كاتب ألماني: الحوار الاسلامي-المسيحي بحاجة ملحة الى أفق أرحب..
نشرت بتاريخ - السبت,19 سبتمبر , 2009 -09:41 14 القاهرة (رويترز) - يرى أستاذ بجامعة بريمن الالمانية أن المجتمعات الاسلامية تمر في الاونة الاخيرة بمرحلة تعبئة اجتماعية وتفتقد الاحساس بالبعد التاريخي لتطور الغرب ولا ترى فيه الا المساوئ مشددا على أن الحوار الاسلامي-المسيحي بحاجة ملحة الى أفق أرحب.
ويقول ديتر سنغاس تحت عنوان (العزلة الذاتية باسم محاربة الغرب) ان كثيرا من البلدان الاسلامية "لا ترى الغرب الا من خلال أمراضه ومساوئه وليس في ضوء فرص الحياة التي يهيئها لاغلب أبنائه" مضيفا أن من الطبيعي أن يتخذ الغرب موقفا دفاعيا في ضوء هذه النظرة اليه.
ويذهب في كتابه (الصدام داخل الحضارات.. التفاهم بشأن الصراعات الثقافية) الى أن "دعاوى احتكار السلطة والفكر أيا كان نوعها ومحاربة التعددية واستبعادها لن تفيد الحضارة الاسلامية" لكنه يتفق مع المفكر السوري صادق جلال العظم على أن الاسلام "قابل للعلمنة... تاريخيا لا عقائديا".
ويقول ان العقلانيين في التاريخ الاسلامي كانوا حريصين على الالتزام بنص الشريعة الاسلامية وبالفهم الجوهري للمجتمع الاسلامي ومنهم "فلاسفة العقل" مثل ابن خلدون وابن رشد ثم جاء بعدهم بعدة قرون رفاعة الطهطاوي (1801-1873) و/جمال الدين الافغاني (1838-1897) ومحمد عبده (1849-1905) ومحمد اقبال (1877-1938) من خارج العالم العربي مضيفا أن المستشرقة الالمانية ان ماري شميل وصفتهم بأنهم "جماعة الحداثيين القاهريين المرتبطين بمجلة (المنار") التي أسسها محمد رشيد رضا (1865-1935) في نهاية القرن التاسع عشر بالقاهرة.
ويقع الكتاب في 260 صفحة كبيرة القطع وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة وترجمه الى العربية الكاتب المصري شوقي جلال الذي قال في المقدمة ان صراع الثقافات أو الحضارات ليس جديدا على الساحة الفكرية العالمية اذ نشأ مع بداية الثورة الصناعية حيث "ردد كثيرون من فلاسفة الغرب كيف أن الغرب هو ذروة الحضارة والابداع والعبقرية" وظلت هذه النظرة سائدة حتى اندلعت ثورة الشباب في العالم عام 1968 ونهوض شعوب المستعمرات وتحررها وهنا بدأت المطالبة بالمراجعة الذاتية.
ويرى أن هذا الكتاب ومؤلفه "المفكر التقدمي" يمثل ردا ونقدا حاسمين ضد دعاوى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة.
ويقول سنغاس مؤلف الكتاب ان صامويل هنتنجتون في كتابه الشهير (صدام الحضارات) لم يقدم الا قليلا جدا عن بعض الحضارات مثل الحضارة الصينية "ويكاد يتغاضى تقريبا عن الحضارة الاسلامية وهذا أدعى الى الدهشة أكثر نظرا لانه لا يعتبر الاسلاميين أو الاصولية الاسلامية المشكلة الرئيسية بل الاسلام ذاته مفترضا أنه حضارة مختلفة تماما وبالكامل عن جميع الحضارات الاخرى... ولهذا يخلص الى نتيجة واضحة هي أن الاسلام في ذاته يتصف بطابع العنف."
ويضيف أن للمنازعات الممتدة في العالم أسبابا اقتصادية- اجتماعية اضافة الى الطابع الثقافي أيضا مدللا على ذلك بالصدام بين الكاثوليكية والبروتستانتية في أيرلندا الشمالية والبوذية والهندوسية في سريلانكا "ويبدو واضحا أن البوذية ليست محصنة ضد الروح القتالية" على الرغم مما تحظى به البوذية من رواج باعتبارها رافضة للعنف.
