[FONT="Arial Black"][FONT="Arial Black"][SIZE="5"][SIZE="5"]كأنها هناك
فى الشارع تتناقلنى قدماى مشيا , مجهدا يتناثر عرقى على الارض ......... حولى زحام مروع وضجيج مفزع , الناس
يسيرووون بتثاقل امامى ومن خلفى , فوقنا الشمس تضربنا بسياط اشعتها ......... ورائحة العرق تملأ الشارع مختلطة بالغبار ودخان السيارات كما لو كانت خليط من رائحة الجحيم .............. امضى عائدا الى مأواى بعد معاناة مع العمل لاثنى عشر ساعة متواصلة , رغم كل ذلك لازلت اذكرها بدقة بالغة ................ وامضى متمنيا ان اراها مجسدة امامى ......... تخفت اصوات الضجيج حولى فجأة , اقف فى مكانى متنصبا متعجبا , لم اعد اسمع ضجيج السيارات رغم انها ماضية فى طريقها , لم اعد اسمع لهثات المتعبين او اصوات المتحدثين على الرغم من ان حركات شفاههم تدل على علو اصواتهم ............... متسمرا فى مكانى اشاهد غرابة المشهد حولى ومن بشاعته اغلق عيناى لوهلة ....... وافتحهما لاصعق بالمشهد الجديد ........ كنت وحيدا فى الشارع ...... اختفى الجميع حولى ............ وتبدلت رائحة الجحيم بعبق قادم من هناك ....... تقترب الرائحة تدريجيا لتزداد فوحا ......... تتسلل الى شغاف سمعى
اصواتا سريعة لتيقظنى من صمى ...... وبالتفاتة بسيطة نحو مصدر الصوت اراها هناك ........... ترقص على اطراف اناملها كما لو انها عصفور يغازل السحاب ................. وتتفاعل مع النغمات الموسيقية برشاقة ......... تدور وتقفز ......... شعرها يتمايل معها يمنة وميسرة ......... وقلبى يتفاعل مع حركاتها كالراقص البارع .............. احسست برغبته ............... كان يتمنى الخروج من جوفى ليشاركها الرقصة ............... ومن روعة ما ارى اطبق جفناى احتراما لها وانحنى اعجابا ............... ارفع ظهرى ببطء ........... ولا زالت عيناى مغلقتان ............. ...... والابتسامة مرسومة على شفتاى ........... والسعادة تملأ قلبى ......... وعقلى يردد " لقد شاهدتها مرة اخرى انها هناك " ..........لحظة تمنيت لو استمرت للابد ...................... دفعة قوية من خلفى اجبرتنى على فتح عيناى .......... نظرت امامى فلم اشاهدها ........... نظرت حولى فإذا بالناس قد عادوا الى مسيرهم بعد ان اختفوا ......... اخذت عيناى تلاحق المارين باحثة عنها ........... لقد رحلت بعد ان كانت هناك ............. ندبت حظى ........ واخذت اتسائل متى سأراها مرة اخرى ؟........... الناس ملتفوووون حولى و كأنهم يصرخوون على ولكنى لا اسمعهم البتة ........ هذا يدفعنى وهذا يشدنى وهذا يهزنى ............. افواههم مليئة بالاصوات الغير مسموعة بالنسبة الى .............. دلتنى اشارات اصابعهم لأنظر خلفى فإذا بطابووور سيارات خلفى يقف منتظرا عبورى للشارع ............. نظرت نظرة سريعة الى الجميع ....... وتركتهم غير مكترث بهم و متسائلا هل حقا كانت هناك؟........................
حل الليل بسرعة هذا اليوم .......... اخذت اتمنى ان لايمضى الوقت .......... اخذت انظر الى عقارب الساعة سئلتها التوقف عن الدوران فلم تستجب .......... فما لبثت الا ان فككتها من مكانها لاوقفها رغما عنها...........انبسطت اسارير قلبى سرورا ................ ورددت " اخيرا توقف الوقت عن الدوران " .................تجولت فى انحاء البيت ذهابا ومجيئا .......... وعقلى لازال يفكر بها ................. قررت فى النهاية الخروج من البيت ........ نزلت الى الشارع ومضيت .......... قابلنى فى الطريق شخصان............. اخذ كل منهما يسلم على كأننا نعرف بعضنا البعض ............. هذا يقبلنى وذاك يحضننى .........واخذا بالحديث امامى وانا كالاصم لا اسمع شيئا او اسمع ولا افهم .... فقد كنت لا ارغب ان تغيب تلك النغمات الرائعة عن اذنى ................ واقفا امامهم كالصنم .........لا ارغب فى سماع شىء ولا ارغب فى الكلام ............... كل ما فعلته انى ابتسمت ابتسامة صغيرة وهززت برأسى مرتين ......... فما لبث احدهم الا ان اخذ يدى .......... فهمت من حركته انه يريد منى ان امشى معهم ............... استجبت له ومشيت وخلال الطريق لم انبس ببنت شفة .............لم يكن فى راسى سوى شكلها.... ملامحها تداعب تفكيرى ... رائحتها علقت فى انفى ...... لقد سيطرت على كليا ...........
