إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

شهداء علي طريق التحرير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهداء علي طريق التحرير

    هذا التعليق وضع من طرف: وائل محمد الريفي [ زائر ]
    مقدمة
    الحمد لله رب العالمين المنعم بقوله:
    \\\\\\\\\\\\\\\”فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره\\\\\\\\\\\\\\\”
    والصلاة والسلام على صفوة خلقه سيدنا محمد أفضل صلاة وأكمل سلام .
    وبعد :جأني الشاب وائل بن محمد صالح الريفي وبرفقته ثلاثة شباب من أقربائه .
    قدم لي ورقات تحكي شيئاً من السيرة الذاتية لوالده ولإخوانه رائد ونائل .
    قال: أحب أن تعيد صياغة السيرة النضالية لأبي ولشقيقي وخاصة أنك تعرف والدي وتعرف حياته العسكرية وسبق أن أشرت لي بذلك .
    قلت : نعم إني أعرفه جيداً وأعرف أخلاقه الحميدة ودوافعه الوطنية وملكيته طيلة خدمته العسكرية
    الشهيد محمد بن صالح الريفي تطوع عام 1959م للخدمة العسكرية بإحدى كتائب اللواء 107 مشاه.
    وبعد تلقيه التدريب في وحدته تم اختياره ضمن مجموعات أخرى من وحدات اللواء 107 للقيام بمهمة التدريب الشعبي الأبناء قطاع غزة ، وتم فتح مراكز للتدريب الابتدائي في قطاع غزة . ولهذا الغرض أنشاء اللواء 119 حرس وطني وكان مقره بمدينة رفح . وكان نصيب محمد العمل في رئاسة اللواء 119 حيث يجري هناك التدريب الراقي لمن أتم تدريبه في مراكز التدريب المشار إليها.
    بذل الريف محمد الريفي كل ما لديه من جهد وعطاء في مجال التدريب على مدار ست سنوات من عام 1961م حتى 1967م وعندما وقعت حرب عام 1967م حمل سلاحه وقاتل كما رفاقه في العمليات التي جرت شرق رفح لمدة ثلاثة أيام .
    كتبت له النجاة وبعد احتلال العدو لقطاع غزة ،عاد الرقيب محمد بن صالح الريفي لمنزله ليجدد استمرارية نضاله .شارك في عمليات قوات التحرير الشعبية وانخرط في الثورة الفلسطينية حتى تاريخ استشهاده في 10/8/1978 م الحقيقة أن هذا الرجل عشق الحياة العسكرية وعاشها بكل وجدانه ، وعمل طيلة حياته بكل جد ونشاط . كان يخفي في طيات نفسه دوافع وطنية وطيدة ، وكان يأمل من خلال عمله في جيش التحرير الفلسطيني أن يشارك في تحرير الأرض المسلوبة ، وأن هذه الدوافع الوطنية هي التي جعلته يواصل النضال بعد احتلال العدو لغزة عام 1967م . ولم يستسلم ولم يداخله اليأس ساعة فناضل بكل طاقاته وإبداعاته حتى النفس الأخير. ولقد شاهدنا الروح القتالية العالية لدى أبنيه رائد ونائل اللذان واصلا المسيرة على درب النضال . وأن شعباً منه هذه الفدائية وصدق الإيمان بالعقيدة لن يغلب يوماً سينال حريته ويستعيد وطنه. والله مولانا وهو نعم النصير
    الشهيد محمد صالح الريفي
    هو محمد بن صالح بن حسن بن صالح بن علي (زين الأمراء) وعلي زين الأمراء هذا هو أحد أحفاد القائد أبو الحسن علي بن عبد الله بن جدوا الريفي الذي له صفحات بيضاء وخالدة في تاريخ المغرب العربي ، فقد استعان به السلطان المولي إسماعيل الشريف الحسني العلوي خاصة خلال الحقنة من عام 1090ه إلى عام 1156ه في تثبيت ولايته في الثغور الهبطية . نال أبو الحسن شهرة واسعة ، وعرف بصاحب بلاد الهبط. وأسند إليه السلطان إسماعيل قيادة المجاهدين الذين فرغوا من فتح المهدية ، مشاركة مع القائد أحمد بن جدوا بعد موت القائد عمرو بن جدوا سنة 1095ه ووجهة السلطان لحصار طنجة فضيق على من بها من النصارى وطاولهم إلى أن ركبوا البحر وهربو بسفنهم وتركو طنجة خاوية على عروشها. كان ذلك في ربيع الأول سنة 1095ه ، وسرعان ما شرع القائد أبو الحسن في بناء ما تهدم من أسوار طنجة ومساجدها في فاتح جمادي الأولى من السنة.وواصل المجاهدون القتال ففتحوا العرائس وأصيلا ، وحاصروا سبته ، واستمر الحال إلى أن مات القائد أبو الحسن سنة 1125ه . تولى أبنه أحمد (أبو العباس) ما كان بيد أبيه من قبائل الفحص وغماره والريف ، ثم زاد على ذلك قبائل مدائر ومدائن .
