السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة فصيرة
قاتلة العصافير
عهدتها فتاة ضائعة الفكر .تائهة في مسرح الحياة .مستميتة في تحقيق اهوائها وميولها كانت صبية شرسة تميل أكثر للعالم الذكوري بغلظته وخشونته.لطالما مزقت أعشاش العصافير وكسرت بيضها ..واماتت أفراخها ..وكم مرة سحقت بقدميها تيجان الزهور فقضت عليها وهتكت بذورها .وكم من زنبقة ندية قطعت رؤوسها بمناجل يديها .. على مقاعد الدراسة .. كانت مغرورة تكره السكينة والهدوء ..كثيرا ما بذرت الاموال . ولطالما أثارت حنق المدرسين.
كنت أنظر اليها من بعيد ونفسي تقول الكثير ... لكني كنت أحبها حبا يخالطه الأسف والشفقة .واحساس داخلي كان يقول لي دائما : هي ليست كذلك ..بل هي مرحلة تهب بأعاصيرها حاملة رمالها وغبارا يضبب العيون.
أحببتها وأخلصت لها لأني كنت على يقين بأن حساسين ضميرها ستقضي على صقر سيئاتها .. لكني كنت أجهل أن الشراسة قد تتبدل وداعة .. والطيش لحكمة !
بعد اعوام مضت .. وبعد افتراقنا وانقطاع أخبارها ..كنت لم أزل أردد لفظ اسمها بتنهدات وذكريات ..حتى وصلتني رسالة منها تحمل كلمات ثلاث..
كانت تقول فيها : تعالي يا رفيقة..
قلت في نفسي : ويحي !!! لقد كانت بأفعاها أمثولة كافية للفساد..
لكن نبض قلبي كان يقول اذهبي .فالقلب يستمد من الظلمة نورا بانسانيته .. والنفس تجني من الشوك زهرا بحلاوتها..
لما لحف الظلام جسد السماء وزينته أنوار النجوم .. ذهبت اليها فوجدتها في غرفة منفردة ... تحمل بين ذراعيها طفلة .. عانقتني بحرارة فماثلتها ..
للوهلة الأولى ..ظننتها ليست هي .. ليست تلك قاتلة العصافير .. بل هي التي تعيدها للحياة .. سألتها متعجبة .. أنى حدث ذلك ؟!!! أهذه أنت الرفيقة القديمة ؟؟!!
عيناك اللتان لم أرفيهما غير القساوة أصبحتا تبعثان نو را يملأ النفس حنانا ..
يداك اللتان كانتا لا تعرفان غير الهدم والتدمير أصبحتا لينتين تحملان طفلة !!! وبصوت ظننته صادرا من غيرها .. قالت : تلك التي رافقتها أيام الدراسة وماشيتها في الشبيبة قد ماتت...
لقد ماتت بولادة طفلة .. وبصوت اعذب من ناي قالت:
انها الامومة .. انه الولد .. الضنا يا رفيقة ..
انها الأمومة التي ظننتها بالامس هلاكا ومتعبة ومذلة , انقذتني من ظلمة الجحيم , وفتحت أمامي أبواب الفردوس ..فدخلت ...
هي الأمل والحياة في اللاحياة ..هي الرأفة والشفقة في قسوة العمر والأيام ... هي ضوء النهار وقمر الظلمات .. فمن تفتقد للأمومة .. تفتقد القوة السرية...
بعد انتهائها من كلماتها هذه وأنا مصغية اليها , واوتار قلبي تعزف ألحان الأمل والسعادة .. نظرت اليها فوجدت نجوم عينيها تتلألأ في سماء وجهها الصافي .. والابتسامة تراود شفتيها ... وشعاع الحب يكلل رأسها .. وهي لا تزال تخشى رفع عينيها عن طفلتها التي تستمد منها النور والتي كانت تحتضنها كما الشمس تحتضن الأرض بنورها ..
فاقتربت منها واختطفت قبلة من طفلتها ... ثم ودعتها ورجعت مرددة ..
من تفتقد الأمومة تفتقد القوة السرية.
وشكرا
اتمنى ان تنال اعجابكم
انا بستنا ردودكم .
تحياتي لكم جميعا----------
اختكم *ل ي ا ن* اميرة المشاعر.
