في محاولة أكثر من يائسة
اغرورقت بحور العين بالدمع المشوب بالويلات
و ابتسامة فقيرة الملامح عانقت وجهه
علمَ أن الرحيل حان موعده
و أن ناقوس الوجع قد صرخ في وجه أحلامهما
و هي ,
تلك الأنثى التي عادته أن تظلّ بالقرب من جفون عينيه
أن تحرس رموشه المتهدّلة من كثرة الدمع ..
تترنّح سكرى من هول وقع المأساة على صدرها
تحاول ألاّ تقبع في وكر أفاعي النوى
ينظُر إلى فستانها المزكرش بزهرٍ نديٍّ
للحظات شعر أن فستانها يستحثُّه ليبقى
و صدرت عن انْبلاج الوجع في قلبه أنّة تكسّرت على إثرها الأمال
يحاول ألاّ يتعدّى عتبة الباب
فمن بعده لن يعود ليستنشق عطرها المسْكِر مع إشراقة كل صباح
أمّا هي !
فقد كانت تنظر إليه كرجل غريب يتغرّب أكثر !
بعيد , يبعده الوجع أكثر
قريب يحتويه الدمع , لاآ صدرها...
يتفطّر الورد على أعتاب دارها ...
و يسترسل صدى ضحكاته يحزّ في قلبها
محاولة يائسة من كليهما في تقبّل قدرٍ حَكم و أجْبر , و نفّذ !
نصف نظرة / و نصف ابتسامة
و أنصاف حياة تكاد تتيه في مجرّات الوجع !
و تهزّ مسارات قدميه المكان ...
تحاول أن تحتفظ بآخر تلك الأغبرة المتناثرة من حذائه !
ربما لتتمرّغ بحفنات هواه الأخيرة ,
و يقبّل أناملها بخجل و وله و ورع, و خشوع عابد !
علّها تستميحه عذراً و تبجّل يوما هواه لها , و عشقهما ..
هكذا هي الحياة !
يقولان معاً
و يموتان معاً ...
تعليق