بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من غيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون
بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عددها من حفظ فروع
وتضييع أصول.
أذابحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين: أحدهما العادة، والثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه
قد يغلب فلا يترك سمعا ولا بصرا.
ومن هذا القبيل أن إخوة يوسف قالوا - حين سمعوا صوت المنادي: " إنكم لسارقون " - " لقد علمتم ما
جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " ، فجاء في التفسير أنهم لما دخلوا مصر كمموا أفواه إبلهم لئلا
تتناول ما ليس لهم فكأنهم قالوا قد رأيتم ما صنعنا بإبلنا فكيف نسرق، ونسوا هم تفاوت ما بين الورع
واختطاف أكلة لا يملكونها، وبين إلقاء يوسف عليه السلام في الجب وبيعه بثمن بخس.
وفي الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة، وفيما لا ينقص
شيئا من عادته في مطعم وملبس.
نرى أقواما يأخذون ويقول أحدهم: كيف يراني عدوي بعد أن بعت داري، أو تغير ملبوسي ومركوبي !.
ونرى أقواما يوسوسون في الطهارة ويستعملون الكثير من الماء ولا يتحاشون من غيبة.
وأقواما يستعملون التأويلات الفاسدة في تحصيل أغراضهم مع علمهم أنها لا تجوز.
روي أن رجلا من أهل الخير والتعبد أعطاه رجل مالا ليبني به مسجدا، فأخذه لنفسه وأنفق عوض
الصحيح قراضة. فلما احتضر قال لذلك الرجل: اجعلني في حل فإني فعلت كذا وكذا.
ونرى أقواما يتركون الذنوب لبعدهم عنها، فقد ألفوا الترك، وإذا قربوا منها لم يتمالكوا.
وفي الناس من هذه الفنون عجائب يطول ذكرها.
وقد علمنا أن خلقا من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم، فلما جاء الإسلام وعرفوا صحته
لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محور رياستهم.
وكذلك قيصر فإنه عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدليل، ثم لم يقدر على مقاومة هواه وترك
ملكه.
فالله الله في تضييع الأصول ! ومن إهمال سرح الهوى. فإنه إن أهملت ماشية نفشت في زروع التقى.
وما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منه ضابطه كفه.
وربما لاحت له شهواته الغالبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت.
على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة، ومنهم من يكفه بخيط، فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى،
وأن يكون بصيرا بما يقوى عليه من أعدائه وبمن يقوى عليه.
أشـــــــــــــكــــــــو إلــــــــيــــــــك الــــــــلــهــم
تــلــهــفي عــلــى مــا يــفــوتــنــي مــن الــدنــيــا
وانــــــــــــقــيــادي فــي طـــــــاعــة الــــــهــوى
جــاهــلا بــحــقــك ســـاهـــيـــا عـــن واجـــبـــك
نـــاســيــا لـــمـــا تـكـرر مـن وعـظـك وإرشـادك
وبـيـانـك وتـنـبـيـهـك حـتـى كـأن حـلاوة وعــــدك
لـم تــــــلـج أذنـي ولـم تـبـاشــــــــــــر فــــــؤادي
و مـرارة عـتـابـك ولائـمـتـك لـم تـهـتـك حــجـابـي
ولـــــم تـــــــــعرض كـــــل أوصـــــــــــــابـــــي
إلـهي إلـيك الـمـفـر مـن دار مـنـهـومهـا لا يـشـبـع
ومـســـــهــــومـهـا لا يـنـقـع وطـالـبــها لا يــرتــع
وواجـدها لا يـقـنـع فــالــعــيــش عــنــدك رقــيــق
والأمــــــــــــل فـــــــيــك تـــــــحـــــــقــــــــيــق
قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل أمــــــيــــــــــــن
كثيرا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة ولا يتحاشون من غيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون
بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عددها من حفظ فروع
وتضييع أصول.
أذابحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين: أحدهما العادة، والثاني غلبة الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه
قد يغلب فلا يترك سمعا ولا بصرا.
ومن هذا القبيل أن إخوة يوسف قالوا - حين سمعوا صوت المنادي: " إنكم لسارقون " - " لقد علمتم ما
جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " ، فجاء في التفسير أنهم لما دخلوا مصر كمموا أفواه إبلهم لئلا
تتناول ما ليس لهم فكأنهم قالوا قد رأيتم ما صنعنا بإبلنا فكيف نسرق، ونسوا هم تفاوت ما بين الورع
واختطاف أكلة لا يملكونها، وبين إلقاء يوسف عليه السلام في الجب وبيعه بثمن بخس.
وفي الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة، وفيما لا ينقص
شيئا من عادته في مطعم وملبس.
نرى أقواما يأخذون ويقول أحدهم: كيف يراني عدوي بعد أن بعت داري، أو تغير ملبوسي ومركوبي !.
ونرى أقواما يوسوسون في الطهارة ويستعملون الكثير من الماء ولا يتحاشون من غيبة.
وأقواما يستعملون التأويلات الفاسدة في تحصيل أغراضهم مع علمهم أنها لا تجوز.
روي أن رجلا من أهل الخير والتعبد أعطاه رجل مالا ليبني به مسجدا، فأخذه لنفسه وأنفق عوض
الصحيح قراضة. فلما احتضر قال لذلك الرجل: اجعلني في حل فإني فعلت كذا وكذا.
ونرى أقواما يتركون الذنوب لبعدهم عنها، فقد ألفوا الترك، وإذا قربوا منها لم يتمالكوا.
وفي الناس من هذه الفنون عجائب يطول ذكرها.
وقد علمنا أن خلقا من علماء اليهود كانوا يحملون ثقل التعبد في دينهم، فلما جاء الإسلام وعرفوا صحته
لم يطيقوا مقاومة أهوائهم في محور رياستهم.
وكذلك قيصر فإنه عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدليل، ثم لم يقدر على مقاومة هواه وترك
ملكه.
فالله الله في تضييع الأصول ! ومن إهمال سرح الهوى. فإنه إن أهملت ماشية نفشت في زروع التقى.
وما مثل الهوى إلا كسبع في عنقه سلسلة فإن استوثق منه ضابطه كفه.
وربما لاحت له شهواته الغالبة عليه فلم تقاومها السلسلة فأفلت.
على أن من الناس من يكف هواه بسلسلة، ومنهم من يكفه بخيط، فينبغي للعاقل أن يحذر شياطين الهوى،
وأن يكون بصيرا بما يقوى عليه من أعدائه وبمن يقوى عليه.
أشـــــــــــــكــــــــو إلــــــــيــــــــك الــــــــلــهــم
تــلــهــفي عــلــى مــا يــفــوتــنــي مــن الــدنــيــا
وانــــــــــــقــيــادي فــي طـــــــاعــة الــــــهــوى
جــاهــلا بــحــقــك ســـاهـــيـــا عـــن واجـــبـــك
نـــاســيــا لـــمـــا تـكـرر مـن وعـظـك وإرشـادك
وبـيـانـك وتـنـبـيـهـك حـتـى كـأن حـلاوة وعــــدك
لـم تــــــلـج أذنـي ولـم تـبـاشــــــــــــر فــــــؤادي
و مـرارة عـتـابـك ولائـمـتـك لـم تـهـتـك حــجـابـي
ولـــــم تـــــــــعرض كـــــل أوصـــــــــــــابـــــي
إلـهي إلـيك الـمـفـر مـن دار مـنـهـومهـا لا يـشـبـع
ومـســـــهــــومـهـا لا يـنـقـع وطـالـبــها لا يــرتــع
وواجـدها لا يـقـنـع فــالــعــيــش عــنــدك رقــيــق
والأمــــــــــــل فـــــــيــك تـــــــحـــــــقــــــــيــق
قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل أمــــــيــــــــــــن
تعليق