جماعة ناطوري كارتا اليهودية علمينا كيف نكون
بقلم : صلاح صبحية
" جماعة ناطوري كارتا " اليهودية اللاصهيونية تقول لنا نحن الذين حاصرنا أنفسنا فأضعنا الطريق وأضعنا الهدف : لا تيأسوا من النضال والكفاح والجهاد من أجل فلسطين التي حدودها البحر والنهر ، ففلسطين لكم يا شعب فلسطين ، وهذا الاحتلال إلى زوال إذا تمسكتم بحقكم التاريخي في فلسطين ، وذلك بعد أن فقدنا البوصلة الحقيقية للنضال اليومي الفلسطيني ، وبعد أن أخذت الحقوق تتآكل لا بفعل خارجي ، بل بتهوان وتقاعس منا ، ركضنا نحو السّراب فما وجدنا سوى الخيام تزداد ، نتيجة بيوت تهدم ومزروعات تجرف ، كلّ ٌ منا يدعي الحق والحقيقة ، وكلّ ٌ منا جزءٌ من كل ولا يمثل الكل ، وحدها " جماعة ناطوري كارتا " اليهودية تمثل الكل الفلسطيني ، بل هي البديل عن الكل الفلسطيني ، فما زالت هذه الجماعة اليهودية متمسكة بالحق الفلسطيني انطلاقا من فكرة أنّه لا حق لاهوتي لليهود في فلسطين ، فالله لم يَعدْ اليهود بدولة في أرض فلسطين ، وما الحركة الصهيونية إلا مجرد عصابات مافيا وتخضع في وجودها على أرض فلسطين لحسابات القتل والتدمير اليومي ، ولا يستمر وجودها إلا بقدر الاستنزاف اليومي للشعب الفلسطيني والاستمرار في تدمير بنيته التحتية مع حقنه بالمنح المالية الأوربية والأمريكية لتبقيه يتلوى تحت سادية الحركة الصهيونية التي لا تقوى على الوجود إلا بقدر عذابات الشعب الفلسطيني اليومية ، هذه الجماعة اليهودية أدركت بحكم يهوديتها الأصولية أنّ اليهود وقعوا فريسة للحركة الصهيونية التي استخدمتهم عبيداً في خدمة الرأسمالية والسيطرة على مقدرات الشعوب ، وكأني بجماعة ناطوري كارتا وهي توجّه رسالتها إلى بعض الفلسطينيين تتحول إلى حركة تحرر يهودي تهدف إلى تحرير اليهود والشعب الفلسطيني من الحركة الصهيونية العنصرية ، وهي اليوم تناشد الشعب الفلسطيني أن يعود إلى جوهر الصراع الذي حقيقته أنّه صراع وجود لا صراع حدود ، فماذا نحن فاعلون،ونحن منقسمون على أنفسنا ، لا نرى من وجودنا على أرض فلسطين سوى كرسي الرئاسة في رام الله وكرسي الحكومة في غزة ، لقد استطاعت جماعة ناطوري كارتا ومن خلال خطابها الموجّه لنا أن تعلق الجرس في أعناقنا لا لنخيف به الآخرين ونعلمهم عن وجودنا ، بل لنخيف أنفسنا ، ونُعـِلم أنفسنا عن وجودنا، ونعود عن ضالتنا التي ذهبنا بها بعيدا عن حقنا وعن تاريخنا وعن ثقافتنا ، ولقد رحل الشاعر الكبير محمود درويش الذي صاح بأعلى صوته في وجه الاحتلال ( ســجّل أنا عــربي )، فهل ما زلتُ عربياً متمسكاً بحقي على أرض فلسطين ؟ وهل ما زالت أرضي عربية ؟ لقد فقدنا الوجدان ونحن نرى قضيتنا بحاجة اليوم لمن يعيد لها هويتها الوطنية بكامل حقوقها ، ولمن يُفهمنا معنى ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني ) ،هل تعني كلَّ الأرض وكلَّ الشّعب ، وحدها جماعة ناطوري كارتا تُعيد لنا نشوة الانتماء إلى فلسطين الأرض والشعب ، ووحدها جماعة ناطوري كارتا تُفسّر لنا معنى حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، ووحدها جماعة ناطوري كارتا تحدد مدة خمس سنوات لزوال المشروع الصهيوني عن أرض فلسطين ، وهي تؤكد على ذلك إذا ما أراد الفلسطينيون زوال المشروع الصهيوني عن أرضهم ، فعليهم بالفعل والفعل فقط ، فالكلام لا معنى ولا قيمة له إذا كان أسلوبه الاستجداء والتمني ، فلا حواجز الاحتلال تنتهي بالتمني ، ولا المستوطنات تزول بالاستجداء ، فنحن بحاجة إلى فعلٍ مؤثر على الأرض ، هل أُغلقت فوهات البنادق باتجاه العدّو ، وفُتحت باتجاه