مُنْذُ الأَزَل دعا رواد مذهب الحب بروحانية تِلكَ العلاقة. ولكِن هل فعلاً تلك العلاقة بِمقدورها العيش مُغتربةً عن الجسد وأَنَّ هذه العلاقة لا تكن طاهِرة إلى إِذا كانت بعيده عن اشتياقِ الجسد؟.
أَتَذكَّر ً أولئك المروجين إلى المذهبِ العذريةِ في العشقِ. ولكن لو عدنا قليلاً إلى مسببات الحب وسبب الانسياق والهيام فيه، لوجدنا أن للغريزة دورٌ رئيسي في ذلك، فالعشق لم يأتِ عبثاً. فللغريزة التي أوهبها الله للأنفس البشرية دورُ أساسي في ذلك، وإذا كان الدافع وراء تلك العلاقة هي الغريزة الذكرية أو الأنثوية على حدٍ سواء وجزءٌ من هذه الغريزة هي ميولٌ جسدي فكيف لنا أن نقول وندعو إلى روحانية الحب وتحقير الجسد فيها أو كما يدعي البعض أن الحب إذا نُكِحَ فَسَد؟؟..
وهناك من قول الفطرة هي السبب والدافع وراء الحب محاولاً بذلك إبعاد فكرة الغريزة البشرية من أجلِ الحفاظ على ما يسمى عفةِ الحبِ وطُهرهِ وكأنه يحاول في ذلك أن يُمَايزَ بين الفطرة والغريزة، فلو كان فعلاً الحب علاقة تعتاش بعيداً عن الجسد (روحانية بحته) لوجدنا حالات حبٍ بين الأجناسٍ نفسها (رجلٍ لرجل وأنثى لأنثى) وفي هذه الحالة لن يكون هناك ما يسمى بالجسدية بهذا نبتَعِدُ عن تحقير الحب بجسديته. لكن السؤال المطروح هنا ما الدافع إذن وراء أن يكون دائماً العشاق مختلفون بخواصهم الجسدية والفسيولوجية؟؟.
إلى من يقولون أن هذا النوع من الحب كان، ويستدل في حديثه إلى شعراء الغزل العذري ويقول ( مازال يكتب شعره العذري قيسُ) ، فبالإضافة إلى ما سبق هناك تساؤلات مطروحة هل كان الشعر عذرياً لعذرية الشعراء أم كان حبهم عذرياً بسبب عذرية زمانهم.
في وقتهم وحسب اعتقادي كان هناك سببٌ دفعهم إلى ذلك ، فقد كانت الفتاة في عصرهم شرفٌ للقبيلة وكان الأعرابي الشاعر هنا أُحدد (لأن ما وصلَ إلينا من قصص في معظمها احتوت عشق شعراء) إذا ما أحب أو حتى أي شخصٍ آخر لو لم يكن شاعراً لم يفضح صفات معشوقته الجسدية لأنه كان يعلم أن شعرهُ وعِشْقَهُ سَيُشّهَر بين القبائل فكيف يحب أعرابيٌ فتاة ويَحلُمُ الزواج بها وفي الآن نفسه يُعَرّي بالكلمات جَسَدَ شَرَفِهَا وَعِفَتِهَا.
ومن جهة أخرى فقد عرف سابقاً أن العرب كانوا يرتحلوا إذا خافوا أن يُمس شرف بناتٍ قبيلتهم، وكان إذا ما أحب شابٌ فتاة واشتهر بحبها رفضوه ولم يزوجوه وساروا هائمين في الصحراء لائذين بشرفهم من أقاويل الأعراب. لذا نجدُ كثرةَ وقوف الشعراء العذريين على الأطلال والقبائل التي كانت منها معشوقاتهم كانت دائِمَةُّ الترحال لذلك لم تنل كلماته فرصة وصف عشقه للجسد. لأن الشرف فاقَ عذريته في العشق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
في النهاية أحببت أن أقول لمن يدعي بأن الجسد هو مفسدٌ للحب وقاتلٌ له ... أن لا يتمادى بحديثة فلولا الاختلاف الجسدي لما كان الحب، ومن يستدل بشعراء الغزل العذري أقول بأن زمانهم هو العذريُّ وليس غياب الغرائز من أجسادهم وبقاء غريزة الروح فقط.
