يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم
[يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا] للنبي [راعِنا] أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهى المؤمنون عنها [وقولوا] بدلها [انظرنا] أي انظر إلينا [واسمعوا] ما تؤمرون به سماع قبول [وللكافرين عذاب أليم] مؤلم هو النار
ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم
[ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين] من العرب عطف على أهل الكتاب ، ومِن للبيان [أن ينزل عليكم من] زائدة [خير] وحي [من ربكم] حسدا لكم [والله يختص برحمته] نبوته [من يشاء والله ذو الفضل العظيم]
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير
ولما طمع الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل: "ما " شرطية "نَنَسخ من آية " نزل حكمها: إما مع لفظها أو لا. وفي قراءة بضم النون من أنسخ: أي نأمرك أو جبريل بنسخها "أو نَنْسأها " نؤخرها فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز في النسيان "نُنْسِها " : أي ننسكها ، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط [نأت بخير منها] أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر [أو مثلها] في التكليف والثواب [ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير] ومنه النسخ والتبديل ، والاستفهام للتقرير
ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير
[ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض] يفعل ما يشاء [وما لكم من دون الله] من غيره [من] زائدة [ولي] يحفظكم [ولا نصير] يمنع عذابه إن أتاكم ، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهباً
أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل
[أم] بل أ [تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى] أي سأله قومه [من قبل] من قولهم : أرِنا الله جهرة وغير ذلك [ومن يتبدل الكفر بالإيمان] أي يأخذه بدله بترك النظر في الآيات البينات واقتراح غيرها [فقد ضل سواء السبيل] أخطأ الطريق الحق والسواء في الأصل الوسط
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير
[ود كثير من أهل الكتاب لو] مصدرية [يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] مفعول له كائناً [من عند أنفسهم] أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة [من بعد ما تبين لهم] في التوراة [الحق] في شأن النبي [فاعفوا] عنهم أي اتركوهم [واصفحوا] أعرضوا فلا تجازوهم [حتى يأتي الله بأمره] فيهم من القتال [إن الله على كل شيء قدير]
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير
[وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير] طاعة كصلة وصدقة [تجدوه] أي ثوابه [عند الله إن الله بما تعملون بصير] فيجازيكم به
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
[وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا] جمع هائد [أو نصارى] قال ذلك يهود المدينة ونصارى نجران لما تناظروا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أي قال اليهود لن يدخلها إلا اليهود وقال النصارى لن يدخلها إلا النصارى [تلك] القولة [أمانيهم] شهواتهم الباطلة [قل] لهم [هاتوا برهانكم] حججكم على ذلك [إن كنتم صادقين] فيه
بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
[بلى] يدخل الجنة غيرهم [من أسلم وجهه لله] أي انقاد لأمره وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء فغيره أولى [وهو محسن] موحد [فله أجره عند ربه] أي ثواب عمله الجنة [ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] في الآخرة
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون
[وقالت اليهود ليست النصارى على شيء] مُعْتدٍّ به وكفرت بعيسى [وقالت النصارى ليست اليهود على شيء] معتد به وكفرت بموسى [وهم] أي الفريقان [يتلون الكتاب] المنزل عليهم ، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى ، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال [كذلك] كما قال هؤلاء [قال الذين لا يعلمون] أي المشركون من العرب وغيرهم [مثل قولهم] بيان لمعنى ذلك: أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شيء [فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون] من أمر الدين فيُدخِل المحقَّ الجنةَ والمبطل النار
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولـئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خآئفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم
[ومن أظلم] أي لا أحد أظلم [ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه] بالصلاة والتسبيح [وسعى في خرابها] بالهدم أو التعطيل ، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت [أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين] خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحدٌ آمناً0 [لهم في الدنيا خزي] هوان بالقتل والسبي والجزية [ولهم في الآخرة عذاب عظيم] هو النار
