دراجات نارية للأطفال
لا يخفى على الكثيرين من أبناء شعبنا في قطاع غزة ، أن الموت بات يحدق بالمواطن الفلسطيني من كل مكان ومن كل حدب وصوب ، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حصارها الخانق منذ ما يزيد عن أربعة أعوام .
وظهرت مؤخراً الدراجات النارية والتي تعمل على الوقود ، لتصبح بمثابة أسلوب لعب وترفيه مفضل لدى الأطفال المحرومين من اللعب ، بغض النظر عن مخاطرها ..
مراسل " وكالة قدس نت للأنباء " هاني الشاعر تطرق إلى هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني ، وخطرها على حياة الشباب وخاصة الاطفال منهم .
والد الطفل محمد كان يتواجد بالقرب منه ويراقبه عن بُعد أثناء لعبه ، تحدث عن فكرة جلب الدراجة النارية لطفله قائلاً : " إن السبب الرئيس وراء شرائي للدراجة النارية هو إخراج الكبت والهموم التي تكمن بداخل طفلي ، سيما بعد الحرب على غزة ، وما خلفته من سلبيات انعكست على نفسية طفلي وباقي أطفال غزة " ، مشيراً بأنه يستخدم كافة الوسائل المتاحة لكي يشعر طفله بأنه غير محروم من شيء وأنه كباقي أطفال العالم .
وحول مخاطر اللعب على الدراجة النارية قال :" بأنه يراقب طفله وهو يلعب عن بُعد حتى لا يذهب بها بعيداً ، أو يقودها سريعاً ويعرض حياته للخطر "، موضحا أن ثمن الدراجة قرابة 300دولار جلبها له عبر أحد الأنفاق .
جزء من حياته
وأوضح والد الطفل محمد بأن الدراجة أصبحت جزءاً من حياته ، حيث يقضي قرابة ساعتين من وقته يومياً وهو يلعب ، ويضيف:" بأنه مستعد لجلب ما يطلبه طفله منه حتى لا يشعره بالحرمان لأنه طفل لا يفهم حصار أو غير ذلك ، فقط همه الوحيد توفير طلبه " ، منوهاً بأن الاحتلال لا يسمح للألعاب بالدخول لغزة ، حتى أصبحت وسائل الترفيه معدومة لديهم .
وطالب كافة الجهات المختصة بالضغط على إسرائيل لسماح لألعاب الأطفال ، بالدخول للترفيه عن أنفسهم ، لان الطفل لا هو سياسي ولا إرهابي !! ، حتى تتذرع إسرائيل بحرمانهم ، متسائلاً:" لماذا يحرم من اللعب ؟!! لماذا تحصرونا وتسرقون البسمة عن شفاه أطفالنا ...ما ذنبهم ".
الطفل يحيي ابن عم محمد ، لا يتجاوز ستة أعوام من عمره ، يقول :" نقضي وقتنا باللعب على هذه الدراجة بأوقات الفراغ لأنه لا يتوفر لدينا ألعاب "، معبرا عن سروره وسعادته البالغة لشراء الدراجة له من قبل عمه .
وقال الطفل موجهاً حديثه لإسرائيل:" يا من تحاصروننا ..هل أطفالكم محرومين مثلنا من اللعب ؟ ، لماذا تحاصروننا ؟ هل من ذنب اقترفناه لكي تحاصروننا من أجله ، وتسرقوا البسمة عن شفاهنا ..؟! ، لا..لا يوجد لنا ذنب اقترفناه ؟؟!! .
وتابع قوله:" فقط نحن أطفال نريد أن نعيش مثل أطفالكم وباقي أطفال العالم ؟!" .
بهذه الكلمات التي تخرج على لسان طفل صغير، اعتقدنا من خلال تساؤلاته السابقة بأنة طفل قد تجاوز المرحلة العمرية التي في سنه ، مطالبا العالم أجمع بالنظر بعين الرأفة لأطفال فلسطين ، وتوفير حياة كريمة لهم مليئة بالأمن والأمان .
file:///C:/********s%20and%20Setting...8%A8/Flash.mdi
<span class="news_view_bodytext"> كما طالب الاحتلال الإسرائيلي بفك الحصار وفتح المعابر ، وإدخال الألعاب اللازمة لهم ليعيشوا كباقي أطفال العام .
<div style="text-align: center;">
تعليق