كانت حالمة..... محلقة في فضاء واسع
كانت مرفرفة..... في سماء عالية.....
كانت زهرة...... بين براعم الربيع الذي لم تتفتح بعد.....
كانت وردة.... بين ورود الخريف الذي بدأت تتساقط....
كانت املآ لكل ناظر.... وحلما لكل عاشق
كانت سعيدة..... في دنيا لا تعرف الفرح كثيرا.....
كانت.... وكانت... ولكن فجأة لم تعد.....
قد تستغربون روايتي.... أو تسألونني أين ذهب..... أو لماذا لن تعد....
أو تريدون أن تعرفوا السبب.....
لأنه ببساطة لا مجال للأحلام
كانت تحلم بالغد المشرق وبانبلاج النهار من عقه الليل الحالك
كانت تحلق كالفراشة بين زهرات الربيع وتتنقل من زهرة إلى أخرى.....
كانت تحلم بفارسها البرونزي على حصانه الأبيض....
كانت تحلم بثوب الزفاف لترجم على ارض الواقع اكبر قصة حب....
كانت تحلم بابن تحمله في أحشائها لكي يملأ الدنيا ضحكا وصخبا....
كانت تحلم أن تكون امرأة.... أن تكون أما
كانت وكانت..... ولكنها لم تعد......
لا تتعجبون من حكايتي ولا تستعجبون النهاية
لأنها جد نهاية حزينة....
نهاية ليست كأفلام الحب الذي نراها من خلال شاشة التلفاز.....
وليست كنهاية تروى في مقهى لكي تكسي ملك الحاضرين
ولكنها نهاية واقعية...... حقيقية.......
كانت نهايتها الموت...... الموت المؤكد المحتم نعم.... نهاية درامية....تراجيدية.... ونحن نعيشها كل يوم....
لقد ماتت.... نعم ماتت....
لقد ماتت ميتة بشعة.... ميتة لم تحلم بها بجانب أحلامها الكثيرة....
لو سألتموها قبل أن تموت.... لقالت لكم أنها تمنت أن تموت ميتة رومانسية لأنها تستحق أن تكون كذلك...
ولكنها قتلت على يد إنسان سادي لا يعرف معنى للحب.... ولم يعشه..... وبالتأكيد لم يشعر به.... لأنه لو أحب.... أو ذاق طعم العشق.... لما تجرا أن يقدم على هذا العمل البشع والخالي من كل أنواع المحبة والعطف.... والرحمة أيضا....
هل عرفتم الأن النهاية.... أو لا تريدون أن تسألونني عن السبب؟
أم أن النهاية ألجمت ألسنتكم عن الكلام.... وصمت أذانكم عن سماع المزيد... أو أن الصدمة شلت أطرافكم.... ولكنني أريد أن أخبركم لعلكم تتذكرونها....
في يوم عاصف... أو في ليلة حالكة....
أو تخبرونها لأولادكم اولا تكررونها....
لكي فضول لان احكي لكم السبب الرهيب الذي أودى بحياة هذه الحالة الإنسانية
الرقيقة التي يتجاوز عمرها الثامنة عشر...
في يوم من أيام الربيع الجميلة والعصافير تزقزق وتتطاير....... والشمس ساطعة بلونها الأصفر تلقى شعاعها الذهبي على المارة بكل محبة تسلم عليهم.....
ورائحة تفتح براعم أشجار الليمون والبرتقال... ورائحة الياسمين تعبق الجو...... والفراشات بألوانها الزاهية تطير هنا وهناك كانت مغادرة من جامعتها..... وبيدها وردة حمراء...... مبتسمة...حالمة... عاشقة.... نرى الحب بريق في عينها اللامعتان وإذا بأخيها....يقتحم عليها خطواتها الرتيبة الحالمة.......
ويوقظها من أحلامها على صوته الجوهري..... من أين لك بتلك الوردة الحمراء..... لترتبك ولا تعرف ماذا تجيب.. فأصر عليها.... وبائحة على وجهها تسيل الدم من أسنانها...وليجرها أمام الناظرين إلى البيت...لم يحترم خصوصياتها.... ولم يلقى بالا لنظرات المتلصصين من الناس...
ليأخذها إلى البيت والضربات والركلات تنهال عليها كحبات المطر المتلاحقة في ليلة شتاء تمطر بغزارة....
لم يعطها فرصة لكي تجيبه....لم يسمح لها بان تروي له حكايتها.....
لم تسنح لها الحياة بان تخبره بان زميلا لها قي الجامعه معجب بها وهي معجبة به.... وقد نشأت بينهما قصة حب أفلاطونية...حكاية حب عذري.... كحكايات ليلى وقيس... ولكنها بالفعل... كانت حكايتها... روميو وجولييت...لان تنجب صبيا يشبه حبيبتها...أو أن ترزق بابنه يريدها أن تكون مثيلة لها....
حاولت أن تتكلم وتفتح فاهها وإذا بضربة قوية منه برجله على صدرها لكي تختنق العبرات داخل وسوار صدرها الصغير.... وينحبس النفس في رئتاها الضعيفتان لأنها كانت تشكو من أزمة صدرية....
لكي تكون آخر كلماتها له....
لا مجال للأحلام...............
تعليق