أَتَذكَّر ً أولئك المروجين إلى المذهبِ العذريةِ في العشقِ. ولكن لو عدنا قليلاً إلى مسببات الحب وسبب الانسياق والهيام فيه، لوجدنا أن للغريزة دورٌ رئيسي في ذلك، فالعشق لم يأتِ عبثاً. فللغريزة التي أوهبها الله للأنفس البشرية دورُ أساسي في ذلك، وإذا كان الدافع وراء تلك العلاقة هي الغريزة الذكرية أو الأنثوية على حدٍ سواء وجزءٌ من هذه الغريزة هي ميولٌ جسدي فكيف لنا أن نقول وندعو إلى روحانية الحب وتحقير الجسد فيها أو كما يدعي البعض أن الحب إذا نُكِحَ فَسَد؟؟..
وهناك من قول الفطرة هي السبب والدافع وراء الحب محاولاً بذلك إبعاد فكرة الغريزة البشرية من أجلِ الحفاظ على ما يسمى عفةِ الحبِ وطُهرهِ وكأنه يحاول في ذلك أن يُمَايزَ بين الفطرة والغريزة، فلو كان فعلاً الحب علاقة تعتاش بعيداً عن الجسد (روحانية بحته) لوجدنا حالات حبٍ بين الأجناسٍ نفسها (رجلٍ لرجل وأنثى لأنثى) وفي هذه الحالة لن يكون هناك ما يسمى بالجسدية بهذا نبتَعِدُ عن تحقير الحب بجسديته. لكن السؤال المطروح هنا ما الدافع إذن وراء أن يكون دائماً العشاق مختلفون بخواصهم الجسدية والفسيولوجية؟؟.
إلى من يقولون أن هذا النوع من الحب كان، ويستدل في حديثه إلى شعراء الغزل العذري ويقول ( مازال يكتب شعره العذري قيسُ) ، فبالإضافة إلى ما سبق هناك تساؤلات مطروحة هل كان الشعر عذرياً لعذرية الشعراء أم كان حبهم عذرياً بسبب عذرية زمانهم.
في وقتهم وحسب اعتقادي كان هناك سببٌ دفعهم إلى ذلك ، فقد كانت الفتاة في عصرهم شرفٌ للقبيلة وكان الأعرابي الشاعر هنا أُحدد (لأن ما وصلَ إلينا من قصص في معظمها احتوت عشق شعراء) إذا ما أحب أو حتى أي شخصٍ آخر لو لم يكن شاعراً لم يفضح صفات معشوقته الجسدية لأنه كان يعلم أن شعرهُ وعِشْقَهُ سَيُشّهَر بين القبائل فكيف يحب أعرابيٌ فتاة ويَحلُمُ الزواج بها وفي الآن نفسه يُعَرّي بالكلمات جَسَدَ شَرَفِهَا وَعِفَتِهَا.
ومن جهة أخرى فقد عرف سابقاً أن العرب كانوا يرتحلوا إذا خافوا أن يُمس شرف بناتٍ قبيلتهم، وكان إذا ما أحب شابٌ فتاة واشتهر بحبها رفضوه ولم يزوجوه وساروا هائمين في الصحراء لائذين بشرفهم من أقاويل الأعراب. لذا نجدُ كثرةَ وقوف الشعراء العذريين على الأطلال والقبائل التي كانت منها معشوقاتهم كانت دائِمَةُّ الترحال لذلك لم تنل كلماته فرصة وصف عشقه للجسد. لأن الشرف فاقَ عذريته في العشق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
في النهاية أحببت أن أقول لمن يدعي بأن الجسد هو مفسدٌ للحب وقاتلٌ له ... أن لا يتمادى بحديثة فلولا الاختلاف الجسدي لما كان الحب، ومن يستدل بشعراء الغزل العذري أقول بأن زمانهم هو العذريُّ وليس غياب الغرائز من أجسادهم وبقاء غريزة الروح فقط.
تعليق