هواجس مراهقة علاجها الزمن
موفق العيثان
استشاري علم النفس العيادي والعصبي
كان الكل يحبه، والبعض يغار منه جدا. يغار الإخوة منه، والأخت الوحيدة تغار أكثر منه، لأنه كان ذا حظوة عند الكل. أكثر من هذا لأنه كان خالص الأدب والاحترام للآخرين، ولذلك يحبه الآخرون ابتداء بالأب والأم. الغريب والحمد لله أنه في أدب كامل من غير جهد كبير في تربيته من قبل الأهل، وهو توفيق من عنده سبحانه وتعالى.
كانت علاقة هذاب بجدته أكثر وضوحا، وكان متعلقا بها لدرجة لا تصفها الكلمات، حتى إن الكل يخشى من أن يأتي اليوم الذي تلبي فيه الجدة الكريمة نداء الحق، وترحل عن عالمنا الدنيوي: كيف سيواجه الموقف حفيدها الغالي؟. كان إذا مرض فإن الجدة الحنونة تكاد تمرض معه، وإذا أراد شيئئاً لبت له الطلب بسرعة. كانت ترى فيه رجولة رجال أيام زمان، وشهامتهم التي تفتقدها هذه الأيام، وكان أدبه يذكرها بأدب جده وأبيها.. هذه معلومات ليست سرية عند الإخوة، ولكن الغيرة لا ترحم ( كما أنها لم ترحم يوسف عليه السلام مع إخوته).
منذ شهرين وقعت الكارثة. كارثة لم يتخيلها إنسان من العائلة أبدا. لقد شربت الجدة من كأسها الماء، وبعفوية طلب هذاب أن يشرب الماء، فقامت الجدة وقدمت له الماء بنفس الكأس. توتر هذاب، ورفض أن يشرب من بعدها بنفس الكأس.. أمام الآخرين ( عند الإخوة كان يوم عيد أن يخطئ الولد المثالي مع جدته)!!
كان هذاب ذو الخمسة عشر ربيعا يعاني من توتر بالأيام الأخيرة، ولا يعرف له سببا، وكان يحرص على نظافة كل شيء يتناوله، ويخاف بدرجة مبالغ فيها من أن تنتقل إليه عدوى مرض ما من شخص ما، في أي مكان أو زمان. كان حريصا جدا ويدقق بدرجة عالية في نظافة الصحون والأكواب والملاعق...إلخ.
حاولت الأم أن تخفف من شكوكه. إلا أنه لم يتغير أبدا. بل ازداد في بعض المرات. بدأت هذه المشكلة السلوكية من فترة قريبة نسبيا، وبدأت بالتزايد، مما أقلق الأم والأب. لا تعرف الجدة التفاصيل. إلا أنها لم تتصور أن يصل الحال إلى هذا المستوى- إنه لا يشرب من بعدها بنفس الكأس، وهي التي يضرب بها المثل بين الأسر - بحمده تعالى - بالصحة والنظافة!! يرد الكأس من يد الجدة!.
الغريب أنه هو لا يرى أي مشكلة بسلوكه هذا، وهذا مما سبب حيرة وتوتراً لدى الأهل أكثر، حيث إن هذاب هذا هو معلم بالأدب سلوكيا لا يحتاج إلى تعليم. يعرف مهارات الأدب في التعامل مع الأقارب وغيرهم.
مع فترة الامتحانات والتوترات المصاحبة ازداد توتر هذاب أكثر ولكن هذا ليس السبب ولا الذريعة الأصل. هذاب يمر بمرحلة طبيعية لدى كثير من المراهقين ذكورا وإناثا. مع التغيرات الطبيعية التي يمرون بها، يشعر بعض المراهقين بالشك بجوانب معينة في حياتهم، ويبدأ الشك.
هذه الشكوك (أو الهواجس بلغة الناس البسيطة) تبدأ عند البعض وليس الكل. محتوى الشكوك يكون متعلقا بالصحة أو المرض أو الأفكار التعبدية والدينية..إلخ. ليس هناك بيئة محددة لمحتوى الشكوك، ففي أغلب الثقافات البشرية يخبر آلاف من المراهقين بل الملايين مرحلة من الشك.
