تويت
غيرة بيرلسكوني من ساركوزي لجلوسه بجوار مبارك.. وغضب من محاولات تقزيم عبد الناصر
غيرة بيرلسكوني من ساركوزي لجلوسه بجوار مبارك.. وغضب من محاولات تقزيم عبد الناصر
12/02/2009
القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس،عن محادثات الرئيس مبارك في ايطاليا، ومحادثات وفد حركة حماس في القاهرة وقرب التوصل لاتفاق بينها وبين إسرائيل على تثبيت التهدئة وتبادل الأسرى والجندي جلعاد شليط، وموافقة اغلبية اعضاء الحزب الوطني الحاكم في مجلس الشعب على اقتراح بحرمان عضو المجلس عن الإخوان أشرف بدر الدين من حضور باقي جلسات الدورة الحالية ومعارضة المستقلين والإخوان وممثلي أحزاب المعارضة وأربعة من الوطني، وكان كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في 'المصري اليوم' امس عنوانه: تهريج، ولب، بشكل مكثف في جلسات مجلس الشعب، والرسم لرئيس المجلس، الثعلب الماكر خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وهو يقول:- طلعت أدب، نزلت أدب، لقيت الدب بيقزز لب، موافقون؟!
وأعلنت الشرطة عن خبر مفاجئ وهو القبض على سفاح المعادي الذي روع الحي الهاديء، بطعنه الفتيات بمطواة في مؤخراتهن منذ أكثر من عامين واسمه محمد محمود السيد وعمره أربع وعشرون سنة ويعمل حلاقا، واستئناف الدراسة يوم السبت بعد انتهاء إجازة نصف السنة، ومجلس إدارة النقابة العامة للصناعات الغذائية الذي يضم ستين ألف عضو يهدد بتنظيم وقفة احتجاجية ضد قرار وزير التضامن تحرير تجارة الدقيق على مراحل لأنها في النهاية تهدف لرفع سعر الخبز، وإلى شيء من أشياء لدينا:
استهجان تقاليد الزواج المصرية الجديدة
ونبدأ بالمعارك اللذيذة والمسلية التي تبعدنا عن معارك السياسة والصحافيين، وثقل ظلها، والكآبة التي تسببها لنا، وإشارة زميلنا رشاد كامل رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' إلى رسالة في بريد 'الأهرام' يوم السبت من المواطن محمد شمروخ، قال فيها: 'أكتب إليك غير مصدق ما حدث، ولا أعرف إن كان ذلك سوف يلقى صدى لدى أولي الأمر أم لا! فلقد شاهدت ما قيل إنه تقليد جديد في حفلات الزفاف في بعض أوساط مجتمعنا العزيز، حيث يؤدي العريس رقصة ما مع عروسه، أساسها أنه يمسك بخصرها ويؤدي بعض الحركات غير اللائقة ثم يهبط من فوق الفستان، ويدخل يده إلى الداخل، والكل يترقب الموقف، ثم يخلع قطعة ملابس داخلية حساسة ويلقي بها من وراء ظهره إلى أصدقائه الشباب الذين يحيطون به في دائرة الرقصة الصاخبة، والمحظوظ هو الذي يمسك بهذه القطعة فهذا معناه أنه سوف يلتقي بعروس قريبا، وبالطبع سوف يكرر 'المشهد القبيح' نفسه، والعريس يفعل ذلك تأسيا بقيام العروس ببعثرة باقة الورد التي تمسك بها طوال الحفل على صديقاتها بالطريقة نفسها!
لقد حدثت هذه الواقعة في حفل زفاف بفندق خمس نجوم بالإسكندرية، والمؤسف أن قناة فضائية عربية تذيع حفلات الزفاف قد نقلت هذا الحفل وأصبحت صورتنا في الخارج سيئة لا تتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا وتعاليم الأديان السماوية التي تدعو إلى الفضيلة'.
وعلقت 'الأهرام': 'يشهد لنا التاريخ بحسن الخلق، وبالعفة والطهارة والاستحياء فإذا كانت العروس تنثر الزهور والورود على من حولها فهذا تعبير عن الحب والسعادة والتمنيات بأن تلحق زميلاتها بها في عش زوجية هادىء مملوء بالأحاسيس والمشاعر الطيبة، أما تصرف العريس فإنه يحض على الرذيلة، ويؤذي مشاعر العروس، بل إن من حضروا زفافها سوف يعلق بأذهانهم هذا 'المشهد القبيح'، وقد يدفع ذلك البعض إلى الحديث عنها بشكل غير لائق!
إنني أحذر الشباب من الانسياق وراء هذه التصرفات، وأطالب مباحث الآداب بالتصدي لهذه الظاهرة، وإلزام الفنادق والأندية باتباع أساليب راقية في إقامة حفلات الزفاف تحفظ لنا كرامتنا ولا تجعلنا 'مضغة' على شاشات الفضائيات!'.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ما هذا النوع من العرسان والعروسات الذين ابتلانا بهم هذا الزمن الأغبر، بينما هناك عرسان وعروسات لهم مشاكل أخرى كما في كاريكاتير زميلنا بـ'الأخبار' عمرو فهمي يوم الثلاثاء، وكان عن فتاتين تقول أحداهما للأخرى:
- جالي عريس، بس بسلامته عايز يدفع 15% من قيمة المهر، والباقي بالتقسيط على خمس سنين.
ونحن ننصحها بالقبول حتى لا يفوتها القطار بسبب الأزمة الاقتصادية.
ثلاث محطات فضائية
تحظر اغنية ماريا الجديدة
وكانت 'المسائية' يوم الأحد قد نشرت تحقيقا آخر قالت فيه: 'في خطوة إيجابية 'غير معتادة' اتفقت 3 قنوات فضائية على حظر عرض أغنية اللبنانية ماريا الأخيرة 'لازم يقف عشان أنا جيت' معتبرة أن كلماتها لا تحتمل معايير أخرى غير المحتوى البذيء المتضمن في الجملة الأولى، ولماريا قبل 'لازم يقف' أغنية أخرى قوبلت باستهجان أخلاقي ورغم ذلك لأسباب تجارية تم إقحامها في فيلمها الأخير 'بدون رقابة' ليصير إسما على مسمى.
وبخلاف ماريا هناك سعد الصغير الذي غنى للحمار والعنب فرد عليه أحمد آدم بأغنية الخيار وهيفاء وهبي التي غنت 'بوس الواوا' ودومينيك حوراني في 'واوا أح' وبوسي سمير في 'حط النقط ع الحروف قبل ما نطلع سوا ع الروف' ومروى في 'الصراحة راحة وأنت ما بتعرفش'.
ويرى الدكتور محمد شحاته عميد المعهد العالي للدراسات الاجتماعية 'أن المسألة وصلت إلى مداها في ظل تدني مستوى كلمات الأغاني فكيف يتم تمرير أغنية تقول 'الصراحة راحة يا عيني وانت ما بتعرفش' وأغنية أخرى تقول 'لازم يقف علشان أنا جيت' فالذنب مقصور على الرقابة التي سمحت لمثل هؤلاء بالوصول بأفكارهم الهدامة وكلماتهم القبيحة إلى أذن المستمع والمشاهد، ويستشهد الدكتور شحاته بفيلم الكيف الذي طرح هذه القضية حيث سلك البطل 'محمود عبدالعزيز' طريق المغنى فعبأ شريطا بكلمات الشاعر 'سلموني' وعبر الفيلم عن القضية في مشهد جمع بين الفخراني ومحمود عبدالعزيز حين اتهمه الأول بتقديم السيئ للناس فيتعودون عليه وبالتالي ينسون الجيد بعد أن تتلف الأذواق'.
'الدستور': هل وصلت العادات السيئة للصوفية؟
وإلى معركة أخرى ألذ، لأنها خاصة بأهل التصوف والذي منه، وتفجرت، بسبب الصراع على رئاسة المجلس الصوفي الاعلى، وقال عنها يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'الدستور': 'حينما يتصارع المتصوفون 'أو الذين يقولون عن أنفسهم إنهم كذلك' على المناصب فمن المفترض أن نسحب منهم الصفة مع المنصب!
من علامات الساعة المصرية هذا المشهد الصوفي الحاصل الآن الذي يعبر عن تناقض حاد وفصام عميق بين الصوفية الحقيقية وبين هذا التكالب الذي نراه من وبين مشايخ الصوفيين على مقعد ومنصب ونفوذ والذي منه، الصوفية الحقة هي التسليم لله والزهد في إغراءات الدنيا والتعفف عن الإقبال على مكاسبها وامتيازاتها، الصوفية الحقة هي الوصل بين العبد وربه والقطع بين العبد وانجراره لشهوته في المال والنفوذ والجاه والسلطان الصوفية الحقة هي أبعد ما تكون عن هذه المأساة الدائرة والكاشفة عن تحول الجماعات الصوفية - كما كل المجتمع المصري - إلى أنهم يقولون ما لا يفعلون.
