ليلى والذئب
\\\
في صباح ينبض بالحب....الكل يعد الزاد لجوع البطون
والشمس ترحب الخلق بابتسامة مشرقة بأشعة الامـــــــل
إستيقضت بعد أحلام سعيدة على صوت والدتها وهي تجهز لها المتاع
لـــــــرحلة محملة بالمفاجآت
ترتـــــدي ردائها الذي أخذ يداعب خصلات شعرها الشقراء
فيعطيها لونا أحمرا زاهــــــــيا
كـــم هي سعيدة في هذا الصباح
فلديها مغامرة مع أصدقاءها
فهي من تخاطب الحمام..وتداعب الفراشات
وتجري مع الغزلان في البراري الخضراء
فلها في هذا اليوم مغامرة تترنم بها الاشجان.
خـــــــــرجت من المنزل تحمل الزاد
لـــــجدة أعياها الدهر....وحطمتها الايام
فأصبحت تسامر المرض...وتجالس السرير الابيض
مشــت الصغيرة في غابة خضــــــراء تتغنى بأجمل الالحان
وتنبض بالجد والنـــــــــشاط
أخذت تجري بجوار الزهــــــور...وهــــي تنتعش برائحتها العطرة
فنسيت وعد قطعته لامها بأن تمشي دون اعوجاج
لكن خلف الاشجار دب الرعـــــب
فهــــربت الطيور من أعشاشها
وجـــرت الغزلان الى مساكنها
فالقــــادم حطم حياتها وسلبها الحنـــــــان
فمـــــزق عبير الزهــــور التي أصبحت تعيش بلا روح
فعطرها كان حياتها
سلبها عطرها يوما لانها أغرت العقول بعذوبة رحيقها
أخـــــذت تحذر الصغيرة بصوت مغلوب
لكن ظـــــــــهر المجهول وأخذ يبحث عن فريسة جديدة
فتـــــراءت أمامه ملاك لا زالت تحلـــم
ولا زالت تعيش في عالم البراءة
إقــــــشعر بدنها وهي تسأل المجهول عن بغيته
فأجابها بغدر القلوب
بأنه عابر لم يجد الزاد فأضمره الجوع والتعب
ولســــانه يتلذذ بكل خبث لينال فريسة جديدة
تناولت البراءة لتعطي الذئب من زاد جدتها المتعبة
لكــــــــنه لم يكفه كفـــــــة يد فهو ذئب لا يريد الا فريسة كاملة
سألــــها عن مقصدها فأخبرته بروح الطفولة
عن وجهتها
فسابقه جوعه الى المقصد لينال بفريستين في بطن واحدة
تـــــقنع بقناع المكر والخداع
ليهضم جسد مريض منهك ومقصده القادم أيضا
فيــــــنام في سرير ليتقمص أبشع الادوار
في مسرحية الموت القريب
فتــــأتي الطفولة لتجلس والحيرة تملا وجهها الصغير
فتتسائل بكل ود لــــم العينان كبيرتان
فيجيبها المفترس:"لأرى جمالكي بوضوح
وتتسائل لــم الأيادي تضخمت؟
فيجيبها :"لألامس الحنان بوجهك
فتسأله بكل حب لـــــم الفم والاسنان قد زادا حجما
فيقفز قفزة ذئب لم تشبعه السنين
ليلتهم البراءة الحالمة
فتجري علها تستنجد بمن يفوقه قوة
فهزت الغابة أرجاءها لتنادي بكل قوتها
""أنقذوا براءة من يد ذئب جائع""
فتتــــــــقدم البنادق ليلفظ الغادر أنفاسه الاخيرة
وتركض الصغيرة لاحضان والدتها
لتهمس في أذنها "لن أصدق كلاما من وحوش"
"ولن أصادق من يأكل لحوم البشر"
"ولن أرحم من أفقد الازهار رحيقها وحياتها
فأصبحت تعيش بلا سعادة في حياتها"
إشـــــــراقة:
وانتهت قصة حملت بين جوانحها عبر لكل غافلة
فلن تفيد كلمات غزل من ذئب لا يصادق الا فريسته
ولا يريد سوى شيئا واحدا منكي
انه من تعيشين لتحافظي عليه كرامتك وشرفك
فهو ذئب جائع يبحث عن فريسة ضعيفة
فحافظي على نفســـك..
\\\
تعليق