الشك كما أسلفت لا يتعلق أصلا بالمحتوى من ناحية الأهمية. المهم في الموضوع أن هناك شكا ما- بلغة أخرى بسيطة تبدأ "ماكينة الشك" بالعمل وكأنها جهاز مخصص للشك لدى آلاف المراهقين. يعني بعضهم يشك بالجوانب الصحية والمرضية، والآخر يشك بجوانب تتعلق بالعبادة وطقوس العبادة والمفاهيم الدينية الشائعة في تلك الأمة أو هذه.
يجب علي الإسراع بالإشارة إلى أن هذه الشكوك ذات المحتوى ( المضمون) الديني ليست دلالة على مشكلة بالإيمان أو الاعتقاد أو التدين، إطلاقا. بل هي حالة نفسية تأتي بلا تحديد إيماني أو عقائدي. إن التشابه في حدوثه في كل الثقافات العالمية وكل الطبقات الاجتماعية لهو إشارة إلى أن التكوين النفسي والنفسي العصبي متساو لدى البشر..، وهذا يفسر الظاهرة النفسية أكثر من غيرها كأسباب.
إن التوتر الذي يعاني منه ملايين المراهقين يؤدي لدى البعض برغبة قوية لخفضه. البعض يتفنن في كيفية خفض هذا التوتر، بالأساليب المكشوفة وغير المشروعة، الصحية وغير الصحية...إلخ. مما يبدو أن البعض يكون لديه استعداد نفسي كبير لخفض التوتر عن طريق التأكد من بعض الأمور ( مضمونها قد يكون صحياً أو دينياً...إلخ كما توضح سابقا)، ومن ثم يبدو أنهم يتعلمون بطريقة بسيطة لا إرادية أن التأكد من -مثلا- نظافة المكان أو الأواني- هذا التأكد يريحهم كثيرا. يعني أنهم يتعلمون أن التأكد- إزالة الشكوك والهواجس- أسلوب مفيد نفسيا.
ويجب هنا التشديد على أنه يجب أن نفهم إدراكهم للموقف، وليس ما نراه نحن الآن. بالطبع لا يغيب عن بال القارئ اللبيب والقارئة اللبيبة أننا نسمي هذه الأمور بالشكوك والهواجس، بينما لا يرونها هم كذلك أبدا، بل أكثر من هذا يستغربون كيف أننا لا نبالي بهذه الأمور الحيوية جدا، كما يهتمون هم بها. فحتى لو سميناها وسواسا أو وسواسا قهريا. هم لا يرونها كذلك. ربما معهم حق بأنها ليست وسواسا بالمعنى الدقيق.
تعلم هذاب بأن الشك بهذه الأمور طبيعي، وأن إزالة الشك تريحه نفسيا. هذا التعلم كان نوعا ما تعلما لا إراديا، ولا يمكن لهذاب أو غيره أن يفسره بالدقة. أكثر من هذا فإن التعلم يبدأ بسيطا، ومن ثم يتدرج السلوك ليظهر على السطح. هنا تبدأ المشاكل والصراعات..، كما وقعت الواقعة مع الجدة، حينما رفض أن يشرب من كأسها الماء!
إن الشكوك هذه تصبح بعد فترة سلوكا لا إراديا، أي إنه يقوم بهذه الشكوك والتأكد من موضوعه بطريقة آلية. إن ذكاء المراهق ورغبته بأن يكون مع آخرين وغير مختلف عنهم ولا محل سخريتهم- كل هذا لا يخففان من آلية السلوك هذا - يشبه الوسواس- أي الآن أصبح كأنها عادة سلوكية.
مما يبدو أن البعض تخف لديهم هذه الشكوك والسلوك التطميني مع الزمن. لذا إذا كان الموضوع محدودا في المضمون ( محتوى المشكلة النفسية) ولا تصاحبه أعراض نفسية أخرى فإن الاحتمال الأكبر هو أن الحالة ستخف مع الزمن، ولا تحتاج لتدخل مهني من قبل أخصائي علم النفس العيادي، وإذا تطورت الحالة وأصبحت اكثر تعقيدا فان الأمر يكون مختلفا، ويجب أن نسرع بالتشخيص النفسي الدقيق والعلاج النفسي السلوكي، لتخفيف المعاناة وتجنب التطورات السلبية على المراهق.