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم
ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت [ولله المشرق والمغرب] أي الأرض كلها لأنهما ناحيتاها [فأين ما تولوا] وجوهكم في الصلاة بأمره [فثم] هناك [وجه الله] قبلته التي رضيها [إن الله واسع] يسع فضله كل شيء [عليم] بتدبير خلقه
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون
[وقالوا] بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله [اتخذ الله ولداً] قال تعالى [سبحانه] تنزيها له عنه [بل له ما في السماوات والأرض] ملكاً وخلقاً وعبيداً والملكية تنافي الولادة وعبر بما تغليباً لما لا يعقل [كل له قانتون] مطيعون كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل
بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
[بديع السماوات والأرض] موجدهم لا على مثال سبق [وإذا قضى] أراد [أمراً] أي إيجاده [فإنما يقول له كن فيكون] أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب جواباً للأمر
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون
[وقال الذين لا يعلمون] أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم [لولا] هلا [يكلمنا الله] أنك رسوله [أو تأتينا آية] مما اقترحناه على صدقك [كذلك] كما قال هؤلاء [قال الذين من قبلهم] من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم [مثل قولهم] من التعنت وطلب الآيات [تشابهت قلوبهم] في الكفر والعناد ، فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم [قد بينا الآيات لقوم يوقنون] يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراحُ آيةٍ معها تعنُّت
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
[إنا أرسلناك] يا محمد [بالحق] بالهدى [بشيراً] من أجاب إليه بالجنة [ونذيراً] من لم يجب إليه بالنار [ولا تُسْأَلُ عن أصحاب الجحيم] النار ، أي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ ، وفي قراءة بجزم تسألْ نهياً
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير
[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] دينهم [قل إن هدى الله] أي الإسلام [هو الهدى] وما عداه ضلال [ولئن] لام قسم [اتبعت أهواءهم] التي يدعونك إليها فرضاً [بعد الذي جاءك من العلم] الوحي من الله [ما لك من الله من ولي] يحفظك [ولا نصير] يمنعك منه
[يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا] للنبي [راعِنا] أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهى المؤمنون عنها [وقولوا] بدلها [انظرنا] أي انظر إلينا [واسمعوا] ما تؤمرون به سماع قبول [وللكافرين عذاب أليم] مؤلم هو النار
ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم
[ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين] من العرب عطف على أهل الكتاب ، ومِن للبيان [أن ينزل عليكم من] زائدة [خير] وحي [من ربكم] حسدا لكم [والله يختص برحمته] نبوته [من يشاء والله ذو الفضل العظيم]
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير
ولما طمع الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل: "ما " شرطية "نَنَسخ من آية " نزل حكمها: إما مع لفظها أو لا. وفي قراءة بضم النون من أنسخ: أي نأمرك أو جبريل بنسخها "أو نَنْسأها " نؤخرها فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز في النسيان "نُنْسِها " : أي ننسكها ، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط [نأت بخير منها] أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر [أو مثلها] في التكليف والثواب [ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير] ومنه النسخ والتبديل ، والاستفهام للتقرير
ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير
[ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض] يفعل ما يشاء [وما لكم من دون الله] من غيره [من] زائدة [ولي] يحفظكم [ولا نصير] يمنع عذابه إن أتاكم ، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهباً
أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل
[أم] بل أ [تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى] أي سأله قومه [من قبل] من قولهم : أرِنا الله جهرة وغير ذلك [ومن يتبدل الكفر بالإيمان] أي يأخذه بدله بترك النظر في الآيات البينات واقتراح غيرها [فقد ضل سواء السبيل] أخطأ الطريق الحق والسواء في الأصل الوسط
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير
[ود كثير من أهل الكتاب لو] مصدرية [يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] مفعول له كائناً [من عند أنفسهم] أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة [من بعد ما تبين لهم] في التوراة [الحق] في شأن النبي [فاعفوا] عنهم أي اتركوهم [واصفحوا] أعرضوا فلا تجازوهم [حتى يأتي الله بأمره] فيهم من القتال [إن الله على كل شيء قدير]
