مسامير وأزاهير ( 61 )... مؤتمر القمة وحوار الطرشان الأزلي!!!.
اليوم - 04:28 مساءًً
بادئ ذي بدء ... أدعو الله متضرعاًُ وصادقاًً في أن أكون واهماً ومخطئاً فيما أظنه وما أكتبه وما ستقرأونه في مقالي هذا تحديداً ، وذلك كي تبقى الأحلام وردية على الساحة العربية لاسيما وأن عهداً من ( التغيير !! ) في السياسة الأمريكية قد ( بشّر !! ) بها أوباما وانعكاسها على قضايا الأمة ... هكذا قيل وهكذا أشيع!!!.
لا أخفيكم أمراً ولا أذيع سراً إن أخبرتكم بأنني غير معني بانعقاد هذه القمة وغير مقتنع بما ستسفر عنها من نتائج ستعزز من ( اللون الوردي ) لأحلامنا التي طغى عليها اللون الأسود طويلاً، هذا كما وأنني لن أكون معنياً أيضاً بتلك القمم التي ستليها أبداً ولا أنتظر منها شيئاً يذكر وذلك امتثالاً للحديث الشريف ( لا يـُـلدغ المؤمن من جـُحر مرتين ) ، ولا أريد أن أتبجح أمامكم بالقول بأنني ( مؤمن ) ، فمسألة الإيمان شأن بين العبد وربه ... لكنني حقيقة قد صرت ( مؤمناً ) بعدم جدوى هذه القمم لما أسفرت عنه سابقاً فزادت من سواد لون مشهدنا العربي وحلكته، وازددت ( إيماناً ) أيضاً بعدم جدواها وفشلها في تغيير واقعنا المؤلم لما ستسفر عنه في قادم الأيام من تداعيات لن تكون إيجابية على مجتمعنا العربي برمته كي تلونه باللون الوردي الفاقع!!، وما أعانيه من حالة ( إيمانية ) بعدم جدوى مؤتمرات قممنا العربية ذات الأهداف والشعارات ( الوردية ) إنما هي ظاهرة عامة قد انتشرت بين صفوف الغالبية المطلقة من أبناء أمتنا العربية ( المجيدة ) وذلك لطول ما لدغنا من جحور المؤتمرات لمرات ومرات ... لندخل بعدها في فترة نقاهة واستشفاء ... ثم نلدغ كرة أخرى ... وهلم جرا!!!.
ولكن ... ولكي لا نبتعد عن الواقعية والشفافية في الطرح ، وكي لا نظلم حظنا من خلال إطلاق التهم والأحكام جزافاً فنلقي الكلام من أفواهنا على عواهنه ... فإنه لا بد من طرح التساؤل التالي ... أيعقل أن قادة أمتنا العربية ما كانوا قد اتفقوا يوماً على أمر فيه صالح أمتنا المجيدة رغم ما مر بشعبنا العربي من ويلات ونكبات وزلازل كانت قد هزت وخلخلت أسس مجتمعاتنا وجعلت كلمتنا وكرامتنا أمام دول العالم في مهب الريح ... وجوابي على ذلك بفم ملآن ... نعم ، فلقد اتفق قادتنا الكرام ومنذ تشظية عالمنا العربي إلى دول متفرقة وأعلام شتى بعد معاهدة سايكس بيكو على أمر واحد ظل شاغلهم الأول، واتفاقهم الوحيد كان منصباً ومحصوراً على أهمية ( الاختلاف ) بوجهات النظر من جانب ، والتشبث بالمنطق المتناقض الذي يتعارض والنهج الصائب الذي يخدم الأمة المنكوبة ويخرجها بالتالي من أزماتها من جانب آخر ، ولقد قالها يوماً خالد الذكر عبد الناصر رحمه الله حين أطلق عبارته الشهيرة ( اتفق العرب ... على ألا يتفقوا )، فليس من اللائق بمكان أن نتجرأ فنقول بأننا لم نتفق !!، فبالله عليكم ... أليس مجرد ( الاتفاق ) على ( عدم الاتفاق ) يعتبر إنجازاً عظيماً بحد ذاته!!؟، ثم ما جدوى تأسيس جامعة الدول العربية وما دور أمينها العام المبجل إذا ما كانت قياداتنا العربية تعيش في مرحلة وردية عنوانها ( الدنيا ربيع والجو بديع )، وكي لا يفوتني أن أذكر أمراً على جانب كبير من الأهمية وهو أن قادتنا العرب ( ومنهم الفلسطينيون ) ربما قد تأثروا بحديث الرسول محمد ( ص ) ( اختلاف أمتي رحمة ) ففسروه على هواهم ... فكان أن تشبثوا بهذه الرحمة التي أنزلوها على أمهات رؤوس أبنائهم وأوغلوا فيها ( رحمة وشفقة ) وتفننوا بها طويلاً!!!.
