إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

كامل المعلقات العشرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كامل المعلقات العشرة

    معلقة عنترة بن شداد العبسيّ
    هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ
    أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
    أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّـمِ
    حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَـمِّ الأَعْجَـمِ
    وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي
    أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّـمِ
    يَا دَارَ عَبْلَـةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي
    وَعِمِّي صَبَاحَاً دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
    دَارٌ لآنِسَةٍ غَضِيْضٍ طَرْفُـهَا
    طَوْعَ العِناقِ لذيـذةِ المُتَبَسَّـمِ
    فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وَكَأنَّـهَا
    فَدَنٌ لأَقْضِي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
    وَتَحُلُّ عَبْلَـةُ بِالجَـوَاءِ وَأَهْلُنَـا
    بِالْحَـزْنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
    حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
    أَقْوَى وَأَقْفَـرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
    حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ
    عَسِرَاً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَـةَ مَخْرَمِ
    عُلِّقْتُهَا عَرَضَاً وَاقْتُـلُ قَوْمَهَا
    زَعْمَاً لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَـمِ
    وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّـي غَيْرَهُ
    مِنِّي بِمَنْزِلَـةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ
    كَيْفَ المَزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُهَـا
    بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وَأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
    إِنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِرَاقَ فَإِنَّمَا
    زُمَّتْ رِكَابُكُم بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ
    مَا رَاعَني إلاَّ حَمُولَـةُ أَهْلِهَـا
    وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
    فِيهَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُـونَ حَلُوبَـةً
    سُودَاً كَخَافِيَـةِ الغُرَابِ الأَسْحَمِ
    إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُرُوبٍ وَاضِحٍ
    عَذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذِيـذِ المَطْعَـمِ
    وَكَأَنَّمَا نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَـادِنٍ
    رَشَـأٍ مِنَ الْغِزْلانِ لَيْسَ بِتَـوْأَمِ
    وَكَأَنَّ فَأْرَةَ تَاجِـرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
    سَبَقَتْ عوَارِضَهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَـمِ
    أَوْ رَوْضَةً أُنُفَاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
    غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمُعْلَـمِ
    جَادَتْ عَلَيْـهِ كُلُّ عَيْـنٍ ثَـرَّةٍ
    فَتَرَكْنَ كُـلَّ حَدِيقَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
    سَحَّاً وَتَسْكَابَاً فَكُلُّ عَشِيَّـةٍ
    يَجْرِي عَلَيْهَا المَاءُ لَمْ يَتَصَـرَّمِ
    وَخَلاَ الذُّبَابَ بِـهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ
    غَرِدَاً كَفِعْلِ الشَّـارِبِ المُتَرَنِّـمِ
    هَزِجَاً يَحُكُّ ذِرَاعَـهُ بِذِرَاعِـهِ
    قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
    تُمْسِي وَتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ
    وَأََبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
    وَحَشِيَّتِي سَرْجٌ عَلَى عَبْلِ الشَّوَى
    نَهْدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَحْـزِمِ
    هَلْ تُبْلِغَنِّي دَارَهَـا شَدَنِيَّـةٌ
    لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرَابِ مُصَـرَّمِ
    خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّـرَى مَـوَّارَةٌٌ
    تَطِسُ الإِكَامَ بِذَاتِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ
    وَكَأَنَّمَا أَقِصَ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
    بِقَرِيبِ بَيْنَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ
    تَأْوِي لَـهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ
    حِزَقٌ يَمَانِيَـةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
    يَتْبَعْنَ قُلَّـةَ رَأْسِـهِ وَكَأَنَّـهُ
    حِدْجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
    صَعْلٍ يَعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَهُ
    كَالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأَصْلَمِ
    شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ فَأَصْبَحَتْ
    زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَـمِ
    وَكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّهَا الـ
    وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
    هِرٍّ جَنِيبٍ كُلَّمَا عَطَفَتْ لَـهُ
    غَضَبْى اتَّقَاهَا بِاليَدَيْـنِ وَبِالفَـمِ
    أَبْقَى لَهَا طُولُ السِّفَارِ مُقَرْمَدَاً
    سَنَـدَاً وَمِثْلَ دَعَائِـمِ المُتَخَيِّـمِ
    بَرَكَتْ عَلَى مَاءِ الرِّدَاعِ كَأَنَّمَا
    بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
    وَكَأَنَّ رُبَّـاً أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدَاً
    حَشَّ الوَقُـودُ بِـهِ جَوَانِبَ قُمْقُمِ
    يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ
    زَيَّافَـةٍ مِثْلَ الفَنِيـقِ المُكْـدَمِ
    إِنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنَّنِي
    طِبٌّ بأخذِ الفَـارسِ الْمُسْتَلْئِـمِ
    أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإِنَّنِـي
    سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَـمِ
    فَإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
    مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعْمِ العَلْقَـمِ
    وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ المُدَامَةِ بَعْدَمَـا
    رَكَدَ الهَوَاجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَـمِ
    بِزُجَاجَةٍ صَفْرَاءَ ذَاتِ أَسِـرَّةٍ
    قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمَالِ مُفَـدَّمِ
    فَإِذَا شَرِبْتُ فإِنَّنِـي مُسْتَهْلِـكٌ
    مَالِي وَعِرْضِي وَافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ
    وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدَىً
    وَكَمَا عَلِمْتِ شَمَائِلِي وَتَكَرُّمِـي
    وَحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
    تَمْكُو فَريصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَـمِ
    سَبَقَتْ يَدايَ لَـهُ بِعَاجِلِ طَعْنَـةٍ
    وَرَشَاشِ نَافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
    هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ
    إِنْ كُنْتِ جَاهِلَـةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
    إِذْ لا أَزَالُ عَلَى رِحَالةِ سَابِحٍ
    نَهْـدٍ تَعَاوَرُهُ الكُمَاةُ مُكَلَّـمِ
    طَوْرَاً يُجَـرَّدُ لِلطِّعَانِ وَتَـارَةً
    يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرِمِ
    يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّنِـي
    أَغْشَى الوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ
    وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالرِّمَاحُ نَوَاهِلٌ
    مِنِّي وَبِيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرُ مِنْ دَمِي
    فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيُـوفِ لأَنَّهَا
    لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ الْمُتَبَسِّـمِ
    وَمُدَّجِـجٍ كَرِهَ الكُمَاةُ نِزَالَـهُ
    لا مُمْعِنٍ هَرَبَاً وَلاَ مُسْتَسْلِـمِ
    جَادَتْ لَـهُ كَفِّي بِعَاجِلِ طَعْنَـةٍ
    بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
    بِرَحِيبَةِ الفَرْغَيْنِ يَهْدِي جَرْسُهَـا
    باللَّيْلِ مُعْتَسَّ الذِّئَـابِ الضُّـرَّمِ
    فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيَابَـهُ
    لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَـرَّمِ
    فَتَرَكْتُـهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنُشْنَـهُ
    يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنَانِـهِ وَالمِعْصَـمِ
    ومِشَكِّ سَابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَهَا
    بِالسَّيْفِ عَنْ حَامِي الحَقِيقَةِ مُعْلِمِ
    رَبِذٍ يَدَاهُ بِالقِـدَاحِ إِذَا شَتَـا
    هَتَّـاكِ غَايَاتِ التِّجَـارِ مُلَـوَّمِ
    لَمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلْتُ أُرِيـدُهُ
    أَبْدَى نَواجِـذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّـمِ
    فَطَعَنْتُـهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُـهُ
    بِمُهَنَّدٍ صَافِي الحَدِيدَةِ مِخْـذَمِ
    عَهْدِي بِـهِ مَـدَّ النَّهَارِ كَأَنَّمَا
    خُضِبَ البَنَانُ وَرَأُسُـهُ بِالعِظْلِـمِ
    بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيَابَـهُ في سَرْحَـةٍ
    يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَوْأَمِ
    يَا شَاةَ قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَـهُ
    حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَهَا لَمْ تَحْـرُمِ
    فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لَهَا اذْهَبِي
    فَتَجَسَّسِي أَخْبَارَهَا لِيَ واعْلَمِي
    قَالَتْ : رَأَيْتُ مِنَ الأَعَادِي غِرَّةً
    وَالشَّاةُ مُمْكِنَـةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمِ
    وَكَأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَـةٍ
    رَشَأٍٍ مِنَ الغِزْلانِ حُـرٍّ أَرْثَـمِ
    نُبِّئْتُ عَمْرَاً غَيْرَ شَاكِرِ نِعْمَتِي
    وَالكُفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ
    وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
    إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
    في حَوْمَةِ الْمَوْتِ التي لا تَشْتَكِي
    غَمَرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ
    إِذْ يَتَّقُونَ بِيَ الأَسِنَّةَ لَمْ أَخِـمْ
    عَنْهَا وَلَكنِّي تَضَايَـقَ مُقْدَمي
    ولقَدْ هَمَمْتُ بِغَارَةٍ في لَيْلَـةٍ
    سَوْدَاءَ حَالِكَـةٍ كَلَوْنِ الأَدْلَـمِ
    لَمَّا سَمِعْتُ نِدَاءَ مُـرَّةَ قَدْ عَلاَ
    وَابْنَيْ رَبِيعَةَ في الغُبَارِ الأَقْتَـمِ
    وَمُحَلِّمٌ يَسْعَـوْنَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ
    وَالْمَوْتُ تَحْتَ لِوَاءِ آلِ مُحَلِّمِ
    أَيْقَنْتُ أَنْ سَيَكُون عِنْدَ لِقَائِهِمْ
    ضَرْبٌ يُطِيرُ عَنِ الفِرَاخِ الجُثَّـمِ
    لَمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
    يَتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
    يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّـهَا
    أَشْطَانُ بِئْـرٍ في لَبَانِ الأَدْهَـمِ
    مَا زِلْتُ أَرْمِيهُمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
    وَلَبَانِـهِ حَتَّى تَسَرْبَـلَ بِالـدَّمِ
    فَازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنَا بِلَبَانِـهِ
    وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
    لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا المُحَاوَرَةُ اشْتَكَى
    وَلَكانَ لَوْ عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
    وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا
    قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ
    وَالخَيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِـسَاً
    مِنْ بَيْنِ شَيْظَمَـةٍ وَأَجْرَدَ شَيْظَمِ
    ذُلَلٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
    لُبِّـي وَأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ
    إِنِّي عَدَاني أَنْ أَزوَركِ فَاعْلَمِي
    مَا قَدْ عَلِمْتُ وبَعْضُ مَا لَمْ تَعْلَمِي
    حَالَتْ رِماحُ ابْنَي بغيضٍ دُونَكُمْ
    وَزَوَتْ جَوَانِي الحَرْبِ مَنْ لم يُجْرِمِ
    وَلَقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ وَلَمْ تَدُرْ
    لِلْحَرْبِ دَائِرَةٌ عَلَى ابْنَي ضَمْضَمِ
    الشَّاتِمَيْ عِرْضِي وَلَمْ أَشْتِمْهُمَا
    وَالنَّاذِرِيْنَ إِذْا لَقَيْتُهُمَـا دَمـِي
    إِنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَبَاهُمَـا
    جَزَرَ السِّباعِ وَكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَـمِ
    __________________
    معلقة طرفة بن العبد
    لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ
    تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
    وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ
    يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
    كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً
    خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ
    عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ
    يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي
    يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا
    كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ
    وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
    مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ
    خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ
    تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي
    وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً
    تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ
    سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ
    أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ
    ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا
    عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ
    وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ
    بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي
    أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا
    عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ
    جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا
    سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ
    تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ
    وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ
    تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي
    حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ
    تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي
    بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ
    كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا
    حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ
    فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً
    عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ
    لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا
    كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ
    وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ
    وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ
    كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا
    وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ
    لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا
    تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ
    كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا
    لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ
    صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا
    بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ
    أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ
    لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ
    جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ
    لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ
    كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا
    مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ
    تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا
    بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ
    وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ
    كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ
    وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا
    وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ
    وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ
    كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ
    وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا
    بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
    طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا
    كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ
    وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى
    لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ
    مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا
    كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ
    وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ
    كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ
    وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ
    عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ
    وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ
    مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ
    وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا
    وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ
    عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي
    ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي
    وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ
    مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ
    إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
    عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
    أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ
    وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ
    فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ
    تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ
    فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي
    وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ
    وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي
    إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ
    نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ
    تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ
    رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ
    بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ
    إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا
    عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ
    إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا
    تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ
    وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي
    وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي
    إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا
    وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ
    رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي
    وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ
    أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى
    وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي
    فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي
    فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي
    وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى
    وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي
    فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ
    كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ
    وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً
    كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ
    وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ
    بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ
    كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ
    عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ
    كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ
    سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي
    أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ
    كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ
    تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا
    صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ
    أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي
    عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ
    أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ
    وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ
    لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى
    لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ
    فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً
    مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ
    يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي
    كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
    وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ
    كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ
    عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي
    نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ
    وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي
    مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ
    وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا
    وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ
    وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ
    بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ
    بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ
    هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي
    فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ
    لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي
    ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي
    عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ
    وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً
    عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ
    فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ
    وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ
    فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِد
    وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
    فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي
    بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ
    أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ
    خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ
    فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً
    لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ
    حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ
    كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
    أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ
    إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي
    إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي
    مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي
    وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي
    بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ
    فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ
    عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ
    يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا
    أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ
    وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ
    شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ
    وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ
    وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ
    فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا
    ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ
    فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ
    وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ
    ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ
    كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي
    بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى
    ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ
    فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي
    عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ
    وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي
    عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي
    لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ
    نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ
    ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ
    حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ
    عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
    مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ
    وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ
    عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ
    سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً
    ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ
    وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ
    بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ
    _________________________
    معلقة عمرو بن كلثوم
    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِـكِ فَاصْبَحِينَا
    وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
    مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا
    إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
    تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ
    إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا
    تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ
    عَلَيْهِ لِمَالِـهِ فِيهَا مُهِيـنَا
    صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو
    وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا
    وَمَا شَـرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـروٍ
    بِصَاحِبِكِ الَّذِي لاَ تَصْبَحِينَا
    وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَـكَّ
    وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا
    وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا الْمَنَايَـا
    مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَدَّرِيـنَا
    قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا
    نُخَبِّرْكِ الْيَقِيـنَ وَتُخْبِرِينَـا
    قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْمَاً
    لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَا
    بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْبَاً وَطَعْنَاً أَقَرَّ
    بِـهِ مَوَالِيـكِ العُيُونَـا
    وَإِنَّ غَدَاً وَإِنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
    وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا
    تُرِيكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَلاَءٍ
    وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الكَاشِحِينَا
    ذِرَاعَي عَيْطَلٍ أَدْمَـاءَ بِكْـرٍ
    هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
    وَثَدْيَاً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصَاً
    حَصَانَاً مِنْ أَكُفِّ اللاَمِسِينَا
    وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَـتْ
    رَوَادِفُهَا تَنُوءُ بِمَا وَلِينَـا
    وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْـهَا
    وَكَشْحَاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا
    وَسَارِيَتَيْ بِلَنْـطٍ أَوْ رُخَـامٍ
    يَرِنُّ خَشَاشُ حَلْيِهِمَا رَنِينَا
    فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ
    أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَـتِ الْحَنِيـنَا
    وَلاَ شَمْطَاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهَا
    لَهَا مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينَا
    تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا
    رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا
    فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ
    كَأَسْيَافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيـنَا
    أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا
    وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِينَـا
    بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيضَـاً
    وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
    وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِـوَالٍ
    عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
    وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـوهُ
    بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
    تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
    مُقَلَّـدَةً أَعِنَّـتَهَا صُفُونَـا
    وَأَنْزَلْنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ
    إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوعِدِينَا
    وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا
    وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيـنَا
    مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
    يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا
    يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ
    وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِينَا
    نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا
    فَأَعْجَلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا
    قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
    قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا
    نَعُمُّ أُنَاسَنَا وَنَعِـفُّ عَنْهُمْ
    وَنَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونَا
    نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا
    وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوفِ إِذَا غُشِينَا
    بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
    ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينَـا
    كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَالِ فِيـهَا
    وُسُوقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِينَـا
    نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ القَـوْمِ شَقًّـاً
    وَنَخْتَلِبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِينَا
    وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
    عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
    وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
    نُطَاعِنُ دُونَـهُ حَتَّى يَبِينَا
    وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّتْ
    عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
    نَجُذُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
    فَمَا يَدْرُونَ مَاذَا يَتَّقُونَـا
    كَأَنَّ سُيُوفَنَا فِيـنَا وَفِيهِـمْ
    مَخَارِيقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِينَـا
    كَأَنَّ ثِيَابَنَا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
    خُضِبْنَ بِأُرْجُوَانٍ أَوْ طُلِينَـا
    إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ حَـيٌّ
    مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُونَا
    نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَـدٍّ
    مُحَافَظَةً وَكُنَّـا السَّابِقِينَـا
    بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْـدَاً
    وَشِيبٍ فِي الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
    حُدَيَّا النَّاسِ كُلِّهِمُ جَمِيعَـاً
    مُقَارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينَـا
    فَأَمَّا يَوْمَ خَشْيَـتِنَا عَلَيْهِمْ
    فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبَاً ثُبِينَـا
    وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَى عَلَيْهِـمْ
    فَنُمْعِنُ غَـارَةً مُتَلَبِّـبِينَا
    بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بن بَكْـرٍ
    نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَـةَ وَالحُزُونَا
    أَلاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْـوَامُ أَنَّـا
    تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَدْ وَنِينَـا
    أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَا
    فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا
    بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ
    نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينَـا
    بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ
    تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
    تَهَـدَّدْنَا وَأَوْعِـدْنَا رُوَيْـدَاً
    مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَـا
    فَإِنَّ قَنَاتَـنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ
    عَلَى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا
    إِذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ
    وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُونَـا
    عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
    تَشُجُّ قَفَا المُثَقَّفِ وَالجَبِينَـا
    فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
    بِنَقْصٍ فِي خُطُوبِ الأَوَّلِينَا
    وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بْنِ سَيْفٍ
    أَبَاحَ لَنَا حُصُونَ المَجْدِ دِينَا
    وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
    زُهَيْرَاً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينَا
    وَعَتَّـابَاً وَكُلْثُـومَاً جَمِيعَـاً
    بِهِمْ نِلْنَا تُرَاثَ الأَكْرَمِينَا
    وَذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
    بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُحْجَرِينَا
    وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
    فَأَيُّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَلِينَـا
    مَتَى نَعْقِدْ قَرِينَـتَنَا بِحَبْـلٍ
    تَجُذُّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِينَا
    وَنُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَارَاً
    وَأَوْفَاهُمْ إِذَا عَقَدُوا يَمِينَا
    وَنَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ فِي خَزَازَى
    رَفَدْنَا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينَا
    وَنَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى
    تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينَـا
    وَنَحْنُ الحَاكِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا
    وَنَحْنُ العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
    وَنَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنَا
    وَنَحْنُ الآخِذُونَ بِمَا رَضِينَا
    وَكُنَّا الأَيْمَنِينَ إِذَا التَقَـيْنَا
    وَكَانَ الأَيْسَرِينَ بَنُو أَبِينَـا
    فَصَالُوا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيهِـمْ
    وَصُلْنَا صَوْلَةً فِيْمَنْ يَلِينَـا
    فَآبُوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَايَـا
    وَأُبْنَـا بِالمُلُـوكِ مُصَفَّدِينَا
    إِلَيْكُمْ يَا بَنِي بَكْرٍ إِلَيْكُـمْ
    أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّـا اليَقِينَـا
    أَلَمَّا تَعْلَمُوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ
    كَتَائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرْتَمِينَـا
    عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِي
    وَأسْيَافٌ يَقُمْنَ وَيَنْحَنِينَـا
    عَلَيْنَا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
    تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوناً
    إِذَا وُضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمَاً
    رَأَيْتَ لَهَا جُلُودَ القَوْمِ جُونَا
    كَأَنَّ غُضُونَهُنَّ مُتُونُ غُـدْرٍ
    تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَا
    وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
    عُرِفْنَ لَنَا نَقَائِذَ وَافْتُلِينَـا
    وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثَاً
    كَأَمْثَالِ الرَّصَائِعِ قَدْ بَلِينَا
    وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
    وَنُـورِثُهَا إِذَا مُتْنَا بَنِينَـا
    عَلَى آثَارِنَا بِيضٌ حِسَـانٌ
    نُحَاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُونَا
    أَخَذْنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْـدَاً
    إِذَا لاَقَوْا كَتَائِبَ مُعْلِمِينَا
    لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسَـاً وَبِيضَـاً
    وَأَسْرَى فِي الحَدِيدِ مُقَرَّنِينَا
    تَرَانَا بَارِزِينَ وَكُـلُّ حَـيٍّ
    قَدِ اتَّخَذُوا مَخَافَتَنَا قَرِينَا
    إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنَا كَمَا
    اضْطَرَبَتْ مُتُونُ الشَّارِبِينَا
    يَقُتْنَ جِيَادَنَـا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
    بُعُولَتَنَا إِذَا لَمْ تَمْنَعُونَـا
    ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ
    خَلَطْنَ بِمِيسَمٍ حَسَبَاً وَدِينَا
    وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
    تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِينَا
    كَأَنَّا وَالسُّيُـوفُ مُسَلَّـلاَتٌ
    وَلَدْنَا النَّاسَ طُرَّاً أَجْمَعِينَا
    يُدَهْدُونَ الرُّؤُوسَ كَمَا تُدَهْدَي
    حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِهَا الكُرِينَـا
    وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
    إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينَا
    بِأَنَّا المُطْعِمُـونَ إِذَا قَدَرْنَـا
    وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَـا
    وَأَنَّـا المَانِعُـونَ لِمَا أَرَدْنَـا
    وَأَنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينَـا
    وَأَنَّا التَارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَـا
    وَأَنَّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينَـا
    وَأَنَّا العَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا
    وَأَنَّـا العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا
    وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
    وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِيـنَا
    أَلاَ أَبْلِغْ بَنِي الطَّمَّاحِ عَـنَّا
    وَدُعْمِيَّاً فَكَيْفَ وَجَدْتُـمُونَا
    إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً
    أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَـا
    مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
    وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيـنَا
    إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِيٌّ
    تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَـا
    _________________________
    معلقة زُهَير بن أبي سُلْمَى الْمزْنِيّ
    أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَـمْ تَكَـلَّمِ
    بِـحَوْمانَة الـدَّرَّاجِ فَالْـمُتَثَلَّـمِ
    وَدارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا
    مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِـرِ مِعْصَـمِ
    بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
    وَأَطْـلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
    وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّـةً فَـلأيَاً
    عَرَفْتُ الـدَّارَ بَـعْدَ تَـوَهُّمِ
    أَثَافِيَّ سُفْعَاً في مُعَرَّسِ مِرْجَـلٍ وَنُـؤْيَاً
    كَجِذْمِ الحَوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّمِ
    فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا أَلا
    انْعِمْ صَبَاحَاً أَيُهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ
    تَبَصَّرْ خَليلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِـنٍ
    تَـحَمَّلْنَ بِـالْعَلْياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ
    جَعَلْنَ الْقَنَانَ عَنْ يَـمِينٍ وَحَزْنَـهُ
    وَكَمْ بِـالقَنَانِ مِنْ مُـحِلٍّ وَمُحْرِمِ
    عَلَوْنَ بِأَنْمَاطٍ عِتَـاقٍ وَكِـلَّةٍ وِرَادٍ
    حَوَاشِـيهَا مُشَـاكِهَةِ الـدَّمِ
    وَوَرَّكْنَ في السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ
    عَلَـيْهِنَّ دَلُّ الـنَّـاعِمِ الـمُـتَنَعِّمِ
    بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحَرْن بِسُحْـرَةٍ
    فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَدِ لِـلْفَمِ
    وَفِيهِنَّ مَلْهَىً لِلَّطِيـفِ وَمَنْظَرٌ
    أَنِـيـقٌ لِعَـيْنِ الـنَّاظِرِ الـمُتَوَسِّمِ
    كَأَنَّ فُتَاتَ الْعِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْنَ
    بِـهِ حَبُّ الْـفَنَا لَـمْ يُحَطَّمِ
    فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقَاً جِـمَامُهُ
    وَضَـعْنَ عِـصِيَّ الـحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ
    ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ عَلَى
    كُلِّ قَـيْنِيٍّ قَـشِيبٍ وَمُـفْأَمِ
    فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
    رِجَـالٌ بَـنَوْهُ مِنْ قُـرَيْشٍ وَجُرْهُمِ
    يَمِـينًا لَنِعْمَ الـسَّيدَانِ وُجِـدْتُمَا
    عَـلَى كُلِّ حَـالٍ مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ
    تَدَارَكْتُما عَبْسَاً وَذُبْـيَانَ بَـعْدَمَا
    تَـفَانَوْا وَدَقُّـوا بَـيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ
    وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعاً
    بِـمَالٍ وَمَـعْرُوفٍ مِنَ الْقَوْلِ نَسْلَمِ
    فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَـلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ
    بَـعِيدَيْن فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَـأْثَمِ
    عَظِيمَيْنِ في عُلْيَا مَـعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
    وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزَاً مِنْ المَجْدِ يَعْظُمِ
    تُـعَفَّى الْـكُلُومُ بِالْمِئيِنَ فَأَصْبَحَتْ
    يُـنَجِّمُهَا مَنْ لَـيْسَ فِيهَا بِـمُجْرِمِ
    يُـنَـجِّمُهَا قَوْمٌ لِـقَـوْمٍ غَـرَامَةً
    وَلَـمْ يُهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَمِ
    فَـأَصْبَحَ يَـجْرِي فِيهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ
    مَغَـانِمُ شَتَّى مِـنْ إِفَـالٍ مُـزَنَّمِ
    أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَـنِّي رِسَـالَةً
    وَذُبْـيَانَ هَلْ أَقْسَمْتمُ كُـلَّ مُـقْسَمِ
    فَلاَ تَـكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُـفُوسِكُمْ
    لِـيَخْفَى وَمَهْمَا يُـكْتَمِ اللهُ يَـعْلَمِ
    يُـؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فـي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ
    لِـيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَـيُنْقَمِ
    وَمَا الـحَرْبُ إِلاَّ مَـا عَلِمْتمْ وَذُقْتُمُ
    وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِـالحَدِيثِ المُرَجَّمِ
    مَتَـى تَـبْعَثُوهَا تَـبْعَثُوهَا ذَمِـيمَةً
    وَتَضْـرَ إِذَا ضَـرَّيْتُمُوهَا فَـتَضْرَمِ
    فَـتَعْرُككُمُ عَرْكَ الـرَّحَى بِـثِفَالِهَا
    وَتَلْـقَحْ كِشَافَاً ثُمَّ تُنْـتَجْ فَـتُتْئِمِ
    فَتُنْـتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْـأَمَ كُـلُّهُمْ
    كَأَحْمَرِ عَـادٍ ثُمَّ تُـرْضِعْ فَـتَفْطِمِ
    فَـتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُـغِلُّ لأَهْلِهَا
    قُرَىً بِـالْعِرَاقِ مِنْ قَـفِيزٍ وَدِرْهَمِ
    لَعَمْرِي لَـنِعْمَ الـحَيُّ جَـرَّ عَلَيْهِمُ
    بِمَا لاَ يُوَاتِيهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
    وَكَانَ طَوَى كَـشْحًا عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ
    فَـلاَ هُـوَ أَبْدَاهَا وَلَـمْ يَـتَقَدَّمِ
    وَقَالَ سَأَقْضِي حَـاجَتِي ثُـمَّ أَتَّقِي
    عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِـيَ مُلْجَمِ
    فَشَـدَّ وَلَـمْ يُـفْزِعْ بُـيُوتاً كَثِيَرةً
    لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
    لَدَى أَسَـدٍ شَاكِي الـسِلاحِ مُقَذَّفٍ
    لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُـقَلَّمِ
    جَـرِيءٍ مَتَى يُـظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ
    سَـرِيعاً وَإِلا يُـبْدَ بِالظُّلْمِ يَـظْلِمِ
    رَعَـوْا ظِـمْأَهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
    غِمَـارَاً تَـفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِـالدَّمِ
    فَقَضَّوْا مَـنَايا بَـيْنَهُمْ ثُـمَّ أَصْدَرُوا
    إِلـى كَـلإٍٍٍٍ مُسْـتَوْبِلٍ مُـتَوَخِّمِ
    لَـعَمْرُكَ مَا جَرَّت عَلَيْهِمْ رِماحُهُمْ
    دَمَ ابـنِ نَهِيكٍ أَو قَتِـيلِ الـمُثَلَّمِ
    وَلا شَـارَكَتْ في الموْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
    وَلا وَهَبٍ مِنْهُم وَلا ابْـنِ المُخَزَّمِ
    فَكُـلاً أَراهُـمْ أَصْـبَحُوا يَـعْقِلُونَهُ
    صَـحِيحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْرَمِ
    لَحِيٍّ حِـلالٍ يَـعْصُمُ النَّاسَ أَمْرَهُمْ
    إِذا طَرَقَتْ إِحْدِى الَّـليَالِي بِمُعْظَمِ
    كِرَامٍ فَلا ذُو الـضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ
    وَلا الجَارِمُ الـجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ
    سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الـحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ
    ثَـمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَـا لَكَ يَـسْأَمِ
    وأَعْـلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ
    وَلـكِنّني عَـنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
    رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
    تُـمِتْهُ وَمَنْ تُـخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
    وَمَنْ لَـمْ يُـصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ
    يُـضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُـوْطَأْ بِمَنْسِمِ
    وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
    يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الـشَّتْمَ يُشْتَمِ
    وَمَنْ يَـكُ ذَا فَـضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ
    عَلَى قَـوْمِهِ يُسْـتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
    وَمَنْ يُـوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ
    إِلى مُـطْمَئِنِّ الْـبِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
    وَمَنْ هَـابَ أَسْـبَابَ الـمَنَايَا يَنَلْنَهُ
    وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِـسُلَّمِ
    وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ
    يَكُنْ حَـمْدُهُ ذَماً عَـلَيْهِ وَيَـنْدَمِ
    وَمَنْ يَـعْصِ أَطْـرافَ الزِّجَاجِ فَإِنَّهُ
    يُـطِيعُ الـعَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
    وَمَنْ لَـمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ
    يُـهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ الـنَّاسَ يُظْلَمِ
    وَمَنْ يَـغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُواً صَدِيقَهُ
    وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَـفْسَهُ لا يُـكَرَّمِ
    وَمَهْمَا تَـكُنْ عِنْدَ أمرِيءٍ مَنْ خَلِيقَةٍ
    وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
    وَكَائِن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
    زِيَـادَتُـهُ أَو نَقْصُهُ فِي الـتَّكَلُمِ
    لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
    فَـلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ الـلَّحْمِ وَالدَّمِ
    وَإَنَّ سَفَاهَ الـشَّيْخِ لا حِلْمَ بَـعْدَهُ
    وَإِنَّ الـفَتَى بَعْدَ الـسَّفَاهَةِ يَحْلُمِ
    سَألْـنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَـعُدْتُمُ
    وَمَنْ أَكْثَرَ الـتَّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَمِ
    ________________________

    معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
    آذَنْـتَـنـا بِـبَـيْـنِها أسْـمـاءُ
    رُبَّ ثــاوٍ يُـمَلُّ مِـنْهُ الـثَّواءُ
    بَـعْـدَ عَـهْدٍ لَـنَا بِـبُرْقَةِ شَـمَّا
    ءَفَـأَدْنَـى دِيـارِهـا الـخَلْصاءُ
    فَـالـمُحَيَّاةُ فـالـصِّفاحُ فَـأَعْـنا
    فــي فِـتَـاقٍ فَـعاذِبٌ فَـالوَفاءُ
    فَـرِياضُ الـقَطَا فَـأَوْدِيَةُ الشُّرْبِ
    فـالـشُّـعْـبَتَانِ فــالإِبْــلاءُ
    لا أَرَى مَـنْ عَـهِدْتُ فِيها فَأَبْكِي
    الـيَوْمَ دَلْـهاً ومَـا يُـحِيرُ البُكاءُ
    وبِـعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِـنْدٌ الـنَّارَ
    أَخِـيـرًا تَـلْـوِى بِـها الـعَلْياءُ
    فَـتَـنَوَّرْتُ نَـارَها مِـنْ بِـعيدٍ
    بِـخَزَازَى هَـيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ
    أَوْقَـدَتْها بَـيْنَ الـعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
    بِـعُـودٍ كَـمَـا يَـلُوحُ الـضِّياءُ
    غَـيْرَ أَنِّـي قَدْ أَسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ
    إذَا خَــفَّ بِـالـثَّوِيِّ الـنَّـجاءُ
    بِـزَفُـوفٍ كـأنَّـهَا هِـقْـلَةُ أْمِّ
    رِئَـــالٍ دَوِّيَّـــةٌ سَـقْـفَاءُ
    آنَـسَتْ نَـبْأَةً وأَفْـزَعَها القُنَّاصُ
    عَـصْـراً وقَـدْ دَنَـا الإمْـساءُ
    فَـتَرَى خَـلْفَها مِنَ الرَّجْعِ والوَقْعِ
    مَـنِـيـناً كــأَنَّـه أَهْــبـاءُ
    وطِـراقاً مِـنْ خَـلْفِهِنَّ طِـراقٌ
    سـاقِطاتٌ أَلْـوَتْ بِـها الصَّحْراءُ
    أَتَـلَـهَّى بِـها الـهَواجِرَ إذْ كُـلُّ
    ابــن هَــمِّ بَـلِـيَّةٌ عَـمْـياءُ
    وأَتَـانَا مِـنَ الـحَوادِثِ والأنْباءِ
    خَـطْـبٌ نُـعْـنَى بِـهِ ونُـساءُ
    أنَّ إخْـوانَـنَا الأَراقِــمَ يَـغْلُونَ
    عَـلَـيْنا فــي قِـيـلِهِمْ إِحْـفاءُ
    يَـخْلِطُونَ البَريءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْبِ
    ولاَ يَـنْـفَعُ الـخَـلِيَّ الـخَـلاَءُ
    زَعَـمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ
    مُــوَالٍ لَـنَـا وأَنَّــا الـوَلاَءُ
    أَجْـمَـعُوا أَمْـرَهُمْ عِـشاءً فَـلَمَّا
    أَصْـبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
    مِنْ مُنادٍ ومِنْ مُجِيبٍ ومِنْ تَصْهالِ
    خَـيْـلٍ خِــلالَ ذاكَ رُغــاءُ
    أَيُّـهَـا الـنَّاطِقُ الـمُرَقِّشُ عَـنَّا
    عِـنْدَ عَـمْرٍو وهَـلْ لِـذَاكَ بَقاءُ
    لا تَـخَـلْنا عَـلَى غَـراتِكَ إنَّـا
    قَـبْلَ مَـا قَـدْ وَشَـى بِنا الأَعْداءُ
    فَـبَـقِينا عَـلَى الـشَّناءَةِ تَـنْمِينا
    حُـصُـونٌ وَعِــزَّةٌ قَـعْـساءُ
    قَـبْلَ مَـا الـيَوْمَ بَـيَّضَتْ بِعُيُونِ
    الـنَّـاسِ فِـيـها تَـغَيُّظٌ وإِبـاءُ
    وكَـأَنَّ الـمَنُونَ تَرْدِى بِنا أَرْعَنَ
    جَـوْنـاً يَـنْجابُ عَـنْهَ الـعَمَاءُ
    مُـكْفَهِرّاً عَـلَى الحَوادِثِ لا تَرْتُوه
    لِـلـدَّهْـرِ مُــؤْيِـدٌ صَـمَّـاءُ
    إِرَمِــيٌّ بِـمِثْلِهِ جَـالَتِ الـخَيْلُ
    فَـآبَـتْ لِـخَـصْمِها الأَجْــلاء
    مَـلِكٌ مُـقْسِطٌ وأَفْضَلُ مَنْ يَمْشِي
    ومِــنْ دُونِ مَـا لَـدَيْهِ الـثَّناءُ
    أَيّـمَـا خُـطَّـةٍ أَرَدْتُـمْ فَـأَدُّوهَا
    إِلَـيْـنا تَـمْـشِي بِـها الأمْـلاءُ
    إنْ نَـبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فالصَّاقِبِ
    فِـيـهِ الأمْــواتُ والأحْـيـاءُ
    أوْ نَـقَشْتُمْ فـالنَّقْشُ يَجْشَمُهُ النَّاسُ
    وفِـيـهِ الـصَّـلاحُ والإِبْــراءُ
    أوْ سَـكَتُّمْ عَـنَّا فَكُنَّا كَمَنْ أَغْمَضَ
    عَـيْـناً فــي جَـفْـنِها أَقْـذاءُ
    أَوْ مَـنَـعْتُمْ مَـا تُـسْأَلُونَ فَـمَنْ
    حُـدِّثْـتُمُوهُ لَـهُ عَـلَيْنا الـعَلاءُ
    هَـلْ عَـلِمْتُمْ أيَّـام يُنْتَهَبُ النَّاسُ
    غِــواراً لِـكُـلِّ حَـيٍّ عُـواءُ
    إذْ رَكِبْنا الجِمالَ مِنْ سَعَفِ البَحْرَيْنِ
    سَـيْـراً حَـتَّى نَـهاهَا الـحِساءُ
    ثُـمَّ مِـلْنا عَـلَى تَـميمٍ فَأَحْرَمْنا
    وفِـيـنا بَـنـاتُ قَــوْمٍ إِمـاءُ
    لا يُـقِيمُ الـعَزِيزَ بِـالبَلَدِ الـسَّهْلِ
    ولا يَـنْـفَعُ الـذَّلِـيلَ الـنَّـجاءُ
    لَـيْسَ يُـنْجِي مُـوائِلاً مِنْ حِذارٍ
    رَأْسُ طَــوْدٍ وحَــرَّةٌ رَجْـلاءُ
    فَـمَـلَكْنا بِـذَلِكَ الـنَّاسَ حَـتَّى
    مَـلَكَ الـمُنْذِرُ بـن مـاءِ السَّماءُ
    مَـلِكٌ أَضْـرَعَ الـبَرِيَّةَ لا يُوجَدُ
    فِـيـها لِـمـا لَـدَيْـهِ كِـفـاءُ
    مـا أَصـابُوا مِنْ تَغْلَبِيٍّ فَمَطْلُولٌ
    عَـلَـيْهِ إذا أُصِـيـبَ الـعَـفاءُ
    كَـتَكالِيفِ قَـوْمِنا إذْ غَـزَا المُنْذِرُ
    هَـلْ نَـحْنُ لابْـنِ هِـنْدٍ رِعـاءُ
    إذْ أَحَـلَّ الـعَلْياءَ قُـبَّةَ مَـيْسُونَ
    فَـأَدْنَـى دِيـارَهـا الـعَـوْصاءُ
    فَـتَـأَوَّتْ لَــهُ قَـراضِبَةٌ مِـنْ
    كُــلِّ حَــيٍّ كـأنَّـهُمْ أَلْـقاءُ
    فَـهَـداهُمْ بِـالأَسْوَدَيْنِ وأَمْـرُ اللهِ
    بَـلْـغٌتَـشْـقَى بِـهِ الأَشْـقِياءُ
    إذْ تَـمَـنَّوْنَهُمْ غُـرُوراً فَـساقَتْهُمْ
    إلَـيْـكُـمْ أُمْـنِـيَّـةٌ أَشْــراءُ
    لَــمْ يَـغُرُّوكُمْ غُـرُوراً ولَـكِنْ
    رَفَـعَ الآلُشَـخْصَهُمْ والـضَّحاءُ
    أَيُّـهـا الـنَّـاطِقُ الـمُبَلِغُ عَـنَّا
    عِـنْدَعَـمْرِو وهَـلْ لِذاكَ انْتِهاءُ
    مَـنْ لَـنا عِـنْدَهُ مِنَ الخَيْرِ آياتٌ
    ثَــلاثٌ فــيكُـلِّهِنَّ الـقَضاءُ
    آيَـةٌ شـارِقُ الـشَّقِيقَةِ إذْ جاءُوا
    جَـمِـيعاًلِـكُـلِّ حَــيٍّ لِـواءُ
    حَـوْلَ قَـيْسٍ مُـسْتَلْئِمِينَ بِكَبْشٍ
    قَــرَظِـيٍّكَــأَنَّـهُ عَـبْـلاءُ
    وصَـتِيتٍ مِـنَ الـعَوَاتِكِ لا تَنْهاهُ
    إلاَّمُـبْـيَـضَّـةٌ رَعْــــلاءُ
    فَـرَدَدْناهُمُ بِـطَعْنٍ كَـمَا يَـخْرُجُ
    مِــنْخُـرْبَـةِ الـمَزادِ الـماءُ
    وحَـمَلْناهُمْ عَـلَى حَـزْمِ ثَـهْلانَ
    شِـــلالاًودُمِّــىَ الأنْـسـاءَ
    وجَـبَهْناهُمُ بِـطَعْنٍ كـما تُـنْهِزُ
    فــي جَـمَّـةالـطَّوَيِّ الـدِّلاءَ
    وفَـعَـلْنا بِـهِـمْ كـمَا عَـلِمَ اللهُ
    ومَــا إنْلـلـخَائِنِينَ دِمــاءُ
    ثُـمَّ حُـجْراً أعْـنِي ابْنَ أُمِّ قَطامٍ
    ولَـــهُفـارِسِـيَّةٌ خَـضْـراءُ
    أَسَـدٌ فـي الـلِّقاءِ وَرْدٌ هَـمُوسٌ
    ورَبِـيـعٌ إنْشَـمَّـرَتْ غَـبْراءُ
    وفَـكَكْنا غُـلَّ امْرِىء القَيْسِ عَنْهُ
    بَـعْدَ مـاطـالَ حَـبْسُهُ والعَنَاءُ
    ومَـعَ الـجَوْنِ جَـوْنِ آلِ بَـنِي
    الأوْسِ عَـنُـودٌكَـأَنَّـها دَفْـواءُ
    مَـا جَزِعْنا تَحْتَ العَجاجَةِ إذْ وَلَّوْا
    شِــلالاًوإذْ تَـلَـظَّى الـصِّلاءُ
    وأَقَـدْنـاهُ رُبَّ غَـسَّانَ بِـالمُنْذِرِ
    كَـرْهـاًإذْ لا تُـكـالُ الـدِّمـاءُ
    وأَتَـيْـناهُمُ بِـتِـسْعَةِ أَمْــلاكٍ
    كِـــرامٍأسْـلابُـهُمْ أَغْــلاءُ
    وَوَلَـدْنا عَـمْرَو بـن أُمِّ إيـاسٍ
    مِـنْ قَـرِيبٍلَـمَّا أَتَـانا الحِباءُ
    مِـثْلَها يُـخْرِجُ الـنَّصِيحَةَ لِلْقَوْمِ
    فَــلاةٌمِــنْ دُونِـهـا أَفْـلاءُ
    فـاتْرُكُوا الـطَّيْخَ والتَّعاشِي وإمَّا
    تَـتَعَاشَوْافَـفِي الـتَّعاشِي الـدَّاءُ
    واذْكُـروا حِـلْفَ ذِي المَجازِ ومَا
    قُــدِّمَ فِـيهِالـعُهُودُ والـكُفَلاءُ
    حَـذَرَ الـجَوْرِ والـتَّعَدِّي وهَـلْ
    يَـنْقُضُ مَـا فيالمَهَارِقِ الأهْواءُ
    واعْـلَـمُوا أَنَّـنا وإيَّـاكُمُ فِـيمَا
    اشْـتَرَطْنايَـوْمَ اخـتَلَفْنا سَـواءُ
    عَـنناً بـاطِلاً وظُـلْماً كَـمَا تُعْتَرُ
    عَـنْحُـجْرَةِ الـرَّبِيضِ الـظِّباءُ
    أَعَـلَـيْـنا جُـنـاحُ كِـنْـدَةَ أنْ
    يَـغْـنَمَغـازِيهُمْ ومِـنَّا الـجَزاءُ
    أمْ عَـلَـيْنا جَــرَّى إيـادٍ كَـمَا
    قـيـلَ لِـطَسْمٍأخُـوكمُ الأبـاءُ
    لَـيْسَ مِـنَّا المُضَرَّيونَ ولا قَيْسٌ
    ولاجَــنْــدَلٌ ولا الــحَـدَّاءُ
    أَمْ جَـنايَا بَـنَي عَـتِيقٍ فَمَنْ يَغْدِرْ
    فـإنَّـامِــنْ حَـرْبِـهِمْ بُـرآءُ
    أَمْ عَـلَيْنا جَـرَّى الـعِبادِ كَمَا نِيطَ
    بِـجَـوْزِالـمُـحَمَّلِ الأعْـبـاءِ
    وثَـمـانُونَ مِـنْ تَـمِيمٍ بِـأَيْدِيهِمْ
    رمــاحٌصُـدُورُهُـنَّ الـقَضاءُ
    تَـركُـوهُمْ مُـلَـحَّبِينَ وآبُــوا
    بِـنَـهابٍ يُـصِمُّمِـنْها الـحُداءُ
    أَمْ عَـلَيْنا جَـرَّى حَـنِيفَةَ أَوْ مَـا
    جَـمَّعَتْمِـنْ مُـحارِبٍ غَـبْراءُ
    أَمْ عَـلَيْنا جَـرَّى قُضاعَةَ أمْ لَيْسَ
    عَـلَـيْنافِـيـما جَـنْـوا أَنْـداءُ
    ثُـمَّ جـاءُوا يَسْتَرْجِعونَ فَلَمْ تَرْجِعْ
    لَــهُـمْشـامَـةٌ ولا زَهْــراءُ
    لَـمْ يُـحِلُّوا بِـنِي رِزاحٍ بِـبَرْقاء
    نِـطـاعٍلَـهُـمْ عَـلَيْهِمْ دُعـاءُ
    ثُـمَّ فـاءُوا مِـنْهُمْ بِقاصِمَةِ الظَّهْرِ
    ولايُـبْـرِدُ الـغَـلِيلَ الـمـاءُ
    ثُـمَّ خَـيْلٌ مِنْ بَعْدِ ذاكَ مَعَ الغَلاقِ
    لارَأْفَـــــةٌ ولا إِبْــقــاءُ
    وهُـو الـرَّبُّ والـشَّهِيدُ عَلَى
    يَوْمِ الـحِـيارَيْنِ والـبَـلاءُ بَــلاءُ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    معلقة امرؤ القيس
    قفا نبك من ذكرى حبيبٍ و منزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
    فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوبٍ و شمأل
    رخاء تسح الريح في جنباتها ... كساها الصبا سحق الملاء المذيل
    ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل
    كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
    وقوفاً بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسىً و تجمل
    فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله ... و لكن على ما غالك اليوم أقبل
    وقفت بها حتى إذا ما ترددت ... عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
    و إن شفائي عبرة مهراقةٌ ... فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
    كدأبك من أم الحويرث قبلها ... و جارتها أم الرباب بمأسل
    إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
    ففاضت دموع العين مني صبابةً ... على النحر حتى بل دمعي محملي
    ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ ... و لا سيما يوم بدارة جلجل
    و يوم عقرت للعذاري مطيتي ... فيا عجبا من كورها المتحمل
    و يا عجباً من حلها بعد رحلها ... و يا عجبا للجازر المتبذل
    فظل العذارى يرتمين بلحمها ... و شحمٍ كهداب الدمقس المفتل
    تدار علينا بالسيف صحافنا ... و يؤتى إلينا بالعبيط المثمل
    تقول و قد مال الغبيط بنا معاً ... عقرت بعيري يا أمرأ القيس فانزل
    فقلت لها سيري و أرخي زقاقه ... و لا تبعديني من جناك المعلل
    دعي البكر ، لا ترثي له من ردافنا ... و هاتي أذيقينا جناة القرنفل
    بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ ... نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
    فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعٍ ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
    إذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشق و تحتي شقها لم يحول
    و يوماً على ظهر الكثيب تعذرت ... علي و آلت حلفةً لم تحلل
    أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
    و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ ... فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
    أغرك مني أن حبك قاتلي ... و أنك مهما تأمري القلب يفعل
    و أنك قسمت الفؤاد فنصفه ... قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
    و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهمك في أعشار قلب مقتل
    و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
    تجاوزت أحراساً إليها و معشراً ... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
    فجئت ، و قد نضت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
    فقالت يمين الله ، ما لك حيلةٌ ... و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
    خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
    فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى ... بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
    هصرت بفودي رأسها فتمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
    إذا التقتت نحوي تضوع ريحها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
    إذا قلت هاتي نوليني تمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
    مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
    كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير محلل
    تصد و تبدي عن أسيلٍ و تتقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
    وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته و لا بمعطل
    وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته و لا بمعطل
    و فرع يزين المتن أسود فاحمٍ ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
    غدائرة مستشزرًات إلى العلا ... تضل العقاصٌ في مثنى و مرسل
    وكشحٍ لطيف كالجديل مخصر ... و ساقٍ كأنبوب السقي المذلل
    و يضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
    و تعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
    تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممس راهب متبتل
    إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً ... إذا ما اسبكرت بين درعٍ و مجول
    تسلت عمايات الرجال عن الصبا ... و ليس فؤادي عن هواك بمنسل
    ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته ... نصيحٍ على تعذاله غير مؤتلي
    و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
    فقلت له لما تمطى بصلبه ... و أردف أعجازاً و ناء بكلكل
    ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل
    فيا لك من ليلٍ كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
    كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
    و قربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل
    و وادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل
    فقلت له لما عوى : إن شأننا ... قليل الغنى ، إن كنت لما تمول
    كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته ... ومن يحترث حرثي و حرثك يهزل
    و قد أغتدي و الطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
    و قد أغتدي و الطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
    مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً ... كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
    كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
    على الذبل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
    مسحٍ إذا ما السابحات على الوبى ... أثرن الغبار بالكديد المٌركل
    يزل الغلام الخف عن صهواته ... و يلوي بأثواب العنيف المثقل
    دريرٌ كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيطٍ موصل
    له أيطلا ظبيٍ ، و ساقا نعامةٍ ... و إرخاءٍ سرحانٍ ، و تقريب تنقل
    ضليعٌ إذا استد سد فرجه ... بضافٍ فويق الأض ليس بأعزل
    كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ ، أو صلاية حنظل
    كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حنًاءٍ بشيبٍ مرجل
    فعن لنا سربٌ ، كأن نعاجه ... عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذبل
    فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد معمٍ في العشيرة مخول
    فألحقنا بالهاديات و دونه ... جواحرها في صرةٍ لم تزيل
    فعادى عداء بين ثورٍ و نعجةٍ ... دراكاً و لم ينضح بماءٍ فيغسل
    فظل طهاه اللحم من بين منضج ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
    ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه ... متى ما ترق العين فيه تسهل
    فبات عليه سرجه و لجامه ... و بات بعيني قائماً غير مرسل
    أصاح ترى برقاً أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
    يضيء سناه ، أو مصابيح راهبٍ ... أمال السليط بالذبال المفتل
    قعدت له و صحبتي بين ضارجٍ ... و بين العذيب بعد ما متأملي
    ‌ علاً قطناً بالشيم أيمن صوبه ... و أيسره على الستار فيذبل
    فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
    ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل ‌‌‌‌
    و تيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ... و لا أجماً إلا مشيداً بجندل
    كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
    كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً ... من السيل و الأغثاء فلكه مغزل
    و ألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ، ذي العياب المحمل
    كأن مكاكي الجواء غديةً ... صبحن سلافاً من رحيقٍ مفلفل
    كأن السباع فيه غرقى عشيةً ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
    _________________________________
    معلقة الاعشى
    ودع هريرة إن الركب مرتحل ... و هل تطيق وداعاً أيها الرجل
    غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها ... تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
    كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل
    تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ... كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
    ليست كمن يكره الجيران طلعتها ... و لا تراها لسر الجار تختتل
    يكاد يصرعها لولا تشددها ... إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
    إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت ... و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل
    صفر الوشاح و ملء الدرع بهكنةٌ ... إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
    نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها ... للذة المرء لا جافٍ و لا تفل
    هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها ... كأن أخمصها بالشوك ينتعل
    إذا تقوم يضوع المسك أصورةً ... و الزنبق الورد من أردانها شمل
    ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ ... خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل
    يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل
    يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ ... و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل
    علقتها عرضاً و علقت رجلاً ... غيري و علق أخرى غيرها الرجل