كثير ممن يتمسحون بحبهم لآل البيت النبوي الشريف ويدعون أنهم من نسل الأشراف تجدهم خداما عند معاوية، وضمن خدم الاستبداد، وتجد من يمارس التعذيب أو التزوير أو المتورط في قضايا فساد سياسي ومالي ينسب نفسه للأشراف أو يزعم حبا لآل البيت، وهم ساكتون عن الحق متواطئون مع الفسدة ممالئون ومنافقون للسلطة وماسحو جوخ، فكيف يكون الصوفي أو محب آل البيت ضمن آل الديكتاتورية ومنظومة الاستبداد ومن حمادة الفساد والفسدة بصمتهم أو بتواطئهم أو بتورطهم مع نظام حكم آخر ما يمكن أن نصفه به هو التصوف؟!'.
عبدالناصر والثلاثي المرح
وإلى خالد الذكر والثلاثي المرح، وهم كما تعلمون، المنصوران، أحمد وأنيس منصور، وجمال حماد، حيث قال عنهم زميلنا بـ'العربي' محمد بدر الدين: 'يعبر حوار مذيع قناة 'الجزيرة' 'أحمد منصور مع اللواء السابق جمال حماد حول ثورة يوليو وقائدها ثم تعليق الصحافي 'أنيس منصور' في 'الأهرام' الخميس الماضي على هذا الحوار، عن أقصى مراحل الانحطاط فهم لا يعبرون عن آراء يمكن مناقشتها والاختلاف معها وإنما عن أحقاد وأمراض نفسيات بشعة لا يمكن الشفاء منها، يعبرون عن أكاذيب وتزوير وافتقاد الأمانة، وعما لا نملك تجاهه إلا الشعور بالتقزز والإزدراء.
وقد كان السادات مهزوزا نفسيا لكنه يقول عن عبدالناصر إنه عصبي ووتر مشدود! والآن يمتلىء هذا الثلاثي المرح 'أو بالأصح (....) بكل أحقاد وغل وسواد الدنيا، ولا يجدون إلا أنقى وأرقى الناس عبدالناصر لينعتوه بما فيهم!
- معجزة جمال عبدالناصر، أنه حقق إنجازات رائعة غير عادية للبلاد، رغم وجود هذا النوع الغريب المرهق المعوق من حوله، من أول نجيب وعامر، إلى السادات، مرورا بأسماء من شاكلة صلاح نصر وحسن التهامي وجمال حماد!'.
أما زميله محمد عبدالدايم فقال: 'من المساخر أن يكتب 'أنيس منصور' متهماً 'عبدالناصر'، من المساخر أن يكتب الشخص الذي لم نسمع منه طوال حياة عبدالناصر إلا تسبيحا مبتذلا بحمد الزعيم متطاولا على قامة الرجل الذي بنى مصر حبا ما زال ينفق عليها ويحميها حتى بعد رحيله: 'أنيس منصور' كتب عن المرحوم 'محمد نجيب' هو الرئيس لمصر بالمعنى الإداري وإلا فإن الصحف - التي 'أحيل' 'أنيس منصور' إليها ليقرأها ويتثقف بدلا من الجهل الفاضح الذي كتب.
- أين كنت ومحمد نجيب حياً في المعتقل؟ الذي لم تدافع عنه لماذا لم تكتب سطرا واحدا تناصره فيه وقد كنت صحافيا ورئيس تحرير وصاحب أعمدة؟ ما رأيك في ما يقوله 'جمال حماد' خصوصا عن سلام ولي نعمتك 'السادات' لقد نصحت الناس بأن يسمعوا ما يقوله جمال حماد عن 'عبدالناصر' باعتباره حقا خالصا فهل توافق ما قاله عن السادات باعتباره حقا خالصا شخصيا، أنا لا أوافق وأعتقد أنه جامل السادات كثيرا، لكنه أيضا قال عنه ما يكشفه وما يكشفك لو دققنا فيه.
- أشرت إلى أحمد منصور باعتباره بلدياتك وهي إشارة فيها اعتزاز فهل تقبل رأي بلدياتك 'أحمد منصور' في ولي نعمتك السادات - صدقني يا أنيس لقد ورطت نفسك!
المقاومات العربية
ترفع صور عبد الناصر
أخيرا ألفت نظرك حتى تعرف فتفهم إلى ما حدث أثناء عدوان الكيان الصهيوني على لبنان في يوليو 2006 أيامها رفع المتظاهرون صورة عبدالناصر، وهتفوا لمصر برغم أن موقف النظام لم يكن مساندا للمقاومة.
في العدوان على غزة غابت صورة عبدالناصر فشتم النظام المصري وهوجمت السفارة المصرية 'عبدالناصر' ما زال بعد رحيله يحيي مصر ونظامها حتى وإن كان هذا النظام قد خرج عن خطه وعبدالناصر ما زال يمد ميزانية مصر السنوية بحصة تعادل - إن لم تزد - على الناتج القومي السنوي هي الحصة التي يمثلها ما تبقى مما تبقى من القطاع العام، يا 'أنيس اسكت أحسن لك'.
وأظل أتجول بين صفحات جريدة حزبنا الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية، لأتوقف لبعض الوقت مع القاضي المستشار فؤاد راشد، وهو يدلي بشهادة عدل وحق، من نوع: 'عندما تفتح وعيي في ستينيات القرن الماضي فان مصر لم تكن جنة الله في أرضه بل كانت دولة تنحت الصخر للخروج من كهوف التخلف والفقر والاستغلال الأجنبي عبر القرون وتسعى لإنشاء مجتمع يتمتع بالعدل وتتكافأ فيه الفرص، كانت التحديات هائلة وكانت طاقة أكثر الرجال تكافئ تلك التحديات، كانت مصر تقود أمتها العربية لا ينازعها في ذلك منازع وكانت القيادة شاملة على جميع الأصعدة من حركات التحرر الوطني الى بعثات رجالنا العظام من الأطباء للمهندسين للإعلاميين للمدرسين المصريين الأماجد الذين قادوا ثورة لنشر العلم في ربوع وطننا العربي الحبيب، الى قوتنا الثقافية الناعمة ممثلة في السينما والمسرح والكتاب حتى أن العرب جميعا ما زالوا يعتبرون العامية المصرية الأقرب إلى وجدانهم والأسهل في فهم الجميع لها.
كانت إذاعة القاهرة تحمل صوت عبدالناصر إلى أرجاء الأمة فترتج الأرض لكلماته رجا وكان الناس يتجمعون حول المذياع جماعات - ولم يكن منتشرا - في مناسبتين ثانيتهما عندما تغني أم كلثوم أما الأولى والأكثر أهمية بما لا يقارن فعندما يخطب عبدالناصر حتى أن الشوارع بالعالم العربي كانت تصبح شبه خالية من المارة، ناهيك عن تأثير كلماته الذي كان يهدد عروشا!
في تلك الأيام الخوالي كنت تفتح صحف الصباح عارفا مقدما أنك تقرأ اليوم لتوفيق الحكيم أو نجيب محفوظ أو يوسف إدريس أو غيرهم من العمالقة وكانت مقالات هيكل يوم الجمعة تضيف إلى اليوم مذاقا محببا، فقد كانت تحمل وجبة ثقافية دسمة فانظر اليوم - أعزك الله - إلى بعض الذين يكتبون وقل لي بربك ألم يضل بعض المشاهير الطريق فاحترف الكتابة ولو وجه توجيها صحيحا يلائم مواهبه لكان أحد الفتوات الذين يستأجرون للمشاجرات مع ما يلزمها ويصاحبها حتما من ألفاظ سباب وشتائم وسخائم! ألا ترى أن البعض يمارس دور الدبة بامتياز فيصيب بالأذى الجسيم من أراد أن يسدي له خدمة ومرد المصيبة أنه يؤدي دورا لم يهيأ له لا بالفطرة ولا بالتربية ولا بالثقافة، هل نلوم الدبة أم أن الأحق باللوم من أوكل للدبة ما ليست أهلا له وأتاح لمن تحلى بروح بلطجي قلما يطعن به صدور خلق الله اعمالا لتوجيه أو استلهاما لروح من وضع القلم الخنجر بيده؟!'.
اييه، اييه، ذكرنا بالذي كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان، فجزى الله هذا القاضي العادل خيرا، عني أولا وعنكم بعد ذلك، خير الجزاء، ولكن كيف يقول عبدالناصر هكذا، غير مسبوقة بما تعرفونه؟
'الوفد' تشمت بسورية وايران وحماس
وإلى توالي التعليقات على نتائج المذبحة الإسرائيلية ضد أشقائنا الفلسطينيين، حيث واصل زميلنا وصديقنا وعضو الهيئة العليا لحزب 'الوفد' ورئيس تحرير جريدة 'الوفد' عباس الطرابيلي هجومه على حماس، وسورية وإيران وحزب الله، مستخدما مجموعات من الأسرار التي يبرر بها هجومه، فقال يوم الثلاثاء عن ضبط أموال مع أيمن طه من حماس: 'وما يهمنا هنا أن نعرف: من أين هذه الأموال، ولماذا تدعم إيران، التي تخطط المؤامرات ضد مصر - حركة حماس، ثم أين تذهب هذه الأموال، وهل تذهب لشعب فلسطين، أم تذهب إلى قنوات أخرى، غير النضال، وهل تذهب هذه الأموال للجوعى والمشردين ومن يعيشون الآن بين أنقاض بيوتهم في غزة، وهل تذهب لتشغيل اللاجئين الذين لا يجدون عملا يقتاتون منه، أم تذهب لمن،
وهل تذهب الحصة الأكبر إلى الأشاوس الذين يهاجمون حدود مصر وجنودها، وإلى مؤيديهم، ولا يذهب دولار واحد إلى رجال باقي المنظمات، ومن بينها فتح؟!