    أعقاب أبي الحسن لا زالوا اليوم بطنجة ، وكثيراً ما تكون فيهم الرئاسة هنالك . أما زين الأمراء علي فهو من أحفاد هذا الرجل سالف الذكر ، استوطن غزة وأسس آل الريفي في الديار الغزية بفلسطين .
    محمد بن صالح صاحب هذه السيرة ولد في غزة بحي التفين عام 1941م في منزل والده العتيق الكائن في ذلك الحي . وتربى ونشأ برعاية والديه ، ولما بلغ السابعة من عمره كان يحرص على مرافقة والده عند مزاولة أعماله خاصة عندما كان يشرف على زراعة وحصاد أرضه الواقعة شرق مدينة غزة ، فتعرف محمد وهو صبي على الديار الغزية شرق المدينة والتي تمتد حتى قرية المحرقة ، وشاهد بأم عينيه الحطبة ، فعايش حياة الزرع ، وتعرف على حياة الرعاة ومواشيهم وطيور البيئة المتنوعة وألوانها ومواسم ظهورها . بقدميه الصغيرتان جاس خلال الديار وجرى في سهولها وصعد روابيها ونزل أوديتها ، وتعرف على أعشابها البرية التي تنبت في فصل الربيع ، وعاين بعينيه تغير البيئة بمكوناتها في فصل الصيف والخريف والشتاء . عشق محمد هذه الأرض وهواءها وشمسها حدها وبرها . كثيراً ما كان يسمع الحكايات التي كان يرويها أهل هذه الديار الغزية ، وكذا يستمع باستمتاع إلى المواويل الشعبية التي يصدح بها الرعاة والفلاحون وكان يحضر حفلات السامر ومسابقات الفروسية فنقشت هذه الحياة بكل مكوناتها في وجدان وذاكرة محمد في مرحلة طفولته . وقعت النكبة عام 1948م واستولى اليهود على كل شيء ولم يبقى لمحمد إلا الذكريات فأحصر الفتى في حي التفاح ولا يتجاوز حدود الهدنة إلا بخياله ، وأصبحت تلك الحياة حلم الفتى .
    حياة الطفولة لم تفارق الفتى حتى أصبح شاباً وقد أضحت حياته في سن الطفولة جزء لا يتجزأ من حياته في ريعان الشباب ، وتجسدت شخصية محمد المتمردة على الواقع المُر .
    عايش محمد عدوان إسرائيل على قطاع غزة عام 1956م وشاهد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة ، وأحس بمرارة الاحتلال ولكنه سرعان ما تنفس الصعداء عند انسحاب إسرائيل من القطاع فلم يدم هذا الاحتلال إلا ثلاثة شهور ، وعادت الإدارة المصرية لقطاع غزة ، وبدأت بإعادة تشكيل كتائب عسكرية من المتطوعين الفلسطينيين ومع حلول عام 1959م تم تشكيل ثلاث كتائب مشاة فلسطينية بالإضافة للكتيبة 44 فدائيين التي تأسست عام 1954م على يد الشهيد مصطفى حافظ . وبذلك أصبحت هذه الوحدات النواة الأولى للواء 107 مشاه أمن وطني فلسطيني ، وانتشرت في قطاع غزة على الوجه التالي :
    ك 119 مشاه في مدينة غزة و ك 121 مشاه في مدينة خان يونس ، و ك 120 مشاه في رفح ورئاسة اللواء 107 مشاه في خان يونس كمكان متوسط.
    وبعد صدور قرار تأهيل أهل قطاع غزة لحمل السلاح بدء تدريب جميع القادرين على حمل السلاح .
    أقيمت مراكز تدريب في جميع مناطق القطاع وتأسس اللواء 119 حرس وطني لهذا الغرض في مدينة رفح.
    ألتحق الشاب محمد صالح الريفي بوحدات اللواء 107 مشاه العاملة ، وانصهر في التدريب الشاق حتى أصبح جندياً متمرساً على فنون القتال حسب أحداث أنواع التدريب ، وعاصر نوعين من التكتيك والسلاح : الغزي والروسي .
    مع بداية عام 1961م بدأ فتح مراكز التدريب الشعبي في جميع مدن القطاع كما ذكرنا بغرض إعداد كل من يقدر على حمل السلاح للدفاع عن الوطن . وتم انتخاب مجموعة من المدربين الفلسطينيين من وحدات اللواء 107 مشاه ، وكان العريف محمد صالح من ضمن هذه المجموعة التي تكلفت بتدريب الشعب الفلسطيني على فنون القتال .