وفي رأي المؤلف أن العالم الاسلامي في حواره مع الغرب يفتقر للاحساس بالبعد التاريخي لتطور الغرب الذي يأتي تاريخه في هذه الحوارات في معرض الاشارة الى الاستعمار والامبريالية "وهما بطبيعة الحال يستحقان تماما الادانة" ولكن الغرب أكثر تعقيدا من هذا التبسيط.
ويقول ان الحوارات المسيحية-الاسلامية الجارية تتوقف عند نقطة الاصولية الاسلامية دون سواها وهذا "يمثل جانبا من سوء العاقبة" بسبب ما يوجه للاصولية من نقد شديد.
ويضيف أن "الحاجة الملحة بوضوح الان هي عدم عقد المزيد من المؤتمرات بشأن الاصولية الاسلامية... لان التركيز عليها دون سواها يضلل الحوار" كما يفرض على الجانب الاسلامي اتخاذ دور الدفاع.
ويرى أن التوقف أمام قضية الاصولية الاسلامية "يقدم هنا في الغرب صورة غريبة وغير دقيقة عن الاسلام اذ كثيرا ما يجري تناول الاصولية على نحو مبتذل" مضيفا أن هناك فرصا لحوار مختلف بين الجانبين مضيفا أن الاختلافات بين الاسلام والمسيحية أقل بكثير من الاختلافات بين الهندوسية والاسلام.
ويتوقف سنغاس أمام التنوع في العالم الاسلامي مشددا على أن الاسلام كوحدة متجانسة لا وجود له الا في خيال الامة الاسلامية وليس في الواقع السياسي "ويمكن للمرء الان أن يمايز دولة ثيوقراطية دينية ودولة داعية للفضيلة في كل من ايران والسودان... وقمع صريح في سوريا وحكم مطلق مستنير في الاردن ودولة علمانية نمطية لدولة ما بعد الاستعمار في مصر وصورة ذات صيغة فريدة في ليبيا وان كانت تواجه خطرا من الداخل... وهنا يبدو واضحا وفي جلاء صارخ مدى التغاير والتباين في صورة الاسلام السياسي."
نشرت بتاريخ - السبت,19 سبتمبر , 2009 -09:41 14 القاهرة (رويترز) - يرى أستاذ بجامعة بريمن الالمانية أن المجتمعات الاسلامية تمر في الاونة الاخيرة بمرحلة تعبئة اجتماعية وتفتقد الاحساس بالبعد التاريخي لتطور الغرب ولا ترى فيه الا المساوئ مشددا على أن الحوار الاسلامي-المسيحي بحاجة ملحة الى أفق أرحب.
ويقول ديتر سنغاس تحت عنوان (العزلة الذاتية باسم محاربة الغرب) ان كثيرا من البلدان الاسلامية "لا ترى الغرب الا من خلال أمراضه ومساوئه وليس في ضوء فرص الحياة التي يهيئها لاغلب أبنائه" مضيفا أن من الطبيعي أن يتخذ الغرب موقفا دفاعيا في ضوء هذه النظرة اليه.
ويذهب في كتابه (الصدام داخل الحضارات.. التفاهم بشأن الصراعات الثقافية) الى أن "دعاوى احتكار السلطة والفكر أيا كان نوعها ومحاربة التعددية واستبعادها لن تفيد الحضارة الاسلامية" لكنه يتفق مع المفكر السوري صادق جلال العظم على أن الاسلام "قابل للعلمنة... تاريخيا لا عقائديا".
ويقول ان العقلانيين في التاريخ الاسلامي كانوا حريصين على الالتزام بنص الشريعة الاسلامية وبالفهم الجوهري للمجتمع الاسلامي ومنهم "فلاسفة العقل" مثل ابن خلدون وابن رشد ثم جاء بعدهم بعدة قرون رفاعة الطهطاوي (1801-1873) و/جمال الدين الافغاني (1838-1897) ومحمد عبده (1849-1905) ومحمد اقبال (1877-1938) من خارج العالم العربي مضيفا أن المستشرقة الالمانية ان ماري شميل وصفتهم بأنهم "جماعة الحداثيين القاهريين المرتبطين بمجلة (المنار") التي أسسها محمد رشيد رضا (1865-1935) في نهاية القرن التاسع عشر بالقاهرة.