- الآن فقط عرفنا سر الحملات الشرسة من حماس ورجالها وممن يؤيدونهم في إيران وفي سورية، ومن رجال حزب الله في جنوب لبنان وشيخهم المعمم حسن نصر الله..
هم يريدون فتح المعابر ليعبروا فوق كل القوانين المصرية إلى كل ما يريدون. يريدون أن تسمح مصر بحرية العبور لتعبر ملايين إيران إلى حماس، لترتد إلى صدور كل المصريين وتنفذ مؤامرتهم.
- لقد اكتشفنا اللعبة، ولن نقبل أي اعتداء على الشرعية المصرية وعلى القوانين المصرية، مهما ارتفعت حناجرهم، ومهما دفعوا للفضائيات التي تؤيدهم، وتهاجم مصر'.
ولكن عباس تلقى صدمتين، عنيفتين في نفس العدد، الأولى من زميله فتوح الشاذلي الذي قال: 'واصل المرجفون حديثهم الذي هو حديث الإفك وذلك عقب وقف إطلاق النار في غزة، تارة يلومون المقاومة على الدفاع عن أراضيهم، وتارة أخرى يشككون في النصر الذي حققته، وثالثة يحذرونهم من استمرار حمل السلاح.
الغريب أن المرجفين الجدد تفوقوا على المرجفين القدامى، ففي الماضي كان حديثهم مستترا ويروجونه في ظلام الليل الدامس، لم تكن لديهم الجرأة على الجهر وعمدوا إلى إشاعته بين الناس على استحياء، اما المرجفون الجدد فقد كشفوا عن وجههم القبيح بكل صراحة ووضوح واستخدموا كل المنابر من أجل نشر أراجيفهم المضللة'.
مؤيد للسادات يشيد
بالمقاومة ويهاجم عباس والسنيورة
والثانية أشد عنفا لأنها جاءت من عضو الهيئة العليا للحزب إبراهيم تاج الدين ياسين، وهو من مؤيدي الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أنه قال: 'فحال لبنان وحال فلسطين هو من حال أمتنا العربية كلها، المصير واحد، العدو واحد، التحديات واحدة، بل يشاء القدر أن يكون لبنان وتكون فلسطين جبهتي الصمود لأمتنا العربية كلها بعد تحييد - أو للأسف تقييد - يد مصر والأردن كدول سعت للسلام وحاربت وبذلت الدماء من أجله ودفع الرئيس السادات - رحمه الله - حياته من أجل سلام لم يفهمه في حينه بل ورفضه الكثيرون، بل وعبثت به إسرائيل التي كانت طرفا في معاهدة السلام، ولكنها لا تأبى لنا ولا ترضى لنا مصيرا نحن العرب إلا الاستسلام!
فهل كان الرئيس السادات يرضى اليوم بما وقعه في 'كامب ديفيد' لو رأى اعتداء إسرائيل، أقل من سنتين - على لبنان وعلى غزة! وهل كان من عارض السادات في حينه على حق عندما قرر أن إسرائيل دولة لا عهد لها ولا ذمة!
وكما قال أمين الجامعة العربية معالي الوزير 'عمرو موسى' السلام 'مات وشبع موت'! أي سلام هذا الذي ظل السيد 'عباس' رئيس السلطة الفلسطينية يكاد 'يتسوله' من قادة إسرائيل! إننا نشفق على هذا الرجل من كثرة محاولاته مع قادة لا عهد لهم ولا ذمة؟! قادة سمحوا بضرب غزة 'فلسطين' بأقذر أنواع الأسلحة المحرمة! ولعل دماء شعبك يا رئيس فلسطين تكون سببا في رأب الصدع بين نظامك وبين المقاومة ممثلة في الفصائل بقيادة السيدين الكريمين خالد مشعل ورئيس الوزراء الفلسطيني - والذي أقصيتموه إسماعيل هنية والقادة الكرام من حوله، يا رئيس فلسطين لماذا حكومتا فياض والسنيورة معتدلتان؟
ولماذا المعارضة في فلسطين والمعارضة في لبنان، مارقتان؟!
لماذا النظام الإيراني كله والنظام السوري كله، أنظمة مارقة، غير صديقة؟ وكذلك السودان؟! حتى بلغت الوقاحة والجرأة المطالبة بالقبض على الرئيس 'البشير'!
أية مهانة تجعلنا نقبل هذا؟! لقد أصبحت أنظمتنا العربية ألعوبة في أيديهم، أيدي الشرعية الدولية الظالمة فبعد 'صدام'، 'البشير'؟! لقد انفتحت شهيتهم عليكم يا حكام العرب!
ورغم خلافاتنا مع الأنظمة الحاكمة في بلادنا، إلا أننا نأبى أن يكون هناك أي اعتداء أو تطاول على حكامنا، أن كرامة شعوبنا ترفض أن يعتدي أحد على رئاستها أو رموزها الكبيرة، ذلك بصرف النظر عن أية خلافات داخلية، فهذا شأننا'.
'صوت الامة': مبارك خان مصر!
وإلى من ندعو المولى عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية، وراحة البال، والصبر على حسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، في صحف محور الشر، مثل زميلنا وصديقنا عبدالعظيم مناف رئيس تحرير 'صوت العرب' الاسبوعية المستقلة، الذي قال مهاجما خطاب رئيسنا في الاحتفال بعيد الشرطة: 'في ذكرى صدور دستور الوحدة، وقيام دولة 'الجمهورية العربية المتحدة' في الخامس من شباط - فبراير 1958 وقف رئيس 'الجمهورية الرابعة' يقرأ خطاب هجاء لبعض الأشقاء كتبه هجام هجاء مشاء. بينما كانت مصر الشعب تتحدث عن فساد وزير جديد سابق من حملة أوسمة رئيسه، والذي أرفق في مذكرته براءة الوسام في محاولة للتأثير على سير الاتهام، أو ابتزاز مقدم البلاغ ضد أحد وزراء الفساد كان رئيسهم يتراشق في الخطاب مع من وصفهم بـ 'المحرضون على القتال' وتساءل: 'هل كان الهدف هو الحرب حتى آخر جندي مصري؟ أم ابتزاز مصر واستدراجها وتوريطها في قرارات غير محسوبة'. وإذا كان معد الخطاب يجهل أن جيش مصر الباسل له أول وليس له آخر محمي بالانتماء - مشهود له بالأداء - معقود عليه الرجاء وبذلك فإن كلمة 'آخر جندي' بلا مضمون ولا مدلول لأن مصر أكبر وأعصى وأعفى من أن يفنى جيشها - لا قدر الله - أمام عصابة من القتلة'.
'روز اليوسف':
معجبة بالرئيس مبارك
ونترك أصحاب الحقد والحسد، ليموتوا بغيظهم على صفحات صحف محور الشر، لنتجه لصحف محور الخير، وهي 'روزاليوسف' ورئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر الذي قال وأسعدنا بما قال: 'الرئيس مبارك يحرص على أن تظل مصر على اتصال دائم بالدول المؤثرة في سير الأحداث، خصوصا أن الحساسيات بين الدول الأوروبية تصاعدت الى درجة كبيرة بشأن 'الغيرة' من 'الدور' المتزايد لفرنسا.
معظم الدول الأوروبية اصبحت تنظر للدور الفرنسي المتصاعد بالريب والشكوك، خصوصا ألمانيا وايطاليا وهي بجانب بريطانيا الدول الأربع الكبرى في أوروبا.
- وصلت الحرب الإعلامية بين فرنسا وايطاليا الى صورة شبيهة بالحرب التي تشنها قناة 'الجزيرة' ضد مصر، 'كارلا' زوجة ساركوزي الإيطالية الجنسية قالت انه لا يشرفها أن تدخل إيطاليا وبيرلسكوني رد عليها وإيطاليا كذلك.
- يبدو أن بيرلسكوني زعلان من مصر لأن ساركوزي في قمة شرم الشيخ جلس إلى يمين الرئيس بينما جلس بيرلسكوني بعيدا، ومعروف عنه أنه طيب القلب وخفيف الظل ولا يخفي ما بداخله.
- تتجسد الشراكة السياسية في علاقات الصداقة المتينة التي تربط بين مبارك وساركوزي وبيرلسكوني ويحرص الرئيس دائما على أن يحيط الزعيمين بآخر تطورات الموقف في المنطقة وتبادل الرأي والمشورة'.