    أرسل العريف محمد إلى مقر اللواء 119 حرس وطني بمدينة رفح حيث يتم في مقر هذا اللواء التدريب الراقي الشعبي بعد إتمام التدريب الابتدائي في مراكز التدريب الشعبي .
    في هذا المكان برز العريف محمد الريفي في مجال التدريب وتخصص في استخدام السلاح وفكه وتركيبه وعمل في المشاريع المشتركة التي تجري في نهاية التدريب . وتمرس في باقي الفنون القتالية وأفاد كثيراً في هذه المجالات .
    واصل الرقيب محمد صالح الريفي عمله بجد ونشاط في مجال التدريب حتى حرب حزيران عام 1967م وقد أصبح الفلسطينيين جيش خاصة بعد تشكيل اللواء 108 مشاه ووحداته الفرعية بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964م
    عايش العريف محمد هذه الحقبة بكل حماس ونشاط بحدوه الأمل الكبير أن تبدأ ساعة الصفر ويشارك في معركة تحرير فلسطين . اشتعلت حرب 1967م وشارك فيها الرقيب / محمد الريفي في المواجهات التي جرت شرق مدينة رفح واستمرت العملية ثلاثة أيام وواجهت القوات الفلسطينية المتواجدة شرق رفح العدو بكل شراسة رغم استخدام العدو لجميع أسلحته من دبابات ومدفعية وطيران وغيرها .
    بات الرقيب محمد ليلة الأربعاء وفي فجر الخميس 7/6/1967م قرر أن يعود لغزة مخالفاً رأي الكثير من زملائه الذين قرروا الذهاب لمصر عبر سيناء .
    حمل سلاحه وتوجه نحو الشمال ووصل بسلامة الله لمنزله مجتازاً كمائن العدو ودورياته التي كانت منتشرة في كافة القطاع .
    أختار محمد مسقط رأسه ليبد
    ا قصة نضال جديدة بأسلوب جديد وفكر جديد ، سرعان ما تلاقى رفاق السلاح ضباطاً وجنوداً وانطلقت فكرة إعادة تشكيل وحدات التحرير الشعبية بقيادات ثورية مثل النقيب حسين الخطيب ، والنقيب وليد أبو شعبان ، والرقيب أول أبو الفحم وغيرهم وشارك الرقيب محمد الريفي بعمليات الاتصال والتنسيق ثم بعملية إعادة جمع سلاح جيش التحرير وإعادة تدريب وتأهيل الشباب على استخدام السلاح ونصب الألغام واستخدام القنابل اليدوية ولم يمضي ثلاثة شهور على الحرب حزيران 1967 حتى انطلقت هذه الخلايا الثورية بمهاجمة دوريات العدو في كافة قطاع غزة بتكتيك جديد وأساليب تناسب المواقف المتغيرة مستفيدة من الخبرات القتالية السابقة وبما يتلاءم مع السلاح المتوفر ، ولا أقول أنها أزعجت العدو ولكنها زلزلت كيانه وكان لها تأثير كبير في إحباط حالة النصر التي كان يفخر بها العدو …………………………………
    وهذا الحال أعجب المناضل محمد الريفي فأصبح يخطط ويأمر بالتنفيذ ويتابع ويدرس النتائج ويعدل ويصحح ونجح كما ورفاقه بعمليات خاطفة من زرع ألغام على خطوط سير دوريات العدو ، وتوجيه ضربات سريعة داخل القطاع وملاحقة العملاء وجمع المعلومات والاتصال بقيادته في سرية فائقة متخذاً كل السواتر المتيسرة في الحركة والسكون أن لا يعلم عن نشاطه الميداني أحد إلا قياداته المباشرة بينما يظهر للعامة وحتى أهل بيته وعائلته وجيرانه أنه إنسان بسيط يحب وطنه ويتهجم بلسانه على العدو وتدور أحاديثه عن حكايات هشة ومواقف تحدي أثناء خدمته العسكرية خلال عشر سنوات مضت وكأنه يعيش ذكريات الماضي ،وأنه فقط يتذمر من الحاضر .
    وكان هذا سر نجاحه طيلة عمل قوات التحرير الشعبية في قطاع غزة والتي إمتدات حتى منتصف السبعينات.
    مع تغير الأحوال جدد المناضل محمد الريفي نشاطه وأنخرط في خلايا فتح الثورية ، يدرب ويعد ويعبئ بفكر جديد تتوافق مع منطلقات فتح وواصل عمله التنظيمي حتى تفجير الثورة الشعبية (الانتفاضة الأولى) في أواخر عام 1987م .
