تويت
لاشك أن الأزمات التي تتعرض لها المجتمعات تنتج الكثير من الظواهر الغريبة والجديدة في أوساطها،وقطاع غزة المحاصر منذ عامين وما زال ليس استثناء ،فانعدام الدخل وانتشار البطالة في صفوف الشباب الغزى دفع البعض إلى اللجوء أو بالأصح الهروب من الواقع المرير إلى تعاطي المخدرات والحبوب المهدئة ،وحبوب الفرفشة.
ورغم أن جهاز مكافحة المخدرات التابع للحكومة المقالة استطاع القضاء على كل معاقل و أوكار المخدرات التي كانت قائمة في القطاع ، وزج بالسجن معظم التجار الكبار ومليشياتهم المسلحة والتي كانت تعمل في وضح النهار، ويسجل يوميا نجاحات ملحوظة في هذا الاتجاه ،إلا أن تجارة المخدرات كالإخطبوط كلما قطعت له ذراع انبت عشرة آخرين ،ويزيد هذا الاتجاه في ظل سياسة احتلالية تهدف إلى تدمير عقول شبابنا وبناتنا ويساعدهم في ذلك أصحاب النفوس الضعيفة من عبدت الدينار ،دون أن ننسى أن ظروف الحصار سهلت تلك التجارة في ظل العد الهائل من الأنفاق الغير مراقبة ،خاصة قبل العدوان على غزة .
مجالس الشباب
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الانتشار الملحوظ لظاهرة تناول الحبوب المهدئة والمهلوسة،والذي وجد البعض فيها بديلا عن المخدرات التقليدية ،ولاسيما بعد نجاح مكافحة المخدرات التابع للحكومة المقالة في القضاء على أكثر من 90% من تجارة المخدرات التقليدية "الحشيش ،والهروين....." حيث لا يوجد تجمع شبابي إلا وتمحور الحديث فيه عن حبوب الترمال وانتشارها ،ولم يقتصر الأمر على تجمعات الشباب بل امتد إلى مجالس الكبار في الدواوين .
رغبة في النسيان
ح-ش خريج جامعة قال الفضول وحده كان وراء تناولي لحبوب الترمال في البداية ، بعد أن سمعت عن مفعولها من بعض الشباب ،فقررت أن أجرب ،فشعرت بنشوة غريبة ،وإحساس بالا نبساط والارتخاء،ويضيف قائلا لأول مرة أنام بسهولة بدون معاناة بعد أن كنت أعانى من ارق مستمر وتقطع بالنوم بسبب ظروفي الاقتصادية الصعبة ولاسيما اننى عاطل عن العمل ،وتجاوز سني الثلاثين دون زواج ،وما زلت لم افعل شيء ولم أكون مستقبلي ،ويضيف أنا أتناول الترمال رغبة في النسيان والشعور باني إنسان.
ع-ر أربعون عاما عاطل عن العمل وأب لخمسة أولاد قال لنا أنا أتناول الترمال وأحيانا حبوب أخرى منذ عام تقريبا ،وعن الأسباب التي دفعته لتناولها، قال لعدة أسباب وأهمها الرغبة في نسيان أنى عاطل وغير قادر على تلبية احتياجات بيتي واولادى ،وثانيا لانى فقدت قدرتي على الممارسة الجنسية الجيدة ،وانهي حديثه بالقول أنا أتناول الترمال الآن بشكل شبه يومي
ع –م تاجر اسمنت ورغم انه لايعانى من أية مشاكل اقتصادية ،بل على العكس تماما استفاد من فترة الحصار وكون ثروة طائلة ،إلا انه يتناولها من باب الفرفشة والوضع ونسيان انه محاصر لايستطيع أن يقضى إجازته كما تعود في مصر حسب قوله.
الجامعات وتجارة المخدرات
وردت إلينا معلومات من عدة مصادر مختلفة تفيد بانتشار تجارة وتعاطي حبوب الترامال بين أوساط الطلبة ،وكانت الصدمة والفاجعة عندما علمنا أنها غير مقتصرة على الشباب فحسب بل أنها منتشرة في أوساط طالبات الجامعات وان كانت بصورة محدودة جدا.