طبعا، طبعا، من حق بيرلسكوني أن يحس بالغيرة، من ساركوزي، ولكن لا دخل لرئيسنا بذلك، لأن ساركوزي هو الذي أسرع بالجلوس، بجواره عندما شاهد بيرلسكوني يسرع للجلوس، هذه منافسة على حبنا، لا دخل لنا فيها، وعلى كل حال، فقد أسرع بيرلسكوني بتوجيه الدعوة للرئيس لحضور المؤتمر الذي ستعقده الدول الصناعية الثماني مع الدول الأخرى البازغة اقتصاديا، وهو ما دفع زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير 'روزاليوسف' لأن يقول: 'مصر تضيف من وزنها السياسي الى أصولها الاقتصادية لكي تصبح موجودة في قمة سردينيا في تموز (يوليو) المقبل، وبحيث يؤدي هذا من خلال علاقات التعاون مع القوى الاقتصادية الأكبر الى مزيد من تنمية قدرتها الاقتصادية، نحن هنا أمام طريقة مختلفة في التسويق لوزن البلد عالميا نقلة نوعية في الاستثمار الاقتصادي للوضعية السياسية في ميادين لا يكون فيها الحديث إلا بلغة الاقتصاد، بخلاف هذه الحركة المصرية ذات البركة، أي المؤثرة على قيمة العائد الاقتصادي من وزن البلد السياسي وأصوله الاقتصادية، فإن مصر تمد جسورها مع مجموعة أخرى مهمة، تسمى 'بريك' وهي تلك التي تضم: الهند - الصين - المكسيك - البرازيل، أي مجموعة اقوى الاقتصاديات البازغة في العالم.
لا أعتقد أنه يمكن لبلد غير مصر، برئيسه الحكيم ذي الخبرة العريضة والعلاقات المتسعة أن يفرض نفسه على أجندات تلك المتغيرات، في ضوء حجم اقتصاده غير الكبير'.
'الاهرام': مصر
ليست وسيطا بل شريكا للفلسطينيين
طبعا، طبعا، فهذا مما لا شك فيه. وإلى صحيفة أخرى من صحف محور الخير الحكومية، وهي 'الأهرام' التي أسعدتنا هي الأخرى بالقول في تعليقها:
'ومصر ليست وسيطا، ولكنها شريك فلسطيني في التفاوض والمبادرة المصرية متكاملة الأجزاء يقود بعضها الى البعض الآخر، حيث ان تثبيت وقف إطلاق النار يقود الى فتح المعابر ورفع الحصار الذي يستلزم بدوره تحقيق وفاق فلسطيني وطني تدعو إليه مصر من خلال اجتماع يعقد يوم 22 شباط (فبراير) الحالي، وهو الوفاق الذي كان من المفترض أن يتم قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
إن الأجواء مليئة الآن بعديد من المناورات والتحريات الواضحة أحيانا والغامضة في أحيان كثيرة ومصر ترحب بكل من يلعب دورا بناء وايجابيا لصالح القضية الفلسطينية إلا أنها سوف تكشف في يوم من الأيام عن أصحاب الأدوار السلبية والمعوقة'.
وآخر زيارة لنا في صحف محور الخير الحكومية، هي الأخبار التي قالت في تعليقها أمس: 'فكون مبارك أكثر زعماء المنطقة حكمة وخبرة بالسياسة ودهاليزها وحنكة وكياسة وقدرة على حل المعضلات وحرصا على شعبه وشعوب المنطقة كلها حقيقة يلمسها القاصي قبل الداني، ومن هذا المنطلق تجده يحمل على كاهله دائما ودون كلل هموم شعبه وشعوب المنطقة كلها ويبحث دائما في كل لقاءاته المحلية أو الإقليمية أو العالمية عن سبيل للتخفيف عن كاهل مواطنيه، كما لا ينسى أو يتناسى سبل تخفيف معاناة الفسطينيين في ظل الاحتلال والسعي الدؤوب للسلام وقيام دولتهم المستقلة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي آن لها أن تتفرغ للتنمية بعد عقود عجاف كرست فيها كل مواردها من أجل الحروب التي لا تبقي ولا تذر'.
وهكذا يكون الكلام الذي يرضي الضمير ويريح القلب.
مساخر الحكومة والوزراء والداخلية
وإلى حكومة ما أشبه، وما يسبقها من شؤم ونحس وبيزنيس، لا داعي لتكراره، لأنكم تحفظونها، وحيث أبدت زميلتنا بمجلة 'صباح الخير' ناهد فريد، تعجبها مما يحدث في هكذا دولة بقولها: 'للإضرابات والاعتصامات العمالية سبع فوائد، أهمها ما كشفت عنه لافتة رفعها مجلس إدارة النقابة العامة لسكك حديد مصر على واجهة محطة رمسيس، والتي جاء فيها أن مجلس إدارة نقابة السكك الحديدية يشكر مباحث أمن الدولة لموافقته على مطالب العاملين، الفائدة التي حصلنا عليها هنا هو إعلامنا أن مباحث أمن الدولة امتد نشاطها ليشمل سكك حديد مصر، وأن وزير النقل والمواصلات غير مسؤول كما كان يخيل لنا، غير مسؤول عن العاملين في هذا المجال، ربما كان الوزير مسؤولا عن الشق المتعلق بالجماد في وزارته يعني أجسام القطارات وهياكل الأتوبيسات الى آخر هذه النوعية من المسؤوليات، لكن أمن الدولة هو المسؤول عن العلاقات العامـــة والشــــؤون العمالية، أي كل ما يتعلق بالبني آدمين المـــحدثين للشغب فهذه أمور لا يصلح معها إلا التعامل الامني..
حتى لو كان هؤلاء البني آدمين يطالبون بحقوقهم وليسوا حرامية أو مختلسين أو مزورين أو مرتشين - فهذه الجرائم الأخيرة ليست من اختصاص الأمن ولا يتدخل فيها اعتمادا على أن هذه الفئة لها رب يحاسبها، أما المطالبة بالحقوق فأمن الدولة قدها وقدود بدليل أن النقابة العامة شكرتهم، ولا شكر على واجب!'.
والحقيقة التي تعلمها ناهد بالتأكيد، ولا أعرف لماذا تجاهلتها، بحيث بدا الأمر بالنسبة إليها مفاجأة، هي أن أمن الدولة هو الذي يتولى حل معظم هذه المشاكل، ويفرض الحلول على الوزارة، بدءا من رئيسها الى أي وزير فيها، وتدخله هنا يكون في معظم، ان لم يكن كل المواقف مع العمال لتلبية مطالبهم أو معظمها أو بعضها، فهو الذي ساند مطالب عمال المحلة، ضد وزير الاستثمار وموظفي الضرائب العقارية ضد وزير المالية، وعمال السكك الحديدية وأوقف هو والجيش بيع مؤسسات عديدة، ولا يعني ذلك أن مباحث أمن الدولة لها توجهات اشتراكية انما يحركها الأمن أولا وأخيرا، وبالتالي فهي تحذر من السياسات التي قد ينتج عنها اضطرابات اجتماعية أو اندلاع مظاهرات قد لا تستطيع السيطرة عليها وتهدد نظام الحكم، وبالتالي تتحمل وزارة الداخلية عبء سياسات أو أخطاء أو تعنت وزراء ومسؤولين آخرين.
وإذا تركنا ناهد واتجهنا لوفد الثلاثاء مع زميلنا وصديقنا محمد أمين سنجده يحدثنا عن قيام محافظ الغربية عبدالحميد الشناوي بالتخفي والقيام بجولات ليكتشف الأخطاء، وأضاف أمين: "هل يستطيع "العادلي" أن "يتخفى"، وكان الجواب "لا" ربما لأن "العادلي" وجه معروف جدا، ولو حتى دخل أقسام الشرطة بجلباب بلدي!
- واعترف أن الحاجة ملحة لأن يتخفى العادلي بطريقة أو بأخرى، ليشاهد ما يحدث على الطبيعة، خاصة إذا "خطف رجله" الى مركز شرطة كفر شكر، ورأى ما يفعله رئيس المباحث هناك، سيسمع قصصا يشيب لها الولدان، صحيح أن الوزير ليس في حاجة إلى هذا التخفي، ولا إلى هذا التنكر، فهو يعرف كل شيء، داخل حجز الأقسام، ويستطيع أيضا أن يعرف أن درج أي رئيس مباحث، لا يخلو من قطعة حشيش أو لفة بانجو، أو مطواة قرن غزال، أو قطعة سلاح، لزوم تقفيل أي قضية، لا يستطيع أن يضبطها، فيقوم بالواجب، وهو الاختيار الأسهل!
- وأضع اليوم أمام وزير الداخلية، قصة عروس في ليلة الحنة، اقتادها ضابط المباحث "الصغير" الى التخشيبة هي وأخواتها البنات وعشرات الشباب، لأنه لم يستطع أن يضبط شابا أطلق نارا على سبيل المجاملة، فما كان من الضابط إلا أن أخذ الجميع، بما في ذلك العروس، ليعترفوا على الجاني وبات الجميع في التخشيبة".