    برز نشاطه في منطقة سكنه ، وأصبح أهل الحي يعرفون أنه قد نذر خمسة من أبنائه فداء للوطن شارك بكل قدراته في الانتفاضة الأولى التي رمز لها بالحجر ولكنها كانت في الواقع تمرد شعبي وعصيان مدني ومواجهات قتالية .
    على إثر ذلك قام العدو الإسرائيلي بمهاجمة منزله واعتقاله فلم يخرج معهم إلا بعد أن ارتدى زيه الشعبي وألقى عباءته على ظهره رافعاً رأسه ساخراً من تلك الزمرة من جنود العدو الذين زجوا به في سيارة عسكرية توجهت به لسجن غزة , وكان هذا الفعل ليس جديداً عليه فسبق إن تعرض كثيراً لهذه الأفعال ، وكان أخرها حين أعتقل ابنه رائد الذي حكم عليه بستة أشهر قضاها في سجن النقب.
    وقف المناضل محمد صالح الريفي أمام المحقق العسكري في مبنى سرايا غزة :
    قال له المحقق : ما أسمك
    أجاب : أنا الفلسطيني محمد صالح الريفي.
    ما عمرك:
    أجاب : ثماني وأربعون عاماً
    هل أنت متزوج :
    أجاب : نعم ولي تسعة أبناء ذكور وأبنه
    قل بصراحة: لماذا تحرض الأولاد على رمي الحجارة على جنود الاحتلال ، وإحراق الكاوتش والشتم .
    قل لي ماذا تفعل لو هاجمك كلب مسعور هل تسكت حتى يقضي عليك أم تطرده ، أما إحراق الكاوتش والشتائم فهي لإظهار الكراهية لمن يسرق حياتهم
    وقعت بلسانك يا مخرب ولن تعود على بيتك هذه المرة ، سأحولك لسجن النقب لتلقى مصيرك .
    أجاب النقب أرضي وفلسطين وطني وأولادي لها
    طيب أنت زعلت من كلمة مخرب !!! أسمعني جيداً يا محمد : أنت تعرف ماذا فعلنا بجيش الشقيري والجيوش العربية ، وترف أن جيش إسرائيل قوي , يعني مفش فايدة.
    وأنا ممكن أن أوقف الحكم عليك ، وأعفو عنك لو وعدتني أولا تمنع أولادك عن إلقاء الحجارة وعدم إحراق الإطارات والتوقف عن الشتائم وأن تكونوا عبرة لأولاد الحارة وتوقفهم عن هذا الفعل وطبعاً أنت كلمتك مسموعة عندهم.
    فإن تعاونت معي أعدتك لبيتك.
    قال محمد : أتعرف أراضي المحرقة وما تسمونه أنتم
    نعم أعرفها جيداً
    لي فيها ثلاث مائة وستون دونماً باسم والدي صالح بن حسن بن صالح الريفي . فهل تعيد لي هذه الأرض وترحل عنا
    قال المحقق متضجراً : أعرف أنه لا طائل من الحديث معك ولكني اكرر أنك لن تعود إلى بيتك أنت محكوم بست شهور
    وأنا أكرر فلسطين كلها بيتي
    حُول المناضل محمد الريفي إلى سجن النقب لقضاء ستة شهور سجن في أوائل النصف الثاني من عام 1989م ودخل سجن النقب بلباسه الشعبي الغزي الذي أصر على ارتدائه ليغيظ العدو وليظهر عدم الامتثال للأوامر داخل هذا السجن لم يترك فرصة إلا وأظهر تمرده واحتقاره لحراس السجن وضباطه ، مما جعل العدو يحاول بل ويصر أكثر من مرة على كسر أنفه وإذلاله ولكنهم كانوا يواجهون أسداً هصورا لا يعبأ بضرب والتنكيل مع كبر سنه
    أصيب المناضل محمد الريفي بإصابات خطيرة أكثر من مرة . ظهر عليه الإعياء فنقلوه إلى مستشفى سروكة ، ولكنه داخل السجن لم يتوقف عن شتم الجنود حراسه وتحقيرهم ، وبعد علاج شكلي أعيد للسجن في نفس اليوم .
    تواصل التعذيب فأشتد عله المرض تحول لمستشفى سروكة وأصر أن يذهب سيراً على الأقدام ليظهر للعدو أنه لم يقهر وحتى لا يرى على شفاه حراسه ابتسامة النصر على إرادته فتحدى غطرستهم بعزيمته .
    أدخل غرفة العمليات وبعد فترة خرج طبيب وأعلن أن محمد الريفي مات
    كان في المستشفى في ذلك الوقت اثنان من زملائه ممن يتلقيان العلاج . فذهب أحدهما وألقى نظرة متفحصة على جسد محمد المسجي على النقالة ، وخرج المشاهد صارخاً : إنهم قتلوه …… يا قتلة …. يا قتلة
    قال هذا الشاهد إنني شاهدت أثار ضرب أو استخدام أدوات حادة في منطقة الصدر ، والدم يتدفق من فمه.
