في ذكرى الاسراء والمعراج
=========================
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كل عام وانتم بخير وأعادهالله علينا وعليكم في أفضل حال…
بسمالله الرحمن الرحيم
"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىبِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَىالَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُالْبَصِيرُ"(الإسراء/1
)
الإسراء هو في الجملة من ضروريات الدين،ومنكره خارج عن ربقة المسلمين، ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام :
(
ليسمنَا من أنكر أربعة : المعراج ، وسؤال القبر، وخلق الجنَة والنار، والشفاعة)
وقال الإمام الرضا عليه السلام :
الإسـراء والمعراج فيالقـرآن
لم يرد ذكر للإسراء والمعراج في القرآن الكريم إلاَ في موضعين وهما :
الآية الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِلَيْلاً..)
وضمن سورة النجم: تومئ إلى حدوث المعراج من دون التعرض للإسراء.
بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي أثناء المرحلة السريَة التياستمرت ثلاث سنوات كان على الأرجح الإسراء والمعراج .
فالإسراء كان إلى بيتالمقدس حسب نص القرآن الكريم .
والمعراج من هناك إلى السماء الذي وردت بهأخبار كثيرة .
يرى بأنه ذكر الإسراء في الآية دون المعراج؟
ربَمالأنَ في الإسراء إيناس للعقول بتصديق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إخباره عنالمعراج فذكر الشيء الذي تقبله العقول، أمَا الأمر الذي يقف فيه العقل بعض الشيءفقد ترك لمدى اليقين الإيماني.
هل سبق العروج إلى السماء لغير محمَد صلىالله عليه وآله وسلم من الأنبياء؟
المعروف أنَه لم يسبق العروج إلى السماءقبل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلاَ لاثنين إدريس وعيسى عليهما السلام.
وذلك قوله تعالى في إدريس: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًاعَلِيًّا)(مريم/57).
وقوله تعالى في عيسى: (..وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَلْرَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًاحَكِيمًا)(النساء/157،158).
لكن على اختلاف في إدريس عليه السلام فقالواإنَه لبث في الأرض (82) سنة ثمَ رفعه الله إليه.
وقال آخرون أنه قبض روحهبين السماء الرابعة والخامسة وروى ذلك عن أبي جعفر عليه السلام.
متى كانالإسراء والمعراج ؟
إنَ المشهور هو أنَ الإسراء والمعراج قد كان قبل الهجرةبمدَة وجيزة، فبعضهم قال ستة أشهر وبعضهم قال في السنة الثانية عشرة للبعثة أو فيالحادية عشرة أو في العاشرة، وقيل بعد الهجرة .
وفي مقابل ذلك نجد البعضيقول إنَه كان في السنة الثانية من البعثة وقيل في الثالثة وهو الأرجح عندالإماميَة.
هل الإسراء بالجسد أم بالروح ؟
يرى البعض أن الإسراء قدكان بالروح فقط في عالم الرؤيا، ولكن الصحيح هو ما ذهب إليه الإمامية ومعظمالمسلمين من أنّ الإسراء إنّما كان بالروح والجسد معا.
أما المعراج فذهبالأكثر إلى أنّه كان بالروح والجسد وهو الصّح أيضا.
وممّا يدلّل على أن عروجالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإسرائه كان بجسده وروحه هو ظاهر قوله سبحانه:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ..)
والظاهر منه أن المقصودذات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشتملة على الروح والجسد كما يظهر منمضمون القول في جميع مواضع إستعماله القرآن مثل قوله تعالى:
(فَأَوْحَىإِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)(النجم/10).
وقوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِييَنْهَى*عَبْدًا إِذَا صَلَّى)(العلق/9،10).
وقوله تعالى (بعبده) دون باقيالصفات كرسوله ونبيّه، لكون العبوديّة أتم صفة للمؤمن.
وقوله سبحانه بعبدهيدلّ على أن الإسراء كان بالجسد لأنّ العبد إسم لمجموع الجسد والروح.
وهناأذكر بيتين لأحمد شوقي في هذا المجال:
يتساءلون وأنت أطهر هيكل بالروح أمبالهيكل الإسـراء
بهما سموت مطهرين كلاهما نـور وروحـانيـةوبهـاءٌ
كم مرّة عُرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء؟
في رواية عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال :
"عُرج بالنبي صلىالله عليه وآله وسلم إلى السماء أكثر من مائة وعشرين مرّة".
لكن هناك روايةأخرى سأل أبو بصير أبا عبدالله عليه السلام :
(كم مرّة عُرج برسول الله صلىالله عليه وآله وسلم : فقال : مرتين).
ربما المقصود بالمرتين في مكةوالبواقي في المدينة، أو المرتان إلى العرش والباقي إلى السماء ؟ أو المرتان ماأخبر بما جرى فيها والبواقي لم يخبر بها.
الصحيح والواضح من دلالة الحديثعلى تعدّد العروج بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك من جهات:
1- دلالتهاعلى تعدد مكان العروج .
2- دلالتها على تعدد زمانه .
3- دلالتها علىإختلاف مركوبه .
4- دلالة بعضها على أنّه صلى الله عليه وآله وسلم رجع منبيت المقدس ، وأخرى على أنّه صعد منه ، وثالثة أنّه صعد من المسجد الحرام إلىالسماء .
هنا سؤال . لماذا كان الإسراء إلى المسجد الأقصى دون غيره من بقاعالأرض ؟
فالوجه فيه كون بيت المقدس ملتقى الدّيانتين المسيحية واليهوديّة،فأراد الله تعالى أن يدلّل بذلك على عالمية الدعوة ، وهيمنة الشّرع المحمّدي ،ونسخه لباقي الشرائع السّماوية أو لبيان وحدة الأديان في الدعوة إلىالله.
وهنا يجرّنا الحديث إلى ما هي غاية الإسراء ؟
قيل الغاية قولهتعالى (..لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا..)
وقال آخرون : إن حديث الإسراء جاءبعد الجفوة التي لاقاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الدنيا ، فأرادالله تعالى أن يمدّه بشحنة روحيّة فكان الإسراء.
تعليق