***********************************************
قصة فصيرة
قاتلة العصافير
عهدتها فتاة ضائعة الفكر .تائهة في مسرح الحياة .مستميتة في تحقيق اهوائها وميولها كانت صبية شرسة تميل أكثر للعالم الذكوري بغلظته وخشونته.لطالما مزقت أعشاش العصافير وكسرت بيضها ..واماتت أفراخها ..وكم مرة سحقت بقدميها تيجان الزهور فقضت عليها وهتكت بذورها .وكم من زنبقة ندية قطعت رؤوسها بمناجل يديها .. على مقاعد الدراسة .. كانت مغرورة تكره السكينة والهدوء ..كثيرا ما بذرت الاموال . ولطالما أثارت حنق المدرسين.
كنت أنظر اليها من بعيد ونفسي تقول الكثير ... لكني كنت أحبها حبا يخالطه الأسف والشفقة .واحساس داخلي كان يقول لي دائما : هي ليست كذلك ..بل هي مرحلة تهب بأعاصيرها حاملة رمالها وغبارا يضبب العيون.
أحببتها وأخلصت لها لأني كنت على يقين بأن حساسين ضميرها ستقضي على صقر سيئاتها .. لكني كنت أجهل أن الشراسة قد تتبدل وداعة .. والطيش لحكمة !
بعد اعوام مضت .. وبعد افتراقنا وانقطاع أخبارها ..كنت لم أزل أردد لفظ اسمها بتنهدات وذكريات ..حتى وصلتني رسالة منها تحمل كلمات ثلاث..
كانت تقول فيها : تعالي يا رفيقة..
قلت في نفسي : ويحي !!! لقد كانت بأفعاها أمثولة كافية للفساد..
لكن نبض قلبي كان يقول اذهبي .فالقلب يستمد من الظلمة نورا بانسانيته .. والنفس تجني من الشوك زهرا بحلاوتها..
لما لحف الظلام جسد السماء وزينته أنوار النجوم .. ذهبت اليها فوجدتها في غرفة منفردة ... تحمل بين ذراعيها طفلة .. عانقتني بحرارة فماثلتها ..
للوهلة الأولى ..ظننتها ليست هي .. ليست تلك قاتلة العصافير .. بل هي التي تعيدها للحياة .. سألتها متعجبة .. أنى حدث ذلك ؟!!! أهذه أنت الرفيقة القديمة ؟؟!!
عيناك اللتان لم أرفيهما غير القساوة أصبحتا تبعثان نو را يملأ النفس حنانا ..
يداك اللتان كانتا لا تعرفان غير الهدم والتدمير أصبحتا لينتين تحملان طفلة !!! وبصوت ظننته صادرا من غيرها .. قالت : تلك التي رافقتها أيام الدراسة وماشيتها في الشبيبة قد ماتت...
لقد ماتت بولادة طفلة .. وبصوت اعذب من ناي قالت:
انها الامومة .. انه الولد .. الضنا يا رفيقة ..
انها الأمومة التي ظننتها بالامس هلاكا ومتعبة ومذلة , انقذتني من ظلمة الجحيم , وفتحت أمامي أبواب الفردوس ..فدخلت ...
هي الأمل والحياة في اللاحياة ..هي الرأفة والشفقة في قسوة العمر والأيام ... هي ضوء النهار وقمر الظلمات .. فمن تفتقد للأمومة .. تفتقد القوة السرية...
بعد انتهائها من كلماتها هذه وأنا مصغية اليها , واوتار قلبي تعزف ألحان الأمل والسعادة .. نظرت اليها فوجدت نجوم عينيها تتلألأ في سماء وجهها الصافي .. والابتسامة تراود شفتيها ... وشعاع الحب يكلل رأسها .. وهي لا تزال تخشى رفع عينيها عن طفلتها التي تستمد منها النور والتي كانت تحتضنها كما الشمس تحتضن الأرض بنورها ..
فاقتربت منها واختطفت قبلة من طفلتها ... ثم ودعتها ورجعت مرددة ..
من تفتقد الأمومة تفتقد القوة السرية.
وشكرا
اتمنى ان تنال اعجابكم
انا بستنا ردودكم .
تحياتي لكم جميعا----------
اختكم *ل ي ا ن* اميرة المشاعر.
***********************************************
تعليق