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير
[وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير] طاعة كصلة وصدقة [تجدوه] أي ثوابه [عند الله إن الله بما تعملون بصير] فيجازيكم به
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
[وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا] جمع هائد [أو نصارى] قال ذلك يهود المدينة ونصارى نجران لما تناظروا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أي قال اليهود لن يدخلها إلا اليهود وقال النصارى لن يدخلها إلا النصارى [تلك] القولة [أمانيهم] شهواتهم الباطلة [قل] لهم [هاتوا برهانكم] حججكم على ذلك [إن كنتم صادقين] فيه
بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
[بلى] يدخل الجنة غيرهم [من أسلم وجهه لله] أي انقاد لأمره وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء فغيره أولى [وهو محسن] موحد [فله أجره عند ربه] أي ثواب عمله الجنة [ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] في الآخرة
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون
[وقالت اليهود ليست النصارى على شيء] مُعْتدٍّ به وكفرت بعيسى [وقالت النصارى ليست اليهود على شيء] معتد به وكفرت بموسى [وهم] أي الفريقان [يتلون الكتاب] المنزل عليهم ، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى ، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال [كذلك] كما قال هؤلاء [قال الذين لا يعلمون] أي المشركون من العرب وغيرهم [مثل قولهم] بيان لمعنى ذلك: أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شيء [فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون] من أمر الدين فيُدخِل المحقَّ الجنةَ والمبطل النار
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولـئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خآئفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم
[ومن أظلم] أي لا أحد أظلم [ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه] بالصلاة والتسبيح [وسعى في خرابها] بالهدم أو التعطيل ، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت [أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين] خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحدٌ آمناً0 [لهم في الدنيا خزي] هوان بالقتل والسبي والجزية [ولهم في الآخرة عذاب عظيم] هو النار
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم
ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت [ولله المشرق والمغرب] أي الأرض كلها لأنهما ناحيتاها [فأين ما تولوا] وجوهكم في الصلاة بأمره [فثم] هناك [وجه الله] قبلته التي رضيها [إن الله واسع] يسع فضله كل شيء [عليم] بتدبير خلقه
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون
[وقالوا] بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله [اتخذ الله ولداً] قال تعالى [سبحانه] تنزيها له عنه [بل له ما في السماوات والأرض] ملكاً وخلقاً وعبيداً والملكية تنافي الولادة وعبر بما تغليباً لما لا يعقل [كل له قانتون] مطيعون كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل
بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
[بديع السماوات والأرض] موجدهم لا على مثال سبق [وإذا قضى] أراد [أمراً] أي إيجاده [فإنما يقول له كن فيكون] أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب جواباً للأمر
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون
[وقال الذين لا يعلمون] أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم [لولا] هلا [يكلمنا الله] أنك رسوله [أو تأتينا آية] مما اقترحناه على صدقك [كذلك] كما قال هؤلاء [قال الذين من قبلهم] من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم [مثل قولهم] من التعنت وطلب الآيات [تشابهت قلوبهم] في الكفر والعناد ، فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم [قد بينا الآيات لقوم يوقنون] يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراحُ آيةٍ معها تعنُّت
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
[إنا أرسلناك] يا محمد [بالحق] بالهدى [بشيراً] من أجاب إليه بالجنة [ونذيراً] من لم يجب إليه بالنار [ولا تُسْأَلُ عن أصحاب الجحيم] النار ، أي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ ، وفي قراءة بجزم تسألْ نهياً
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير
[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] دينهم [قل إن هدى الله] أي الإسلام [هو الهدى] وما عداه ضلال [ولئن] لام قسم [اتبعت أهواءهم] التي يدعونك إليها فرضاً [بعد الذي جاءك من العلم] الوحي من الله [ما لك من الله من ولي] يحفظك [ولا نصير] يمنعك منه
تعليق