    و علقته فتاة ما يحاولها ... و من بني عمها ميت بها وهل
    و علقتني أخيرى ما تلائمني ... فاجتمع الحب ، حبٌ كله تبل
    فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ... ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل
    صدت هريرة عنا ما تكلمنا ... جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل
    أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به ... ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل
    قالت هريرة لما جئت طالبها ... ويلي عليك و ويلي منك يا رجل
    إما ترينا حفاةً لانعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى و ننتعل
    و قد أخالس رب البيت غفلته ... و قد يحاذر مني ثم ما يئل
    وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني ... وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل
    وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني ... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
    في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا ... أن هالكٌ كل من يحفى و ينتعل
    نازعتهم قضب الريحان متكئاً ... و قهوةً مزةً راووقها خضل
    لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ ... إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
    يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ ... مقلصٌ أسفل السربال معتمل
    و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه ... إذا ترجع فيه القينة الفضل
    الساحبات ذيول الريط آونةً ... و الرافعات على أعجازها العجل
    من كل ذلك يومٌ قد لهوت به ... و في التجارب طول اللهو و الغزل
    و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ ... للجن بالليل في حافاتها زجل
    لا يتنمى لها بالقيظ يركبها ... إلا الذين لهم فيها أتوا مهل
    جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ ... في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل
    بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه ... كأنما البرق في حافاته شعل
    له ردافٌ و جوزٌ مفأمٌ عملٌ ... منطقٌ بسجال الماء متصل
    لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه ... و لا اللذاذة في كأس و لا شغل
    فقلت للشرب في درنا و قد ثملوا ... شيموا و كيف يشيم الشارب الثمل
    قالوا نمارٌ ، فبطن الخال جادهما ... فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل
    فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته ... حتى تدافع منه الربو فالحبل
    حتى تحمل منه الماء تكلفةً ... روض القطا فكثيب الغينة السهل
    يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً ... زوراً تجانف عنها القود و الرسل
    أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً ... أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل
    ألست منتهياً عن نحت أثلتنا ... و لست ضائرها ما أطت الإبل
    كناطح صخرةً يوماً ليوهنها ... فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل
    تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته ... يوم للقاء فتردي ثم تعتزل
    تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا ... أرماحنا ثم تلقاهم و تعتزل
    لا تقعدن وقد أكلتها خطباً ... تعوذ من شرها يوماً و تبتهل
    سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا ... أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
    و اسأل قشيراً و عبد الله كلهم ... و اسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
    إنا نقاتلهم حتى نقتلهم ... عند اللقاء و إن جاروا و إن جهلوا
    قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا ... و الجاشرية من يسعى و ينتضل
    لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً ... لنقتلن مثله منكم فنمتثل
    لئن منيت بنا عن غب معركةٍ ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل
    لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ ... كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل
    حتى يظل عميد القوم مرتفقاً ... يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل
    أصابه هندوانٌي فأقصده ... أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل
    كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ... إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
    نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل
    قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا ... أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل
    قد نخضب العير في مكنون فائله ... و قد يشيط على أرماحنا البطل
    ________________________________
    معلقة لبيد بن ربيعة العامري الصحابي رضي الله عنه
    فوقفت أسألها و كيف سؤالنا ... صماً خوالد ما بين كلامها
    فمدافع الريان عري رسمها ... خلقاً كما ضمن الوحي سلامها
    دمنٌ تجرم بعد عهد أنيسها ... حججٌ خلون حلالها و حرامها
    رزمت مرابيع النجوم و صابها ... ودق الرواعد جودها فرهامها
    من كل ساريةٍ و غادٍ مدجنٍ ... و عشيةٍ متجاوبٍ إرزامها
    فعلا فروع الأبهقان و أطفلت ... بالجهلتين ظباؤها و نعامها
    و العين ساكنةٌ على أطلائها ... عوذاً تأجل بالفضاء بهامها
    و جلا السيول عن الطلول كأنها ... زبرٌ تجد متونها أقلامها
    أو رجع واشمةٍ أسف نؤورها ... كففاً تعرض فوقهن و شامها
    عريت و كان بها الجميع فأبكروا ... منها و غودر نؤيها و ثمامها
    شاقتك ظعن الحي حين تحملوا ... فتكنسوا قطناً تصر خيامها
    من كل محفوفٍ يظل عصيه ... زوجٌ عليه كلةٌ و قرامها
    زجلاً كأن يغاج توضح فوقها ... و ظباء وجرة عطفاً آرامها
    حفزت و زايلها السراب كأنها ... أجزاع بيشةً أثلها و رضامها
    بل ما تذكر من نوار و قد نأت ... و تقطعت أسبابها و رمامها
    مرية حلت بفيدٍ و جاورت ... أهل الحجاز فأين منك مرامها
    بمشارق الجبلين أو بمحجرٍ ... فتضمنتها فردةٌ فرخامها
    فصوائق إن أيمنت فمظنةً ... فيها و حاف القهر أو طلحامها
    فاقطع لبانة من تعرض وصله ... و لشر واصل خلةٍ صرامها
    و احب المجامل بالجزيل و صرمه ... باقٍ إذا ظلعت و زاغ قوامها
    بطليح أسفار تركن بقية منها ... فأحنق صلبها و سنامها
    و إذا تغالى لحمها و تحسرت ... و تقطعت بعد الكلال خدامها
    فلها هبابٌ في الزمام كأنها ... صهباء خف مع الجنوب جهامها
    أو ملمعٍ وسقت لأحقب لاحه ... طرد الفحول و ضربها و كدامها
    يعلو بها حدب الإكام مسحجٌ ... قد رابه عصيانها و وحامها
    بأحزة الثلبوت يربأ فوقها ... قفر المراقب خوفها آرامها
    حتى إذا سلخا جمادى ستةً ... جزأا فطال صيامه و صيامها
    رجعا بأمرهما إلى ذي مرةٍ ... حصدٍ و نجع صريمةٍ إبرامها
    و رمى دوابرها السفا و تهيجت ... ريح المصايف سومها وسهامها
    فتنازعا سبطاً يطير ظلاله ... كدخان مشعلةٍ يشب ضرامها
    مشمولةٍ غليت بنابت عرفجٍ ... كدخان نارٍ ساطعٍ أسنامها
    فمضى و قدمها و كانت عادةً ... منه إذا هي عردت إقدامها
    فتوسطا عرض السري و صدعا ... مسجورةً متجاوراً قلامها
    محفوفةً وسط اليراع يظلها ... منه مصرع غايةٍ و قيامها
    أفتلك أم وحشية مسبوعةٌ ... خذلت و هادية الصوار قوامها
    خنساء ضبعت الفرير فلم يرم ... عرض الشقائق طوقها و بغامها
    لمعفرٍ قهدٍ تنازع شلوه ... عبسٌ كواسب لا يمن طعامها
    صادفن منها غرةً فأصبنها ... إن المنايا لا تطيش سهامها
    باتت و أسبل واكفٌ من ديمةٍ ... يروي الخمائل دائماً تسجامها
    يعلو طريقة متنها متواترٌ ... في ليلةٍ كفر النجوم غمامها
    تجتاف أصلاً قالصاً متنبذاً ... بعجوب أتقاءٍ يميل هيامها
    و تضيء في وجه الظلام منيرةٍ ... كجمانة البحري سل نظامها
    حتى إذا انحسر الظلام و أسفرت ... بكرت تزل عن الثرى أزلامها
    علهت تردد في نهاء صعائدٍ ... سبعاً تواماً كاملاً أيامها
    حتى إذا يئست و أسحق خالقٌ ... لم يبله إرضاعها و فطامها
    فتوجست رز الأنيس فراعها ... عن ظهر غيبٍ و الأنيس سقامها
    فغدت كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها و أمامها
    حتى إذا يئس الرماة و أرسلوا ... غضفاً دواجن فأفلاً أعصامها
    فلحقن و اعتكرت لها مدريةٌ ... كالسمهرية حدها و تمامها
    لتذودهن و أيقنت إن لم تذد ... أن قد أحم من الحتوف حمامها
    فتقصدت منها كساب فضرجت ... بدمٍ و غودر في المكر سخامها
    فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى ... و اجتاب أردية السراب إكامها
    أقضي اللبانة لا أفرط ريبةً ... أو أن يلوم بحاجةٍ لوامها
    أو لم تكن تدري نوار بأنني ... وصال عقد حبائلٍ جذامها
    تراك أمكنةٍ إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها
    بل أنت لا تدرين كم من ليلةٍ ... طلقٍ لذيذٍ كهوها و ندامها
    قد بت سامرها و غاية تاجرٍ ... وافيت إذ رفعت و عز مدامها
    أغلي السباء بكل أدكن عاتقٍ ... أو جونةٍ قدحت و فض ختامها
    بصبوحٍ صافيةٍ و جذب كرنيةٍ ... بموترٍ تأتاله إبهامها
    باكرت حاجتها الدجاج سجرةٍ ... لأعل منها حين هيت نيامها
    و غداةً ريحٍ قد وزعت وقرةٍ ... قد أصبحت بيد الشمال زمامها
    و لقد حميت الحي تحمل شكتي ... فرطٌ و شاحي إذ غدوت لجامها