توقفنا فجأة عن المشى , واذا بنا على شاطىء البحر ....... افترشنا رمله ..... واخذ الاثنين بالحديث مرة اخرى وانا لا حياة لمن تنادى .......اخذت انظر الى البحر الموشح بسواد الليل .............. واتعجب من لون زبده الابيض .......... واتسائل كيف يخرج هذا الضوء من وسط الظلام؟ .................. اخذت اراقب تلاطم الامواج على الشاطىء .......... رايت شيئا يلمع فى وسط البحر ........... بدأ يقترب .............. كلما اقترب اكثر كلما ازداد وضوحا اكثر ......... اخذ عنقى يمتد الى الامام ......... وعيناى زادت جحوظا ......... اخذت اقول نعم انها هى ........ هى هناك ..........انها تقترب انها اتية .......... اخذ الشخصين يتسائلووون ......... من التى تقترب ؟ ............ ماذا ترى وأين؟ .......... اخذت ادلهم عليها وسط السواد .......... قلت لهم هى هناك الا ترونها ؟........... اخذ الاثنين ينظران الى بعضهم البعض متعجبان ورددوا بصوت واحد " لا شىء هناك سوى الظلام"..........نظرت اليهم نظرة بدأت برؤوسهم وانتهت باطراف اقدامهم .........وتركتهم جاريا نحوها ............. اخذا باللحاق بى ......... واخذت بالتهرب منهم ........ امسك احدهم بيدى فنفضته عنى ......... وقفز الثانى على فاخذت اصارعه واصرخ عليه ......... "اتركنى اذهب انها هناك اود ان اراها " ........ وصرخت بصوت اعلى ارجوك انها هناك انها هناك انها هناك....... حقا انها هناك.
خرج صوت غير تلك الاصوات التى ألفت عليها من الاثنيين .......... صوت قبيح ولكن انثوى ......... اخذ الصوت يقترب منى ..............توقفت عن الصراخ........... ثبت فى مكانى ........ وفتحت عيناى ببطء شديد .......... بدأت الصورة غير واضحة فى بادىء الامر .......... والشخص الذى كان يثبتنى قد اختفى..........بعد ثوان قليلة عاد نظرى الى طبيعته ......... فإذا انا انظر الى سقف غرفة .............. نائم على سرير لا احد حولى ........... سمعت ذلك الصوت القبيح مرة اخرى ...........فنظرت الى مصدره ...........فإذا بكائن يشع بشعا امامى ........
مترهل الجسد ...........عيناه مختفيتان وسط كتل لحمية متدلية من وجهها .............وشعرها المتقصف متناثر فوق راسها ............. رائحة الزيت على شعرها كادت تخنقنى ............. وثوبها اكل عليه الزمان وشرب ففقد الوانه الحقيقية .....ممسكة بسكين فى يد وبالاخرى بصلة....... نعم كانت كتلة مزرية من اللحم امامى لا تشبه الانسان ....... اخذ صوت صراخها يتسلل الى اذنى رغما عنى اخذت اسمعها تقووول "ما بك يا رجل لماذا تصارع الوسادة وانت نائم , لقد ايقظت الصغير من النوم لم اعد احتملك ولم اعد احتمل افعالك ........وزادت فى نفخاتها ............. واضافت " اين ما طلبته منك اليوم ؟..... واين حليب الطفل؟ ...........ولماذا لحتى الان لم تأتى لنا بالنجار لاصلاح باب غرفتنا ؟ نظرت اليها نظرة ولففت وجهى نحو طاولة فى الغرفة تناولت من عليها نظارتى ووقفت لوهلة افكر من هى تلك التى تلاقينى فى اللاوعى ؟ من تلك التى تلاحقنى دائما حتى فى نومى ؟ من تلك الجميلة التى أراها فى منامى؟ ؟ ............... كل تلك الاسئلة اخذت جولة فى عقلى ......... حتى انى احسست بالاسئلة تدووووور داخل اوردتى بحثا عن الجواب .................... نظرت الى تلك المرأة القبيحة فخرجت منى ضحكة هيستيرية وقلت بصوت عالى نعم الان عرفت الاجابة .
