قالت : أعد لي جواباتي .. أعد صوري
ضاع الهوى بيننا .. فارحل بلا أسفِ
قد مات في داخلي من كان يسكنني
من بعته عمري .. وارتاح في كنفي
غدا ستندم لكن حين لا ندمُ
يجدي .. فدارِ الأسى بالكبر والصلفِ
يا كبريائي إلى متى تشعلين دمي
لقد ركضت بأوهامي إلى تلفي
* * *
لمن سأكتب أشعاري وألقيها
ومن سيسمعها مني ويرويها
لمن أبوح بأسراري وقد رحلت
لمن أصوغ فكاهاتي وأحكيها
لمن أبات على شوق لتسمعني
من هاتفي همسها ينساب من فيها
لمن أقص سخافاتي لأضحكها
ويضحك القلب من مغزى حكاويها
ومن يواسي ومن يحنو إذا غرقت
روحي بحزني ومن للنفس يشفيها
من كان يحلم أني سوف أفقدها
ومن يصدق أني سوف أقصيها
* * *
آهِ يا نبض حياتي ودمي
وغرامي وتراتيل ضميري
ليتني مت ولم أفقدك يـا
بسمة الدنيا على درب شعوري
ليتني لم أعرف الحب ولم
أعشق العشق ولم أدرِ مصيري
سيرتني نحو أشجاني يد ٌ
خططت في الغيب .. دربي ومسيري
* * *
يا جراحي ذهب العمر سدىً
بين شك وشجون وأنين ْ
قد كسرتُ القيد أرجو راحة
ليتني عشت في القيد سنين ْ
كلما أوشكت أنسى .. عادني
طيفها بين غُلالات الحنين ْ
يا رياح الشك هبي وأعصفي
ببقايا الروح والقلب الحزين ْ
يا حبيبي أظلمت نفسي وروحي
واتقضى العمر .. وحبي لك باقي
كيف ألقاك بأوهامي ومن لي
بثوان ٍ من سويعات التلاقي
يا ضباب اليأس في ليل اشتياقي
كم أعاني من تباريح الفراقِ
عذبيني يا أماسي البعد وأطوِ
قلبي المحموم في نارِ احتراقي
* * *
غني لي يا هجر ألحان العذابْ
حُرمت روحي أغاريد العتابْ
سكن الموت شرايين دمي
وسرى في أضلعي طيف الخرابْ
وغدى بعدك ليلي فارغ ٌ
ونهاري بعد ما غبتِ سرابْ
ما انتظاري بين أطياف الأسى
لحبيب غاب لا ينوي الإيابْ
* * *
ها أنا أشكو فهل تشكو كما
يشتكي قلبي .. وتضنيك الجراحْ
أفلا تأسى لذكرى حبنا
لأماسينا لهمساتِ الصباح ْ
كلها راحت وولت مثلنا
تذهب الريشة أدراج الرياحْ
لم يعد باقٍ سوى آهاتنا
والأسى والدمع .. والجرح المباح
* * *
أيها النائي في عيني يلوح ْ
كيف لا ترثي لمهزوم يبوح ْ
ما أراد البعد لكن ساقه
للمقادير إباءٌ و جموحْ
لا تدعني للتباريح التي
أنزلتني من سمائي للسفوحْ
رُب من جافيته ظلما له
خافقٌ يهفو لعينيك وروح ْ
* * *
يا لقلبين بهذا الليل هاما
ما بكاهُم في الهوى آسٍ رؤوفْ
سَلما النفس لأوجاع النوى
واستراحا بين أنصالِ السيوفْ
واستمدا الحزن من روحيهما
واستعدا في خشوع للحتوفْ
لا تلمني أيها القاسي فكم
صَبَرت نفسي على غدر الظروفْ
* * *
شتت الشمل سريعا شملنا
وافترقنا كلٌ منا في طريقْ
وانتهينا لا تراني أبدا
قد غدا يفصلنا ليل سحيقْ
لم نعد ندري ولفحات النوى
تُغرق الروحين في يأسٍ عميقْ
وتوارت شعلة الحب الذي
كان غوثي .. من غريق لغريقْ
* * *
آهِ يا بسمةَ عمري لو رأيتِ
بعينيكِ وجومي واكتئابي
وشرودي وسهومي والشجا
في عيوني واحتراقي واغترابي
لتناسيتِ خصامي وبكت
رقةً عيناكِ من بؤس عذابي
فأسعديني قبل أن ينضب عمري
ويفنى في الأسى وهج شبابي
* * *
فتعالي وأسكبي النور على
ظلمة الروح بعينيكِ وعودي
وأريقي في دمائي نفحةً
من عبير الحب في أمسي البعيدِ
أنقذيني من عذابي وابعثي
في حنايا أضلعي عهدي السعيدِ
قبلما يغلبني ليلُ الأسى
وينام الحزنُ في قلبي الوئيدِ
* * *
يـا لمحرومين ذابا في العناقِ
واستراحا بعد أوجاع الفراق
ِ
حسبا الحب عذابا ونوى
بعدما عاشا بوجدٍ واحتراقِ
فاستناما لنسيمات الهوى
واستباح كل ساعات التلاقي
ذهب العمر هباءً وانقضى
بين هجرٍ وحنينٍ واشتياقِ
* * *
يــا ليالي الحزن عودي وأشعلي
في حنايا الروح آهاتِ أنيني
من مغيثي من عذابي فقد
حار قلبي في متاهاتِ شجوني
لا بكائي يُرجعُ الماضي ولا
شقوتي تودي بأشجانِ حنيني
ما سواك اليوم يطوي ألمي
ويريح النفس من كرب ظنوني
تعليق