عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
" جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "
ظاهر من الحديث تضافر الجهاد الاقتصادي والعسكري والإعلامي لمواجهة الكفار بكل أسباب المقاومة، وعدم إدخار شيء من القوى المادية والمعنوية لإحباط مكايدهم (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد باسا وأشد تنكيلا..)!
وقد تغيرت أدوات القتال تغيرا بعيد المدى، واتسعت ساحاتها لتشمل البر والبحر والجو..
وكذلك تغيرت وسائل الإعلام وصناعة المشاعر والأفكار، وأضحت الكلمة والصورة والخبر والتعليق والكتاب والصحيفة والراديو والتلفاز، بل الأغاني والفكاهات، أضحى كل ذلك موجها ببراعة إلى غايات مرسومة ووفق خطط موضوعة..
وقد نجح خصومنا في غاراتهم على الأمة الإسلامية واستعانوا بآخر ما بلغه العقل الإنساني من إبداع كي يفتنونا عن ديننا ويسرقوا أرضنا منا..
ترى ماذا أعددنا للدفاع عن مقدساتنا؟ والذود عن مواريثنا؟ وعن دنيانا وآخرتنا؟
لا شأن لي بالحروب الساخنة فلست من رجالها! دائما أهتم هنا بالإعلام دفاعا وهجوما وبالاقتصاد توجيها وهيمنة، فإن الاستعمار العالمي ملح في اغتيال ديننا والإجهاز عليه روحا وبدنا، ومستغل للضوائق وأزمات الجفاف وسنى القحط والمسغبة ليساوم المستضعفين على بيع ضمائرهم وترك عقائدهم...
والأخبار التي تأتينا من إفريقية وآسيا تثير الفزع، وتطير النوم من العيون النائمة!
كانت الدعاية الإسلامية قديما تعتمد على الجهد الفردي وعلى المستوى العالي للسلوك الإسلامي بين التجار والمتصوفة، وعلى البذل الدائم لأغنيائنا كي يساوا الثغرات ويتألفوا القلوب..
وقد أحرزوا أنصبة رائعة من النجاح مدت الإسلام إلى أعماق القارتين القديمتين...
بيد أن هذه الوسائل القديمة وهت، وبعدت نتائجها...
ذلك أن الدعايات المضادة تستخدم الجهد الجماعي لا الفردي! والخدمات المسداة للفقراء والمساكين فوق الحصر، ومن ورائها سياسات بصيرة..! والدول الاستعمارية لا تدخر وسعا في ذبح الإسلام بغير سكين غالبا، أو بالسكين اذا اشتدت المقاومة، وتشبثت الضحية بالحياة!
لابد إذن من أن نعيد النظر في الطرق التي نعرض بها ديننا أو التي ندفع بها عنه!
وقد لفت النظر في الفصول السابقة إلى آراء فلسفية أوفقهية متطفلة على شعب الإيمـان وحقائق الإسلام يجب استبعادها فورا من ميدان الدعوة..
وألفت النظر الآن إلى أن الدعوة لا تنتهي بخطبة بليغة أوحوارناجح! فقد دخل ميدانها أطباء ومهندسون وكيماويون وزراعيون تساندهم هيئات متخصصة. وتمهد أمامهم الطريق.
والرجال والنساء سواء في خدمة الغرض المحدد، ونحن ذاهلون أو مشغولون بما لا يجدى..
قرأت في أخبار العالم الإسلامي (17- 2- 1403 هـ) هذا الخبر تحت عنوان " من أساليب التنصير الماكرة":
راهبة فرنسية الجنسية اسمها أمانويل. نشرت بعض الصحف العربية بأنها تسعى في القاهرة لاقامة مصنع تحيل به الصحراء إلى بساتين وجنات. وتفكرفي إقامة المصنع لاستغلال الزبالة، وتحويلها إلى أسمدة زراعية ليعود ريع هذا المشروع الضخم إلى زبالي مصر. وقد قامت مؤسسة الأرض الخيرية الفرنسية بالتبرع بمبلغ 85 الف دولارمن أجل تنفيذ هذا المشروع الذي بلغت جملة تكاليفه 300 ألف دولار. وتقوم هذه الراهبة بجولة في الدول الأوربية الأخرى لجمع المزيد من التبرعات لتتعجل تنفيذ مشروعها " الإنساني " هذا.
