وداع أخر يلوح لي براياته السود من الأفق ويقترب مني بوحشية غامضة رغم أنني تعودت على طعم الوداع إلا أن وداعي هذا مختلف تماما ويحل الظلام مرة أخرى وأعود لمنفاي الحقيقي وأعود اقرأ شعر المقابر ويعيش جسدي فوق الأرض وروحي تحت التراب وتنشق هناك بين هزيم العواصف وأضواء الشوارع وادفنها وأشيعها ببرد الليالي تحت سماء الغضب وأصغي لنداءات مترددة من بعيد من خلف الجبال السوداء والمدى المشحوب بحمى الوجع صمتي مهيب ووطني ضائع وعمري يقف بين ضربة سيف لعين وطعنة فجر غادر ونجمة تتوهج حقدا على الماضي والحاضر وتحرق المستقبل . وهواء يصفعني ويلقي بي أرضا وأنا ارفض أن ابتعد عن حضنه اللاذع ،سأكسر باب معتقلي وسأدخل مدن التوابيت الرخامية وسأكتم تمزقي والقي بكل الأقمار في نهايات الزمن فأنا مريض في محبتي ومريض في تعنتي وسأبقى كذلك حتى أرى السماء خطوطا أفقية والأيام والساعات والأفكار حتى تكون كما شاء القدر فعندما نمزج الكشف بالإيماء والصحوة بالإغماء أعيش أنا بين الهواجس اشتياقا لك ويشطرني الأسى نصفين وامحي تفاصيل حياتي حتى يتولاني حنين الرحيل وارحل بعيدا حيث خلف البحر بحرا أخر ،والتقي شمسا غير معروفة وشعرا غير مكتوب لأنني وبكل عفويتي أدافع عن دمي........لكن ما زاد ألمي وألقمني بؤسا هو أن ملايين الأحاسيس والأشواق والأمسيات أصبحت حالة هذيان وانتقام وضاعت كل أدعيتي وتلاشت كل أحلامي وسقطت مع أوراق الخريف وذابت تحت الجليد انه إحساس مخيف أن تكتشف موت الحنين عند حاجتك إلى من يربت على ألمك... وإحساس قاس أن تنتهي إلى حد الجنون وهم يزورون أطلالك بالخفاء وتلسعك عقارب الوفاء وان تدرك انك كنت رقما متداولا في كل سجلات النفاق وقت ذاك ستشعر أن الحياة تحت مقبرة الحياة والوداع هناك أجمل من كل شي فوقها وستدرك أن الموت الحقيقي أكثر رحمة من موت القلب والمشاعر........... أينما استدار وجهي تثاقل ، لمحت طيفها، أشياؤها الصغرى تعذبني، بكل تفاهتنا أطعمنا النار أحلى ما كنا نرسمه سويا ببراءة الأطفال، بالرغم من صعوية اعتيادي على غيابها لكن الآن اعتيادي على وجودها سيصبح أكثر صعوبة، لن اكرهها لأن في الجفن سكناها لكنني سابكيها بصمت حتى اقتل ذكراها وأحييها وتمضي أعوام وأعوام لرجل ولد في المجهول برحلة خرافية وسيمضي باقي عمره وسيبقى العطر، ولن تدفن الحفر التي وضعنا فيها وسأصرخ انه باق في الدموع والآمال...
فدعي لومي ياقاتلتي أرجوك واعزفي بعيدا عن ملاماتي فانا بغير هواك أخشاب يابسة لن تستخدم إلا لإضرام النار واعترف أنني من أشباه الأموات الآن لكن صدقيني إن إحساسي يتخطى ذكرياتك وذكرياتي ويتخطى صوتي وسمائي وحنجرتي في كل ساعات الظلال وكل لحظات اليقين.......... والآن اتركيني أسافر بعيدا إلى جزر البنفسج والحنين واتركي لي من رائحتك شمعة لاتقوى إلا على حمل نفسها لان سنواتك بخريفها وشتائها وقهرها وراحتها وبكذبها وصدقها بكل تناقضاتها كانت ارق وبدايات اسطر لاتصل للنهايات ......لذا سألعن جرأة المطر وسأكسر حاجز السفر وامضي بعيدا بلا عودة إلى ارض البشر...........!؟
فدعي لومي ياقاتلتي أرجوك واعزفي بعيدا عن ملاماتي فانا بغير هواك أخشاب يابسة لن تستخدم إلا لإضرام النار واعترف أنني من أشباه الأموات الآن لكن صدقيني إن إحساسي يتخطى ذكرياتك وذكرياتي ويتخطى صوتي وسمائي وحنجرتي في كل ساعات الظلال وكل لحظات اليقين.......... والآن اتركيني أسافر بعيدا إلى جزر البنفسج والحنين واتركي لي من رائحتك شمعة لاتقوى إلا على حمل نفسها لان سنواتك بخريفها وشتائها وقهرها وراحتها وبكذبها وصدقها بكل تناقضاتها كانت ارق وبدايات اسطر لاتصل للنهايات ......لذا سألعن جرأة المطر وسأكسر حاجز السفر وامضي بعيدا بلا عودة إلى ارض البشر...........!؟
تعليق