12/02/2009
القاهرة - 'القدس العربي' - من حسنين كروم:
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة أمس،عن محادثات الرئيس مبارك في ايطاليا، ومحادثات وفد حركة حماس في القاهرة وقرب التوصل لاتفاق بينها وبين إسرائيل على تثبيت التهدئة وتبادل الأسرى والجندي جلعاد شليط، وموافقة اغلبية اعضاء الحزب الوطني الحاكم في مجلس الشعب على اقتراح بحرمان عضو المجلس عن الإخوان أشرف بدر الدين من حضور باقي جلسات الدورة الحالية ومعارضة المستقلين والإخوان وممثلي أحزاب المعارضة وأربعة من الوطني، وكان كاريكاتير زميلنا وصديقنا عمرو سليم في 'المصري اليوم' امس عنوانه: تهريج، ولب، بشكل مكثف في جلسات مجلس الشعب، والرسم لرئيس المجلس، الثعلب الماكر خفيف الظل الدكتور أحمد فتحي سرور، وهو يقول:- طلعت أدب، نزلت أدب، لقيت الدب بيقزز لب، موافقون؟!
وأعلنت الشرطة عن خبر مفاجئ وهو القبض على سفاح المعادي الذي روع الحي الهاديء، بطعنه الفتيات بمطواة في مؤخراتهن منذ أكثر من عامين واسمه محمد محمود السيد وعمره أربع وعشرون سنة ويعمل حلاقا، واستئناف الدراسة يوم السبت بعد انتهاء إجازة نصف السنة، ومجلس إدارة النقابة العامة للصناعات الغذائية الذي يضم ستين ألف عضو يهدد بتنظيم وقفة احتجاجية ضد قرار وزير التضامن تحرير تجارة الدقيق على مراحل لأنها في النهاية تهدف لرفع سعر الخبز، وإلى شيء من أشياء لدينا:
استهجان تقاليد الزواج المصرية الجديدة
ونبدأ بالمعارك اللذيذة والمسلية التي تبعدنا عن معارك السياسة والصحافيين، وثقل ظلها، والكآبة التي تسببها لنا، وإشارة زميلنا رشاد كامل رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' إلى رسالة في بريد 'الأهرام' يوم السبت من المواطن محمد شمروخ، قال فيها: 'أكتب إليك غير مصدق ما حدث، ولا أعرف إن كان ذلك سوف يلقى صدى لدى أولي الأمر أم لا! فلقد شاهدت ما قيل إنه تقليد جديد في حفلات الزفاف في بعض أوساط مجتمعنا العزيز، حيث يؤدي العريس رقصة ما مع عروسه، أساسها أنه يمسك بخصرها ويؤدي بعض الحركات غير اللائقة ثم يهبط من فوق الفستان، ويدخل يده إلى الداخل، والكل يترقب الموقف، ثم يخلع قطعة ملابس داخلية حساسة ويلقي بها من وراء ظهره إلى أصدقائه الشباب الذين يحيطون به في دائرة الرقصة الصاخبة، والمحظوظ هو الذي يمسك بهذه القطعة فهذا معناه أنه سوف يلتقي بعروس قريبا، وبالطبع سوف يكرر 'المشهد القبيح' نفسه، والعريس يفعل ذلك تأسيا بقيام العروس ببعثرة باقة الورد التي تمسك بها طوال الحفل على صديقاتها بالطريقة نفسها!
لقد حدثت هذه الواقعة في حفل زفاف بفندق خمس نجوم بالإسكندرية، والمؤسف أن قناة فضائية عربية تذيع حفلات الزفاف قد نقلت هذا الحفل وأصبحت صورتنا في الخارج سيئة لا تتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا وتعاليم الأديان السماوية التي تدعو إلى الفضيلة'.
وعلقت 'الأهرام': 'يشهد لنا التاريخ بحسن الخلق، وبالعفة والطهارة والاستحياء فإذا كانت العروس تنثر الزهور والورود على من حولها فهذا تعبير عن الحب والسعادة والتمنيات بأن تلحق زميلاتها بها في عش زوجية هادىء مملوء بالأحاسيس والمشاعر الطيبة، أما تصرف العريس فإنه يحض على الرذيلة، ويؤذي مشاعر العروس، بل إن من حضروا زفافها سوف يعلق بأذهانهم هذا 'المشهد القبيح'، وقد يدفع ذلك البعض إلى الحديث عنها بشكل غير لائق!
إنني أحذر الشباب من الانسياق وراء هذه التصرفات، وأطالب مباحث الآداب بالتصدي لهذه الظاهرة، وإلزام الفنادق والأندية باتباع أساليب راقية في إقامة حفلات الزفاف تحفظ لنا كرامتنا ولا تجعلنا 'مضغة' على شاشات الفضائيات!'.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ما هذا النوع من العرسان والعروسات الذين ابتلانا بهم هذا الزمن الأغبر، بينما هناك عرسان وعروسات لهم مشاكل أخرى كما في كاريكاتير زميلنا بـ'الأخبار' عمرو فهمي يوم الثلاثاء، وكان عن فتاتين تقول أحداهما للأخرى:
- جالي عريس، بس بسلامته عايز يدفع 15% من قيمة المهر، والباقي بالتقسيط على خمس سنين.
ونحن ننصحها بالقبول حتى لا يفوتها القطار بسبب الأزمة الاقتصادية.
ثلاث محطات فضائية
تحظر اغنية ماريا الجديدة
وكانت 'المسائية' يوم الأحد قد نشرت تحقيقا آخر قالت فيه: 'في خطوة إيجابية 'غير معتادة' اتفقت 3 قنوات فضائية على حظر عرض أغنية اللبنانية ماريا الأخيرة 'لازم يقف عشان أنا جيت' معتبرة أن كلماتها لا تحتمل معايير أخرى غير المحتوى البذيء المتضمن في الجملة الأولى، ولماريا قبل 'لازم يقف' أغنية أخرى قوبلت باستهجان أخلاقي ورغم ذلك لأسباب تجارية تم إقحامها في فيلمها الأخير 'بدون رقابة' ليصير إسما على مسمى.
وبخلاف ماريا هناك سعد الصغير الذي غنى للحمار والعنب فرد عليه أحمد آدم بأغنية الخيار وهيفاء وهبي التي غنت 'بوس الواوا' ودومينيك حوراني في 'واوا أح' وبوسي سمير في 'حط النقط ع الحروف قبل ما نطلع سوا ع الروف' ومروى في 'الصراحة راحة وأنت ما بتعرفش'.
ويرى الدكتور محمد شحاته عميد المعهد العالي للدراسات الاجتماعية 'أن المسألة وصلت إلى مداها في ظل تدني مستوى كلمات الأغاني فكيف يتم تمرير أغنية تقول 'الصراحة راحة يا عيني وانت ما بتعرفش' وأغنية أخرى تقول 'لازم يقف علشان أنا جيت' فالذنب مقصور على الرقابة التي سمحت لمثل هؤلاء بالوصول بأفكارهم الهدامة وكلماتهم القبيحة إلى أذن المستمع والمشاهد، ويستشهد الدكتور شحاته بفيلم الكيف الذي طرح هذه القضية حيث سلك البطل 'محمود عبدالعزيز' طريق المغنى فعبأ شريطا بكلمات الشاعر 'سلموني' وعبر الفيلم عن القضية في مشهد جمع بين الفخراني ومحمود عبدالعزيز حين اتهمه الأول بتقديم السيئ للناس فيتعودون عليه وبالتالي ينسون الجيد بعد أن تتلف الأذواق'.
'الدستور': هل وصلت العادات السيئة للصوفية؟
وإلى معركة أخرى ألذ، لأنها خاصة بأهل التصوف والذي منه، وتفجرت، بسبب الصراع على رئاسة المجلس الصوفي الاعلى، وقال عنها يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'الدستور': 'حينما يتصارع المتصوفون 'أو الذين يقولون عن أنفسهم إنهم كذلك' على المناصب فمن المفترض أن نسحب منهم الصفة مع المنصب!
من علامات الساعة المصرية هذا المشهد الصوفي الحاصل الآن الذي يعبر عن تناقض حاد وفصام عميق بين الصوفية الحقيقية وبين هذا التكالب الذي نراه من وبين مشايخ الصوفيين على مقعد ومنصب ونفوذ والذي منه، الصوفية الحقة هي التسليم لله والزهد في إغراءات الدنيا والتعفف عن الإقبال على مكاسبها وامتيازاتها، الصوفية الحقة هي الوصل بين العبد وربه والقطع بين العبد وانجراره لشهوته في المال والنفوذ والجاه والسلطان الصوفية الحقة هي أبعد ما تكون عن هذه المأساة الدائرة والكاشفة عن تحول الجماعات الصوفية - كما كل المجتمع المصري - إلى أنهم يقولون ما لا يفعلون.
