السلام عليكم
سأستعرض هنا قصة لأحد أصدقائي أثارت قلمي لكتابتها بأسلوب أدبي
/
"
لن أسترسل في نقطة البداية ، بل سأعرضها على مر من العجلة لتتضح معالم القصة .
أحب فتاة ، ملكت قلبه ووجدانه ، فأصبح يفرح حين يراها ، وإذا غابت عنه انتظر اللقاء.
زاد شوقه إليها عندما أدرك أنها مغتربة عن فلسطين ، فأصبح لا ينتظر ساعات ولا أياماً ، بل شهوراً وسنين .
كان طاهراً حتى في حبه ، فلم يجاوز حدود الكلام الذي يقتضيه العرف (فهي من أقاربه)، حتى أنه لم يصارحها بحبه لها .
ولكنه كلام القلب مع القلب ، فقد كان يشعر بأنها تبادله الحب ، فما أن ينظر بعينيه إلى عينيها يدور بينها أحلى كلام الحب ،
فترسل عينيه كلاماً بلا معنى لأسمى معاني الكلام في نظرها .
ومرت على هذا الحال سنتين أو ثلاث سنوات لم تكن قريبة منه فيها إلا شهرين أو ثلاثة شهور .
لم يصارحها بحبه ، وربما كان صديقي مخطئاً إذ لم يصارحها بما يجوب قلبه .
ولكن أين سر إعجابي بقلبه فيما قلت ؟
تبدأ من هنا سطور الحكاية المرة .
وبدون مقدمات لتلك الحكاية .
في يوم ما....وجدهم مجتمعين؛ أمه وأباه ، وأخته وأخاه ، والفرحة ترتسم على وجوه الجميع،
اللــــــــــــــــه .... شو هالاجتماع الحلو .
تعال...كيف لو تعرف الخبر.
(بتلهف) : شو ؟
أخوك حيتزوج.
(بفرح وسرور) : مبروك ...مين ؟
بنت ............
شحب الوجه ، واعتصر الفؤاد ألما، وكأنها طلقة أصاب راميها قلبه ،فانفجرت في القلب، وتناثرت شظاياها إلى باقي شرايينه.
لحظة صمت ...دارت فيها أحداث جسام .
وين سرحت ؟ مالك؟
فأسرع لاستدراك بقايا الابتسامة التي دخل بها عليهم ، عله يلتقط منها شيئا ولو كان يسيرا
وكان ذاك ، فأطلق ابتسامة باهتة ، شابها أنين فؤاده الممزق ،
ربما ؛ بل من المؤكد ، لم تستطع شرايينه المتقطعة أن توصلها إلى ما تبقى من قلبه المحطم.
وبصوت خنقه اعتصار الفؤاد ألماً : مبروك .
وأكملها _عندما أدار ظهره منصرفاً خشية أن تنزل صديقته الحميمة...الدمعة _ :ربنا يتمم على خير.
"
وين رايح ؟
عليا واجبات ودراسة كتير.
ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه ، وأطفأ نور الغرفة ، لينطفئ معه النور الذي أنار قلبه لسنين.
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
ولكنها ليست كتلك الابتسامة ...إنما هي أنات وعويل بقايا ذاك القلب.
خرجت منه تلك الآه ولكنه أمسكها قبل أن تجاوز حنجرته ، وكتمها كما اعتاد على كتمان ألمه فيما مضى.
ومضي ذلك الليل حالكاً ، مظلما في القلب والعينين ، فأُرغمت دمعته على السهر تنتظر حتى يجد سبيلا يهنأ به بالمنام فتنام هي الأخرى ولم تشأ الليالي من بعد هذا الليل أن تكون أحسنَ حالاً منه .
ماذا عن الحياة بعد ذلك ؟
الألم والمرارة سبيلان لا يسلك غيرهما ، والأمرُّ والأدهى ما عليه أن يتجرع من علقم الحقيقة ويا لها من حقيقة.
" نعم ،أخي ........ خطيب حبيبتي ! ".
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
روتين الحياة بعدها بقي هو هو لأكثر من شهرين .
إذا دخل الأهل المنزل خرج، وإذا خرجوا دخل ، كان يخشى أن يشعر به أحدهم ،
يصبر نفسه ببعض اللقيمات حتى لا يشعر بألم معدته فوق كل الآلام التي يعيش.
لم يكن يفعل ذلك إلا خشية أن يشعر به أحدهم ، فيفسد فرحتهم.
كلما ذكر تلك الكلمات ضاق صدره ، فكيف إذا دخل على أخيه وهو رافع سماعة الهاتف يكلمها ، يضحك لها وتبادله الضحك .
وكأنه يُطعن بألف خنجر مسموم عند كل ذكرى يذكرها وكل كلمة وضحكة يسمعها.
كم يتأوه ذلك القلب الحزين من مرارة الجراح ؛ بَيدَ أنه كتمها ومازال يكتمها ، فأصبح قلبه وكأنه يشكو إليه ،
ويرد عليه : اعذرني وتحمل ،فلطالما أثقلتك الجراح وتحملتها .
تحمل ، وكفي أن يكون في هذا البيت قلب حزين ، أم أنك تريد أن يكون الحزن فرداً جديداً في أسرتنا .
أي قلب تمتلك يا صديقي ؟
فقد سموت أقصى درجات العظمة على سلم التضحية ، فضحيت بما لا يُضحَى به لسعادة الأهل والأحباب.