لقد هللت وكالات الانباء العالمية ومنها العربية ... وطبـّـل الإعلام العربي الرسمي كثيراً عن قرب انعقاد مؤتمر القمة العربي القادم في الدوحة وما ستفسر عنه من مقررات مصيرية خطيرة ستعيد ( ما تبقى ) من عيون المياه التي راحت تجري في غير أماكنها المعتادة إلى مجاريها بين الإخوة ، تماماً كما طبلت تلك المؤسسات الإعلامية من قبل عند انعقاد القمم السابقة ودقت على إثرها أنشودة ( أمجاد يا عرب أمجاد) ، فكان وقتها أن اشرأبت أعناق بسطاء القوم وانشرحت أساريرهم جذلاً وسروراً بقرب الانفراج ... إلا أنا ... فإنني مازلت على ( إيماني ) وتوجسي وحذري الشديد من لدغة الجـُحر الأولى والثانية إلى آخر قائمة ( لدغات ) مؤتمرات القمة والتي أسفرت وبجدارة عن ترسيخ الخلافات العربية العربية وانعكاسها بالتالي وكتحصيل حاصل على ديمومة الخلافات الفلسطينية الفلسطينية واستمرار حالة التناحر والشرذمة.
فليقاطع القمة من قادة هذه الأمة من يقاطعها ... وليحضر جلساتها من يشاء منهم الحضور ... فالأمر سيان عندي وعند الأغلبية الصامتة من أبناء شعبنا العربي المكلوم والمصدوم والتائه الحيران... لا لشيء إلا لإدراكنا بأن ( الحياء ) لا يعدو كونه قطرة على الجبين ... وتلك القطرة لعمري قد رأيتها وهي تتبخر من على جباه ( بعضهم ) منذ أول يوم استحلوا الجلوس على كراسي الأمر والنهي.
أما الحديث عن حالات الوئام والتصافي بين القادة فذلك لعمري لا نراه إلا في حالات تـُعد على عدد أصابع اليد ... ولكم أن تصححوا لي إن أخطأت أو سهوت :
1- حالة بروتوكولية توثق المناسبات والأحداث بالصور والأفلام تتمثل وتنحصر في حالتي النزول من الطائرة قادمين من بلدانهم بحفظ الله أو عند امتطاء صهوتها مغادرين برعاية الرحمن بعد أن ينفض الجمع المؤمن عن أعمال المؤتمر.
2- عند الجلوس على مائدة الولائم الرسمية لتناول ما لذ وطاب وتجاذب الأحاديث البعيدة عن هموم بلدانهم والسياسة المقيتة، فتلك لعمري لحظة الصفاء الوحيدة التي سينسى عندها قادتنا خلافاتهم.
ختاماً أقول لقادة أمتنا العربية وبمرارة شديدة...
إن اجتمعتم أم لم تجتمعوا ... وإن جلستم إلى بعضكم بعضاً وتشاورتم وتحاورتم وأشبعتم قضايانا المصيرية تحليلاً وتمحيصاً ... وإن حضر كل الرؤساء والملوك والأمراء ... وإن لم يحضر بعضهم واكتفى بإنابة من يمثله وعلى أوطأ درجة تمثيلية هداه تفكيره لها جزاءاً وفاقاً للبعض من القادة ... وإن انفض المؤتمر ببيان مجلجل مشبع بمفردات التفاؤل والأمنيات المسبوقة بحرفي ( السين المستقبلية أو سوف ) ... فالأمر تالله وبالله سيـّان ولن نخسر أكثر مما خسرنا والنتيجة هي هي كما نعلم وتعلمون ... استمرار الخلاف والتناحر والتآمر وعدم الاتفاق ... مع استمرار العدو الصهيوني على ممارساته وخططه التي لا راد لها ... مع سبق الإصرار والترصد.
وسيبقى عشمنا بما تقدمونه لنا كعشم إبليس بدخول الجنة.
أدعو الله مخلصاً صادقاً كرة أخرى في أن أكون مخطئاً فيما كتبت وظننت ...!!!.
