الحب أيضا يموت
و تطويه معالم السكوت
و يتسلط عليه الحكام بكل جبروت
ويطلقون عقائد عليه باسم القضاء
لكنهم ما عرفوا أن الحب هبة من رب السماء
و نعمة لا يقدرها إلا عاشق انتظر ميعاد اللقاء
و كتب كل فنون عشقه على لوحة صماء
و لم يبادر بالفراق ولا بتعاليم السفهاء
يعانق الأحلام و يتغنى بالأوهام
ويستعيد ماض بطيشه و لهوه أنغام
و ينثر ابتسامات عشقه على الأيام
و يداعب طيوف الحب بحب و وئام
فالحب أبدا لا يموت
ولا تمحيه معالم أو قيود
فالحب أهزوجة نسجها نحات في جوف الياقوت
أتساءل هل حقيقة الحب سيموت ؟
فهل العشق يموت
و هل تلك الكلمات و الحروف تموت
و هل تلك الهمسات و القبلات تموت ؟
لا لم يموت الحب ولن يموت
وإن كان ذلك !
فلن يندمل الحب و إن كان عناء
ولن تطويه سنوات الألم و الجفاء
و بل سيرفع راية شامخة شماء
ذلك الحب و ذلك العشق أجمل ما خلق رب السماء
ذلك الحلم أبهى من حلي النساء
ذلك اللهو و العبث هو حروف الشعراء
ذلك الأمل و ذلك اللقاء
ذلك الوهم و ذلك الخيال كنجوم المساء
لامعة في كل فضاء
و زاهية لا يشطبها القضاء
ذلك الحب شعاعا يحفر النهار
و نورا يخترق الظلام و كل صحراء
فيا ذوي العشق
ويا عاشقي الأحلام
أفيضوا بالأحلام بكل رفق
فالحب لا و لن يموت
فالحب دُعاباته بحيرة زرقاء
تكسوها الزهور و الزنبق و نسمات الهواء
تتساقط عليها قطرات الشتاء
و نركض بجانبها عاشقين للصفاء
تحلق الطيور و تزهو الفراشات
فهناك ألحان في أرجاء المكان
و هناك عشق يشهد عليه اللؤلؤ و المرجان
و هناك قصيدة حب تزهر مع الزهرات
و يفوح عبيرها ليرسم لوحة تطربنا بأجمل النغمات
فهل كل هذه الذكريات ستموت
إن الحب أيضا لا لن يموت
بقلمي
وردة غـــــزة
تعليق