أسئلة حائرة:
زوجي منعزل ولا يحب الاختلاط بالناس
* أنا متزوجة من خمس سنين، ولدي الآن طفلتان، وصحتهما جيدة والحمد لله. تزوجت من قريب لي، وزوجي عمره 25 سنة، أكمل تعليم الثانوية ويعمل عملا بسيطا. بدأت مشاكل زوجي تكثر، بالذات المشكلات النفسية.
زوجي متردد في أفعاله وسلوكياته، والآن يبقى بالبيت كثيرا، وهو يعاني من مخاوف كثيرة، وحتى المطر لا يستطيع أن يراه، ولا يحب أن يختلط بالناس ومنعزل جدا. كيف يمكن علاجه.
عفراء. ع- أبها.
ـ لو أوضحت أكثر هل زوجك عنده علاقة طبيعية وطيبة بالأطفال وبك وبالأهل؟،... إضافة إلى تاريخ الزوج من الناحية النفسية. هل سبق أن عانى من اضطرابات نفسية بالطفولة أو بالمراهقة؟. هل هناك أقارب عندهم اضطرابات نفسية كذلك؟
كل هذه الأمور توضح لنا تاريخ وربما عمق المشكلة النفسية التي يعاني منها زوجك. المهم الآن هو المحاولة الجادة منك - أعانك ربي - للتواصل معه، ومع من يكون قريبا له ( مثل أمه أو أخيه أو أخته)، ومحاولة معرفة الأمور التي تسبب له القلق والتوتر هذا. موضوع العمل من الأمور المهمة التي ربما ترفع من معنويات الزوج الشاب، فكيف يمكن للأهل أجمع أن يقفوا بجانبه.
من الناحية النفسية فإنه بحاجة للعلاج النفسي السلوكي للتخفيف من التوتر والمخاوف المرضية هذه، ويمكنك تدريج المواضيع معه، لتقومي بطرح خطوات عملية بسيطة جدا لكن متدرجة. شجعيه باستمرار إذا اقترب من الخارج وأخذ يلعب مع الصغار...إلخ، ثم شجعيه بأسلوبك، وبما يناسبه ويحبه هو. إذا سأل عن الآخرين أو إن تكلم عن الناس، فهذا يعني أنه يفكر بهم، ويجب تعزيز هذه الأفكار والسلوكيات. المهم الاستمرار لأشهر طويلة في تعديل سلوكه والله الموف
موفق العيثان
استشاري علم النفس العيادي والعصبي
كان الكل يحبه، والبعض يغار منه جدا. يغار الإخوة منه، والأخت الوحيدة تغار أكثر منه، لأنه كان ذا حظوة عند الكل. أكثر من هذا لأنه كان خالص الأدب والاحترام للآخرين، ولذلك يحبه الآخرون ابتداء بالأب والأم. الغريب والحمد لله أنه في أدب كامل من غير جهد كبير في تربيته من قبل الأهل، وهو توفيق من عنده سبحانه وتعالى.
كانت علاقة هذاب بجدته أكثر وضوحا، وكان متعلقا بها لدرجة لا تصفها الكلمات، حتى إن الكل يخشى من أن يأتي اليوم الذي تلبي فيه الجدة الكريمة نداء الحق، وترحل عن عالمنا الدنيوي: كيف سيواجه الموقف حفيدها الغالي؟. كان إذا مرض فإن الجدة الحنونة تكاد تمرض معه، وإذا أراد شيئئاً لبت له الطلب بسرعة. كانت ترى فيه رجولة رجال أيام زمان، وشهامتهم التي تفتقدها هذه الأيام، وكان أدبه يذكرها بأدب جده وأبيها.. هذه معلومات ليست سرية عند الإخوة، ولكن الغيرة لا ترحم ( كما أنها لم ترحم يوسف عليه السلام مع إخوته).
منذ شهرين وقعت الكارثة. كارثة لم يتخيلها إنسان من العائلة أبدا. لقد شربت الجدة من كأسها الماء، وبعفوية طلب هذاب أن يشرب الماء، فقامت الجدة وقدمت له الماء بنفس الكأس. توتر هذاب، ورفض أن يشرب من بعدها بنفس الكأس.. أمام الآخرين ( عند الإخوة كان يوم عيد أن يخطئ الولد المثالي مع جدته)!!
كان هذاب ذو الخمسة عشر ربيعا يعاني من توتر بالأيام الأخيرة، ولا يعرف له سببا، وكان يحرص على نظافة كل شيء يتناوله، ويخاف بدرجة مبالغ فيها من أن تنتقل إليه عدوى مرض ما من شخص ما، في أي مكان أو زمان. كان حريصا جدا ويدقق بدرجة عالية في نظافة الصحون والأكواب والملاعق...إلخ.