تحياتى
عيش يا قــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــب وتعلم
سأستعرض هنا قصة لأحد أصدقائي أثارت قلمي لكتابتها بأسلوب أدبي
/
"
لن أسترسل في نقطة البداية ، بل سأعرضها على مر من العجلة لتتضح معالم القصة .
أحب فتاة ، ملكت قلبه ووجدانه ، فأصبح يفرح حين يراها ، وإذا غابت عنه انتظر اللقاء.
زاد شوقه إليها عندما أدرك أنها مغتربة عن فلسطين ، فأصبح لا ينتظر ساعات ولا أياماً ، بل شهوراً وسنين .
كان طاهراً حتى في حبه ، فلم يجاوز حدود الكلام الذي يقتضيه العرف (فهي من أقاربه)، حتى أنه لم يصارحها بحبه لها .
ولكنه كلام القلب مع القلب ، فقد كان يشعر بأنها تبادله الحب ، فما أن ينظر بعينيه إلى عينيها يدور بينها أحلى كلام الحب ،
فترسل عينيه كلاماً بلا معنى لأسمى معاني الكلام في نظرها .
ومرت على هذا الحال سنتين أو ثلاث سنوات لم تكن قريبة منه فيها إلا شهرين أو ثلاثة شهور .
لم يصارحها بحبه ، وربما كان صديقي مخطئاً إذ لم يصارحها بما يجوب قلبه .
ولكن أين سر إعجابي بقلبه فيما قلت ؟
تبدأ من هنا سطور الحكاية المرة .
وبدون مقدمات لتلك الحكاية .
في يوم ما....وجدهم مجتمعين؛ أمه وأباه ، وأخته وأخاه ، والفرحة ترتسم على وجوه الجميع،
اللــــــــــــــــه .... شو هالاجتماع الحلو .
تعال...كيف لو تعرف الخبر.
(بتلهف) : شو ؟
أخوك حيتزوج.
(بفرح وسرور) : مبروك ...مين ؟
بنت ............
شحب الوجه ، واعتصر الفؤاد ألما، وكأنها طلقة أصاب راميها قلبه ،فانفجرت في القلب، وتناثرت شظاياها إلى باقي شرايينه.
لحظة صمت ...دارت فيها أحداث جسام .
وين سرحت ؟ مالك؟
فأسرع لاستدراك بقايا الابتسامة التي دخل بها عليهم ، عله يلتقط منها شيئا ولو كان يسيرا
وكان ذاك ، فأطلق ابتسامة باهتة ، شابها أنين فؤاده الممزق ،
ربما ؛ بل من المؤكد ، لم تستطع شرايينه المتقطعة أن توصلها إلى ما تبقى من قلبه المحطم.
وبصوت خنقه اعتصار الفؤاد ألماً : مبروك .
وأكملها _عندما أدار ظهره منصرفاً خشية أن تنزل صديقته الحميمة...الدمعة _ :ربنا يتمم على خير.
"
وين رايح ؟
عليا واجبات ودراسة كتير.
ودخل غرفته وأغلق الباب خلفه ، وأطفأ نور الغرفة ، لينطفئ معه النور الذي أنار قلبه لسنين.
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
ولكنها ليست كتلك الابتسامة ...إنما هي أنات وعويل بقايا ذاك القلب.
خرجت منه تلك الآه ولكنه أمسكها قبل أن تجاوز حنجرته ، وكتمها كما اعتاد على كتمان ألمه فيما مضى.
ومضي ذلك الليل حالكاً ، مظلما في القلب والعينين ، فأُرغمت دمعته على السهر تنتظر حتى يجد سبيلا يهنأ به بالمنام فتنام هي الأخرى ولم تشأ الليالي من بعد هذا الليل أن تكون أحسنَ حالاً منه .
ماذا عن الحياة بعد ذلك ؟
الألم والمرارة سبيلان لا يسلك غيرهما ، والأمرُّ والأدهى ما عليه أن يتجرع من علقم الحقيقة ويا لها من حقيقة.
" نعم ،أخي ........ خطيب حبيبتي ! ".
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
روتين الحياة بعدها بقي هو هو لأكثر من شهرين .
إذا دخل الأهل المنزل خرج، وإذا خرجوا دخل ، كان يخشى أن يشعر به أحدهم ،
يصبر نفسه ببعض اللقيمات حتى لا يشعر بألم معدته فوق كل الآلام التي يعيش.
لم يكن يفعل ذلك إلا خشية أن يشعر به أحدهم ، فيفسد فرحتهم.
كلما ذكر تلك الكلمات ضاق صدره ، فكيف إذا دخل على أخيه وهو رافع سماعة الهاتف يكلمها ، يضحك لها وتبادله الضحك .
وكأنه يُطعن بألف خنجر مسموم عند كل ذكرى يذكرها وكل كلمة وضحكة يسمعها.
كم يتأوه ذلك القلب الحزين من مرارة الجراح ؛ بَيدَ أنه كتمها ومازال يكتمها ، فأصبح قلبه وكأنه يشكو إليه ،
ويرد عليه : اعذرني وتحمل ،فلطالما أثقلتك الجراح وتحملتها .
تحمل ، وكفي أن يكون في هذا البيت قلب حزين ، أم أنك تريد أن يكون الحزن فرداً جديداً في أسرتنا .
أي قلب تمتلك يا صديقي ؟
فقد سموت أقصى درجات العظمة على سلم التضحية ، فضحيت بما لا يُضحَى به لسعادة الأهل والأحباب.
تحياتى
عيش يا قــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــب وتعلم
تعليق