محمد كما عرفني على نفسه طالب سنة رابعة عمل في الأنفاق في فترات سابقة،أكد لنا أن هناك بعض الطلاب يقومون منذ فترة ليست بقصيرة بترويج حبوب مختلفة في أوساط الطلاب ومنها حبوب الترمال.
وأضاف محمد أن بعض الطلاب اختاروا الطريق الأسهل لجمع الثروة واستغلوا وجودهم في الحرم الجامعي لترويج مختلف أنواع الحبوب المهدئة والمهلوسة حسب قوله.
خالد طالب إعلام أكد لنا انتشار ظاهرة تعاطي حبوب الترمال والمنشطات الجنسية بشكل ملحوظ في أوساط الطلاب ،إضافة إلى بعض أنواع المخدرات مثل الحشيش،مؤكدا أن الإقبال على الأخيرة ضعيف نظرا لغلاء ثمنها.
ويضيف خالد أن الحديث عن حبوب الهلوسة بدأ يسيطر على مجالس وتجمعات الطلاب ،حيث يبدأ كل طالب بالحديث عن تجربته وعن توهانه وعن النشوة الذي شعربها،وهذا ساعد بدوره على انتشارها ، ولو من باب التجربة ليشعر بذلك المفعول السحري والنشوة الذي شعر بها زميله ،ومن ثم يصبح مدمن على تلك النشوة.
ويروى خالد انه في إحدى المرات شاهد شاب يوزع على أصدقائه حبوب الترامال ويحثهم على تناولها مباشرة لان مفعولها يبدأ بعد خمس ساعات على حسب قوله
رامي سنة رابعة جامعة قسم تاريخ قال أن السبب في انتشار الحبوب المخدرة يعود إلى حالة الإحباط والاكتئاب التي تسود معظم فئات الشعب بسبب الحصار والانقسام.
ويضيف رامي أن الانتشار السريع والملحوظ لهذه الحبوب في الجامعات يعود بشكل اساسى إلى حالة الاحتقان السياسي الذي امتد للجامعة ،وشعور الكثير من الطلبة بعدم قدرتهم على التعبير،هذا بالإضافة إلى عدم وجود نوادي رياضية وأماكن يستطيع فيها الشباب تفريغ طاقاته الإبداعية .
وأشار رامي أن بعض الشباب المرتاحين ماديا يستخدمون الترمال من باب المنظرة فقط.
بناتنا في خطر
وردت إلينا معلومات من مصادر مختلفة عن انتشار هذه الظاهرة في أوساط طالبات الجامعات وان كانت بشكل محدود جدا ،حاولنا التأكد من تلك المعلومة ونظرا لصعوبة اختراق تجمعات البنات ،اتصلت ببعض الزميلات الإعلاميات لمساعدتي في الأمر إلا أنهن رفضن بشكل قاطع رغم أن بعضهن أكدن المعلومة .
حيث قالت إحدى زميلاتي والتي رفضت ذكر اسمها أو حتى التلميح له أو نشر ما تقوله ،أنها سمعت وشاهدت بعض الطالبات والخريجات يتناولون حبوب الترمال ،وعندما قاطعتها ساخرا غير مصدق قامت بوصف حبوب الترمال وصفا دقيقا.
ونظرا لحساسية الموقف والخوف من نشر معلومات خاطئة ، قمت بالاتصال والتواصل مع عشرة طالبات من جامعات مختلفة معظمهم من عائلتي .
خمسة منهن أنكرن تماما سماعهن بهذه الحبوب ،وثلاثة منهن أكدوا أن في إحدى المرات كانت تتحدث إحدى زميلاتهم عن حبوب لها مفعول يشعر الإنسان بالنشوة والانبساط ،وان هذه الحبوب رخيصة لاتتعدى ثلاثة شواقل للحبة.