سماك العبوشي
simakali***********
30/3/2009
اليوم - 04:28 مساءًً
بادئ ذي بدء ... أدعو الله متضرعاًُ وصادقاًً في أن أكون واهماً ومخطئاً فيما أظنه وما أكتبه وما ستقرأونه في مقالي هذا تحديداً ، وذلك كي تبقى الأحلام وردية على الساحة العربية لاسيما وأن عهداً من ( التغيير !! ) في السياسة الأمريكية قد ( بشّر !! ) بها أوباما وانعكاسها على قضايا الأمة ... هكذا قيل وهكذا أشيع!!!.
لا أخفيكم أمراً ولا أذيع سراً إن أخبرتكم بأنني غير معني بانعقاد هذه القمة وغير مقتنع بما ستسفر عنها من نتائج ستعزز من ( اللون الوردي ) لأحلامنا التي طغى عليها اللون الأسود طويلاً، هذا كما وأنني لن أكون معنياً أيضاً بتلك القمم التي ستليها أبداً ولا أنتظر منها شيئاً يذكر وذلك امتثالاً للحديث الشريف ( لا يـُـلدغ المؤمن من جـُحر مرتين ) ، ولا أريد أن أتبجح أمامكم بالقول بأنني ( مؤمن ) ، فمسألة الإيمان شأن بين العبد وربه ... لكنني حقيقة قد صرت ( مؤمناً ) بعدم جدوى هذه القمم لما أسفرت عنه سابقاً فزادت من سواد لون مشهدنا العربي وحلكته، وازددت ( إيماناً ) أيضاً بعدم جدواها وفشلها في تغيير واقعنا المؤلم لما ستسفر عنه في قادم الأيام من تداعيات لن تكون إيجابية على مجتمعنا العربي برمته كي تلونه باللون الوردي الفاقع!!، وما أعانيه من حالة ( إيمانية ) بعدم جدوى مؤتمرات قممنا العربية ذات الأهداف والشعارات ( الوردية ) إنما هي ظاهرة عامة قد انتشرت بين صفوف الغالبية المطلقة من أبناء أمتنا العربية ( المجيدة ) وذلك لطول ما لدغنا من جحور المؤتمرات لمرات ومرات ... لندخل بعدها في فترة نقاهة واستشفاء ... ثم نلدغ كرة أخرى ... وهلم جرا!!!.
ولكن ... ولكي لا نبتعد عن الواقعية والشفافية في الطرح ، وكي لا نظلم حظنا من خلال إطلاق التهم والأحكام جزافاً فنلقي الكلام من أفواهنا على عواهنه ... فإنه لا بد من طرح التساؤل التالي ... أيعقل أن قادة أمتنا العربية ما كانوا قد اتفقوا يوماً على أمر فيه صالح أمتنا المجيدة رغم ما مر بشعبنا العربي من ويلات ونكبات وزلازل كانت قد هزت وخلخلت أسس مجتمعاتنا وجعلت كلمتنا وكرامتنا أمام دول العالم في مهب الريح ... وجوابي على ذلك بفم ملآن ... نعم ، فلقد اتفق قادتنا الكرام ومنذ تشظية عالمنا العربي إلى دول متفرقة وأعلام شتى بعد معاهدة سايكس بيكو على أمر واحد ظل شاغلهم الأول، واتفاقهم الوحيد كان منصباً ومحصوراً على أهمية ( الاختلاف ) بوجهات النظر من جانب ، والتشبث بالمنطق المتناقض الذي يتعارض والنهج الصائب الذي يخدم الأمة المنكوبة ويخرجها بالتالي من أزماتها من جانب آخر ، ولقد قالها يوماً خالد الذكر عبد الناصر رحمه الله حين أطلق عبارته الشهيرة ( اتفق العرب ... على ألا يتفقوا )، فليس من اللائق بمكان أن نتجرأ فنقول بأننا لم نتفق !!، فبالله عليكم ... أليس مجرد ( الاتفاق ) على ( عدم الاتفاق ) يعتبر إنجازاً عظيماً بحد ذاته!!؟، ثم ما جدوى تأسيس جامعة الدول العربية وما دور أمينها العام المبجل إذا ما كانت قياداتنا العربية تعيش في مرحلة وردية عنوانها ( الدنيا ربيع والجو بديع )، وكي لا يفوتني أن أذكر أمراً على جانب كبير من الأهمية وهو أن قادتنا العرب ( ومنهم الفلسطينيون ) ربما قد تأثروا بحديث الرسول محمد ( ص ) ( اختلاف أمتي رحمة ) ففسروه على هواهم ... فكان أن تشبثوا بهذه الرحمة التي أنزلوها على أمهات رؤوس أبنائهم وأوغلوا فيها ( رحمة وشفقة ) وتفننوا بها طويلاً!!!.