الفلسطينيين من قبل بعض الفلسطينيين ، إنّه الانتحار الفلسطيني ، ولا شيء سوى الانتحار عند الفلسطيني ، الفلسطيني ينتحر على أرضه بينما الصهيوني يتوالد ويتسع بالبنيان ، فمتى نصحو من غفلة الانتظار ، ومتى نعود إلى وعينا وتعود إلينا الذاكرة ونصحو من غفلتنا على وطن كان اسمه فلسطين ، فهل مازال يا محمود درويش هذا الوطن اسمه فلسطين ، وإذا كان من طبيعة الإنسان الفرد النسيان ، فهل ينسى الإنسان الشعب اسمه ، وهل ينسى الإنسان الشعب وطنه ، أم هو الهروب من واقع مؤلم مرير صنعناه بأيدينا ولم نستطع التخلص منه ، أم هي دائرة الطباشير الحمراء التي رسمناها بأيدينا وأصبحنا أسرى بداخلها لا نستطيع الخروج منها ، بل لا نستطيع تجاوز هذه الدائرة الملعونة رغم أنّ أرضها حلال لنا وعلينا ، بينما تلك الأرض المحيطة بنا ذات الآفاق التي لا حدود لها هي أرض حرام لا نستطيع وطئها فنحن وباء الأرض ،نحن أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير، فمتى نطّهر أجسادنا من الأدران العالقة بها ، ومتى نُخلّص عقولنا من خثرات الوهم داخل رؤوسنا ، فها هي جماعة ناطوري كارتا اليهودية والأكثر فلسطينية منا تدلنا على خشبة الخلاص ، فهي لا تريد أن تعطينا سمكاً لكنها تذكّرنا كيف كنا نصطاد السمك ، فالعدّو ما زال هو العدّو ، وما فتأ هذا العدّو يطوّر أسلوبه في القضاء على وجودنا فوق أرضنا ، ونحن ننشد صباح مساء، لا تعطوا لعدونا أسباب تدميرنا ، امنحوه الأمن والسلام ، فوحده العدّو الصهيوني يحق له أن ينعم بالأمن والسلام ، أمّا شعبنا فالمطلوب منه أن يكون الحارس الأمين لأمن وسلام العدّو ، ولقد توصلنا إلى هذه الحالة المذّلة عندما أضعنا الطريق إلى الوطن ، فشكراً لكم جماعة ناطوري كارتا اليهودية الفلسطينية 0
حمص في 11/7/2009 صلاح صبحية
بقلم : صلاح صبحية
" جماعة ناطوري كارتا " اليهودية اللاصهيونية تقول لنا نحن الذين حاصرنا أنفسنا فأضعنا الطريق وأضعنا الهدف : لا تيأسوا من النضال والكفاح والجهاد من أجل فلسطين التي حدودها البحر والنهر ، ففلسطين لكم يا شعب فلسطين ، وهذا الاحتلال إلى زوال إذا تمسكتم بحقكم التاريخي في فلسطين ، وذلك بعد أن فقدنا البوصلة الحقيقية للنضال اليومي الفلسطيني ، وبعد أن أخذت الحقوق تتآكل لا بفعل خارجي ، بل بتهوان وتقاعس منا ، ركضنا نحو السّراب فما وجدنا سوى الخيام تزداد ، نتيجة بيوت تهدم ومزروعات تجرف ، كلّ ٌ منا يدعي الحق والحقيقة ، وكلّ ٌ منا جزءٌ من كل ولا يمثل الكل ، وحدها " جماعة ناطوري كارتا " اليهودية تمثل الكل الفلسطيني ، بل هي البديل عن الكل الفلسطيني ، فما زالت هذه الجماعة اليهودية متمسكة بالحق الفلسطيني انطلاقا من فكرة أنّه لا حق لاهوتي لليهود في فلسطين ، فالله لم يَعدْ اليهود بدولة في أرض فلسطين ، وما الحركة الصهيونية إلا مجرد عصابات مافيا وتخضع في وجودها على أرض فلسطين لحسابات القتل والتدمير اليومي ، ولا يستمر وجودها إلا بقدر الاستنزاف اليومي للشعب الفلسطيني والاستمرار في تدمير بنيته التحتية مع حقنه بالمنح المالية الأوربية والأمريكية لتبقيه يتلوى تحت سادية الحركة الصهيونية التي لا تقوى على الوجود إلا بقدر عذابات الشعب الفلسطيني اليومية ، هذه الجماعة اليهودية أدركت بحكم يهوديتها الأصولية أنّ اليهود وقعوا فريسة للحركة الصهيونية التي استخدمتهم عبيداً في خدمة الرأسمالية والسيطرة على مقدرات الشعوب ، وكأني بجماعة ناطوري كارتا وهي توجّه رسالتها إلى بعض الفلسطينيين تتحول إلى حركة تحرر يهودي تهدف إلى تحرير اليهود والشعب