أما الأخيرتان فقد أكدن بصورة قاطعة مشاهدتهما لهذه الحبوب مع إحدى الطالبات والتي كانت تتحدث لصديقاتها عن جمال وروعة الإحساس عند تناول هذه الحبة .
أما المعلومات الخطيرة التي وردت لنا والتي تفيد أن بعض الشباب الذي يتاجر بهذه الحبوب يستغل علاقاته العاطفية بالفتيات ،لترويج الترمال في أوساط الفتيات.
مما يضع ألف علامة استفهام ،ويثير العديد من الأسئلة ؟لو صحت تلك المعلومات .،ومن جهتنا حاولنا التأكد منها على مدار أكثر من شهر دون أن ننجح في ذلك نظرا للخصوصية الشديدة الذي يتمتع بها المجتمع الغزى.
لا تصرف إلا بوصفة طبيب
أوضح الدكتور الصيدلاني محمد أبو يونس أن حبوب الترمال لا تصرف إلا بوصفة الطبيب المعالج ،ويمنع بيعها للجمهور دون ذلك.
وعن دواعي استعمالها قال أبو يونس تستخدم لتسكين ألام الظهر والمفاصل ،ولتأخير عملية القذف عند الرجل.
وأضاف أبو يونس أن هذه الحبوب فيها قدر من المخدر يستخدمها المدمنين كبديل عن المخدرات في حال عدم توفرها ، حيث يقوموا بابتلاع اثنتان أو ثلاثة فتؤدى الغرض ،ولهذا لا نصرفها إلا لمن يمتلك روشته مختومة من الطبيب المعالج.
وعن الكميات الكبيرة لهذه الحبوب والتي تباع في الأسواق ،قال ابويونس في الفترة السابقة ولاسيما قبل الحرب على غزة دخلت كميات كبيرة من هذه الحبوب عبر الأنفاق ،وأكد أن الحبوب المنتشرة في الأسواق حبوب ترامال مصرية وتسمى "تراماجاك" ،وهى لا تباع بالصيدليات ونرفض شرائها ،وتباع في أماكن مختلفة وفى الشوارع .
رأى الدين
وعن رأى الدين في هذه المسألة قال الشيخ نافذ الشاعر إذا كانت هذه الحبوب تحجب العقل وتؤثر في الدماغ لاشك في حرمتها ،لان القاعدة الفقهية تقول "ما اسكر قليله فكثيرو حرام"
فهذه الحبوب إذا كانت تشبه الخمرة في الاسكار وحجبت العقل ،فلاشك في حرمتها لحرمة العقل بطريقة القياس ،لقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ"
ويستطرد الشاعر قائلا إذا كانت هذه الحبوب من المنشطات التي تنشط عمل الدماغ أو تمد الجسم بالحيوية والنشاط دون أن يكون لها اضرارجانبية على صحة الإنسان فلا حرمة فيها
وعن أسباب انتشار ظاهرة المخدرات في أوساط الشباب ،قال الشاعر هناك جملة من الأسباب المتداخلة ،أهمها غياب الوازع الديني ،إضافة إلى المعاناة النفسية لان الكبث والظروف المادية الصعبة تجعل بعض الشباب يلجئون إلى وسائل تشعرهم بالسعادة وتوهمهم بحقيق ذاتهم في الحياة
ويضيف الشاعر أن الشباب بتناولهم هذه الحبوب هم يهربون من الواقع المرير والضغوط النفسية
الذي يعيشونها إلى عالم الخيال والأحلام........
وأكد الشاعر أن الاحتلال وان كان له هدف مباشر في تدمير عقول الشباب الفلسطيني إلا أن الظروف الحالية من حصار وانقسام ساعدت وسهلت على تحقيق هدف المحتل ،حيث وجد أتباعه أرضية خصبة للترويج عنها0
من المهم الختام بالقول أننا نناقش هذه الظاهرة لمحاولة البحث بأسبابها و تسليط الضوء عليها لجعلها محل نقاش وتداول على كافة المستويات ،والعمل على إيجاد حلول منطقية بالتكامل مع مختلف المؤسسات الأهلية والحكومية للحد من هذه الظاهرة .