كثير ممن يتمسحون بحبهم لآل البيت النبوي الشريف ويدعون أنهم من نسل الأشراف تجدهم خداما عند معاوية، وضمن خدم الاستبداد، وتجد من يمارس التعذيب أو التزوير أو المتورط في قضايا فساد سياسي ومالي ينسب نفسه للأشراف أو يزعم حبا لآل البيت، وهم ساكتون عن الحق متواطئون مع الفسدة ممالئون ومنافقون للسلطة وماسحو جوخ، فكيف يكون الصوفي أو محب آل البيت ضمن آل الديكتاتورية ومنظومة الاستبداد ومن حمادة الفساد والفسدة بصمتهم أو بتواطئهم أو بتورطهم مع نظام حكم آخر ما يمكن أن نصفه به هو التصوف؟!'.
عبدالناصر والثلاثي المرح
وإلى خالد الذكر والثلاثي المرح، وهم كما تعلمون، المنصوران، أحمد وأنيس منصور، وجمال حماد، حيث قال عنهم زميلنا بـ'العربي' محمد بدر الدين: 'يعبر حوار مذيع قناة 'الجزيرة' 'أحمد منصور مع اللواء السابق جمال حماد حول ثورة يوليو وقائدها ثم تعليق الصحافي 'أنيس منصور' في 'الأهرام' الخميس الماضي على هذا الحوار، عن أقصى مراحل الانحطاط فهم لا يعبرون عن آراء يمكن مناقشتها والاختلاف معها وإنما عن أحقاد وأمراض نفسيات بشعة لا يمكن الشفاء منها، يعبرون عن أكاذيب وتزوير وافتقاد الأمانة، وعما لا نملك تجاهه إلا الشعور بالتقزز والإزدراء.
وقد كان السادات مهزوزا نفسيا لكنه يقول عن عبدالناصر إنه عصبي ووتر مشدود! والآن يمتلىء هذا الثلاثي المرح 'أو بالأصح (....) بكل أحقاد وغل وسواد الدنيا، ولا يجدون إلا أنقى وأرقى الناس عبدالناصر لينعتوه بما فيهم!
- معجزة جمال عبدالناصر، أنه حقق إنجازات رائعة غير عادية للبلاد، رغم وجود هذا النوع الغريب المرهق المعوق من حوله، من أول نجيب وعامر، إلى السادات، مرورا بأسماء من شاكلة صلاح نصر وحسن التهامي وجمال حماد!'.
أما زميله محمد عبدالدايم فقال: 'من المساخر أن يكتب 'أنيس منصور' متهماً 'عبدالناصر'، من المساخر أن يكتب الشخص الذي لم نسمع منه طوال حياة عبدالناصر إلا تسبيحا مبتذلا بحمد الزعيم متطاولا على قامة الرجل الذي بنى مصر حبا ما زال ينفق عليها ويحميها حتى بعد رحيله: 'أنيس منصور' كتب عن المرحوم 'محمد نجيب' هو الرئيس لمصر بالمعنى الإداري وإلا فإن الصحف - التي 'أحيل' 'أنيس منصور' إليها ليقرأها ويتثقف بدلا من الجهل الفاضح الذي كتب.
- أين كنت ومحمد نجيب حياً في المعتقل؟ الذي لم تدافع عنه لماذا لم تكتب سطرا واحدا تناصره فيه وقد كنت صحافيا ورئيس تحرير وصاحب أعمدة؟ ما رأيك في ما يقوله 'جمال حماد' خصوصا عن سلام ولي نعمتك 'السادات' لقد نصحت الناس بأن يسمعوا ما يقوله جمال حماد عن 'عبدالناصر' باعتباره حقا خالصا فهل توافق ما قاله عن السادات باعتباره حقا خالصا شخصيا، أنا لا أوافق وأعتقد أنه جامل السادات كثيرا، لكنه أيضا قال عنه ما يكشفه وما يكشفك لو دققنا فيه.
- أشرت إلى أحمد منصور باعتباره بلدياتك وهي إشارة فيها اعتزاز فهل تقبل رأي بلدياتك 'أحمد منصور' في ولي نعمتك السادات - صدقني يا أنيس لقد ورطت نفسك!
المقاومات العربية
ترفع صور عبد الناصر
أخيرا ألفت نظرك حتى تعرف فتفهم إلى ما حدث أثناء عدوان الكيان الصهيوني على لبنان في يوليو 2006 أيامها رفع المتظاهرون صورة عبدالناصر، وهتفوا لمصر برغم أن موقف النظام لم يكن مساندا للمقاومة.
في العدوان على غزة غابت صورة عبدالناصر فشتم النظام المصري وهوجمت السفارة المصرية 'عبدالناصر' ما زال بعد رحيله يحيي مصر ونظامها حتى وإن كان هذا النظام قد خرج عن خطه وعبدالناصر ما زال يمد ميزانية مصر السنوية بحصة تعادل - إن لم تزد - على الناتج القومي السنوي هي الحصة التي يمثلها ما تبقى مما تبقى من القطاع العام، يا 'أنيس اسكت أحسن لك'.
وأظل أتجول بين صفحات جريدة حزبنا الذي لم أعد عضوا في لجنته المركزية، لأتوقف لبعض الوقت مع القاضي المستشار فؤاد راشد، وهو يدلي بشهادة عدل وحق، من نوع: 'عندما تفتح وعيي في ستينيات القرن الماضي فان مصر لم تكن جنة الله في أرضه بل كانت دولة تنحت الصخر للخروج من كهوف التخلف والفقر والاستغلال الأجنبي عبر القرون وتسعى لإنشاء مجتمع يتمتع بالعدل وتتكافأ فيه الفرص، كانت التحديات هائلة وكانت طاقة أكثر الرجال تكافئ تلك التحديات، كانت مصر تقود أمتها العربية لا ينازعها في ذلك منازع وكانت القيادة شاملة على جميع الأصعدة من حركات التحرر الوطني الى بعثات رجالنا العظام من الأطباء للمهندسين للإعلاميين للمدرسين المصريين الأماجد الذين قادوا ثورة لنشر العلم في ربوع وطننا العربي الحبيب، الى قوتنا الثقافية الناعمة ممثلة في السينما والمسرح والكتاب حتى أن العرب جميعا ما زالوا يعتبرون العامية المصرية الأقرب إلى وجدانهم والأسهل في فهم الجميع لها.
كانت إذاعة القاهرة تحمل صوت عبدالناصر إلى أرجاء الأمة فترتج الأرض لكلماته رجا وكان الناس يتجمعون حول المذياع جماعات - ولم يكن منتشرا - في مناسبتين ثانيتهما عندما تغني أم كلثوم أما الأولى والأكثر أهمية بما لا يقارن فعندما يخطب عبدالناصر حتى أن الشوارع بالعالم العربي كانت تصبح شبه خالية من المارة، ناهيك عن تأثير كلماته الذي كان يهدد عروشا!
في تلك الأيام الخوالي كنت تفتح صحف الصباح عارفا مقدما أنك تقرأ اليوم لتوفيق الحكيم أو نجيب محفوظ أو يوسف إدريس أو غيرهم من العمالقة وكانت مقالات هيكل يوم الجمعة تضيف إلى اليوم مذاقا محببا، فقد كانت تحمل وجبة ثقافية دسمة فانظر اليوم - أعزك الله - إلى بعض الذين يكتبون وقل لي بربك ألم يضل بعض المشاهير الطريق فاحترف الكتابة ولو وجه توجيها صحيحا يلائم مواهبه لكان أحد الفتوات الذين يستأجرون للمشاجرات مع ما يلزمها ويصاحبها حتما من ألفاظ سباب وشتائم وسخائم! ألا ترى أن البعض يمارس دور الدبة بامتياز فيصيب بالأذى الجسيم من أراد أن يسدي له خدمة ومرد المصيبة أنه يؤدي دورا لم يهيأ له لا بالفطرة ولا بالتربية ولا بالثقافة، هل نلوم الدبة أم أن الأحق باللوم من أوكل للدبة ما ليست أهلا له وأتاح لمن تحلى بروح بلطجي قلما يطعن به صدور خلق الله اعمالا لتوجيه أو استلهاما لروح من وضع القلم الخنجر بيده؟!'.
اييه، اييه، ذكرنا بالذي كان يا ما كان، في سالف العصر والأوان، فجزى الله هذا القاضي العادل خيرا، عني أولا وعنكم بعد ذلك، خير الجزاء، ولكن كيف يقول عبدالناصر هكذا، غير مسبوقة بما تعرفونه؟
'الوفد' تشمت بسورية وايران وحماس
وإلى توالي التعليقات على نتائج المذبحة الإسرائيلية ضد أشقائنا الفلسطينيين، حيث واصل زميلنا وصديقنا وعضو الهيئة العليا لحزب 'الوفد' ورئيس تحرير جريدة 'الوفد' عباس الطرابيلي هجومه على حماس، وسورية وإيران وحزب الله، مستخدما مجموعات من الأسرار التي يبرر بها هجومه، فقال يوم الثلاثاء عن ضبط أموال مع أيمن طه من حماس: 'وما يهمنا هنا أن نعرف: من أين هذه الأموال، ولماذا تدعم إيران، التي تخطط المؤامرات ضد مصر - حركة حماس، ثم أين تذهب هذه الأموال، وهل تذهب لشعب فلسطين، أم تذهب إلى قنوات أخرى، غير النضال، وهل تذهب هذه الأموال للجوعى والمشردين ومن يعيشون الآن بين أنقاض بيوتهم في غزة، وهل تذهب لتشغيل اللاجئين الذين لا يجدون عملا يقتاتون منه، أم تذهب لمن،
وهل تذهب الحصة الأكبر إلى الأشاوس الذين يهاجمون حدود مصر وجنودها، وإلى مؤيديهم، ولا يذهب دولار واحد إلى رجال باقي المنظمات، ومن بينها فتح؟!