    سرعان ما بلغ خبر استشهاد المناضل محمد الريفي جميع غرف السجن .
    ثار المعتقلون الفلسطينيون في سجن النقب وهتفوا باسم فلسطين باسم محمد الريفي ، وأعلنوا الحداد .
    نقشوا أسم محمد صالح الريفي على جدران السجن \\\\\\\\\\\\\\\”هنا على أرض فلسطين في بئر السبع الفلسطينية أستشهد المناضل الكبير محمد صالح الريفي يوم الاثنين الموافق10/8/1989م فإلى جنات الخلد أيها الشهيد\\\\\\\\\\\\\\\” وسجلوا بعد ذلك هذه الأهزوجة
    استشهد شيخ الشباب
    محمد الريفي يا شباب
    رجل كبير ما بيهاب
    مضى عمره في الجهاد
    من مولده إلى الممات
    وأعلنت القيادة إضراب
    ثلاثة أيام حداد
    محمد الريفي يا شباب
    رجل كبير ما بيهاب
    شهد هذا الحدث ابنه رائد الذي كان ضمن المعتقلين في سجن النقب .
    أقسم رائد بن محمد صالح الريفي أمام حشد المعتقلين أنه سينتقم لوالده وسيكون لانتقامه يوم مشهوداً لن ينساه يهود ، وكان هذا القسم على مسمع مدير السجن \\\\\\\\\\\\\\\”تسيمح\\\\\\\\\\\\\\ \”
    نقل جثمان الشهيد محمد الريفي من مستشفى سروكة إلى منزله الكائن في حي الدرج بغزة .
    جرت مراسم الجنازة والدفن والعزاء في حشود غفيرة من جمهور المواطنين .
    لف جثمان الشهيد بعلم فلسطين ، وحمل على الأكتاف ، وتعالت أصوات التكبير وهتافات التحرير.
    وسرعان ما داهم العدو منزل العزاء ولاحق الجنازة ، وأطلق النار على المشيعين ، والقي القبض على كثير منهم، كما لاحق أبناء الشهيد داخل المقبرة.
    تحولت الجنازة ومكان العزاء والمقبرة إلى مواجهات قذف بالحجارة ، وإحراق الإطارات والهتافات وقد استغرقت وقتاً طويلاً
    واري الثرى جثمان الشهيد واهرقت المياه على القبر ودقت سعف النخيل على جانبيه مع تلاوة القرأن والدعاء ، فكان يوماً مشهوداً في مقبرة (ابن مروان)
    انطلقت روح المجاهد المقدسة بطهارة الاستشهاد فيا أيتها الروح التي انطلقت لتشتم نواضر الأزهار وترتعي حدائق الأمن ، وتشاهد عجائب وعجائب ، وترى غرائب وغرائب ، وقد فتحت لها كل الأبواب ، ورفع الحق عنها كل حجاب يا من تحققي أيتها الروح ببوادي الحق وتمتعتي بنوره الذي أضاء عالمه.
    الآن ظفرتي بالوعد وفزتي بالنعيم ،ووراء ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
    ويا من تخلصتي من جميع الأهوال والبلابل وقررتي في مغاني أهل الفضائل ، وسمعتي ترنماً يبهجك ومطربتي طرباً يذهلك عن كل ما تعلم ثم سقيت بكاس لا تظمأ بعدها أبداً .
    واويتي إلى بقعة لا تزعجي أبداً عنها ،واختلطي بأرواح لا كثافة لها ، وحليتي بحلية لا تكشف بعدها
    فهنيئاً لك في جوار أوليائه وأصفيائه حيث تسمعي مناغاة الملأ الأعلى في الجنة التي هي المأوى ، عند سدرة المنتهى حيث لا أذى ولا قذى ولا شذى أهنأ أيها المجاهد فقد تسلم بعدك الراية أبناءك.
    فهذا طليعتهم :
    رائد بن محمد بن صالح بن حسن بن صالح بن علي زين الأمراء :

    الشهيد رائد بن محمد بن صالح الريفي
    ولد رائد في شهر إبريل سنة 1970م بمنزل والده بحي الدرج في غزة ، ونشأ وترعرع في حضن والديه حرص والده على تعليمه فأتم دراسته الابتدائية استمر في دراسته في المرحلة الإعدادية ولكنه لم يكمل دراسته الإعدادية
    حيث عمل بالتجارة لمساعدة والده في الإنفاق على أسرته المكونة من عشرة أبناء عرف عن رائد الصدق والأمانة والنشاط وهي صفات التاجر الناجح ، وبارك الله له في عمله فساند والده في احتياجات البيت كبر رائد وعيناه معلقتان على تحركات والده وأفعاله وعلى اهتماماته فأخذ عنه مفاهيم الوطنية وحبه لفلسطين وتفهمه للقضية وتلقى على يديه استخدام السلاح وبضع فنون القتال ، وتدرب كثيراً على استخدام السلاح الأبيض ورفع من مستوى اللياقة البدنية والدفاع عن النفس ……..