ان الشيء المؤسف أن تشيد هذه الصحف التي أوردت النبأ بتلك الراهبة "الخيرة" وبمشروعها " الانساني "، قائلة عنها أنها تقوم "بمعجزات" لمساعدة زبالي مصر و رفع مستوى معيشتهم بعد أن عايشت فقرهم ومعاناتهم، مؤكدة أنها ستحول أرض مصر إلى جنات خضراء تنتج الخضر والفاكهة وتجلب الرخاء لعشرات الآلاف من أبناء مصر. اذ كيف يفوت على ذكاء هذه الصحف مثل هذه الأساليب الماكرة وهذه الخطط التنصيرية البعيدة المدى رغم أن صاحب الفكرة ومهندسها ومنفذها راهبة، والشيء المؤسف أن تلك الصحف العربية الإسلامية لم تسكت على إيراد النبأ مجردا فحسب، إنما أخذت تمجد هذه " البطلة " وتشيد بمشروعها " الإنساني" وتصفها " بالأخت".
عندما قرأت هذا الخبر لم يستوقفني خداع المخدوعين في الثناء على المشروع المقترح، فربما كان هذا الثناء عن غفلة! والغزو الثقافي صنع الألوف من الغافلين، وربما كان عن تواطؤ متعمد! والغزو الثقافي صنع كذلك الألوف ممن يخدمون المنصرين على حساب الإسلام والمسلمين...!
ولكني تساءلت: هذه راهبة أخلصت لوظيفتها إخلاصا فتق لها الحيلة، و كشف لها الميدان الذي تدعم به دينها، فأين كنا؟ ولماذا لم نسبق إلى أداء واجبنا؟
إن هذه السيدة لها أخت في الهند نهضت بأضعاف هذا الجهد المثمر، وقد نالت جائزة " نوبل" وذهبت إليها ملكة انجلترا لتقلدها أرفع وسام إنكليزي تقديرا لها..
إننا غزينا في عقر دارنا! لا غزوا عسكريا ولكن غزوا عقائديا، ومن العجز القاء تبعات فشلنا على الآخرين...
وأمتنا ملأى بنفوس مؤمنة حافلة بالنشاط والذكاء، بيد أن الأبواب أمامها موصدة! من أوصدها؟ أعرف نساء أرجح من الراهبات الآنف ذكرهن، أعياهن الاعتقال والابتذال والتعرض لما لا يقال
وأعرف منهن من تقدرعلى الكثيرولكنها لو خرجت لمثل مانجحت فيه تلك الراهبات لقال لها ثرثار سليط: ارجعن مأزورات غير مأجورات!!
وأعرف رجال الهم قرائح مكتشفة نافذة! لكنهم فقراء، فإذاعرضوا ما لديهم على الأغنياء، لم يجدوا جوابا إلا الحقوق كثيرة، وليس لدينا فضل نوجهه ،. فيما تقترحون...
إن مصاريف اللهو والمتاع لا تبقى عندهم شيئا..
وأعرف وأعرف... والكلمة الأخيرة لأمتنا: إن الملل الأخرى حتى ، الوثنية طامعة فيكم! والذي يغزى في عقر داره يذل، فإلى متى تنتظرون؟ تشبثوا بالإسلام وأصلحوا أجهزته العلمية والإدارية، وأروا الناس حقائقه ! تظفروا بالحسنيين...