- الآن فقط عرفنا سر الحملات الشرسة من حماس ورجالها وممن يؤيدونهم في إيران وفي سورية، ومن رجال حزب الله في جنوب لبنان وشيخهم المعمم حسن نصر الله..
هم يريدون فتح المعابر ليعبروا فوق كل القوانين المصرية إلى كل ما يريدون. يريدون أن تسمح مصر بحرية العبور لتعبر ملايين إيران إلى حماس، لترتد إلى صدور كل المصريين وتنفذ مؤامرتهم.
- لقد اكتشفنا اللعبة، ولن نقبل أي اعتداء على الشرعية المصرية وعلى القوانين المصرية، مهما ارتفعت حناجرهم، ومهما دفعوا للفضائيات التي تؤيدهم، وتهاجم مصر'.
ولكن عباس تلقى صدمتين، عنيفتين في نفس العدد، الأولى من زميله فتوح الشاذلي الذي قال: 'واصل المرجفون حديثهم الذي هو حديث الإفك وذلك عقب وقف إطلاق النار في غزة، تارة يلومون المقاومة على الدفاع عن أراضيهم، وتارة أخرى يشككون في النصر الذي حققته، وثالثة يحذرونهم من استمرار حمل السلاح.
الغريب أن المرجفين الجدد تفوقوا على المرجفين القدامى، ففي الماضي كان حديثهم مستترا ويروجونه في ظلام الليل الدامس، لم تكن لديهم الجرأة على الجهر وعمدوا إلى إشاعته بين الناس على استحياء، اما المرجفون الجدد فقد كشفوا عن وجههم القبيح بكل صراحة ووضوح واستخدموا كل المنابر من أجل نشر أراجيفهم المضللة'.
مؤيد للسادات يشيد
بالمقاومة ويهاجم عباس والسنيورة
والثانية أشد عنفا لأنها جاءت من عضو الهيئة العليا للحزب إبراهيم تاج الدين ياسين، وهو من مؤيدي الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أنه قال: 'فحال لبنان وحال فلسطين هو من حال أمتنا العربية كلها، المصير واحد، العدو واحد، التحديات واحدة، بل يشاء القدر أن يكون لبنان وتكون فلسطين جبهتي الصمود لأمتنا العربية كلها بعد تحييد - أو للأسف تقييد - يد مصر والأردن كدول سعت للسلام وحاربت وبذلت الدماء من أجله ودفع الرئيس السادات - رحمه الله - حياته من أجل سلام لم يفهمه في حينه بل ورفضه الكثيرون، بل وعبثت به إسرائيل التي كانت طرفا في معاهدة السلام، ولكنها لا تأبى لنا ولا ترضى لنا مصيرا نحن العرب إلا الاستسلام!
فهل كان الرئيس السادات يرضى اليوم بما وقعه في 'كامب ديفيد' لو رأى اعتداء إسرائيل، أقل من سنتين - على لبنان وعلى غزة! وهل كان من عارض السادات في حينه على حق عندما قرر أن إسرائيل دولة لا عهد لها ولا ذمة!
وكما قال أمين الجامعة العربية معالي الوزير 'عمرو موسى' السلام 'مات وشبع موت'! أي سلام هذا الذي ظل السيد 'عباس' رئيس السلطة الفلسطينية يكاد 'يتسوله' من قادة إسرائيل! إننا نشفق على هذا الرجل من كثرة محاولاته مع قادة لا عهد لهم ولا ذمة؟! قادة سمحوا بضرب غزة 'فلسطين' بأقذر أنواع الأسلحة المحرمة! ولعل دماء شعبك يا رئيس فلسطين تكون سببا في رأب الصدع بين نظامك وبين المقاومة ممثلة في الفصائل بقيادة السيدين الكريمين خالد مشعل ورئيس الوزراء الفلسطيني - والذي أقصيتموه إسماعيل هنية والقادة الكرام من حوله، يا رئيس فلسطين لماذا حكومتا فياض والسنيورة معتدلتان؟
ولماذا المعارضة في فلسطين والمعارضة في لبنان، مارقتان؟!
لماذا النظام الإيراني كله والنظام السوري كله، أنظمة مارقة، غير صديقة؟ وكذلك السودان؟! حتى بلغت الوقاحة والجرأة المطالبة بالقبض على الرئيس 'البشير'!
أية مهانة تجعلنا نقبل هذا؟! لقد أصبحت أنظمتنا العربية ألعوبة في أيديهم، أيدي الشرعية الدولية الظالمة فبعد 'صدام'، 'البشير'؟! لقد انفتحت شهيتهم عليكم يا حكام العرب!
ورغم خلافاتنا مع الأنظمة الحاكمة في بلادنا، إلا أننا نأبى أن يكون هناك أي اعتداء أو تطاول على حكامنا، أن كرامة شعوبنا ترفض أن يعتدي أحد على رئاستها أو رموزها الكبيرة، ذلك بصرف النظر عن أية خلافات داخلية، فهذا شأننا'.
'صوت الامة': مبارك خان مصر!
وإلى من ندعو المولى عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية، وراحة البال، والصبر على حسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، في صحف محور الشر، مثل زميلنا وصديقنا عبدالعظيم مناف رئيس تحرير 'صوت العرب' الاسبوعية المستقلة، الذي قال مهاجما خطاب رئيسنا في الاحتفال بعيد الشرطة: 'في ذكرى صدور دستور الوحدة، وقيام دولة 'الجمهورية العربية المتحدة' في الخامس من شباط - فبراير 1958 وقف رئيس 'الجمهورية الرابعة' يقرأ خطاب هجاء لبعض الأشقاء كتبه هجام هجاء مشاء. بينما كانت مصر الشعب تتحدث عن فساد وزير جديد سابق من حملة أوسمة رئيسه، والذي أرفق في مذكرته براءة الوسام في محاولة للتأثير على سير الاتهام، أو ابتزاز مقدم البلاغ ضد أحد وزراء الفساد كان رئيسهم يتراشق في الخطاب مع من وصفهم بـ 'المحرضون على القتال' وتساءل: 'هل كان الهدف هو الحرب حتى آخر جندي مصري؟ أم ابتزاز مصر واستدراجها وتوريطها في قرارات غير محسوبة'. وإذا كان معد الخطاب يجهل أن جيش مصر الباسل له أول وليس له آخر محمي بالانتماء - مشهود له بالأداء - معقود عليه الرجاء وبذلك فإن كلمة 'آخر جندي' بلا مضمون ولا مدلول لأن مصر أكبر وأعصى وأعفى من أن يفنى جيشها - لا قدر الله - أمام عصابة من القتلة'.
'روز اليوسف':
معجبة بالرئيس مبارك
ونترك أصحاب الحقد والحسد، ليموتوا بغيظهم على صفحات صحف محور الشر، لنتجه لصحف محور الخير، وهي 'روزاليوسف' ورئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر الذي قال وأسعدنا بما قال: 'الرئيس مبارك يحرص على أن تظل مصر على اتصال دائم بالدول المؤثرة في سير الأحداث، خصوصا أن الحساسيات بين الدول الأوروبية تصاعدت الى درجة كبيرة بشأن 'الغيرة' من 'الدور' المتزايد لفرنسا.
معظم الدول الأوروبية اصبحت تنظر للدور الفرنسي المتصاعد بالريب والشكوك، خصوصا ألمانيا وايطاليا وهي بجانب بريطانيا الدول الأربع الكبرى في أوروبا.
- وصلت الحرب الإعلامية بين فرنسا وايطاليا الى صورة شبيهة بالحرب التي تشنها قناة 'الجزيرة' ضد مصر، 'كارلا' زوجة ساركوزي الإيطالية الجنسية قالت انه لا يشرفها أن تدخل إيطاليا وبيرلسكوني رد عليها وإيطاليا كذلك.
- يبدو أن بيرلسكوني زعلان من مصر لأن ساركوزي في قمة شرم الشيخ جلس إلى يمين الرئيس بينما جلس بيرلسكوني بعيدا، ومعروف عنه أنه طيب القلب وخفيف الظل ولا يخفي ما بداخله.
- تتجسد الشراكة السياسية في علاقات الصداقة المتينة التي تربط بين مبارك وساركوزي وبيرلسكوني ويحرص الرئيس دائما على أن يحيط الزعيمين بآخر تطورات الموقف في المنطقة وتبادل الرأي والمشورة'.