الفلسطيني من الحركة الصهيونية العنصرية ، وهي اليوم تناشد الشعب الفلسطيني أن يعود إلى جوهر الصراع الذي حقيقته أنّه صراع وجود لا صراع حدود ، فماذا نحن فاعلون،ونحن منقسمون على أنفسنا ، لا نرى من وجودنا على أرض فلسطين سوى كرسي الرئاسة في رام الله وكرسي الحكومة في غزة ، لقد استطاعت جماعة ناطوري كارتا ومن خلال خطابها الموجّه لنا أن تعلق الجرس في أعناقنا لا لنخيف به الآخرين ونعلمهم عن وجودنا ، بل لنخيف أنفسنا ، ونُعـِلم أنفسنا عن وجودنا، ونعود عن ضالتنا التي ذهبنا بها بعيدا عن حقنا وعن تاريخنا وعن ثقافتنا ، ولقد رحل الشاعر الكبير محمود درويش الذي صاح بأعلى صوته في وجه الاحتلال ( ســجّل أنا عــربي )، فهل ما زلتُ عربياً متمسكاً بحقي على أرض فلسطين ؟ وهل ما زالت أرضي عربية ؟ لقد فقدنا الوجدان ونحن نرى قضيتنا بحاجة اليوم لمن يعيد لها هويتها الوطنية بكامل حقوقها ، ولمن يُفهمنا معنى ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني ) ،هل تعني كلَّ الأرض وكلَّ الشّعب ، وحدها جماعة ناطوري كارتا تُعيد لنا نشوة الانتماء إلى فلسطين الأرض والشعب ، ووحدها جماعة ناطوري كارتا تُفسّر لنا معنى حركة التحرير الوطني الفلسطيني ، ووحدها جماعة ناطوري كارتا تحدد مدة خمس سنوات لزوال المشروع الصهيوني عن أرض فلسطين ، وهي تؤكد على ذلك إذا ما أراد الفلسطينيون زوال المشروع الصهيوني عن أرضهم ، فعليهم بالفعل والفعل فقط ، فالكلام لا معنى ولا قيمة له إذا كان أسلوبه الاستجداء والتمني ، فلا حواجز الاحتلال تنتهي بالتمني ، ولا المستوطنات تزول بالاستجداء ، فنحن بحاجة إلى فعلٍ مؤثر على الأرض ، هل أُغلقت فوهات البنادق باتجاه العدّو ، وفُتحت باتجاه الفلسطينيين من قبل بعض الفلسطينيين ، إنّه الانتحار الفلسطيني ، ولا شيء سوى الانتحار عند الفلسطيني ، الفلسطيني ينتحر على أرضه بينما الصهيوني يتوالد ويتسع بالبنيان ، فمتى نصحو من غفلة الانتظار ، ومتى نعود إلى وعينا وتعود إلينا الذاكرة ونصحو من غفلتنا على وطن كان اسمه فلسطين ، فهل مازال يا محمود درويش هذا الوطن اسمه فلسطين ، وإذا كان من طبيعة الإنسان الفرد النسيان ، فهل ينسى الإنسان الشعب اسمه ، وهل ينسى الإنسان الشعب وطنه ، أم هو الهروب من واقع مؤلم مرير صنعناه بأيدينا ولم نستطع التخلص منه ، أم هي دائرة الطباشير الحمراء التي رسمناها بأيدينا وأصبحنا أسرى بداخلها لا نستطيع الخروج منها ، بل لا نستطيع تجاوز هذه الدائرة الملعونة رغم أنّ أرضها حلال لنا وعلينا ، بينما تلك الأرض المحيطة بنا ذات الآفاق التي لا حدود لها هي أرض حرام لا نستطيع وطئها فنحن وباء الأرض ،نحن أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير، فمتى نطّهر أجسادنا من الأدران العالقة بها ، ومتى نُخلّص عقولنا من خثرات الوهم داخل رؤوسنا ، فها هي جماعة ناطوري كارتا اليهودية والأكثر فلسطينية منا تدلنا على خشبة الخلاص ، فهي لا تريد أن تعطينا سمكاً لكنها تذكّرنا كيف كنا نصطاد السمك ، فالعدّو ما زال هو العدّو ، وما فتأ هذا العدّو يطوّر أسلوبه في القضاء على وجودنا فوق أرضنا ، ونحن ننشد صباح مساء، لا تعطوا لعدونا أسباب تدميرنا ، امنحوه الأمن والسلام ، فوحده العدّو الصهيوني يحق له أن ينعم بالأمن والسلام ، أمّا شعبنا فالمطلوب منه أن يكون الحارس الأمين لأمن وسلام العدّو ، ولقد توصلنا إلى هذه الحالة المذّلة عندما أضعنا الطريق إلى الوطن ، فشكراً لكم جماعة ناطوري كارتا اليهودية الفلسطينية 0
حمص في 11/7/2009 صلاح صبحية
تعليق