ولد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في القاهرة بتاريخ 4 أغسطس 1929م، وهو الابن الخامس لأسرة فلسطينية سكنت في مصر منذ عدة سنوات..
والده هو عبد الرؤوف قدوة الحسيني، تاجر فلسطيني.
توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره، مما جعله ينتقل للعيش عند عمه في مدينة القدس، التي كانت تحت الانتداب البريطاني.

درس عرفات في جامعة القاهرة، وتخرج منها مهندسا مدنيا غير أنه في عام 1946 قرر التحرك صوب النضال، فأصبح من الناشطين في العمل الوطني الفلسطيني، حيث كان يجمع السلاح في مصر ويهربه إلي العرب في فلسطين.

في عام 1949م انضم عرفات إلى جماعة عرفت باسم "اتحاد الطلاب الفلسطينيين" والمؤلفة من الطلبة الفلسطينيين في المدارس والجامعات، كما نضم إلى جماعة الأخوان المسلمين.

وفي الأول من يناير 1965م تم تأسيس منظمة (فتح) وهي اختصار لاسم (حركة التحرير الفلسطينية) التي أصبحت فيما بعد أهم حركات التحرير الفلسطينية المسلحة.
وبعد يومين فقط من تأسيسها.. حاولت الحركة تنفيذ أول هجوم لها ضد الإٍسرائيليين.
وفي 21 مارس 1968م شن الجيش الإٍسرائيلي أول هجوم له ضد قاعدة منظمة فتح في الأردن.

في الرابع من فبراير عام 1969، تولى ياسر عرفات رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية وألقى أول خطاب له باسم المنظمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر 1972م، حيث تم منحت المنظمة صفة "مراقب في الأمم المتحدة"، وبذلك كان عرفات أول ممثل لمنظمة غير حكومية يلقي خطابا أمام الجمعية العامة.

في عام 1982، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على مبان سكنية في بيروت، في محاولة لاغتيال عرفات، الذي تصادف عدم وجوده هناك. وأسفر القصف عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء.

كما حاولت قوات الاحتلال الإٍسرائيلية اغتيال ياسر عرفات في الأول من أكتوبر 1985م عبر غارة جوية استهدفت مقر منظمة فتح في تونس، (بعد أن نقل عرفات مقره من بيروت إلى العاصمة التونسية)، إلا أنه نجا من محاولة الاغتيال.

خلال الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990م، أعلن ياسر عرفات وقوفه إلى جانب صدام حسين والعراق، (بعد أن قصف صدام عدة صواريخ على الإٍسرائيليين في فلسطين المحتلة) ما تسبب بمقاطعة عربية ضد منظمة التحرير الفلسطينية أدت إلى عزلة كبيرة لها.

تزوج عرفات من سهى الطويل بالسر في بداية الأمر في شهر نوفمبر 1991، وكان عمر سهى وقتها (28 عاماً) قبل أن يعلن زواجه منها بشكل رسمي فيما بعد.
ثم انتقلت سهى لتعيش في باريس ولتنجب طفلتها الأولى (زهوة) عام 1995م.

وخلال عام 1992، تعرضت طائرة عرفات لحادث في صحراء ليبيا، ما أدى إلى سقوطها ومقتل قائد الطائرة وحارسه الشخصي، إلا أن عرفات نجى بأعجوبة من الموت. ولكن تسبب له بإصابات في جهازه العصبي، أدت إلى مرض الشلل الرعاشي.

في 13 سبتمبر 1993م، وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عرفات مع الإٍسرائيليين بنود اتفاقية الحكم الذاتي بعد مفاوضات طويلة في أوسلو.
وصافح عرفات ولأول مرة رئيس الوزراء الإٍسرائيلي آنذاك إسحاق رابين في حديثة البيت الأبيض بواشنطن بحضور الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون.

وفي 1 يوليو 1994م، عاد ياسر عرفات إلى فلسطين بعد غياب دام 26 عاماً، بعد أن أنهت الحكومة الإٍسرائيلية إبعاده واعترفت به رئيساً لمناطق الحكم الذاتية بفلسطين إثر توقيع اتفاقية أوسلو.
وبتاريخ 10 ديسمبر من نفس العام، حصل عرفات على جائزة نوبل للسلام العالمي، مناصفة مع إسحاق رابين، بسبب توقيعهما لاتفاقية أوسلو.

وفي 9 نوفمبر 1995م، قام عرفات بأول زيارة له للمناطق الخاضعة لحكم الإٍسرائيليين في زيارة سريعة قدم خلالها تعازيه لأرملة إسحاق رابين، بعد أن اغتاله متطرفون يهود بسبب موافقته على الاتفاق مع الفلسطينيين.

أجرى الفلسطينيون ولأول مرة في تاريخهم الحديث انتخابات رئاسية في 20 يناير 1999م ليفوز فيها ياسر عرفات، وينصب رئيساً منتخباً على الفلسطينيين.

وفي 23 أكتوبر 1998م، شارك في اجتماع فلسطيني – إٍسرائيلي، وقع خلاله اتفاقية (الأرض مقابل السلام) استرجع فيها مناطق الضفة الغربية.

في 11 يوليو 2000م، التقى مع رئيس الوزراء الإٍسرائيلي آنذاك (إيهود باراك) من أجل التفاوض على تنفيذ بنود معاهدة أوسلو والاتفاق على موعد لإعلان قيام دولة فلسطين، إلا أن المفاوضات التي استمرت 9 أيام - والتي كانت برعاية أمريكية من قِبَل الرئيس (بيل كلينتون) - باءت بالفشل.

بدأت الحكومة الإٍسرائيلية بالتضييق على عرفات ومنعه من السفر خارج فلسطين ومنعه من التجول بين مناطق الحكم الذاتي، وانتهى الأمر بتدمير الإٍسرائيليين لمروحياته التي يتنقل بها، ومحاصرته في رام الله في ديسمبر 2001م.
وبتاريخ 29 مارس 2002م، أعلن مجلس الوزراء الإٍسرائيلي أنه يعتبر ياسر عرفات عدواً للإٍسرائيليين.

في الثاني من أبريل من نفس العام، أعلن عرفات أنه يفضل الشهادة والموت في معتقله على أن يغادر الضفة الغربية، وهو ما اعتبر رداً على عرض رئيس الحكومة الإٍسرائيلي آرييل شارون بنفيه نهائياً خارج فلسطين مقابل التعهد بعدم اغتياله.

بتاريخ 29 أكتوبر 2004م، غادر ياسر عرفات (للمرة الأولى منذ 3 سنوات) منطقة حصاره في رام الله بالضفة الغربية، وتوجه بطائرة فرنسية إلى مستشفى عسكري فرنسي متخصص بأمراض الدم بباريس من أجل إجراء فحوص ضرورية له بعد إصابته بمرض (الأنفلونزا) استمر مدة أسبوعين..
وقد غادر عرفات رام الله بعد ضمانات إٍسرائيلية وأمريكية بإمكانية عودته مجدداً إلى فلسطين بعد علاجه.
لكن ارادة الله فوق كل شيء وهكذا مات الزعيم الراحل لكن يبقى سر موته غامضا .Palestine