    عرف أن هذا العدو الإسرائيلي هو سبب كل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في كل مكان وهكذا تشبع بأفكار والده وآمن بملكيته في المقاومة والصمود . وأنه لا بد من المواجهة وليس للحياة معنى بدون الكرامة والعزة . فكما جاهد من أجل الرزق الشريف شق طريق النضال من أجل الوطن ، فلامس الواقع وعايشه بالعمل ولا شيء غير العمل المؤسس على الأخلاق والقيم الحميدة وتدينه.
    سيرته الذاتية
    برز نشاط رائد النضالي في الانتفاضة الأولى ، وتميز بالشجاعة وخفة الحركة والسرعة
    حدث في إحدى مهامه الجهادية أن ألقى العدو الإسرائيلي القبض عليه وقيد يديه وزج به إلى سيارة جيب وبدأت السيارة في التحرك لنقله إلى سجن غزة وعندما وصل الجيب سوق فراس قاوم الحارس وقفذ من الجيب بخفة الفهد وسرعته وهو مقيد اليدين وسرعان ما انتشرت قوات العدو وأقامت الحواجز ونقاط التفتيش بغرض إعادة القبض عليه .
    وبعد عناء شديد تمكن العدو من القبض على رائد وتحول لغرف التحقيق وزنازين السجن بغزة وما لبث العدو أن أعتقل والده بعد أسبوعين وحكم على رائد ووالده بالسجن الإداري لمدة ستة شهور
    في سجن النقب علم رائد بخبر استشهاد أبيه في مستشفى سروكة فأقسم أمام جمع من المعتقلين وحراس السجن ومديره بالانتقام لوالده الذي كان قدوته.
    أطلق سراح رائد من سجن النقب بعد عشرة أيام من تاريخ استشهاد والده .
    وصل رائد منزله وأطمأن على أسرته الصغيرة ثم انتقل للاطمئنان على باقي أفراد عائلته وشاهد التنكيل الذي لحق بعمه وابن عمه ورأى الدماء المنحبسة في رسغي كل منهما جراء ضغط القيود وهما في حالة سيئة علم منهم أنهما كانا رهن الاعتقال الإداري بسبب تواجدهما في جنازة والده محمد صالح واستمع إلى كيفية سير المواجهات أثناء تشييع جنازة والده .
    تراكمت دواعي الوفاء بوعده وتهيأت لرائد الظروف خاصة بعدما رزق بمولود ذكر فاطمأن لتواصل نسله وقال
    الآن آن الأوان
    الآن جاء وقت الانتقام
    أختار رائد عيد المساخر موعداً
    والسيف أداة التنفيذ
    ومدينة يافا مكاناً
    ففي عيد المساخر تكون الفرصة جيدة لإلحاق أكبر عدد من قتلى يهود .
    وأما استخدام السيف أداة فأنه يجيد استخدامه وليذيق يهود طعم الألم وشدة الرعب.
    ومدينة يافا ليحيى ذكرى مجازر اليهود في هذه المدينة عام 1948م..
    ليلة عيد المساخر يوم 17/3/1992م سن رائد سيفه ورتب طريق الوصول للهدف فوقع اختياره أن يصل خلال سيارة لشحن الحديد ويباكر عدوه صباح يوم 17/3/1992م
    تحركت سيارة الشحن صباح يوم عيد المساخر من غزة متوجهة لمدينة يافا وطلب رائد من سائقها أن يوصله لمدينة يافا لقضاء حاجة له فيها فأذن له السائق الذي لا يعلم شيئاً عن نية رائد .
    صعد رائد إلى صندوق السيارة واتخذ له مرقداً وبعد ساعة كانت السيارة تجوب شوارع مدينة يافا وبدأ رائد يراقب ويبحث بعينيه عن فريسته حتى وجد جمعاً من يهود يقيمون مراسم هذا العيد . طلب رائد من السائق أن يتوقف ونزل وما مست قدماه الأرض حتى وجد مجندة يهودية في مواجهته.
    أستل سيفه وكبر وبادرها بضربة قاطعة على العنق فسقطت صريعة مدرجة بدمائها وبسرعة وخفة الفهد إندسى داخل الجمع وأخذ يعمل سيفه فيهم كانت ضرباته قاطعة ونافذة.
