هل أنت خوافز شديد الخوف من أمور لايخشاها كثير من الناس؟؟؟ يسيطر عليك الخوف إلى حد الشعور بفقدان الطمأنينة ؟فالمبالغة في الخوف قد تتطور حتى تصل درجة الخوف المرضي الذي يعوق الإنسان عن ممارسة
حياة طبيعية مثل غيره من الأسوياء.
ليس معنى ذلك ، أن كل شعور بالخوف ، هو دليل ضطراب نفسي ، لا ...فمن الطبيعي أن يمر الإنسان ببعض
المخاوف فالمخاوف كثيرة وقد تختلف من إنسان إلى آخر بل إن الخوف الطبيعي يكون سببا في حمايتنا من الضرر
فخوفنا من الكهرباء مثلا، يجعلنا نحتاط ونتخذ سبل الأمان في التعامل معها.
أما إذا وقع الإنسان أسيرا لبعض المخاوف التي تسيطر عليه مثل الخوف من المرض والخوف من الفقر
والخوف من الموت وغيرها من المخاوف التي تقتحم نفسه وتجعله فريسة لمخاوفه خاصة إذا تعرض لبعض المصاعب
في حياته.
القرآن الكريم صوَر حالة الهلع والفزع والجزع التي تصيب الإنسان إذا أصابه شيء من الشر وكيف يعيش حبيس مخاوفه وأوهامه ولكن هل حالة الفزع والهلع تصيب كل إنسان يتعرض لشيء من الشر؟ لا .... بل تصيب من كان قلبه خاويا خاليا من الإيمان ، لذا فإن الآيات التي وصفت حال هؤلاء الخائفين ، استثنت منهم المؤمنين الحريصين على الصلاة والزكاة وغيرها من أوامر الله ، لأنه هؤلاء يشعرون أنهم على صلة بقوة عظيمة ، تبدد مخاوفهم فتجعلهم يشعرون
بالأمان تبدل خوفنا أمنا فالمؤمن يعلق رجاءه وأمله بالله تعالى .
قال تعالى في سورة المعارج ((إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسّه الشّر جزوعا وإذا مسّه الخير منوعا))...هل هذا
شأن الناس كافة إذا أصابهم شيء من الشر ؟ لا إن الله تعالى استثنى فئة من الناس ولنقرأ بقية الآيات كي نعرف
من هم الذين استثناهم الله ، قال تعالى: (( إلاّ المصلّين ، الذين هم على صلاتهم دائمون ، والذين في أموالهم حق معلوم ، للسّائل والمحروم ، والذين يصدّقون بيوم الدّين والّذين هم من عذاب ربهم مشفقون))فالإنسان إذا
أصابه شيء من الشر يستبد به الخوف بل قد يتطور الأمر حتى يمزقه الهلع والجزع ، وقد يصل به الأمر حتى يعيش مخاوفه وأوهامه بل يفقد الأمل حتى يظن أن الشر لن ينكشف يفقد الأمل ...وسبب ذلك أنه غير متصل بقوة عليا تشد من عزمه ويعلق بها رجاؤه وأمله فالقلب حين يصبح به رياح الخوف ويقع فريسة لخوف وقلق دائم.
فهؤلاء المؤمنون الذين استثناهم الله من الخوف هم أصحاب العبادات تلك العبادات التي تصوغ نفوسهم وتزيدهم
قوة وصلابة أمام مايصادفهم في حياتهم فالمؤمن حينما يؤدي صلاته بإخلاص واطمئنان فإنه يشعر بأن الصلاة
وسية الاتصال بالله تعالى ، يستمد منه سبحانه القوة والراحة والشعور بالأمان.
الله سبحانه وتعالى ليش في حاجة إلى عبادتنا ولكن الإنسان هو المستفيد من امتثاله لأمر ربه ، في الدنيا والآخرة
فالإيمان بالله والإخلاص في العبادات يعيدان صياغة النفس وبناءها، فالإيمان ليس مجرد كلمة تقال ولكنه امتثال لكل
ما أمرنا به الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فالله تعالى هو الذي خلقنا وهو أعلم بمل يصلح نفوسنا
هيا نحصن نفوسنا من الخوف ونسعى إلى سعادة في الدنيا والآخرة.....
تحياتي للجميع ...
تعليق