طبعا، طبعا، من حق بيرلسكوني أن يحس بالغيرة، من ساركوزي، ولكن لا دخل لرئيسنا بذلك، لأن ساركوزي هو الذي أسرع بالجلوس، بجواره عندما شاهد بيرلسكوني يسرع للجلوس، هذه منافسة على حبنا، لا دخل لنا فيها، وعلى كل حال، فقد أسرع بيرلسكوني بتوجيه الدعوة للرئيس لحضور المؤتمر الذي ستعقده الدول الصناعية الثماني مع الدول الأخرى البازغة اقتصاديا، وهو ما دفع زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير 'روزاليوسف' لأن يقول: 'مصر تضيف من وزنها السياسي الى أصولها الاقتصادية لكي تصبح موجودة في قمة سردينيا في تموز (يوليو) المقبل، وبحيث يؤدي هذا من خلال علاقات التعاون مع القوى الاقتصادية الأكبر الى مزيد من تنمية قدرتها الاقتصادية، نحن هنا أمام طريقة مختلفة في التسويق لوزن البلد عالميا نقلة نوعية في الاستثمار الاقتصادي للوضعية السياسية في ميادين لا يكون فيها الحديث إلا بلغة الاقتصاد، بخلاف هذه الحركة المصرية ذات البركة، أي المؤثرة على قيمة العائد الاقتصادي من وزن البلد السياسي وأصوله الاقتصادية، فإن مصر تمد جسورها مع مجموعة أخرى مهمة، تسمى 'بريك' وهي تلك التي تضم: الهند - الصين - المكسيك - البرازيل، أي مجموعة اقوى الاقتصاديات البازغة في العالم.
لا أعتقد أنه يمكن لبلد غير مصر، برئيسه الحكيم ذي الخبرة العريضة والعلاقات المتسعة أن يفرض نفسه على أجندات تلك المتغيرات، في ضوء حجم اقتصاده غير الكبير'.
'الاهرام': مصر
ليست وسيطا بل شريكا للفلسطينيين
طبعا، طبعا، فهذا مما لا شك فيه. وإلى صحيفة أخرى من صحف محور الخير الحكومية، وهي 'الأهرام' التي أسعدتنا هي الأخرى بالقول في تعليقها:
'ومصر ليست وسيطا، ولكنها شريك فلسطيني في التفاوض والمبادرة المصرية متكاملة الأجزاء يقود بعضها الى البعض الآخر، حيث ان تثبيت وقف إطلاق النار يقود الى فتح المعابر ورفع الحصار الذي يستلزم بدوره تحقيق وفاق فلسطيني وطني تدعو إليه مصر من خلال اجتماع يعقد يوم 22 شباط (فبراير) الحالي، وهو الوفاق الذي كان من المفترض أن يتم قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
إن الأجواء مليئة الآن بعديد من المناورات والتحريات الواضحة أحيانا والغامضة في أحيان كثيرة ومصر ترحب بكل من يلعب دورا بناء وايجابيا لصالح القضية الفلسطينية إلا أنها سوف تكشف في يوم من الأيام عن أصحاب الأدوار السلبية والمعوقة'.
وآخر زيارة لنا في صحف محور الخير الحكومية، هي الأخبار التي قالت في تعليقها أمس: 'فكون مبارك أكثر زعماء المنطقة حكمة وخبرة بالسياسة ودهاليزها وحنكة وكياسة وقدرة على حل المعضلات وحرصا على شعبه وشعوب المنطقة كلها حقيقة يلمسها القاصي قبل الداني، ومن هذا المنطلق تجده يحمل على كاهله دائما ودون كلل هموم شعبه وشعوب المنطقة كلها ويبحث دائما في كل لقاءاته المحلية أو الإقليمية أو العالمية عن سبيل للتخفيف عن كاهل مواطنيه، كما لا ينسى أو يتناسى سبل تخفيف معاناة الفسطينيين في ظل الاحتلال والسعي الدؤوب للسلام وقيام دولتهم المستقلة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي آن لها أن تتفرغ للتنمية بعد عقود عجاف كرست فيها كل مواردها من أجل الحروب التي لا تبقي ولا تذر'.
وهكذا يكون الكلام الذي يرضي الضمير ويريح القلب.
مساخر الحكومة والوزراء والداخلية
وإلى حكومة ما أشبه، وما يسبقها من شؤم ونحس وبيزنيس، لا داعي لتكراره، لأنكم تحفظونها، وحيث أبدت زميلتنا بمجلة 'صباح الخير' ناهد فريد، تعجبها مما يحدث في هكذا دولة بقولها: 'للإضرابات والاعتصامات العمالية سبع فوائد، أهمها ما كشفت عنه لافتة رفعها مجلس إدارة النقابة العامة لسكك حديد مصر على واجهة محطة رمسيس، والتي جاء فيها أن مجلس إدارة نقابة السكك الحديدية يشكر مباحث أمن الدولة لموافقته على مطالب العاملين، الفائدة التي حصلنا عليها هنا هو إعلامنا أن مباحث أمن الدولة امتد نشاطها ليشمل سكك حديد مصر، وأن وزير النقل والمواصلات غير مسؤول كما كان يخيل لنا، غير مسؤول عن العاملين في هذا المجال، ربما كان الوزير مسؤولا عن الشق المتعلق بالجماد في وزارته يعني أجسام القطارات وهياكل الأتوبيسات الى آخر هذه النوعية من المسؤوليات، لكن أمن الدولة هو المسؤول عن العلاقات العامـــة والشــــؤون العمالية، أي كل ما يتعلق بالبني آدمين المـــحدثين للشغب فهذه أمور لا يصلح معها إلا التعامل الامني..
حتى لو كان هؤلاء البني آدمين يطالبون بحقوقهم وليسوا حرامية أو مختلسين أو مزورين أو مرتشين - فهذه الجرائم الأخيرة ليست من اختصاص الأمن ولا يتدخل فيها اعتمادا على أن هذه الفئة لها رب يحاسبها، أما المطالبة بالحقوق فأمن الدولة قدها وقدود بدليل أن النقابة العامة شكرتهم، ولا شكر على واجب!'.
والحقيقة التي تعلمها ناهد بالتأكيد، ولا أعرف لماذا تجاهلتها، بحيث بدا الأمر بالنسبة إليها مفاجأة، هي أن أمن الدولة هو الذي يتولى حل معظم هذه المشاكل، ويفرض الحلول على الوزارة، بدءا من رئيسها الى أي وزير فيها، وتدخله هنا يكون في معظم، ان لم يكن كل المواقف مع العمال لتلبية مطالبهم أو معظمها أو بعضها، فهو الذي ساند مطالب عمال المحلة، ضد وزير الاستثمار وموظفي الضرائب العقارية ضد وزير المالية، وعمال السكك الحديدية وأوقف هو والجيش بيع مؤسسات عديدة، ولا يعني ذلك أن مباحث أمن الدولة لها توجهات اشتراكية انما يحركها الأمن أولا وأخيرا، وبالتالي فهي تحذر من السياسات التي قد ينتج عنها اضطرابات اجتماعية أو اندلاع مظاهرات قد لا تستطيع السيطرة عليها وتهدد نظام الحكم، وبالتالي تتحمل وزارة الداخلية عبء سياسات أو أخطاء أو تعنت وزراء ومسؤولين آخرين.
وإذا تركنا ناهد واتجهنا لوفد الثلاثاء مع زميلنا وصديقنا محمد أمين سنجده يحدثنا عن قيام محافظ الغربية عبدالحميد الشناوي بالتخفي والقيام بجولات ليكتشف الأخطاء، وأضاف أمين: "هل يستطيع "العادلي" أن "يتخفى"، وكان الجواب "لا" ربما لأن "العادلي" وجه معروف جدا، ولو حتى دخل أقسام الشرطة بجلباب بلدي!
- واعترف أن الحاجة ملحة لأن يتخفى العادلي بطريقة أو بأخرى، ليشاهد ما يحدث على الطبيعة، خاصة إذا "خطف رجله" الى مركز شرطة كفر شكر، ورأى ما يفعله رئيس المباحث هناك، سيسمع قصصا يشيب لها الولدان، صحيح أن الوزير ليس في حاجة إلى هذا التخفي، ولا إلى هذا التنكر، فهو يعرف كل شيء، داخل حجز الأقسام، ويستطيع أيضا أن يعرف أن درج أي رئيس مباحث، لا يخلو من قطعة حشيش أو لفة بانجو، أو مطواة قرن غزال، أو قطعة سلاح، لزوم تقفيل أي قضية، لا يستطيع أن يضبطها، فيقوم بالواجب، وهو الاختيار الأسهل!
- وأضع اليوم أمام وزير الداخلية، قصة عروس في ليلة الحنة، اقتادها ضابط المباحث "الصغير" الى التخشيبة هي وأخواتها البنات وعشرات الشباب، لأنه لم يستطع أن يضبط شابا أطلق نارا على سبيل المجاملة، فما كان من الضابط إلا أن أخذ الجميع، بما في ذلك العروس، ليعترفوا على الجاني وبات الجميع في التخشيبة".
تعليق