    شاهده سائق تاكسي يهودي وحاول أن يطلق الرصاص عليه ولكن رائد عاجله بضربة على يده فقطعها وسقطت اليد والمسدس على الأرض .
    تعالت صرخات اليهود فمن لا يعي الحقيقة كان يظن أن هذا الشخص يمارس طقوس العيد ، ومن أصيب أو شاهد عن قرب ما ما يجري أصيب بالرعب واختلطت الأصوات . أصوات الهلع من تساقط الرؤوس والإطراف والضربات النافذة .وأصوات المحتفلين بفرحة العيد وأتت الفرصة لرائد فقتل الكثير وأصاب الكثير وجرت دماء يهود .
    لم ينفذ البقية الباقية من سيف رائد إلا حرس الحدود الذي أحاط برائد وأطلق عليه وابلاً من الرصاص سقط رائد شهيداً في هذه البقعة من أحد شوارع يافا
    (أطلق عليها اليافيون فيما بعد مشهد رائد الريفي ، فارس غزة )
    من هذه المدينة المحتلة صعدت روح رائد إلى باريها بعد يومين نقل جسد رائد إلى أهله في غزة .
    وتلقت أسرته جثة الشهيد ، وحينما أخرجته من كيس البلاستيك الأسود وجدوا أن قرنيتيه قد سرقتا وكذا شرايين الفخذين ، وأن صدره مفتوح بمشرط ومحاط بماكينة ، والله أعلم ماذا سرقوا أيضاً من أعضائه الداخلية .
    تماسكت عائلته ، وكان عزاؤهم أن أبنهم شهيد وهكذا احتسبوه عند الله . وقامت الأسرة بمراسم العزاء .ولكن العدو كعادته أحط بالمقبرة ولم يسمح إلا لعدد قليل من أقربائه لحضور دفن ابنهم في مقبرة الشهداء وما لبث أن انطلقت المظاهرات في أنحاء الأرض المحتلة ، واشتعلت الإطارات وأغلقت مدينة غزة بالمتاريس وأعلن الإضراب الشامل حداد على روح الشهيد رائد بن محمد صالح الريفي
    تبنت حركة الجهاد الإسلامي هذه العملية وأطلقت على رائد أسم فارس السيف
    أهنا أيها الشهيد فقد تسلم الراية بعدك أخوك نائل بن محمد بن صالح الريفي
    نائل بن محمد بن صالح الريفي
    ولد نائل في 20/11/1972م بحي الدرج في مدينة غزة ، ونشأ في رعاية والديه ،واخذ عن أبيه الاعتزاز بالنفس والشهامة والنخوة ،وبتشيع من والده أحب الرياضة من صغره وخاصة السباحة ورياضيات أخرى.
    وكذلك على أيدي والده أجاد استخدام السلاح بزر نائل في الانتفاضة الأولى عام 1987م .
    وكان عمره خمسة عشرة عاماً ، وفي هذه كان يقوم بإعمال الشباب .
    أعتقل أكثر من مرة في الأولى قام العدو بتكسير أطرافه . وكان هذا الفعل من العدو وكأنه تلقى عملية تطعيم المعركة ، شفى من كسوره وجراحه أشد شراسة وأندفع بروح معنوية عالية بممارسة النضال .
    اعتقل للمرة الثانية وحكم عليه إدارياً بستة شهور سجن وذلك بتهمة الانتماء لحركة فتح
    حضر جنازة أخيه الشهيد رائد وعملية دفنه رغم تصدي العدو للأسرة ومنعهم من الحضور
    تأثر نائل كثير وحزن حزناً شديداً على فقد لمثله الأعلى بعد الشهيد والده
    في اليوم التالي لدفن رائد صمم نائل بأن يقوم بعملية انتقاماً لأخيه ، فأستل سكيناً وانطلق بها متوجهاً لشارع الوحدة حيث كان يتواجد جنود يهود هناك ،ولكن لحق به أخوه وخاله وأعاداه للمنزل .
    هنا أقسم نائل أن ينتقم لأخيه رائد ولأبيه والشهداء .
    مع مرور الأيام كان نائل يزداد إصراراً على الانتقام. وبدا نائل مرحلة جديدة في حياته النضالية ، فأصبح اليوم يقوم بمهاجمة العدو الإسرائيلي باستخدام السلاح والقنابل اليدوية وزرع الألغام لدوريات العدو .
    في 13/9/1993م هاجم نائل دورية عسكرية في ميدان فلسطين قرب بلدية غزة بالقنابل اليدوية فأصاب عدد من جنود اليهود ، وفر من ملاحقة باقي أفراد الدورية .
    داهم العدو منزله بحي الدرج عدة مرات بغرض القبض عليه أو الحصول على معلومات تفيدهم عن أماكن تواجده.