حاولت الأم أن تخفف من شكوكه. إلا أنه لم يتغير أبدا. بل ازداد في بعض المرات. بدأت هذه المشكلة السلوكية من فترة قريبة نسبيا، وبدأت بالتزايد، مما أقلق الأم والأب. لا تعرف الجدة التفاصيل. إلا أنها لم تتصور أن يصل الحال إلى هذا المستوى- إنه لا يشرب من بعدها بنفس الكأس، وهي التي يضرب بها المثل بين الأسر - بحمده تعالى - بالصحة والنظافة!! يرد الكأس من يد الجدة!.
الغريب أنه هو لا يرى أي مشكلة بسلوكه هذا، وهذا مما سبب حيرة وتوتراً لدى الأهل أكثر، حيث إن هذاب هذا هو معلم بالأدب سلوكيا لا يحتاج إلى تعليم. يعرف مهارات الأدب في التعامل مع الأقارب وغيرهم.
مع فترة الامتحانات والتوترات المصاحبة ازداد توتر هذاب أكثر ولكن هذا ليس السبب ولا الذريعة الأصل. هذاب يمر بمرحلة طبيعية لدى كثير من المراهقين ذكورا وإناثا. مع التغيرات الطبيعية التي يمرون بها، يشعر بعض المراهقين بالشك بجوانب معينة في حياتهم، ويبدأ الشك.
هذه الشكوك (أو الهواجس بلغة الناس البسيطة) تبدأ عند البعض وليس الكل. محتوى الشكوك يكون متعلقا بالصحة أو المرض أو الأفكار التعبدية والدينية..إلخ. ليس هناك بيئة محددة لمحتوى الشكوك، ففي أغلب الثقافات البشرية يخبر آلاف من المراهقين بل الملايين مرحلة من الشك.
الشك كما أسلفت لا يتعلق أصلا بالمحتوى من ناحية الأهمية. المهم في الموضوع أن هناك شكا ما- بلغة أخرى بسيطة تبدأ "ماكينة الشك" بالعمل وكأنها جهاز مخصص للشك لدى آلاف المراهقين. يعني بعضهم يشك بالجوانب الصحية والمرضية، والآخر يشك بجوانب تتعلق بالعبادة وطقوس العبادة والمفاهيم الدينية الشائعة في تلك الأمة أو هذه.
يجب علي الإسراع بالإشارة إلى أن هذه الشكوك ذات المحتوى ( المضمون) الديني ليست دلالة على مشكلة بالإيمان أو الاعتقاد أو التدين، إطلاقا. بل هي حالة نفسية تأتي بلا تحديد إيماني أو عقائدي. إن التشابه في حدوثه في كل الثقافات العالمية وكل الطبقات الاجتماعية لهو إشارة إلى أن التكوين النفسي والنفسي العصبي متساو لدى البشر..، وهذا يفسر الظاهرة النفسية أكثر من غيرها كأسباب.
إن التوتر الذي يعاني منه ملايين المراهقين يؤدي لدى البعض برغبة قوية لخفضه. البعض يتفنن في كيفية خفض هذا التوتر، بالأساليب المكشوفة وغير المشروعة، الصحية وغير الصحية...إلخ. مما يبدو أن البعض يكون لديه استعداد نفسي كبير لخفض التوتر عن طريق التأكد من بعض الأمور ( مضمونها قد يكون صحياً أو دينياً...إلخ كما توضح سابقا)، ومن ثم يبدو أنهم يتعلمون بطريقة بسيطة لا إرادية أن التأكد من -مثلا- نظافة المكان أو الأواني- هذا التأكد يريحهم كثيرا. يعني أنهم يتعلمون أن التأكد- إزالة الشكوك والهواجس- أسلوب مفيد نفسيا.
ويجب هنا التشديد على أنه يجب أن نفهم إدراكهم للموقف، وليس ما نراه نحن الآن. بالطبع لا يغيب عن بال القارئ اللبيب والقارئة اللبيبة أننا نسمي هذه الأمور بالشكوك والهواجس، بينما لا يرونها هم كذلك أبدا، بل أكثر من هذا يستغربون كيف أننا لا نبالي بهذه الأمور الحيوية جدا، كما يهتمون هم بها. فحتى لو سميناها وسواسا أو وسواسا قهريا. هم لا يرونها كذلك. ربما معهم حق بأنها ليست وسواسا بالمعنى الدقيق.