ورغم أن جهاز مكافحة المخدرات التابع للحكومة المقالة استطاع القضاء على كل معاقل و أوكار المخدرات التي كانت قائمة في القطاع ، وزج بالسجن معظم التجار الكبار ومليشياتهم المسلحة والتي كانت تعمل في وضح النهار، ويسجل يوميا نجاحات ملحوظة في هذا الاتجاه ،إلا أن تجارة المخدرات كالإخطبوط كلما قطعت له ذراع انبت عشرة آخرين ،ويزيد هذا الاتجاه في ظل سياسة احتلالية تهدف إلى تدمير عقول شبابنا وبناتنا ويساعدهم في ذلك أصحاب النفوس الضعيفة من عبدت الدينار ،دون أن ننسى أن ظروف الحصار سهلت تلك التجارة في ظل العد الهائل من الأنفاق الغير مراقبة ،خاصة قبل العدوان على غزة .
مجالس الشباب
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الانتشار الملحوظ لظاهرة تناول الحبوب المهدئة والمهلوسة،والذي وجد البعض فيها بديلا عن المخدرات التقليدية ،ولاسيما بعد نجاح مكافحة المخدرات التابع للحكومة المقالة في القضاء على أكثر من 90% من تجارة المخدرات التقليدية "الحشيش ،والهروين....." حيث لا يوجد تجمع شبابي إلا وتمحور الحديث فيه عن حبوب الترمال وانتشارها ،ولم يقتصر الأمر على تجمعات الشباب بل امتد إلى مجالس الكبار في الدواوين .
رغبة في النسيان
ح-ش خريج جامعة قال الفضول وحده كان وراء تناولي لحبوب الترمال في البداية ، بعد أن سمعت عن مفعولها من بعض الشباب ،فقررت أن أجرب ،فشعرت بنشوة غريبة ،وإحساس بالا نبساط والارتخاء،ويضيف قائلا لأول مرة أنام بسهولة بدون معاناة بعد أن كنت أعانى من ارق مستمر وتقطع بالنوم بسبب ظروفي الاقتصادية الصعبة ولاسيما اننى عاطل عن العمل ،وتجاوز سني الثلاثين دون زواج ،وما زلت لم افعل شيء ولم أكون مستقبلي ،ويضيف أنا أتناول الترمال رغبة في النسيان والشعور باني إنسان.
ع-ر أربعون عاما عاطل عن العمل وأب لخمسة أولاد قال لنا أنا أتناول الترمال وأحيانا حبوب أخرى منذ عام تقريبا ،وعن الأسباب التي دفعته لتناولها، قال لعدة أسباب وأهمها الرغبة في نسيان أنى عاطل وغير قادر على تلبية احتياجات بيتي واولادى ،وثانيا لانى فقدت قدرتي على الممارسة الجنسية الجيدة ،وانهي حديثه بالقول أنا أتناول الترمال الآن بشكل شبه يومي
ع –م تاجر اسمنت ورغم انه لايعانى من أية مشاكل اقتصادية ،بل على العكس تماما استفاد من فترة الحصار وكون ثروة طائلة ،إلا انه يتناولها من باب الفرفشة والوضع ونسيان انه محاصر لايستطيع أن يقضى إجازته كما تعود في مصر حسب قوله.
الجامعات وتجارة المخدرات
وردت إلينا معلومات من عدة مصادر مختلفة تفيد بانتشار تجارة وتعاطي حبوب الترامال بين أوساط الطلبة ،وكانت الصدمة والفاجعة عندما علمنا أنها غير مقتصرة على الشباب فحسب بل أنها منتشرة في أوساط طالبات الجامعات وان كانت بصورة محدودة جدا.