    أصبح نائل مطارداً بعد عملية ميدان فلسطين , كما أصبح منزله عرضة للمداهمة في أي وقت من قبل جنود العدو ومخابراته , وقد تعرض أخوانه وأهله لمضايقات الجنود واستجوابات المخابرات وكثيراً ما تم الاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بإشكال متنوعة ، حيث جن جنون العدو لعدم تمكنه من القبض على نائل أو قتله .
    تميز نائل برباطة القلب ومهارة عالية في التنقل في كل أنحاء القطاع ، وكان لا يستقر في مكان واحد , وليس له موقع ثابت .
    حدث مرة حينما كان مع مجموعة من المقاتلين أن داهمهم العدو وهم في منزل تهرب الشباب وبعضهم ترك سلاحه بسبب المفاجأة ، ولكن نائل برباطة جأشه جمع السلاح بسرعة وقفز بخفة فائقة إلى منزل مجاور وأنتقل لأخر وهكذا حتى أبتعد عن مكان الخطر .
    قام العدو بتفتيش المنزل والمنازل المجاورة فلم يحدو أحداً .
    وعندما أنصرف جنود العدو تفقدت المجموعة التي كانت مع نائل بعضها بعضاً ، ولم يعثروا على نائل وظنوا إن العدو قد أعتقله.
    ولكن في اليوم الثاني لهذه الواقعة فجاءهم نائل بظهوره بينهم وبحوزته الأسلحة التي تركوها وقال أحدهم إن كنا صقور الفتح فأنت نسرنا الطائر . وكان يعني بذلك خفة حركة نائل وسرعته ورباطة جأشه .
    كان نائل يلتقي بقائد صقور الفتح السرية في مدينة دير البلح . وكان يشاركه التخطيط لأهداف يطرحها نائل ويأخذ الأمر بتنفيذها ضد جنود العدو في المنطقة الوسطى ، كما يفعل ذلك في غزة .
    عندما كان يطول به الأمد يشتاق لرؤية أمه وإخوانه وأهل بيته فيلتقيهم متخفياً في منزله ثم يودعهم ويختفي
    يوم استشهاد نائل
    اشتد شوق نائل لأمه وأسرته فقرر القيام بزيارة سريعة لهم، وكان يرافقه مجموعة من المقاتلين ، وبعدما قبل أمه وسلم على أفراد أسرته ودعهم وغادر المنزل بسرعة ، وتوجه برفقة مجموعته لزيارة أحد رفاق دربه من المقاتلين والاطمئنان عليه ، لكنهم تفاجئوا بوجود قوة من القوات الخاصة الإسرائيلية تحاصر مدرسة يافا وشارع المشاهرة.
    وجرى الاشتباك مع القوة الخاصة لأكثر من ثلاث ساعات . استخدم فيها اليهود البنادق سريعة الطلقات والرشاشات والقاذفات للصواريخ .
    وعندما أشتد تضيق الخناق عليهم طلب نائل من رفاقه مغادرة المنطقة بسرعة وأستعد أن يقوم بالتغطية ، وانسحبت مجموعته وبقى نائل يقاوم العدو أصيب بشظية صاروخ وعدة طلقات في الرأس .
    سقط نائل شهيداً وبيده سلاحه .
    أعلن استشهاد نائل الريفي ، وتناقل الناس الخبر . وعرف أهل القطاع نبأ استشهاد النسر الطائر .
    أقام أهله بيت عزاء فجاء أهله وأحباؤه والناس جماعات ووحدانا
    دهمت قوة من جنود الاحتلال المنزل واستولوا على صور الشهيد وأعلام فلسطين وانصرفوا . وفي اليوم الثاني للعزاء قام رفاق الشهيد نائل بوضع عبوة أصابت جيب عسكري وأسفرت العملية عن قتل جندي وإصابة باقي أفراد الدورية الذين كانوا داخل الجيب .
    وعلى إثر ذلك داهمت قوة من العدو بيت العزاء وأطلقوا النار بطريقة عشوائية على المعزين فأصيب منهم ثلاثة عشر وكانت إصابة واحداً منهم في القلب . وأغلق العدو بيت العزاء إلى مكان آخر وواصلوا تلقي العزاء في شهيدهم .
    أبر نائل بقسمه ونال من العدو ، وأفقده صوابه ثم فاز نائل بالشهادة ، وصعدت روحه لبارئها لتلتقي أباه وأخاه وأرواح الشهداء والصالحين
    اللهم إننا نحتسب المناضلين الشيخ الكبير
    محمد بن صالح الريفي وأبنه رائد وابنه نائل
    شهداء عندك فأنت مولانا يا أرحم الراحمين
    لا أمل إلا بالله ، وكل ما قدر خير
    والحمد لله بدءاً وعوداً
يعمل...
X