    فعلوت مرتقباً على ذي هبوة ... حرجٍ إلى أعلامهن قتامها
    حتى إذا ألقت يداً في كافرٍ ... و أجن عورات الثغور ظلامها
    أسهلت و انتصبت كجذع منيفةٍ ... جرداء يحصر دونها جرامها
    رفعتها طرد النعام و شله ... حتى إذا سخنت و خف عظامها
    قلقت رحالتها و أسبل نحرها ... و ابتل من زبد الحميم حزامها
    ترقى و تطعن في العنان و تنتحي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامها
    و كثيرةٍ غرباؤها مجهولةٍ ... ترجى نوافلها و يخشى ذامها
    غلبٍ تشذر بالذحول كأنها ... جن البدي رواسياً أقدامها
    أنكرت باطلها و بؤت بحقها ... عندي و لم يفخر علي كرامها
    و جزور أيسارٍ دعوت لحتفها ... بمغالقٍ متشابهٍ أجسامها
    أدعو بهن لعاقرٍ أو مطفلٍ ... بذلت لجيران الجميع لحامها
    أدعو بهن لعاقرٍ أو مطفلٍ ... بذلت لجيران الجميع لحامها
    فالضيف و الجار الجنيب كأنما ... هبطا بتالة مخصباً أهضامها
    تأوي إلى الأطناب كل رذية ... مثل البلية قالص أهدامها
    و يكللون إذا الرياح تناوحت ... خلجاً تمد شوارعاً أيتامها
    إنا إذا التقت المجامع لم يزل ... منا لزاز عظيمةٍ جشامها
    و مقسمٌ يعطي العشيرة حقها ... ومغذمرٌ لحقٌوقها هضامها
    فضلاً و ذو كرمٍ يعين على الندى ... سمحٌ كسوب رغائبٍ غنامها
    من معشرٍ سنت لهم آباؤهم ... و لكل قومٍ سنةٌ و إمامها
    لا يطبعون و لا يبور فعالهم ... إذ لا يميل مع الهوى أحلامها
    فاقنع بما قسم المليك فإنما ... قسم الخلائق بيننا علامها
    و إذا الأمانة قسمت في معشرٍ ... أوفى بأوفر حظنا مسامها
    فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكه ... فسما إليه كهلها و غلامها
    و هم السعاة إذا العشيرة أفظعت ... و هم فوارسها و هم حكامها
    و هم ربيعٌ للمجاور فيهم ... و المرملات إذا تطاول عامها
    و هم العشيرة أن يبطئ حاسدٌ ... أو أن يميل مع العدو لئامها
    __________________________________
    معلقة النابغة الذبياني
    يَـا دَارَ مَيَّـةَ بالعَليْـاءِ ، فالسَّنَـدِ
    أَقْوَتْ ، وطَالَ عَلَيهَا سَالِـفُ الأَبَـدِ
    وقَفـتُ فِيـهَا أُصَيلانـاً أُسائِلُهـا
    عَيَّتْ جَوَاباً ، ومَا بالرَّبـعِ مِنْ أَحَـدِ
    إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْيـاً مَـا أُبَـيِّـنُـهَا
    والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومـةِ الجَلَـدِ
    رَدَّتْ عَليَـهِ أقَـاصِيـهِ ، ولـبّـدَهُ
    ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَـاةِ فِي الثَّـأَدِ
    خَلَّتْ سَبِيـلَ أَتِـيٍّ كَـانَ يَحْبِسُـهُ
    ورفَّعَتْهُ إلـى السَّجْفَيـنِ ، فالنَّضَـدِ
    أمْسَتْ خَلاءً ، وأَمسَى أَهلُهَا احْتَمَلُوا
    أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَـى عَلَى لُبَـدِ
    فَعَدِّ عَمَّا تَرَى ، إِذْ لاَ ارتِجَـاعَ لَـهُ
    وانْـمِ القُتُـودَ عَلَى عَيْرانَـةٍ أُجُـدِ
    مَقذوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحـضِ ، بَازِلُهَـا
    لَهُ صَريفٌ ، صَريفُ القَعْـوِ بالمَسَـدِ
    كَأَنَّ رَحْلِي ، وَقَدْ زَالَ النَّـهَارُ بِنَـا
    يَومَ الجليلِ ، عَلَى مُستأنِـسٍ وحِـدِ
    مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ ، مَوْشِيٍّ أَكَارِعُـهُ
    طَاوي المَصِيرِ ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ
    سَرتْ عَلَيهِ ، مِنَ الجَـوزَاءِ ، سَارِيَـةٌ
    تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيـهِ جَامِـدَ البَـرَدِ
    فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ ، فَبَاتَ لَـهُ
    طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ
    فبَـثّـهُـنَّ عَلَيـهِ ، واستَمَـرَّ بِـهِ
    صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَـاتٌ مِنَ الحَـرَدِ
    وكَانَ ضُمْرانُ مِنـهُ حَيـثُ يُوزِعُـهُ
    طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَـرِ النَّجُـدِ
    شَكَّ الفَريصةَ بالمِـدْرَى ، فَأنفَذَهَـا
    طَعْنَ المُبَيطِرِ ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَـدِ
    كَأَنَّه ، خَارجَا مِنْ جَنـبِ صَفْحَتِـهِ
    سَفّودُ شَرْبٍ نَسُـوهُ عِنـدَ مُفْتَـأَدِ
    فَظَلّ يَعْجُمُ أَعلَى الـرَّوْقِ ، مُنقبضـاً
    فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ ، غَيرِ ذِي أَوَدِ
    لَمَّا رَأَى واشِـقٌ إِقعَـاصَ صَاحِبِـهِ
    وَلاَ سَبِيلَ إلـى عَقْـلٍ ، وَلاَ قَـوَدِ
    قَالَتْ لَهُ النَّفسُ : إنِّي لاَ أَرَى طَمَـعاً
    وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَسلَـمْ ، ولَمْ يَصِـدِ
    فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ ، إنَّ لهُ فَضـلاً
    عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى ، وفِي البَعَـدِ
    وَلاَ أَرَى فَاعِلاً ، فِي النَّاسِ ، يُشبِهُـهُ
    وَلاَ أُحَاشِي ، مِنَ الأَقوَامِ ، مِنْ أحَـدِ
    إلاَّ سُليـمَانَ ، إِذْ قَـالَ الإلـهُ لَـهُ
    قُمْ فِي البَرِيَّة ، فَاحْدُدْهَـا عَنِ الفَنَـدِ
    وخيّسِ الجِنّ ! إنِّي قَدْ أَذِنْـتُ لَهـمْ
    يَبْنُـونَ تَدْمُـرَ بالصُّفّـاحِ والعَمَـدِ
    فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَتِـهِ
    كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْـهُ عَلَى الرَّشَـدِ
    وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَبَـةً
    تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـدِ
    إلاَّ لِمثْـلكَ ، أَوْ مَنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ
    سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَـدِ
    أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُـهَا
    مِنَ المَواهِـبِ لاَ تُعْطَـى عَلَى نَكَـدِ
    الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِ ، زَيَّنَـهَا
    سَعدَانُ تُوضِـحَ فِي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ
    والأُدمَ قَدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُـهَا
    مَشْـدُودَةً بِرِحَـالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ
    والرَّاكِضاتِ ذُيـولَ الرّيْطِ ، فانَقَـهَا
    بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ
    والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيـرِ
    تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي البَـرَدِ
    احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ ، إِذْ نظـرَتْ
    إلـى حَمَامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـدِ
    يَحُفّـهُ جَـانِبـا نِيـقٍ ، وتُتْبِعُـهُ
    مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ
    قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا
    إلـى حَمَـامَتِنَـا ونِصفُـهُ ، فَقَـدِ
    فَحَسَّبوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَا حَسَبَـتْ
    تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَمْ تَـزِدِ
    فَكَمَّلَـتْ مَائَـةً فِيـهَا حَمَامَتُـهَا
    وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِـي ذَلكَ العَـدَدِ
    فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَـا
    هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ
    والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُـهَا
    رُكبَانُ مَكَّةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ
    مَا قُلتُ مِنْ سيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ
    إِذاً فَلاَ رفَعَتْ سَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي
    إلاَّ مَقَـالَـةَ أَقـوَامٍ شَقِيـتُ بِهَـا
    كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَى الكَبِـدِ
    إِذاً فعَـاقَبَنِـي رَبِّـي مُعَـاقَـبَـةً
    قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَنْ يَأتِيـكَ بالفَنَـدِ
    أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَدَنِـي
    وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَـدِ
    مَهْلاً ، فِـدَاءٌ لَك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ
    وَمَا أُثَمّـرُ مِنْ مَـالٍ ومِـنْ وَلَـدِ
    لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِفَـاءَ لَـهُ
    وإنْ تأثّـفَـكَ الأَعـدَاءُ بالـرِّفَـدِ
    فَمَا الفُراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ
    تَرمِـي أواذيُّـهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ
    يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُتْـرَعٍ ، لجِـبٍ
    فِيهِ رِكَـامٌ مِنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ
    يَظَلُّ مِنْ خَوفِـهِ ، المَلاَّحُ مُعتَصِـماً
    بالخَيزُرانَة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَـدِ
    يَوماً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَـةٍ
    وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ
    هَذَا الثَّنَـاءُ ، فَإِنْ تَسمَعْ بِـهِ حَسَنـاً
    فَلَمْ أُعرِّضْ ، أَبَيتَ اللَّعنَ ، بالصَّفَـدِ
    هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُـنْ نَفَعَـتْ
    فَـإِنَّ صَاحِبَـها مُشَـارِكُ النَّكَـدِ