*ملاحطة هذه من تاليفى اوك
فى الشارع تتناقلنى قدماى مشيا , مجهدا يتناثر عرقى على الارض ......... حولى زحام مروع وضجيج مفزع , الناس
يسيرووون بتثاقل امامى ومن خلفى , فوقنا الشمس تضربنا بسياط اشعتها ......... ورائحة العرق تملأ الشارع مختلطة بالغبار ودخان السيارات كما لو كانت خليط من رائحة الجحيم .............. امضى عائدا الى مأواى بعد معاناة مع العمل لاثنى عشر ساعة متواصلة , رغم كل ذلك لازلت اذكرها بدقة بالغة ................ وامضى متمنيا ان اراها مجسدة امامى ......... تخفت اصوات الضجيج حولى فجأة , اقف فى مكانى متنصبا متعجبا , لم اعد اسمع ضجيج السيارات رغم انها ماضية فى طريقها , لم اعد اسمع لهثات المتعبين او اصوات المتحدثين على الرغم من ان حركات شفاههم تدل على علو اصواتهم ............... متسمرا فى مكانى اشاهد غرابة المشهد حولى ومن بشاعته اغلق عيناى لوهلة ....... وافتحهما لاصعق بالمشهد الجديد ........ كنت وحيدا فى الشارع ...... اختفى الجميع حولى ............ وتبدلت رائحة الجحيم بعبق قادم من هناك ....... تقترب الرائحة تدريجيا لتزداد فوحا ......... تتسلل الى شغاف سمعى
اصواتا سريعة لتيقظنى من صمى ...... وبالتفاتة بسيطة نحو مصدر الصوت اراها هناك ........... ترقص على اطراف اناملها كما لو انها عصفور يغازل السحاب ................. وتتفاعل مع النغمات الموسيقية برشاقة ......... تدور وتقفز ......... شعرها يتمايل معها يمنة وميسرة ......... وقلبى يتفاعل مع حركاتها كالراقص البارع .............. احسست برغبته ............... كان يتمنى الخروج من جوفى ليشاركها الرقصة ............... ومن روعة ما ارى اطبق جفناى احتراما لها وانحنى اعجابا ............... ارفع ظهرى ببطء ........... ولا زالت عيناى مغلقتان ............. ...... والابتسامة مرسومة على شفتاى ........... والسعادة تملأ قلبى ......... وعقلى يردد " لقد شاهدتها مرة اخرى انها هناك " ..........لحظة تمنيت لو استمرت للابد ...................... دفعة قوية من خلفى اجبرتنى على فتح عيناى .......... نظرت امامى فلم اشاهدها ........... نظرت حولى فإذا بالناس قد عادوا الى مسيرهم بعد ان اختفوا ......... اخذت عيناى تلاحق المارين باحثة عنها ........... لقد رحلت بعد ان كانت هناك ............. ندبت حظى ........ واخذت اتسائل متى سأراها مرة اخرى ؟........... الناس ملتفوووون حولى و كأنهم يصرخوون على ولكنى لا اسمعهم البتة ........ هذا يدفعنى وهذا يشدنى وهذا يهزنى ............. افواههم مليئة بالاصوات الغير مسموعة بالنسبة الى .............. دلتنى اشارات اصابعهم لأنظر خلفى فإذا بطابووور سيارات خلفى يقف منتظرا عبورى للشارع ............. نظرت نظرة سريعة الى الجميع ....... وتركتهم غير مكترث بهم و متسائلا هل حقا كانت هناك؟........................
حل الليل بسرعة هذا اليوم .......... اخذت اتمنى ان لايمضى الوقت .......... اخذت انظر الى عقارب الساعة سئلتها التوقف عن الدوران فلم تستجب .......... فما لبثت الا ان فككتها من مكانها لاوقفها رغما عنها...........انبسطت اسارير قلبى سرورا ................ ورددت " اخيرا توقف الوقت عن الدوران " .................تجولت فى انحاء البيت ذهابا ومجيئا .......... وعقلى لازال يفكر بها ................. قررت فى النهاية الخروج من البيت ........ نزلت الى الشارع ومضيت .......... قابلنى فى الطريق شخصان............. اخذ كل منهما يسلم على كأننا نعرف بعضنا البعض ............. هذا يقبلنى وذاك يحضننى .........واخذا بالحديث امامى وانا كالاصم لا اسمع شيئا او اسمع ولا افهم .... فقد كنت لا ارغب ان تغيب تلك النغمات الرائعة عن اذنى ................ واقفا امامهم كالصنم .........لا ارغب فى سماع شىء ولا ارغب فى الكلام ............... كل ما فعلته انى ابتسمت ابتسامة صغيرة وهززت برأسى مرتين ......... فما لبث احدهم الا ان اخذ يدى .......... فهمت من حركته انه يريد منى ان امشى معهم ............... استجبت له ومشيت وخلال الطريق لم انبس ببنت شفة .............لم يكن فى راسى سوى شكلها.... ملامحها تداعب تفكيرى ... رائحتها علقت فى انفى ...... لقد سيطرت على كليا ...........
