث الرجل الذي يصل ويقطعونه قال النووي : ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه، وقيل معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل، وقيل ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم والله أعلم.[شرح صحيح مسلم ]
درجات الوصل
أولاها :النفقة الواجبة وليس من صلة الرحم ترك القرابة تهلك جوعا وعطشا وعريا ، وقريبه من أعظم الناس مالا .. والله سبحانه وتعالى حرم قطيعة الرحم وان كانت كافرة ، وترك رحمه يموت جوعا وعطشا وهو من أغنى الناس وأقدرهم على دفع ضرورته أعظم قطيعة.[أحكام أهل الذمة 2/792]
فصلة الأرحام تكون بالأقوال والأفعال وبذل المال . وبعض الناس هداهم الله يظن إن الصلة هي مجرد الزيارة والسلام ، والبشاشة وطيب الكلام ، وقد يكون أقاربه فقراء معوزين وهو غني ثري ، قد وسّع الله له في الرزق ، وبسط له في المال ، وابتلاه بالغنى والثراء ، فتجده يبخل عليهم بأقل القليل ، ويده مغلولة عن مساعدتهم حتى بالزكاة الواجبة ، وهذا من القطيعة والعقوق ، وليس يغني عنه البشاشة ولين الكلام ، إذ الواجب عليه في هذه الحال ما هو أهم وأنفع ، وما هم إليه أحوج.[فقه التعامل مع الناس 269]
قال ابن أبي جمرة : تكون صلة الرحم بالمال وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء . والجامع لذلك : إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة .[الفتح 10/418]
ثانيها : النصيحة بما فيه أمور الدنيا والدين ولقد عني الإسلام عناية فائقة ببناء الأسرة ، والربط بين أفرادها برباط وثيق من المحبة والمودة ، والمواساة والنصرة ، والإخلاص والنصح ، والتواصل والتكافل ، والتعاطف والتكاتف ، والتعاون والتراحم .[فقه التعامل مع الناس 263]
ثالثها : الزيارة ، فلابد من مراعاة أمور عند الزيارة منها :
1. اختيار انسب الأوقات عند الزيارة كالأعياد والفرح والمناسبات .
2. المواصلة بالاستبشار والتبشير بما فيه مسرتهم وإدخال الفرح في صدورهم.
3. مدارات شعورهم فلا يكون البذخ في الزيارة وكذا بالنسبة للأولاد وهذا فيه تحطيم لهم .
4. مجارات طباعهم إذا كان هناك اختلاف في الأقطار أو عاداتهم التي لا تخل في الذوق شرعا وعقلا .
رابعها: الدعاء .
من هم الأرحام
أما الأصول فهم الآباء والأجداد والأمهات والجدات وإن علو ، واما الفروع فهم الأبناء والبنات وأولادهم وإن نزلوا ، وأما الحواشي فهم الأخوة والأخوات ، وأولادهم وإن نزلوا ، والأعمام والعمات والأخوال والخالات وإن علوا ، وأولادهم وإن نزلوا .[فقه التعامل مع الناس 264]
واتقوا يوم ترجعون فيه على الله
فقد قطعت الأرحام ، فالقريب لايصل قريبه ، بل حصل بينهم التقاطع والتدابر ، فتمر الشهور والسنون وهم في بلد واحد ، فلا يتزاورون ، ولا يتواصلون ، ونسوا أمر الله ، وحق القرابه ، حتى برفع السماعه والاتصال ، مع تيسر الأحوال ، فلا صلاح للأسر والشعوب إلا بالاجتماع والالفه ونبذ الفرقة والعزلة ، وأن نكون كالبنيان يشد بعضه بعضا .
تعليق