لقد هللت وكالات الانباء العالمية ومنها العربية ... وطبـّـل الإعلام العربي الرسمي كثيراً عن قرب انعقاد مؤتمر القمة العربي القادم في الدوحة وما ستفسر عنه من مقررات مصيرية خطيرة ستعيد ( ما تبقى ) من عيون المياه التي راحت تجري في غير أماكنها المعتادة إلى مجاريها بين الإخوة ، تماماً كما طبلت تلك المؤسسات الإعلامية من قبل عند انعقاد القمم السابقة ودقت على إثرها أنشودة ( أمجاد يا عرب أمجاد) ، فكان وقتها أن اشرأبت أعناق بسطاء القوم وانشرحت أساريرهم جذلاً وسروراً بقرب الانفراج ... إلا أنا ... فإنني مازلت على ( إيماني ) وتوجسي وحذري الشديد من لدغة الجـُحر الأولى والثانية إلى آخر قائمة ( لدغات ) مؤتمرات القمة والتي أسفرت وبجدارة عن ترسيخ الخلافات العربية العربية وانعكاسها بالتالي وكتحصيل حاصل على ديمومة الخلافات الفلسطينية الفلسطينية واستمرار حالة التناحر والشرذمة.
فليقاطع القمة من قادة هذه الأمة من يقاطعها ... وليحضر جلساتها من يشاء منهم الحضور ... فالأمر سيان عندي وعند الأغلبية الصامتة من أبناء شعبنا العربي المكلوم والمصدوم والتائه الحيران... لا لشيء إلا لإدراكنا بأن ( الحياء ) لا يعدو كونه قطرة على الجبين ... وتلك القطرة لعمري قد رأيتها وهي تتبخر من على جباه ( بعضهم ) منذ أول يوم استحلوا الجلوس على كراسي الأمر والنهي.
أما الحديث عن حالات الوئام والتصافي بين القادة فذلك لعمري لا نراه إلا في حالات تـُعد على عدد أصابع اليد ... ولكم أن تصححوا لي إن أخطأت أو سهوت :
1- حالة بروتوكولية توثق المناسبات والأحداث بالصور والأفلام تتمثل وتنحصر في حالتي النزول من الطائرة قادمين من بلدانهم بحفظ الله أو عند امتطاء صهوتها مغادرين برعاية الرحمن بعد أن ينفض الجمع المؤمن عن أعمال المؤتمر.
2- عند الجلوس على مائدة الولائم الرسمية لتناول ما لذ وطاب وتجاذب الأحاديث البعيدة عن هموم بلدانهم والسياسة المقيتة، فتلك لعمري لحظة الصفاء الوحيدة التي سينسى عندها قادتنا خلافاتهم.
ختاماً أقول لقادة أمتنا العربية وبمرارة شديدة...
إن اجتمعتم أم لم تجتمعوا ... وإن جلستم إلى بعضكم بعضاً وتشاورتم وتحاورتم وأشبعتم قضايانا المصيرية تحليلاً وتمحيصاً ... وإن حضر كل الرؤساء والملوك والأمراء ... وإن لم يحضر بعضهم واكتفى بإنابة من يمثله وعلى أوطأ درجة تمثيلية هداه تفكيره لها جزاءاً وفاقاً للبعض من القادة ... وإن انفض المؤتمر ببيان مجلجل مشبع بمفردات التفاؤل والأمنيات المسبوقة بحرفي ( السين المستقبلية أو سوف ) ... فالأمر تالله وبالله سيـّان ولن نخسر أكثر مما خسرنا والنتيجة هي هي كما نعلم وتعلمون ... استمرار الخلاف والتناحر والتآمر وعدم الاتفاق ... مع استمرار العدو الصهيوني على ممارساته وخططه التي لا راد لها ... مع سبق الإصرار والترصد.
وسيبقى عشمنا بما تقدمونه لنا كعشم إبليس بدخول الجنة.
أدعو الله مخلصاً صادقاً كرة أخرى في أن أكون مخطئاً فيما كتبت وظننت ...!!!.
سماك العبوشي
simakali***********
30/3/2009
تعليق