توقفنا فجأة عن المشى , واذا بنا على شاطىء البحر ....... افترشنا رمله ..... واخذ الاثنين بالحديث مرة اخرى وانا لا حياة لمن تنادى .......اخذت انظر الى البحر الموشح بسواد الليل .............. واتعجب من لون زبده الابيض .......... واتسائل كيف يخرج هذا الضوء من وسط الظلام؟ .................. اخذت اراقب تلاطم الامواج على الشاطىء .......... رايت شيئا يلمع فى وسط البحر ........... بدأ يقترب .............. كلما اقترب اكثر كلما ازداد وضوحا اكثر ......... اخذ عنقى يمتد الى الامام ......... وعيناى زادت جحوظا ......... اخذت اقول نعم انها هى ........ هى هناك ..........انها تقترب انها اتية .......... اخذ الشخصين يتسائلووون ......... من التى تقترب ؟ ............ ماذا ترى وأين؟ .......... اخذت ادلهم عليها وسط السواد .......... قلت لهم هى هناك الا ترونها ؟........... اخذ الاثنين ينظران الى بعضهم البعض متعجبان ورددوا بصوت واحد " لا شىء هناك سوى الظلام"..........نظرت اليهم نظرة بدأت برؤوسهم وانتهت باطراف اقدامهم .........وتركتهم جاريا نحوها ............. اخذا باللحاق بى ......... واخذت بالتهرب منهم ........ امسك احدهم بيدى فنفضته عنى ......... وقفز الثانى على فاخذت اصارعه واصرخ عليه ......... "اتركنى اذهب انها هناك اود ان اراها " ........ وصرخت بصوت اعلى ارجوك انها هناك انها هناك انها هناك....... حقا انها هناك.
خرج صوت غير تلك الاصوات التى ألفت عليها من الاثنيين .......... صوت قبيح ولكن انثوى ......... اخذ الصوت يقترب منى ..............توقفت عن الصراخ........... ثبت فى مكانى ........ وفتحت عيناى ببطء شديد .......... بدأت الصورة غير واضحة فى بادىء الامر .......... والشخص الذى كان يثبتنى قد اختفى..........بعد ثوان قليلة عاد نظرى الى طبيعته ......... فإذا انا انظر الى سقف غرفة .............. نائم على سرير لا احد حولى ........... سمعت ذلك الصوت القبيح مرة اخرى ...........فنظرت الى مصدره ...........فإذا بكائن يشع بشعا امامى ........
مترهل الجسد ...........عيناه مختفيتان وسط كتل لحمية متدلية من وجهها .............وشعرها المتقصف متناثر فوق راسها ............. رائحة الزيت على شعرها كادت تخنقنى ............. وثوبها اكل عليه الزمان وشرب ففقد الوانه الحقيقية .....ممسكة بسكين فى يد وبالاخرى بصلة....... نعم كانت كتلة مزرية من اللحم امامى لا تشبه الانسان ....... اخذ صوت صراخها يتسلل الى اذنى رغما عنى اخذت اسمعها تقووول "ما بك يا رجل لماذا تصارع الوسادة وانت نائم , لقد ايقظت الصغير من النوم لم اعد احتملك ولم اعد احتمل افعالك ........وزادت فى نفخاتها ............. واضافت " اين ما طلبته منك اليوم ؟..... واين حليب الطفل؟ ...........ولماذا لحتى الان لم تأتى لنا بالنجار لاصلاح باب غرفتنا ؟ نظرت اليها نظرة ولففت وجهى نحو طاولة فى الغرفة تناولت من عليها نظارتى ووقفت لوهلة افكر من هى تلك التى تلاقينى فى اللاوعى ؟ من تلك التى تلاحقنى دائما حتى فى نومى ؟ من تلك الجميلة التى أراها فى منامى؟ ؟ ............... كل تلك الاسئلة اخذت جولة فى عقلى ......... حتى انى احسست بالاسئلة تدووووور داخل اوردتى بحثا عن الجواب .................... نظرت الى تلك المرأة القبيحة فخرجت منى ضحكة هيستيرية وقلت بصوت عالى نعم الان عرفت الاجابة .
*ملاحطة هذه من تاليفى اوك
تعليق