قام بلتجميع هذا الموضوع
أ/ ** أدهم صبرى **
" جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "
ظاهر من الحديث تضافر الجهاد الاقتصادي والعسكري والإعلامي لمواجهة الكفار بكل أسباب المقاومة، وعدم إدخار شيء من القوى المادية والمعنوية لإحباط مكايدهم (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد باسا وأشد تنكيلا..)!
وقد تغيرت أدوات القتال تغيرا بعيد المدى، واتسعت ساحاتها لتشمل البر والبحر والجو..
وكذلك تغيرت وسائل الإعلام وصناعة المشاعر والأفكار، وأضحت الكلمة والصورة والخبر والتعليق والكتاب والصحيفة والراديو والتلفاز، بل الأغاني والفكاهات، أضحى كل ذلك موجها ببراعة إلى غايات مرسومة ووفق خطط موضوعة..
وقد نجح خصومنا في غاراتهم على الأمة الإسلامية واستعانوا بآخر ما بلغه العقل الإنساني من إبداع كي يفتنونا عن ديننا ويسرقوا أرضنا منا..
ترى ماذا أعددنا للدفاع عن مقدساتنا؟ والذود عن مواريثنا؟ وعن دنيانا وآخرتنا؟
لا شأن لي بالحروب الساخنة فلست من رجالها! دائما أهتم هنا بالإعلام دفاعا وهجوما وبالاقتصاد توجيها وهيمنة، فإن الاستعمار العالمي ملح في اغتيال ديننا والإجهاز عليه روحا وبدنا، ومستغل للضوائق وأزمات الجفاف وسنى القحط والمسغبة ليساوم المستضعفين على بيع ضمائرهم وترك عقائدهم...
والأخبار التي تأتينا من إفريقية وآسيا تثير الفزع، وتطير النوم من العيون النائمة!
كانت الدعاية الإسلامية قديما تعتمد على الجهد الفردي وعلى المستوى العالي للسلوك الإسلامي بين التجار والمتصوفة، وعلى البذل الدائم لأغنيائنا كي يساوا الثغرات ويتألفوا القلوب..
وقد أحرزوا أنصبة رائعة من النجاح مدت الإسلام إلى أعماق القارتين القديمتين...
بيد أن هذه الوسائل القديمة وهت، وبعدت نتائجها...
ذلك أن الدعايات المضادة تستخدم الجهد الجماعي لا الفردي! والخدمات المسداة للفقراء والمساكين فوق الحصر، ومن ورائها سياسات بصيرة..! والدول الاستعمارية لا تدخر وسعا في ذبح الإسلام بغير سكين غالبا، أو بالسكين اذا اشتدت المقاومة، وتشبثت الضحية بالحياة!
لابد إذن من أن نعيد النظر في الطرق التي نعرض بها ديننا أو التي ندفع بها عنه!
وقد لفت النظر في الفصول السابقة إلى آراء فلسفية أوفقهية متطفلة على شعب الإيمـان وحقائق الإسلام يجب استبعادها فورا من ميدان الدعوة..
وألفت النظر الآن إلى أن الدعوة لا تنتهي بخطبة بليغة أوحوارناجح! فقد دخل ميدانها أطباء ومهندسون وكيماويون وزراعيون تساندهم هيئات متخصصة. وتمهد أمامهم الطريق.
والرجال والنساء سواء في خدمة الغرض المحدد، ونحن ذاهلون أو مشغولون بما لا يجدى..
قرأت في أخبار العالم الإسلامي (17- 2- 1403 هـ) هذا الخبر تحت عنوان " من أساليب التنصير الماكرة":
راهبة فرنسية الجنسية اسمها أمانويل. نشرت بعض الصحف العربية بأنها تسعى في القاهرة لاقامة مصنع تحيل به الصحراء إلى بساتين وجنات. وتفكرفي إقامة المصنع لاستغلال الزبالة، وتحويلها إلى أسمدة زراعية ليعود ريع هذا المشروع الضخم إلى زبالي مصر. وقد قامت مؤسسة الأرض الخيرية الفرنسية بالتبرع بمبلغ 85 الف دولارمن أجل تنفيذ هذا المشروع الذي بلغت جملة تكاليفه 300 ألف دولار. وتقوم هذه الراهبة بجولة في الدول الأوربية الأخرى لجمع المزيد من التبرعات لتتعجل تنفيذ مشروعها " الإنساني " هذا.
