يا من آثر الظلام على النور
وأختار أن يغمض عيناه ويسير دربه أعمى
وهو ليس بأعمى
يا من التبست في عقلة مفاهيم الحقائق
حاول أن تفتح عينيك
لتبصر ماهو محجوبٌ عنك من حقائق
قبل فوات الأوان !
يا من يصرخ في وجه أمه ..
ويعرض بسخطٍ عن أباه
حاول أن تفتح عينيك لتبصر مستقبلاً
تعيش فيه تحت سقف رعونة أبنك ..
تتجرع مراره العقوق على يداه
يامن يقضي أيامه حاملاً سكين أنتقامه
يامن بجهلة يبعثر لحظات حياته وسعادته
وهو يرتقب لحظه هجومه على خصمه
حاول أن تفتح عينيك لتبصر نفسك
وقد ضاعت أيامك هباءاً بعد أن غدت رهينة أنتقام
باهته بلا الوان ملطخه بلون السواد والحقد
بينما هم يتمتعون بحياه جميلة
غير آبهين بما تكنه لهم من نوايا
يا من أنشغل بحياته الخاصة ..
مخلفاً ورائه طفلاً يحتاج رعايته وحنانه
حاول أن تفتح عينيك لتبصر نفسك وقد كبرت
وطفلك غدا رجلاً تحتاجه إلى جانبك
تتطلع إلى لمسه حبه ونبرات حنانه
فتكتشف أنه لايعي معانيها
لأنك لم تعلمه يوماً معنى الحب أو الحنان
بل سقيته من كأس الجفاء حتى شبع
يا من يكتسي حلل الغرور .. ويرتدي ثوب الخيلاء
يا من يرى نفسه كبيراً و من حوله صغاراً
يا من لا يرى إلا نفسه ولا يدرك إلا محاسن ذاته
حاول أن تفتح عينيك لتبصر نفسك
وقد تلقيت صفعه أسقطتك من برجك الشاهق
وانكسرت في قارورة غطرستك
فـ غرقت في دماء همومك وأحزانك
ولم تجد حولك من ينتشلك و يلملم أشلاءك
لأن كبريائك بعثرهم من حولك
يا من يرفع يد الظلم ويبطش بمن حوله
يا من لا يراعي الله في خلقه
يا من يسيء إلى إنسان .. ويشوه سمعه آخر
حاول أن تفتح عينيك لتبصر يوماً
سلط الله فيه عليك من هو أشد بطشاً منك
وقد هويت في دائرة جبروته .. يسقيك مرارة إجحافه
وتتجرع غصات الظلم بين يديه
( كما تدين .. تدان )
يا من تتذمر جفاف زوجها وصحراوية مشاعره
وتندب حضها ليل نهار
حاولي أن تفتحي عينيكِ قبل فوات الآوان
لتبصري نفسك موسومه بلقب مطلقة
وتُهجرين كما الأرض الجرداء ..
كما زهرة باهتة الألوان والملامح
لا لون لها ولا رائحة
يا من يقبع في بوتقة همومه ..
ويقطف الفراغ أزهار شبابك زهرة تلوى الأخرى
ويحرق أغصانها بنار المعصية
حاول أن تفتح عينيك كي تبصر ..
لكن هذه المرة للماضي والمستقبل معاً
أبصر ماضيك .. ما جنيت به ..
ما الذي تزودت به من متاع ليوم الرحيل
وأبصر مستقبلك وقد شاخت أيامك فتقف عاجزاً
لا تستطيع فعل ما تأجل فعلة في أيام الشباب
ودى
noor
تعليق