وِلادَة
(1)كَانَ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ أَكُونَ مَوْجُودَاً
لَوْلا تَعَسُّرُ الوِلادَةْ!
بَلْ وكانَ مِنَ المُمْكِنِ أَنْ يَنْفَجِرَ..
قَلْبِي بِإثْنَتَي عَشَرَةَ قَصِيدَة..
لَوْ مَلَكْتِ عَصَا الله!
أوْ، أَنْ أَكُونَ مُعْجِزَةَ الأنْبِيَاءِ،
كُتُب السَمَاء،
وَكَلِمَةَ اللهِ فِي الحُبِّ..
لَوْ لَمْ يَهْزِمْنِي سِحْرُكِ!
أوْ تُصَاحِبَ الخَيْبَةُ نُبُوءَتِي..
لِيَتَخَلَّى عَنِي الله .
(2)
كُنْتُ سَأبْقَى طِفْلاً صَغِيراً
في المَهْدِ،
لَوْ أنَّكِ احْتَرَفْتِ تَخَلُّقَ الخَيَال!
أَوْ حَتَّى لَو حَدَّثْتِنِي..
عَنْ هَزَائِمِ التَارِيخْ.
وَأَخْبَرْتِنِي نِقَاطَ ضَعِفِ أَخْيلْ!
وكَيْفَ سَقَطَتْ طِرْوَادَة..
احْتَرَقَتْ،
اشْتَعَلَتْ،
بِحَرْبِ الحُبِّ والسُلْطَة،
لِتُصْبِحَ رَمَادَاً!
كَيْفَ احْتَرَقَتْ طِرْوَادَة
وتَخَلَّتْ عَنْهَا الآلِهَة،
لِتُقْتَلَ الآلِهَةَ..
الَّتِي لا تُدَافِعُ عَنِ الحُبِّ،
وَلِتَسْقُطَ طِرْوَادَة!
(3)
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ حَتَّى وُلِدْتُ..
بِأَنَّنِي سَأُلَخِّصُ التَارِيخَ بِامْرَأَة!
وَأخْتَصِرُ اتِسَاعَ الكَوْنِ..
بِضِيقِ جَسَدِكْ.
أيَا امْرَأةً فِيهَا هَزَائِمِي وَانْتِصَارَاتِي!
ومَنْ كَانَت لِخَيْبَتِي فِيهَا..
أجَمَلَ نَجَاحَاتِ خَيْبَاتِي!
.
.
ويَا تَجَسُّدَ الوَاقِعِ في سَرَابْ،
كُونِي مَاءً إنْ شِئْتِ،
أو هَوَاءً، فَرَاغَاً، خَيَالاً، رِيَاحَاً
أوْ حَتَّى صَحْرَاء!
ذلك لا يَهُمُّنِي.
ولَكِنْ أخْبِرِينِي عَنْ جَسَدِي،
هَلْ صَارَ تُرَابَاً في حَدَائِقِكْ؟
تَزْرَعِينَ فِيِهِ وُرُودَكِ المُفَضَّلَة!
أَخْبِرِيِنِي مَا سَأَكُونُهُ..
بَعْدَ وِلادَتِي!
ودُخُولِي في زُحَامِ
مَنْ عَشِقُوك.
(4)
كَمْ تَمَنَّيْتُ أنْ أَعْرِفَ حَقِيقَةَ خَلْقِكْ!
فَلَوْ عَرَفْتُ لَمَا اخْتَرْتُكِ..
بَحْرَاً، لِأغْرَقَ فِيهْ،
ولمَا عَبَدْتُ اللهَ،
ولَشَعَرْتُ بِظُلْمِهِ!
مَخْلُوقةٌ مِنْ مُوسِيقَى؟!
لِتَجْتَاحَنِي، تُزَلْزِلَ ذَوَاتِي..
تُطَارِحَنِي الغَرَامَ..
ثُمَّ تَتْرُكَنِي شَبِقَاً بِنَشْوَتِي!
لَوْ عَرَفْتُ حَقِيقَةَ خَلْقِكْ،
لمَا اخْتَرْتُ الغَرَقْ..
ومَا اعْتَقَدْتُ بِأنَّكِ رَقَصَاتُ المَسَاءْ!
لمَا اخْتَرْتُ الوِلادَةَ،
وطَلَبْتُ مِنَ اللهِ..
أنْ يَخْلِقَني عُصْفُورَاً..
يَمُوتُ بِمُحَاوَلَةِ هُروبٍ..
مِنْ أَحْلَامِ طِفْلٍ..
يَغْفُو عَلى وِسَادَة!
لو كُنْتُ أعْلَمُ كُلَّ ذلِكَ..
لمَا اخْتَرتُ الوِلادَةْ
تعليق