    ____________________________

    معلقة عبيد ابن الأبرص

    أَقـفَـرَ مِـن أَهلِـهِ مَلحـوبُ
    فَالقُـطَـبِـيّـاتُ فَالـذُّنـوبُ
    وبُـدِّلَـت أَهلُهـا وُحـوشـاً
    وَغَيَّـرَت حالَهـا الخُـطـوبُ
    أَرضٌ تَـوارَثَـهـا الـجُـدودُ
    فَكُـلُّ مَـن حَلَّهـا مَحـروبُ
    إِمّـا قَـتـيـلاً وَإِمّـا هُلكـاً
    وَالشَّيـبُ شَيـنٌ لِمَـن يَشِيـبُ
    عَيـنـاكَ دَمعُهُـمـا سَـروبُ
    كَـأَنَّ شَـأنَيهِمـا شَـعـيـبُ
    واهِـيَـةٌ أَو مَعـيـنٌ مَـعـنٌ
    مِن عَضَّــةٍ دُونَهـا لُـهـوبُ
    تَصبـو وَأَنَّـى لَـكَ التَّصابِـي
    أَنّـى وَقَـد راعَـكَ الـمَشيبُ
    فَكُـلُّ ذي نِعمَـةٍ مَخـلـوسٌ
    وَكُـلُّ ذي أَمَـلٍ مَـكـذوبُ
    وَكُـلُّ ذي إِبِــلٍ مَــوروثٌ
    وَكُـلُّ ذي سَلَـبٍ مَسـلـوبُ
    وَكُـلُّ ذي غَـيـبَـةٍ يَـؤوبُ
    وَغـائِـبُ الـمَوتِ لا يَـؤوبُ
    أَعـاقِـرٌ مِـثـلُ ذاتِ رِحــمٍ
    أَم غَانِـمٌ مِثـلُ مَـن يَخـيـبُ
    مَن يَسـألِ النَّـاسَ يَحـرِمـوهُ
    وَسـائِـلُ اللهِ لا يَـخـيـبُ
    بـالله يُـدركُ كُـلُّ خَـيـرٍ
    والقَـولُ فِـي بَعضِـهِ تَلغِيـبُ
    وَاللهُ لَـيـسَ لَـهُ شَـرِيـكٌ
    عَـلاَّمُ مَـا أَخفَـتِ القُلُـوبُ
    أَفلِـحْ بِمَا شِئـتَ قَـد يُبلَـغُ
    بالضَّعـفِ وَقَد يُخدَعُ الأَرِيـبُ
    لاَ يَعِـظُ النَّـاسُ مَـن لاَ يَعِـظِ
    الـدَّهـرُ وَلا يَنـفَـعُ التَلبيـبُ
    سَاعِـد بِـأَرضٍ تَكُـونُ فِيـهَا
    وَلا تَـقُـل إِنَّـنِـي غَـريـبُ
    وَالمَـرءُ مَا عَـاشَ فِي تَكذِيـبٍ
    طـولُ الحَيـاةِ لَـهُ تَعـذيـبُ

    فقط وداعاً

    Razan

    سلآم للكـل

    15-10-2009

  • #2
    رد: كامل المعلقات العشرة

    صراحة كلمات رائعة جدا

    يسلمو هالايادي

    ننتظر كل جديد ومميز

    تقبلي مروري
    Arabic Films - English Filmes - Islamic - Games - WWE - Sports - Anime - Programs - Other > A7laQalb.CoM


    للمراسلة والاستفسار : webmaster@a7laqalb.com

    تعليق


    • #3
      رد: كامل المعلقات العشرة

      مشكور اخى كتير على المرور باول موضوع الى
      ويسلمووووووووو على الرد الرائع

      فقط وداعاً

      Razan

      سلآم للكـل

      15-10-2009

      تعليق


      • #4
        رد: كامل المعلقات العشرة

        أول معلقة بالذات اختها بالمدرسة كتير روعة
        يسلموو ايديكي لما قدمتي لنا من رائع كلمات

        ارق تحية ..
        ...




        إن كنتَ تتغنَّى بالجمال، ولو كنتَ وحيداً في قلب الصحراء، فإنك ستجد من يصغي إليك .. !

        (( جبرآن خليــــــــل جبرآن .. ))

        تعليق


        • #5
          رد: كامل المعلقات العشرة

          كلام جميل اكثير

          يسلمو ايدك اختي وردة

          الله يعطيك العافية

          نقل متميز بجد

          دمت بود

          احترامي

          .,

          سـ أكْتفي بـ الصّمْت و حسبْ !

          ,.

          تعليق


          • #6
            رد: كامل المعلقات العشرة

            مشكور عاشقة للمرور وانا كمان اختها بالمدرسة
            ومشكورة فردوس على المرور
            شرفتو باول موضوع

            فقط وداعاً

            Razan

            سلآم للكـل

            15-10-2009

            تعليق


            • #7
              رد: كامل المعلقات العشرة






              يسلمو للجديد الرائع

              اتمني لك التميز


              تقبل مروري

              ـالنغمـ ـالحزينـ

              تعليق


              • #8
                رد: كامل المعلقات العشرة

                المعلقة الاولى حلوة كتير

                شكرا لك

                احترامي..
                عاشقــــ(الجنة)ــــــة

                تعليق


                • #9
                  رد: كامل المعلقات العشرة

                  مشكورين على المرور دعاء الجنة والنغم التعبان من الجرى

                  فقط وداعاً

                  Razan

                  سلآم للكـل

                  15-10-2009

                  تعليق


                  • #10
                    رد : كامل المعلقات العشرة

                    جزاكي الله كل خير اختي

                    وان شاء الله في ميزان حسناتك

                    على المجهود الجبار هاد

                    تعليق


                    • #11
                      رد: كامل المعلقات العشرة

                      مشكور اخى لمرورك الكريم بصفحتى
                      واتمنى لك التقدم

                      فقط وداعاً

                      Razan

                      سلآم للكـل

                      15-10-2009

                      تعليق


                      • #12
                        رد: كامل المعلقات العشرة

                        المعلقات كتيرحلوين


                        يسلمو كتير

                        ننتظر جديدك

                        تقبلي مروري

                        تعليق


                        • #13
                          رد: كامل المعلقات العشرة

                          مشكور ابو خليفة قائد التماسيح على المرور
                          وبتمنالك التقدم بالحرب على السحالى
                          وانشاء الله ما نقصر معكم

                          فقط وداعاً

                          Razan

                          سلآم للكـل

                          15-10-2009

                          تعليق


                          • #14
                            رد: كامل المعلقات العشرة

                            رووووووووووووووووووووووووووووووووووعة


                            مشكورة الوردة للموضوع الراقي


                            دمتي بود
                            شكراً أخي أبو حميد ع التوقيع ..


                            -)( أموت وسلاحي بيدي , ولا أحيا وسلاحي بيد عدوي )(-

                            تعليق


                            • #15
                              رد: كامل المعلقات العشرة

                              يسلموا وردة على المعلقات العشرة


                              مشكورة كتييير

                              Your The Best King Khan

                              تعليق

                              يعمل...
                              X