محمد كما عرفني على نفسه طالب سنة رابعة عمل في الأنفاق في فترات سابقة،أكد لنا أن هناك بعض الطلاب يقومون منذ فترة ليست بقصيرة بترويج حبوب مختلفة في أوساط الطلاب ومنها حبوب الترمال.
وأضاف محمد أن بعض الطلاب اختاروا الطريق الأسهل لجمع الثروة واستغلوا وجودهم في الحرم الجامعي لترويج مختلف أنواع الحبوب المهدئة والمهلوسة حسب قوله.
خالد طالب إعلام أكد لنا انتشار ظاهرة تعاطي حبوب الترمال والمنشطات الجنسية بشكل ملحوظ في أوساط الطلاب ،إضافة إلى بعض أنواع المخدرات مثل الحشيش،مؤكدا أن الإقبال على الأخيرة ضعيف نظرا لغلاء ثمنها.
ويضيف خالد أن الحديث عن حبوب الهلوسة بدأ يسيطر على مجالس وتجمعات الطلاب ،حيث يبدأ كل طالب بالحديث عن تجربته وعن توهانه وعن النشوة الذي شعربها،وهذا ساعد بدوره على انتشارها ، ولو من باب التجربة ليشعر بذلك المفعول السحري والنشوة الذي شعر بها زميله ،ومن ثم يصبح مدمن على تلك النشوة.
ويروى خالد انه في إحدى المرات شاهد شاب يوزع على أصدقائه حبوب الترامال ويحثهم على تناولها مباشرة لان مفعولها يبدأ بعد خمس ساعات على حسب قوله
رامي سنة رابعة جامعة قسم تاريخ قال أن السبب في انتشار الحبوب المخدرة يعود إلى حالة الإحباط والاكتئاب التي تسود معظم فئات الشعب بسبب الحصار والانقسام.
ويضيف رامي أن الانتشار السريع والملحوظ لهذه الحبوب في الجامعات يعود بشكل اساسى إلى حالة الاحتقان السياسي الذي امتد للجامعة ،وشعور الكثير من الطلبة بعدم قدرتهم على التعبير،هذا بالإضافة إلى عدم وجود نوادي رياضية وأماكن يستطيع فيها الشباب تفريغ طاقاته الإبداعية .
وأشار رامي أن بعض الشباب المرتاحين ماديا يستخدمون الترمال من باب المنظرة فقط.
بناتنا في خطر
وردت إلينا معلومات من مصادر مختلفة عن انتشار هذه الظاهرة في أوساط طالبات الجامعات وان كانت بشكل محدود جدا ،حاولنا التأكد من تلك المعلومة ونظرا لصعوبة اختراق تجمعات البنات ،اتصلت ببعض الزميلات الإعلاميات لمساعدتي في الأمر إلا أنهن رفضن بشكل قاطع رغم أن بعضهن أكدن المعلومة .
حيث قالت إحدى زميلاتي والتي رفضت ذكر اسمها أو حتى التلميح له أو نشر ما تقوله ،أنها سمعت وشاهدت بعض الطالبات والخريجات يتناولون حبوب الترمال ،وعندما قاطعتها ساخرا غير مصدق قامت بوصف حبوب الترمال وصفا دقيقا.
ونظرا لحساسية الموقف والخوف من نشر معلومات خاطئة ، قمت بالاتصال والتواصل مع عشرة طالبات من جامعات مختلفة معظمهم من عائلتي .
خمسة منهن أنكرن تماما سماعهن بهذه الحبوب ،وثلاثة منهن أكدوا أن في إحدى المرات كانت تتحدث إحدى زميلاتهم عن حبوب لها مفعول يشعر الإنسان بالنشوة والانبساط ،وان هذه الحبوب رخيصة لاتتعدى ثلاثة شواقل للحبة.
أما الأخيرتان فقد أكدن بصورة قاطعة مشاهدتهما لهذه الحبوب مع إحدى الطالبات والتي كانت تتحدث لصديقاتها عن جمال وروعة الإحساس عند تناول هذه الحبة .