ويقع الكتاب في 260 صفحة كبيرة القطع وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة وترجمه الى العربية الكاتب المصري شوقي جلال الذي قال في المقدمة ان صراع الثقافات أو الحضارات ليس جديدا على الساحة الفكرية العالمية اذ نشأ مع بداية الثورة الصناعية حيث "ردد كثيرون من فلاسفة الغرب كيف أن الغرب هو ذروة الحضارة والابداع والعبقرية" وظلت هذه النظرة سائدة حتى اندلعت ثورة الشباب في العالم عام 1968 ونهوض شعوب المستعمرات وتحررها وهنا بدأت المطالبة بالمراجعة الذاتية.
ويرى أن هذا الكتاب ومؤلفه "المفكر التقدمي" يمثل ردا ونقدا حاسمين ضد دعاوى المحافظين الجدد في الولايات المتحدة.
ويقول سنغاس مؤلف الكتاب ان صامويل هنتنجتون في كتابه الشهير (صدام الحضارات) لم يقدم الا قليلا جدا عن بعض الحضارات مثل الحضارة الصينية "ويكاد يتغاضى تقريبا عن الحضارة الاسلامية وهذا أدعى الى الدهشة أكثر نظرا لانه لا يعتبر الاسلاميين أو الاصولية الاسلامية المشكلة الرئيسية بل الاسلام ذاته مفترضا أنه حضارة مختلفة تماما وبالكامل عن جميع الحضارات الاخرى... ولهذا يخلص الى نتيجة واضحة هي أن الاسلام في ذاته يتصف بطابع العنف."
ويضيف أن للمنازعات الممتدة في العالم أسبابا اقتصادية- اجتماعية اضافة الى الطابع الثقافي أيضا مدللا على ذلك بالصدام بين الكاثوليكية والبروتستانتية في أيرلندا الشمالية والبوذية والهندوسية في سريلانكا "ويبدو واضحا أن البوذية ليست محصنة ضد الروح القتالية" على الرغم مما تحظى به البوذية من رواج باعتبارها رافضة للعنف.
وفي رأي المؤلف أن العالم الاسلامي في حواره مع الغرب يفتقر للاحساس بالبعد التاريخي لتطور الغرب الذي يأتي تاريخه في هذه الحوارات في معرض الاشارة الى الاستعمار والامبريالية "وهما بطبيعة الحال يستحقان تماما الادانة" ولكن الغرب أكثر تعقيدا من هذا التبسيط.
ويقول ان الحوارات المسيحية-الاسلامية الجارية تتوقف عند نقطة الاصولية الاسلامية دون سواها وهذا "يمثل جانبا من سوء العاقبة" بسبب ما يوجه للاصولية من نقد شديد.
ويضيف أن "الحاجة الملحة بوضوح الان هي عدم عقد المزيد من المؤتمرات بشأن الاصولية الاسلامية... لان التركيز عليها دون سواها يضلل الحوار" كما يفرض على الجانب الاسلامي اتخاذ دور الدفاع.
ويرى أن التوقف أمام قضية الاصولية الاسلامية "يقدم هنا في الغرب صورة غريبة وغير دقيقة عن الاسلام اذ كثيرا ما يجري تناول الاصولية على نحو مبتذل" مضيفا أن هناك فرصا لحوار مختلف بين الجانبين مضيفا أن الاختلافات بين الاسلام والمسيحية أقل بكثير من الاختلافات بين الهندوسية والاسلام.
ويتوقف سنغاس أمام التنوع في العالم الاسلامي مشددا على أن الاسلام كوحدة متجانسة لا وجود له الا في خيال الامة الاسلامية وليس في الواقع السياسي "ويمكن للمرء الان أن يمايز دولة ثيوقراطية دينية ودولة داعية للفضيلة في كل من ايران والسودان... وقمع صريح في سوريا وحكم مطلق مستنير في الاردن ودولة علمانية نمطية لدولة ما بعد الاستعمار في مصر وصورة ذات صيغة فريدة في ليبيا وان كانت تواجه خطرا من الداخل... وهنا يبدو واضحا وفي جلاء صارخ مدى التغاير والتباين في صورة الاسلام السياسي."
تعليق