ان الشيء المؤسف أن تشيد هذه الصحف التي أوردت النبأ بتلك الراهبة "الخيرة" وبمشروعها " الانساني "، قائلة عنها أنها تقوم "بمعجزات" لمساعدة زبالي مصر و رفع مستوى معيشتهم بعد أن عايشت فقرهم ومعاناتهم، مؤكدة أنها ستحول أرض مصر إلى جنات خضراء تنتج الخضر والفاكهة وتجلب الرخاء لعشرات الآلاف من أبناء مصر. اذ كيف يفوت على ذكاء هذه الصحف مثل هذه الأساليب الماكرة وهذه الخطط التنصيرية البعيدة المدى رغم أن صاحب الفكرة ومهندسها ومنفذها راهبة، والشيء المؤسف أن تلك الصحف العربية الإسلامية لم تسكت على إيراد النبأ مجردا فحسب، إنما أخذت تمجد هذه " البطلة " وتشيد بمشروعها " الإنساني" وتصفها " بالأخت".
عندما قرأت هذا الخبر لم يستوقفني خداع المخدوعين في الثناء على المشروع المقترح، فربما كان هذا الثناء عن غفلة! والغزو الثقافي صنع الألوف من الغافلين، وربما كان عن تواطؤ متعمد! والغزو الثقافي صنع كذلك الألوف ممن يخدمون المنصرين على حساب الإسلام والمسلمين...!
ولكني تساءلت: هذه راهبة أخلصت لوظيفتها إخلاصا فتق لها الحيلة، و كشف لها الميدان الذي تدعم به دينها، فأين كنا؟ ولماذا لم نسبق إلى أداء واجبنا؟
إن هذه السيدة لها أخت في الهند نهضت بأضعاف هذا الجهد المثمر، وقد نالت جائزة " نوبل" وذهبت إليها ملكة انجلترا لتقلدها أرفع وسام إنكليزي تقديرا لها..
إننا غزينا في عقر دارنا! لا غزوا عسكريا ولكن غزوا عقائديا، ومن العجز القاء تبعات فشلنا على الآخرين...
وأمتنا ملأى بنفوس مؤمنة حافلة بالنشاط والذكاء، بيد أن الأبواب أمامها موصدة! من أوصدها؟ أعرف نساء أرجح من الراهبات الآنف ذكرهن، أعياهن الاعتقال والابتذال والتعرض لما لا يقال
وأعرف منهن من تقدرعلى الكثيرولكنها لو خرجت لمثل مانجحت فيه تلك الراهبات لقال لها ثرثار سليط: ارجعن مأزورات غير مأجورات!!
وأعرف رجال الهم قرائح مكتشفة نافذة! لكنهم فقراء، فإذاعرضوا ما لديهم على الأغنياء، لم يجدوا جوابا إلا الحقوق كثيرة، وليس لدينا فضل نوجهه ،. فيما تقترحون...
إن مصاريف اللهو والمتاع لا تبقى عندهم شيئا..
وأعرف وأعرف... والكلمة الأخيرة لأمتنا: إن الملل الأخرى حتى ، الوثنية طامعة فيكم! والذي يغزى في عقر داره يذل، فإلى متى تنتظرون؟ تشبثوا بالإسلام وأصلحوا أجهزته العلمية والإدارية، وأروا الناس حقائقه ! تظفروا بالحسنيين...
قام بلتجميع هذا الموضوع
أ/ ** أدهم صبرى **
تعليق