أما المعلومات الخطيرة التي وردت لنا والتي تفيد أن بعض الشباب الذي يتاجر بهذه الحبوب يستغل علاقاته العاطفية بالفتيات ،لترويج الترمال في أوساط الفتيات.
مما يضع ألف علامة استفهام ،ويثير العديد من الأسئلة ؟لو صحت تلك المعلومات .،ومن جهتنا حاولنا التأكد منها على مدار أكثر من شهر دون أن ننجح في ذلك نظرا للخصوصية الشديدة الذي يتمتع بها المجتمع الغزى.
لا تصرف إلا بوصفة طبيب
أوضح الدكتور الصيدلاني محمد أبو يونس أن حبوب الترمال لا تصرف إلا بوصفة الطبيب المعالج ،ويمنع بيعها للجمهور دون ذلك.
وعن دواعي استعمالها قال أبو يونس تستخدم لتسكين ألام الظهر والمفاصل ،ولتأخير عملية القذف عند الرجل.
وأضاف أبو يونس أن هذه الحبوب فيها قدر من المخدر يستخدمها المدمنين كبديل عن المخدرات في حال عدم توفرها ، حيث يقوموا بابتلاع اثنتان أو ثلاثة فتؤدى الغرض ،ولهذا لا نصرفها إلا لمن يمتلك روشته مختومة من الطبيب المعالج.
وعن الكميات الكبيرة لهذه الحبوب والتي تباع في الأسواق ،قال ابويونس في الفترة السابقة ولاسيما قبل الحرب على غزة دخلت كميات كبيرة من هذه الحبوب عبر الأنفاق ،وأكد أن الحبوب المنتشرة في الأسواق حبوب ترامال مصرية وتسمى "تراماجاك" ،وهى لا تباع بالصيدليات ونرفض شرائها ،وتباع في أماكن مختلفة وفى الشوارع .
رأى الدين
وعن رأى الدين في هذه المسألة قال الشيخ نافذ الشاعر إذا كانت هذه الحبوب تحجب العقل وتؤثر في الدماغ لاشك في حرمتها ،لان القاعدة الفقهية تقول "ما اسكر قليله فكثيرو حرام"
فهذه الحبوب إذا كانت تشبه الخمرة في الاسكار وحجبت العقل ،فلاشك في حرمتها لحرمة العقل بطريقة القياس ،لقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ"
ويستطرد الشاعر قائلا إذا كانت هذه الحبوب من المنشطات التي تنشط عمل الدماغ أو تمد الجسم بالحيوية والنشاط دون أن يكون لها اضرارجانبية على صحة الإنسان فلا حرمة فيها
وعن أسباب انتشار ظاهرة المخدرات في أوساط الشباب ،قال الشاعر هناك جملة من الأسباب المتداخلة ،أهمها غياب الوازع الديني ،إضافة إلى المعاناة النفسية لان الكبث والظروف المادية الصعبة تجعل بعض الشباب يلجئون إلى وسائل تشعرهم بالسعادة وتوهمهم بحقيق ذاتهم في الحياة
ويضيف الشاعر أن الشباب بتناولهم هذه الحبوب هم يهربون من الواقع المرير والضغوط النفسية
الذي يعيشونها إلى عالم الخيال والأحلام........
وأكد الشاعر أن الاحتلال وان كان له هدف مباشر في تدمير عقول الشباب الفلسطيني إلا أن الظروف الحالية من حصار وانقسام ساعدت وسهلت على تحقيق هدف المحتل ،حيث وجد أتباعه أرضية خصبة للترويج عنها0
من المهم الختام بالقول أننا نناقش هذه الظاهرة لمحاولة البحث بأسبابها و تسليط الضوء عليها لجعلها محل نقاش وتداول على كافة المستويات ،والعمل على إيجاد حلول منطقية بالتكامل مع مختلف المؤسسات الأهلية والحكومية للحد من هذه الظاهرة .
[/URL]
تعليق