تعلم هذاب بأن الشك بهذه الأمور طبيعي، وأن إزالة الشك تريحه نفسيا. هذا التعلم كان نوعا ما تعلما لا إراديا، ولا يمكن لهذاب أو غيره أن يفسره بالدقة. أكثر من هذا فإن التعلم يبدأ بسيطا، ومن ثم يتدرج السلوك ليظهر على السطح. هنا تبدأ المشاكل والصراعات..، كما وقعت الواقعة مع الجدة، حينما رفض أن يشرب من كأسها الماء!
إن الشكوك هذه تصبح بعد فترة سلوكا لا إراديا، أي إنه يقوم بهذه الشكوك والتأكد من موضوعه بطريقة آلية. إن ذكاء المراهق ورغبته بأن يكون مع آخرين وغير مختلف عنهم ولا محل سخريتهم- كل هذا لا يخففان من آلية السلوك هذا - يشبه الوسواس- أي الآن أصبح كأنها عادة سلوكية.
مما يبدو أن البعض تخف لديهم هذه الشكوك والسلوك التطميني مع الزمن. لذا إذا كان الموضوع محدودا في المضمون ( محتوى المشكلة النفسية) ولا تصاحبه أعراض نفسية أخرى فإن الاحتمال الأكبر هو أن الحالة ستخف مع الزمن، ولا تحتاج لتدخل مهني من قبل أخصائي علم النفس العيادي، وإذا تطورت الحالة وأصبحت اكثر تعقيدا فان الأمر يكون مختلفا، ويجب أن نسرع بالتشخيص النفسي الدقيق والعلاج النفسي السلوكي، لتخفيف المعاناة وتجنب التطورات السلبية على المراهق.
أسئلة حائرة:
زوجي منعزل ولا يحب الاختلاط بالناس
* أنا متزوجة من خمس سنين، ولدي الآن طفلتان، وصحتهما جيدة والحمد لله. تزوجت من قريب لي، وزوجي عمره 25 سنة، أكمل تعليم الثانوية ويعمل عملا بسيطا. بدأت مشاكل زوجي تكثر، بالذات المشكلات النفسية.
زوجي متردد في أفعاله وسلوكياته، والآن يبقى بالبيت كثيرا، وهو يعاني من مخاوف كثيرة، وحتى المطر لا يستطيع أن يراه، ولا يحب أن يختلط بالناس ومنعزل جدا. كيف يمكن علاجه.
عفراء. ع- أبها.
ـ لو أوضحت أكثر هل زوجك عنده علاقة طبيعية وطيبة بالأطفال وبك وبالأهل؟،... إضافة إلى تاريخ الزوج من الناحية النفسية. هل سبق أن عانى من اضطرابات نفسية بالطفولة أو بالمراهقة؟. هل هناك أقارب عندهم اضطرابات نفسية كذلك؟
كل هذه الأمور توضح لنا تاريخ وربما عمق المشكلة النفسية التي يعاني منها زوجك. المهم الآن هو المحاولة الجادة منك - أعانك ربي - للتواصل معه، ومع من يكون قريبا له ( مثل أمه أو أخيه أو أخته)، ومحاولة معرفة الأمور التي تسبب له القلق والتوتر هذا. موضوع العمل من الأمور المهمة التي ربما ترفع من معنويات الزوج الشاب، فكيف يمكن للأهل أجمع أن يقفوا بجانبه.
من الناحية النفسية فإنه بحاجة للعلاج النفسي السلوكي للتخفيف من التوتر والمخاوف المرضية هذه، ويمكنك تدريج المواضيع معه، لتقومي بطرح خطوات عملية بسيطة جدا لكن متدرجة. شجعيه باستمرار إذا اقترب من الخارج وأخذ يلعب مع الصغار...إلخ، ثم شجعيه بأسلوبك، وبما يناسبه ويحبه هو. إذا سأل عن الآخرين أو إن تكلم عن الناس، فهذا يعني أنه يفكر بهم، ويجب تعزيز هذه الأفكار والسلوكيات. المهم الاستمرار لأشهر طويلة في تعديل سلوكه والله الموف
تعليق